تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة شاعر



مؤيد عبدالله الشايب
23-03-2012, 09:54 PM
قصة شاعر

و جاءَ الحيّ في ليلٍ =غريبٌ ما عَرفناهُ
بأسْمالٍ مُهلهلةٍ=كأن العيش أضناهُ
دفاترَ باليدِ اليسرى=و أقلاماً بِيمناهُ
تساءلنا من الآتي=لنعرفَ ما جَهلناهُ
فما ألقى لنا بالاً=كَأنّا ما سألناهُ
و صار لسانه يهذي=كلاماً ما ألِفْناهُ
يُرددُ مثل أشعارٍ=بصدقٍ ما فهمناهُ
سَخِرنا من طلاسِمهِ=بلا عقلٍ حَسبناهُ
و قلنا شاعرٌ قد تابَ=قول الشعر أحناهُ
و قلنا عاشقٌ منفي=وجد العشقِ أفناهُ
فأعددنا له كهفاً=و ثوباً قد وهبناهُ
و قَدمنا له ماءً=و زاداً قد أنِفْناهُ
يطوف الحيَ في ليلٍ=كأن الليل سُكْناهُ
تركناهُ بلا خوفً=فمجنوناً ظننّاهُ
فأمضى بيننا عاماً=رقيقاً قد أسرناهُ
و ما ندري له إسماً=فعبداً قد نعتناهُ
*=*
و في يوم و لا أنسى=على تلٍ رأيناهُ
يزاول طقسَهُ السحري=مثل الجمرِ عيناهُ
يرتلُ من عزائمهِ=بصوتٍ ما سمعناهُ
و يكتبُ مثل أحجبةٍ=كلاماً غابَ معناهُ
و في فَمِهِ صدى لحنٍ=عجيب ما ورثناهُ
فقلنا ساحرٌ قد جاءَ=يُفْسِدُ ما بَنَيْناهُ
و قلنا محض زنديقٍ=سَينكرُ ما قرأناهُ
فألقينا عليهِ القبضَ=في قفصٍ حَبسناهُ
نعاينُ ما جنى ليلاً=و نحرقُ ما وجدناهُ
و جاءَ الشيخُ في غضبٍ=ليحكي ما نسيناهُ
لنا عِبَر من الماضي=و لكنّا هَجرناهُ
سَيغضبُ ربّ بلدتنا=إذا حيّاً تركناهُ
فلا سوطٌ سيردعهُ=إذا فجراً جَلدناهُ
و لا سجنٌ سَينسيهِ=شعوراً كان غنّاهُ
فهذا الشعر نَعْرِفه=و هذا السحر ذقناهُ
لنا عهدٌ مع الباري=و هذا العهدُ خُنّاهُ
سيأتي الموتُ يجرفنا=و يأخذ ما جنيناهُ
ستعصفُ ريحُ خيبتنا=لتأكلَ ما حَصدناهُ
ينال جزاءَ فعلته=عقاباً قد خَبِرناهُ
ليغفرَ ربّ دنيانا=خطيئةَ ما أتيناهُ
*=*
تَجمعَ أهلُ بلدتنا=رَوينا ما شهدناهُ
فلن ينجو بِفعلتهِ=و ذنبٍ ما غفرناهُ
أضافتْ زوجةُ المختارِ=في خَجَلٍ عَهدناهُ
بأنّ الوحشَ راودها=بخبثٍ قد شَجبناهُ
فمن في الخوفِ أدخلنا=و من بالأمنِ منّاهُ
فذئباً كان لا حَمَلاً=فمن بالعبدِ كَنّاه
عَجِبنا من سَذاجَتنا=فهذا الوحش كنّاهُ
و قال كبيرُ جَلْستنا=بِأنّا ما ظلمناهُ
فهذا المسخُ أوصلنا =إلى شُؤمٍ سَكنّاهُ
و هذا السحر قد يبقى=و حتى إن فَككناهُ
و هذا العار لن يخفى=و حتى إن كَتَمْناهُ
أقمنا شبهَ محكمةٍ=بعدلٍ قد حَكَمناهُ
و لن يدري بنا أحدٌ=إذا يوماً قتلناهُ
و لن يُفْشى لنا سرٌ=إذا ليلاً دَفَنّاه
تعاهدنا و أقسمنا=و هذا ما فعلناهُ
كقربانٍ لربِّ الكونِ=في عيدٍ ذَبَحناهُ

ماهر يونس
23-03-2012, 10:13 PM
ما شاء الله أيها المؤيد! قلمك طوع أمرك!
أحب هذا النوع من الشعر القصصي وأتمنى لو أكتب شعرا..سأكتفي بالقراءة..
محبتي وأطنان شكر ‏

حازم محمد البحيصي
23-03-2012, 10:57 PM
أبدعت و أحسنت السرد والوصف والتسلسل الشعري

كأني أمام مشهد حقيقي أشاهده

أهلا ومرحبا بك

تحيتي لك

عبد المجيد الفيفي
24-03-2012, 07:08 AM
مؤيد !!!

أهلا بك يا صديقي ,

نظمٌ جميل .. وفكرةٌ عبَّدتَ لها أرصفة الوزن

كنتُ أشتهي أنْ أقرأ لك شِعْراً كنصوصك السالفة ,,

تحيتي وتقديري .

رياض شلال المحمدي
24-03-2012, 09:46 AM
**(( دفـــاتر باليد اليسرى -- وأقلاما بيُـمناهُ // فما بالك بمن لا يملك سوى اليسرى ؟!
ما عليه إلا يدع الــفــكر يكتب على بساطٍ من أشرعة الفؤاد . بورك سعيك يامؤيّـــد ---- سلامي ))**

وليد عارف الرشيد
24-03-2012, 10:08 AM
جميلة النظم بديعة الجرس سرديةٌ مباشرة
أحييك شاعرنا المبدع مؤيد
مودتي وتقديري كما يليق

جلول بن يعيش
24-03-2012, 10:17 AM
إنها أغنية من أغانيك الحلوة ...وإن ضمختها بالوجع ...والمنفى والتنكر للحقيقة ...تحية وتقدير

مؤيد عبدالله الشايب
24-03-2012, 10:44 AM
فـــلــــن يــنــجـــو بِـفـعـلــتــهِ و ذنــــــبٍ مــــــا غــفــرنـــاهُ
بعد التعديل
فــهل يــنــجـــو بِـفـعـلــتــهِ و ذنــــــبٍ مــــــا غــفــرنـــاهُ ؟

هَمَّام رياض
24-03-2012, 10:51 AM
صولة الحرف المؤيد شاعرنا : مؤيد بن عبد الله الشايب
صبيحٌ حرفك كما عهدناه - أستاذي - و تقاسيمُ الغزارة منسابة على مُحياه ، وملامح السموق سطوع بها جبينه

هَمَّام رياض
24-03-2012, 10:54 AM
صولة الحرف المؤيد شاعرنا : مؤيد بن عبد الله الشايب
صبيحٌ حرفك كما عهدناه - أستاذي - و تقاسيمُ الغزارة منسابة على مُحياه ، وملامح السموق سطوع بها جبينه

ربيحة الرفاعي
24-03-2012, 11:09 AM
هي قصة في قصيدة
وقصة مرّة تكشف عيوبنا بقوة ومباشرة ودونما مواربة
وتمكن من لغتك وادواتك

أهلا بك شاعرنا في واحتك

تحاياي

ضيف الله عداوي
24-03-2012, 02:02 PM
الشاعر/مؤيد الشايب
جميل ما قرأت هنا
إتقان فائق من شاعر ملهم
رائع التصور وحرف عذب سلس
دمت ومزيد من هذا الألق
مودة لاتنتهي

محمد ذيب سليمان
24-03-2012, 03:14 PM
لون شعري جديد .. كقصة شاعرة
رغم مباشرتها الا انها جعلت منا متلقين صامتين ممتظر النهاية
طنت مبدعا في نسج متسلسل وسرد موفق

دم مشرقا

مؤيد عبدالله الشايب
25-03-2012, 07:52 AM
ما شاء الله أيها المؤيد! قلمك طوع أمرك!
أحب هذا النوع من الشعر القصصي وأتمنى لو أكتب شعرا..سأكتفي بالقراءة..
محبتي وأطنان شكر ‏


أشكرك الأخ العزيز ماهر يونس
على مرورك الجميل و الرائع

مؤيد عبدالله الشايب
25-03-2012, 07:54 AM
أبدعت و أحسنت السرد والوصف والتسلسل الشعري

كأني أمام مشهد حقيقي أشاهده

أهلا ومرحبا بك

تحيتي لك


تحية ورد و ياسمين للعزيز حازم البحيصي
و شكرا لك

نافع مرعي بوظو
25-03-2012, 11:13 AM
يطربني أسلوبك الشعري المميز
أخي الشاعر الكريم :استاذ مؤيد عبدالله الشايب المحترم
قصيدة جملية و مخيفة , جملية بعذوبتها ومخيفة بمعانيها
وقد رأيت أن أنصف الشاعر فقلت :


دَمّر خَلِيّكَ يَا شَجيّ و يَا بَطَلْ
بَعثِرْ عدوّكَ يا قَويّ ولا تَذَرْ
إِقلعْ قصائدَهُ ,حطّم جماجمَ حرفهِ
نَكّل بُيوتَ الشّعرِ إِنّكّ مُنتَصِرْ
إِقتلْ أَخاكَ , فَظالمٌ إِنْ تُبقِ غِلْ
شَدّدْ حِصارَكَ فالحصارُ سَيستَمِرْ
مَنْ يتّقيْ شَرّ الكِلاب تُخِيفُهُ
إِثبتْ وَقاتِلْ وَ اسْتمرّ فأَنتَ حُرْ
فيْ جنّةِ الدُّنيا و أَطهَر غُوطةٍ
سَقَطَ القِناعُ وبانَ كلّ المُـستتِرْ
ضَلّلوا الطريقَ إِذِ الطرائقَ حِكْمَةٌَ
قَالوا لهُ : إِِذْبَحْـهُ حتّى نختصِرْ
نالوا الفتىْ ليحَاكموهُ بِجُرمهِ
لمْ يكتفُوا قَتَلوا وقَالُوا مُنْتَحِرْ
يَا حيْفَ والآهاتُ غَصّتْ هَاهُنا
اللهُ أكبرَ أَينَ نحنُ مِنَ البَشرْ ؟
والنّاسُ قَدْ صَاروا بَـهائِمَ لا تَعِيْ
أَينَ العَدوّ فَإِنْ بَدا وَجَدُوا المَفَرْ !
عاشَ الخليُّ بقلبِ كلِّ مُحَلّقٍ
وقضى الشجيُّ حياتَهُ بينَ الحُفَرْ

كنت هنا

شريفة العلوي
25-03-2012, 01:51 PM
أعجبتني كثيرا كثيرا هذه القصيدة

تخيلت صفحتها أريكة وثيرة تجبر القارئ على المكوث

كلمات كأنها الرطب ..تستوقف الذهن طويلا تحت ظلالها الوارفات



أخي الشاعر المبدع مؤيد عبدالله الشايب

دام ألق مدادك.