المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بَينَ يَدَيْ باب اليمن



يحيى الحمادي
13-04-2012, 09:13 AM
بَينَ يَدَيْ باب اليمن



بِالبَابِ يا بَابُ غُصنٌ بِالدَّمِ امتَلأَ
رَبيعُهُ قِيلَ ولَّى , و هوَ ما بَدَأَ
بالبَابِ يا بابُ قَحْطٌ فاغِرٌ فَمَهُ
نَحوَ السَّماءِ , و ها قَد أَمطَرَت ظَمَأَ
بالبَابِ يا بَابُ طِفلٌ نَبضُهُ نَغَمٌ
لكنَّهُ شَابَ بالأَعتابِ و اْنكَفَأَ
*****
يا بابُ خَلفَكَ لِيْ حُلْمٌ خُلِقتُ لَهُ
و لي أمامَكَ حُزنٌ جَلَّ مَن بَرَأَ
سُبحانَ مَن أَلهَمَ الأحزانَ فاتَّخَذَت
ما بَينَ جَنْبَيَّ سِكِّيناً و مُتَّكَأَ
و شَكَّلَتنِي أَباريقَاً و أخْيِلَةً
تَحْسُو الفَرَاغَ , فَتَندَى أَحْرُفاً و رُؤى
قالت و قَد أَجلَسَتني .. و هيَ واقِفَةٌ
: هذا الذي شَقَّ صَدري خِلْسَةً و رأى
هذا الذي ابْيَضَّ قَلبي مِن تَنَهُّدِهِ
و كُلَّما قُلتُ داوَى جُرحَهُ .. نَكَأَ
هذا الذي .. ثُمَّ تَدنُو و هيَ تُطعِمُني
في حُجْرَةِ الغَيبِ ( مَوفُوراً ) و ( مُجتَزَأَ )
هذي قَوافِيكَ .. فاستَعذِب مَرارَتَها
و عَانِقِ الحُزنَ و اطْرَأْ كُلَّمَا طَرَأَ
هذي قَوافِيكَ فَاقرَأ مَا تَيَسَّرَ يا
مَن يَشْرَقُ الدَّمعُ في عَينَيَّ إنْ قَرَأَ
*****
و رُحتُ أتلُو كِتاباً فُصِّلَت بِدَمِي
أَبياتُهُ , و القَوافِي تَنثَنِي هُزُؤا
مِن زَفرَةِ الرَّملِ , مِن حُزنِ الرَّمادِ , و مِن
خَفْقِ الأَخادِيدِ رُوحِي تُخرِجُ الخَبَأَ
لا هُدهُدٌ زارَني يَوماً , و لا كَشَفَت
عَن ساقِها مَن أشاعَت في دَمِي سَبَأَ
وَحدي تَشَكَّلتُ مِن ماءِ الحُرُوفِ , و في
رَحْمِ التَّناهِيدِ حُزنِي خَطَّنِي نَبَأَ
لَمْ أنتَحِب قَطُّ إلاَّ لِلخِيامِ و قَد
ألقَت بِحُلمٍ لِشَوقٍ لم يكُنْ كُفُؤا
و لا تَلَفّتُّ إلاَّ طالِباً وَجَعَاً
أو باحِثاً عَن كَفِيفٍ جُرْحَهُ وَطَأَ
*****
يا بَابُ يا بَابُ هذا الطِّفلُ يُشبِهُني
قالت عَجُوزٌ , و راحَت تُشْهِدُ المَلأَ
و أَقسَمَتْ .. ثُمَّ لَمَّا شاهَدَت وَجَعِي
يَسِيلُ مِن كُلِّ حَرفٍ .. أوْمَأَتْ خَطَأَ
و جَاءَ شَيخٌ بِعُكَّازَينِ .. يَسأَلُ عَن
طِفلٍ بِعَينَيهِ شَعبٌ حُزنُهُ اهتَرَأَ
و مَدَّ يُمْناهُ نَحوي كَي يُصافِحَني
و حِينَ أيقَظتُ قَلبي للسَّلامِ .. نَأَى
ما كُلُّ مَن رَاوَدَ الأحزانَ مُرتَضِعاً
مِن نُونِها , كالذي بالحُزنِ قَد نَشَأَ
عِندي مِن الحُزنِ ما لَو أُفرِغَت بِفَمِي
كُلُّ البِحارِ , و كُلُّ السُّحْبِ ما انطَفَأَ
*****
يا نافِخَ النَّايِ في صَدري على عَجَلٍ
هَلاَّ تَمَثَّلتَ رِيحاً تَنفُخُ الحَمَأَ
هَلاَّ تَقَاطَرتَ في رُوحي ملائِكَةً
تَجتاحُني , فتُذِيبُ الرَّانَ و الصَّدَأَ
هَلاَّ تَوقَّفتَ عَن طَرْقِي بأُحْجِيَةٍ
لا بانَ لي وَجهُهَا النَّائي , و لا اختَبَأَ
مَرَّت على البابِ أَجيالٌ و أزمِنَةٌ
و لـَـم أَزَل لا أرَى إلاَّهُ مُلتَجَأَ
و حدي على البابِ و الشَّكوى تُلَقِّنُني :
يَستَفحِلُ الجُرْمُ إنْ لم يَنطِقِ البُرآ
الغُربَةُ الآنَ أُمِّيْ , و الضَّياعُ أَبي
و الحُزنُ يا بابُ مَن رَبَّى و مَن كَلأَ



وليد عارف الرشيد
13-04-2012, 09:39 AM
بَينَ يَدَيْ باب اليمن



بِالبَابِ يا بَابُ غُصنٌ بِالدَّمِ امتَلأَ=رَبيعُهُ قِيلَ ولَّى , و هوَ ما بَدَأَ
بالبَابِ يا بابُ قَحْطٌ فاغِرٌ فَمَهُ=نَحوَ السَّماءِ , و ها قَد أَمطَرَت ظَمَأَ
بالبَابِ يا بَابُ طِفلٌ نَبضُهُ نَغَمٌ=لكنَّهُ شَابَ بالأَعتابِ و اْنكَفَأَ
*****
يا بابُ خَلفَكَ لِيْ حُلْمٌ خُلِقتُ لَهُ=و لي أمامَكَ حُزنٌ جَلَّ مَن بَرَأَ
سُبحانَ مَن أَلهَمَ الأحزانَ فاتَّخَذَت=ما بَينَ جَنْبَيَّ سِكِّيناً و مُتَّكَأَ
و شَكَّلَتنِي أَباريقَاً و أخْيِلَةً=تَحْسُو الفَرَاغَ , فَتَندَى أَحْرُفاً و رُؤى
قالت و قَد أَجلَسَتني .. و هيَ واقِفَةٌ=: هذا الذي شَقَّ صَدري خِلْسَةً و رأى
هذا الذي ابْيَضَّ قَلبي مِن تَنَهُّدِه=و كُلَّما قُلتُ داوَى جُرحَهُ .. نَكَأَ
هذا الذي .. ثُمَّ تَدنُو و هيَ تُطعِمُني=في حُجْرَةِ الغَيبِ ( مَوفُوراً ) و ( مُجتَزَأَ )
هذي قَوافِيكَ .. فاستَعذِب مَرارَتَها=و عَانِقِ الحُزنَ و اطْرَأْ كُلَّمَا طَرَأَ
هذي قَوافِيكَ فَاقرَأ مَا تَيَسَّرَ يا=مَن يَشْرَقُ الدَّمعُ في عَينَيَّ إنْ قَرَأَ
*****
و رُحتُ أتلُو كِتاباً فُصِّلَت بِدَمِي=أَبياتُهُ , و القَوافِي تَنثَنِي هُزُؤا
مِن زَفرَةِ الرَّملِ , مِن حُزنِ الرَّمادِ , و مِن=خَفْقِ الأَخادِيدِ رُوحِي تُخرِجُ الخَبَأَ
لا هُدهُدٌ زارَني يَوماً , و لا كَشَفَت=عَن ساقِها مَن أشاعَت في دَمِي سَبَأَ
وَحدي تَشَكَّلتُ مِن ماءِ الحُرُوفِ , و في=رَحْمِ التَّناهِيدِ حُزنِي خَطَّنِي نَبَأَ
لَمْ أنتَحِب قَطُّ إلاَّ لِلخِيامِ و قَد=ألقَت بِحُلمٍ لِشَوقٍ لم يكُنْ كُفُؤا
و لا تَلَفّتُّ إلاَّ طالِباً وَجَعَاً=أو باحِثاً عَن كَفِيفٍ جُرْحَهُ وَطَأَ
*****
يا بَابُ يا بَابُ هذا الطِّفلُ يُشبِهُني=قالت عَجُوزٌ , و راحَت تُشْهِدُ المَلأَ
و أَقسَمَتْ .. ثُمَّ لَمَّا شاهَدَت وَجَعِي=يَسِيلُ مِن كُلِّ حَرفٍ .. أوْمَأَتْ خَطَأَ
و جَاءَ شَيخٌ بِعُكَّازَينِ .. يَسأَلُ عَن=طِفلٍ بِعَينَيهِ شَعبٌ حُزنُهُ اهتَرَأَ
و مَدَّ يُمْناهُ نَحوي كَي يُصافِحَني=و حِينَ أيقَظتُ قَلبي للسَّلامِ .. نَأَى
ما كُلُّ مَن رَاوَدَ الأحزانَ مُرتَضِعاً=مِن نُونِها , كالذي بالحُزنِ قَد نَشَأَ
عِندي مِن الحُزنِ ما لَو أُفرِغَت بِفَمِي=كُلُّ البِحارِ , و كُلُّ السُّحْبِ ما انطَفَأَ
*****
يا نافِخَ النَّايِ في صَدري على عَجَلٍ=هَلاَّ تَمَثَّلتَ رِيحاً تَنفُخُ الحَمَأَ
هَلاَّ تَقَاطَرتَ في رُوحي ملائِكَةً=تَجتاحُني , فتُذِيبُ الرَّانَ و الصَّدَأَ
هَلاَّ تَوقَّفتَ عَن طَرْقِي بأُحْجِيَةٍ=لا بانَ لي وَجهُهَا النَّائي , و لا اختَبَأَ
مَرَّت على البابِ أَجيالٌ و أزمِنَةٌ=و لـَـم أَزَل لا أرَى إلاَّهُ مُلتَجَأَ
و حدي على البابِ و الشَّكوى تُلَقِّنُني :=يَستَفحِلُ الجُرْمُ إنْ لم يَنطِقِ البُرآ
الغُربَةُ الآنَ أُمِّيْ , و الضَّياعُ أَبي=و الحُزنُ يا بابُ مَن رَبَّى و مَن كَلأَ

فيصل مبرك
13-04-2012, 09:45 AM
يسرني أن أكون من أوائل من مر على هذه القصيدة
أو أكون الاول على الإطلاق في هذا المنتدى
احييك على هذا النغم البهي، والنفس الشجي، والمشاعر النقية
شكرا بكم ما أوتيت من قدرة

وليد عارف الرشيد
13-04-2012, 09:47 AM
رائعٌ يا ابن اليمن البارع في غزل حزنك على شغاف القلب ... الله الله ما أجملها برغم الحزن
أشجيتني وطربت وتعاطفت مع كل آهةٍ نثرتها .. وفقت في خريدتك أيها المبدع
مرحبًا بك شاعرًا كبيرًا في واحتك واحة المبدعين ... وأرجو أن يكون تنسيقي للقصيدة قد نال إعجابك
مودتي وتقديري كما يليق
همسة : فقط أوقفتني برآ توظيفًا وكتابةً

د. مختار محرم
13-04-2012, 04:30 PM
شاعرنا الحبيب يحيى الحمادي ..
للك تطوع القوافي وتذعن ..
لله درك شاعرا لا يجارى وأميرا للقوافي لا يبارى
محبتي لك

يحيى الحمادي
13-04-2012, 08:54 PM
وليد عارف الرشيد

الشكر و العرفان يا غالي على مجهودك
و الذي يُفصح عن طِيب معدنك
بيَّض الله وجهك
و سلامٌ كما يليق عليك

يحيى الحمادي
13-04-2012, 08:59 PM
فيصل مبرك
الأخ و الحبيب
و يشرفني أن يصافح حرفي نورك يا غالي

تقبَّل خالص ودي و احترامي

يحيى الحمادي
13-04-2012, 09:05 PM
سيدي وليد ثانيةً يفيض قلبك
أشكر لك الإهتمام
و همسة :

(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)
صدق الله العظيم


تحياتي و احترامي أستاذي الفاضل

يحيى الحمادي
13-04-2012, 09:25 PM
مخــــتار محـــــــــــرم
الأخ الحبيب و الشاعر النبيل
يشرفني مرورك و يُبهجني
لا عُدِمتُك يا غالي

مودتي التي لا تخفى

طارق الزيلعي
13-04-2012, 11:17 PM
الشاعر القدير/ يحيى الحمادي..

أحييك ملء زهو القصيد.. وبهاء المعاني ...فللشعر منك ...إليك...ولك
ماأروعك اخي يحيى..

مودتي واحترامي

محمد ذيب سليمان
14-04-2012, 10:12 AM
هنيئا للشعر بك
قصيدة رائعة المعاني والبيان
آسرة القافية غنية عن المديح

مودتي

عمار الزريقي
14-04-2012, 08:00 PM
بَينَ يَدَيْ باب اليمن



اقتباس كامل للقصيدة




الله الله
عجبت لمن يمر على هذه القصيدة ثم يسهو عن تثبيتها

تثبيت طـــــــــــــــــــــــو يل الأمـــــــــــــــد



يحي الحمادي

أشهد أنك أمير
بل
شاااااااااااعر الربيع العربي


وأنا أول المبايعين



من لديه اعتراض فلا يكتمه
(ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)



اقبلني متابعا ومعجبا ومحبا

عمار الزريقي
14-04-2012, 08:06 PM
سأكتفي بها وأقف هنا
ولن أقرأ بعدها شعرا هذه الليلة
لكيلا أفسد على نفسي هذه الدهشة


ولكي أحلق مع هذا الزهو الذي يطير بي عاااااليا
ليس لأنك ابن البلد
ولا لأنك صديق مقرب
بل لأني محظوظ لكوني أعيش في زمن الشااااااااااااااعر يحي الحماادي

ثم إن طعم حلواها لا يترك مجالا لتذوق ما سواها مهما كان حلوا

ادن مني
وهات أذنك
سأفشيك سرا
(أحبك )


عمت مساء

الطنطاوي الحسيني
14-04-2012, 08:26 PM
بِالبَابِ يا بَابُ غُصنٌ بِالدَّمِ امتَلأَ
رَبيعُهُ قِيلَ ولَّى , و هوَ ما بَدَأَ
بالبَابِ يا بابُ قَحْطٌ فاغِرٌ فَمَهُ
نَحوَ السَّماءِ , و ها قَد أَمطَرَت ظَمَأَ
بالبَابِ يا بَابُ طِفلٌ نَبضُهُ نَغَمٌ
لكنَّهُ شَابَ بالأَعتابِ و اْنكَفَأَ
/
وَحدي تَشَكَّلتُ مِن ماءِ الحُرُوفِ , و في
رَحْمِ التَّناهِيدِ حُزنِي خَطَّنِي نَبَأَ


القصيدة من الروائع فارهة رائعة
مضنية بحزنها
وتشكيلها بيد فنان أديب
لنا الله من شعر كهذا
شاعر فحل والبيت الذي اقتبسته اخيرا بقصيدة كاملة
رائع اخي المبدع الاريب اليمني الحبيب يحي الحمادي
اهلا و سهلا بالعروبة الاصيلة والحرف الجزل النبيل
اهلا وسهلا بك بيننا اخي الفاضل

ماجد الغامدي
14-04-2012, 11:41 PM
تبارك الله ماهذا الجمال وما
هذا البيان نهاياتٍ و مبتدأ !!


لا فُض فوك أيها الشاعر الغريد وهذه قصيدة العام بالنسبة لي واعذرني على دهشتي بجمالها رغم ما فيها من حزن

كنتُ أقرأ وأنتظر النهاية بعد كل بيت وأقرأ وأقول ماذا سيقول بعد و تستمر الدهشة والإبهار

هذا الذي ابْيَضَّ قَلبي مِن تَنَهُّدِهِ
و كُلَّما قُلتُ داوَى جُرحَهُ .. نَكَأَ

الله الله

لا أجدُ ما يفيك أيها المبدع المتفرد و دُمت للإبداع والتألق وعسى الله أن يأتي بالفرج

تحياتي وإعجابي الفائق

هاني الشوافي
15-04-2012, 08:19 PM
إنها غرة من غرر الواحة

وإنها لقصيدة تمتلئ إبداعا ... وتزهر امتاعا

فلله أنت يا ابن السعيدة وابن الوطن

جلول بن يعيش
15-04-2012, 08:47 PM
الشاعر الشاعر يحي الحمادي ...لشعرك نكهةخاصة لم أستطع الإحاطة بها ...تستطيع ان تمزج العذب الفرات مع الملح الأجاج ومع ذلك نستسيغهما معا ...تحية وتقدير

ربيحة الرفاعي
16-04-2012, 02:23 AM
بأي مشاعر تهطل حروف من ربى الحزن معانيه وكلأ
وهل تركت لنا أوطاننا سوى الحزن متكأ

نص بجمال حرفه وعذوبة جرسه تسلل بأحزانه لأعماقنا فسكنها إبداعا أدبيا وشجنا
وأعلن صاحبه نخلة شعر سامقة في واحة الخير

أهلا بك شاعرنا في واحتك

تحيتي

قوادري علي
16-04-2012, 01:46 PM
بَينَ يَدَيْ باب اليمن



بِالبَابِ يا بَابُ غُصنٌ بِالدَّمِ امتَلأَ
رَبيعُهُ قِيلَ ولَّى , و هوَ ما بَدَأَ
بالبَابِ يا بابُ قَحْطٌ فاغِرٌ فَمَهُ
نَحوَ السَّماءِ , و ها قَد أَمطَرَت ظَمَأَ
بالبَابِ يا بَابُ طِفلٌ نَبضُهُ نَغَمٌ
لكنَّهُ شَابَ بالأَعتابِ و اْنكَفَأَ
*****
يا بابُ خَلفَكَ لِيْ حُلْمٌ خُلِقتُ لَهُ
و لي أمامَكَ حُزنٌ جَلَّ مَن بَرَأَ
سُبحانَ مَن أَلهَمَ الأحزانَ فاتَّخَذَت
ما بَينَ جَنْبَيَّ سِكِّيناً و مُتَّكَأَ
و شَكَّلَتنِي أَباريقَاً و أخْيِلَةً
تَحْسُو الفَرَاغَ , فَتَندَى أَحْرُفاً و رُؤى
قالت و قَد أَجلَسَتني .. و هيَ واقِفَةٌ
: هذا الذي شَقَّ صَدري خِلْسَةً و رأى
هذا الذي ابْيَضَّ قَلبي مِن تَنَهُّدِهِ
و كُلَّما قُلتُ داوَى جُرحَهُ .. نَكَأَ
هذا الذي .. ثُمَّ تَدنُو و هيَ تُطعِمُني
في حُجْرَةِ الغَيبِ ( مَوفُوراً ) و ( مُجتَزَأَ )
هذي قَوافِيكَ .. فاستَعذِب مَرارَتَها
و عَانِقِ الحُزنَ و اطْرَأْ كُلَّمَا طَرَأَ
هذي قَوافِيكَ فَاقرَأ مَا تَيَسَّرَ يا
مَن يَشْرَقُ الدَّمعُ في عَينَيَّ إنْ قَرَأَ
*****
و رُحتُ أتلُو كِتاباً فُصِّلَت بِدَمِي
أَبياتُهُ , و القَوافِي تَنثَنِي هُزُؤا
مِن زَفرَةِ الرَّملِ , مِن حُزنِ الرَّمادِ , و مِن
خَفْقِ الأَخادِيدِ رُوحِي تُخرِجُ الخَبَأَ
لا هُدهُدٌ زارَني يَوماً , و لا كَشَفَت
عَن ساقِها مَن أشاعَت في دَمِي سَبَأَ
وَحدي تَشَكَّلتُ مِن ماءِ الحُرُوفِ , و في
رَحْمِ التَّناهِيدِ حُزنِي خَطَّنِي نَبَأَ
لَمْ أنتَحِب قَطُّ إلاَّ لِلخِيامِ و قَد
ألقَت بِحُلمٍ لِشَوقٍ لم يكُنْ كُفُؤا
و لا تَلَفّتُّ إلاَّ طالِباً وَجَعَاً
أو باحِثاً عَن كَفِيفٍ جُرْحَهُ وَطَأَ
*****
يا بَابُ يا بَابُ هذا الطِّفلُ يُشبِهُني
قالت عَجُوزٌ , و راحَت تُشْهِدُ المَلأَ
و أَقسَمَتْ .. ثُمَّ لَمَّا شاهَدَت وَجَعِي
يَسِيلُ مِن كُلِّ حَرفٍ .. أوْمَأَتْ خَطَأَ
و جَاءَ شَيخٌ بِعُكَّازَينِ .. يَسأَلُ عَن
طِفلٍ بِعَينَيهِ شَعبٌ حُزنُهُ اهتَرَأَ
و مَدَّ يُمْناهُ نَحوي كَي يُصافِحَني
و حِينَ أيقَظتُ قَلبي للسَّلامِ .. نَأَى
ما كُلُّ مَن رَاوَدَ الأحزانَ مُرتَضِعاً
مِن نُونِها , كالذي بالحُزنِ قَد نَشَأَ
عِندي مِن الحُزنِ ما لَو أُفرِغَت بِفَمِي
كُلُّ البِحارِ , و كُلُّ السُّحْبِ ما انطَفَأَ
*****
يا نافِخَ النَّايِ في صَدري على عَجَلٍ
هَلاَّ تَمَثَّلتَ رِيحاً تَنفُخُ الحَمَأَ
هَلاَّ تَقَاطَرتَ في رُوحي ملائِكَةً
تَجتاحُني , فتُذِيبُ الرَّانَ و الصَّدَأَ
هَلاَّ تَوقَّفتَ عَن طَرْقِي بأُحْجِيَةٍ
لا بانَ لي وَجهُهَا النَّائي , و لا اختَبَأَ
مَرَّت على البابِ أَجيالٌ و أزمِنَةٌ
و لـَـم أَزَل لا أرَى إلاَّهُ مُلتَجَأَ
و حدي على البابِ و الشَّكوى تُلَقِّنُني :
يَستَفحِلُ الجُرْمُ إنْ لم يَنطِقِ البُرآ
الغُربَةُ الآنَ أُمِّيْ , و الضَّياعُ أَبي
و الحُزنُ يا بابُ مَن رَبَّى و مَن كَلأَ



الله الله اثملتنا بشعرك الرقراق.
تحيتي شاعرنا الرائع يحي الحمادي.

لؤي عبد الله الكاظم
17-04-2012, 09:52 AM
ما أجملها من معاني آسرة ..

واليمن بابه أوشك أن يفتح على فتن عظام ..


وعسى الله تعالى أن يجعل بين طيات المحنة منحة وفرج قريب .. يرفع اليمن وأهله ..


ويرفل الناس فيه أمناً وإيماناً ..



عِندي مِن الحُزنِ ما لَو أُفرِغَت بِفَمِي
كُلُّ البِحارِ , و كُلُّ السُّحْبِ ما انطَفَأَ


حوالينا ولا علينا ..


والقصيدة مليئة بصور شعرية .. مترعة بجمال .. وحزن ..


بوركت أخي يحي الحمادي ..

ونسأل الله تعالى أن يكشف الهم والغم والحزن والبؤس والشقاء عنّا وعن المسلمين ..


ويرزقنا وإياكم جنات النعيم ..

عبد المجيد الفيفي
17-04-2012, 08:20 PM
الخال الـ أخذ الشِّعْرَ بقوَّةٍ !

عسى الله أن يجمعنا مع خالنا الكبير د . المقالح على أريكة ذات ظهيرة

وأرجو أن يتم إقصاء عمَّار دون رحمة ( :

نريد الجلسة خاليةً من شِعْر المجون !!

محبتي أيها الشاعر الذي يشبه نفسَه .

عبد المجيد الفيفي
17-04-2012, 08:27 PM
نسيت أقلّكْ !

النص كَتبَهُ أنتَ ,

محبتي .

عيسى سلامي
17-04-2012, 09:12 PM
تحياتي لك أيهاالشاعر المبدع لقد وقفت طويلا مندهشا من هذه القصيدة الجميلة الفريدة الفاتنة الخريدة شكرا لك ولا عدمناك أيها الجميل

يحيى الحمادي
19-04-2012, 10:35 AM
الأخ الحبيب
طارق الزيلعي
و منك و إليك الحب و التحية أيها الغالي

تقبلي ودي و شكري

يحيى الحمادي
19-04-2012, 10:38 AM
الغالي العزيز
محمد ذيب سليمان
و هنيئاً للشعر مرورك على نزفهِ

هنيئاً لي بقراءتِك أستاذي

كل الشكر

يحيى الحمادي
19-04-2012, 10:40 AM
الغالي عمار الزريقي
القدوة و المعلم و الحبيب

كثيرٌ على أخيك و تلميذك
لا عُدِمتُ دَهشَتي بك
و روعتك لي
لا عُدِمتُك

يحيى الحمادي
19-04-2012, 10:42 AM
الطنطاوي الحسيني
الأخ الشقيق
و الشاعر الأنيق
تحية فردوسية على قلبك

يحيى الحمادي
19-04-2012, 10:44 AM
ماجد الغامدي

كل الحب و التحية على روحك أخي الحبيب
سعيدٌ بمرورك الشهي البهي
تقبل خالص الود

يحيى الحمادي
19-04-2012, 10:48 AM
هاني الشوافي

القريب البعيد
تقبل خالص الود و الشكر
و دُم بخير أيها الحبيب

تحاياي

يحيى الحمادي
19-04-2012, 10:51 AM
جلول بن يعيش

و لمرورك نكهة خاصة تشي بقرابة دم
لِحامٍ أم لِسامٍ أنت يا ابن العم ؟
تحية بمستواك إليك

دمت

يحيى الحمادي
19-04-2012, 10:54 AM
الشقيقة الكريمة
ربيحة الرفاعي
مرور أعتز به و شهادة أضعها وساماً على صدر النص

تقبلي خالص شكري و احترامي

عبد الله محمد الشميري
19-04-2012, 12:29 PM
الله الله
لقد أبدعتَ وأجدتَ وأسرتَ
القلوب والألباب
ارفق بنا قليلاً يا رجل
بهاء في بهاء
فماذا أقول؟
زادك الله من فضله أيها الشاعر الهمام
وتقبل أزكى التحايا

د. سمير العمري
19-04-2012, 05:54 PM
خريدة كل بيت فيها بقصيدة ، وأراك شاعرا تلفت نظري إليك بقوة فدام هذا الألق وانتشر من حرفك هذا العبق!

لا فض فوك شاعرا متفردا يمتطي صهوة التألق والإبداع نحو آفاق في عوالم الشعر بديعة وبعيدة!

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

أحمد رامي
20-04-2012, 12:17 AM
قصيدة جميلة مليئة بالأنوار
تشي بأنك شاعر يمني رائع
وما قاله الأستاذعمار كان محاباة لابن بلده ,
وأنا لي اعتراض عليه : فقد قصر في حبك .
:005:
أخي الكريم استوقفتني بعض شذرات



و مِن
خَفْقِ الأَخادِيدِ رُوحِي تُخرِجُ الخَبَأَ

لم أسمع بها متحركة العين وإنما أعلمها ساكنة العين


و في
رَحْمِ التَّناهِيدِ حُزنِي خَطَّنِي نَبَأَ

إن جاءت العين ساكنة وجب كسر الراء ... رِحْم .



عِندي مِن الحُزنِ ما لَو أُفرِغَت بِفَمِي
كُلُّ البِحارِ , و كُلُّ السُّحْبِ ما انطَفَأَ

كأني باللفظتين لم تتوافقا , فالحزن سيماء حقها المسح ؛
أما لو جئت بالحزن مقترنا بجمر لكان معللا ورود الانطفاء عليه .


محبتي لك أيها الجميل

عمر سلام النهاري
22-04-2012, 11:51 AM
نصك أكثر من رائع واروع من مدهش وأدهش من بديع ، وأبدع من فاتن , وأفتن من عذارى الخدود وخدود الورود ، ورغم عسر قافيته إلا ان كل مهرة من القوافي انصاعت لأميرها وفارسها وسلمته العنان ، فلا يحس الإنسان ثقلا ولا تكلفا ولا حشوا فيها ، وكأنها أسهل قوافي الشعر العربي وأوفره مع أنها أندرها وأصعبها ، ولكن سبحان من علمك ، وجل من فهمك ، وتوجك بالقوافي وتيمنا بك وتيمك

أيها البديع .... غيث قُبَلٍ على جبينك ، وجواهر ألماس ودر ولؤلؤ على معصم يمينك ، والله أرى لوحات جمال ورياض فن ، وأساطير خلود ، وأرى توظيفا قرآنيا وتاريخيا وأدبيا وعبثا بالمشاعر ودغدغة وسحرا قبل عبثك بالصور فلله أنت ، وكم يظلم اليمن ُ شعراءه وأحراره ومبدعيه

لا تعبأ بتزاحم كتائب الأحزان على جوانب قلبك الطاهر ، فأن حرارة الحزن البناء هدية السماء ورحمة بك وبالأمة العمياء ، وبعث للحياة من أرض فنائك وفتح لأبواب الأمل والمجد والخلود من أطلال عنائك
كم من حزن جر هما وغما وتعبا وشيب رأسأ ، مع أنه هدية ثمينة لمن قدرها وأخذ بحقها ، وكم من معاناة وحرمان ، هو عين ا لعطاء ورمز الهبات لمن قرأ سطورها الخفية وتأمل حروفها الغير محكية ، وأنت الآن مثلنا ومثل غيرنا ممن ميزهم الله واختارهم لهذه الهبات ، فما أجمل توظيفها في محلها ، فما فائدة سعادة ومسرات ورخاء من العيش مع موت إحساس وخفوت نجم وركود إحساس وقلة همة ؟ وما أجمل الآلام والحزن والابتلاء مع ضد ذلك كله وأجمل من كل ذلك !!

خالد شوملي
23-04-2012, 09:15 PM
الشاعر القدير
يحيى الحمادي

قصيدة جميلة جدا. اسجب إعجابي.

دمت بألف خير وشعر!

مودتي وتقديري

خالد شوملي

حازم محمد البحيصي
26-04-2012, 12:33 AM
أخي الحبيب يحيى

كم كنت بحاجة لهذه الجرعة الشعرية الماتعة والحروف الندية

الله الله الله

كم أمتعت أخيك وأسعدت قلبه بجمال النص

رغم مساحات الحزن هنا وهناك يبقى الأمل

وتبقى روح محلقة في فضاءات الإبداع

أبدعت حقا

تحيتي لك

نادية بوغرارة
26-04-2012, 09:35 PM
قرأنا و استمتعنا ،

و رغم الحزن الذي قذفته في قلوبنا القصيدة ، إلا أننا وددنا ألا نغادر رحابها

العبقة سحرا و جمالا .

الشاعر يحيى الحمادي ،

دمت متألقا .

نداء غريب صبري
27-04-2012, 12:54 AM
أنت شاعر مبدع
وقصيدتك تكشف عن شاعر مجبول على الابداع

شكرا لك أخي

بوركت

عمار الزريقي
27-04-2012, 04:07 AM
رفعها

إنصافا لحقها

هاشم الناشري
18-09-2012, 06:54 PM
و جَاءَ شَيخٌ بِعُكَّازَينِ .. يَسأَلُ عَن
طِفلٍ بِعَينَيهِ شَعبٌ حُزنُهُ اهتَرَأَ

و مَدَّ يُمْناهُ نَحوي كَي يُصافِحَني
و حِينَ أيقَظتُ قَلبي للسَّلامِ .. نَأَى

الله الله يا يحيى !!

والله إنّ الحروف تتوارى أمام هذا الإبداع والإتقان

الذي يسكن الوجدان ويعمر الذائقة معنى وبيانًا.

تحياتي وتقديري أيها الشاعر الكبير.

محمد الدبعي
12-05-2013, 12:10 AM
مرحباً بك يا أخا الشعر

لا أخفيك سراً أن الدهشة هنا بلغت بنا حد التحنيط

قصيدة من أروع ما نسجه حرفك الباذخ

تصاوير رائعة وبعد تاريخي ومخزون طافح بالتراث والوطنية والانتماء

أما عن الشعر هنا ، فلا أملك إلا الصمت

فالصمت أبلغ أحياناً من الحرفِ
في حده الحد بين العزف والنزف

تحيتي أخي وأستاذي الشاعر يحيى الحمادي

هاشم الناشري
07-09-2014, 10:30 PM
أعترف أنه ليس المرور الأول أيها الحمادي الكبير!

ولكنني شعرت اليوم بأنني محتاج لأن أقرأها مرة أخرى
وكأنني أمام باب اليمن ، سائلا الله تعالى أن يحفظ اليمن
وأهله .

محبتي وتقديري.

رويدة القحطاني
20-09-2014, 01:42 AM
و رُحتُ أتلُو كِتاباً فُصِّلَت بِدَمِي
أَبياتُهُ , و القَوافِي تَنثَنِي هُزُؤا
مِن زَفرَةِ الرَّملِ , مِن حُزنِ الرَّمادِ , و مِن
خَفْقِ الأَخادِيدِ رُوحِي تُخرِجُ الخَبَأَ
لا هُدهُدٌ زارَني يَوماً , و لا كَشَفَت
عَن ساقِها مَن أشاعَت في دَمِي سَبَأَ
وَحدي تَشَكَّلتُ مِن ماءِ الحُرُوفِ , و في
رَحْمِ التَّناهِيدِ حُزنِي خَطَّنِي نَبَأَ
لَمْ أنتَحِب قَطُّ إلاَّ لِلخِيامِ و قَد
ألقَت بِحُلمٍ لِشَوقٍ لم يكُنْ كُفُؤا
و لا تَلَفّتُّ إلاَّ طالِباً وَجَعَاً
أو باحِثاً عَن كَفِيفٍ جُرْحَهُ وَطَأَ

بدماء كل أبناء هذه الأمة فصّلت أبياته، وبآلامهم جميعا يبوح
أحسنت الإحساس والشعر الذي نطق به