تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القصة في تدريس التربية الإسلامية



فريد البيدق
12-04-2012, 09:28 PM
مآخذ اعتماد القصة في تدريس التربية الإسلامية


إن القصة وسيلة مؤثرة في بث المعلومات، وقد استخدمها الله تعالى في قرآنه العظيم، وكذلك استخدمها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، وكذلك السلف.
لكن أيعني هذا أنها مفيدة في كل سياق؟ وإذا كانت مفيدة فهل الإفادة مطلقة أم مقيدة بشروط؟
إن المتتبع لمناهج التعليم في فروع اللغة العربية والتربية الإسلامية يلحظ أن سرد المقررات في صورة قصص لها شخصية رئيسة في كل وحدة من وحدات الكتب، ويغلب عنصر الحوار، وتأتي المعلومات المرادة في ثنايا ذلك- بات أمرا مقررا واقعا منذ سنوات.
وهذا الأسلوب له مزايا وله سلبيات، لكن سلبياته في مقام التعليم المباشر أكثر من إيجابياته؛ لأنه يهمش ما لا ينبغي تهميشه، وقد لا يلتفت التلميذ إلى المطلوب في غمرة انشغاله بالحوار والتعبيرات التمهيدية له.
ولن أستطرد في ذلك هنا؛ فإن ما يلزمني هنا الإشارة إلى التربية الإسلامية التي أجحف بها هذه الوسيلة.
كيف؟
لقد باتت الموضوعات الدينية مقالات قصصية أو مقالات نثرية يغلب عليها أسلوب الكاتب، وأصبحت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأعلام التاريخ الإسلامي وغير ذلك من قيم تقصد قصدا ذاتيا مدرجة في ثنايا الموضوع إدارجا لا يصرف إليها انتباه التلميذ؛ مما يجعل تأثيرها قليلا إن لم يكن منعدما.
والأصل في التربية الإسلامية كما يعي كل ذي بصر وبصيرة القرآن الكريم والحديث الشريف وبقية أدلة الشرع الإسلامي التي نأخذ منها جزئيات التشريع الإسلامي وكلياته، وإن تهميش الأصل يؤدي إلى تأصيل الفرع؛ مما يجعل الأمور منحرفة عن جادة الصواب والحق.
وهذا لا ييسر الأمر على المعلم الذي يحاول تصحيح المسار بالبدء بالآية والحديث مهما كان موضعهما في الموضوع، والوقوف معهما والإثراء بإيراد آيات وأحاديث أخر تتصل بالموضوع؛ مما يجعله يهمل الكلام النثري المؤلف أو يكاد لضيق الوقت.
وهذا من شأنه أن يجعل المعلم الواعي ضد المقرر، وإن التعليم والتربية مجالان تتكامل فيهما الأدوات التربوية من مقرر ومعلم ووسائل ولا تتعاند.

صفاء الزرقان
17-04-2012, 01:04 PM
استاذ فريد

القصص كما ذكرت حضرتك لها سلبياتها و تمتاز بسرعة تأثيرها و انتشارها

و اشارتك لسلبياتها بأنها تجعل الفرع أصلا أوافقك في شئ منه ,

إن تناول أمور الدين من عقيدة و فقه و أخلاق و غيرها من خلال القصص يجعل من تقبلها أمراً سهلا

لأنها لم تطرح بقالبٍ صعب كذكرها هكذا دون ربطها بحدث, الطلاب في المدارس و بمختلف شرائحهم العمرية هم أطفال

ترتبط الأشياء عندهم بأحداث فبتذكرهم لحدث معين من خلال قصة سترسخ القصة في ذاكرتهم, أما موضوع المعلومات الواردة في ثنايا القصة

فإنني أرى أنها تكون سبباً في تحفيز تفكير الطالب بدل أن يتلقى المعلومات من غير حول ولا قوة منه, عندما يسأل الاستاذ تلاميذه عن ما يمكن استنباطه

من القصة فإن هذا الأمر يولد حالة من التفكير وإعمال الفكر و هي أمور تم الحد منها في دروس الدين و كأن التربية الإسلامية تعني أننا نقبل على حصة

لا دور للعقل و الاستنتاج و الرأي فيها و هو أمر يتنافى مع ديننا الذي أمر بإعمال العقل و الفكر في كل ما يحيط بنا.

الموضوع يستحق البحث

شكرا لك على طرحه

تحيتي وتقديري

فريد البيدق
18-04-2012, 06:23 PM
بوركت أديبتنا الجليلة، وناقدتنا النبيلة، ودامت إثراءاتك!

ربيحة الرفاعي
29-05-2012, 10:14 PM
إن المتتبع لمناهج التعليم في فروع اللغة العربية والتربية الإسلامية يلحظ أن سرد المقررات في صورة قصص لها شخصية رئيسة في كل وحدة من وحدات الكتب، ويغلب عنصر الحوار، وتأتي المعلومات المرادة في ثنايا ذلك- بات أمرا مقررا واقعا منذ سنوات.
وهذا الأسلوب له مزايا وله سلبيات، لكن سلبياته في مقام التعليم المباشر أكثر من إيجابياته؛ لأنه يهمش ما لا ينبغي تهميشه، وقد لا يلتفت التلميذ إلى المطلوب في غمرة انشغاله بالحوار والتعبيرات التمهيدية له.
لعل هذا عائد للكيفية التي تطرح بها القصص في مناهج التعليم بحرص بيّن على الجماليات والفنون الأدبية للقص، بينما لم تأت القصص في القرآن بقوالب قصصية ولم تراع فيها أدوات القص التي تغلّب تفاصيل تخدم جمالية النص وتتوه في سراديبها غاياته إلا عن متفقد حريص

موضوع هام وغاية تستحق الاهتمام

دمت بألق أديبنا

تحاياي

فريد البيدق
05-06-2012, 08:31 PM
بوركت أديبتنا الجليلة، وأكرمت!