المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرسُ يعتذرُ .



حسين الطلاع
24-03-2012, 12:07 PM
الفَرَسُ يعتذرُ ( ترنيمة ) :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
آتيكَ سيرا على الرمضاء ، وأنيخ رحلي بحماك ،،، وأعتذرُ .
ولن أُبالِ شدّ الرّحال ، ومن غير تزوُّدٍ ! إن سيّرني إليكَ على الأقدام ،،، السفرُ .
إذ رحتُ أكذبُ على نفسي غفوة ، فتقرّح جنبي لمّا أوْجَعَه ،،، المَدَرُ .
وإذ قلتُ طُوي البعدُ ، فانتبه نظري حينما صدّق السرابَ ،،، البصرُ .
فإن رأيتني يا خِشف الآرام إليك متسلّلا ، فلا تسلني ما ،،، الخبرُ .
لأذلّها من نفسٍ وأسوقها إليكَ ، ولا أبالي إن همّت الروح من ظلام الجسد ،،، تنتشرُ .
وإن نُشِرت !!! ، فأنت السيّدُ المُطاع ، فليأت منك سيدي كيفما يشاء ،،، القهرُ ! .
وإن راحت تنزع نفسها ، فدمّث أحضانك ، فقد شَرَعَ الوفيُّ بين ذراعيك ،،، يحتضر .
لأقف لدى بابك مُعرّسا ، سيّان أقشعت السماءُ أم هطل ،،، المطرُ .
ولأرى إن ساءتك مني لفظة ، ومن رحيق عفوك شرابا ،،، أعتصر .
ولأنهبنّ منك الحلم يا مُعظّم الطّيوب ، حتى وإن زجرني من نون عينك ،،، النظرُ .
فهل يُتقنُ الزّجر نونك ، إن تسجّى عليه الجفنُ وزانه ،،، الفَتَرُ ؟
ومن ثَمّ أُعظِّمك لِتَثْمل غروراً ، وثُم يُعظّمك فيما لو تجرّأ على كشفِ حسنك ،،، السفرُ .
فهاتِ تُهمك ألقفها وإن كنتُ بريئا ! فقد صدقت أنت يوم يكذبُ ،،، البشرُ ! .
وهاتِ أجرع من ظُلمِك حلاوة ! فقد افتنّ من لدنك في إبدال حاله ،،، المُرُّ .
ولستُ بمتزحزح إلا بنوالك ، حتى لو أوْعدتني بقتلٍ !!! وأدْنَتْنِي منها القبورُ ،،، والحُفرُ .
فأمُر بما شئت سيدي وتلطّف ، فإنه يريعني بوحشته ،،، القبرُ .
فإن كنتَ ولا بدّ !!! ، فالقنِي ثَمّ بعيد ، قربانا ليأكلني السّبُع والطير ،،، والنّسرُ .
وجُز في عذابي فما فوقه ، فقد أمرني وإن كان مريرا تماسكي ، بالتجلّدِ ،،، الصبرُ
فزادي عفوكَ أتقوّى به ، فعفوك يا روض الجنان هو الزادُ والماء ،،، والثمرُ .
فإن رأيتُ ثَمّة نافلة تجاوز ولو بعد حين ، فوالذي صدع كبدي بحبك هي الرضا ،،، والظّفرُ .
أو كنت أزمعت صرمي ، فأنِب عنك شَبَحَك ثم ارتحل ، وما تشاء إلا أن يشاء الله ويقرّهُ ،،، القدر .
فاقبل عذري فقد قبلتُ حكمك من أي قبيل أُلْهِمْته ، من العُرفِ أم الفرقان ، أم أمْلَتْه عليك الأسفارُ ،،، والزُّبُرُ .
قد أهدى عذره إليك الفرسُ ، فهل رقّت وتجاوزت عن فرسها تَانَك ،،، الحُجْرُ ؟
ــــــــــــــــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
حسين الطلاع
17/1/2012 م
المملكة العربية السعودية - الجبيل


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
: الفرس هو الحصان الذكر أم أنثاه فيقال لها الحُجْر .
: الرمضاء هي الحصى الصغيرة الحارة جدا بالصيف ،،، ومنه سُمي شهر رمضان لشدة حره صيفا .
: المدر هي حصى الصحراء .
: الخِشف هو ولد الظبية .
: الدماثة هي الليونة والنعومة ،،، ومنه دمّث لجنبك مضجعا كما قالت العرب ،،، وشرع أي بدأ .
: التعريس هو المبيت ليلا .
: نون العين هو إنسان العين أو البؤبؤ .
: تسجى أي نام بلا حراك ، والفتر هو التعب والكلّ .
: السفر من السفور وهو الكشف .

ربيع بن المدني السملالي
24-03-2012, 12:24 PM
الأديب الرائع ، والأخ الفاضل صاحب اللغة الأصيلة ، والكلمات التي لا تتأتى إلا لمن كان يأوي إلى ركن شديد ..لله درك ولنا دُررك
ما أفصحك أديبنا وشاعرنا حسين الطلاع ...بارك الله فيك وزادك من فضله
دمت بخير وعافية
همسة صغيرة : ولن أُبالِي
تحياتي

أماني عواد
24-03-2012, 04:02 PM
الاستاذ الكبير حسين الطلاع

ثمة نصوص مدرسة كاملة تدخلها لتبدأ الدراسة تلو الدراسة

سيّان أقشعت السماءُ أم هطل ،،، المطرُ .
معنى تضيق الصفحة في احتواء جماله

زادك الله من نعيمه

عبد الرحيم صادقي
25-03-2012, 12:41 AM
الفَرَسُ يعتذرُ ( ترنيمة ) :
قد أهدى عذره إليك الفرسُ ، فهل رقّت وتجاوزت عن فرسها تَانَك ،،، الحُجْرُ ؟


وكيف لا ترقّ وتصفح وقد أُهدِيَ إليها هذا الجمال كله؟
وأين تجد أفضل من ترنيمة هذا الفرس النادر؟
لله درك أخي حسين
تقبل هذا المرور، أدام الله لك السرور.

ربيحة الرفاعي
25-03-2012, 01:44 AM
أظنني سبق واخبرتك كم أحب لغتك
فلماذا تعاود الفكرة الإلحاح علي كلما قرأت لك نصا جديدا
كأني أعوم بين حروف أمهات الكتب، سخاء في القول بإجادة، واتكاء عاقل على أصالة التعبير وموضوعة تنتشل من أصالة البيئة مادتها

نص راق ورائق

أهلا بك أديبنا في واحتك

تحيتي

محمد ذيب سليمان
25-03-2012, 10:24 AM
ما شاء الله
تبارك الله
تملك لغة احار في وصفها وانا اتنقل بين حروفها
اعاود قراءتها لأتغنى بمفرداتها وطريقة سبكها
كم احب ان ارعود الى نصوصك
زادك الله علما ورفعة
ايها الأديب الرائع

ماهر يونس
25-03-2012, 10:31 AM
نصوصك تحيرني يا فارس الحرف،‏
أقتبس جمالا فيناطحني جمال..لن أقتبس ولن أجرؤ على المساس بنصك!‏
محبتي تغشاك‎

وليد عارف الرشيد
25-03-2012, 11:11 AM
رائعٌ أنت وبارعٌ وفصيح
للمكوث في رياضك ألف متعةٍ وفائدة
أحييك أيها المبدع الكبير وأقدر عاليًا هذا الهطول الممرع
مودتي وتقديري كما يليق بهذا الجمال

عايدة عبد الله
25-03-2012, 07:07 PM
أقف لدى بابك مُعرّسا ، سيّان أقشعت السماءُ أم هطل ،،، المطرُ .
ولأرى إن ساءتك مني لفظة ، ومن رحيق عفوك شرابا ،،، أعتصر .
ولأنهبنّ منك الحلم يا مُعظّم الطّيوب ، حتى وإن زجرني من نون عينك ،،، النظرُ .

الأستاذ حسين الطلاع
ترنيمة اعتذار رائعة
بارك الله فيك
تحياتي

حسين الطلاع
26-03-2012, 11:53 AM
الأديب الرائع ، والأخ الفاضل صاحب اللغة الأصيلة ، والكلمات التي لا تتأتى إلا لمن كان يأوي إلى ركن شديد ..لله درك ولنا دُررك
ما أفصحك أديبنا وشاعرنا حسين الطلاع ...بارك الله فيك وزادك من فضله
دمت بخير وعافية
همسة صغيرة : ولن أُبالِي
تحياتي


أخي الحبيب
كم يسعدني مرورك هذا .
وإنه لشرف عظيم لي ما بعده شرف .
أما الهمسة فأظن أنها عادة الأصابع على مساقط الحروف .
لا تحرمني تكرار الزيارة فأبشرك أنا لا أملّ الأحبّه
كن بخير
حسين الطلاع

حسين الطلاع
28-03-2012, 01:30 PM
الاستاذ الكبير حسين الطلاع

ثمة نصوص مدرسة كاملة تدخلها لتبدأ الدراسة تلو الدراسة

معنى تضيق الصفحة في احتواء جماله

زادك الله من نعيمه



وزادكِ الله بما دعوتِ لنا وأكثر أيتها الأديبة الرائعة
ولكم شرفني مروركِ الكريم .
كما أشكر لكِ أطراءك العذب الجميل .
لا تحرمينا التكرار أيتها الأديبة
مع أمنياتي لكِ التوفيق والسداد
حسين الطلاع

حسين الطلاع
08-04-2012, 12:43 PM
وكيف لا ترقّ وتصفح وقد أُهدِيَ إليها هذا الجمال كله؟
وأين تجد أفضل من ترنيمة هذا الفرس النادر؟
لله درك أخي حسين
تقبل هذا المرور، أدام الله لك السرور.


الأستاذ الأديب : عبد الرحيم
سرني مرورك الكريم وقراءتك المتفحصة .
وأشكر لك هذا الإطلال الألق
لا تحرمنا المداومة
كن بخير
حسين الطلاع