الحسين الحازمي
02-04-2012, 03:32 PM
بينما كنت أتجول في سيارتي في إحدى المدن وإذا بجحش أكرمكم الله
في وسط ميدان كبير يأكل عشباً ، وكان منظره طريفا يبعث على الضحك والتندر ..
حَيُّوا مَعَانَا الْجَحْشَ في الْبَرِّيَّةْ=إِذْ نَسَّقَ الأَزْهَارَ لِلْبَلَدِيَّةْ
إِنْجَازُهُ الْمَلْمُوسُ يَبْدُو وَاضِحَاً=فِي صُورَةٍ مَجْلُوَّةٍ عَلَنِيَّةْ
انْظُرْ إِلَيْهِ تَرَاهُ وَهْوَ مُبَكِّرٌ=فَوْقَ الطَّرِيقِ بِسُرْعَةٍ فَلَكِيَّةْ
مَا هَمَّهُ التَّوْبِيخُ يَوْمَاً وَاحِدَاً=مَا كَانَ تَوْبِيخُ الْمُرُورِ قَضِيَّةْ
لَوْنُ النَّبَاتِ يَشُوقُهُ فِي خُضْرَةٍ=وَنَضَارَةٍ عِنْدَ الشُّرُوقِ بَهِيَّةْ
يَسْعَى إِلَى مَيْدَانِهِ مُتَلَهِّفَاً=حَتَّى يَقُصَّ الْعُشْبَ دُونَ أذيَّة
عِيدُ النَّظَافَةِ يَحْتَفِي بِكِفَاحِهِ=وَالْمُنْصِفُ نَ بِنَخْوَةٍ عَرَبِيَّةْ
خِدْمَاتُهُ لِلنَّاسِ رَهْنُ إِشَارَةٍ=مِنْ دُونِ تَسْوِيفٍ وَلا فَوْقِيَّةْ
لَوْلا تَوَاضُعُهُ وَنُبْلُ فُؤَادِهِ=وَكَرَامَةٌ في نَفْسِهِ وَحَمِيَّةْ
لَسَطَا عَلَى الإِنْسَانِ دُونَ هَوَادَةٍ=وَلَكَانَ ضِمْنَ الشُّلَةِ الْهَمَجِيَّةْ
كَمْ عَامِلٍ فِي سَيْرِهِ مُتَعَجْرِفٍ=مَا فِيهِ مِنْ خُلُقِ الْكِرَامِ بَقِيَّةْ
يُخْفِي عَنِ الْمَسْئُوُلِ نَفْثَ دُخَانِهِ=وَشُرُورُهُ رُغْمَ النِّفَاقِ جَلِيَّةْ
كُلُّ الرَّذَائِلِ فِيهِ بَانَتْ وانْجَلَتْ=وَكَأَنَّهُ مِنْ زُمْرَةِ السُّوُقِيَّةْ
وَسَطَ الدَّوَامِ يَرُوغُ مِنْ أَوْرَاقِهِ=وَيَسِيرُ فِي طُرَقَاتِهِ الْخَلْفِيَّةْ
بَاعَ الضَّمِيرَ بِخِسَّةٍ وَصَفَاقَةٍ=فَبَدَا بِأَبْشَعِ صُورَةٍ نَمَطِيَّةْ
لا يُحْسِنُ التَّوْقِيعَ إِلا رَافِعَاً=كَفَّيْهِ يَطْلُبُ فِي الْمُقَابِلِ مِيَّةْ
أَكْلُ الْحَرَامِ لَدَيْهِ أَصْبَحَ عَادَةً=وَغَدَا لَدَيْهِ طَبِيعَةً وَسَجِيَّةْ
لا يَقْتَدِي بِالْجَحْشِ فِي إِخْلاصِهِ=يَسْمُو بِهِ عِنْ رِشْوَةٍ نَقْدِيَّةْ
فِإِذَا تَأَرَّقَ فِي الْمَعِيشَةِ مُرْتَشٍ=فَازَ الْحِمَارُ بِعِيشَةٍ وَرْدِيَّةْ
جَمَعَتْ لَهُ دُنْيَاهُ أَسْبَابَ الرِّضَا=فِي عِفَّةٍ وَنَزَاهَةٍ مَرْضِيَّةْ
مَا صَدَّهُ عَنْ قَاصِدِيهِ تَكَسُّبٌ=أَوْ غَرَّهُ جَاهٌ وَمَحْسُوبِيَّةْ
إِنَّ الْقَنَاعَةَ خَيْرُ مَا يَحْيَا بِهِ=فِي الأَرْضِ لَوْ تَتَعَلَّمُ الْبَشَرِيَّةْ
في وسط ميدان كبير يأكل عشباً ، وكان منظره طريفا يبعث على الضحك والتندر ..
حَيُّوا مَعَانَا الْجَحْشَ في الْبَرِّيَّةْ=إِذْ نَسَّقَ الأَزْهَارَ لِلْبَلَدِيَّةْ
إِنْجَازُهُ الْمَلْمُوسُ يَبْدُو وَاضِحَاً=فِي صُورَةٍ مَجْلُوَّةٍ عَلَنِيَّةْ
انْظُرْ إِلَيْهِ تَرَاهُ وَهْوَ مُبَكِّرٌ=فَوْقَ الطَّرِيقِ بِسُرْعَةٍ فَلَكِيَّةْ
مَا هَمَّهُ التَّوْبِيخُ يَوْمَاً وَاحِدَاً=مَا كَانَ تَوْبِيخُ الْمُرُورِ قَضِيَّةْ
لَوْنُ النَّبَاتِ يَشُوقُهُ فِي خُضْرَةٍ=وَنَضَارَةٍ عِنْدَ الشُّرُوقِ بَهِيَّةْ
يَسْعَى إِلَى مَيْدَانِهِ مُتَلَهِّفَاً=حَتَّى يَقُصَّ الْعُشْبَ دُونَ أذيَّة
عِيدُ النَّظَافَةِ يَحْتَفِي بِكِفَاحِهِ=وَالْمُنْصِفُ نَ بِنَخْوَةٍ عَرَبِيَّةْ
خِدْمَاتُهُ لِلنَّاسِ رَهْنُ إِشَارَةٍ=مِنْ دُونِ تَسْوِيفٍ وَلا فَوْقِيَّةْ
لَوْلا تَوَاضُعُهُ وَنُبْلُ فُؤَادِهِ=وَكَرَامَةٌ في نَفْسِهِ وَحَمِيَّةْ
لَسَطَا عَلَى الإِنْسَانِ دُونَ هَوَادَةٍ=وَلَكَانَ ضِمْنَ الشُّلَةِ الْهَمَجِيَّةْ
كَمْ عَامِلٍ فِي سَيْرِهِ مُتَعَجْرِفٍ=مَا فِيهِ مِنْ خُلُقِ الْكِرَامِ بَقِيَّةْ
يُخْفِي عَنِ الْمَسْئُوُلِ نَفْثَ دُخَانِهِ=وَشُرُورُهُ رُغْمَ النِّفَاقِ جَلِيَّةْ
كُلُّ الرَّذَائِلِ فِيهِ بَانَتْ وانْجَلَتْ=وَكَأَنَّهُ مِنْ زُمْرَةِ السُّوُقِيَّةْ
وَسَطَ الدَّوَامِ يَرُوغُ مِنْ أَوْرَاقِهِ=وَيَسِيرُ فِي طُرَقَاتِهِ الْخَلْفِيَّةْ
بَاعَ الضَّمِيرَ بِخِسَّةٍ وَصَفَاقَةٍ=فَبَدَا بِأَبْشَعِ صُورَةٍ نَمَطِيَّةْ
لا يُحْسِنُ التَّوْقِيعَ إِلا رَافِعَاً=كَفَّيْهِ يَطْلُبُ فِي الْمُقَابِلِ مِيَّةْ
أَكْلُ الْحَرَامِ لَدَيْهِ أَصْبَحَ عَادَةً=وَغَدَا لَدَيْهِ طَبِيعَةً وَسَجِيَّةْ
لا يَقْتَدِي بِالْجَحْشِ فِي إِخْلاصِهِ=يَسْمُو بِهِ عِنْ رِشْوَةٍ نَقْدِيَّةْ
فِإِذَا تَأَرَّقَ فِي الْمَعِيشَةِ مُرْتَشٍ=فَازَ الْحِمَارُ بِعِيشَةٍ وَرْدِيَّةْ
جَمَعَتْ لَهُ دُنْيَاهُ أَسْبَابَ الرِّضَا=فِي عِفَّةٍ وَنَزَاهَةٍ مَرْضِيَّةْ
مَا صَدَّهُ عَنْ قَاصِدِيهِ تَكَسُّبٌ=أَوْ غَرَّهُ جَاهٌ وَمَحْسُوبِيَّةْ
إِنَّ الْقَنَاعَةَ خَيْرُ مَا يَحْيَا بِهِ=فِي الأَرْضِ لَوْ تَتَعَلَّمُ الْبَشَرِيَّةْ