مشاهدة النسخة كاملة : الى أحمد بن ماجد ـ 3
شريفة العلوي
10-03-2012, 11:31 AM
لم يكن ضباب الشتاء حائلا بين رؤيتك لما اعتمل في ثناياك من حدس قادك دون رحلة ذات صوارٍ توصلك إلى شاطئ ذهولي المقيم سرمدا بين بحار قلبك, وسهول أيامك قيد أنملة .
حتى وجدتني انتظرك دون كل أو ملل وستائر الزوال تمارس إيحائي بالتيه لأضيع في بوتقة إدبارك وإقبالك و(هي أشبه بمنطقة جمركية) حتى ظننت بأن الجهات الأربع استبدلت مواضعها, والقمر تنحى قسرا عن منازله, والشمس اعتصرت ذهب شظاياها خجلا من ظهورك بين ظهرانيها .
لم يكن صيف الماضي الساخن يذوّب جليد بعدك حينما قيل بأن ثقب الأوزون ذوّب القطبين, وأن منسوب البحر ازداد على زيادته ما يكفل بإغراق اليابسة المتقلصة من ذاكرتي بين فكي صراعات القوى المحتكرة لصنع القرار في القانون المفضي الى (إما الانصياع وإما الضياع) , لأني كنت انتظر قدوم سفينتك ولم أعبأ أبدا بخيارات العولمة ووحدة المعايير المتقزمة في دساتير الخوف والتخويف .
لم يكن الحاضر الغافي على جسر ورقي عائم على يم الرهبة يحد من رحلتي إليك حين قررت عبور شاطئ جنوبي إلى شاطئ شمالي دون تقدير المسافة واحتمال وقوع الخطورة .
كنت على يقين تام بأن العبير الذي يغفو بين أغلفة مؤلفاتك يبتكر نهضة الهيمنة العظمى لمفهوم الفرق بين مصطلح بحّار العربية والبحّار العربي .. وحدها قراءة حروفك في اليابسة لا تزحزح قناعتنا بأنك تصفحت تيارات البحار وانصاعت لك قمم الأمواج .
ولكن ..كنت على علم بأن بريطانيا ستتنازل ذات يوم عن احتكارها لقانون الملاحة ..وان الاستعمار الأوروبي سيعود بحلة جديدة تسمى منطقة اليورو و منطق الوحدة السياسة والاقتصاد والتخلي عن السيادة المحدودة على خطوط الخريطة لتطوي بساط الحياة لمن لا يقع تحت وصايتها وان أراد بلّ قدمه بالبحر وذلك اضعف الإيمان ..
يا بن ماجد ..ألا يكفيك تعذيبا لعروس البحر فإنها لا تقوى على الخروج من البحر بينما أنت تلوح بيد الوداع للإبحار القادم .
ربيع بن المدني السملالي
10-03-2012, 11:43 AM
الأديبة الكريمة شريفة العلوية : لنصوصك طعم خاصّ ، لغة ومضموناً ، بارك الله في أدبك وفكرك وقلمك ، وزادكِ من فضله
دمت مُثمرةً
كوني بألف خير
تحيتي لك والمودة
حسين الطلاع
10-03-2012, 12:41 PM
أيتها الأديبة المثقفة : شريفه .
راعتني ثقافتكِ هذه البالغة ،،، ولمست كأن تحسّرا في حنايا الأضلع على ماض ماجد تليد خسرناه أو كدنا .
لست أدري بالضبط ،،، أراكِ تذكرين البحر والخلجان والبلدان بمناجاة مريرة .
وذكرتِ ابن ماجد !!! .
هل تقصدين أحمد بن ماجد المُكَنّى : بابن أي الركب ،،، العربي الشهير ، المغامر ، ملك البحار الذي له باع طويل في إثراء علوم البحار ؟
هل أنتِ تناجينه سيدتي الكريمة وتشتكين له لما ذكرتِ سطوة بريطانيا بعد أن كان هو الملك البحري ؟
بوركت سيدتي
وبوركت رسائلك إليه ،،، فلست أدري أتنقل الريح همساتكِ إليه أم لا .
نص بارع مثقف أعجبني باقتدار
كوني بخير
حسين الطلاع
حسين الطلاع
10-03-2012, 12:49 PM
عذرا سيدتي
يبدو أنني لم أفطن إلى أن هناك اجزاء سابقة لهذا ،،، فجاء تعليقي دون تتابع كأني لأول مرة أقرأه .
فمعذرة إليكِ
حسين الطلاع
عتيق بن راشد الفلاسي
11-03-2012, 10:58 AM
دعيه يطوف أكوان البحار جَوبا، ويطويها تمتعا وحبا! أمواجها ربيعه.. كل موجة تناغم دمعة زهوه..بسمته...فكرته إشعارا بغربة هو مريدها، وأوبة كتلك الغربة البحرية متعطشة إلى سلسبيل الصيف، ودفء الشتاء. دعيه في جبروته فإن تاج البحارة مرسوم على مفرقه وهو في الفطام لم يذق إلاها طعاما، ولا شرابا.
يا كاتبة الأحمدية البحرية حنانيك!! فمهما كان البحر جبارا هو عرضة لتماهي قطراته يُتما ووحدة لو أن محيط حرفك الشاعري أغلق عليه المنافذ فصار صريع الشعور بين موجه وموجه، يخر وقد خلع من رقبته سيادة الظلمات اللُّجية..وهو كذلك شأن القوي لو سقط بين بنان الأنوثة الحرفية لا ينفك عن أسر، ولا يتكشف عن حرية، والدليل ماثل في تلك القبضة الملكية تخمد جذوة غضبه في مقولة الأنوثة المفرطة سحرا: اسكنْ لتسمعني فإنني أم السكون القاتل لثورة غضبك العاتي.
يا كاتبة البحرية الأحمدية لا تقتلينا بحرف فإن أشد ما على الشاعر أن تضطره الظروف إلى حافة حرف مشرب بأنوثة خجلى، وممنع بكبرياء أنثى تكاد من حرفها الدموي تٌركع الشفق القاني في بلاطها العقيقي فلا يعود منها إلا شفقا مشفوقا عليه باحمرار حرفها كذلك.
الكريمة شريفة العلوي ..لقلمي زمام ما أراه إلا أفلت من يدي وأنا أتملى إبداعك هنا،، شكرا لك.
كاملة بدارنه
11-03-2012, 09:23 PM
نصّ موجع ... عودتنا إلى الماضي ئؤلمنا؛ لأنّنا لم نحافظ عليه ونطوّره
علماؤنا زرعوا بذور المعرفة والعلم وحصدوا السّنابل وصدّروا للذين أبقوا مؤونة، وبذارا لزرع جديد، وأصبحنا الفقراء!
شكرا لك على نصوصك الرّائعة لغة وقكرا...
تقديري وتحيّتي
أسماء منصور
11-03-2012, 11:08 PM
ايتها الرائعة نص لا تمل العين مطالعته
مودتى
وليد عارف الرشيد
12-03-2012, 08:43 AM
ويبقى لكتابتك كما تفضل أستاذي الربيع طعمٌ آخر وشكلٌ آخر ... شخصية كتابية مميزة ... سمو في المقاصد والمعاني ... براعة في اللغة
أشكرك على ما تقدمينه من بديع الكلم الموشى بثقافةٍ مميزة ورؤيا خبيرة
مودتي وتقديري أختي الرائعة شريفة كما يليق وتقديري
ربيحة الرفاعي
12-03-2012, 06:13 PM
لم يكن ضباب الشتاء حائلا بين رؤيتك لما اعتمل في ثناياك من حدس قادك دون رحلة ذات صوارٍ توصلك إلى شاطئ ذهولي المقيم سرمدا بين بحار قلبك, وسهول أيامك قيد أنملة .
لم يكن ضباب الشتاء حائلا بين رؤيته لما أعتمل في ثنايا ... وبين ماذا ؟
أم أنك أردت دون رؤيتك ؟
ستائر الزوال تمارس إيحائي بالتيه لأضيع في بوتقة إدبارك وإقبالك
حيرني جمال هذه الصورة التي هطلت بها حروفك، تصف بروعة ووعي يصلان لأعمق أعماق الحس غوصا و يرتقيان لأعلى سماوات معانيه تحليقا
أن منسوب البحر ازداد على زيادته ما يكفل بإغراق اليابسة المتقلصة من ذاكرتي بين فكي صراعات القوى المحتكرة لصنع القرار في القانون المفضي الى (إما الانصياع وإما الضياع).
تعدو خيول حرفك بين الصور المستقاة من مرارة الواقع وواحات الحلم لترسم لوحات تأسر بروعتها المتلقي تحمله على أشرعة سفائنها لشواطيء الأماني والأحلام.
وان الاستعمار الأوروبي سيعود بحلة جديدة تسمى منطقة اليورو و منطق الوحدة السياسة والاقتصاد والتخلي عن السيادة المحدودة على خطوط الخريطة لتطوي بساط الحياة لمن لا يقع تحت وصايتها وان أراد بلّ قدمه بالبحر وذلك اضعف الإيمان ..
يستحق من يرتضي لنفسه الهوان هوانها، وحين يجتمع السادة، يستحيل المبعثرون لما هو دون مجرد اعتباره، وقد وعى الاستعمار الأوروبي ذلك فاجتهد في تفريق وتشتيت واستجاب من تحت وصايته تمسكا بحصته من "بلّ قدمه بالبحر" فهل من يلوم عودته بحلة جديدة أو اسماء أخرى!
يا بن ماجد .. ألا يكفيك تعذيبا لعروس البحر فإنها لا تقوى على الخروج من البحر بينما أنت تلوح بيد الوداع للإبحار القادم
أقتنص هذا البوح لأختم به تعليقي فيكون مسك ختام فيه كما كان في نصك
تحيتي
شريفة العلوي
17-03-2012, 01:22 PM
الأديبة الكريمة شريفة العلوية : لنصوصك طعم خاصّ ، لغة ومضموناً ، بارك الله في أدبك وفكرك وقلمك ، وزادكِ من فضله
دمت مُثمرةً
كوني بألف خير
تحيتي لك والمودة
أخي الأديب المبدع ربيع بن المدني
بارك الله في حضورك وحسن قراءتك وجمال ذائقتك
تحياتي واحترامي.
نادية بوغرارة
17-03-2012, 02:11 PM
زيدينا من هذا البوح ، فإنه يجلو الفكر و ينير البصيرة و يبهر الذائقة .
الشريفة ، شريفة العلوي ،
دمتِ و صفاء روحك .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir