مشاهدة النسخة كاملة : العلمانية والسبل الى الحل
عمر الحجار
03-04-2012, 12:15 PM
وجهة نظر
في الأزمنة العصيبة، يصبح الصمت مصيبة
العلمانية والسبل إلى الحل
في العلمانية: يتأسس السبيل لتحقيق المواطنة الحقة، ولا ديمقراطية بدون تطبيق فعلي لمفهوم المواطنة..
تأتي هذه الحقيقة المتمثلة في تلك الكلمات القليلة، كحصيلة واقعية للتجربة التاريخية للبشرية، وتتجسد بشكل عياني في الواقع العالمي القائم. وبذا يكون التواطؤ على هذه الحقيقة تحت أي صياغة كانت.. تمثل بواقعها عملية غش وتزييف خطير ..
ما بين العلمانية والإسلام : أتذكر أنني قد قرأت في زمن مضى مقولة للمفكر العربي السوري الياس مرقص: إن العلمانية ضرورية للإسلام وللمسلمين، حتى لو لم يكن هناك مسيحي عربي واحد.. – كان ذالك في زمن ظهر ثمة من يقوّل فيه، إن العلمانية هي مجرد مقولة صادرة من نخب تنتمي للمسيحيين العرب.. والسؤال، لماذا العلمانية ضرورية للإسلام..؟
أولاً- غدت العلمانية قبل كل شيء ضرورة ملحة لتحرير عالم الإسلام من فتن الانقسام.. ولعل ما نراه قائماً في حالة الاستقطاب القائم ما بين التوجه السياسي للإسلام السني (سلفياً أم إخوانياً)، والتوجه السياسي للإسلام السياسي الشيعي (متمثلاً، بحزب الله وأمل وتيار جيش المهدي.. و.. الخ)، من حيث راح الأول(السني) يتجه تركياً وأميركياً وغربياً، وراح الثاني (الشيعي) للتوجه إيرانياً.. بل وغدت طبول الحرب تدق بكيفية أو بأخرى بين الطرفين.. - وللتذكير أن مثل هذا الاستقطاب الخطير لم يكن قائماً في حقبة صعود التيار القومي العربي (الناصري والبعثي والقومي العربي) في مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، مع أن هذا التيار لم يطرح في برنامجه علناً علمانية الدولة (وكان ذالك من إحدى أخطائه) – ولنا أن نرى أنه لو أقدم التيار القومي لاعتماد الديمقراطية وسلك سبيل المواطنة في ذالك الزمن– وكانت له القدرة على ذالك - لما وقعنا في هذه الهوة المتمثلة بهمجية الطائفية الوحشية ومخاطرها العابرة والقادمة على المنطقة.. ولعل انفصال جنوب السودان عن شماله أتي كنتاج لغياب المناخ العلماني الديمقراطي في المجتمع السوداني، ذالك المناخ الكفيل وحده بتحقيق المواطنة.. ولنا ما حدث ويحدث في العراق ولبنان والبحرين خير مثال (والحبل على الجرار)
ثانياً – يعمل الحل العلماني على تحرير الإسلام من توظيف نصوصه للهدف السياسي، من حيث كون السياسة هي بطبيعتها وضعية، تمثل مصالح ونزعات لحل مسائل واقعية، لا يمكن للنص الديني كما أتى عليه، أن يقدم الحل لها، من حيث كونه قد انبثق في ظروف تاريخية مغايرة.. وحتى لو تم استنباط نصوص لها صلة بتلك المسائل الوضعية، فإن تأويل النص يأخذ بعداً تأويلياً متعدداً، وهذا بحد ذاته ما أدى إلى الانقسام السني والشيعي في صفوف الإسلام، فضلاً عن ظهور الطوائف والنحل الأخرى، والمذاهب المتعددة..
ثالثاً- يتمتع الدين في المجتمع العلماني، بنظرة تاريخية وقيمية إيجابية، تسمح له بالتأقلم والتكيف مع تطوّر الأزمنة، بحيث يتجاوز النظر الدوغمائي القطعي المتمثل بالطقوسية والوثنية النصوصية والجمود المذهبي.. ولعل مثل هذا النظر القطعي هو ما حمل أكبر الأثر في تأجيج المشهد السلبي للإسلام لدى المجتمعات الغربية، حينما راح الخطاب الديني الإسلامي المسيطر، يركز اهتمامه في بلاد الغرب أو بالكاد، على لباس المرأة وجنسويتها..
رابعاً- إن النهج العلماني الذي ينطلق من الفهم التاريخي للظاهرة الدينية، وينظر إليه كحلقة هامة في تطور البعد الحضاري والمعرفي والأخلاقي للمجموع البشري.. يضع الدين بعيداً عن التداول السياسي، ويحفظ له هيبته وجلاله وحتى قدسيته..
خامساً – إن علمانية الدولة والنظرة العلمانية للدين في مجتمعاتنا العربية، تجعل من الدين عامل توحيد وقيمة ايجابية، في حين يحدث العكس عندما تم ويتم زج الدين في عالم السياسة، حيث يتحوّل إلى عامل فرقة وتمزيق، والتجربة التاريخية ماثلة أمامنا..
سادساً – في التباين بين منطلق المنظور العلماني ومنظور الإسلام السياسي. يمكن تحديد التباين الأساسي في الآتي: - إن المنظور العلماني في أفقه الجدلي التاريخي، يرى في الإسلام مكوناً حضارياً وعاملاً حاسماً في تشكل هوية المنطقة وصياغتها تاريخياً، كما كان له الدور الفاعل في مسار تاريخ العالم وتطوره الحضاري..- في المقابل عبر منظور الإسلام السياسي في أفقه الدوغمائي القطعي، يتم اختزال الإسلام إلى شريعة ناظمة للحياة ونصوص محلقة فوق التاريخ، وقابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، وعندما اصطدمت أو تصطدم هذه النظرات بصعوبات ما في هذه النصوص (وكثيراً ما يحدث ذالك)، تسعى لتأويلها وتكييفها، الأمر الذي لا يخضع بواقعه إلا للرغبات والمصالح والنزعات، مما قد أدى ويؤدي إلى نشوء النحل والطوائف والمذاهب.. ونظراً للمنظور القطعي المتأصل في منطلق كل من هذه الأشكال، تنشأ القطعيات أي تتمتع كل منها (الطوائف والنحل والمذاهب) بدوغماويتها التي لا يأتيها الباطل والريب من بعد أو من قرب، مما يؤدي إلى تفاقم الصراع بكل أشكاله المخففة والمحتدمة (حدث ذالك بين البروتستانت والكاثوليك في أوربا، و بين الإسلام السني والشيعي لدينا)..
وفي معظم الأحيان يكون الصراع بين تشققات الأشقاء، أشد ضراوة فيما بين الأشقاء.. وقد يلجأ البعض للاستنجاد بالأجنبي لقهر الأخوي.. (والأمر لاح وراح يلوح)
والسؤال: أمام هذه اللوحة، أي من الطرفين (العلماني أم الإسلام السياسي) أحرى بصيانة الإسلام من كل أشكال الاستغلال..
كنتيجة- لنا أن نرى، إن الحل المفضل للمسألة الدينية في المجتمع في عصرنا، تتلخص بكونه مسألة شخصية أو النظر إليه في أقصى مدى، كمرجعية أخلاقية عامة، تعكس حضورها في أفق متطوّر...- ولا إكراه في الدين..
عبد الله الرحيلي
04-05-2012, 10:36 PM
وجهة نظر
في الأزمنة العصيبة، يصبح الصمت مصيبة
العلمانية والسبل إلى الحل
في العلمانية: يتأسس السبيل لتحقيق المواطنة الحقة، ولا ديمقراطية بدون تطبيق فعلي لمفهوم المواطنة..
تأتي هذه الحقيقة المتمثلة في تلك الكلمات القليلة، كحصيلة واقعية للتجربة التاريخية للبشرية، وتتجسد بشكل عياني في الواقع العالمي القائم. وبذا يكون التواطؤ على هذه الحقيقة تحت أي صياغة كانت.. تمثل بواقعها عملية غش وتزييف خطير ..
ما بين العلمانية والإسلام : أتذكر أنني قد قرأت في زمن مضى مقولة للمفكر العربي السوري الياس مرقص: إن العلمانية ضرورية للإسلام وللمسلمين، حتى لو لم يكن هناك مسيحي عربي واحد.. – كان ذالك في زمن ظهر ثمة من يقوّل فيه، إن العلمانية هي مجرد مقولة صادرة من نخب تنتمي للمسيحيين العرب.. والسؤال، لماذا العلمانية ضرورية للإسلام..؟
أولاً- غدت العلمانية قبل كل شيء ضرورة ملحة لتحرير عالم الإسلام من فتن الانقسام.. ولعل ما نراه قائماً في حالة الاستقطاب القائم ما بين التوجه السياسي للإسلام السني (سلفياً أم إخوانياً)، والتوجه السياسي للإسلام السياسي الشيعي (متمثلاً، بحزب الله وأمل وتيار جيش المهدي.. و.. الخ)، من حيث راح الأول(السني) يتجه تركياً وأميركياً وغربياً، وراح الثاني (الشيعي) للتوجه إيرانياً.. بل وغدت طبول الحرب تدق بكيفية أو بأخرى بين الطرفين.. - وللتذكير أن مثل هذا الاستقطاب الخطير لم يكن قائماً في حقبة صعود التيار القومي العربي (الناصري والبعثي والقومي العربي) في مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، مع أن هذا التيار لم يطرح في برنامجه علناً علمانية الدولة (وكان ذالك من إحدى أخطائه) – ولنا أن نرى أنه لو أقدم التيار القومي لاعتماد الديمقراطية وسلك سبيل المواطنة في ذالك الزمن– وكانت له القدرة على ذالك - لما وقعنا في هذه الهوة المتمثلة بهمجية الطائفية الوحشية ومخاطرها العابرة والقادمة على المنطقة.. ولعل انفصال جنوب السودان عن شماله أتي كنتاج لغياب المناخ العلماني الديمقراطي في المجتمع السوداني، ذالك المناخ الكفيل وحده بتحقيق المواطنة.. ولنا ما حدث ويحدث في العراق ولبنان والبحرين خير مثال (والحبل على الجرار)
ثانياً – يعمل الحل العلماني على تحرير الإسلام من توظيف نصوصه للهدف السياسي، من حيث كون السياسة هي بطبيعتها وضعية، تمثل مصالح ونزعات لحل مسائل واقعية، لا يمكن للنص الديني كما أتى عليه، أن يقدم الحل لها، من حيث كونه قد انبثق في ظروف تاريخية مغايرة.. وحتى لو تم استنباط نصوص لها صلة بتلك المسائل الوضعية، فإن تأويل النص يأخذ بعداً تأويلياً متعدداً، وهذا بحد ذاته ما أدى إلى الانقسام السني والشيعي في صفوف الإسلام، فضلاً عن ظهور الطوائف والنحل الأخرى، والمذاهب المتعددة..
ثالثاً- يتمتع الدين في المجتمع العلماني، بنظرة تاريخية وقيمية إيجابية، تسمح له بالتأقلم والتكيف مع تطوّر الأزمنة، بحيث يتجاوز النظر الدوغمائي القطعي المتمثل بالطقوسية والوثنية النصوصية والجمود المذهبي.. ولعل مثل هذا النظر القطعي هو ما حمل أكبر الأثر في تأجيج المشهد السلبي للإسلام لدى المجتمعات الغربية، حينما راح الخطاب الديني الإسلامي المسيطر، يركز اهتمامه في بلاد الغرب أو بالكاد، على لباس المرأة وجنسويتها..
رابعاً- إن النهج العلماني الذي ينطلق من الفهم التاريخي للظاهرة الدينية، وينظر إليه كحلقة هامة في تطور البعد الحضاري والمعرفي والأخلاقي للمجموع البشري.. يضع الدين بعيداً عن التداول السياسي، ويحفظ له هيبته وجلاله وحتى قدسيته..
خامساً – إن علمانية الدولة والنظرة العلمانية للدين في مجتمعاتنا العربية، تجعل من الدين عامل توحيد وقيمة ايجابية، في حين يحدث العكس عندما تم ويتم زج الدين في عالم السياسة، حيث يتحوّل إلى عامل فرقة وتمزيق، والتجربة التاريخية ماثلة أمامنا..
سادساً – في التباين بين منطلق المنظور العلماني ومنظور الإسلام السياسي. يمكن تحديد التباين الأساسي في الآتي: - إن المنظور العلماني في أفقه الجدلي التاريخي، يرى في الإسلام مكوناً حضارياً وعاملاً حاسماً في تشكل هوية المنطقة وصياغتها تاريخياً، كما كان له الدور الفاعل في مسار تاريخ العالم وتطوره الحضاري..- في المقابل عبر منظور الإسلام السياسي في أفقه الدوغمائي القطعي، يتم اختزال الإسلام إلى شريعة ناظمة للحياة ونصوص محلقة فوق التاريخ، وقابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، وعندما اصطدمت أو تصطدم هذه النظرات بصعوبات ما في هذه النصوص (وكثيراً ما يحدث ذالك)، تسعى لتأويلها وتكييفها، الأمر الذي لا يخضع بواقعه إلا للرغبات والمصالح والنزعات، مما قد أدى ويؤدي إلى نشوء النحل والطوائف والمذاهب.. ونظراً للمنظور القطعي المتأصل في منطلق كل من هذه الأشكال، تنشأ القطعيات أي تتمتع كل منها (الطوائف والنحل والمذاهب) بدوغماويتها التي لا يأتيها الباطل والريب من بعد أو من قرب، مما يؤدي إلى تفاقم الصراع بكل أشكاله المخففة والمحتدمة (حدث ذالك بين البروتستانت والكاثوليك في أوربا، و بين الإسلام السني والشيعي لدينا)..
وفي معظم الأحيان يكون الصراع بين تشققات الأشقاء، أشد ضراوة فيما بين الأشقاء.. وقد يلجأ البعض للاستنجاد بالأجنبي لقهر الأخوي.. (والأمر لاح وراح يلوح)
والسؤال: أمام هذه اللوحة، أي من الطرفين (العلماني أم الإسلام السياسي) أحرى بصيانة الإسلام من كل أشكال الاستغلال..
كنتيجة- لنا أن نرى، إن الحل المفضل للمسألة الدينية في المجتمع في عصرنا، تتلخص بكونه مسألة شخصية أو النظر إليه في أقصى مدى، كمرجعية أخلاقية عامة، تعكس حضورها في أفق متطوّر...- ولا إكراه في الدين..
نص متماسك كل ما هو مطروح هو عدم استغلال الدين من طرف الانظمة الحاكمة فالعلمانية تحرر الدين من كل استغلال .تحياتي
عمر الحجار
05-05-2012, 02:08 PM
اشكر حضورك وتفهمك العميق للموضوع
دمت عقلانيا جميلا
ربيحة الرفاعي
10-05-2012, 12:29 AM
دعنا من علمانية الدولة ولننظر في العلمانية عموما
هل ترى فعلا أن الفكر العلماني يقوم حقا على ما يزعم من عقلانية ووعي، أم مجرد ثمرة من ثمار الحقد الذي تشكل في لا وعي المجتمعات الغربية ضد الدين لبطش الكنيسة في عصر الظلام بأوروبا
كلنا مع عد تجيير الدين لتشريع أخطاء الأنظمة وخطاياها
كلنا ضد استغلال الدولة للدين وسوق الأمة قطيعا بتأويل النص
لكننا لا نرحب بالفكر المستورد من الغرب حلا، فالمصائب التي استولدته عندهم لا تشبه مصائبنا في شيء
مقالة قوية حيكت بمهارة وتستند لوعي كبير وتمكن
تحيتي
عمر الحجار
11-05-2012, 03:44 PM
سيدتي الكبيرة ربيحة الرفاعي
بالنسبة لي الحالة الحضارية حالة متكاملة لا يمكن فصلها الانظريا وهي نتاج المعرفة الانسانية بأوسع صورها ، وتعدد تكويناتها ، وبغض النظر عن السب وراء ظهور فكر فلسفي او فكر سياسي ، فإن العلمانية كالحداثة والبنيوية ، ناتج عن تطور الفكر الانساني ولا يمكن عزل النفس عنه او عزل اي مجتمع عن هذا التطور المعرفي للانسان ، ولكن يمكن تشذيب هذه المعارف لتلائم المجتمعات المستقبلة لهذه الافكار الجديد ، حيث ان انتاج المعرفة على الغالب في بداية الامر يكون انطلااقا من حاجة المجتمع الذي انتج هذه الحالة ، ومن ثم تنتشر في كافة المجتمعات والاهم ان لانحاول اسقاطاها بشكل مباشر دون فهم لتاريخنا ومكونات مجتمعاتنا المعرفية والدينية والاخلاقية ، هي لازمة لنا ولكن بشروطنا الخاصة
دمت واسعة الافق
عبد الرحيم بيوم
11-05-2012, 08:03 PM
اخي المكرم عمر
نحن نتحدث عن العلمانية كحل، لكن ماهي العلمانية المقصودة هنا
وكيف توفقها مع قولك: "والاهم ان لانحاول اسقاطاها بشكل مباشر دون فهم لتاريخنا ومكونات مجتمعاتنا المعرفية والدينية والاخلاقية ، هي لازمة لنا ولكن بشروطنا الخاصة" فما هي شروطنا الخاصة؟ ومن الزمها لنا؟
وما مدى مبلغ تاثير المحيط الاسلامي على مفهومها، ام ان منهجها البشري اصولا ومبدا -والذي كان افرازا لصراع تحرر من ظلم وهيمنة الكنيسة- سيكون حاكما على المنهج الديني.
الاسلام اخي الكريمة منظومة تابى الانقسام والفصل ونصوص الوحي طافحة بالتدخل في جميع مناحي الحياة، فلا يمكن حجزه في زاوية معينة. (الاخلاق، وحتى هذه النقطة لا يمكن فصلها عن المنظومة الدينية ككل)
والاختلاف سنة كونية لا مناص للخلق عنها، كل الخلق.
فلن يكون مجرد الخلاف حجة مقنعة لاستيراد حل سعى لاخضاع الوحي والحجر عليه.
وجعل الانسان يحكم نفسه بنفسه باستقلالية مطلقة
وشكرا لطرحك ايها الكريم
عمر الحجار
11-05-2012, 08:24 PM
اخي المكرم عمر
نحن نتحدث عن العلمانية كحل، لكن ماهي العلمانية المقصودة هنا
وكيف توفقها مع قولك: "والاهم ان لانحاول اسقاطاها بشكل مباشر دون فهم لتاريخنا ومكونات مجتمعاتنا المعرفية والدينية والاخلاقية ، هي لازمة لنا ولكن بشروطنا الخاصة" فما هي شروطنا الخاصة؟ ومن الزمها لنا؟
وما مدى مبلغ تاثير المحيط الاسلامي على مفهومها، ام ان منهجها البشري اصولا ومبدا -والذي كان افرازا لصراع تحرر من ظلم وهيمنة الكنيسة- سيكون حاكما على المنهج الديني.
الاسلام اخي الكريمة منظومة تابى الانقسام والفصل ونصوص الوحي طافحة بالتدخل في جميع مناحي الحياة، فلا يمكن حجزه في زاوية معينة. (الاخلاق، وحتى هذه النقطة لا يمكن فصلها عن المنظومة الدينية ككل)
والاختلاف سنة كونية لا مناص للخلق عنها، كل الخلق.
فلن يكون مجرد الخلاف حجة مقنعة لاستيراد حل سعى لاخضاع الوحي والحجر عليه.
وجعل الانسان يحكم نفسه بنفسه باستقلالية مطلقة
وشكرا لطرحك ايها الكريم
الاخ الكريم عبد الرحيم صابر
طالما نزعت انت والاخت ربيحة الى ربط العلمانية بالحالة الكنسية ولم توافقا على انها تطور طبيعي للمجتمعات ، الذي اضحى الدين بفعل المتدينين " رجال الدين " جامدا عاجزا عن التطور وكذلك المجتمعات ، ومن هنا ابدء المقاربة ، اليس مايدفعنا اليه رجال الدين من تقوقع وانعزال دافعا لنا ان نتبنى العلمانية كحل ، ستقولون انهم رجال الدين وليس الدين ، ولكن من المسيطر على عقول السواد الاعظم ، اليسو هم بغض النظر عن التسميات ، لقد انتج لنا رجال الدين الاسلامي الكهنوت وشرعوا من زمن طويل بالتكفير في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة للتفكير هناك شواهد كثيرة ومؤثرة وهي ظاهرة وليست حالات منعزلة ، لقد نصبوا انفسهم الهة على الارض واقاموا الصراط والميزان ونصبوا المشانق حتى لمن هو منهم اذا تجرء وخالفهم الرأي
اعود واقول ان العلمانية تطور طبيعي للمجتمعات التي تبحث عن الانطلاق بأقصى سرعة بتجاه التطور الحضاري للانسانية ، اما عن الشروط الخاصة نحن كنا من الرافضين في مرحلة ما، على اسقاط الماركسية على مجتمعاتنا ، كما هي بل قلنا بضرورة تفهم الواقع العربي وكنا اشد المتحمسين لمحجوب القائد السوداني الشيوعي الذي استطاع ان يزاوج بين الشيوعية والمجتمع المحلي ، وكذلك العلمانية ، فعلى سبيل المثال انا اقول بضرورة الابقاء على ان نستمد الاحوال الشخصية من الشريعة الاسلامية .
سيدي ان العلمانية هي المواطنة وهي المعيار الاساسي للحكم على الاشخاص ، فليس هناك مواطن درجة اولى لانه مسلم وسني والباقي هم درجة ثانية او ذميين .
اشكرك سيدي واشكر حوارك المفيد الذي يستنقر العقل
عبد الرحيم بيوم
11-05-2012, 08:40 PM
ذكرت اخي الفاضل كتمثيل ما هو يعد جزء من كل واسع جدا لمنظومة الاسلام
الذي اردت الاشارة اليه هو كيف يمكن تطبيق منظورك "ولكن بشروطنا الخاصة" والاسلام لا يترك لك مجالا فارغا لذلك.
ثم كيف ستسوق مفهوم العلمانية بمدلول لا يصادر الدين (واشير الى اننا نتعامل مع وحي قد تعتريه في بعض تطبيقاته -واقول بعض- اخطاء بشرية اجتهادية، والا فان المحكم فيه والمتيقن هو الغالب)
وبمعن آخر ما تعريف العلمانية الذي ستطرح على ضوئه في ظل ما اشرت له من الشروط الخاصة
وتحياتي اخي الفاضل
عمر الحجار
11-05-2012, 08:56 PM
الاخ عبد الرحيم فاضل
لقد كانت دعوة صريحة للإنسان الخليفة وتنبيها له بأنك لن تستطيع أن تمارس دور الخلافة على الأرض ما لم تكن حرا ومدركا لدورك ورسالتك وطبيعة المسؤولية الملقاة على عاتقك , وهذه لن تتحقق إلا باكتساب المعرفة أولا , وأول ما عليك معرفته هو , أن الواقع الذي تعيشه أقوى من النص , وأن النص جاء للواقع , ومن أجل تغيره وإعادة بنائه أو أعماره من أجل مصلحة الإنسان وبما يخدم تنميته والسمو به إلى عالم الإنسانية الرحب , ولو لم يكن النص كذلك لما جاء في الحقيقة منجما , ولما كان الناسخ والمنسوخ ... الخ .
على هذا الأساس اود ان اطرح بعض التساؤلات ، ما هي معطيات المقاربة ما بين الدين والعلمانية ؟ .
اولا : ضرورة الإقرار بأن النص الديني مفتوح في دلالاته الإنسانية على المطلق , وليس نصا مغلقا .
ثانيا : الإقرار بأن الإنسان يمتلك إرادة وتفكيرا حرين , ومسؤولية إنسانية توازي هذه الإرادة وهذا التفكير , وتعمل على ضبطهما بما يخدم حياة الإنسان ومستقبله .
ثالثا : الإقرار بأن الحياة في حالة من التطور والتبدل المستمرين , أي في حالة سيرورة وصيرورة دائمة.
رابعا : الإقرار بضرورة فصل الدين عن الدولة ( الدين لله والوطن للجميع ) وهي ضرورة تمليها طبيعة المجتمعات المتخلفة التي يسود فيها التعدد الطائفي والمذهبي كمجتمعنا العربي .
خامسا : رفض النزعة العدمية اتجاه الدين , وعدم الممانعة في الاتكاء عليه تربويا وأخلاقيا تحت مقولة ما نسميه التوظيف الديني سيسيولوجياً " الشروط الخاصة"
هكذا نجد من خلال هذه المقاربة الأولية ما بين الدين والعلمانية , أن العلمانية ليست ضد الدين أو نافية له , بل هي الجانب العقلاني والإنساني فيه , إنها دعوة لحرية الإنسان , وسيادة العقل والمنطق في تفسير ظواهر الحياة الطبيعية والاجتماعية ... إنها دعوة لتسييد العقل على النقل والامتثال .
اتمنى متابعة الحوار
عبد الرحيم بيوم
11-05-2012, 09:33 PM
"هكذا نجد من خلال هذه المقاربة الأولية ما بين الدين والعلمانية , أن العلمانية ليست ضد الدين أو نافية له , بل هي الجانب العقلاني والإنساني فيه , إنها دعوة لحرية الإنسان , وسيادة العقل والمنطق في تفسير ظواهر الحياة الطبيعية والاجتماعية ... إنها دعوة لتسييد العقل على النقل والامتثال"
اذا فلا تغيير في مفهوم العلمانية عن اصلها، لذا لم افهم كيف تقول مع كل تعريفك لمدلولها بانها لا تعارض الدين.
ولماذا استثنيت الاحوال الشخصية؟! ألعدم استعداد المجتمع ؟ لماذا لا يسيد العقل فيها ايضا على النقل؟
وكيف يستقيم القول بان النص منزل والايمان بذلك مع القول بان الواقع اقوى من النص مما يعني ضرورة انسياقه خلف الواقع
الانسان خلف في الارض ليقيم معنى العبودية لخالقه، وعمارة الارض جزء من ذلك بل هو في المعنى القرآني سبيل لذلك
{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)} [الحج: 41]
ليس الانسان حرا كما يشاء اخي الكريم. فالحرية باطلاق مجرد وهم لا حقيقة له.
{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)} [القيامة: 36]
ولك كريم التحايا
عمر الحجار
13-05-2012, 11:52 AM
الاخ عبد الرحيم
ان الذهنية الاجتماعية المتراكمة من قرون طويلة من الصعب عليها التخلي عن موروثاتها دفعة واحدة وفي وقت واحد ، فمن الصعب على الناس من كافة الاديان والطوائف القبول مرحليا مثلا بالزواج المدني ، او التعامل مع قانون مواريث مدني ، وانطلاقا من النصوص القرآنية التي اورتها في ردك الاخير فان العبادة لله هي الاهم والايمان به وهذا وضع يدحل ضمن الحريات الشخصية لكل انسان ، اما الموضوع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمعرفي فانه امر عام يجب ان يتوافق عليه كل مكونات المجتمع او انه سيصبح هناك تفسخ في المجتمع ويحاول كل مكون التقوقع على نفسه ولا يخفى عليك صديقي ماذا يكون بعدها.
اشكر حوارك المفيد والقيم
عبد الرحيم بيوم
13-05-2012, 12:24 PM
اصل الايمان ايها الكريم يقتضي الاذعان
والعبادة معنى اشتمل معاني الحياة
فهي امر ونهي ينبغي التزامهما، وكلها امور تنتظم في سلك الاسلام الشامل كوحي خاتم، ممثلة عقد العبودية ومحققة لحكمة الخلق المكلف بجميعه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56]
ووصفك للدين بالموروثات غير مقبول ايها الكريم لتنافيه مع قيد الاستسلام الملزم به العبد مع خالقه
على ان ما الجات اليه النصوص التي اوردتها هو لا يعدو ان يكون ليا لاعناق المباني قبل المعاني، الا ترى معي انك وقعت في نفس ما عبت به الاخر حين قلت "وعندما اصطدمت أو تصطدم هذه النظرات بصعوبات ما في هذه النصوص (وكثيراً ما يحدث ذالك)، تسعى لتأويلها وتكييفها، الأمر الذي لا يخضع بواقعه إلا للرغبات والمصالح والنزعات".
ثم اين هذا التوافق على ارض الواقع؟. انما هي كلمة للاستهلاك فقط
نحن نريد ان نحكم بديننا، فما الضير في ذلك؟
عقولنا تنسجم مع الاسلام ككل، هكذا نرى حريتنا تكون، فما الضير؟
لدينا تصورنا عن الحياة الخاص بنا، فما المشكلة في ذلك؟
هل لابد ان نستقبل فكرا بديلا - واقول هو بديل وليس حلا- لاجل ان نسمى احرار الفكر، فمتى كانت حرية الفكر باطلاق محمودة؟
وكما قلت لك اخي الكريم في اول تعليق: "الاسلام منظومة تابى الانقسام والفصل ونصوص الوحي طافحة بالتدخل في جميع مناحي الحياة، فلا يمكن حجزه في زاوية معينة"
فمن هذا المفهوم ينبغي بناء الباقي.
وكريم تحياتي لك ايها الكريم
عمر الحجار
13-05-2012, 12:40 PM
صديقي انا هنا فقط اريد ان اسأل فقط بضعة اسئلة
هل مجتمعاتنا تتألف من مكون واحد حضاري وتاريخي ، بمعنى هل هم كلهم مسلمون ومن المذهب السني فقط، هل تقبل لو افترضنا انك من دين اخر ان تحكمك شرائع غير شريعتك ، الن نعي جميعنا ما حصل في العراق والسودان؟
اسئلة برسم الاجابة.
عبد الرحيم بيوم
13-05-2012, 12:48 PM
اجيبك بسؤال
هل دول الاسلام على مر العصور كانت خالية مما اشرت اليه؟
ونحن ايضا مكون، فهل تحكمنا بغير ما نريد؟
وقد طرحت تساؤلات وانا في انتظار ردك الجميل
تحياتي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir