مشاهدة النسخة كاملة : بصمات من صفحات الحياة01
عبد الرحيم بيوم
04-04-2012, 05:51 PM
البصمة الأولى: لوحة البداية
خرجت إلى الحياة في يوم من أيام الشهر الرابع من سنة 1980 للميلاد، كما يخرج كل مولود في عافية تامة وصحة جيدة.
وكان مسقط رأسي حيا من أحياء مدينة عتيقة من مدن بلاد المغرب، داخل أسوارها الشامخة التي تحفظ تاريخ بطولات وأمجاد تلك المدينة على مر التاريخ.
في أحد أحيائها ولدت
على فراش متواضع، وبيت متواضع، وأهل تعليمهم جد متواضع
كل ما ترعرعت فيه وما حولي متواضع
دور متداخلة تعانق بعضها بعضا كما هو غالب قلوب أصحابها بينهم
وأزقة ضيقة طويلة ممتدة متفرعة لكن لا منفذ لها ولا مخرج تماما كما هو طموح سكانها
بناء من خام الطبيعة، عليه من التصنيع ما يفي بما يكفي للحياة، تماما كحالهم في مدارك العقل والفكر
فالأحياء القديمة تتسم ساكنتها بالتآلف والترابط الاجتماعي المكين، والتعاون والتناصر، لكنها أمام هذا الغنى والثراء الاجتماعي فقيرة من العلم والتعلم والوعي سواء الديني أو الدنيوي.
ترتيبي كان الثالث وما أدراك ما رقم ثلاثة – فموازين هذه الحياة على ما تقدم، الإنجاب فيها أرقام مجردة، لا هدف منشود، ولا غاية مأمولة، ولا نية مبيتة، إنما تخرج إلى الدنيا كرها وضرورة غالبا، فلا تكون أنت مرادا إنما جئت كما يأتي الجميع، وكأني في هذه اللحظات أسمع همس أحدكم يقول: إنها نظرة تشاؤم. لكني أقول من عاش ولامس أدرى ممن سمع، وليس الخبر كالمعاينة – ما سبقني كلهن إناث ثم لحقني على أخرة صغير غمر فيما عشناه بعد.
أمي هي أمي حقا حنانا وعطفا، لها في كل قلبي مكان ركين، راعيتي ومؤنستي، إن أظلم كل شيء أنارت، وإن أنار كل شيء أشرقت، نظرتها لا تفارقني، تبعث في نفسي الأمل وإن كان حلما، تراني نافعا يافعا وإن كنت غير ذلك، تراني أستحق الحياة والدعم والمساندة، فمحبة الأم صادقة لا يعتريها تظاهر ولا نفاق، إن أحبت أحبت صدقا، وكذلك الأم دائما تكون.
لي أعمام ستة نعيش معهم في منزل ضخم كبير الباحة حتى أن أبناء العم يلعبون فيه كرة القدم، لم يتزوج آنذاك من أعمامي إلا الأكبر فيهم، وأبي هو تاليه في السن لذا كان زواجهما في يوم واحد، اقتصادا لمصاريف الزواج.
ولي أخوال أربعة يزوروننا بين الفينة والأخرى، لطفاء جدا وظرفاء، أخلاقهم جميلة، وكلماتهم مضبوطة موزونة، منهم تعلمت جميل الحديث وحسن الكلام.
أدركت جدتاي وجد لامي.
هذا مجمل المشهد والمرأى البعيد للزمان والمكان بل للصفحة التي ستحمل ما يأتي من الأحداث.
ولا شك أن لجو هذا عبيره، ولحال هذا وصفه وتقديره، لبصمة رسمت معالم حياتي من بعد، وخطا عليه نسجت خيوط تلاقت لتخط ما سطر في عالم الغيب على صفحات الأيام والليالي
فكانت بصمة لا تنسى.
أحلام المغربي
04-04-2012, 06:40 PM
على الرغم مما يبدو من رمادية اللون و مسحة اليأس
فالنص ينبض روحا عبر تآلف الصورة وامتداد الرؤية
فحين يتوحد القطاف نستبشر بولادة جديدة مبشرة بمولود سعيد
كانت رحلة جميلة رغم المعاناة عبر تضاريس عمرك ومحطات حياة اختزلتها بدقة وعناية
تحياتي وتقديري
أحلام المغربي
ريمة الخاني
04-04-2012, 06:47 PM
جميل أن يظلل الصدق نصنا البريئ..
كنت رائعا هنا في بوحك
الف تحية
عبد الرحيم صادقي
04-04-2012, 09:58 PM
مرحبا بك يا عبد الرحيم في واحة الخير
جميلة بصمتك الأولى، صادقة وشفافة، قدمَت على جناح البوح الصادق. هذا ما شعرت به.
في انتظار بصماتك المقبلة
تقبل تحياتي
أدركت جدّتيّ...
آمال المصري
04-04-2012, 11:12 PM
صدق يغلف الكلمات .. وبوح جاء انهمارا دون عناء التكلف
وهذا سر الشغف للمتابعة وانتظار المزيد
مرحبا بك عبد الرحمن في واحتك
وحبذا تصغير الإطار في المرات القادمة وأيضا تصغير التوقيع للحفاظ على جمال متصفحك
تحاياي
وليد عارف الرشيد
05-04-2012, 04:11 AM
الأخ المبدع الكريم لم يظهر النص عندي يبدو لعدم توافق برامج مما اضطرني لنسخها وإعادة قراءتها ... ومن الواضح أن بصمتك جميلة مؤثرة بسردية عالية
وننتظر ما يليها من بصمات وسنتحدث أكثر .. المهم أني استمتعت بنص لأديب ممتلك لأدواته
أحييك وأرحب بك في واحتك واحة العطاء والخير
مودتي كما يليق وتقديري
عبد الرحيم بيوم
05-04-2012, 09:04 AM
البصمة الأولى: لوحة البداية
خرجت إلى الحياة في يوم من أيام الشهر الرابع من سنة 1980 للميلاد، كما يخرج كل مولود في عافية تامة وصحة جيدة.
وكان مسقط رأسي حيا من أحياء مدينة عتيقة من مدن بلاد المغرب، داخل أسوارها الشامخة التي تحفظ تاريخ بطولات وأمجاد تلك المدينة على مر التاريخ.
في أحد أحيائها ولدت
على فراش متواضع، وبيت متواضع، وأهل تعليمهم جد متواضع
كل ما ترعرعت فيه وما حولي متواضع
دور متداخلة تعانق بعضها بعضا كما هو غالب قلوب أصحابها بينهم
وأزقة ضيقة طويلة ممتدة متفرعة لكن لا منفذ لها ولا مخرج تماما كما هو طموح سكانها
بناء من خام الطبيعة، عليه من التصنيع ما يفي بما يكفي للحياة، تماما كحالهم في مدارك العقل والفكر
فالأحياء القديمة تتسم ساكنتها بالتآلف والترابط الاجتماعي المكين، والتعاون والتناصر، لكنها أمام هذا الغنى والثراء الاجتماعي فقيرة من العلم والتعلم والوعي سواء الديني أو الدنيوي.
ترتيبي كان الثالث وما أدراك ما رقم ثلاثة – فموازين هذه الحياة على ما تقدم، الإنجاب فيها أرقام مجردة، لا هدف منشود، ولا غاية مأمولة، ولا نية مبيتة، إنما تخرج إلى الدنيا كرها وضرورة غالبا، فلا تكون أنت مرادا إنما جئت كما يأتي الجميع، وكأني في هذه اللحظات أسمع همس أحدكم يقول: إنها نظرة تشاؤم. لكني أقول من عاش ولامس أدرى ممن سمع، وليس الخبر كالمعاينة – ما سبقني كلهن إناث ثم لحقني على أخرة صغير غمر فيما عشناه بعد.
أمي هي أمي حقا حنانا وعطفا، لها في كل قلبي مكان ركين، راعيتي ومؤنستي، إن أظلم كل شيء أنارت، وإن أنار كل شيء أشرقت، نظرتها لا تفارقني، تبعث في نفسي الأمل وإن كان حلما، تراني نافعا يافعا وإن كنت غير ذلك، تراني أستحق الحياة والدعم والمساندة، فمحبة الأم صادقة لا يعتريها تظاهر ولا نفاق، إن أحبت أحبت صدقا، وكذلك الأم دائما تكون.
لي أعمام ستة نعيش معهم في منزل ضخم كبير الباحة حتى أن أبناء العم يلعبون فيه كرة القدم، لم يتزوج آنذاك من أعمامي إلا الأكبر فيهم، وأبي هو تاليه في السن لذا كان زواجهما في يوم واحد، اقتصادا لمصاريف الزواج.
ولي أخوال أربعة يزوروننا بين الفينة والأخرى، لطفاء جدا وظرفاء، أخلاقهم جميلة، وكلماتهم مضبوطة موزونة، منهم تعلمت جميل الحديث وحسن الكلام.
أدركت جدتاي وجد لامي.
هذا مجمل المشهد والمرأى البعيد للزمان والمكان بل للصفحة التي ستحمل ما يأتي من الأحداث.
ولا شك أن لجو هذا عبيره، ولحال هذا وصفه وتقديره، لبصمة رسمت معالم حياتي من بعد، وخطا عليه نسجت خيوط تلاقت لتخط ما سطر في عالم الغيب على صفحات الأيام والليالي
فكانت بصمة لا تنسى.
عبد الرحيم بيوم
05-04-2012, 09:24 AM
على الرغم مما يبدو من رمادية اللون و مسحة اليأس
فالنص ينبض روحا عبر تآلف الصورة وامتداد الرؤية
فحين يتوحد القطاف نستبشر بولادة جديدة مبشرة بمولود سعيد
كانت رحلة جميلة رغم المعاناة عبر تضاريس عمرك ومحطات حياة اختزلتها بدقة وعناية
تحياتي وتقديري
أحلام المغربي
ولك بالغ التحية والتقدير
على الكلمات العطرة والمرور الجميل
عبد الرحيم بيوم
05-04-2012, 09:25 AM
جميل أن يظلل الصدق نصنا البريئ..
كنت رائعا هنا في بوحك
الف تحية
والف شكر للتعليق في صفحتي
عبد الرحيم بيوم
05-04-2012, 09:27 AM
مرحبا بك يا عبد الرحيم في واحة الخير
جميلة بصمتك الأولى، صادقة وشفافة، قدمَت على جناح البوح الصادق. هذا ما شعرت به.
في انتظار بصماتك المقبلة
تقبل تحياتي
أدركت جدّتيّ...
وجميل ترحيبك البديع
فلك خالص التحية
عبد الرحيم بيوم
05-04-2012, 09:29 AM
صدق يغلف الكلمات .. وبوح جاء انهمارا دون عناء التكلف
وهذا سر الشغف للمتابعة وانتظار المزيد
مرحبا بك عبد الرحمن في واحتك
وحبذا تصغير الإطار في المرات القادمة وأيضا تصغير التوقيع للحفاظ على جمال متصفحك
تحاياي
وتقبلي كريم تحياتي
وشكرا للارشادات الجمالية
وكائن نصحك باذن الله
عبد الرحيم بيوم
05-04-2012, 09:31 AM
الأخ المبدع الكريم لم يظهر النص عندي يبدو لعدم توافق برامج مما اضطرني لنسخها وإعادة قراءتها ... ومن الواضح أن بصمتك جميلة مؤثرة بسردية عالية
وننتظر ما يليها من بصمات وسنتحدث أكثر .. المهم أني استمتعت بنص لأديب ممتلك لأدواته
أحييك وأرحب بك في واحتك واحة العطاء والخير
مودتي كما يليق وتقديري
تشرفت بهذه الكلمات حقا
وسعدت بها واقول صدقا
فلك تقدير واحترامي
ماهر يونس
05-04-2012, 12:49 PM
الأديب الراقي عبدالرحيم،
نص جميل وهطول يشبه هطول المطر الناعم ينعش الروح ويأسر المتلقي..
كنت أرسلت لك على الخاص أمس في أن هذا النص ينتمي إلى قسم القصة والرواية والمسرحية، وأتمنى أن أسمع رأي زملائي في النثر هنا إذ يبدو أن الأديب يريد أن يقدم سلسلة صفحات..
محبتي والتقدير للجميع
عبد الرحيم بيوم
05-04-2012, 04:50 PM
انا فعلا اخي الفاضل وصلتني رسالتك
وكتبت ردا عليها
لكن لم يرسل لان مشاركاتي لم تصل 100
واعربت لك فيها ان هذه البصمات وان كان افتتاحها يوحي بانها قصصية
لكنها ليست كذلك
لأن فكرتي أن أضع بصمة أثرت في نفسي قد تشكلت من عدة صفحات من حياتي
وهي بصمات منوعة
ولعل في البصمة الآتية ما يسدد ويوجه الرأي في الأولى
ولكم كامل النظر
وشكرا لثناءك العطر
ماهر يونس
05-04-2012, 04:56 PM
انا فعلا اخي الفاضل وصلتني رسالتك
وكتبت ردا عليها
لكن لم يرسل لان مشاركاتي لم تصل 100
واعربت لك فيها ان هذه البصمات وان كان افتتاحها يوحي بانها قصصية
لكنها ليست كذلك
لأن فكرتي أن أضع بصمة أثرت في نفسي قد تشكلت من عدة صفحات من حياتي
وهي بصمات منوعة
ولعل في البصمة الآتية ما يسدد ويوجه الرأي في الأولى
ولكم كامل النظر
وشكرا لثناءك العطر
حقا! 100 رسالة! هذا كثير!
لن أنقلها إذن..يشرفني هطولك في "حارتي" ونعم الجار أنت..
طبت وطاب بك المقام
ربيحة الرفاعي
05-04-2012, 07:31 PM
كنت هنا أُعمل عدساتي المكبرة لأتبين ملامح البصمة الأولى من صفحة الحياة التي تخطها حروفك
ولن أساير نبرة اليأس التي غمرت النص، بل سأغرف من فيض جماله وأتتبع روعة بنائه بهذا القلم الأدبي الرفيع يسكب ألقا
وبانتظار بصماتك التالية
أهلا بك في واحة الخير
تحيتي
عايدة عبد الله
05-04-2012, 11:25 PM
الأستاذ عبد الرحيم صابر
النص كتب بأسلوب سلس مما جعله قريبا من القارئ
أعدك أني ساتابع بصماتك كلها بإذن المولى
نص راق
بارك الله فيك
تحياتي
عبد الرحيم بيوم
06-04-2012, 09:12 AM
وفيك بارك ربي وجزاك
تقبلي كريم تحياتي
زهراء المقدسية
06-04-2012, 09:28 AM
فالأحياء القديمة تتسم ساكنتها بالتآلف والترابط الاجتماعي المكين، والتعاون والتناصر، لكنها أمام هذا الغنى والثراء الاجتماعي فقيرة من العلم والتعلم والوعي سواء الديني أو الدنيوي.
هو كذلك أستاذ عبد الرحيم
صوبت جيدا على هذه الزاوية
وإدراكك الكبير سيشعرك بالحنين دوما لتلك الأيام
وما يسودها من حب وتآلف بين القلوب
سررت ببصمتك وهي تفتح نافذة على فصل
من فصول حياتك المتعددة وبانتظار المزيد ولك سنتابع
تقديري ودعواتي لك بكل الخير
عبد الرحيم بيوم
06-04-2012, 10:05 AM
كنت هنا أُعمل عدساتي المكبرة لأتبين ملامح البصمة الأولى من صفحة الحياة التي تخطها حروفك
ولن أساير نبرة اليأس التي غمرت النص، بل سأغرف من فيض جماله وأتتبع روعة بنائه بهذا القلم الأدبي الرفيع يسكب ألقا
وبانتظار بصماتك التالية
أهلا بك في واحة الخير
تحيتي
شكرا لك اختي الكريمة
تشرفت بالتواجد بينكم
عبد الرحيم بيوم
06-04-2012, 10:08 AM
هو كذلك أستاذ عبد الرحيم
صوبت جيدا على هذه الزاوية
وإدراكك الكبير سيشعرك بالحنين دوما لتلك الأيام
وما يسودها من حب وتآلف بين القلوب
سررت ببصمتك وهي تفتح نافذة على فصل
من فصول حياتك المتعددة وبانتظار المزيد ولك سنتابع
تقديري ودعواتي لك بكل الخير
اجاب ربي دعاءك وحفظك
وسررت بهذا المرور الجميل
ناديه محمد الجابي
09-01-2020, 08:48 PM
ما هذا يارجل؟؟
بدأت معك في البصمة الأولى وأنا في غاية الاستمتاع..
رحلتي بين سطورك فاقت حد المتعة ـ حرف صادق ورقيق، ولغة قوية
ومشاعر مروية بماء المحبة، ونص جميل يضوع ألقا في روح المتلقي
فإذا بك قد وقفت ولم تكمل .. أين باقي البصمات يارجل؟؟!!
أنا في غاية الشوق للتعرف على المزيد
ولك كل تحياتي وتقديري.
:002::hat::002:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir