تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مَوْعدٌ



مصطفى حمزة
05-04-2012, 08:08 PM
موعد

اليوم هو الجمعة ، لم ينم بعدَ صلاة الفجر فموعدُ لقائها الأسبوعيّ بعدَ ساعتين فقط تأمّلَ وجهَهُ في المرآة .. وجهٌ مُهمَلٌ جداً ! كيفَ سيلتقيها به ! وزّعَ المعجونَ على خدّيهِ وراحَ يُمرّر شفرةَ الحلاقة بهدوء في كل اتجاه ، ثم تناول زجاجة العطرِ المُغبَرّة ورطّب خدّيهِ ورقبته . أخرج من الخزانة البدلةَ السوداءَ التي اختارتها له بنفسِها قبلَ سنة ، وارتداها بكلّ أناة فوقَ قميصه الأبيض وعقدَ تحتَ ياقته الربطةَ الخمريّةَ التي أهدَتْها إليه في ذلك اليوم .. ثمّ رطّبَ شعره وسرّحه بهدوءٍ وإتقان ، ولبس الجوربين الأسودين والحذاءَ الأسود قبلَ أن يُلمّعه بفرشاة خاصّة به . نهضَ إلى المزهريّة وأخرج منها باقةَ الزهورِ التي اشتراها لها أمس وقرّبها من أنفه ، ثم أراحها على ذراعه واتجه للقائها .
حينَ وصلَ كانت البوّابةُ الحديديّةُ الكبيرةُ مفتوحة على مصراعَيْها ، ولم يكن ثمة أحدٌ في الداخل ، لكنّه لم يُخامره أدنى شك في أنها تنتظره .. ثمّ رآها في آخر الممرّ الثاني عندَ الشجرة الكبيرة . اقتربَ منها بهدوء ، لا يسمع وقْعَ أقدامِهِ ، حتى وصلَ إليها فانحنى فوقَها ووضع بينَ يَدَيْها باقةَ الزهور .
جلسَ على حجرٍ صغيرٍ بقربِها ، وأخرج من جيبه مُصحفاً صغيراً ، ومن ثنايا الإجهاش المكبوت خرجت تلاوة على روحها التي رحلت عنه في شهر العسل !!

آمال المصري
05-04-2012, 08:26 PM
الله الله ... ماأروع الوفاء
نادرة تلك العملة حاليا
كان عنصر التشويق راغما على المتابعة حتى النهاية الصادمة التي ألجمتني فقد كنت أنتظر لمن كل هذا التأنق ؟
مبدع أنت أخي الفاضل مع أولى انهمارك وأروع بطاقة تعريف
مرحبا بك في واحتك
تحاياي

كاملة بدارنه
05-04-2012, 09:15 PM
موعد مع الوفاء!

قويّة السّرد... جاذبة حتّى الحرف الأخير بقفلة مباغتة

أهلا بك أستاذ مصطفى في واحتنا وبإبداعك الجميل

تقديري وتحيّتي

لطيفة أسير
05-04-2012, 09:39 PM
سرد مشوق ورائع يشد الأنفاس
والأروع ذاك المعنى الجميل الذي ضمته ثنايا القصة
سلمتم أستاذي الكريم مصطفى حمزة
تحيتي وتقديري

ماهر يونس
05-04-2012, 09:44 PM
الأديب مصطفى حمزة،
قادني رقي حرفك هناك إلى موعدك هنا لأكتشف بأني كنت على موعد مع الجمال والإبداع..
يا ألف مرحب

أحمد عيسى
05-04-2012, 09:51 PM
الابداع في القصة القصيرة ، يصل الى ذروته حين تكون مشوقة ، وهادفة ، تجبرنا على المتابعة والانتظار لمعرفة النهاية ، ثم تصدمنا ، وهذه الصدمة وحدها هي : القصة
وصل كل ما سبق وأكثر مع " موعد "
ظننت في البداية أن الاهتمام بهذه التفاصيل الصغيرة كان مبالغاً فيه ، لكني وجدته مبرراً الى حد كبير حين وصلت الى النهاية|القفلة المباغتة

أحييك أستاذي ودمت مبدعاً

ياسر ميمو
05-04-2012, 10:25 PM
السلام عليكم


نعم هو الوفاء لمن رحلوا عنا


الوفاء الذي لا يُولد إلا بعد قصة حب عميقة


نص يستحق كل التحية والتقدير

مصطفى حمزة
06-04-2012, 12:30 PM
الله الله ... ماأروع الوفاء
نادرة تلك العملة حاليا
كان عنصر التشويق راغما على المتابعة حتى النهاية الصادمة التي ألجمتني فقد كنت أنتظر لمن كل هذا التأنق ؟
مبدع أنت أخي الفاضل مع أولى انهمارك وأروع بطاقة تعريف
مرحبا بك في واحتك
تحاياي

-----
أختي الفاضلة الأستاذة آمال
أسعد الله أوقاتك
وجميلة ترنيمتك لقيمة الوفاء .
أشكر نقدك الانطباعيّ الشفيف ، وترحيبك الصادق ، و يشرّفني أن أكون معكم
تحياتي وتقديري

مصطفى حمزة
06-04-2012, 12:33 PM
موعد مع الوفاء!

قويّة السّرد... جاذبة حتّى الحرف الأخير بقفلة مباغتة

أهلا بك أستاذ مصطفى في واحتنا وبإبداعك الجميل

تقديري وتحيّتي

-----
أختي الفاضلة الأستاذة كاملة
أسعد الله أوقاتك
كان ردّك نقداً بليغاً ، موجَزاً وعميقاً
شكراً لثنائك وترحيبك
دمتِ بخير

مصطفى حمزة
06-04-2012, 12:36 PM
سرد مشوق ورائع يشد الأنفاس
والأروع ذاك المعنى الجميل الذي ضمته ثنايا القصة
سلمتم أستاذي الكريم مصطفى حمزة
تحيتي وتقديري

------
سلمك الله أختي الفاضلة الأديبة بلابل
أشكر نقدكِ السريع الموجز للشكل والمضمون معاً ..
تحياتي وتقديري

زهراء المقدسية
06-04-2012, 12:38 PM
أستاذ مصطفى حمزة
أصدقك أنك نجحت في صدمتي مع نهاية القصة
توقعت كل شئ إلا أن تكون قد ماتت
وفاء مثالي بات عملة نادرة

أبدعت رغم ألم الموعد
تقديري وإكباري

مصطفى حمزة
06-04-2012, 12:40 PM
الأديب مصطفى حمزة،
قادني رقي حرفك هناك إلى موعدك هنا لأكتشف بأني كنت على موعد مع الجمال والإبداع..
يا ألف مرحب

-----
من حسن حظي أن يقرأ كلماتي مرتين في ساعة واحدة ذو ذائقة فاخرة مثلك أخي ماهر
حياك الله ، ومعاً في طريق الأدب الجميل ، في هذه الواحة الغنّاء
دمتَ بخير

مصطفى حمزة
06-04-2012, 12:54 PM
الابداع في القصة القصيرة ، يصل الى ذروته حين تكون مشوقة ، وهادفة ، تجبرنا على المتابعة والانتظار لمعرفة النهاية ، ثم تصدمنا ، وهذه الصدمة وحدها هي : القصة
وصل كل ما سبق وأكثر مع " موعد "
ظننت في البداية أن الاهتمام بهذه التفاصيل الصغيرة كان مبالغاً فيه ، لكني وجدته مبرراً الى حد كبير حين وصلت الى النهاية|القفلة المباغتة

أحييك أستاذي ودمت مبدعاً

----
أهلاً بأخي الحبيب ، الأديب النبيل الأستاذ أحمد
عساك بألف خير
جمع رأيك الكثير من ملامح القصّة الناجحة : التشويق ، والهدف النبيل ، والصدمة ( لحظة التنوير ) التي بلغ تقديرك لها حدّ اعتبارها هي القصّة .. وأظن أن رأيك في ( الصدمة ) يصح أكثر على القصّة القصيرة جداً .
لكن قصّتك الخريدة ( سلمى ) كان فيها أكثر من ذلك ، كان فيها اللحظة الإنسانيّة ، والنموذج الإنساني ( الحيواني ، والبشري ) ، والحوار المُدرّ للدموع ، والمثير للانتقام ! وكان فيها الصدق الأخلاقي والفنّي الذي أعتبره أنا نسغَ كلّ إعجاب وروح كلّ نجاح ..
سرّني أن أراك هنا أخي الحبيب
تقبل تحياتي وتقديري

مصطفى حمزة
06-04-2012, 12:58 PM
السلام عليكم


نعم هو الوفاء لمن رحلوا عنا


الوفاء الذي لا يُولد إلا بعد قصة حب عميقة


نص يستحق كل التحية والتقدير

-----
أخي الفاضل الأستاذ ياسر
وعليكم السلام والإكرام
( الوفاء لا يُولد إلاّ بعدَ قصّة حب عميقة ) ... رأيٌ بديع ، قد يكون فيه نظر ..
أشكر مرورك اللطيف
تحياتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
06-04-2012, 05:20 PM
فكرة جميلة ورسالة جليلة
وقصة ماتعة منذ عتبة العنوان وحتى قفلتها المباغتة بمهارة وحذق
حبكة متينة وسرد شائق أسر للنص القاريء

أبدعت ايها الكرم

أهلا بك في واحة الخير

تحيتي

مصطفى حمزة
28-05-2012, 07:59 AM
أستاذ مصطفى حمزة
أصدقك أنك نجحت في صدمتي مع نهاية القصة
توقعت كل شئ إلا أن تكون قد ماتت
وفاء مثالي بات عملة نادرة

أبدعت رغم ألم الموعد
تقديري وإكباري


-----------
أختي الفاضلة أديبتنا زهراء
أسعد الله أوقاتك
ردك ينمّ عن قارئة ذوّاقة وصديقة للأدب والكلمة
ورأيُك عن الوفاء فيه نظر ..
تحياتي وتقديري دائماً
وأعتذر عن التأخير في الرد

مصطفى حمزة
28-05-2012, 08:06 AM
فكرة جميلة ورسالة جليلة
وقصة ماتعة منذ عتبة العنوان وحتى قفلتها المباغتة بمهارة وحذق
حبكة متينة وسرد شائق أسر للنص القاريء

أبدعت ايها الكرم

أهلا بك في واحة الخير

تحيتي
-
----------
أختي الفاضلة الأستاذ ربيحة
أشكرك على ردك الجميل ، وأثمن قراءتك النقديّة الموجزة البليغة
وأعتذر عن التأخير في الرد
تحياتي

ربيحة الرفاعي
26-10-2013, 05:54 PM
قصة غدر فاجأتني وأعادتني لهذه الشهادة على الوفاء والبر في القلوب الكبيرة، فبحثت عنها لأستعيدها واذرف على عتبة رسالتها دمعتي

اعتذر أديبنا المبدع لإرهاقي نصكم بتكرار المرور

تحاياي

مصطفى حمزة
26-10-2013, 06:36 PM
قصة غدر فاجأتني وأعادتني لهذه الشهادة على الوفاء والبر في القلوب الكبيرة، فبحثت عنها لأستعيدها واذرف على عتبة رسالتها دمعتي

اعتذر أديبنا المبدع لإرهاقي نصكم بتكرار المرور

تحاياي
الغدر والوفاء سمتان تَسمان البشر حتى يرث الله الأرض ومن عليها .. فلا تبتئسي أختي العزيزة الأستاذة ربيحة
دمتِ بخير

عبد السلام هلالي
26-10-2013, 10:07 PM
توقعتها ! توقعتها!
لم يخب ظني أن تكون القفلة على تلك الشاكلة.
أستاذي القدير ضربت لنا هنا موعدا مع جمال الوفاء و جمال الإبداع .
راقتني و كفى.
تحيتي و تقديري.

مصطفى حمزة
06-11-2013, 06:22 PM
توقعتها ! توقعتها!
لم يخب ظني أن تكون القفلة على تلك الشاكلة.
أستاذي القدير ضربت لنا هنا موعدا مع جمال الوفاء و جمال الإبداع .
راقتني و كفى.
تحيتي و تقديري.
أهلاً بأخي العزيز الأستاذ عبد السلام
وأنا أسعدني أنها راقت لك ، وأنت الأديب الشفيف ..
وشرّفني المرور والثناء
دمتَ بألف خير

خلود محمد جمعة
09-11-2013, 12:03 AM
اتمنى أن يكون الوفاء في الحقيقة وليس بالقصص فقط
قصة تداعب الوجدان بأنامل ساحرة وأسلوب خلاب
بورك المداد
دمت وفياً
مودتي واحترامي

مصطفى حمزة
10-11-2013, 04:32 AM
اتمنى أن يكون الوفاء في الحقيقة وليس بالقصص فقط
قصة تداعب الوجدان بأنامل ساحرة وأسلوب خلاب
بورك المداد
دمت وفياً
مودتي واحترامي

أهلاً بالفاضلة الأديبة خلود
ما القصّ - في رأيي - إلاّ نضحٌ من الواقع الكائن ، أو مانتمنّاه أن يكون واقعاً من خلال رؤى الأديب
أشكر مرورك العَطـِر ، وكلماتك الطيّبة
تحياتي

محمد الشرادي
10-11-2013, 09:38 PM
ز

موعد

اليوم هو الجمعة ، لم ينم بعدَ صلاة الفجر فموعدُ لقائها الأسبوعيّ بعدَ ساعتين فقط تأمّلَ وجهَهُ في المرآة .. وجهٌ مُهمَلٌ جداً ! كيفَ سيلتقيها به ! وزّعَ المعجونَ على خدّيهِ وراحَ يُمرّر شفرةَ الحلاقة بهدوء في كل اتجاه ، ثم تناول زجاجة العطرِ المُغبَرّة ورطّب خدّيهِ ورقبته . أخرج من الخزانة البدلةَ السوداءَ التي اختارتها له بنفسِها قبلَ سنة ، وارتداها بكلّ أناة فوقَ قميصه الأبيض وعقدَ تحتَ ياقته الربطةَ الخمريّةَ التي أهدَتْها إليه في ذلك اليوم .. ثمّ رطّبَ شعره وسرّحه بهدوءٍ وإتقان ، ولبس الجوربين الأسودين والحذاءَ الأسود قبلَ أن يُلمّعه بفرشاة خاصّة به . نهضَ إلى المزهريّة وأخرج منها باقةَ الزهورِ التي اشتراها لها أمس وقرّبها من أنفه ، ثم أراحها على ذراعه واتجه للقائها .
حينَ وصلَ كانت البوّابةُ الحديديّةُ الكبيرةُ مفتوحة على مصراعَيْها ، ولم يكن ثمة أحدٌ في الداخل ، لكنّه لم يُخامره أدنى شك في أنها تنتظره .. ثمّ رآها في آخر الممرّ الثاني عندَ الشجرة الكبيرة . اقتربَ منها بهدوء ، لا يسمع وقْعَ أقدامِهِ ، حتى وصلَ إليها فانحنى فوقَها ووضع بينَ يَدَيْها باقةَ الزهور .
جلسَ على حجرٍ صغيرٍ بقربِها ، وأخرج من جيبه مُصحفاً صغيراً ، ومن ثنايا الإجهاش المكبوت خرجت تلاوة على روحها التي رحلت عنه في شهر العسل !!

أهلا أستاذ حمزة , كيف حالك
عملة باتت نادرة, و الزيف هو المسيطر على علاقاتنا
ومضة هادفة مطروزة بإتقان
تحياتي

نداء غريب صبري
27-01-2014, 03:11 PM
أبكيتني أخي
قصة جميلة جدا جدا

ومميزة برغم حزنها

شكرا لك

بوركت

مصطفى حمزة
27-02-2014, 08:48 AM
ز

أهلا أستاذ حمزة , كيف حالك
عملة باتت نادرة, و الزيف هو المسيطر على علاقاتنا
ومضة هادفة مطروزة بإتقان
تحياتي
أهلاً أخي محمد
أشكر مرورك السريع ، وأعتذر عن ردّي البطيء !
تحياتي

مصطفى حمزة
27-02-2014, 08:49 AM
أبكيتني أخي
قصة جميلة جدا جدا
ومميزة برغم حزنها
شكرا لك
بوركت
لا بكيتِ إلا في فرح ، وقريب إن شاء الله
شكراً لمرورك والثناء
تحياتي

د. سمير العمري
15-08-2014, 09:46 PM
ما أجمل الوفاء!

قصة رائعة كنت سأنتقد الإسهاب الكبير في الحديث عن الزينة ولكني وجدت في القفلة الرائعة مبررا منطقيا.

تقديري

مصطفى حمزة
22-08-2014, 06:09 PM
ما أجمل الوفاء!

قصة رائعة كنت سأنتقد الإسهاب الكبير في الحديث عن الزينة ولكني وجدت في القفلة الرائعة مبررا منطقيا.
تقديري
أخي الحبيب الدكتور سمير
أسعد الله أوقاتك
أسعدني أن تُعجبك ، وأكبر فيك حسّك النقديّ الرهيف
تحياتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
10-04-2019, 08:28 PM
عندما يكون الوفاء متعة للمرء فهذا هو الحب
أحييك على وجبتك الدسمة الراقية
فهذا هو الأدب الذي يسرق كل حواس المتلقي
روعة الفكرة، وجمال السرد المتقن الجذاب، وروعة الوصف
حتى القفلة الصادمة .
أحي ريشتك الذهبية وحرفك الثري.
تحياتي وتقديري.
:nj::0014:

تسنيم الفراصي
20-04-2019, 02:35 PM
النهاية أدهشتني جداً جداً،
أثارت شجني والدمع.

أكثر المواعيد وجعاً،
لا تُطفئ الحنين،
بل تزِدنا ولهاً و اشتياقاً.

لن أفيك حقك مهما كتبت ومهما عبَّرت،
دائماً قلمي يعجز عن التعبير في حضرة جمال گ هذا.

رائع و كفى.