تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ( الطُّــنْــــب ) ق ق



محمد محمود محمد شعبان
15-03-2012, 08:34 PM
بقلم / محمد محمود محمد شعبان
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية .
( أتمني لك الاستمتاع ، والانتفاع ، ورأيك يهمني جدا ، مع خالص محبتي ):vio:

( الطُّــنْب ) ق ق


لا تزال بالغرفة المجاورة ، تنفض الغبار عن صورة زفافها ، بينما هو بالغرفة الأخرى يتحدث بـ ( التليفون ) همسا ، وكأنه يحدث نفسه .

وهي إذ تمر بالطرقة بين الغرفتين أحست همسه ، فدخلت عليه ، ففزع ، وعلى عجلة ألقى السماعة عن يده كجمرة ، يحك يديه ، يعتصرهما ، يخلل أصابعه ، التوتر يزلزله ، مشتَّتُ البصر ، يقف ، يجلس ، يقف ثانية، وأخيرا ينهار على كرسيه ، تقول له : انظر إلي ، اهدأ .

حاول ـ عبثا ـ النظر إليها ، يثبِّت عينيه بعينيها ، لا يستطيع مواجهتا ، يرخي بصره، ويسكنه سجادة ( الصالون ) ، هو متأكد من معرفتها بالأمر ، فهي تقرأ أسراره في عينيه ، تسمع أخباره في أنفاسه المتتابعة.

أمسكتْ كفيه المرتعشتين الباردتين ، ضمتهما إلى فمها ، تنفخ فيهما بشفتيها الدافئتين ، جلست بجواره ، حضنتْ رأسه المشتعل بضغط الدم إلى صدرها، تربت على ظهره المضطرب، تلملم أعصابه المتناثرة ، حاولت بكل ما أوتيت من قوة حبس أنفاسها المنخنقة بالبكاء ، انفلتت دمعة فالتقطها كُمُّ ( رُوبِهَا ) قبل أن تسقط على وجهه ، فيشعر بحزنها الذي ينهش فؤادها .

:ـ سمعتك يا حبيبي ، وأقدِّر شعورك نحوها ، وأعلم بمدى حبك لها ، فهي موئلك كلما تشاجرنا ، ومنصفُك كلما اختلفنا ، كم كنت أسمعك تلاطفها بأحب وأحلى كلمات المحبة ، وكان يسعدني إطار التفاهم الذي يضمكما ، لا أذكر خلافا نشب بينكما منذ معرفتِكما لبعضكما ، ترى أي حبل من المودة يشد وصلكما ؟ ، أبدا لم أشعر بالغيرة ! ، لأنني أرى ذلك يسعدك ويريحك ، كما أعلم أنك تجد عندها طلبتك من الهدوء والحكمة، ولا تجده فيَّ ، ومعي ، دائمًا لديها المقدرة على استدعاء الطفل بداخلك لتدللـه ، وتهدهده، فتسكن بين يديها ـ ولو أنك في قمة غضبك ـ ، منحازة لقيادتك دائما ، حتى تتصل بي، فأسمع زفيرها الغاضب ، ولا ترد عليّ ، ولا تتكلم حتى تتناول أنت سماعة الهاتف فتحدثها .

رفع رأسه عن صدرها ، مسح بإبهاميه دمعات جاريات على خديها، ربت على كتفيها بكلتا يديه ، هزها هزة لطيفة ، ثم قال : هيا ـ يا حبيبتي ـ إنهم بانتظارنا بالمشفى لكي تلقي النظرة الأخيرة على والدتك ، وليرحمْها الله ، مِنْ دِعَامةٍ قويةٍ في صَرحِ محبتنا .


تمت بحمد الله ، والله من وراء القصد

تحريرا في / 15 – 3 - 2012

آمال المصري
15-03-2012, 09:07 PM
الله ماأروعه نص
تصاعد سريع للحوار وحديث الزوجة بما ألجمه .. ولولا المباغتة بإخبارها بوفاه والدتها لظلت تثرثر
وجاء العنوان موفق إذ كانت الأم هي الحبل المتين الذي وثق العلاقة بين الزوجين
سأخرج من هنا وشهادتي مجروحة أديبنا الفاضل
معرفتِكما لبعضٍ
تحاياي

عايد راشد احمد
15-03-2012, 10:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله

شاعرنا واديبنا واخي الفاضل

تسلسل بحرفيه قاص

سرقتنا من الوقت وبما يحيط بي بسرد سريع الرتم بليغ الكلمة

وفي النهاية باغتنا بخاتمة ولا ارقي ولا اروع من هذا

كنت هنا واستمتعت حبكة قوبة

تقبل مروري وتحيتي

أسماء منصور
15-03-2012, 11:58 PM
اخى العزيز
استمتعت بهدوء كامن خلف نهاية فاجأتنى
مودتى لك من ارض الوطن ام الدنيا
مصر

ربيحة الرفاعي
16-03-2012, 01:41 AM
موفق في فكرة النص وبنائه
أحيي هذا التقدم في حرفك وهذا التمكن مما في كل مسافة تقطعها

نصوصك تعد بأديب مدهش يحث الخطى نحو الألق

أهلا بك في واحتك

تحيتي

محمد ذيب سليمان
16-03-2012, 12:58 PM
الله ...
ما ابدعها من قصة معنى ومضمونا ونسجا
انت رائع مبدع

شكرا لك

كاملة بدارنه
16-03-2012, 03:29 PM
قصّة رائعة بحبكتها وقوّة المفاجأة في النّهاية
"إنّ بعض الظّنّ إثم"....جاءت الخاتمة ملغية كلّ الظّنون
بوركت أخ حمادة
تقديري وتحيّتي

( ملحوظة: هي الطُّنُب وليست الطّنْب بتسكين النّون وهو حبلٌ يُشَدُّ به الخِباء والسُّرادق ونحوهما.
وهناك قول شائع وجرى مجرى المثل :" طنيب عليك" ... والطّنيب هو الذي يطلب الحماية بإمساكه الطّنُب، حيث تصبح حمايته واجبة إذا ما أمسك به )

وليد عارف الرشيد
16-03-2012, 06:10 PM
لولا بعض أخطاءٍ بسيطةٍ في اختيار بعض المفردات وأخرى سهو كتابي لجزمت باكتمال جمال هذه القصة
لله درك ما أروعك
محبتي وإعجابي وتقديري كما تعرف وأكثر

محمد محمود محمد شعبان
16-03-2012, 06:25 PM
قصّة رائعة بحبكتها وقوّة المفاجأة في النّهاية
"إنّ بعض الظّنّ إثم"....جاءت الخاتمة ملغية كلّ الظّنون
بوركت أخ حمادة
تقديري وتحيّتي

( ملحوظة: هي الطُّنُب وليست الطّنْب بتسكين النّون وهو حبلٌ يُشَدُّ به الخِباء والسُّرادق ونحوهما.
وهناك قول شائع وجرى مجرى المثل :" طنيب عليك" ... والطّنيب هو الذي يطلب الحماية بإمساكه الطّنُب، حيث تصبح حمايته واجبة إذا ما أمسك به )


الأخت الفاضلة الأديبة / كاملة بدرانة ..صدقا ـ أنا في قمة الفخر والإعجاب بمرورك الطيب المبارك .. بالله لا تحرميني من هذا الشرف باستمرار .. شكرا لسيادتك ... خالص المودة والاحترام .
الطُّــــــنُب ( بالضم ) ، والطنْب ( بالسكون ) / حبل الخباء والسرادق ونحوهما ( لسان العرب ) .

كاملة بدارنه
17-03-2012, 06:10 AM
الطُّــــــنُب ( بالضم ) ، والطنْب ( بالسكون ) / حبل الخباء والسرادق ونحوهما ( لسان العرب )
شكرا على إثرائي ... عرفتها من معاجم كثيرة الطّنُب ولم أفحصها في لسان العرب ... ها أنت زوّدتني بمعلومة مشكورا
تحيّتي
.

محمد محمود محمد شعبان
18-03-2012, 12:05 AM
الله ماأروعه نص
تصاعد سريع للحوار وحديث الزوجة بما ألجمه .. ولولا المباغتة بإخبارها بوفاه والدتها لظلت تثرثر
وجاء العنوان موفق إذ كانت الأم هي الحبل المتين الذي وثق العلاقة بين الزوجين
سأخرج من هنا وشهادتي مجروحة أديبنا الفاضل
معرفتِكما لبعضٍ
تحاياي

شكرا للفاضلة / آمال المصري ، مرور طيب ومفيد ، لا حرمنا الله منك أيتها الأديبة الفاضلة
مع خالص مودتي وتقديري .

محمد محمود محمد شعبان
18-03-2012, 12:10 AM
لولا بعض أخطاءٍ بسيطةٍ في اختيار بعض المفردات وأخرى سهو كتابي لجزمت باكتمال جمال هذه القصة
لله درك ما أروعك
محبتي وإعجابي وتقديري كما تعرف وأكثر


الكمال لله وحده أخي الحبيب وأديبي الكبير / وليد عارف الرشيد ..
ولسوف يقترب من الاكتمال ـ بمشيئته سبحانه ـ في نصوص قادمة ،
فادع لي ، وكن دائما بالجوار ، لا حرمني الله منك أخي العزيز.
مع قبول خالص المودة والاحترام .

محمد محمود محمد شعبان
22-03-2012, 11:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله

شاعرنا واديبنا واخي الفاضل

تسلسل بحرفيه قاص

سرقتنا من الوقت وبما يحيط بي بسرد سريع الرتم بليغ الكلمة

وفي النهاية باغتنا بخاتمة ولا ارقي ولا اروع من هذا

كنت هنا واستمتعت حبكة قوبة

تقبل مروري وتحيتي



أخي الفاضل والأديب الراقي / عايد راشد
شكرا جزيلا صاحب الحضور المفيد والمميز
تواجدك دائما يؤنسني
لا حرمني الله وجودك
دم بالجوار
كل المودة

نداء غريب صبري
17-02-2013, 05:34 PM
أخذتني باتجاه مختلف عن اتجاه الخاتمة
أنت كاتب رائع

أشكرك اخي

لانا عبد الستار
15-06-2013, 02:43 AM
القصة محبوكة باتقان والفكرة جميلة
والقفلة فاجأتني
أشكرك

ناديه محمد الجابي
15-06-2013, 08:21 PM
قصة عميقة الطرح, رائعة الحرف والتصوير
كان سردك رائعا ذكيا موفقا
أحي ريشتك الذهبية وقلمك الثري.
تحياتي وتقديري.

ناديه محمد الجابي
15-06-2013, 08:21 PM
قصة عميقة الطرح, رائعة الحرف والتصوير
كان سردك رائعا ذكيا موفقا
أحي ريشتك الذهبية وقلمك الثري.
تحياتي وتقديري.

خلود محمد جمعة
08-09-2016, 08:34 AM
طرح مدهش باسلوب ماتع وسرد سلس وحبكة محكمة الى نهاية رائعة
من اجمل ما قرأت
اسجل اعجابي
تقديري