المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العنقاء



ربيحة الرفاعي
10-03-2012, 11:13 PM
أَمسَكَتْ بَيْنَ رَاحَتَيْنِ مُلْتَهِبَتَيْنِ بِقَمِيصِةِ تَشُمُّهُ شَاهِقَةً بِهَلَعٍ، وَتَضُمُّهُ غَارِقَةً بِوَجَعٍ، ، غَيْرَ عَابِئَةٍ بِدُمُوعٍ بَلَّلَتهُ هَطَلَتْ مِنَ الْعَيْنَيْنِ مِدْرَارًا، فَحَفَرَتْ فِي الْخَدَّيْنِ لَهَا مَسَارًا، وَعَادَتْ فِي ذَاكِرَةِ الألَمِ تَفْتَحُ صَفَحَاتٍ كَانَتْ تَقْلِبُهَا عَلَى مَضَضٍ، مُؤَمِّلةً بِإشْرَاقِ شَمْسِ ضَمِيرِهِ فِي عُمْرِهِمَا ذَاتَ فَجْرٍ، تُحْيِي قَلْبَا هَدَّهُ الْغَدْرُ وتُنْجِدُ عُمرًا أَكَدَّهُ الْصَبْرُ ونَسَجَتْ فِيهِ عَنَاكِبُ الْقَهْرِ بِيُوتَهَا تَلْتَقِطُ فَرَاشَاتِ الْأمَلِ فَتَمْتَصُّهَا حَدَّ الْمَوْتِ وتُلْقِي بِهَا فِي سِجِلَّاتِ الْخَيْبَاتِ.
مَاذَا سَتَفْعَلُ وَلَمْ يُبْقِ لَهَا أَمَلاً بِحَلٍ، بَلْ صَارَ أَشَدَّ قَسْوَةً وأَكْثَرَ جَفْوَةً بَعْدَ كُلِّ مُوَاجَهةٍ تُعَاتِبُهُ فِيهَا عَنْ زَلَلٍ، حَتَّى بَاتَ كُلَّمَا وَجَدَهَا انْتَشَلَتْ عَنْ أَرْضِهِ دَلِيلَ غَدْرٍ جَدِيدٍ بَادَأهَا الْعِتَابَ مُتَّهِمًا إيّاهَا بِالْخَطَلِ وطَاعِنًا فِكْرَهَا بِالْخَبَلِ، لَا يَسْمَعُ ولَا يُعِيرُ اهْتِمَامًا لِمَنْ تَكَادُ تَسْتَحِيلُ فَي نَظَرِهِ أَدَاةً لا تَعِي ولَا تَتَوَجَّعُ، وهِيَ مُلْقَاةٌ قَيْدَ طَعْنَةٍ تَالِيَةٍ عَلَى زَاوِيَةِ الْمُنَى، تَتَفَكَّرُ بِمَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْتَهِي إلَيْهِ مُوَاجَهَةٌ جَدِيدَةٌ سِوَى إِمْعَانٍ بِإيلامٍ، وإِنْكِارٍ لِكُلِّ اتِّهَامٍ، ولَعِبٍ عَلَى مَعَانِي الْكَلَامِ، يَنْقلُهَا لِصَفِّ الْدِّفَاعِ، مُشْهِرًا فِي وَجْهِهَا سَيْفَ مَكْرِهِ وَمُقِيمًا عَلَيْهَا حَدَّ التَمَادِي بِهَجْرِهِ.
لَنْ تَقْفِزَ فِي وَجْهِهِ كَمَا فَعَلَتْ يَوْمَ عَادَ إلَيْهَا بِأَحْمَرِ الْشَّفَاهِ يُلَوِّثُ يَاقَتَهُ، ويَكْشِفُ بِلَوْنِهِ الْصَّارِخِ طَبْعَ وَمُستَوَى صَاحِبَتِه، فَأَطْرَقَ خَجَلاً لِدَقَائِق قَبْلَ أَنْ يَهبُّ فِيهَا لائِمًا مُؤَنِّبًا ومُحَمِّلاً لَهَا مَسْؤُولِيَّةَ وُقُوعِهِ فِي بَرَاثِنٍ أُخْرَى، وَلَنْ تُعَاتِبَهُ بِهُدُوءٍ مُغَالِبَةً دُمُوعَهَا كَمَا فَعَلَتْ يَوْمَ قَضَتْ لَيْلَتَهَا قَلِقَةً عَلَيْهِ مُنْشَغِلَةً بِتَدْلِيكِ قَدَمِهِ لِألَمٍ يَشْكُوهُ اكْتَشَفَتْ سَبَبَهُ فِي الْصَّبَاحِ حِينَ رَأَتْ أثَرَ كَعْبِ حِذَاءِ شَرِيكَتِهِ فِي الْرَّقْصِ وَقَدْ خَدَشَ حِذَاءَه وَطَبَعَ عَلَامَاتِهِ عَلَيْهِ.
عَادَتْ لِلْقَمِيصِ تَشُمُّهُ مُتَأَوِّهَةً وَتَمْسَحُ بِهِ الْدُّمُوعَ عَنْ خَدَّيْهَا، مُستَعِيدَةً استِنْشَاقَ الرَّائِحَةِ التّي يَحْمِلُ، هِيَ تَعْرِفُ صَاحِبَةَ هَذَا الْعِطْرِ الْرَّخِيصِ، الَّذِي يُبَاعُ عَلَى أَرْصِفَةِ الْأسْوَاقِ الْشَعْبِيَّةِ، وقَدْ لَاحَظَتْ نَظَرَاتِهَا تَتَحَرَّشُ بِهِ فِي أَكْثَرِ مِنْ مُنَاسَبَةٍ، لَكِنَّهَا لَمْ تَتَخَيَّلْ أَنْ يَنْحَدِرَ هُوَ إلَى حَيْثُ يَصِلُ عِطْرُهَا لِقَمِيصِهِ، وَلَمْ تَعُدْ تَعْرِفُ أَهُوَ هُو، أَهُوَ مَنْ أحَبَّتْهُ واخْتَارَتْهُ رَبّاً لِقَلْبِهَا وَسَيِّدًا فِي عُمْرِهَا.
رُبَّمَا كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تَنْسَحِبَ مُنْذُ الْطَعْنَةِ الأُولَى، لَكِنَّهَا سَمِحَتْ لَهُ بِزَعْمِ الْوَفَاءِ أَنْ يُؤَرْجِحَهَا بَيْنَ غَضَبِهِ وَرِضَاه، حَتَّى فَقَدَتْ قُدْرَتَهَا عَلَى الْفَرَحِ بِهَذَا أوْ الْقَلَقِ مِنْ ذَاكَ، وَهِيَ الْيَوْم أَعْجَزُ حَتَّى عَنْ أَنْ تَعِدَ نَفْسَهَا بِالصِّرَاخِ فِي وَجْهِهِ، ثَوْرَةً لِكَرَامَةٍ هَدَرَتْهَا طَوِيلاً عَلَى عَتَبَاتِ اسْتِرْضَائِهِ، هِيَ لَمْ تَعُدْ تِلْكَ الْعَنْقَاء لِتُبْعَثَ مِنْ كُلِّ مَوْتٍ قَوِيَّةً صَلْبَةً مِنْ جَدِيدٍ، ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ .....
حَمَلَتْ الْقَمِيصَ لِتُلْقِيهِ بِهُدُوءٍ فِي حَوْضِ الْغَسِيلِ، فَتَسِيلُ مَعَ الْمِيَاهِ بَقَايَا رَائِحَةِ الْعِطْرِ الْنِسَائِيِ الْعَالِقَةِ بِهِ، والْتَفَتَتْ نَحْوَ الْمِرْآهِ تَلْتَقِطُ عَنْ حَافَتِهَا قَلَمَ أَحْمَرِ الْشَفَاهِ الَّذِي يُفَضِّلُ، تُجَدِّدُ بِهِ تَلْوِينِ شَفَتَيْهَا، وَتَتَوَعَّدُ نَفْسَهَا بِالْعُقُوبَةِ، سَتَجْلِدُهَا بِسِيَاطِ الْوَفَاءِ لَهُ حَتَّى تَصْحُو أوْ تَمُوتُ.

عايد راشد احمد
11-03-2012, 01:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذتنا وشاعرتنا واديبتنا الفاضلة

نحن امام قصة لا اعرف كيف ادخل في معطياتها

رشاقة في الكلمة سلاسة وتمكن وانسايبة في الاسلوب

تدرج في تسلسل الاحداث بطريقة سريعة متقنة وبلاغة اديبة جلية

عمل لايمكنني ان اضيف عليه ولا يمكن مدح عملا يمدح نفسه

تقبلي مروري وتحيتي

آمال المصري
11-03-2012, 02:01 AM
بعض الرجال يجيد فن الخداع .. والفر والكر من المثول أمام زوجاتهم من المواجهة بتهمة الخيانة
بل وقلب طاولة الاتهام على الطرف الآخر بحرفنة ودهاء
وهنا رغم تعاطفي مع الزوجة إلا أنني أرمي بعض اللوم عليها
استهلال رائع للنص وسرد شيق تتسارع فيه الأحداث وخاتمة جميلة جميلة ولغة أنيقة
نص من أجمل ماقرأت وفكرة جديدة تألقت بها سيدتي الفاضلة
دمت للإبداع عنوان
تحاياي

وليد عارف الرشيد
11-03-2012, 02:17 AM
ما أروعها وأنبلها وأحكمها وأطهرها من أنثى ... سأحني لها عنق التبجيل ... صفعتها هذه لو يشعر أقوى من طعنات المُدى والسيوف
رائعة أستاذتنا القديرة ... بارعةٌ أنت في لعبة الحرف ينساب من بين أنامل يراعك عابرًا جميع الحدود ... راقية بكل ما تعنيه الكلمة من المدخل إلى الحوارية مع الذات إلى السردية غير العادية وانتهاءً بهذه الخاتمة الرائعة توشيها لغة ساحرة
إن لم يكن ذا هو الأدب وتلك هي القيم فما هي ماهيتهما إذًا ... بوركت يا الكبيرة
مودتي وتقديري كما يليق
همسة : أستاذتي القديرة سأتهمك بالهرم فقد خانتك الطباعة في غير مكان :sm:

مكي النزال
11-03-2012, 02:42 AM
الأديبة المبدعة ربيحة الرفاعي
مع ان الموضوع مطروق إلا أنك تمكنت من صياغته بلغتك القوية وطريقة تصويرك ليكون قصةً تشدّ القارئ من رموشه! ولم يكن (غيرك أشطر) بل كنت أنت (الأشطر) والأقدر والأكثر إبهارا.
لقد كتبتِ لنا نصًا ثريًّا ماتعًا نشكرك عليه
دمت مبدعة متمكنة

.

حسين الطلاع
11-03-2012, 08:02 AM
أبدعتِ يا ابنة الخال .
ولقد تواترت عليها نكبات الخيانة .
وكل خيانة جرعتها على مضض ، كانت بمثابة قتلة مفترس لا يرحم إن راح يرُم من هذا الجنب أو ذاك ،،، فإشباع رغبته في قائمة اهتماماته ،،، فثابر على شراهة الإقتراف كيفما اتفق .
وكلما قتلها بلون من ألوان الخيانة انبعثت من جديد كالعنقاء تحيا بعد التحريق !!! أحسنت يا ابنة الخال باطلاق لفظة العنقاء عليها .
ولكنها في النهاية لم تعد كذلك فقد بلغ السيل الزّبى .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
من ترخص في فضيلة ترخصت قيمته حتى لا تساوى مثقال حبة من خردل ،،، فمن تلك تشتري رجلا رخصا ؟ إن شام رودانا عاد خفيفا كالورقة تقلع به أدنى ريح ويال العجب ! .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
قالت العرب : لو أن ذات سوار لطمتني .
وهذا جرح الزوجة الأليم ،،، لو أن التي جذبته إليها يشار إليها بالبنان لهان الأمر ،،، ولقالت سيدة شريفة ذات سوار أخذت زوجي .
ولكنها من السوقة تركن إلى الأزقة والأرصفة لتبيع رخص المتاع .
وبم تفضلها صاحبة العطر ؟ ربما بالجرأة على القبيح من الأخلاق المذمومة .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
يا ابنة الخال :
لست أريد أن أقسو على الرجل ، مع اعترافي أنه قد غرق في لجة الإثم ،،، ولكن أليس لكل شيء سبب ؟
سمعت أمي ذات مرة تقول : لا يأكل الرجل في مطاعم الغير إلا إذا كان مطبخه فارغا ،،، فإن كان مطبخه به ما لذ وطاب ، لن يبحث عن بديل له .
ربما أيتها الرائعة كان هناك ما دعاه ،،، فقد ذكرتِ في ثلثها الأول أن الزوجة هي السبب في وقوعه في براثن امرأة أخرى .
لذا وجبت عدالة الحكم .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
الأديبة الكبيرة ربيحة
رائعة أنتِ ، وسرتني هذه القصة جدا .
أشكركِ على سردها .
مع تمنياتي لكِ التوفيق والسداد
حسين الطلاع[/SIZE][/RIGHT][/B]

ماهر يونس
11-03-2012, 04:21 PM
الثورية الرائعة،‏
قد أجد عذرا لخيانة الرجل هنا..فهذا الخنوع والذل ليس من شيم أي عنقاء! والرجل بطبيعته يبحث في حبيبته عن أم..والأم العنقاء لن تتوانى عن معاقبة إبنها إن أساء فكيف إن أساء لها! يحب الرجل تلك الأنثى التي تستطيع أن تقول لا عند اللزوم، إذ كيف سيشعر بالأمان مع إمرأة لا تملك مثقال ذرة من عزة نفس؟ ولو كانت زوجتي لطلقتها لأن مثلها لن تنجب إلا أبناء خانعين مثلها..
محبتي الكبيرة والأكيدة ‏ ‎

أحمد عيسى
11-03-2012, 05:40 PM
ربما يزعم أحدهم أن هذه الفكرة بالذات قتلت بحثاً وقصاً
لكني أزعم أن الجديد هنا هو :
أولاً : لغة قوية مسبوكة بعناية فائقة ، لغة تحار من شاعريتها وبراعة مفرداتها وصولاً الى المعالجة القوية والتصويرات العميقة الدقيقة
" وتُنْجِدُ عُمرًا أَكَدَّهُ الْصَبْرُ
ونَسَجَتْ فِيهِ عَنَاكِبَ الْقَهْرِ بِيُوتَهَا
تَلْتَقِطُ فَرَاشَاتِ الْأمَلِ فَتَمْتَصُّهَا حَدَّ الْمَوْتِ وتُلْقِي بِهَا فِي سِجِلَّاتِ الْخَيْبَاتِ "

ثانياً : موقف البطلة ، لم يكن كما عهدنا ، هذه المرة تستكين ، ربما تقتله بصمتها لو كان لديه احساس ، تصور نفسها بالعنقاء التي تموت كل يوم
ثم تبعث من جديد ، على أملٍ بأن بصلح الله حاله ، ثم تموت على وقع خيانات أخرى ، وصدمات أخرى أشد قسوة

أما بالنسبة لموقف البطلة فاني أقول مازحاً :
هذه سيدة من ما قبل ألف ليلة وليلة ، سيدة لم يذكرها التاريخ وليس لها وجودٌ رسمي في سجلاته
لا يوجد في الكون كله امرأة تتلقى الخيانة في صمت ، كلهن يثرن ويثرثرن وربما يضربن ناهيك عن الطلاق أو الخلع
فلماذا كان هكذا موقف البطلة ؟ هل بسبب الحرص على الأولاد مثلاً ؟ أو لأنها كانت ترجو فيه خيراً لأصلٍ طيب تعرفه مثلاً ؟

النص يحتاج دراسة وقراءات أخرى

للتثبيت
احتفاء بهذا النص الشاعري

كاملة بدارنه
11-03-2012, 08:54 PM
وَتَتَوَعَّدُ نَفْسَهَا بِالْعُقُوبَةِ، سَتَجْلِدُهَا بِسِيَاطِ الْوَفَاءِ لَهُ حَتَّى تَصْحُو أوْ تَمُوتُ.

لمّ تخطّ المرأة على وجهها وقلبها بمداد الوفاء لرجل خائن؟ أهو الحبّ المصحوب بإذلال شعورها لمن تحبّ ؟ أم الضّعف ؟ أم قوّة الرّجل وما منحه المجتمع من مبرّرات ؟ أم... ؟

تساؤلات كثيرة يثيرها النّصّ الحذق ؟....

قصّة رائعة بتفاصيلها، ووصفها الدّقيق لتصرّف، وشعور المرأة عند اكتشاف الخيانة ، وبنهاية الخنوع المخفيّ وراء أبواب عديدة أغلقت عليه لأسباب يجهلها من لا يعايشها.

شكرا لك عزيزتي الأخت ربيحة على الإبداع المميّز في الطّرح واللّغة المتينة البليغة

بوركت

تقديري وتحيّتي

أسماء منصور
11-03-2012, 09:26 PM
لا اجد ما اقول بعد من سبقونى بالقول
لكن هناك جمال رائع اخذنى
مودتى ايتها الجميلة

ربيع بن المدني السملالي
12-03-2012, 02:51 PM
هكذا فلتَكن اللّغة ، وهكذا فليكن الإبداع ، وهكذا فليكن فن القصّ ،وإلاّ :
فدع عنك الكتابة فلستَ منها ...ولو لطّختَ وجهك بالمداد
أستاذتنا الكبيرة وأديبتنا الرائعة ربيحة الرفاعي ، لا أملّ من ارتشاف نصوصك الهادفة ، قرأتها وقرأتها وقرأتها وسأقرأها وأقرأها وأقرأها ، حتّى أتعلم كيف يمكنني أن أكتب مثلها ....
دمت ودام هطولك المثمر
تحيتي الخالصة

ربيحة الرفاعي
13-03-2012, 01:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله
استاذتنا وشاعرتنا واديبتنا الفاضلة
نحن امام قصة لا اعرف كيف ادخل في معطياتها
رشاقة في الكلمة سلاسة وتمكن وانسايبة في الاسلوب
تدرج في تسلسل الاحداث بطريقة سريعة متقنة وبلاغة اديبة جلية
عمل لايمكنني ان اضيف عليه ولا يمكن مدح عملا يمدح نفسه
تقبلي مروري وتحيتي

الرائع عايد راشد احمد
أكرمت النص بمرورك وأسعدت صاحبته بردك ورأيك الكريم وتعليقك

أهلا بك في صفحتي

تحيتي

محمد ذيب سليمان
13-03-2012, 10:38 AM
لغة أخذت مكانتها ونسج متفوق وعبارات ملأتها الشاعرية والمحسنات
وموضوع قديم جديد لا ينتهي ما دام الإنسان على ظهر الأرض
وأنثى " زوجة " موجودة امثالها رغم الندرة
ومواقف تدفع للتعاطف
شكرا لك

أماني عواد
13-03-2012, 01:14 PM
الاستاذة الكبيرة ربيخة الرفاعي


فِي ذَاكِرَةِ الألَمِ تَفْتَحُ صَفَحَاتٍ كَانَتْ تَقْلِبُهَا عَلَى مَضَضٍ، مُؤَمِّلةً بِإشْرَاقِ شَمْسِ ضَمِيرِهِ
عندما نتجاوز زلاتهم الزلة تلو الزلة تمتلئ الذاكرة حد فيضانها لزلة اخرى
فقد تجاوزت اعدادعا حدود الاتساع ,
لكنه الامل الذي يتسلل الى قلوبنا المملوءة حبا يغزونا ويسيطرعلى لب القرار فينا فيجعلنا فريسة الانتظار


حَتَّى بَاتَ كُلَّمَا وَجَدَهَا انْتَشَلَتْ عَنْ أَرْضِهِ دَلِيلَ غَدْرٍ جَدِيدٍ بَادَأهَا الْعِتَابَ مُتَّهِمًا لَهَا بِالْخَطَلِ وطَاعِنًا فِكْرَهَا بِالْخَبَلِ

عندما نعتبر الحياة معركة نقبل على جني غنائمها بايدي نهمة تماما كما نواجه اموارها بعسكرية فالهجوم خير وسيلة للدفاع


مُشْهِرًا فِي وَجْهِهَا سَيْفَ مَكْرِهِ وَمُقِيمًا عَلَيْهَا حَدَّ التَمَادِي بِهَجْرِهِ.


يبلغون من القسوة ما يسمح لهم بجلدنا بسياط حبنا لهم

يَوْمَ عَادَ إلَيْهَا بِأَحْمَرِ الْشَّفَاهِ يُلَوِّثُ يَاقَتَهُ،
فَأَطْرَقَ خَجَلاً لِدَقَائِق قَبْلَ أَنْ يَهُبُّ فِيهَا لائِمًا مُؤَنِّبًا ومُحَمِّلاً لَهَا مَسْؤُولِيَّةَ وُقُوعِهِ فِي بَرَاثِنٍ أُخْرَى،
وَلَنْ تُعَاتِبَهُ بِهُدُوءٍ مُغَالِبَةً دُمُوعَهَا كَمَا فَعَلَتْ يَوْمَ قَضَتْ لَيْلَتَهَا قَلِقَةً عَلَيْهِ مُنْشَغِلَةً بِتَدْلِيكِ قَدَمِهِ لِألَمٍ يَشْكُوهُ اكْتَشَفَتْ سَبَبَهُ فِي الْصَّبَاحِ حِينَ رَأَتْ أثَرَ كَعْبِ حِذَاءِ شَرِيكَتِهِ فِي الْرَّقْصِ وَقَدْ خَدَشَ حِذَاءَه وَطَبَعَ عَلَامَاتِهِ عَلَيْهِ.

لا بد لها من طريقة اخرى للمواجهة غير لومه واحراجه فالاعتياد طبعنا وان تجاوز مواجهة الدموع والعتاب المرة الاولى سيقوى حتما على المواجة في المرات المقبلة ولن يبلغ تأثيره بها حد العتبة والتراجع


ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ .....
ذاتها الطعنة يا سيدتي وما اختلاف الطعم الا لاعتياد مستقبلاتها الحسية لطعم المرار


حَمَلَتْ الْقَمِيصَ لِتُلْقِيهِ بِهُدُوءٍ فِي حَوْضِ الْغَسِيلِ، فَتَسِيلُ مَعَ الْمِيَاهِ بَقَايَا رَائِحَةِ الْعِطْرِ الْنِسَائِيِ الْعَالِقَةِ بِهِ، والْتَفَتَتْ نَحْوَ الْمِرْآهِ تَلْتَقِطُ عَنْ حَافَتِهَا قَلَمَ أَحْمَرِ الْشَفَاهِ الَّذِي يُفَضِّلُ، تُجَدِّدُ بِهِ تَلْوِينِ شَفَتَيْهَا، وَتَتَوَعَّدُ نَفْسَهَا بِالْعُقُوبَةِ، سَتَجْلِدُهَا بِسِيَاطِ الْوَفَاءِ لَهُ حَتَّى تَصْحُو أوْ تَمُوتُ.

اشارتين متطرفتين تتلائمان وانفعالات البطلة النفسية
فان تغسل القميص ربما لتمحو من امام عينها اذار الغدر تطهره لتواصل باستسلام وفائها له

وان تلون شفاهها قد نكون اشارة مزدوجة تسترضي بها قرار الاستسلام بمنطق مواصلة جلد الذات بالوفاء وتعلن بذات السلوك تحديها وانتفامها كعنقاء تأبى الهزيمة


قصة رائعة سلمت يداك

لطيفة أسير
13-03-2012, 01:23 PM
يا الله كم هو مؤلم يا عنقاء
صعب أن نموت ببطء بيد من نحب ولا نملك حق الرد والصراخ
لأن حبال الود تمعن في تقييدنا
رائعة أنت سيدتي ربيحة
دمت متألقة دوما
محبتي والتقدير

نداء غريب صبري
16-03-2012, 02:46 AM
سبحان الله
كيف لم أقرأ هذه القصة مع انها مثبتة

سيدة رائعة تستحق أن نحبها ونحييها ونتعلم منها فالمرأة الصابرة من نعم الله

ما أعظم روحك يا سيدتي
وما أروع ما تعلميننا

شكرا لك

بوركت

زهراء المقدسية
17-03-2012, 10:10 PM
ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ .....

الطعنة الأولى أشد إيلاما وما بعدها يهون
والأنثى إن تجاوزتها كانت هي العنقاء بحق

مع الربيحة نتوقع كل مبدع وجميل
في أي قسم نقرأ لها

راااااااائعة

فاطمه عبد القادر
18-03-2012, 01:43 AM
هِيَ لَمْ تَعُدْ تِلْكَ الْعَنْقَاء لِتُبْعَثَ مِنْ كُلِّ مَوْتٍ قَوِيَّةً صَلْبَةً مِنْ جَدِيدٍ، ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ .....


السلام عليكم صديقتي العزيزة ربيحة
ولد الإنسان ضعيفا
نعم ,,وكل من يقف على البر شاطر ,لذلك نجد دائما من يقول ,لو كنت مكانها !!!لو كنت مكانه !!لفعلت كذا وكذا
وعندما يكون مكانها أو مكانه نراه لا يفعل إلا ما يفعل الغريق نفسه
لا أدري ما هي نقطة الضعف الرهيبة التي تقيد هذة العنقاء
هناك من نقاط الضعف آلافا مؤلفة ,,والأنسان بطبعه ضعيف
ربما كانت عنقاء الصبر الدائم المتواصل ,والصبر لو نعلم مرير ,ولكنه محمود العواقب
قصة جميلة ,,مختلفة,, قوية
سبكة رائعة ,وحبكة تثير التساؤل ,وربما الحيرة
شكرا لك عزيزتي ربيحة
أبدعت
ماسة

نزار ب. الزين
19-03-2012, 09:27 PM
أختي الفاضلة ربيحة
أجدت و ابدعت
خنوع بطلة القصة له أسبابه بالتأكيد
فإما أنها رضخت تحت ضغوط الأهل
الذين لا يطيقون المطلقة في العادة
أو حرصا منها على أطفالها
أو أن حبها الشديد لمضطهدها
أجبرها على الصمت عن تجاوزاته
***
أختي الكريمة
نصك مشوق و لغته أكثر من رائعة
دام إبداعك
نزار

سامية الحربي
22-03-2012, 12:28 AM
قرأت القصة المسبوكة بحرفية تلك الأنامل باذخة الحرف ثم قلبت بصري في العنوان بالفعل أنها العنقاء سواء بطلة القصة أو مبدعتها . كل الشكر على أتحافنا بهذه المعاني المتزاحمة .

ربيحة الرفاعي
25-03-2012, 07:54 PM
بعض الرجال يجيد فن الخداع .. والفر والكر من المثول أمام زوجاتهم من المواجهة بتهمة الخيانة
بل وقلب طاولة الاتهام على الطرف الآخر بحرفنة ودهاء
وهنا رغم تعاطفي مع الزوجة إلا أنني أرمي بعض اللوم عليها
استهلال رائع للنص وسرد شيق تتسارع فيه الأحداث وخاتمة جميلة جميلة ولغة أنيقة
نص من أجمل ماقرأت وفكرة جديدة تألقت بها سيدتي الفاضلة
دمت للإبداع عنوان
تحاياي

الرائعة آمال المصري
مرورك بالنص يثريه وتعليقك يسعد صاحبته

أهلا بك في صفحتي

تحاياي

عمر الحجار
26-03-2012, 02:17 PM
ان تربح الادب والثقافة والفن والابداع ، ان تربح الكلمات وتشكيها ان تربح المعاني وتزينها ، ان تبلغ الرفعة فتأمل وتفكر وصمت واندهش فأنت في حضرة الجمال والبلاغة ، واسجد وابتهل فانك ان تنل حرفا فانه بعشر كلمات وتضاعف لك ما تشاء، لا تعجب من كل هذا فانت تقرأ الابداع ربيحة الرفاعي


اشكر لك الجمال والبهاء

ربيحة الرفاعي
27-03-2012, 12:55 AM
ما أروعها وأنبلها وأحكمها وأطهرها من أنثى ... سأحني لها عنق التبجيل ... صفعتها هذه لو يشعر أقوى من طعنات المُدى والسيوف
رائعة أستاذتنا القديرة ... بارعةٌ أنت في لعبة الحرف ينساب من بين أنامل يراعك عابرًا جميع الحدود ... راقية بكل ما تعنيه الكلمة من المدخل إلى الحوارية مع الذات إلى السردية غير العادية وانتهاءً بهذه الخاتمة الرائعة توشيها لغة ساحرة
إن لم يكن ذا هو الأدب وتلك هي القيم فما هي ماهيتهما إذًا ... بوركت يا الكبيرة
مودتي وتقديري كما يليق
همسة : أستاذتي القديرة سأتهمك بالهرم فقد خانتك الطباعة في غير مكان :sm:

يا الله ما أكرم الحضور حين يقرأ بتمكّن ويقيّم بتمعّن

كبلني إطراؤك شاعرنا الكريم
وأسعدني مرورك في صفحتي ورايك فيها

أهلا بك دائما

بالنسبة للطباعة.. لك ان تتهم بالهرم ونصف العمى مطمئنا لعدالة حكمك
ولي ان اسألكم احتمال ما لم أوفق حتى اللحظة من اخطاء طباعية تتسلل لنصوصي خصوصا خلال التشكيل
تحيتي

د عثمان قدري مكانسي
27-03-2012, 05:15 AM
دراما ... صورتْها الأديبة صورة دقيقة الملامح متناغمة المراحل ،واصفة عواطف الزوجة المطعونة في كبريائها التي تتنسم دقائق زلات الزوج ..
وهل أقسى على المرأة أن ترى آثار ( مغامرات زوجها المفضوحة) ثائرة مرة وكاتمة عواطفها مرة أخرى ، وليس لها إلا ان تتغاضى أو تتناسى أو تنفجر أحياناً؟!
أسلوب القصة يدل على تمكن الاديبة من مفردات اللغة وحُسن السبك ، يأخذني إلى حَرم الأدب الأصيل .
وتألقت الفكرة الممزوجة بالعاطفة فترجمت النفس الحزينة الثائرة أحياناً المتماسكة في اللحظة الأخيرة حين فاجأتنا بما فعلته الزوجة راغبة أن تجذب الزوج الجانح إلى حيث ينبغي أن يكون
دمت متألقة أيتها الأديبة الرائعة

ربيحة الرفاعي
29-03-2012, 09:23 AM
الأديبة المبدعة ربيحة الرفاعي
مع ان الموضوع مطروق إلا أنك تمكنت من صياغته بلغتك القوية وطريقة تصويرك ليكون قصةً تشدّ القارئ من رموشه! ولم يكن (غيرك أشطر) بل كنت أنت (الأشطر) والأقدر والأكثر إبهارا.
لقد كتبتِ لنا نصًا ثريًّا ماتعًا نشكرك عليه
دمت مبدعة متمكنة.
الرائع المتألق مكي النزال
ببهاء حضورك وثراء ردك انتشت الحروف وزهى النص

أهلا بك شاعرنا المبدع في واحتك

تحاياي

الطنطاوي الحسيني
31-03-2012, 08:14 PM
ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ .....
حَمَلَتْ الْقَمِيصَ لِتُلْقِيهِ بِهُدُوءٍ فِي حَوْضِ الْغَسِيلِ، فَتَسِيلُ مَعَ الْمِيَاهِ بَقَايَا رَائِحَةِ الْعِطْرِ الْنِسَائِيِ الْعَالِقَةِ بِهِ، والْتَفَتَتْ نَحْوَ الْمِرْآهِ تَلْتَقِطُ عَنْ حَافَتِهَا قَلَمَ أَحْمَرِ الْشَفَاهِ الَّذِي يُفَضِّلُ، تُجَدِّدُ بِهِ تَلْوِينِ شَفَتَيْهَا، وَتَتَوَعَّدُ نَفْسَهَا بِالْعُقُوبَةِ، سَتَجْلِدُهَا بِسِيَاطِ الْوَفَاءِ لَهُ حَتَّى تَصْحُو أوْ تَمُوتُ.

اختي الفاضلة ام ثائر
ما ابهرني حقا
الخاتمة السافعة الصافعة للمتلقي والتي لم يتوقعها
توقعتهاام ومات ابنها عنها او شيئ من هذا القبيل
الشيئ المدهش الاخر اللغةالشاعرية الرائعة والتصويرية البديعة
هكذا انت دائما يا ام ثائر
تنشرين الفاخر والنادر
رائعة وجميلة وقيمة

ربيحة الرفاعي
01-04-2012, 09:37 PM
أبدعتِ يا ابنة الخال .
ولقد تواترت عليها نكبات الخيانة .
وكل خيانة جرعتها على مضض ، كانت بمثابة قتلة مفترس لا يرحم إن راح يرُم من هذا الجنب أو ذاك ،،، فإشباع رغبته في قائمة اهتماماته ،،، فثابر على شراهة الإقتراف كيفما اتفق .
وكلما قتلها بلون من ألوان الخيانة انبعثت من جديد كالعنقاء تحيا بعد التحريق !!! أحسنت يا ابنة الخال باطلاق لفظة العنقاء عليها .
ولكنها في النهاية لم تعد كذلك فقد بلغ السيل الزّبى .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
من ترخص في فضيلة ترخصت قيمته حتى لا تساوى مثقال حبة من خردل ،،، فمن تلك تشتري رجلا رخصا ؟ إن شام رودانا عاد خفيفا كالورقة تقلع به أدنى ريح ويال العجب ! .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
قالت العرب : لو أن ذات سوار لطمتني .
وهذا جرح الزوجة الأليم ،،، لو أن التي جذبته إليها يشار إليها بالبنان لهان الأمر ،،، ولقالت سيدة شريفة ذات سوار أخذت زوجي .
ولكنها من السوقة تركن إلى الأزقة والأرصفة لتبيع رخص المتاع .
وبم تفضلها صاحبة العطر ؟ ربما بالجرأة على القبيح من الأخلاق المذمومة .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
يا ابنة الخال :
لست أريد أن أقسو على الرجل ، مع اعترافي أنه قد غرق في لجة الإثم ،،، ولكن أليس لكل شيء سبب ؟
سمعت أمي ذات مرة تقول : لا يأكل الرجل في مطاعم الغير إلا إذا كان مطبخه فارغا ،،، فإن كان مطبخه به ما لذ وطاب ، لن يبحث عن بديل له .
ربما أيتها الرائعة كان هناك ما دعاه ،،، فقد ذكرتِ في ثلثها الأول أن الزوجة هي السبب في وقوعه في براثن امرأة أخرى .
لذا وجبت عدالة الحكم .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
الأديبة الكبيرة ربيحة
رائعة أنتِ ، وسرتني هذه القصة جدا .
أشكركِ على سردها .
مع تمنياتي لكِ التوفيق والسداد
حسين الطلاع[/SIZE][/RIGHT][/B]

أديبنا الرائع حسين الطلاع
أسعدتني قراءتك المتدبر ورايك الحصيف وهذا الوقوف اليقظ على تفاصيل مبعثرة في جنبات النص

أهلا بك ومرحبا في صفحتي

تحاياي

عبدالرحمان بن محمد
01-04-2012, 11:19 PM
الجميل في هذه الدنيا أن الناس أصناف
وأصناف
وأن السوء لا يقابل دوما بالسوء
وفي قصتنا هذه عشنا وجهين مختلفين لجنس واحد
فتاة الشارع بعطرها الرخيص تحرق البيوت
وربة بيت تعود حية من رمادها وتحاول ألا يخر عليها سقف بيتها فتصبح حديث
لهو على لسان زوجها-وهو هنا صنف آخر- حينما يكون تائها بين دروب الحرام

أتساءل فقط لم يقول المحصن لزوجه أنها السبب، مع أن الصورة التي نُقلت عن الزوجة قمة في الوفاء؟!

الكبيرة ربيعة الرفاعي
قلمك من طراز نادر
لغة حية مكثفة وهادفة
علمي يزداد حينما أقرأ لك
حفظك الحفيظ

ربيحة الرفاعي
06-05-2012, 04:32 AM
الثورية الرائعة،‏
قد أجد عذرا لخيانة الرجل هنا..فهذا الخنوع والذل ليس من شيم أي عنقاء! والرجل بطبيعته يبحث في حبيبته عن أم..والأم العنقاء لن تتوانى عن معاقبة إبنها إن أساء فكيف إن أساء لها! يحب الرجل تلك الأنثى التي تستطيع أن تقول لا عند اللزوم، إذ كيف سيشعر بالأمان مع إمرأة لا تملك مثقال ذرة من عزة نفس؟ ولو كانت زوجتي لطلقتها لأن مثلها لن تنجب إلا أبناء خانعين مثلها..
محبتي الكبيرة والأكيدة ‏ ‎

أصبت أيها الماهر
لكن ربما فاتك هنا سطر قبل نهاية القصة يقول "ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ ....."
فلعله ليس خنوعا تماما إذا ....
ثمة مثل إنجليزي أحبه يقول " يقف الضفدع ساكنا قبل أن يقفز"

شرف بمرورك النص وسعدت صاحبته

تحيتي

ربيحة الرفاعي
27-05-2012, 09:57 PM
ربما يزعم أحدهم أن هذه الفكرة بالذات قتلت بحثاً وقصاً
لكني أزعم أن الجديد هنا هو :
أولاً : لغة قوية مسبوكة بعناية فائقة ، لغة تحار من شاعريتها وبراعة مفرداتها وصولاً الى المعالجة القوية والتصويرات العميقة الدقيقة
" وتُنْجِدُ عُمرًا أَكَدَّهُ الْصَبْرُ
ونَسَجَتْ فِيهِ عَنَاكِبَ الْقَهْرِ بِيُوتَهَا
تَلْتَقِطُ فَرَاشَاتِ الْأمَلِ فَتَمْتَصُّهَا حَدَّ الْمَوْتِ وتُلْقِي بِهَا فِي سِجِلَّاتِ الْخَيْبَاتِ "

ثانياً : موقف البطلة ، لم يكن كما عهدنا ، هذه المرة تستكين ، ربما تقتله بصمتها لو كان لديه احساس ، تصور نفسها بالعنقاء التي تموت كل يوم
ثم تبعث من جديد ، على أملٍ بأن بصلح الله حاله ، ثم تموت على وقع خيانات أخرى ، وصدمات أخرى أشد قسوة

أما بالنسبة لموقف البطلة فاني أقول مازحاً :
هذه سيدة من ما قبل ألف ليلة وليلة ، سيدة لم يذكرها التاريخ وليس لها وجودٌ رسمي في سجلاته
لا يوجد في الكون كله امرأة تتلقى الخيانة في صمت ، كلهن يثرن ويثرثرن وربما يضربن ناهيك عن الطلاق أو الخلع
فلماذا كان هكذا موقف البطلة ؟ هل بسبب الحرص على الأولاد مثلاً ؟ أو لأنها كانت ترجو فيه خيراً لأصلٍ طيب تعرفه مثلاً ؟

النص يحتاج دراسة وقراءات أخرى

للتثبيت
احتفاء بهذا النص الشاعري
حين يحظى نص قصي بهذا التقييم الرائع من قاص بقامتك وقدرتك يكون لكاتبه أن ينتشي فرحا

أسعدتني أسعدك الله
وأكرمتني بمرورك وردك

تحاياي

ربيحة الرفاعي
15-07-2012, 12:52 AM
وَتَتَوَعَّدُ نَفْسَهَا بِالْعُقُوبَةِ، سَتَجْلِدُهَا بِسِيَاطِ الْوَفَاءِ لَهُ حَتَّى تَصْحُو أوْ تَمُوتُ.

لمّ تخطّ المرأة على وجهها وقلبها بمداد الوفاء لرجل خائن؟ أهو الحبّ المصحوب بإذلال شعورها لمن تحبّ ؟ أم الضّعف ؟ أم قوّة الرّجل وما منحه المجتمع من مبرّرات ؟ أم... ؟
تساؤلات كثيرة يثيرها النّصّ الحذق ؟....
قصّة رائعة بتفاصيلها، ووصفها الدّقيق لتصرّف، وشعور المرأة عند اكتشاف الخيانة ، وبنهاية الخنوع المخفيّ وراء أبواب عديدة أغلقت عليه لأسباب يجهلها من لا يعايشها.
شكرا لك عزيزتي الأخت ربيحة على الإبداع المميّز في الطّرح واللّغة المتينة البليغة
بوركت
تقديري وتحيّتي
القاصة والأديبة الرائعة كاملة بدارنة
عمق قراءتك وجميل تعليقك نيشان على صدر النص
وروعة حضورك شرف للحرف وصاحبته

أهلا بك غاليتي في متصفحي

تحاياي

ربيحة الرفاعي
22-07-2012, 03:31 AM
لا اجد ما اقول بعد من سبقونى بالقول
لكن هناك جمال رائع اخذنى
مودتى ايتها الجميلة

ولا أجد ما أقول أمام هذا الكرم الدافع غير سوق قوافل شكري محملة بباقات ورد لروعة الحضور ورقي التعليق

أهلا بك ايتها الركيمة في واحتك

تحاياي

عبد المجيد برزاني
23-07-2012, 04:00 PM
الأديبة الراقية ربيحة :
قرأت نصا سرديا مخضوضبا بلغة شعرية.
هِيَ تَعْرِفُ صَاحِبَةَ هَذَا الْعِطْرِ الْرَّخِيصِ، الَّذِي يُبَاعُ عَلَى أَرْصِفَةِ الْأسْوَاقِ الْشَعْبِيَّةِ،
خائن وذو ذوق سوقي في الخيانة ...
دمت مبدعة أختي الكريمة.
تحاياي وتقديري.

نزار ب. الزين
24-07-2012, 12:29 AM
أختي الفاضلة ربيحة
أحيي هذه السيدة لصبرها و قدرتها على المداراة
و أحيي شاعرتنا ربيحة الرفاعي
لروعة أسلوبها و استخدامها
للمحسنات البديعية كالسجع ببراعة
***
سلمت أناملك أختي الكريمة
و دمت مبدعة
نزار

ربيحة الرفاعي
23-08-2012, 03:08 AM
هكذا فلتَكن اللّغة ، وهكذا فليكن الإبداع ، وهكذا فليكن فن القصّ ،وإلاّ :
فدع عنك الكتابة فلستَ منها ...ولو لطّختَ وجهك بالمداد
أستاذتنا الكبيرة وأديبتنا الرائعة ربيحة الرفاعي ، لا أملّ من ارتشاف نصوصك الهادفة ، قرأتها وقرأتها وقرأتها وسأقرأها وأقرأها وأقرأها ، حتّى أتعلم كيف يمكنني أن أكتب مثلها ....
دمت ودام هطولك المثمر
تحيتي الخالصة

كبلتني برقيق حرفك ورفيع حضورك بنيّ
والله ما أجد للشكر حرفا يليق

لا حرمتك

تحاياي

ناديه محمد الجابي
27-08-2012, 08:04 PM
رُبَّمَا كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تَنْسَحِبَ مُنْذُ الْطَعْنَةِ الأُولَى، لَكِنَّهَا سَمِحَتْ لَهُ بِزَعْمِ الْوَفَاءِ أَنْ يُؤَرْجِحَهَا بَيْنَ غَضَبِهِ وَرِضَاه، حَتَّى فَقَدَتْ قُدْرَتَهَا عَلَى الْفَرَحِ بِهَذَا أوْ الْقَلَقِ مِنْ ذَاكَ، وَهِيَ الْيَوْم أَعْجَزُ حَتَّى عَنْ أَنْ تَعِدَ نَفْسَهَا بِالصِّرَاخِ فِي وَجْهِهِ، ثَوْرَةً لِكَرَامَةٍ هَدَرَتْهَا طَوِيلاً عَلَى عَتَبَاتِ اسْتِرْضَائِهِ، هِيَ لَمْ تَعُدْ تِلْكَ الْعَنْقَاء لِتُبْعَثَ مِنْ كُلِّ مَوْتٍ قَوِيَّةً صَلْبَةً مِنْ جَدِيدٍ، ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ .....

هذة هى عقدة القصة
يظل الرجل يخشى أن تعلم زوجته بخيانته لها
فإذا عرف أنها علمت لم يعد يكترث بأى شئ بعدها .

بإقتدار هائل وببلاغة أدبية رائعة وسرد راق
وتصوير عميق دقيق وصفت لنا المرأة المستكينة المقهورة
التى أرتضت الذل بمبرر من الوفاء .

إنحناءة منى لقلمك الباهر الذى يعلمنا
كيف تتطوع اللغة لتخدم الفكرة .
ملحوظة : العنقاء حقا هى صاحبة هذا الأبداع
تحياتى وتقديرى .

ربيحة الرفاعي
23-01-2013, 09:25 AM
لغة أخذت مكانتها ونسج متفوق وعبارات ملأتها الشاعرية والمحسنات
وموضوع قديم جديد لا ينتهي ما دام الإنسان على ظهر الأرض
وأنثى " زوجة " موجودة امثالها رغم الندرة
ومواقف تدفع للتعاطف
شكرا لك

وحضور أكرم بسخي ودقه ورائق عبقه الحروف وصاحبتها

شكرا لحضورك شاعرنا
لا حرمك البهاء

تحاياي

لانا عبد الستار
21-02-2013, 07:54 PM
هل ستجلد نفسها بالوفاء لتحيي فيه ضميرا ميتا أم لتحثه على مزيد من الغدر يغيرها؟
وهل تحتاج للمزيد لتتغير؟
من تبقى أسيرته بعد ما كان سيبقى أسيرته مهما كان
بعضنا يجعلها الحب مجرد ظل ملتصق بقدمي الحبيب يتمدد ببلاهة عندهما
قصة من أورع ما قرأت
الأستاذة ربيحة الرفاعي
أشكرك

عبدالإله الزّاكي
22-02-2013, 07:21 AM
عَادَتْ لِلْقَمِيصِ تَشُمُّهُ مُتَأَوِّهَةً وَتَمْسَحُ بِهِ الْدُّمُوعَ عَنْ خَدَّيْهَا، مُستَعِيدَةً استِنْشَاقَ الرَّائِحَةِ التّي يَحْمِلُ، هِيَ تَعْرِفُ صَاحِبَةَ هَذَا الْعِطْرِ الْرَّخِيصِ، الَّذِي يُبَاعُ عَلَى أَرْصِفَةِ الْأسْوَاقِ الْشَعْبِيَّةِ، وقَدْ لَاحَظَتْ نَظَرَاتِهَا تَتَحَرَّشُ بِهِ فِي أَكْثَرِ مِنْ مُنَاسَبَةٍ، لَكِنَّهَا لَمْ تَتَخَيَّلْ أَنْ يَنْحَدِرَ هُوَ إلَى حَيْثُ يَصِلُ عِطْرُهَا لِقَمِيصِهِ، وَلَمْ تَعُدْ تَعْرِفُ أَهُوَ هُو، أَهُوَ مَنْ أحَبَّتْهُ واخْتَارَتْهُ رَبّاً لِقَلْبِهَا وَسَيِّدًا فِي عُمْرِهَا.
رُبَّمَا كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تَنْسَحِبَ مُنْذُ الْطَعْنَةِ الأُولَى، لَكِنَّهَا سَمِحَتْ لَهُ بِزَعْمِ الْوَفَاءِ أَنْ يُؤَرْجِحَهَا بَيْنَ غَضَبِهِ وَرِضَاه، حَتَّى فَقَدَتْ قُدْرَتَهَا عَلَى الْفَرَحِ بِهَذَا أوْ الْقَلَقِ مِنْ ذَاكَ، وَهِيَ الْيَوْم أَعْجَزُ حَتَّى عَنْ أَنْ تَعِدَ نَفْسَهَا بِالصِّرَاخِ فِي وَجْهِهِ، ثَوْرَةً لِكَرَامَةٍ هَدَرَتْهَا طَوِيلاً عَلَى عَتَبَاتِ اسْتِرْضَائِهِ، هِيَ لَمْ تَعُدْ تِلْكَ الْعَنْقَاء لِتُبْعَثَ مِنْ كُلِّ مَوْتٍ قَوِيَّةً صَلْبَةً مِنْ جَدِيدٍ، ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ .....
حَمَلَتْ الْقَمِيصَ لِتُلْقِيهِ بِهُدُوءٍ فِي حَوْضِ الْغَسِيلِ، فَتَسِيلُ مَعَ الْمِيَاهِ بَقَايَا رَائِحَةِ الْعِطْرِ الْنِسَائِيِ الْعَالِقَةِ بِهِ، والْتَفَتَتْ نَحْوَ الْمِرْآهِ تَلْتَقِطُ عَنْ حَافَتِهَا قَلَمَ أَحْمَرِ الْشَفَاهِ الَّذِي يُفَضِّلُ، تُجَدِّدُ بِهِ تَلْوِينِ شَفَتَيْهَا، وَتَتَوَعَّدُ نَفْسَهَا بِالْعُقُوبَةِ، سَتَجْلِدُهَا بِسِيَاطِ الْوَفَاءِ لَهُ حَتَّى تَصْحُو أوْ تَمُوتُ.

هنا ينثر الحرف عبقه و تنفث الكلمات سحرها وينشر الإبداع جناحاته و يحلق طائرا يغرد في رياض الألق.
أختلف كثيرا مع من لم يرى في العنقاء سوى الخنوع أو الضعف في موقفها و لم يرى قمّة الوفاء و الحب ! فمن أحبّ شخصا آثره على نفسه و بذل الغالي و النفيس في طلب رضاه و هذا لا يخفى على الشاعرة السامقة و الأديبة القديرة ربيحة الرفاعي.
ثم إن شعور العنقاء ليس غيرة أو نار تحرق قلبها - فهي تدرك أن حبيبها ارتمى بين أحضان ساقطة - بقدرما هو شعور بالرأفة و الأسف على ما آل إليه أمر حبيبها، فهي تمنحه الفرصة كي يستفيق من غفوته، حبّا و وفاءا، لا قهرا أو ذلا. فتصحو برجوعه إليها أو بهجرها له أو تموت ببقاءه على حاله. و اختيار الكاتبة للعنقاء كعنوان للنص ليس من قبيل الصدف . فالعنقاء في اعتقاد المِصْريين القدماء طائر يُحرق نفسه ثم يَنبعث من رماده من جديد و هو حال المحبّ .

هكذا قرأتها أستاذتنا الفاضلة، تحاياي و بالغ تقديري.

ربيحة الرفاعي
15-03-2013, 11:54 PM
أختي الفاضلة ربيحة
أحيي هذه السيدة لصبرها و قدرتها على المداراة
و أحيي شاعرتنا ربيحة الرفاعي
لروعة أسلوبها و استخدامها
للمحسنات البديعية كالسجع ببراعة
***
سلمت أناملك أختي الكريمة
و دمت مبدعة
نزار
وأحيي هذا الحضور السامق في صفحتي يزينها ويكرمها

القاص نزار ب الزين
شكرا لمرورك الطيب وردك الكريم

دمت بألق

يحيى البحاري
16-03-2013, 06:39 AM
أستاذة ربيحة .. طابت كل أوقاتك
الشك والخيانة من أسلحة الهدم السريعة المفعول
لمست بعض الضعف والهوان في شخصية البطلة

تحياتي

ربيحة الرفاعي
05-04-2013, 12:31 AM
قرأت القصة المسبوكة بحرفية تلك الأنامل باذخة الحرف ثم قلبت بصري في العنوان بالفعل أنها العنقاء سواء بطلة القصة أو مبدعتها . كل الشكر على أتحافنا بهذه المعاني المتزاحمة .

سبحان الله
يضفي القارئ الرفيع القدر على النص رفعة من نفسه فيأتلق ويسعد به كاتبه، وتزيد الحروف بقراءته لها قدرا
أكرمتني بردك السامق أكرمك الله

تحاياي

ربيحة الرفاعي
05-10-2013, 02:53 AM
أختي الفاضلة ربيحة
أجدت و ابدعت
خنوع بطلة القصة له أسبابه بالتأكيد
فإما أنها رضخت تحت ضغوط الأهل
الذين لا يطيقون المطلقة في العادة
أو حرصا منها على أطفالها
أو أن حبها الشديد لمضطهدها
أجبرها على الصمت عن تجاوزاته
***
أختي الكريمة
نصك مشوق و لغته أكثر من رائعة
دام إبداعك
نزار

يجد الخانع دائما حجة بها يبرر خنوعه ويقتنع بها وقد يقنع بها غيره
فهل ثمة حقا ما يبرر الخنوع!

شكرا لمرورك الرائع أيها الكريم

دمت بخير

تحاياي

ربيحة الرفاعي
07-01-2014, 02:33 AM
هِيَ لَمْ تَعُدْ تِلْكَ الْعَنْقَاء لِتُبْعَثَ مِنْ كُلِّ مَوْتٍ قَوِيَّةً صَلْبَةً مِنْ جَدِيدٍ، ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ .....

السلام عليكم صديقتي العزيزة ربيحة
ولد الإنسان ضعيفا
نعم ,,وكل من يقف على البر شاطر ,لذلك نجد دائما من يقول ,لو كنت مكانها !!!لو كنت مكانه !!لفعلت كذا وكذا
وعندما يكون مكانها أو مكانه نراه لا يفعل إلا ما يفعل الغريق نفسه
لا أدري ما هي نقطة الضعف الرهيبة التي تقيد هذة العنقاء
هناك من نقاط الضعف آلافا مؤلفة ,,والأنسان بطبعه ضعيف
ربما كانت عنقاء الصبر الدائم المتواصل ,والصبر لو نعلم مرير ,ولكنه محمود العواقب
قصة جميلة ,,مختلفة,, قوية
سبكة رائعة ,وحبكة تثير التساؤل ,وربما الحيرة
شكرا لك عزيزتي ربيحة
أبدعت
ماسة

هناك دائما نقطة ضعف توقعنا فيما نلوم من يقع فيها، والصبر وإن يكن من القيم الحميدة فإنه حين يكون في هوان لا صبرا على قضاء الله يكون مقيتا
فهل كان هذا وضع بطلتنا؟
أم أنها صاحبة رهان كبير؟

مرورك قيّم ورأيك كريم
لا حرمك البهاء

دمت بخير يا صديقتي

تحاياي

خلود محمد جمعة
15-02-2014, 02:07 AM
لغة السرد رائعة
الفكرة عميقة
والقصة بخرافيتها واقعية
كم من انثى هدرت أيامها في معتقل الزواج
لا تعليق على حروفك أستاذتنا
دمت سامقة
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
03-04-2014, 01:17 AM
الاستاذة الكبيرة ربيخة الرفاعي

عندما نتجاوز زلاتهم الزلة تلو الزلة تمتلئ الذاكرة حد فيضانها لزلة اخرى
فقد تجاوزت اعدادعا حدود الاتساع ,
لكنه الامل الذي يتسلل الى قلوبنا المملوءة حبا يغزونا ويسيطرعلى لب القرار فينا فيجعلنا فريسة الانتظار

عندما نعتبر الحياة معركة نقبل على جني غنائمها بايدي نهمة تماما كما نواجه اموارها بعسكرية فالهجوم خير وسيلة للدفاع

يبلغون من القسوة ما يسمح لهم بجلدنا بسياط حبنا لهم

لا بد لها من طريقة اخرى للمواجهة غير لومه واحراجه فالاعتياد طبعنا وان تجاوز مواجهة الدموع والعتاب المرة الاولى سيقوى حتما على المواجة في المرات المقبلة ولن يبلغ تأثيره بها حد العتبة والتراجع
...
ذاتها الطعنة يا سيدتي وما اختلاف الطعم الا لاعتياد مستقبلاتها الحسية لطعم المرار

اشارتين متطرفتين تتلائمان وانفعالات البطلة النفسية
فان تغسل القميص ربما لتمحو من امام عينها اذار الغدر تطهره لتواصل باستسلام وفائها له

وان تلون شفاهها قد نكون اشارة مزدوجة تسترضي بها قرار الاستسلام بمنطق مواصلة جلد الذات بالوفاء وتعلن بذات السلوك تحديها وانتفامها كعنقاء تأبى الهزيمة


قصة رائعة سلمت يداك

لقراءتك مذاق متفرد أيتها الأنيقة الحضور
تسبغين على النصوص لونا من بهائك مائزا، وبلونك زهى نصي غاليتي

لا حمك البهاء

تحاياي

فوزي الشلبي
03-04-2014, 09:00 PM
الأديبة الكريمة ربيحة:
تحية كبيرة تليق بمقام أديبة بهية...تعالج الوفاء المذبوح لامرأة بسكين الخيانة والغدر...حتى اصبحت الخيانة عندها جبل شاهقٌ يسحق صدرها وصبرها وعنفوانها ووفاءها...واصبحت في خلده حلما رائعا يسرح في غفوه وصحوه..في غدوه ورواحه..أو ماء سلسبيلا سلسلا يجلو في حلقه اي غصة...يقول الشاعر: من يهن يسهل الهوان عليه...وما حال تلك المرأة التي اتخذت من أحمر شفاهها سكينا لتذبح في زوجها وفاءها وصبرها...فكيف يكون لها هذا المكر العجيب وقد تحملت الطعنة تلو الطعنة...في قوة بعد ضعف بعد ضعف بعد انهيار...
اسقاطات بديعة على صراع بين وفاء وغدر! لغة سامقة مشحونة بثورة المظلوم على ظالمه..فتقتله او تقتلها..أو يقتلا معا!
تقديري الكبير وخالص ودي!
أخوكم

ربيحة الرفاعي
13-05-2014, 01:34 AM
يا الله كم هو مؤلم يا عنقاء
صعب أن نموت ببطء بيد من نحب ولا نملك حق الرد والصراخ
لأن حبال الود تمعن في تقييدنا
رائعة أنت سيدتي ربيحة
دمت متألقة دوما
محبتي والتقدير

هو صعب فعلا أيتها الرائعة
والأصعب أن نموت بأيدي ذواتنا باختيارنا الصبر والكتمان وامعاننا في الانصهار بدعوى حبال الود والوفاء
الوفاء يا صديقتي للأوفياء وما عداه هباء

دمت بروعة حضورك

تحاياي

ربيحة الرفاعي
06-06-2014, 01:12 AM
سبحان الله
كيف لم أقرأ هذه القصة مع انها مثبتة

سيدة رائعة تستحق أن نحبها ونحييها ونتعلم منها فالمرأة الصابرة من نعم الله

ما أعظم روحك يا سيدتي
وما أروع ما تعلميننا

شكرا لك

بوركت

أهكذا قرأتها أيتها المدهشة الأنوثة!
ما أنداك يا سيدة الرقة!

شكرا لك ألفا ولبديع مرورك
لا حرمك البهاء

تحاياي

مصطفى الصالح
09-06-2014, 09:29 PM
نعم هم هكذا هؤلاء الملاعين الشياطين؛ يفعلون الأعاجيب ويبادرون بالهجوم كي يخرسوا ‏الطرف الآخر، يظنون أنهم بهذا ينجون من الاتهام ويحصلون على اعتبار جديد وقوة حاسمة، ‏لكن الله لهم بالمرصاد، فلا بد أن يقعوا في حفرة أفعالهم الشنيعة، ولا يحيق المكر السيء إلا ‏بأهله
هي صبرت وصابرت وتألمت، والنهاية تدل على ضعف وقلة حيلة، وما دامت ضعيفة إلى هذا ‏الحد فلم تتعب نفسها بمواجهته بخياناته منذ البداية أصلا!!‏
نص سردي جميل وأنيق جدا بفكرة متداولة، أسلوب سلس رقراق ، لغة أنيقة محلقة بتعابيرها ‏وصورها.. لكن لي عدة ملاحظات أرجو تقبلها بصدر رحب
وتُنْجِدُ عُمرًا أَكَدَّهُ الْصَبْرُ>> لم أفهم معناها، ربما قصدك هده الصبر، لأن كد فعل متعدي أصلا ‏فليس بحاجة إلى همزة التعدية من ناحية، والكلمة لها معان مختلفة من ناحية أخرى
كدد (لسان العرب)‏
الكَدُّ: الشدّة في العَمَلِ وطَلبُ الرزقِ والإِلحاحُ في مُحَاوَلةِ الشيءِ والإِشارةُ بالإِصْبَعِ؛ يقال: هو ‏يَكُدُّ كَدًّا؛ وأَنشد الكميت: غَنِيتُ فلم أَرْدُدْكُمُ عِنَد بُغْيَةٍ، وحُجْتُ فلم أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ وفي المثل: ‏بِجَدِّكَ لا بِكَدِّكَ أَي إِنما تُدْرِكُ الأُمورَ بما تُرْزَقُه من الجَدِّ لا بما تَعْمَلُه من الكَدِّ.‏
وقد كَدَّهُ يَكُدُّه كَدًّا واكْتَدَّهُ واسْتَكَدَّه: طَلبَ منه الكَدَّ.‏
وكَدَّ لسانَه بالكلام وقَلْبَه بالفكر، وهو مثل ما تقدم.‏
والكَدِيدُ ما غَلُظَ من الأَرض.‏
وقال أَبو عبيد: الكَدِيدُ من الأَرض البَطْنُ الواسع خُلِق خَلْقَ الأَوْدِية أَو أَوسعَ منها.‏
والكِدَّةُ: الأَرض الغليظة لأَنها تَكُدُّ الماشيَ فيها.‏
وفي حديث خالد بن عبد العُزّى: فَحَصَ الكِدَّةَ بيده فانبَجَسَ الماءُ؛ هي الأَرض الغليظة من ذلك.‏
والكَدِيدُ: المكان الغليظ.‏
والكَدِيدُ: الأَرض المَكْدُودة بالحوافر.‏
والكَدُّ: ما يُدَقُّ فيه الأَشياءُ كالهاوُن.‏
وفي حديث عائشة: كنتُ أَكُدُّه من ثَوْبِ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم. ‏
الكَدُّ: الحَكُّ
ونَسَجَتْ فِيهِ عَنَاكِبَ>> عناكب إن كانت فاعل فهي مضمومة، لم أر غير ذلك‏
‏ لَكِنَّهَا سَمِحَتْ>> حرف الميم مفتوح والله أعلم‏

دام إبداعك
كل التقدير

ربيحة الرفاعي
14-10-2014, 01:12 AM
الطعنة الأولى أشد إيلاما وما بعدها يهون
والأنثى إن تجاوزتها كانت هي العنقاء بحق

مع الربيحة نتوقع كل مبدع وجميل
في أي قسم نقرأ لها

راااااااائعة

بل تتجاوز الأنثى وتتجاوز حتى ليصدقن غادرها أنها اعتادت غافلا عن أخدود الخيبات بينهما يتسع ويتسع لتهوي فيه آخر فرصه بإنقاذ ما كان
والنساء كالشعوب .. يجدر بالحاكم العاقل أن يخشاها إن صمتت عما يذيقها

تشتاقك الأماكن أيتها الزهراء
فلا تطيلي الغياب غاليتي

تحاياي

ربيحة الرفاعي
05-12-2014, 01:23 AM
ان تربح الادب والثقافة والفن والابداع ، ان تربح الكلمات وتشكيها ان تربح المعاني وتزينها ، ان تبلغ الرفعة فتأمل وتفكر وصمت واندهش فأنت في حضرة الجمال والبلاغة ، واسجد وابتهل فانك ان تنل حرفا فانه بعشر كلمات وتضاعف لك ما تشاء، لا تعجب من كل هذا فانت تقرأ الابداع ربيحة الرفاعي

اشكر لك الجمال والبهاء

أكرمتني وأغدقت، وأفضت عليّ من ندى نفسك فوق ما أستحق
دمت عنوانا للرفعة والألق أديبنا
ودام دفعك

تحاياي

ربيحة الرفاعي
19-01-2015, 11:42 PM
دراما ... صورتْها الأديبة صورة دقيقة الملامح متناغمة المراحل ،واصفة عواطف الزوجة المطعونة في كبريائها التي تتنسم دقائق زلات الزوج ..
وهل أقسى على المرأة أن ترى آثار ( مغامرات زوجها المفضوحة) ثائرة مرة وكاتمة عواطفها مرة أخرى ، وليس لها إلا ان تتغاضى أو تتناسى أو تنفجر أحياناً؟!
أسلوب القصة يدل على تمكن الاديبة من مفردات اللغة وحُسن السبك ، يأخذني إلى حَرم الأدب الأصيل .
وتألقت الفكرة الممزوجة بالعاطفة فترجمت النفس الحزينة الثائرة أحياناً المتماسكة في اللحظة الأخيرة حين فاجأتنا بما فعلته الزوجة راغبة أن تجذب الزوج الجانح إلى حيث ينبغي أن يكون
دمت متألقة أيتها الأديبة الرائعة
في سطور سريعة قدمت قراءة للنص أحاطت بمضمونه ومادته ووقفت على أسلوبه ولغته ، وأضفت عليه من روعتك نصيبا

أكرمتني لا حرمت دفعك بمروركوردّك لا حرمك البهاء

تحاياي

عبدالرحيم الحمصي
22-01-2015, 05:04 PM
التفاوت الفكري معضلة أحد الأحدين .
نص بديع في صياغته و سلاسته النقية المبدعة .

الأديبة ربيحة الرفاعي ،،،

كل التقدير و المحبة .

:os: الحمصـــــــــي :os:

ربيحة الرفاعي
16-05-2015, 11:56 PM
ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ .....
حَمَلَتْ الْقَمِيصَ لِتُلْقِيهِ بِهُدُوءٍ فِي حَوْضِ الْغَسِيلِ، فَتَسِيلُ مَعَ الْمِيَاهِ بَقَايَا رَائِحَةِ الْعِطْرِ الْنِسَائِيِ الْعَالِقَةِ بِهِ، والْتَفَتَتْ نَحْوَ الْمِرْآهِ تَلْتَقِطُ عَنْ حَافَتِهَا قَلَمَ أَحْمَرِ الْشَفَاهِ الَّذِي يُفَضِّلُ، تُجَدِّدُ بِهِ تَلْوِينِ شَفَتَيْهَا، وَتَتَوَعَّدُ نَفْسَهَا بِالْعُقُوبَةِ، سَتَجْلِدُهَا بِسِيَاطِ الْوَفَاءِ لَهُ حَتَّى تَصْحُو أوْ تَمُوتُ.

اختي الفاضلة ام ثائر
ما ابهرني حقا
الخاتمة السافعة الصافعة للمتلقي والتي لم يتوقعها
توقعتهاام ومات ابنها عنها او شيئ من هذا القبيل
الشيئ المدهش الاخر اللغةالشاعرية الرائعة والتصويرية البديعة
هكذا انت دائما يا ام ثائر
تنشرين الفاخر والنادر
رائعة وجميلة وقيمة

لله درّك ما أرشقه مرورك وما أعرقه حضورك
أكرمتني رفعك الله وأعزّك وأدام دفعك

دمت بخير ايها الكريم
تحاياي

عبد الكريم لطيف الحمداني
17-05-2015, 06:17 AM
أَمسَكَتْ بَيْنَ رَاحَتَيْنِ مُلْتَهِبَتَيْنِ بِقَمِيصِةِ تَشُمُّهُ شَاهِقَةً بِهَلَعٍ، وَتَضُمُّهُ غَارِقَةً بِوَجَعٍ، ، غَيْرَ عَابِئَةٍ بِدُمُوعٍ بَلَّلَتهُ هَطَلَتْ مِنَ الْعَيْنَيْنِ مِدْرَارًا، فَحَفَرَتْ فِي الْخَدَّيْنِ لَهَا مَسَارًا، وَعَادَتْ فِي ذَاكِرَةِ الألَمِ تَفْتَحُ صَفَحَاتٍ كَانَتْ تَقْلِبُهَا عَلَى مَضَضٍ، مُؤَمِّلةً بِإشْرَاقِ شَمْسِ ضَمِيرِهِ فِي عُمْرِهِمَا ذَاتَ فَجْرٍ، تُحْيِي قَلْبَا هَدَّهُ الْغَدْرُ وتُنْجِدُ عُمرًا أَكَدَّهُ الْصَبْرُ ونَسَجَتْ فِيهِ عَنَاكِبُ الْقَهْرِ بِيُوتَهَا تَلْتَقِطُ فَرَاشَاتِ الْأمَلِ فَتَمْتَصُّهَا حَدَّ الْمَوْتِ وتُلْقِي بِهَا فِي سِجِلَّاتِ الْخَيْبَاتِ.
مَاذَا سَتَفْعَلُ وَلَمْ يُبْقِ لَهَا أَمَلاً بِحَلٍ، بَلْ صَارَ أَشَدَّ قَسْوَةً وأَكْثَرَ جَفْوَةً بَعْدَ كُلِّ مُوَاجَهةٍ تُعَاتِبُهُ فِيهَا عَنْ زَلَلٍ، حَتَّى بَاتَ كُلَّمَا وَجَدَهَا انْتَشَلَتْ عَنْ أَرْضِهِ دَلِيلَ غَدْرٍ جَدِيدٍ بَادَأهَا الْعِتَابَ مُتَّهِمًا إيّاهَا بِالْخَطَلِ وطَاعِنًا فِكْرَهَا بِالْخَبَلِ، لَا يَسْمَعُ ولَا يُعِيرُ اهْتِمَامًا لِمَنْ تَكَادُ تَسْتَحِيلُ فَي نَظَرِهِ أَدَاةً لا تَعِي ولَا تَتَوَجَّعُ، وهِيَ مُلْقَاةٌ قَيْدَ طَعْنَةٍ تَالِيَةٍ عَلَى زَاوِيَةِ الْمُنَى، تَتَفَكَّرُ بِمَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْتَهِي إلَيْهِ مُوَاجَهَةٌ جَدِيدَةٌ سِوَى إِمْعَانٍ بِإيلامٍ، وإِنْكِارٍ لِكُلِّ اتِّهَامٍ، ولَعِبٍ عَلَى مَعَانِي الْكَلَامِ، يَنْقلُهَا لِصَفِّ الْدِّفَاعِ، مُشْهِرًا فِي وَجْهِهَا سَيْفَ مَكْرِهِ وَمُقِيمًا عَلَيْهَا حَدَّ التَمَادِي بِهَجْرِهِ.
لَنْ تَقْفِزَ فِي وَجْهِهِ كَمَا فَعَلَتْ يَوْمَ عَادَ إلَيْهَا بِأَحْمَرِ الْشَّفَاهِ يُلَوِّثُ يَاقَتَهُ، ويَكْشِفُ بِلَوْنِهِ الْصَّارِخِ طَبْعَ وَمُستَوَى صَاحِبَتِه، فَأَطْرَقَ خَجَلاً لِدَقَائِق قَبْلَ أَنْ يَهبُّ فِيهَا لائِمًا مُؤَنِّبًا ومُحَمِّلاً لَهَا مَسْؤُولِيَّةَ وُقُوعِهِ فِي بَرَاثِنٍ أُخْرَى، وَلَنْ تُعَاتِبَهُ بِهُدُوءٍ مُغَالِبَةً دُمُوعَهَا كَمَا فَعَلَتْ يَوْمَ قَضَتْ لَيْلَتَهَا قَلِقَةً عَلَيْهِ مُنْشَغِلَةً بِتَدْلِيكِ قَدَمِهِ لِألَمٍ يَشْكُوهُ اكْتَشَفَتْ سَبَبَهُ فِي الْصَّبَاحِ حِينَ رَأَتْ أثَرَ كَعْبِ حِذَاءِ شَرِيكَتِهِ فِي الْرَّقْصِ وَقَدْ خَدَشَ حِذَاءَه وَطَبَعَ عَلَامَاتِهِ عَلَيْهِ.
عَادَتْ لِلْقَمِيصِ تَشُمُّهُ مُتَأَوِّهَةً وَتَمْسَحُ بِهِ الْدُّمُوعَ عَنْ خَدَّيْهَا، مُستَعِيدَةً استِنْشَاقَ الرَّائِحَةِ التّي يَحْمِلُ، هِيَ تَعْرِفُ صَاحِبَةَ هَذَا الْعِطْرِ الْرَّخِيصِ، الَّذِي يُبَاعُ عَلَى أَرْصِفَةِ الْأسْوَاقِ الْشَعْبِيَّةِ، وقَدْ لَاحَظَتْ نَظَرَاتِهَا تَتَحَرَّشُ بِهِ فِي أَكْثَرِ مِنْ مُنَاسَبَةٍ، لَكِنَّهَا لَمْ تَتَخَيَّلْ أَنْ يَنْحَدِرَ هُوَ إلَى حَيْثُ يَصِلُ عِطْرُهَا لِقَمِيصِهِ، وَلَمْ تَعُدْ تَعْرِفُ أَهُوَ هُو، أَهُوَ مَنْ أحَبَّتْهُ واخْتَارَتْهُ رَبّاً لِقَلْبِهَا وَسَيِّدًا فِي عُمْرِهَا.
رُبَّمَا كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تَنْسَحِبَ مُنْذُ الْطَعْنَةِ الأُولَى، لَكِنَّهَا سَمِحَتْ لَهُ بِزَعْمِ الْوَفَاءِ أَنْ يُؤَرْجِحَهَا بَيْنَ غَضَبِهِ وَرِضَاه، حَتَّى فَقَدَتْ قُدْرَتَهَا عَلَى الْفَرَحِ بِهَذَا أوْ الْقَلَقِ مِنْ ذَاكَ، وَهِيَ الْيَوْم أَعْجَزُ حَتَّى عَنْ أَنْ تَعِدَ نَفْسَهَا بِالصِّرَاخِ فِي وَجْهِهِ، ثَوْرَةً لِكَرَامَةٍ هَدَرَتْهَا طَوِيلاً عَلَى عَتَبَاتِ اسْتِرْضَائِهِ، هِيَ لَمْ تَعُدْ تِلْكَ الْعَنْقَاء لِتُبْعَثَ مِنْ كُلِّ مَوْتٍ قَوِيَّةً صَلْبَةً مِنْ جَدِيدٍ، ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ .....
حَمَلَتْ الْقَمِيصَ لِتُلْقِيهِ بِهُدُوءٍ فِي حَوْضِ الْغَسِيلِ، فَتَسِيلُ مَعَ الْمِيَاهِ بَقَايَا رَائِحَةِ الْعِطْرِ الْنِسَائِيِ الْعَالِقَةِ بِهِ، والْتَفَتَتْ نَحْوَ الْمِرْآهِ تَلْتَقِطُ عَنْ حَافَتِهَا قَلَمَ أَحْمَرِ الْشَفَاهِ الَّذِي يُفَضِّلُ، تُجَدِّدُ بِهِ تَلْوِينِ شَفَتَيْهَا، وَتَتَوَعَّدُ نَفْسَهَا بِالْعُقُوبَةِ، سَتَجْلِدُهَا بِسِيَاطِ الْوَفَاءِ لَهُ حَتَّى تَصْحُو أوْ تَمُوتُ.

أسلوب مدخلي شعري فيه الكثير من سور عابقة بالشعر ....أبارك قلمك

ربيحة الرفاعي
29-06-2015, 04:25 AM
الجميل في هذه الدنيا أن الناس أصناف
وأصناف
وأن السوء لا يقابل دوما بالسوء
وفي قصتنا هذه عشنا وجهين مختلفين لجنس واحد
فتاة الشارع بعطرها الرخيص تحرق البيوت
وربة بيت تعود حية من رمادها وتحاول ألا يخر عليها سقف بيتها فتصبح حديث
لهو على لسان زوجها-وهو هنا صنف آخر- حينما يكون تائها بين دروب الحرام

أتساءل فقط لم يقول المحصن لزوجه أنها السبب، مع أن الصورة التي نُقلت عن الزوجة قمة في الوفاء؟!

الكبيرة ربيعة الرفاعي
قلمك من طراز نادر
لغة حية مكثفة وهادفة
علمي يزداد حينما أقرأ لك
حفظك الحفيظ

قراءة حصيفة تلمّست محاور الحكاية مباشرها وخفيّها
وتساؤل حقيق بالوقوف عنده
وتعليق أكرمني لا حرمك البهاء أديبنا ولا حرمتدفعك

تحاياي

تيسير الغصين
29-06-2015, 03:58 PM
نص من أروع ما قرأت
دام نبض قلمكِ أساذة ربيحة

ربيحة الرفاعي
09-09-2015, 12:29 AM
الأديبة الراقية ربيحة :
قرأت نصا سرديا مخضوضبا بلغة شعرية.
هِيَ تَعْرِفُ صَاحِبَةَ هَذَا الْعِطْرِ الْرَّخِيصِ، الَّذِي يُبَاعُ عَلَى أَرْصِفَةِ الْأسْوَاقِ الْشَعْبِيَّةِ،
خائن وذو ذوق سوقي في الخيانة ...
دمت مبدعة أختي الكريمة.
تحاياي وتقديري.

شكرا لحضورك الباذخوتعليقك الكريم أديبنا
لا حرمك البهاء

تحاياي

ربيحة الرفاعي
26-06-2016, 01:54 AM
رُبَّمَا كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تَنْسَحِبَ مُنْذُ الْطَعْنَةِ الأُولَى، لَكِنَّهَا سَمِحَتْ لَهُ بِزَعْمِ الْوَفَاءِ أَنْ يُؤَرْجِحَهَا بَيْنَ غَضَبِهِ وَرِضَاه، حَتَّى فَقَدَتْ قُدْرَتَهَا عَلَى الْفَرَحِ بِهَذَا أوْ الْقَلَقِ مِنْ ذَاكَ، وَهِيَ الْيَوْم أَعْجَزُ حَتَّى عَنْ أَنْ تَعِدَ نَفْسَهَا بِالصِّرَاخِ فِي وَجْهِهِ، ثَوْرَةً لِكَرَامَةٍ هَدَرَتْهَا طَوِيلاً عَلَى عَتَبَاتِ اسْتِرْضَائِهِ، هِيَ لَمْ تَعُدْ تِلْكَ الْعَنْقَاء لِتُبْعَثَ مِنْ كُلِّ مَوْتٍ قَوِيَّةً صَلْبَةً مِنْ جَدِيدٍ، ولِلْطَعْنَةِ فِي صَدْرِهَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ آخَرٌ، شَيْءٌ مَا قَدْ تَغَيَّرَ .....

هذة هى عقدة القصة
يظل الرجل يخشى أن تعلم زوجته بخيانته لها
فإذا عرف أنها علمت لم يعد يكترث بأى شئ بعدها .

بإقتدار هائل وببلاغة أدبية رائعة وسرد راق
وتصوير عميق دقيق وصفت لنا المرأة المستكينة المقهورة
التى أرتضت الذل بمبرر من الوفاء .

إنحناءة منى لقلمك الباهر الذى يعلمنا
كيف تتطوع اللغة لتخدم الفكرة .
ملحوظة : العنقاء حقا هى صاحبة هذا الأبداع
تحياتى وتقديرى .

أيتها القاصة العميقة اللنصوص العريقة للفكر
رأيك إكرام للحرف وصاحبته، وحضورك شرف أمتن له

لا حرمت دفعك غاليتي
تحيتي