المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصغير ياكـــوف / دينا نبيل



دينا نبيل
31-03-2012, 08:36 AM
الصغير يـــاكـــــوف

اليومَ على المِقعدِ يرْمُقُني
مُكدّسَاً كوِسادةِ صُوفٍ
خَرزتاهُ السُّودُ تحتَ قُبعةٍ
يَكبِسُها فوقَ شَعْرِه الملفُوفِ
بيدِه المُمتلئةِ يَحتضِنُ
صُندُوقاً مِنْ سَالفِ العُصُورِ
يُنادُونَه مِن سِردابِ المَعبدِ
" ياكـُــــوف! .."
*****
بالأمسِ ضَلَّ طَريقَهُ
مُبعثرةٌ خُطُواتُه شَارِدةٌ
تَستفزُّ الحِجَارةَ
تستثيرُ القَلبَ المَلهُوفَ
يَفرُّ مِن قفصي مَكْلُوماً
يشُدُّهُ بِجَناحَيهِ إليّ
ليُرتّقَ في أضْلُعي صَدْعاً
يُضَمِّدَ جُرْحاً على وَليدٍ مذبُوحٍ
*****
مِمَ تَخافُ ؟!
أ مِنَ صمتِ الليلِ المقبورِ ؟
يا صَغيري .. إنَّهُ لنا مَألوفٌ !
أمْ مِنْ ضَوءِ البُرتُقالِ المسْكُوبِ في الطُّرُقاتِ
يا صَغيري .. إنَّهُ ليسَ لنا
هذا بالتُّرابِ مَعجُونٌ!
هَاكَ صَدري لكَ مَأوى
هَاكَ عِطري لكَ سَلوى
سَأقاسِمُكَ خُبزَتي
وَأهِبُكَ فَرْشتي
سَأُسكنُكَ فؤادِيَ العَطُوفَ
*****
حَرفُكَ الصَّغيرُ سيبني أبيَاتي
خطُّكَ المُكتنزُ يرسُمُ داري
سيُخرجُه مِنْ بين الرُّفُوفِ
بمَ أناديكَ حبيبي ؟
بَادَرنِي ..
" ياكــــوف!! "
*****
عفواً ..
عفواً .. فليسَتِ التُّهمةُ في اسمِكَ
ليسَ سوى وجُودِكَ المَزعُومِ
كَخيالِ فَزَّاعةٍ تُهّجرُ الطُّيورَ
مدقُوقةٍ في حقلِ القمحِ بين جِلدي وشُريَاني
*****
غداً ستنزِلُ مِن على صَليبكَ
وتَحمِلُ الخِنجَرَ والسّيوفَ
ربما تقتُلُ ولدي
تقعُ على ابنتي
تهدِّمُ أحْجارَ عمري
حينَها يضْربُ العالمُ الدُّفوفَ
للفَارسِ المشْبُوبِ ..
ياكـــــوف!
*****
دينا نبيل – مصر
29/3/2012

ربيع بن المدني السملالي
31-03-2012, 11:49 AM
مِمَ تَخافُ ؟!
أ مِنَ صمتِ الليلِ المقبورِ ؟
يا صَغيري .. إنَّهُ لنا مَألوفٌ !
أمْ مِنْ ضَوءِ البُرتُقالِ المسْكُوبِ في الطُّرُقاتِ
يا صَغيري .. إنَّهُ ليسَ لنا
هذا بالتُّرابِ مَعجُونٌ!
هَاكَ صَدري لكَ مَأوى
هَاكَ عِطري لكَ سَلوى
سَأقاسِمُكَ خُبزَتي
وَأهِبُكَ فَرْشتي
سَأُسكنُكَ فؤادِيَ العَطُوفَ
مرحباً بكِ أديبتنا الموفقة دينا نبيل / جميل ما خطّه لنا يراعك هنا ، كلمات رائعة ، وأسلوب شيّق ، ولغة سليمة ..
شكرا لك أختي على هذا الجمال
دمتِ مُبدعةً كما عهدناك
تحياتي والمودة

كاملة بدارنه
31-03-2012, 11:57 AM
غداً ستنزِلُ مِن على صَليبكَ
وتَحمِلُ الخِنجَرَ والسّيوفَ
ربما تقتُلُ ولدي
تقعُ على ابنتي
تهدِّمُ أحْجارَ عمري
حينَها يضْربُ العالمُ الدُّفوفَ
للفَارسِ المشْبُوبِ ..
ياكـــــوف!
هذا ما يحدث للضّعفاء الذين يفكّرون بقلوبهم وليس بعقولهم، ويحتضنون من لا يستحقّ الاحتضان، ويشاطرونه الرّغيف وغيره...
يأتي ويهدم كلّ شيء، ويحظى بالتّصفيق!
نصّ على الوجع أخت دينا
بوركت
تقديري وتحيّتي

محمد رامي
31-03-2012, 12:47 PM
استطاب لي المقام وأنا في جدال
يرمقني في سطور الاعجاب
ودخلت متاهة الرد علني اعبر عن الاعجاب
لكن النص كان اكثر اتقان
من رد يعجز عنه الانسان
تحيتي وتقديري

دينا نبيل
04-04-2012, 09:05 PM
مِمَ تَخافُ ؟!
أ مِنَ صمتِ الليلِ المقبورِ ؟
يا صَغيري .. إنَّهُ لنا مَألوفٌ !
أمْ مِنْ ضَوءِ البُرتُقالِ المسْكُوبِ في الطُّرُقاتِ
يا صَغيري .. إنَّهُ ليسَ لنا
هذا بالتُّرابِ مَعجُونٌ!
هَاكَ صَدري لكَ مَأوى
هَاكَ عِطري لكَ سَلوى
سَأقاسِمُكَ خُبزَتي
وَأهِبُكَ فَرْشتي
سَأُسكنُكَ فؤادِيَ العَطُوفَ
مرحباً بكِ أديبتنا الموفقة دينا نبيل / جميل ما خطّه لنا يراعك هنا ، كلمات رائعة ، وأسلوب شيّق ، ولغة سليمة ..
شكرا لك أختي على هذا الجمال
دمتِ مُبدعةً كما عهدناك
تحياتي والمودة


أستاذ ربيع القدير ..

مرورك يشرف صفحتي دوما بتفاعلك الطيب وتشجيعك الدائم للأقلام الجديدة أمثالي ..

دمت بخير أستاذي الفاضل
ولا حرمنا توجيهكم

تحياتي

وليد عارف الرشيد
05-04-2012, 04:23 AM
هي قصيدة نثرية بامتياز فائقة الجمال مبنى ومعنى
سعدت كثيرا بقراءتها أكثر من مرة
مرحبا بك أختنا المبدعة دينا في واحتك
ومودتي وتقديري كما يليق بهذا الألق

ماهر يونس
05-04-2012, 12:44 PM
لا أدري دينا..تهت!
لم أفهم سر اختيارك لاسم روسي بالتحديد، ولم أوفق أبدا في الوصول إلى المعنى المراد من انسكاب ضوء البرتقال..لو كان أدب روسي مترجم لقلت أن ياكوف هذا هو الطفل الروسي "الفارس" الذي كبر ليزرع خنجره في خاصرة الأرمن والشركس..أهذا ما أردته هنا؟
يدهشني أن أضيع في نص لك أنت!
تقبلي حيرتي رجاءا فأنا أسأل ولا أتهم أبدا
محبتي والتقدير أخية

ربيحة الرفاعي
05-04-2012, 08:09 PM
كأني بهذا النص يستمد نبضه من قصة أو أسطورة لها أصل في إحدى دول الاتحاد السوفيتي
جميلا كان ما قرأت هنا حرفا ونصا ومعنى

لله أنت ما أجمل هطولك اديبتنا الرائعة

أهلا بك في واحةالخير

تحيتي

أماني عواد
06-04-2012, 09:48 AM
الاستاذة دنيا نبيل



عفواً ..
عفواً .. فليسَتِ التُّهمةُ في اسمِكَ
ليسَ سوى وجُودِكَ المَزعُومِ
كَخيالِ فَزَّاعةٍ تُهّجرُ الطُّيورَ
مدقُوقةٍ في حقلِ القمحِ بين جِلدي وشُريَاني


قد يكون ياكوف ذلك الهاجس المخيف ومبررنا الهزيل الذي يسكننا فيصلبنا عند ذات الخطوة دون حراك

نص رائع وان بدت فكرته اعمق من قدرتي على الغوص

عبد الله راتب نفاخ
06-04-2012, 05:13 PM
لأديبة كبيرة أنت أستاذتي
شهادتي فيك مدحاً أو ذماً لن تغير من هذا الواقع المرئي المعروف
دمتم و دامت ثقافتكم و رقي إبداعكم
لكم كل التحايا

نداء غريب صبري
06-04-2012, 09:37 PM
نثر شاعري جميل
أمتعتني قراءتها

شكرا لك اختي

بوركت

د. سمير العمري
15-07-2012, 08:08 PM
أمثال هذه النصوص التائهة في غموض المعنى وحجل غراب المبنى لا تستهويني ولا أجدني قادرا على تقبلها بحال. إنها بالفعل حالة من التيه فلا هي جرت ولا هي قفزت ولا بلغت هذه ولا تلك.

أعرفك أديبة مميزة وقادرة على كتابة نصوص جميلة وأنت هنا شغلت نفسك بالسجع وبكتابة النثر بأسلوب شعر فضاعت ملامح خطوة حرفك كما أزعم.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي