تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هدية



أمزيل عبد العزيز باشا
08-03-2012, 01:12 AM
كان يمكنك ألا تكلفي نفسك المجيء الى هنا.. إلى هذا المستشفى البارد، البعيد عن الوطن حد الغربة. كان بإمكانك أن ترسلي بطاقة بريدية .. يحملها الساعي الامين. يدق الباب و أنسج قصة بين بحثه عنها في حقيبته المخططة بالأصفر و بين توقيعي على وصل التسليم.. كان بإمكانك أن تهاتفيني فقط.. ثم لماذا كلفت نفسك عناء اقتناء علبة مزركشة هدية منك الي... لماذا تصرين على اختصار كل شي؟ كان بإمكانك ألا تتصنعي الابتسامة.. كان بإمكانك ألا تزوريني لتؤكدي عكس ظني بك. فأنت مازلت تلك المتعجرفة الاتية من جامعة أجنبية، و مازلتُ تلك الحثالة التي عيرتيني بها أمام الملأ.. لا لشيء إلا لقولي ما تلعثم الجميع في قوله صراحة.. "أنت فاتنة". ذلك ذنب لم نرتكبه نحن المفْتونون.
الآن تحملت السفر من الوطن الى روما لتؤكدي ما لا يمكن تصديقه.. ماذا عساك تظنين يستحقه ثائر، ممد على سرير الموت، هدية؟ هل يعقل أن تختصري الوطن في علبة مزركشة مغلقة.. ألا تعلمين اننا نحن المسكونين ب:006:الرفض لا نعطي الفرصة لأي أحد بأن يفاجئنا .. بأن يرهن عقولنا داخل علبة أو صندوق مقفل.. لا يمكننا أن نتراجع عن رفضنا لكل البرتوكولات. وأنا الذي يرمقك بعين بعد أن حررت لك سماء و أرض الوطن، لا يمكنني أن أخون كل الرفاق بالقبول بك و بهديتك. هيا عودي الى شوارع الوطن.. مقاهي الوطن .. جامعات الوطن .. وحاناته. فجري هناك أنوثتك واغوي ما شئت ممن هم على أهبة الطاعة و السقوط .. و خدريهم حتى تضيع هوية الوطن حد اللذة.. و سنعود نحن الأموات الأحياء، الحثالة، لتطهيرها مجددا.. تلك الهدية المخلصة مني إليك و إلى الوطن.
وأنا الذي تركت عينا على مشارف العاصمة من أجل شرف أنثى لا أعرفها .. همّ بها من جنّدهم أبوك للدفاع عن خيمة الزعيم.. عن جنونه هم مدافعون. لا تدخلي غرفتي . لا تنظري إلي بشفقة.
آه.. جاءت الممرضة الايطالية..
_ هل من زيارة اليوم؟
_ لا زيارة..

خالد بناني
08-03-2012, 01:19 AM
عبد العزيز أمزيل، أخي وصديقي
أيها المبدع المفكر
سبق أن قرأت هذه النثرية البديعة المسبوكة من حسن وحدي أعرف سره
والآن أنا أسعد بوجودها هنا بدوحة واحة الخير والعطاء
يا مرحبا ألف ألف مرة بك
ومزيدا مزيدا إن شاء الله
مودتي

عايد راشد احمد
08-03-2012, 02:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الفاضل

نثرية جيدة وسلسة وفيها جهد ملحوظ

مرحبا بك في واحة الخير

وننتظر المزيد من هطولك

تقبل مروري وتحيتي

أمزيل عبد العزيز باشا
08-03-2012, 11:12 PM
:0014:
... أي شيء أهديكِ؟
ها أنت حافية من كل ألق زائد.. تنتظرين مني تهنئة. ها أنت وقد تحلق حولك كل "الكل" .. بعضهم صادق، بعضهم يداهنك بكلمات صادقة. وها أنا تخونني العِبارات.. أحاول لملمة ما اجتمع لدي من رصيد تعبيري عله يغنيني لرفع الحرج. ماذا عساي أهديك؟ أأبسط أمامك كلمات وردية وأنثر في ممشاك حبات الأرز ؟ فأنت أكبر من كل هذا النفاق. لا تظني بي شرا إن لم أرسل اليك علبة الهدايا هذه المرة.. إن لم أنثر على سمعك كلمات التقدير و الاعجاب.. فكلما هممت بذلك وجدت كل تلك العبارات تخون معانيها. لا رحم الله من حور معانيها، عبْر التشدق بها على أرصفة الشوارع.. عند منعطفات الاحياء.. على رمال الحرية المفرطة. لذلك.. ظلي كما أنت دائما.. بدائية بلا استعراضية.. بلا استرجال. بلا تنمر..
أي شيء أهديكِ في عيدكِ؟
أهديك عَبرات هاربة من الزمن الجميل.. زمن الود المحض.

وليد عارف الرشيد
09-03-2012, 02:16 PM
مميزة ابتعدت عن السرد التقليدي بمخاطبة امراةٍ .. قدمت لنا الحوارية من طرفٍ واحد بعدًا زمنيًا ومكانيًا وانطباعيًا بأسلوب موفق وماتع
بسلاسة ورشاقة مضى هذا الخطاب ليوجع القلوب ... أجدت أيها المبدع الجميل
مودتي وتقديري وإعجابي

ربيحة الرفاعي
10-03-2012, 01:24 AM
شيء في هذا النص عاد بي لرسائل الثائر التي خرجت منها رواية ذاكرة الجسد.

نص أدبي من الطراز الذي يكثف الجملة وما ترسم من لوحات ومعان حتى يغيبك عن اللغة وأدبياتها
ومشاعر انسانية معذبة حكتها حوارية أحادية منفلته من أسر انتظار الردّ لإكمال الفكرة

أجدها بدخول الممرضة وهذه الخيبة التي قفلت بها النص استكملت أدوات القصة بذكاء بعد أن حملت القاريء يتستاءل عن الحدث والاطار الزماني لحديث ارتسم مكانه بينا واستدعاءاته

ابدعت أديبنا
أهلا بك في واحتك

تحيتي

آمال المصري
10-03-2012, 06:29 PM
ذكاء ودهاء في الطرح
أخذني النص بعيدا عن الجو القصصي فعشت مع موقف انساني مأسوي حتى جاءت الممرضة لتعلن عن قصة بها من المباغتة في النهاية ماجعلني إعيد قراءتها مرة أخرى مستمتعة بروعة الفكرة
متألق أديبنا الفاضل كنت هنا
مرحبا بك في ربوع الواحة
تحاياي

أمزيل عبد العزيز باشا
13-03-2012, 12:28 AM
مودتي .. تحياتي لكم جميعا
أملي أن أستفيد من تجاربكم

أمزيل عبد العزيز باشا
15-03-2012, 09:24 PM
مودتي .. تحياتي لكم جميعا
أملي أن أستفيد من تجاربكم

:004:

نداء غريب صبري
16-03-2012, 02:37 AM
أعجبتني القصة وشعرت كأني أعيش ضمن حوارها

لست ناقدة قصة ، ولكن هذا في اعتقادي يحسب للكاتب

شكرا لك اخي

بوركت

أسماء منصور
19-03-2012, 05:16 PM
استاذ عبد العزيز
قرات هنا واعجبنى الفكر به بريق متوهج
تحيتى وودى

أمزيل عبد العزيز باشا
20-03-2012, 10:47 PM
استاذ عبد العزيز
قرات هنا واعجبنى الفكر به بريق متوهج
تحيتى وودى
أسماء منصور
تحياتي لك
وشكرا على اهتمامك:0014:

د. سمير العمري
09-10-2013, 08:08 PM
أما أنا فلم أفهم فيمن كتب هذا وفيم.
هو نص أدبي جيد على أية حال.

تقديري