تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العـطـش



فاطمة بلحاج
12-04-2012, 05:53 PM
كانت تُنازع فوق فراشٍ جمَعَها وإيَّاهُ سنواتٍ طويلة، تتلوى في سكرات الموت، و يتفحم دمها بالوجع.
نادت عليه بصوت يقارب النحيب، إني عطشانة، أود رشفة ماء...
كان مشغولاً بوهمه الغريب..! يراسل طيفاً عبر الأسلاك ويقول:
_ إنك الحبيبة الأولى والأخيرة، وأنت حبي الوحيد، و ولعي بك يا حلمي كل يوم يزيد! إن لم نلتقي على الأرضِ يا أملي لنحقق أمنياتنا، و نعيش كعصفورين حرَّين من جحيم الأسلاك وقوانين الأوطان..!
فإنّ لقاءنا سيكون في الفردوس..! لنحقق حلمنا الجميل، ونسعد بغرامنا الفريد! بعيداً عن عيون العجوز الشمطاء، التي تتهكم عليّ صباح مساء.
أرادت رشفة ماءٍ تطفئ بها لهيباً تأجج داخلها، لكنه كان يلهو مع وهمه، الذي افتتن به من أول ما لامست أنامله الجهاز، فأخذ الوهم بتلابيبه! و عانقت روحه الآثام وآفات.
تمنت أن ترتشف رشفة ماءٍ للمرة الأخيرة، تفرغها داخل جوفها، لتطفئ بها حرقة اتقدت في صدرها.
لكنه كان يتراقص مع وهمه على أنغام إبليس، قائلا:
_ إنك العمر كله، وأملي و شغفي بك نادر، و طيفك يلازم روحي، ويراودني عن نفسي..!
أرادت منه رشفة ماءٍ قبل توديع الدنيا الفانية، لكنه أبى أن يمدها بالرشفة، فتنفست أنفاسها الأخيرة عطشانة،
كما عاشت معه.
12/3/1

آمال المصري
12-04-2012, 07:11 PM
هناك الكثير بعدما أصبحت العلاقات الالكترونية تغزو البيوت يشبعون جوعهم العاطفي عبر الأسلاك
وهنا كان ارتواء حد الوهم ومن شاركته الواقع تتمرغ على فراش الموت ترتجي رشفة ماء كما ارتجت كلمة ود وضمة عطف ولم تنلها
جميلة هادفة أخت فاطمة
دمت بألق
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ربيع بن المدني السملالي
12-04-2012, 08:09 PM
جميل ما قرأتُ هنا وواقعي ، وبلغة جميلة وأسلوب سلس ...
شكرا لك أختي الأديبة الموفقة فاطمة بلحاج ، وشكرا لقلمك الهادف الذي يستحق الإشادة والثناء الجميل
دمتِ بخير وعافية أيتها الراقية
تحياتي وخالص المودة
لم نلتقِ

فاطمة بلحاج
12-04-2012, 11:04 PM
[QUOTE=آمال المصري;688272][FONT="Traditional Arabic"][B]هناك الكثير بعدما أصبحت العلاقات الالكترونية تغزو البيوت يشبعون جوعهم العاطفي عبر الأسلاك
وهنا كان ارتواء حد الوهم ومن شاركته الواقع تتمرغ على فراش الموت ترتجي رشفة ماء كما ارتجت كلمة ود وضمة عطف ولم تنلها
جميلة هادفة أخت فاطمة
دمت بألق
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

[SIZE="5"][COLOR="Teal"]الأديبة الفاضلة آمال
بورك فيك يا أخية، وشكراً لك على التعليق الجميل
تحياتي تقدير واحترام:0014:

ربيحة الرفاعي
12-04-2012, 11:48 PM
نص قصي جميل وهادف، ورسالة سامية حملتها السطور
بيد اني وجدت فيه شيئا من ترهل بتكرار للصورة ما كان تلافيها ليفقد النص شيئا من عمقه وأثره

يعجبني هذا العمق والتوجه الانساني والأخلاقي الراقي في قصصك
أهلا بك أديبتنا في واحتك

تحاياي

كاملة بدارنه
13-04-2012, 09:52 PM
أصبحت العواطف الكاذبة ملقاة في كلّ الزّوايا ... بالحلال والحرام سواء أكان ذلك عبر الهاتف أو الفيسبوك أو غيره
قصّة قاسية الأحداث وبنهاية مؤلمة
بوركت
تقديري وتحيّتي

أحمد عيسى
13-04-2012, 10:51 PM
الفكرة جميلة لكني أرى أن القصة تحتاج الى بعض اشتغال لتكون أجمل وأبهى
يجب على الراوي العليم أن يكون محايداً وألا يطرح وجهة نظره بطريقة مباشرة
كقولك : و عانقت روحه الآثام وآفات
و
كان يتراقص مع وهمه على أنغام إبليس
يجب أن تصل الفكرة للمتلقي دون طرح مباشر منك

في هذه الجملة
إنك العمر كله، وأملي و شغفي بك نادر، و طيفك يلازم روحي، ويراودني عن نفسي..
كان الأسلوب مسرحياً مبالغاً فيه

وفي قولك
أرادت منه رشفة ماءٍ قبل توديع الدنيا الفانية، لكنه أبى أن يمدها بالرشفة، فتنفست أنفاسها الأخيرة عطشانة،
تكرار كلمة رشفة كان مضراً بالمعنى
والأفضل لو كان : لكنه أبى أن يمدها بها
والجملة الأخيرة كانت تقريرية ومباشرة

الفكرة جميلة والطرح جميل والأسلوب سلس
أحييك أديبتنا

نعيمة محمد التاجر
14-04-2012, 07:35 PM
طاب فوك على القصة الراقية بما حملته من مواعظ سامية
فاطمة اجدت نسخ واقع مرير تعايشه بنات جنسنا جراء اهمال وانحطاط اخلاق بعض الازواج
سلمت بنانك

فاطمة بلحاج
17-04-2012, 07:56 PM
جميل ما قرأتُ هنا وواقعي ، وبلغة جميلة وأسلوب سلس ...
شكرا لك أختي الأديبة الموفقة فاطمة بلحاج ، وشكرا لقلمك الهادف الذي يستحق الإشادة والثناء الجميل
دمتِ بخير وعافية أيتها الراقية
تحياتي وخالص المودة
لم نلتقِ


الأديب الفاضل ربيع السملالي
شكراً لك على التعليق الراقي، والكلمات الطيبة في حق قلمي
بورك فيك أخي
تحياتي تقدير واحترام

زبيدة خضير الزبيدي
17-04-2012, 08:03 PM
سلام من الله عليك ِ سيدتي ....
ما قرأته هنا ذكرني بشاعر كان يحلم بنساء كثيرات كلهن وهم
صنعن منه الشاعر ...وصنع منهن أوثانه ..
جميلة جدا ... تقترب من الحقيقية
مودتي الدائمة

فاطمة بلحاج
17-04-2012, 08:29 PM
نص قصي جميل وهادف، ورسالة سامية حملتها السطور
بيد اني وجدت فيه شيئا من ترهل بتكرار للصورة ما كان تلافيها ليفقد النص شيئا من عمقه وأثره

يعجبني هذا العمق والتوجه الانساني والأخلاقي الراقي في قصصك
أهلا بك أديبتنا في واحتك

تحاياي

أستاذتنا القديرة ربيحة
شكراً لك على التعليق الراقي والكلمات الطيبة في حق قصصي
و على الملاحظات القيمة، بورك فيك يا أخية
تحياتي تقدير واحترام

فاطمة بلحاج
17-04-2012, 08:36 PM
أصبحت العواطف الكاذبة ملقاة في كلّ الزّوايا ... بالحلال والحرام سواء أكان ذلك عبر الهاتف أو الفيسبوك أو غيره
قصّة قاسية الأحداث وبنهاية مؤلمة
بوركت
تقديري وتحيّتي

الأديبة الفاضلة كاملة بدارنه
شكراً لقراءتك.. ولمرورك الجميل
بورك فيك يا أخية
تحياتي تقدير واحترام

فاطمة بلحاج
17-04-2012, 09:21 PM
الفكرة جميلة لكني أرى أن القصة تحتاج الى بعض اشتغال لتكون أجمل وأبهى
يجب على الراوي العليم أن يكون محايداً وألا يطرح وجهة نظره بطريقة مباشرة
كقولك : و عانقت روحه الآثام وآفات
و
كان يتراقص مع وهمه على أنغام إبليس
يجب أن تصل الفكرة للمتلقي دون طرح مباشر منك

في هذه الجملة
إنك العمر كله، وأملي و شغفي بك نادر، و طيفك يلازم روحي، ويراودني عن نفسي..
كان الأسلوب مسرحياً مبالغاً فيه

وفي قولك
أرادت منه رشفة ماءٍ قبل توديع الدنيا الفانية، لكنه أبى أن يمدها بالرشفة، فتنفست أنفاسها الأخيرة عطشانة،
تكرار كلمة رشفة كان مضراً بالمعنى
والأفضل لو كان : لكنه أبى أن يمدها بها
والجملة الأخيرة كانت تقريرية ومباشرة

الفكرة جميلة والطرح جميل والأسلوب سلس
أحييك أديبتنا

الأستاذ الكريم أحمد عيسى
شكراً على المرور الكريم والتعليق الراقي
و على الملاحظات القيمة
صدقاً حاولت أن أكون محايدة قدر الإمكان..
بورك فيك أخي
تحياتي تقدير واحترام

فاطمة بلحاج
20-09-2012, 10:29 PM
طاب فوك على القصة الراقية بما حملته من مواعظ سامية
فاطمة اجدت نسخ واقع مرير تعايشه بنات جنسنا جراء اهمال وانحطاط اخلاق بعض الازواج
سلمت بنانك

أختي الكريمة نعيمة محمد التاجر
شكراً لك على المرور العطر والكلمات الطيبة
بوركتِ

فاطمة بلحاج
28-09-2012, 07:25 PM
سلام من الله عليك ِ سيدتي ....
ما قرأته هنا ذكرني بشاعر كان يحلم بنساء كثيرات كلهن وهم
صنعن منه الشاعر ...وصنع منهن أوثانه ..
جميلة جدا ... تقترب من الحقيقية
مودتي الدائمة




وعليكم السلام أديبتنا زبيدة
حياكِ الله
وشكراً للمرور الجميل
بورك فيك
تحياتي وتقديري

معزوز أسامة
28-09-2012, 11:27 PM
يا لها من ثنائية متضادة...!!!.
بين الواقع الأليم و الحقيقة التي يعيشها الكثير و يعجز لسان حالهم في البوح عن تفاصيلها الموجعة ... و رسم هائل يشدّك جماله و رونقه و بلاغة وصفه قد ينسيك ما جثا على قلبك من ألم ...
تحية عطرة لقلمك الجميل .

فاطمة بلحاج
05-10-2012, 09:05 PM
أستاذ معزوز أسامة. أشكرك جزيل الشكر على المرور الكريم
والتعليق الجميل
بورك فيك
تحياتي

نداء غريب صبري
24-12-2012, 06:37 AM
قصة جميلة أختي
لكنني رأيتك فيها ظاهرة جدا
والأصح باعتقادي أن لا يظهر الكاتب

شكرا لك

بوركت

ناديه محمد الجابي
29-03-2016, 10:27 PM
نص قوي عميق ومركز الفكرة وسرد بديع
قصة هادفة واقعية المضمون قوية الفكرة وزكية التصويب
قصة معبرة ومؤثرة ومؤلمة
سلمت يداك. :001:

سلوى سعد
30-03-2016, 08:47 AM
قصة حزينة وفكرة رائعة ، مسكينة عاشت وماتت وهي عطشة ، مشكلة العصر وبسبب انتشار التكنولوجيا انتشرت أكثر
شكراً لك ، مودتي وتقديري

سحر أحمد سمير
30-03-2016, 09:27 AM
رحلت عن دنيا اللهب و معاناتها تلاشت مع سنين الجدب العاطفي ، إلى عالم نوراني في رحاب الله ..

و ليكن هو مع الحب الوهمي الساري في الأسلاك و شبكات التواصل ..

قص ناقد لواقع تمزق أواصر المحبة و المودة بين الأزواج..

دمت و دام قلمك الوضاء باذخا بالرصانة .

تحاياي

خلود محمد جمعة
05-04-2016, 11:25 AM
أمضت حياتها عطشة فكيف لها التوقع أن يرويها قت احتضارها
فوضى الحياة تبدأ من تناقضاتنا
قصة مؤثرة بطرح طيب وفكر عميق
احتاجت بعض عناية
كل التقدير