تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحزان..وإصرار للبردُّوني



عبد الله محمد الشميري
22-03-2012, 04:07 PM
http://www.x88x.com/uploads/thumbs/wewe_13324233681.jpg (http://www.x88x.com/)





أحزان..وإصرار لشاعر اليمن الكبير عبد الله البردُّوني


شوطنا فوق احتمال الاحتمال ** فوق صبر الصبر لكن لا انخذال

نغتلي.. نبكي على من سقطوا ** إنما نمضي لإتمام المجال

دمنا يهمي على أوتارنا ** ونغنّي للأماني بانفعال

مرة أحزاننا.. لكنها ** يا عذاب الصبر أحزان الرجال

نبلّع الأحجار.. ندمى إنما ** نعزف الأشواق.. تشدو للجمال

ندفن الأحباب.. نأسى إنما ** نتحدى.. نحتذي وجه المحال

***

مُذ بدأنا الشوط جوهرنا الحصى ** بالدم الغالي وفردسنا الرمال

وإلى أين..؟ غرفنا المبتدى ** والمسافات ـ كما ندري ـ طوال

وكنيسان انطلقنا في الذّرى ** نسفح الطيب يمينا وشمال

نبتني لليمين النشود من ** سهدنا جسرا وندعوهُ: تعال

***

وانزرعنا تحت أمطار الفناء ** شجرا ملء المدى أعيّا الزوال

شجرا يحضن أعماق الثرى ** ويعير الريح أطراف الظِّلال

واتَّقدنا في حشى الأرض هوى ** وتحوَّلنا حقولا.. وتلال

مشمشا.. بنا.. ورودا.. وندى ** وربيعا.. ومصيفاً وغلال

نحن هذي الأرض.. فيها نلتظي ** وهي فينا عنفوان واقتتال

من روابي لحمنا هذي الربى ** من ربى أعظمنا هذي الجبال

***

ليس ذا بدء التلاقي بالردى ** قد عشقناه وأضنانا وصال

وانتقى من دمنا عمَّتَهُ ** واتخذنا وجهه الناري نعال

نعرف الموت الذي يعرفنا ** مسَّنا قتلا.. ودسناه قتال

وتقحمنا الدَّواهي صورا ** أكلت منَّا... أكلناها نضال

موت بعض الشعب يحيي كلَّهُ ** إنَّ بعض النقص روح الاكتمال

***

ها هنا بعض النُّجوم انطفأت ** كي تزيد الأنجم الأخرى اشتعال

تفقد الأشجار من أغصانها ** ثمّ تزداد اخضرارا واخضلال

***

إنما.. يا موت.. هل تدري متى ** ترتخي فوق سرير من ملال؟

في حنايانا سؤال.. ما له ** من مجيب.. وهو يغلي في اتصال

ولماذا ينطفي أحبابنا ** قبل أن يستنفد الزيت الذُّبال؟

ثمّ ننسى الحزن بالحزن ومن ** يا ضياع الردّ- ينسينا السؤال..؟

مايو 1973م
من ديوانه السفر إلى الأيام الخضر

آمال المصري
22-03-2012, 08:05 PM
هو عبد الله صالح حسن الشحف البردوني (اشتهر باسم البردوني) شاعر يمني وناقد أدبي ومؤرخ وُلد في 1929 (1348 هـ) في قرية البردون، شرق مدينة ذمار، وتُوفي في 30 أغسطس 1999.
فقد البردوني بصره وهو في السادسة من عمره إثر إصابته بالجدري.

درس البردوني في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج منها عام 1953م.
ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها. وعمل أيضا مسؤولا عن البرامج في الإذاعة اليمنية.

صدرت له 12 مجموعة شعرية. فنال عليها العديد من الجوائز, منها جائزة شوقي للشعر في القاهرة عام 1981, جائزة السلطان العويس في الإمارات عام 1993, جائزة أبي تمام في الموصل, عام 1971.
و جائزة اليونسكو, والتي أصدرت عملة فضية عليها صورتة عام 1982.

أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في إحدى قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره، العمى والقيد والجرح يقول:

هدني السجن وأدمى القيد ساقي *** فتعاييت بجرحي ووثاقي
وأضعت الخطو في شوك الدجى *** والعمى والقيد والجرح رفاقي
في سبيل الفجر ما لاقيت في *** رحلة التيه وما سوف ألاقي
سوف يفنى كل قيد وقوى *** كل سفاح وعطر الجرح باقي

الشاعر الفاضل الشميري ...
شكرا للنقل والذائقة المائزة
تحاياي

ربيحة الرفاعي
23-03-2012, 04:06 AM
نبلّع الأحجار.. ندمى إنما ** نعزف الأشواق.. تشدو للجمال
ندفن الأحباب.. نأسى إنما ** نتحدى.. نحتذي وجه المحال

وانزرعنا تحت أمطار الفناء ** شجرا ملء المدى أعيّا الزوال
شجرا يحضن أعماق الثرى ** ويعير الريح أطراف الظِّلال

موت بعض الشعب يحيي كلَّهُ ** إنَّ بعض النقص روح الاكتمال
ها هنا بعض النُّجوم انطفأت ** كي تزيد الأنجم الأخرى اشتعال
تفقد الأشجار من أغصانها ** ثمّ تزداد اخضرارا واخضلال

والله لقيد قرأت فيها اللحظة بكل ما فيها
منقول بديع واختيار رائع موفق
وجهد في النقل نحييك له ونشكرك عليه

أهلا بك كريمنا في واحتك

تحيتي

نادية بوغرارة
13-04-2012, 02:49 AM
الأخ عبد الله الشميري ،

أشكرك عل الاختيار الموفق جدا ،

كما أشكر العزيزة آمال على الإضافة القيمة .

دمتما .