تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ضوضاء



وليد عارف الرشيد
08-03-2012, 03:01 AM
ضوضاء

كَانَ أَمْرًا اعْتِيَادِيًّا فِي حَّيِّنَا أَنْ تَصْدُرَ بَيْنَ الْحِينِ وَالْآخَرِ أَصْوَاتٌ مُزْعِجَةٌ مِنْ بَيْتِ سِيَادَتِهِ , وَدُونَ أَنْ يَكُونَ لِحُرْمَةِ الْمَكَانِ وَالزَّمَانِ وَالأَشْخَاصِ أَيَّةُ قِيمَةٍ تُذْكَر .
فَتَارَةً كَانَ صِيَاحًا دَاخِلِيًّا , مَجْهُولَ الأَسْبَابِ وَالْمُسَبِّبِينَ , وَتَارَةً صُرَاخًا مُوَجَّهًا إِلَى الْخَدَمِ وَالْحَشَمِ ...وَغَالِبًا كَانَ تَأْنِيبًا شَدِيدَ اللَهْجَةِ ( بِعِبَارَاتِ دَاخِلَ أَقْوَاسٍ ) لِلْمُرَافِقِينَ , الَّذِينَ كَانَ مَوْقِعُهُمْ فِي مَدْخَلِ الْبِنَاءِ ,وَقَدْ آنَسْنَا هذا وَتَقَبَّلْنَاهُ مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ كَأَمْرٍ وَاقِعٍ(وَكَأَنَّ بِيَدِنَا أَلَّا نَفْعَل !!!) , رَاضِينَ بِمَا قَدَّرَ الله .
أَمَّا الْيَوْمَ , فَقَدْ كَانَ اسْتِثْنَائِيًّا بِكُلِّ اْلْمَعَايِيرِ، فَالتَّارِيخُ يُشِيرُ لِإحْدَى لَيَالِي رَمَضَانَ , وَالْوَقْتُ بُعَيْدَ السُّحُورِ , وَقَدْ أمَّ الْجَمِيعُ فُرُشَهَمْ أَوْ كَادُوا , لِيَنَالُوا قِسْطًا مِنَ النَّوْمِ قَبْلَ تَوَجُّهِ كُلٍّ مِنْهُمْ إِلَى مَيْدَانِ خِدْمَتِه . وَحَتَّى سَبَبُ الضَّوْضَاءِ الْيَوْمَ كَانَ مُخْتَلِفًا , فَمَصْدَرُهَا كَانَ مِنْ شُرْفَةِ بَيْتِ سِيَادَتِهِ , وَمُصَدِّرُهَا كَانَ مُدَلَّل الْبَيْتِ الَّذِي لَمْ يَتَجَاوَزْ الثَّالِثَة مِنْ عُمُرِه , فَقَدِ انْفَجَرَ بِالْبُكَاءِ , وَبِسَفَهٍ قَلَّ نَظِيرُهُ . خَرَجَ الْجَمِيعُ يَسْتَطْلِعُونَ الْأَمْرَ، ثُمَّ يَنْتَظِرُونَ إِيذَانًا مِنْ سُمُوِّهِ بِأَنْ يَمُنَّ عَلَيْهِمْ بِالنَّوْمِ، وَهُوَ يَأْبَى ,وَيَعْلُو زَعِيقُهُ .. وَهُمْ ( وَمَعَهَمْ نَحْنُ بِالطَّبْعِ ) عَلَى جَمْرِ الانْتِظَارِ وَالْمَرَارَةِ يَصْطَلُون ...!!!
وَلُوحِظَتْ فِي الْأَثْنَاءِ حَرَكَةٌ دَؤُوبَةٌ غَيْرُ اعْتِيَادِيَّةٍ فِي مَبْنَى سِيَادَتِه , فَكُلُّ طَاقَمَهِ اسْتَنْفَرَ,وَهَبَّ لِمَدِّ يَدِ الْعَوْنِ وَلَكِنْ هَيْهَات.
ثُمَّ ظَهَرَتْ مُفَاجَأةٌ لَمْ تَكُنْ بِالْحُسْبَانِ صَدَمَتِ الْجَمِيعَ !!! فَقَدْ شَاهَدَ أَغْلَبُ الْقَوْمِ رَجُلًا يَرْتَدِي ثَوْبَ النَوْمِ ( الروب ) , وَهُوَ يَحْمِلُ الطِّفْلَ يُهَدْهِدُهُ قَاطِعًا الشُّرْفَةَ الْوَاسِعَةَ جِيئَةً وَذَهَابًا ..
نَعَمْ .. لَعَمْرِي هُوَ , بَلْ أُقْسِمُ إِنَّهُ هُوَ بِجَلَالَةِ قَدْرِه !! سِيَادَتُهُ (بِلَحْمِهِ وَشَحْمِه) هُوَ مَنْ يَتَوَلَّى أَمْرَ الطِّفْلِ , وَقَدْ كُنَّا لَا نَكَاُد نُشَاهِدُ سِيَادَتَهُ إِلَّا قَلِيلًا عَبْرَ وَسَائِلِ الْإِعْلَامِ , وَنَادِرًا عِنْدَمَا يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ سَيَّارَتَهُ بِحِمَايَةِ جَمْهَرَةٍ مِنْ الْعَضَلَاتِ الْمَفْتُولَةِ، فَنَلْمَحُ طَيْفَهُ مِنْ بَيْنِ الْجُمُوعِ . لكِنَّنَا الْيَوْمَ نُشَاهِدُهُ مُبَاشَرَةً وَدُونَ حَوَاجِزَ بَشَرِيَّةٍ أَوْ آلِيَّة, نَعَمْ , وَقَدْ أَقْلَقَهُ بُكَاءُ طِفْلِهِ الْمُعْجِزَة، حَتَّى تَفَتّقَ ذِهْنُ سِيَادَتَهِ الْأْلَمَعِيِّ عَنْ فِكْرَةٍ جَهَنَّمِيَّةٍ , يُسْكِتُ بِهَا سَيِّدَنَا الصَّغِير !
أَثْنَاءَ هذِهِ التَّطَوُّرَاتِ , كَانَ يُمْكِنُ وَبِوُضُوحٍ مُلَاحَظَةَ الْكَمِّ الْكَبِيرِ مِنَ الإِرْهَاقِ وَالنُّعَاسِ وَالتَّمَلْمُلِ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ الْمُنْتَشِرينَ عَلَى الأَسْطِحَةِ وَالشُّرُفَاتِ , وَقَدْ كَانَ الظَّلَامُ قَدْ شَرَعَ بِالرَّحِيلِ وَبَدَأَ قُرْصُ الشَّمْسِ يُهَيِّئُ إِطْلَالَتَهُ، وُكُنْتُ لِأَسْتَطِيعَ أَنْ أُقَدِّرَ حَجْمَ الآمَالِ وَالأُمْنِيَاتِ فِي وُجُوهِهِمْ , بِتَوَقُّفِ الطِّفْلِ المُنْفَجِرِ عَنْ البُّكَاءِ . وَلَقَدْ سَمِعْتُ جَارَنَا فِي الشِّقَّةِ المُجَاوِرَةِ , ذَلِكَ الرَّجُلَ المُسِنَّ المُتَدَيِّنَ الهَادِئَ وَهُوَ يَجْأَرُ بِالدُّعَاءِ : " اللهُمَّ هَدِّئْ مِنْ رَوْعِهِ .. وَعَافِهِ .. وَامْنَحْهُ الرَّاحَةَ وَالسَّكِينَةَ وَالرِّضَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ " وَالكُلُّ يُؤَمِّنُ خَلْفَه ..!!
لكِنَّ سِيَادَتَهُ أَبَى إِلَّا أَنْ يَحُلَّ المُشْكِلَةَ بِطَرِيقَتِهِ الخَاصَّةَ المُبْتَكَرَة ..!! فَأَمْسَكَ بِمَفَاتِيحِ سَيَّارَتِهِ الفَخْمَةِ , وَأخَذَ يُوَجِّهُ جِهَازَ التَّحَكُّمِ عَلَيْهَا ,وَيُشَغِّلُ أَجْهِزَةَ الإِنْذَارِ ذَاتِ الأَصْوَاتِ الَّتِي تَكَادُ تُوقِظُ أَهْلَ القُبُورِ..!! ثُمَّ يُوَجِّهُ فِلْذَةَ كَبِدِهِ المُوَقَّرَ لِيُشَاهِدَ وَيَسْمَعَ وَيَأْنَسَ وَيَلْهُو .. فَيَصْمُتَ الوَلَدُ , فَيُخْرِسُ الأَبُ سَيَّارَتَه , فَلَا يَلْبَثُ أَنْ َيُعودَ الطِّفْلُ لِلْبًكَاءِ وَعَلَى مَوْجَةٍ صَوْتِيَّةٍ أَعْلَى , فَيَعُودَ الأَبُ الْحَنُونُ العَطُوفُ لِمِثْلِ مَا بَدَأَ بِه . وَالْكُلُّ يُرَاقِبُ فَاغِرًا فَمَهُ ،وَيَدْعُو وَ.......( وَلكِنْ كلٌّ بِقَرَارَةِ نَفْسِهِ طَبْعًا )..
اسْتَمَرَّتِ الأَحْدَاثُ العَجِيبَةُ هذِهِ , حَتَّى جَاءَ الفَرَجُ وَالْحَلُّ الدَّائِمُ النَّاجِعُ بَعْدَ مَا يَرْبُو عَلَى سَاعَتَيْنِ مِنْ المُعَانَاةِ الجَمَاعِيَّةِ ..!! حِينَ لَمْ يَعُدْ هُنَاكَ مُتَّسَعٌ لِتَجَرُّعِ النَّوْمِ وَالرَّاحَةِ . فَهَا هِيَ سيارةٌ فارهةٌ تَصِلُ إِلَى الْمَكَانِ , وَخَرَجَتْ مِنْهَا سَيِّدَةُ الْبَيْتِ الْمَصُونُ وَبَعْضُ صَحْبٍ بِرِفْقَتِهَا . .. نَعَمْ .. لَقَدْ وَصَلَتْ وَوَصَلَ مَعَهَا الْفَرَجُ , وَالْمُشْكِلَةُ حُلَّتْ نِهَائِيًّا بِقُدُومِهَا المُبَارَكِ الْمَيْمُون ..!!
تَنَاهَى إِلَى أَسْمَاعِنَا فِيمَا بَعْدُ , أَنَّ السَّيِّدَةَ الفَاضِلَةَ , كَانَتْ فِي مَأْدُبَةِ سحُورٍ رَسْمِيَّةٍ عَلَى هَامِشِ مُؤْتَمَرٍ تَرْعَاهُ سِيَادَتُهَا , وَأَعْتَقِدُ أَنَّنِي كُنْتُ قَدْ قَرَأْتُ شَيْئًا عَنْ هذَا المُؤْتَمَرِ مِنْ خِلَالِ الْلَافِتَاتِ الَّتِي تَوَزَّعَتْ فِي أَرْجَاءِ المَدِينَةِ , وَالَّذِي انْعَقَدَ تَحْتَ شِعَار : " الْقَضَاءُ عَلَى الضَّوْضَاءِ , جُزْءٌ مِنَ الْحِفَاظِ عَلَى الْبِيْئَة " .!!!!!!!!!!!!!

بشرى العلوي الاسماعيلي
08-03-2012, 03:30 PM
قرأت هنا كاتبًا تلقائيًا
وقصة مكتوبة بعناية فائقة ..خاتمتها كانت موفقة جدا
راقت لي حد الغرق في التفاصيل
الصديق والأخ المبدع وليد
مجروحة هي شهادتي في ما تخطّه
فتقبل مروري المتواضع أمام هذا الإبداع

كاملة بدارنه
08-03-2012, 04:44 PM
شِعَار : " الْقَضَاءُ عَلَى الضَّوْضَاءِ , جُزْءٌ مِنَ الْحِفَاظِ عَلَى الْبِيْئَة "
خاتمة جاءت رائعة، مؤكّدة :"يقولون ما لا يفعلون" بروح تهكميّة
قصّة جميلة السّرد والحبك بروح ساخرة عارضة المفارقات بشكل ممتاز، صورة ولغة!
كتبت فابدعت أخ وليد
بوركت
تقديري وتحيّتي

ربيع بن المدني السملالي
08-03-2012, 05:55 PM
وما أكثر هذا النّوع في دنيانا لا كثّرهم الله ، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، قولهم في واد ، وأفعالهم في واد آخر ، وبين الواديين كما بين الحق والباطل ...
الأستاذ الشاعر وليد عبد الغفّار لله أنتَ ما أروع أفكارك ولغتك وأسلوبك ، زادك الله من فضله أيها الكريم
دمتَ مُشرقاً
تحياتي

ربيحة الرفاعي
08-03-2012, 08:23 PM
نص قصي جميل تألق فيه جمال اللغة والسرد المشوق بوتيرة تصاعدت بخط مواز لصيحات الصغير المدلل تقلق راحة الجوار
وحبكة تقوم على فكرة قوية ومباشرة التصويب نحو تناقضات التصريح والممارسة لدى تلك الفئة ممن لا يدركون ان من حولهم بشر
وقفلة مباغتة بسخريتها قبل تفاصيلها

نحمد الله أن السيدة المبجلة كانت مشغولة بأمر العباد وخدمتهم

أهلا بك أيها الكريم

تحيتي

أحمد عيسى
08-03-2012, 10:59 PM
نصٌ متألق ميزته لغة قوية واثقة
والقفلة كانت ساخرة مدهشة

أحييك أستاذنا المبدع

نادية بوغرارة
08-03-2012, 11:18 PM
يا لها من قصة !!! واقعية إلى درجة كبيرة ،

على مستويين ، الأول ظهور الأشخاص على غير ما تعودناه منهم ،

فقد يبدو القاسي الحازم في منتهى الحنان و الرقة أحيانا،

و العكس صحيح أيضا ،

و يمكن أن يعتبر هذا التناقض ميزة لدى المعني بالأمر و أحيانا يكون مهينا له ،

على حسب الوضع و الظروف .

و المستوى الثاني يتمثل في ادعاء القيم و النضال من أجلها و رفع شعارات المُثل و المناداة بها ،

دون تحقيقها في الذات و المحيط أولا ، و هذه معضلة تربوية و اجتماعية نجد لها أمثلة

و نماذج كثيرة بالمجتمع .

ما لفت انتباهي أيضا في القصة هو الإشارة إلى موقف الناس السلبي ،

الناتج ربما عن خوف أو جبن أو لامبالاة ، و هذا له ما له في مسألة تغيير

بعض الظواهراللامحمودة من حولنا ، و التأثير من أجل التخلص منها أو معالجتها و إصلاحها ،

بدل الوقوف موقف المتفرّج المتذمّر و فقط ،

تلك الضوضاء لن تهدأ من نفسها .

الأخ الأديب وليد عارف الرشيد ،

قصة هادفة في قالب مشوّق ، استمتعت بقراءتها .

دمتَ متألقا .

أمزيل عبد العزيز باشا
08-03-2012, 11:38 PM
لقد حملتنا واقعية كتابتك الى فضاء الحدث...
.... فانزعجنا بضوضاء المحترم... و عشنا داخل قصتك هذه..
دامت لك قوة الكتابة أستاذي

وليد عارف الرشيد
09-03-2012, 02:33 PM
قرأت هنا كاتبًا تلقائيًا
وقصة مكتوبة بعناية فائقة ..خاتمتها كانت موفقة جدا
راقت لي حد الغرق في التفاصيل
الصديق والأخ المبدع وليد
مجروحة هي شهادتي في ما تخطّه
فتقبل مروري المتواضع أمام هذا الإبداع

هذا مرورٌ باذخٌ أيتها الصديقة ... بارك الله بك سعدت بثنائك أيما سعادة
مودتي وتقديري كما يليق

نداء غريب صبري
10-03-2012, 01:12 AM
سنتعبك بالحديث عن واقعية القصة أخي مع أنها ليست واقعية
وسيادته يبعد الجيران عنه مسافات طويلة لا يسمعون بسببها ضجيجه ولا ضجيج أسرته
ولا يسكن قريبا من المساكين أمثالنا

لكن فكرتها طلعت من أعماق الواقع المتناقض بتناقضهم والظالم بظلمهم

شكرا لك اخي

بوركت

عايد راشد احمد
10-03-2012, 04:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا وشاعرناالكبير

واقع في حدوتة قصصية بسرد رائع متماسك

وتسلسل تصاعدي مع صور محيطة زيد القصة حيوية وحياة

مع نهاية مباغته تقول الكصير والكثير

سعدت بواجدي هنا

تقبل مروري وتحيتي

آمال المصري
10-03-2012, 06:04 PM
" الْقَضَاءُ عَلَى الضَّوْضَاءِ , جُزْءٌ مِنَ الْحِفَاظِ عَلَى الْبِيْئَة "

أم القضاء على البيئة , حفاظا على حل مشكلاتهم المؤرقة ؟
نص من واقع طبقة معينة ليست من عامة الشعب الكادح
تناوله أديب متمرس واثق من أدواته كقاصٍ مبدع انطاع له البيان
بوركت أديبنا .. زدام يراعك سامقا ألقا
تحاياي

وليد عارف الرشيد
11-03-2012, 06:33 PM
خاتمة جاءت رائعة، مؤكّدة :"يقولون ما لا يفعلون" بروح تهكميّة
قصّة جميلة السّرد والحبك بروح ساخرة عارضة المفارقات بشكل ممتاز، صورة ولغة!
كتبت فابدعت أخ وليد
بوركت
تقديري وتحيّتي

كلما مررت أيتها الأخت المبدعة الكبيرة في فقيرات حروفي رفعت هاماتها سنابل المعاني فمرحبًا بك
مودتي وتقديري كما يليق وامتناني

حمادي بلخشين
15-03-2012, 06:55 AM
"اللهم انا نعوذبك من جار السوء في دار المقامة فان جار البادية يتحوّل".. أما هذا الجار فان مجرد الدعاء عليه قد يجرّ الى خلف الأسوار.. استاذنا الكريم وليد امتعتنا بهذا النص المتقن الصياغة و المعنى لك خالص المودة و التقدير

بهجت عبدالغني
15-03-2012, 05:16 PM
رائعة .. رائعة ..

والصدمة كانت في الأخير ..

سيدي الكريم هذا الصنف من الناس هو الضوضاء بعينها ..

هم الداء .. فكيف يكونون الدواء ..

سبحان الله أين مراعاة الجوار ، والنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : «مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» صحيح البخاري .


لكني أقول سبحان الذي يقهر عباده بأصغر مخلوقاته .. مثل ما فعل الطفل بصاحبك ..



استاذنا الكريم وليد عارف الرشيد

نص جميل ورائع ..



دعائي وتحياتي ..

وليد عارف الرشيد
16-03-2012, 06:44 PM
وما أكثر هذا النّوع في دنيانا لا كثّرهم الله ، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، قولهم في واد ، وأفعالهم في واد آخر ، وبين الواديين كما بين الحق والباطل ...
الأستاذ الشاعر وليد عبد الغفّار لله أنتَ ما أروع أفكارك ولغتك وأسلوبك ، زادك الله من فضله أيها الكريم
دمتَ مُشرقاً
تحياتي

أحييك أيها الأخ الدافع لي دائمًا ... بوركت من أستاذٍ قدير
مودتي كما يليق وتقديري وكثير امتناني

وليد عارف الرشيد
16-03-2012, 06:57 PM
نص قصي جميل تألق فيه جمال اللغة والسرد المشوق بوتيرة تصاعدت بخط مواز لصيحات الصغير المدلل تقلق راحة الجوار
وحبكة تقوم على فكرة قوية ومباشرة التصويب نحو تناقضات التصريح والممارسة لدى تلك الفئة ممن لا يدركون ان من حولهم بشر
وقفلة مباغتة بسخريتها قبل تفاصيلها

نحمد الله أن السيدة المبجلة كانت مشغولة بأمر العباد وخدمتهم

أهلا بك أيها الكريم

تحيتي

أرأيت سيدتي كم يضحين لأجلنا :sm:
أشكر مرورك أستاذتي القديرة ... أسعدني ثناؤك الجميل
مودتي وتقديري كما تعلمين وأكثر

وليد عارف الرشيد
16-03-2012, 07:00 PM
نصٌ متألق ميزته لغة قوية واثقة
والقفلة كانت ساخرة مدهشة

أحييك أستاذنا المبدع

يشعرني ثناؤك بالاعتزاز وأنت الأستاذ القاص البارع فلك تقديري وامتناني على جميل دفعك أيها المبدع

ماهر يونس
17-03-2012, 09:13 AM
ﻛَﺎﻥَ ﺃَﻣْﺮًﺍ ﺍﻋْﺘِﻴَﺎﺩِﻳًّﺎ ﻓِﻲ ﺣَّﻴِّﻨَﺎ ﺃَﻥْ ﺗَﺼْﺪُﺭَ ﺑَﻴْﻦَ
ﺍﻟْﺤِﻴﻦِ ﻭَﺍﻟْﺂﺧَﺮِ ﺃَﺻْﻮَﺍﺕٌ ﻣُﺰْﻋِﺠَﺔٌ ﻣِﻦْ ﺑَﻴْﺖِ
ﺳِﻴَﺎﺩَﺗِﻪِ , ﻭَﺩُﻭﻥَ ﺃَﻥْ ﻳَﻜُﻮﻥَ ﻟِﺤُﺮْﻣَﺔِ ﺍﻟْﻤَﻜَﺎﻥِ
ﻭَﺍﻟﺰَّﻣَﺎﻥِ ﻭَﺍﻷَﺷْﺨَﺎﺹِ ﺃَﻳَّﺔُ ﻗِﻴﻤَﺔٍ ﺗُﺬْﻛَﺮ .
ﻓَﺘَﺎﺭَﺓً ﻛَﺎﻥَ ﺻِﻴَﺎﺣًﺎ ﺩَﺍﺧِﻠِﻴًّﺎ , ﻣَﺠْﻬُﻮﻝَ
ﺍﻷَﺳْﺒَﺎﺏِ ﻭَﺍﻟْﻤُﺴَﺒِّﺒِﻴﻦَ , ﻭَﺗَﺎﺭَﺓً ﺻُﺮَﺍﺧًﺎ
ﻣُﻮَﺟَّﻬًﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﺨَﺪَﻡِ ﻭَﺍﻟْﺤَﺸَﻢِ ...ﻭَﻏَﺎﻟِﺒًﺎ ﻛَﺎﻥَ
ﺗَﺄْﻧِﻴﺒًﺎ ﺷَﺪِﻳﺪَ ﺍﻟﻠَﻬْﺠَﺔِ ) ﺑِﻌِﺒَﺎﺭَﺍﺕِ ﺩَﺍﺧِﻞَ
ﺃَﻗْﻮَﺍﺱٍ ( ﻟِﻠْﻤُﺮَﺍﻓِﻘِﻴﻦَ , ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﺎﻥَ
ﻣَﻮْﻗِﻌُﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﻣَﺪْﺧَﻞِ ﺍﻟْﺒِﻨَﺎﺀِ ,ﻭَﻗَﺪْ ﺁﻧَﺴْﻨَﺎ
ﻫﺬﺍ ﻭَﺗَﻘَﺒَّﻠْﻨَﺎﻩُ ﻣَﻊَ ﻣُﺮُﻭﺭِ ﺍﻟْﻮَﻗْﺖِ ﻛَﺄَﻣْﺮٍ ﻭَﺍﻗِﻊٍ
)ﻭَﻛَﺄَﻥَّ ﺑِﻴَﺪِﻧَﺎ ﺃَﻟَّﺎ ﻧَﻔْﻌَﻞ , (!!! ﺭَﺍﺿِﻴﻦَ ﺑِﻤَﺎ
ﻗَﺪَّﺭَ ﺍﻟﻠﻪ
استميحك عذرا أيها الوليد لاقتباسي هذه المقدمة..‏
تقنية وحرفية عالية وجدتها هنا تقبض على عنق القارئ وتسوقه مرغما للقراءة..‏
ضوضاء!‏
أحي قلمك السامق..‏
محبتي والتقدير‎

وليد عارف الرشيد
22-03-2012, 09:05 AM
يا لها من قصة !!! واقعية إلى درجة كبيرة ،

على مستويين ، الأول ظهور الأشخاص على غير ما تعودناه منهم ،

فقد يبدو القاسي الحازم في منتهى الحنان و الرقة أحيانا،

و العكس صحيح أيضا ،

و يمكن أن يعتبر هذا التناقض ميزة لدى المعني بالأمر و أحيانا يكون مهينا له ،

على حسب الوضع و الظروف .

و المستوى الثاني يتمثل في ادعاء القيم و النضال من أجلها و رفع شعارات المُثل و المناداة بها ،

دون تحقيقها في الذات و المحيط أولا ، و هذه معضلة تربوية و اجتماعية نجد لها أمثلة

و نماذج كثيرة بالمجتمع .

ما لفت انتباهي أيضا في القصة هو الإشارة إلى موقف الناس السلبي ،

الناتج ربما عن خوف أو جبن أو لامبالاة ، و هذا له ما له في مسألة تغيير

بعض الظواهراللامحمودة من حولنا ، و التأثير من أجل التخلص منها أو معالجتها و إصلاحها ،

بدل الوقوف موقف المتفرّج المتذمّر و فقط ،

تلك الضوضاء لن تهدأ من نفسها .

الأخ الأديب وليد عارف الرشيد ،

قصة هادفة في قالب مشوّق ، استمتعت بقراءتها .

دمتَ متألقا .

بماذا أرد أيتها الشاعرة الأديبة القارئة ؟ .. لعله الشكر الجزيل والتقدير الكبير وكفى فما عندي ما يليق أكثر
مودتي التي تعرفين أيتها الأخت الكريمة

وليد عارف الرشيد
22-03-2012, 09:07 AM
لقد حملتنا واقعية كتابتك الى فضاء الحدث...
.... فانزعجنا بضوضاء المحترم... و عشنا داخل قصتك هذه..
دامت لك قوة الكتابة أستاذي

كل الشكر والتقدير لمرورك الرائع سرني أنها أعجبتك
مودتي وتقديري كما يليق

وليد عارف الرشيد
22-03-2012, 09:11 AM
سنتعبك بالحديث عن واقعية القصة أخي مع أنها ليست واقعية
وسيادته يبعد الجيران عنه مسافات طويلة لا يسمعون بسببها ضجيجه ولا ضجيج أسرته
ولا يسكن قريبا من المساكين أمثالنا

لكن فكرتها طلعت من أعماق الواقع المتناقض بتناقضهم والظالم بظلمهم

شكرا لك اخي

بوركت

أشكر لك مرورك أخيتي وأؤكد لك أنها واقعية رغم أن الواقعية ليست شرطًا ما دامت تخدم فكرة التناقض الذي تفضلت به
كل التقدير لمرورك شاعرتنا الرائعة وكثير مودتي

وليد عارف الرشيد
20-06-2012, 01:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا وشاعرناالكبير

واقع في حدوتة قصصية بسرد رائع متماسك

وتسلسل تصاعدي مع صور محيطة زيد القصة حيوية وحياة

مع نهاية مباغته تقول الكصير والكثير

سعدت بواجدي هنا

تقبل مروري وتحيتي

مرورك يسعدني وقراءتك تثريني أيها الجميل
بوركت وسلمت ولك التحايا القلبية العطرة

وليد عارف الرشيد
20-06-2012, 01:52 AM
" الْقَضَاءُ عَلَى الضَّوْضَاءِ , جُزْءٌ مِنَ الْحِفَاظِ عَلَى الْبِيْئَة "

أم القضاء على البيئة , حفاظا على حل مشكلاتهم المؤرقة ؟
نص من واقع طبقة معينة ليست من عامة الشعب الكادح
تناوله أديب متمرس واثق من أدواته كقاصٍ مبدع انطاع له البيان
بوركت أديبنا .. زدام يراعك سامقا ألقا
تحاياي

الأخت المبدعة الراقية آمال :
مرور جميل وقراءة أجمل .. دمت وسلمت
مودتي وكثير تقديري

وليد عارف الرشيد
20-06-2012, 01:53 AM
"اللهم انا نعوذبك من جار السوء في دار المقامة فان جار البادية يتحوّل".. أما هذا الجار فان مجرد الدعاء عليه قد يجرّ الى خلف الأسوار.. استاذنا الكريم وليد امتعتنا بهذا النص المتقن الصياغة و المعنى لك خالص المودة و التقدير

ولك الشكر حتى ترضى أيها الجميل الراقي
محبتي والورد

وليد عارف الرشيد
20-06-2012, 01:54 AM
رائعة .. رائعة ..

والصدمة كانت في الأخير ..

سيدي الكريم هذا الصنف من الناس هو الضوضاء بعينها ..

هم الداء .. فكيف يكونون الدواء ..

سبحان الله أين مراعاة الجوار ، والنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : «مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» صحيح البخاري .


لكني أقول سبحان الذي يقهر عباده بأصغر مخلوقاته .. مثل ما فعل الطفل بصاحبك ..



استاذنا الكريم وليد عارف الرشيد

نص جميل ورائع ..



دعائي وتحياتي ..
الروعة كلها رافقت مرورك الجميل الراقي أيها المبدع الحبيب
محبتي هي وأكثر

نزار ب. الزين
21-06-2012, 03:31 PM
أخي المبدع الأستاذ وليد
قدمت لنا نصا رائعا تندمج فيه السخرية و الطرافة
لتشكلا معا تشويقا متواصلا منذ ألفه و حتى يائه
فأجدت و أبدعت
دمت و دام ألقك
نزار

أحمد الأستاذ
21-06-2012, 04:12 PM
الرائع ... أستاذنا وليد عارف الرشيد

قصة غاية بالروعة

عشنا بين ثنايا حروفها
امتعنا سردها الرائع
والتنقلات والاحداث المتسلسلة
حتى القيتنا إلى خاتمة أروع
بقلم رائع

بوركت استاذ وليد

طرح مميز

احترامي

خلود محمد جمعة
02-10-2014, 07:21 AM
الصمت عن الحق واتباع أضعف الإيمان هو من أعطى صغير القوم الحق في رفع صوته وقت يشاء
لن يجنوا من ضوضاء صمتهم سوى المزيد من التنازل عن حق آخر من حقوقهم
حبكة محكمة برمزية عميقة وسرد مائز
كل التقدير

وليد مجاهد
31-08-2015, 02:58 PM
قصة واقعية جميلة ومكتوبة بأسلوب مشوق
لك تقديري

ناديه محمد الجابي
04-09-2015, 09:36 AM
نص جاذب بلغة شيقة وواقعية
قدرة هائلة على السرد، وبناء درامي موفق جدا
ونهاية صادمة تعرض المفارقة الساخرة
أحي ريشتك الذهبية ، وحرفك الثري. :001: