مولود خلاف
10-03-2012, 07:46 PM
COLOR="Red"]
فلسفة الكل والأنا[/COLOR]
شعر مولود خلاف
الكلُّ يحسب أنَّ الكلَّ في زَلَلِ=فأيُّ كلٍّ رمى الأوطانَ في الوحَلِ
والكلُّ يركعُ خلفَ الشيخِ منتبها=فأيُّ كلٍّ يعيشُ اليومَ بالجُعلِ(1)
والكلُّ يقدحُ في إخوانهِ نَقِماً=فأيُّ كلٍّ إذاً يا دهرُ في ضللِ
الكلُّ ضلَّ وما دنيا الهوانِ سِوى =جنيٍ جَنَتْهُ أيادي الكلِّ مِنْ عملِ
العيب فينا جميعاً و هْوَ في خُلُقٍ= ما العيبُ يا صاحبي في حاكمٍ خَبِلِ
ما الحكمُ إلاّ ثِمارُ الخَلْقِ منْ خُلُقٍ =لا يصلحُ الرأسُ والأعضاءُ في عللِ
قمْ وانْهَ نفسكَ عنْ غيٍّ وعنْ كسل =دعِ السياسةَ واهجرْأعقمَ الجدل
أيُؤْمَلُ الخيرُ في مَنْ طَبعُهُمْ طَمَعٌ =لا والذي خلق الإنسان من عجل
واجعلْ رسولَكَ منهاجاً بسيرتهِ=أسَا الرجالَ فَأَسُّوا أعظمَ الدُّوَلِ
وبِابْنِ باديسَ (2) كُن ْ في الفعل مقتديا=رَبَّى النساءَ وربَّى الطفل كالرَّجُلِ
ذا مبدئي فبلادي ليس يصلحها=مَنْ عاش يرقبُ حُكْمَ الرشدِ بالأمل
مِنْ أينَ يأتي بلادي حاكماً ورعاً=أمِنْ بلادِ الجنِّ أمْ يأتي مِنَ الزُّحلِ
لا يصلحُ الأمرُ و الإنسان في وَهَنٍ =ولا غد مشرق والابن في هَمَلِ
نظرت في حالنا أرجو له سببا=فكان حُبّي لنفسي أعظمَ الجَلَلِ
أشكو الزمانَ وأشكو الظُّلمَ مِنْ بَشَرٍ=وأظلمُ النًّاسَ نَسْياناً ولمْ أسَلِ
أشكو الحقوقَ وأسعى في معارِفنا=وأجعلُ الظلمَ حقاً نِلْتُ بالمَثَلِ
أنا الجديرُ بهذا لستُ مُكْترثاً =أنِلْتُهُ عرقاً أمْ جاءَ بالحِيَلِ
هذا مكاني بذا الطّابورِ أعْرِفُهُ=هُنا وُلدتُ ورقمي جاءَ في الأُوَلِ
حذارِ يا ذا فَذِي سَيّارتي سَبقَتْ =أنا الأحقُّ فَكُنْ يا بَغْلُ ذا مَهَلِ
أنا المريضُ فداوي عِلَّتي عَجَلاً=ومَنْ هناكَ ؟ أكَلبٌ تاهَ في السُّبُلِ؟!
هذي بلادي وأرضُ العُرْبِ قاطبة =تبكي الهوان و فردا صارَ كالجَمَلِ
الحالُ هذا نَعَمْ لكنْ لنا أملاً=إنْ لَمْ يَكُنْ فِيَّ ، فِي أبنائنا أمَلي
مَنَ رامَ خيرا يربِّي شِبْلَهُ لغد =إنْ طابتِ الأرضُ جادَ الزَّهْرُ بالعَسَلِ
1) الجعل من الجعالة وهي الرشوة
2) هو الإمام عبد الحميد بن باديس (1307-1358هجرية) الموافقة لـ (1889-1940) من رجالات الإصلاح في الوطن العربي ورائد النهضة الإسلامية في الجزائر، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
فلسفة الكل والأنا[/COLOR]
شعر مولود خلاف
الكلُّ يحسب أنَّ الكلَّ في زَلَلِ=فأيُّ كلٍّ رمى الأوطانَ في الوحَلِ
والكلُّ يركعُ خلفَ الشيخِ منتبها=فأيُّ كلٍّ يعيشُ اليومَ بالجُعلِ(1)
والكلُّ يقدحُ في إخوانهِ نَقِماً=فأيُّ كلٍّ إذاً يا دهرُ في ضللِ
الكلُّ ضلَّ وما دنيا الهوانِ سِوى =جنيٍ جَنَتْهُ أيادي الكلِّ مِنْ عملِ
العيب فينا جميعاً و هْوَ في خُلُقٍ= ما العيبُ يا صاحبي في حاكمٍ خَبِلِ
ما الحكمُ إلاّ ثِمارُ الخَلْقِ منْ خُلُقٍ =لا يصلحُ الرأسُ والأعضاءُ في عللِ
قمْ وانْهَ نفسكَ عنْ غيٍّ وعنْ كسل =دعِ السياسةَ واهجرْأعقمَ الجدل
أيُؤْمَلُ الخيرُ في مَنْ طَبعُهُمْ طَمَعٌ =لا والذي خلق الإنسان من عجل
واجعلْ رسولَكَ منهاجاً بسيرتهِ=أسَا الرجالَ فَأَسُّوا أعظمَ الدُّوَلِ
وبِابْنِ باديسَ (2) كُن ْ في الفعل مقتديا=رَبَّى النساءَ وربَّى الطفل كالرَّجُلِ
ذا مبدئي فبلادي ليس يصلحها=مَنْ عاش يرقبُ حُكْمَ الرشدِ بالأمل
مِنْ أينَ يأتي بلادي حاكماً ورعاً=أمِنْ بلادِ الجنِّ أمْ يأتي مِنَ الزُّحلِ
لا يصلحُ الأمرُ و الإنسان في وَهَنٍ =ولا غد مشرق والابن في هَمَلِ
نظرت في حالنا أرجو له سببا=فكان حُبّي لنفسي أعظمَ الجَلَلِ
أشكو الزمانَ وأشكو الظُّلمَ مِنْ بَشَرٍ=وأظلمُ النًّاسَ نَسْياناً ولمْ أسَلِ
أشكو الحقوقَ وأسعى في معارِفنا=وأجعلُ الظلمَ حقاً نِلْتُ بالمَثَلِ
أنا الجديرُ بهذا لستُ مُكْترثاً =أنِلْتُهُ عرقاً أمْ جاءَ بالحِيَلِ
هذا مكاني بذا الطّابورِ أعْرِفُهُ=هُنا وُلدتُ ورقمي جاءَ في الأُوَلِ
حذارِ يا ذا فَذِي سَيّارتي سَبقَتْ =أنا الأحقُّ فَكُنْ يا بَغْلُ ذا مَهَلِ
أنا المريضُ فداوي عِلَّتي عَجَلاً=ومَنْ هناكَ ؟ أكَلبٌ تاهَ في السُّبُلِ؟!
هذي بلادي وأرضُ العُرْبِ قاطبة =تبكي الهوان و فردا صارَ كالجَمَلِ
الحالُ هذا نَعَمْ لكنْ لنا أملاً=إنْ لَمْ يَكُنْ فِيَّ ، فِي أبنائنا أمَلي
مَنَ رامَ خيرا يربِّي شِبْلَهُ لغد =إنْ طابتِ الأرضُ جادَ الزَّهْرُ بالعَسَلِ
1) الجعل من الجعالة وهي الرشوة
2) هو الإمام عبد الحميد بن باديس (1307-1358هجرية) الموافقة لـ (1889-1940) من رجالات الإصلاح في الوطن العربي ورائد النهضة الإسلامية في الجزائر، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.