المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زيارة قصيرة لعنترة



د عثمان قدري مكانسي
07-03-2012, 12:13 PM
زيارة قصيرة لعنترة
الدكتور عثمان قدري مكانسي
تركنا الأدب والشعر منذ فترة ليست بالقليلة وغصنا في التربية القرآنية والنبوية أولاً والسياسة ثانياً حتى كدنا ننسى أننا قضينا أكثر من خمسة وخمسين عاماً في رحاب الأدب تعلماً وتعليماً شابَ فيها الرأس وضعفت العينان وكل البدن ولو عصرْتَ عقولنا ما وجدت غير الأدب من شعر ونثر.
لكنني وجدت نفسي صباح هذا اليوم وأنا عائد من صلاة الفجر أترنم بمعلقة عنترة بن شداد ، أردد مقدمتها وأقف على معنى كل كلمة فيها وأقلب فيها الوجوه وأغوص في معانيها ، ثم أراني أنتقل إلى شوقي رحمه الله في (جارة الوادي) ثم أراني أعقد مقارنة بين وقوف عنترة على الأطلال وأمّ شوقي الرياض التي التقى فيها المحبوبة مرات عديدة وأقول : إن الشاعر ابن بيئته ، فمن عاش في الصحراء تذكر النؤي والأثافيّ السفع وجذم الحوض . ومن كان في المدينة ذكر الرياض الغناء وأشجارها وعيونها وريّاها .
فعنترة يريد اختصار الموقف وعدم الاسترسال في وصف الأطلال فأعلن أن من سبقه من الشعراء لم يتركوا له ولا لغيره جديداً ولا قديماً في هذا الباب ( هل غادر الشعراء من متردّم) فإذا بالمعري يخالفه إذ يقول :
إني وإن كنتُ الأخيرَ زمانُه == لآت بما لم تستطعه الأوائلُ
فأقول هذا – المعرّيّ- فارس الشعر والمقال وليس فارس الضرب والنزال ، ثم هو ذكي أريب ومتكلم بارع عاش في قرون العلم والحضارة العربية في (بغداد)عاصمة الدنيا آنذاك ، فأين البدوي البسيط عنترة منه في صحراء ما قبل الإسلام؟
والجميل في بساطة عنترة وسهولة معانيه أنه يخبرنا بأسلوب الاستفهام في بيته الأول أنه اهتدى إلى أطلال مضارب الحبيبة بعد أن ضرب أخماساً بأسداس( أم هل عرفت الدار بعد توهّم) والمعرفة قبل العلم فلم يقل ( أم هل علمت ..) فالتوهم ثم المعرفة ثم العلم . ويأسى المحب حين يمر بآثار المحبوب فتتوارد على قلبه قبل عقله كلُّ أحاديثهما ولقاءاتهما وأحلامهما ،وما كان أجملها فإذا به ينتبه إلى الواقع الحزين وينادي بأعلى صوته ( يا دار عبلة بالجواء تكلمي ) وهل تتكلم الصخور الصم والحصى الصغيرة والرمال المتحركة ، إنه لن يسمع غير صوت الريح أو عواء ذئب شم رائحته فأقبل يعسل إليه ، أو نباح كلب ضال يرجو ما يسد رمقه. ولْيتكلمْ وحده ممنياً نفسه بلقاء قريب يغسل أدران البعد وآثار الحرمان.
ولعله فرح حين عرف المضارب المقفرة مهد الحب ومرابع الأحلام الوردية ثم تألم إذ انتبه لواقعه المرير ، فلا حسّ ولا أنس. لقد شدّت القبيلة إلى مكان آخر قد يعرفه فهو منطلق إليه . لكنْ لا بد وقد مرّ على ذكريات الأمس أن يقف عنده سويعات بل دقائق يسلم على دار عبلة ( وعِمي صباحاً دارَ عبلة واسلمي) . إن السلام والتحية عنوان الشوق واللهفة.
وأتذكر مجنون ليلى يمر على ديار المحبوبة ليس حباً بها إنما حباً في الحبيب الغائب :
أمر على الديار ديار ليلى == أقبل ذا الجدارَ وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي == ولكنْ حبُّ مَن سكن الديارَ
تراه يقبل الجدار ثم يعلل في البيت الثاني فعله هذا كي لا يظنه الراؤون مجنوناً . وعلى رغم هذا وصفوه بالجنون فأصبح لا يُعرف إلا به.
وقف عنترةُ ناقته ولم يُنِخها ، وحُق له أن يفعل ذلك فلن يُطيق البقاء في منعطف أو تل أو أرض كان يلقى فيها الحبيب وهو الآن بعيد عنه. أو لا يعرفه فهو يبحث عنه ، وبقاؤه في مرابع ذكرياته وإن كانت تخفف عنه قليلاً فإنها تحرك أوار الحب في قلبه وشوك البعاد في جسده. ولن يُطيق اجترار ذكرياته ليصحوَ على سراب واقعه.
لكنني وقفت طويلاً أمام وصف ناقته (بالفدن) والفدن :القصر المنيف ، أتساءل لم جعلها قصراً ، فكان في رأسي أكثر من تعليل:
1- بما كانت الزيارة لأطلال حبيبته قصيرة ، فإنزال الأحمال عملية مرهقة لا حاجة إليها.
2- لو أناخها وعليها حمل ثقيل فقد يضطر لتخفيف الحمل عنها كي تقوم مرة أخرى.
3- صرّح أنه وقف ناقته على الأطلال ( ليقضي حاجة المتلوّم) فمن اللائم يا ترى ؟! أيلوم نفسه لو أنه لم يقف؟ ولربما تسأله عبلة أوَقف أم لا ؟وتظن عدم التوقف دليلاً على عدم اهتمامه بها ؟ وهو لا يريد أن يقف هذا الموقف. ولعله لا يحب أن تكون قصيدته مبتورة على عادة شعراء ذاك الزمان فمن سمات القصائد إذ ذاك الوقوف على الأطلال.
4- والحقيقة أنني لم أرتح لوصف ناقته بالفدن ورأيته حشواً .
قلت إنني قارنت بين قصيدة عنترة وقصيدة شوقي في الحديث عن جارة الوادي ، وترنمت بلحن محمد عبد الوهاب يغنيها، فوجدتني أدخل البيت أردد:
ولقد مررت على الرياض بربوة == غنّاء كنت حيالها ألقاك
ضحكت إليّ وجوهها وعيونها == فشممتُ في أنفاسها ريّاكِ

ربيع بن المدني السملالي
13-03-2012, 02:38 AM
شكر الله لك أيها الكريم على هذا السّخاء الأدبي الجميل الذي تجود به علينا بين الفينة والأخرى
دمت متألقاً
تحياتي

د عثمان قدري مكانسي
13-03-2012, 03:53 PM
أحب عنترة يا أخي ، فهو شهم نبيل .. ألم يقل :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي .. حتى يواري جارتي مأواها
أخلاق عربية وإسلامية نبيلة
لك تحياتي القلبية

نادية بوغرارة
15-03-2012, 10:53 PM
قرأت نقدا و تحليلا كثير لقصيدة عنترة ،

لكنني لم أنسجم مع مطلعها مثلما انسجمت حين قرأت لك حوارك الداخلي حولها ،

نورانية و صفاء ذهن ، منحتنا لحظات ممتعة في رحاب الشعر .

ليتها تتكرر ، و تطول الزيارة أكثر ، فتتحفنا بالمزيد .

الدكتور عثمان مكانسي ،

عرفناك داعية فأحسنت الدعوة ، و عرفناك كاتبا في السياسة فكنت واعيا و حكيما ،

و عرفناك شاعرا فكان شعرك ماتعا .

بارك الله فيك و زادك بسطة في العلم و الفهم و التأمل و الأدب .

ساعد بولعواد
15-03-2012, 11:06 PM
أمر على الديار ديار ليلى == أقبل ذا الجدارَ وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي == ولكنْ حبُّ مَن سكن الديارَ
************************************************** ******
أمر على أفياء واحتنا محييا =أقبل ذاالأديب وذا المدرار
وما حبي للواحة أضنى قلبي =ولكن شوقي لصانعي القرار .

تحاياي كما يليق ...

د عثمان قدري مكانسي
16-03-2012, 06:36 AM
أختي نادية وأخي ساعد .. سلام الله عليكما ،
وتحية صباح الجمعة ( 16-03-2012)أرسله لكما عبقاً برائحة الأرض التي أصابها الغيث
لم يتمكن النوم بعد صلاة الفجر من نفسي ، فأرسلتها راغبة إلى الحاسوب ( اللاب توب) لأرى آثاركما على صفحتي هذه ، فأسعد بلقائكما.
وأفتح الصفحة فأسمع عنترة يصيح بملء قلبه ولسانه من بَعد( يا دار عبلة بالجواء تكلمي ....) يـــــــــــــــــــــــا دار عبلة يمد الياء ليسمع النداءَ من في المكان ، وليسمع صداه يتردد في جنباته..فهي دار عبلة ،
وأبتسم حزينا له .. إنه لم ير فيها سوى محبوبته على الرغم أن المكان كان يعج بالقبيلة كلها ، البشر والحيوانات والأنعام ، لكن القلب لا يعلق به سوى المحبوب ..
أحب (حلب )مدينتي التي تركتها راغباً في إعارة للجزائر الحبيبة وفي (بجاية )حصراً إذ قضيت بها أجمل سنتين من عمري ، وأحب كل حواريي حلب وازقتها ففيها ولدت وعلى أرضها درجت ، ولم أستطع العودة منذ أكثر من أربعة وثلاثين عاماً ، فهذا قدري الذي كتب في اللوح المحفوظ أتنسم هواءها عن بعد ويحرم عليّ دخولها فقد منعني نظامها الطائفي أن ألقاها وحكم عليّ بالموت ...
و( الجواء) ضمه وضم عبلة ليالي طويلة وأياماً حلوة ، فلا بد من ترنمه (بالجواء ) كما أترنم بـ( حلب ) وأشتاق ( بجاية ) و(الشارقة) التي عشت فيها ستة عشر ربيعاً ثم طُردت منها أمنياً منذ ثلاثة عشر عاماً ونيّفاً لأنني أحمل في شغاف قلبي نور الإسلام وفي فمي كلمة الحق ..
يا دار عبلة بالجواء تكلمي .. لكن الذكريات تتكلم والعاطفة تتحدث والأمل يُعَبّر .... ويعيش البشر على الأمل والتفاؤل كي لا يفتك بهم القهر ويحطمهم الشوق والحرمان
عثمان

كاملة بدارنه
16-03-2012, 07:25 AM
شكرا لك أستاذنا على ما أمتعتنا به في هذه الزّيارة
الشّعر المنسوج بخيوط الصّدق والمرويّ بمطر المشاعر يظلّ خالدا
بوركت
تقديري وتحيّتي

د عثمان قدري مكانسي
16-03-2012, 03:22 PM
أختي كاملة : جعل الله لك من اسمك نصيبا ..
لك خالص تحياتي
أسعدتني هذه الطلة الصباحية المباركة.

نادية بوغرارة
17-03-2012, 02:52 PM
أختي نادية وأخي ساعد .. سلام الله عليكما ،

أحب (حلب )مدينتي التي تركتها راغباً في إعارة للجزائر الحبيبة وفي (بجاية )حصراً إذ قضيت بها أجمل سنتين من عمري ، وأحب كل حواريي حلب وازقتها ففيها ولدت وعلى أرضها درجت ، ولم أستطع العودة منذ أكثر من أربعة وثلاثين عاماً ، فهذا قدري الذي كتب في اللوح المحفوظ أتنسم هواءها عن بعد ويحرم عليّ دخولها فقد منعني نظامها الطائفي أن ألقاها وحكم عليّ بالموت ...
و( الجواء) ضمه وضم عبلة ليالي طويلة وأياماً حلوة ، فلا بد من ترنمه (بالجواء ) كما أترنم بـ( حلب ) وأشتاق ( بجاية ) و(الشارقة) التي عشت فيها ستة عشر ربيعاً ثم طُردت منها أمنياً منذ ثلاثة عشر عاماً ونيّفاً لأنني أحمل في شغاف قلبي نور الإسلام وفي فمي كلمة الحق ..


==========


أعادك الله إليها و أعادها إليك قريبا إن شاء الله تعالى ،

و حينها سننتظر منك قصيدة عثمانية الهوى ،حلبية البوح ،

تعانق فيها حارات الشهباء و جوامعها وأبوابها و أسواقها ،،، و تستعيد أحلى الذكريات .

دمت في حفظ الله و رعايته .

د عثمان قدري مكانسي
17-03-2012, 06:24 PM
نعم يا أختاه
لئن وَجدنا بأرض الله توسعة
كثيرة ، وأماناً ...دونه الأرب

فإن أجمل أرض الله في نظري
مهوى الفؤادِ وعنوانُ الهوى حلب

فيها نشأنا على درب الهدى وبها
ذكرى صبانا وفيها العلم والأدب

وليد عارف الرشيد
18-03-2012, 11:03 PM
ما هذه الزيارة الجميلة أيها الكبير ... رائعة أخذتنا فيها على متن قراءتك الرائعة بأسلوبها السخي الماتع وعمقها المدهش وتحليلها الراقي ولغتها المتينة
أحييك وألف شكرٍ وتقدير
وكثير مودتي

د عثمان قدري مكانسي
19-03-2012, 11:56 AM
الأستاذ الفاضل وليد عارف الرشيد سلمك الله ورفع قدرك
سررت أيما سرور بزيارتك القصيرة النيّرة لصفحتي المتواضعة
وأسأل الله أن يكرمك ويحفظك
دمت في خير وبركة

ربيحة الرفاعي
26-03-2012, 11:38 PM
زيارة رائعة هي ما يتوقع من أديب يقرأ بعين كاتب وروح أنسان وعقل مفكر
فكيف حين يكون هذا الحشد الإبداعي في القراءة في حضرة شاعر كبير وشعر عظيم خالد كروائع عنترة

مضوع رائع مضمونا وطرحا

أهلا بك ايها الكريم فيواحتك

تحيتي

د عثمان قدري مكانسي
27-03-2012, 04:52 AM
قال صديقي: دخلت المصعد اليوم لأذهب إلى غرفة النوم بعد لقاء متعب طال ساعات في فندق ذي سبعة نجوم في مدينة كانت عاصمة الإسلام والعالم يوماً ما....
في المصعد تيس وأنثاه يتعانقان ويتضامّان دون أن يعيرا الدين والأخلاق ما ينبغي من حشمة وأدب
نبهتهما إلى أن هذا مايفعله الحيوان ، فنظر التيس إليّ وقال : اخرج إذا لم يعجبك ما نفعل.......
حين قرأت كلمات أختي السيدة ربيحة آنفة الذكر تذكرت عنترة يقول :
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي == حتى يواري جارتي مأواها
أغشى فتاة الحي عند حليلها == وإذا غزا في الجيش لا أغشاها
قلت رحم الله الأخلاق وأصحابها ... وليتني أستطيع الترحم على عنترة وأمثاله فقد كان رجلاً ،،، والرجال قليل

سامية الحربي
27-03-2012, 05:14 AM
زيارة ماتعة أستاذنا الكبير عثمان وكما أشرت الشاعر ابن بيئته يتطبع بها و تأثر فيه . في إنتظـار زيارات أخرى . بارك الله فيك وفي قلمك.دمت بخير.

د عثمان قدري مكانسي
27-03-2012, 08:26 PM
نرى عنترة يتقرب إلى ابنة عمه بذكر بطولته ، ولعلها تحب فيه هذه السمة ، بل هي التي طغت على عاطفتها فأنستها سواده ورأت فيه - حسب ما يقول بعضهم - فارس أحلامها :
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك == إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالة سابح == نهد تعاوره الكماة مكلم
يخبرك من شهد الوقيعة أنني == أغشى الوغى وأعف عند المغنم
أرأيت بطولته وسماحة نفسه ، فهو يقاتل ويترك الغنائم للضعيف ، إنه يقاتل للبطولة وإثبات الذات ، لا للغنى المادي !!
وأرى في هذا الزمن من يقول :......... ( أخشى الوغى ، وأهُفّ عند المغنم) وشتان ما بين هذا وذاك.
لكن والحق يقال : إنه أسَفّ في قوله ( إن كنت جاهلة بما لم تعلمي) فما لا يعلمه المرء يجهله .... وهو تحصيل حاصل .. أليس كذلك.
ولكن أقول : (ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها )؟......

صفاء الزرقان
30-04-2012, 02:28 PM
تركنا الأدب والشعر منذ فترة ليست بالقليلة وغصنا في التربية القرآنية والنبوية أولاً والسياسة ثانياً حتى كدنا ننسى أننا قضينا أكثر من خمسة وخمسين عاماً في رحاب الأدب تعلماً وتعليماً شابَ فيها الرأس وضعفت العينان وكل البدن ولو عصرْتَ عقولنا ما وجدت غير الأدب من شعر ونثر.

جميلة عودتك للأدب عودة ميمونة ومباركة

قراءة جميلة إحدى روائع الرجل الكبير عنترة الذي اكن مثالاً رائعاً لكمال الرجولة و القوة

و البأس و رقة الشعور و الحب و التصريح به و كتابته شعراً ما زال شاهداً على ذلك الحب فقوله :

ولقد ذكرتـك والرمـاح نواهـل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيـل السيـوف لأنهـا
لمعت كبـارق ثغـرك المتبسـم

صور أروع أشكال الحب فهو في ضخم المعركة و احتدامها يذكر حبيبته و كأن في تذكرها طاقة

و مدداً يُعينه على المحاربة و بذلك اكتملت رجولته فهو لم يكن محارباً قوياً خالياً من العاطفة ليقدم نموذجاً مُذهلاً.

قراءة جميلة أتمنى أن تتحفنا بالمزيد منها
تحيتي و تقديري

د عثمان قدري مكانسي
30-04-2012, 10:20 PM
كنت أتمنى أن يكون كثير من العرب المسلمين في أخلاق عنترة ...
إنهم نسوا عروبتهم وأخلاقها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مدحها بقوله: إنمت بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ،
فهي - الاخلاق - موجودة وجاءت الرسالة العظيمة فتممتها.
لك مني خالص التحية أختي الأديبة الناقدة صفاء