مشاهدة النسخة كاملة : الَّذِيْنَ صَرَعَهَمُ العِشْقُ
احمد حمود الغنام
13-04-2012, 01:19 PM
أكثر أهل التراث من الحديث عن العشاق الذين أضر بهم العشق حتى الموت .. ورووا لنا أحاديث عنهم تقترب من الخيال ، وبعضها بلغ من الطرافة بما فاض به صاحبه بأرق الأبيات وأعذبها ، وهذا واحد منهم عافانا الله ..
حدث محمد بن عبد الملك التنيسي الصوفي قال: خرجنا مع شيخنا أبي الفضل بن الجوهري بخبب عميرة لتشييع الحاج ووداعه على العادة، فبتنا معهم. وحين أصبحنا وأثيرت الجمال وقوض الناس للرحيل إذا بفتى شاب حسن الوجه عليه شحوب واصفرار، وهو يشيع الهوادج هودجا هودجا، حتى فنيت الهوادج ومشى الحاج، وهو يقول أثناء تردده عليها، ونظره إليها:
أحجاج بيت الله في أي هودج ... وفي أي خدر من خدوركم قلبي
أأبقى رهين الجسم في أرض غربة ... وحاديكم يحدو بقلبي مع الركب
فوا أسفا لم أقض منكم لبانتي ... ولم أتمتع بالجوار وبالقرب
وفرّق بيني في الرحيل وبينكم ... فهأنذا أقضي على إثركم نحبي
فلما أكمل الحاج السير ويئس، ضرب بنفسه إلى الأرض وجعل يقول:
خل دمع العين ينهمل ... بان من تهواه وارتحلوا
أي دمع صانه كلف ... فهو يوم البين مبتذل
ثم مال إلى الأرض، فجئنا إليه فوجدناه ميتا.
عن كتاب المطرب من أشعار أهل المغرب لابن دحية الكلبي
عبد الرحيم بيوم
14-04-2012, 12:09 PM
شكرا لك اخي الفاضل
انتقاء بديع
حبذا لو كان التوثيق تاما
تحياتي لك
احمد حمود الغنام
16-04-2012, 08:27 AM
شكرا لك اخي الفاضل
انتقاء بديع
حبذا لو كان التوثيق تاما
تحياتي لك
جزاك الله خيرا على المرور الطيب أخي المفضال عبد الرحيم صابر، بالنسبة للتوثيق أنصح أن تكتب سطرا من القصة على محرك البحث جوجل فيأتيك بكل المصادر التي ذكرت فيها القصة مع أرقام صفحاتها ، يسر الله لك طريق العلم.
تقبل أطيب التحيات،
ربيحة الرفاعي
18-04-2012, 03:30 AM
أكان أسلافنا على غير ما نحن عليه من إحساس حتى نقرأ من أمرهم ما نقرأ
فمن باك حتى تبتل الأرض بدموعه، إلى عاشق يقضي وجدا أو يفقد عقله إلى ..!
أبيات شعرية جميلة تنبض عاطفة وتتمايل عذوبة على موسقى حرفها
واختيار موفق
أهلا بك أديبنا في واحتك
تحيتي
احمد حمود الغنام
01-05-2012, 03:52 PM
أكان أسلافنا على غير ما نحن عليه من إحساس حتى نقرأ من أمرهم ما نقرأ
فمن باك حتى تبتل الأرض بدموعه، إلى عاشق يقضي وجدا أو يفقد عقله إلى ..!
أبيات شعرية جميلة تنبض عاطفة وتتمايل عذوبة على موسقى حرفها
واختيار موفق
أهلا بك أديبنا في واحتك
تحيتي
الكون يتغير والحب يتطور..بوركت أخية ربيحة على بهي المرور.
تحيتي ،
نداء غريب صبري
04-05-2012, 11:32 PM
اختيار رائع اخي
شكرا لك
بوركت
نادية بوغرارة
05-05-2012, 12:25 PM
انتقاء مميز ،
أشكرك يا أخي الفاضل أحمد الغنام ،
و ننتظر - إن أمكنك - المزيد من هذه الرقائق الشعرية .
بارك الله فيك .
احمد حمود الغنام
07-05-2012, 09:54 AM
اختيار رائع اخي
شكرا لك
بوركت
بوركت أخية نداء على مرورك اللطيف ، نفعنا الله بك.
لك طيب التحية،
احمد حمود الغنام
07-05-2012, 09:56 AM
انتقاء مميز ،
أشكرك يا أخي الفاضل أحمد الغنام ،
و ننتظر - إن أمكنك - المزيد من هذه الرقائق الشعرية .
بارك الله فيك .
والشكر موصول لك على كريم المرور وطيبه شاعرتنا المقدامة، ولك ما أردت عله يفي ..
مع أطيب التحية،
احمد حمود الغنام
07-05-2012, 09:57 AM
أخبر أبو القاسم الزجاج في آماليه فقال :
أخبرنا الأخفش قال أخبرنا المبرد قال: دخلت في حداثتي أنا وصديق لي من أهل الأدب إلى بعض الديارات لننظر إلى مجانين قد وصفوا لنا فرأينا منهم عجائب، حتى انتهينا إلى شاب في حجرة منهم نظيف الوجه واللباس على حصير نظيف، بيده مرآة ومشط وهو ينظر في المرآة ويسرح لحيته، فقلت: ما يقعدك هنا وأنت مباين لهؤلاء؟ فرفع طرفه وأمال آخر وأنشأ يقول: الكامل
الله يعلم أنني كمد=لا أستطيع أبثّ ما أجد
نفسان لي؛ نفس تقسّمها = بلد وأخرى حازها بلد
وإذا المقيمة ليس ينفعها = صبر تجد الذي أجد
فقلت له: أراك عاشقا. قال: أجل. قلت: لمن؟ قال: إنك لسؤول. قلت: محسن أن أخبرت. قال: إن أبي عقد لي على ابنة عم لي نكاحا فتوفيّ قبل أن أزفها. وخلّف مالا عظيما، فقبض عمي على جميع المال وحبسني في هذا الدير وزعم أني مجنون، وقيمّ الدير في خلال ذلك يقول لنا: احذروه فأنه الآن يتغير ثم قال لي: أنشدني شيئا فأني أظنك من أهل الأدب. فقلت لرفيقي أنشد. فأنشد:
قبلّت فاها على خوف مخالسة = كقابس النار لم يشعر من العجل
ماذا على رصد في الدار لو غفلوا=عنيّ فقبلتها عشرا على مهل
غضي جفونك عني وانظري أمما = فإنما افتضح العشاق بالمقل
فقال لي: أبو من جعلت فداك؟ قلت: أبو العباس، فقال: يا أبا العباس أنا وهذا الفتى في الطرّفين، هذا مجاور من يهواه مستقبل لما يناله منه، وأنا ناء مقصى، فبالله أنشدني أنت شيئاً. فلم يحضرني في الوقت غير قول عمر بن أبي ربيعة: الكامل
قالت سكينة والدموع ذوارف=تجرى على الخدين والجلباب
ليت المغيرىّ الذي لم أجهزه=فيما أطال تصبرّي وطلابي
كانت تردّ لنا المنى أيامه=إذ لا تلام على هوى وتصاب
خبرّت ما قالت فبتّ كأنما=ترمي الحشا بصوائب النشاّب
أسكين ما ماء الفرات وطيبه = مناّ على ظمأ وحبّ شراب
بالّذ منك وأن نأيت وقلّما = ترعى النساء أمانة الغياّب
ثم قلت له: أنشدنا أنت شيئاً آخر، فأنشأ يقول: مجزوء الوافر
أبن لي أيها الطلل = عن الأحباب ما فعلوا
ترى ساروا ترى نزلوا=بأرض الشام أو رحلوا
فقال له رفيقي مجونا ولعبا: ماتوا. فقال: ويلك ماتوا؟ قال: نعم ماتوا. فاضطرب واحمرت عيناه وهم بالوثوب فتنحينا عنه فجعل يضرب برأسه الأرض ويقول: ويلك ماتوا. حتى هالنا أمره فانصرفنا عنه.
ثم عدنا بعد أيام فسألنا عنه صاحب الدير فقال: ما زالت تلك حاله إلى أن مات.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir