تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في محراب أبي: د. لطفي زغلول



لطفي زغلول
11-03-2012, 02:49 PM
في محراب أبي
إلى أبي الشاعر والإنسان
في ذكرى رحيله العشرين
د. لطفي زغلول

تُقرئِكَ الزَّنبَقةُ البَيضاءُ..
الحُبَّ وَفاءً.. كُلَّ صَباحْ
يَا شَاعِرَها الصَّبَّ الصَّداحْ
مَن غَيرُكَ.. هَامَ بِها شَوقاً
مَن غَيرُكَ.. غَازَلها عِشقاً
والعِشقُ لِزنبَقةٍ في حُكمِ الشِّعرِ مُباحْ


قَبسٌ من فَيضِ سَناكَ ..
يُسافِرُ ما بينَ الأقمارْ
يَرتادُ مَداراً بَعدَ مَدارْ
وأراكَ.. يُطلُ مُحيَّاكَ المَسكونُ رُؤىً
نَزلتْ تَتوضَّأُ وتُصلّي في مِحرابي
تَتلو هَمساً آياتِ الحُبِّ..
فَتغمرُ بِالحُبِّ كِتابي
وتُلوِّنُ هذا الزَّمنَ المُجدبَ بِالنوَّارْ

الَّليلُ حَزينٌ بَعدَ رَحيلِكَ لَيلَ نَهارْ
ما زالَ أَسيراً في مَنفاهُ..
من الآصالِ إلى الأسحارْ
والمَوعِدُ دَقّتْ سَاعتُهُ
رَقصتْ أنجُمُها سَاحتُهُ
لكنَّ الفارِسَ ما وطئتْ..
قَدماهُ السَّاحةَ.. أو خَفَقتْ
في أوجِ عُلاها رَايتُهُ
وسؤالٌ يَعصِفُ كالإعصارْ
هلْ حَقّاً غِبتَ..
وغَابَ شِراعُ سَناكَ عنِ الأنظارْ

الَّليلُ يَحنُّ إلى السمّارِ..
فَبعدَكَ أقفرَ حُضنُ الَّليل مِنَ السمّارْ
لم تَلمسْ يُمناهُ أكوابَ الشِّعرِ..
ولا طافَ الساقي بِشرابٍ..
يُطفئُ في شَفتيهِ عَطشَ النّارْ

يا مَطرَ الكَلماتِ المِدرارْ
أُنثرْ كَلماتِكَ في مِحرابِ الحَرفِ رُؤىً
لوِّنْ بِالحُبِّ يَبابَ الأيّامِ الجَدباءْ
إمسحْ بِصلاتِكَ جُرحَ الَّليلاتِ الَّليلاءْ
يَا صَوتاً ما غَابَ صَداهُ
يا مَوجةَ كِبرٍ تُبحِرُ في بَحرِ إباءٍ
لم يُنهِ الإعصارُ مَداهُ
حَلّقْ في أوجِ فَضاءاتٍ تُمطِرُ عَبقا
أبحرْ في ضَوءِ نَهاراتٍ تَزهو ألقا
قفْ عندَ المَرفأِ مُنطَلقا
جَدّفْ جَدّفْ
مِجدافُكَ لم يَرهبْ يَوماً
غضبةَ بَحرٍ.. وَحشَةَ إبحارْ
أو تَجديفاً عَكسَ التيّارْ

إن كُنتَ هُناكَ..
فَمنكَ أَنا.. ما زِلتُ هُنا.. مَا زلتُ هُنا
كَلماتُكَ لِي تَنسابُ على عَطشِ القَلبِ
تُورِقُ حُبَّاً.. تِزهِرُ حُبَّاً
تَحملُ من قلبِكَ لي قَلباً
كَلماتُكَ تُدخِلُني زَمناً..
غَيرَ الزَّمنِ
تُهديني وَطناً يَسكُنُني
وَطناً.. أَحملُهُ في رَكبي
كَلماتُكَ.. أقرأُها شَمساً
تَغتالُ العَتمَةَ في دَربي

مكي النزال
11-03-2012, 04:32 PM
الشاعر الدكتور لطفي زغلول

أحسنت وأجدت

رحم الله أباك وأثابك لذكره خيرا

وبارك لك وفيك ورعاك

.

لطفي زغلول
14-03-2012, 03:48 PM
الأخ الفاضل الشاعر مكي النزال
حياك الله
لا يسعني إلا أن أتقدم لك بجزيل شكري وامتناني
سلمت
د. لطفي زغلول

جلول بن يعيش
14-03-2012, 09:50 PM
أثملت الذائقة بشعرك المعتق أيها الكريم ...تلوين جميل يحثنا لنرى أوسع مما تراه أحداقنا ....تحية وتقدير

محمود فرحان حمادي
15-03-2012, 09:16 AM
ندي ألق هذا البوح
لشاعر طالما انتشينا بجميل حرفه
رحم الله الوالد وأثابه خيرا عميما
تحياتي

محمد ذيب سليمان
15-03-2012, 09:37 AM
رحم الله والدك واسكنه الجنان

قصيدة رائعة مائسة بالأحاسيس والمشاعر الدفاقة

شكرا للجمال ولحسن التوصيف

مؤيد عبدالله الشايب
15-03-2012, 06:24 PM
ما أجمل أن نبقى أوفياء لذكرى والد رحل
و قد حفر في ذاكرتنا ما لا ينسى
لا فض فوك أخي الكريم

هاني الشوافي
15-03-2012, 06:42 PM
رحمه الله رحمة الأبرار

دكتور لطفي


عذبة مرثيتك ...... بهية صورك

طاب لي النزول

د. سمير العمري
20-10-2013, 07:42 PM
الله الله!
مناجاة رقيقة بشعور غامر مؤثر!
رحم الله والدك الكريم وجعلك خير ذرية له

تقديري

فاتن دراوشة
21-10-2013, 07:12 PM
لا يسعني أمام حرفك أستاذي إلّا أن أنتشي بعبق الحرف النديّ والحسّ المرهف

مرثيّة رائعة مبنًى ومعنًى

رحم الله والدكم وأسكنه فسيح جنانه

مودّتي