تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة فرح



ربيحة علان
22-10-2004, 07:09 PM
دعوة فرح


دعانا الخميس ليوم جمعة غداءه فرح
أضاء القصف سهرة الخميس مجانا
وأعد لنا الساكنين فوقنا وليمة للصباح
خرجنا بعد الظهر الى الفرح
إرتدينا أجمل ما لدينا
وركبنا الناقل ...
فاجئنا منظرنا...
كنا كما الأفغان الهاربين من الرجل الأبيض
أو كما وصلنا هنا قبل ثلاثة وخمسين عاما
نزلت الوليمة باكرا
قالوا جاهزة منذ الفجر
فكلوا ...
وأطعموا جياعكم
لأجل فرحكم ذبحنا في الخليل خمسة.....

د. سمير العمري
22-10-2004, 07:41 PM
ما هذا لك الله يا أختاه!

أتبادلينني بكاء ببكاء؟؟؟

أي فرح هذا وأي وصف!

كل حرف فيه حد سيف!

والله لقد جمعت حروفك القليلة هنا مأساة شعب وألهبت أحزان قلب.


دمت كما عهدتك ضمير حق ومنبر صدق.


تحياتي واحترامي
:os:

أبو القاسم
22-10-2004, 08:38 PM
إيجاز ومعنى كامل يعني بلاغة

وكل هذا ليس بغريب على أستاذتنا ربيحة ...

نرحب بك يا أستاذتنا

حوراء آل بورنو
23-10-2004, 05:15 AM
الفاضلة ربيحة ...
حروف قليلة هي ما كتبت ، و لكنها تختزل في داخلها مآسي ! و أي مآسي !
تصوير جميل و مبدع ، ولكنه يحمل كل الألم .

بارك الله في قلمك .

ربيحة علان
23-10-2004, 06:19 PM
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
أخي الغالي د. سمير ، أخي الفاضل أبو القاسم، أختي دمتي حرة ؛ بارك الله بكم جميعا ، فما زال للفرح حكاية:


كان يوم الجمعة هذا ..يوم زفاف إبن عمي " محمود" ، وهو شاب من أحباب الله ، ويتيم ، توفيت والدته فبل مدة وهو في المعتقل . وتزامن حفل زفافه مع بث حي ومباشر لتشييع خمسة شهداء في الخليل ، وتخيلوا معي كم من الصبر وضبط النفس تقنع به نفسك لتقف مبتسما وهادءا داخل حفل هذا الشاب البريء ، وأثناء تنقلي بين الحضور ، انشغلت بالحديث مع سيدة كانت جارتنا في الصغر ؛ والتي فاجئتني بخبر استشهاد زوجها وإصابتها ، وأوقعني خبر هذه السيدة بحالة من الذهول والشرود بينما أخذت النساء والفتيات المتواجدات حولنا يحاولن اخراجي من حالة الذهول هذه بقصص عن الاصابات والاعاقات الدائمة بين أبناء صديقاتي أو بقصص عن معانات اللواتي خرجن الى الأردن ولم يعد بإمكانهن العودة حتى الآن ... غير أني أفقت على هدوء غريب في المكان ممزوج بأنين وبكاء ساكت ، فرفعت رأسي فإذا الجميع يبكي ... نظرت الى العروسين فرأيت أهدابا رقيقة تقطر ألما ودموع .. وقفت فزعا أبحث عن السبب ، فأدركت أن الأغنية المسجلة كانت للأم ( إمو يا إمو يخليلو إمو .....) .. وغير الشريط وأيضا جاءت مباشرة أغنية للأم ( نادوا على إمو تا تيجيب حنتها ... ) .......
وعدت بعد يوم من "الفرح" .. مع أشياء جديدة تتكدس فوق قديم في ذاكرة آيلة للإنفجار ، غير أن أعمقها صورتان تحتهما تعليق .. صورة عريس يبكي أما حرمه الاحتلال من حضور جنازتها ؛ وحرم الأم من قبل أن تزوره في المعتقل لشهور طويلة قبل موتها . وصورة الحاضرين الذين أدهشني طول بكائهم ... فقلت في نفسي هل كانوا يبكون تأثرا من حال العريس ؟ أم يبكون حالهم ....

د.جمال مرسي
25-10-2004, 09:58 AM
لكم الله يا أهل الرباط
و يا ليتني كنت منكم أو بينكم فأشاركم بجسدي
مثلما أشارككم الآن بقلبي و مشاعري و قلمي
( و هذه في أحوال كثيرة ليست كافية )
أختي الكريمة ربيحة
يقول المثل : خير الكلام ما قل و دل
و لقد أوجزت فبلغت بإيجازك قمة البلاغة
و صورتي مشاهد كنت اعيشها حقيقة بما رسمتيه لنا
بارك الله بك
و أسأل الله عز و جل أن يعز دينه و أن يقهر أولا الكلب
أولاد القردة و الخنازير
تحياتي أيتها المتألقة أبدا
د. جمال