المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خسارة



وليد عارف الرشيد
17-04-2012, 04:11 PM
خسارة

مَا بِكَ يَا أَبِي ؟ قَالَهَا وَلَدِي لَمَّا رَأَى فِي قَسَمَاتِ وَجْهِي مَا يَفْضَحُ أَلَمًا طَارِئًا أَلَمَّ بِي. كُنَّا قَدْ انْتَهَيْنَا لِلتَّوِّ مِنْ أَدَاءِ صَلَاةِ المَغْرِبِ فِي أَوَلِّ يَوْمٍ بِعِيدِ الفِطْر ، حَيْثُ قَضَيْنَاهُ عِنْدَ وَالِدَتِي بَعْدَ سَفَرٍ مُبْكِر ، كَانَ عَارِضًا خَبِرْتُهُ مِنْ قَبْلُ وَلكِنَّهُ هذِهِ المَرَّةّ مّرَّ مُرُورَ الكِرَام . اسْتَدَرْتُ بِاتِّجَاهِ زَوْجِي : أَتَذْكُرِينَ أَبَا عَلِي ؟ نَعَمْ فَمَا الَّذِي ذَكَّرَكَ بِهِ الآن ؟ أَشَرْتُ إِلَى مَكَانِ الأَلَمِ فَابْتَسَمَتْ وَهَزَّتْ رَأْسَهَا . كَانَ لِذلِكَ ذِكْرَى لَا تُنْسَى .
فَمُنْذُ أَكْثَرِ مِنْ عَامَيْنِ أَصَابَنِي عَارِضُ أَلَمٍ فِي أَسْفَلِ البَطْنِ لَا يُمْكِنُ وَصْفُ شِدَّتِهِ ، سَبَقَتْهُ قَبْلَ أَيَّامٍ مُقَدِّمَاتٌ ، وَزَارَنِي يَوْمَهَا فِيمَا بَدَا مُزْمِعًا الإِقَامَةَ بِقُوَّةِ وَإِصْرَارِ وَاضِحَيْن . الْوَقْتُ قُبَيْلَ الْفَجْرِ وَلَا طَبِيبَ يُمْكُنُنِي الْوُصُولُ إِلَيْه، كِدْتُ لَوْلَا بَعْضُ وَقَارٍ وَتَصَبُّرٍ أَنْ أَصْرُخَ مِنَ الوَجَعِ ، وَأَخَذْتُ أَتَلَوَّى وَأَسِيرُ فِي أَرْجَاءِ البَيْتِ شَارِدًا ، حَتَّى اسْتَيْقَظَتْ زَوْجِي وَرَاعَهَا مَا رَأَتْ مِنْ تَوَجُّعِي وَحَثَّتْنِي عَلَى الذَّهَابِ إِلَى الْمَشْفَى بِحَالَةِ إِسْعَافٍ، لكِنَّ دَاعِيًا مَا دَعَانِي لِلتَّرَيُّثِ وَالاصْطِبَار .
مَا كَادَ الضَّوْءُ يُعْلِنُ افْتِتَاحَ نَهَارٍ جَدِيْدٍ حَتَّى كُنْتُ أَرْتَدِي ثِيَابِي وَأَخْرُجُ إِلَى الْعَمَلِ قَبْلَ الْمَوْعِدِ المُعْتَادِ . لَمْ يَسْمَحْ لِي زَائِرِي الْلَئِيمُ أَنْ أَسْتَقِرَّ بِوَضْعِيَةٍ وَاحِدَةٍ فَتَارَةً أَجْلِسُ وَأُخْرَى أَقِفُ وَثَالِثَةً أَمْشِي ، وَرَأَيْتُنِي مُنْقَادًا بِمَشِيئَةٍ إِلَى صَدِيقٍ أَسْتَشِيرُهُ بِاسْمِ الطَّبِيبِ الْمُنَاسِبِ مَعَ انْتِظَارِ مَوْعِدِ فَتْحِ الْعِيَادَةِ . أَبْدَيْتُ شَكْوَايَ لِصَدِيقِي الَّذِي بَادَرَ إِلَى حَجْزِ مَوْعِدٍ لي مَعَ طَبِيبٍ بَعْدَ سَاعَتِين، وَكَانَ ذلِكَ أَقْصَى مَا يُمْكِنُهُ فِعْلُهُ، ثُمَّ أَشَارَ عَلَيَّ بِإِجْرَاءِ تَحْلِيلٍ فِي مُخْتَبَرٍ قَرِيبٍ ضَمَانًا لِعَدَمِ ضَيَاعِ الْوَقْتِ ما بَيْنَ الطَّبِيبِ وَالْمُخْتَبَر .
وَرَيْثَمَا يَأْتِي مَوْعِدُ اسْتِلَامِ نَتِيجَةِ الاخْتِبَاِر عُدْتُ إِلَى مَكْتَبِ صَدِيقِي . جَلَسْتُ متماسِكًا مُحَاوِلًا السَّيْطَرَةَ عَلَى هذَا الوَحْشِ القَابِعِ بِي ، وَإِذَا بِالرَّجُلِ الطَّيِّبِ يَدْخُلُ مُسَلِّمًا . كُنْتُ قَدْ تَعَرَّفْتُ عَلَى أَبِي عَلِي فِي ذَاتِ الْمَكَانِ مُنْذُ شُهُورٍ . رَجُلٌ تَدْعُوكَ سَمَاحَةُ وَجْهِهِ الْوَضَّاءِ وَصَوْتُهُ الْهَادِئُ وَحُضُورُهُ الرَّصِينُ وَبَسَاطَةُ حَدِيثِهِ وَدَعَةُ نَفْسَهِ وَهَيْبَةُ سِتِّينِهِ وَحَدِيثُهُ الْوَقُورُ الْوَدُودُ لِمَحَبَّتِهِ مِنَ الْلِقَاءِ الأَوَّلِ ، وَلَمْ يَكُنْ سِوَى رَجُلٍ شِبْهِ أُمِّيٍّ يَرْتَزِقُ مِنْ جَمْعِ ( تَنك ) الْجُبْنِ الْمُسْتَعْمَلَةِ لِيُعِيدَ تَنْظِيفَهَا وَتَجْهِيزِهَا لِبَيْعِهَا إِلَى بَائِعِي الْجُبْنِ . لَمْ أَدْرِ حِينَهَا إِنْ كُنْتُ وَحْدِي مَنْ أَحَبَّهُ فَلَمْ أَكُنْ أَمْلِكُ إِلَّا أَنْ أُحِبَّهُ، تُعْجِبُكَ عِفَّةٌ يَرْتَدِيهَا دُونَ تَكُلُّفٍ وَعِزَّةُ نَفْسٍ تَتَقَمَّصُهُ دُونَ أَنْ تُغَادِرَهُ الابْتِسَامَةُ الدَّافِئَةُ الرَّقِيقَةُ وَالسَّمَاحَةُ المُسْفِرَةُ عَنْ بَرَاءَتِهَا فِي مُحَيْا هذَا الرَّجُلِ، لَكَأنِّي بِهِ مِصْدَاقُ قَوْلِ رَبِّي جَلَّ وَعَلَا : سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم ، وَكَانَ كُلَّمَا مَرَّ بِصَاحِبِي يَقُولُ مُوَجِّهًا بَنَانَهُ إِلَيَّ : إِيَّاكَ وَخُسْرَانَ هذَا الصَّاحِبِ فِإنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ وَعَلِمْتُ بِمَا رَأَيْتُ بِهِ أَنَّهُ لَكَ بَرَكَة، وَكَانَ صَاحِبِي يُجِيبُهُ : وَمَا أَدْرَاكَ أَيُّهَا (الشَّايِب) لَا يَغُرَّنَكَ أنْتَ لَا تَعْرِفُ شَيْئًا فَنَضْحَكُ جَمِيعًا .
صَافَحَ أَبْو عَلِيٍّ جُلَسَائِي بِشَكْلٍ عَادِيٍّ وَاتَّجَهَ إِلَيَّ بِمُصَافَحَةٍ أَشَدُّ حَرَارَةً وَوِدًّا وَرَمَقَنِي بِعَيْنَيْهِ الزَّرْقَاوَيْنِ الصَّافِيَتَيْنِ :مَا بِكَ يَا أَخِي مِمَّ تَشْكُو ؟ ذَهَلَنِي الرَّجُلُ وَأَلْجَمَ فِي حَلْقِي الكَلَامَ ... مِنْ أَيْنَ لَهُ الْمَعْرِفَةَ وَمَنْ أَخْبَرَهُ ؟ وَقَدْ كُنْتُ أحَاوِلُ الظُّهُورَ فِي الْمَكَانِ طَبِيعِيًّا ؟ ..أَشَرْتُ ، فَابْتَسَمَ وَقَالَ : اجْلِسْ سَلَّمَكَ اللهُ وَعَافَاكَ، ثُمَّ جَلَسَ بِجِوَارِي يَدْعُو لِي وَيَقْرَأُ مِنْ آيَاتِ اللهِ يَلْحَنُ بِهَا لَحْنَ الْأُمِّيِّ ، وَسَمِعْتُهُ يُنَاجِي اللهَ بِكَلِمَاتٍ أَقْرَبَ لِلْعَامِّيَةِ ثُمَّ طَلَبَ مِنِّي أَنْ أَقْرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ الْعَظِيمِ وَمِنْ قِصَارِ السُّوَرِ ثُمَّ مَسَحَ عَلَى بَطْنِي : يَشْفِيكَ وَيُعَافِيكَ وَاللهِ أَنْتَ عَزِيزُعلَى قَلْبِي .
خَرَجَ الرَّجُلُ وَخَرَجْتُ بَعْدَهُ إِلَى الْمُخْتَبَرِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمْ نَكَدْ نُغَادِرُ حَتَّى كَانَتْ الآلَامُ تَنْسِحِبُ مِنْ جَسَدِي رُوَيْدًا وَالسَّكِينَةُ تَغْشَانِي، وَلَمَّا قَدِمْتُ إِلَى الطَّبِيبِ فِي الْمُخْتَبَرِ قَالَ بِلَهْجَةِ الْمُسْتَعْجِلِ أَمْرًا مُهِمًّا : عَلَيْكَ بِالطَّبِيبِ الاخْتِصَاصِيِّ دًونَ تَأْخِيرِ ، فَمَا أَثَارَنِي قَوْلُهُ وَمَا دَعانِي لِعَجَلَةٍ .
كَانَ الأَلَمُ قَدْ زَالَ بِفَضْلِ اللهِ تَمَامًا بَيْنَمَا كُنْتُ بَيْنَ يَدَيْ الطَّبِيبِ حَتَّى إِنِّي هَمَمْتُ بالانْسِحَابِ قَبْلَ الدُّخُولِ إِلَيْهِ . لَمَّا نَظَرَ إِلَى نَتِيجَةِ التَّحْلِيلِ بَعْدَ أَنْ شَرَحْتُ مَا حَصَلَ فَجْرًا، قَامَ بِفَحْصِي وَعَلَامَاتُ الاسْتِغْرَابِ بَادِيَةٌ عَلَى وَجْهِه ... أَمًتَأَكِّدٌ أَنَّكَ أَنْتَ ؟ ... ضَحِكْتُ وَقُلْتُ : لَمْ أَفْهَمْ .. فَاسْتَطْرَدَ : لَعَلَّ طَبِيبَ الْمُخْتَبَرِ أَخْطَأَ الشَّخْصَ .. لَا يُمْكِنُ لِصَاحِبِ هذَا التَّحْلِيلِ أَنْ يَجْلِسَ أَمَامِي بِهذِهِ السَّكِينَةِ ، فَالنَّتِيجَةُ تَقُولُ أَنّهُ يُفْتَرَضُ أَنَّ لَدَيْكَ الْتِهَابَاتٍ شَدَيدَةً جِدًا يُؤَكِّدُهَا مَا وَصَفْتَ لِي مِنْ آلامِ الْفَجْرِ .. صَمَتُّ وَخَرَجْتُ دُونَ أَنْ أُجِيبَ . نَعَمْ اشْتَرَيْتُ الدَّوَاءَ الَّذِي وَصَفَهُ أَخْذًا بِالأَسْبَابِ لكِنِّي لَمْ أَكُنْ بِحَالَةٍ تَسْتَدْعِي تَنَاوُلَهُ وَانْتَظَرْتُ حَتَّى الْمَسَاءِ وَلَمْ يَتَغَيَّرْ شَيء وَبِتُّ لَيْلَتِي وَكَأَنَّ شَيْئًا لَمْ يَحَصَلْ ، حَدَّثْتُ زَوْجَتِي بِمَا جَرَى وَحَمَدْنَا اللهَ وَشَكَرْنَاه .
فِي الْيَوْمِ التَّالِي كَانَتْ قَدَمَايَ تُسَابِقَانِي لِلْوُصُولِ إِلَى مَكْتَبِ صَاحِبِي لَعَلِّي أَلْتَقِي بِأَبِي عَلِيٍّ الطَّيِّبِ فَأُبَشِّرَهُ بِالشِّفَاءِ ، وَلَمْ أَكَدْ أَجْلِسُ حَتَّى لَبَّى وَدَخَلَ وَنَظَرَ إِلَيَّ بِابْتِسَامَةٍ وَقَبْلَ أَنْ أَنْبِسَ بِبِنْتِ شَفَةٍ : حَمْدًا للهِ عَلَى السَّلَامَة .. قَالَهَا وَالْفَرَحُ يَتَرَاقَصُ فِي عَيْنَيْهِ وَإِشْرَاقَةِ وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَعْلَم ؟ .. وَاللهِ ... واللهِ .. واللهِ .. ثَلَاثًا إِنَّنِي الْيَوْمَ سَعِيدٌ أَكْثَرَ مِنْ سَعَادَةِ مَنْ وُهِبَ مِقْدَارَ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبَا أَتَدْرِي لِمَ ؟ فَكَانَ سُكُوتِي هُوَ إِجَابَتِي الْوَحِيدَةَ !. لِأَنَّ رَبِّي جَبَرَ خَاطِرِي ، وَفَاضَتْ عَيْنَاهُ دَمْعًا . مِنْ يَوْمِهَا بِتُّ أَقْتَنِصُ الْفُرْصّةَ لِلذَّهَابِ إِلَى مَكْتَبِ صَدِيقِي لِأَلْتَقِيهِ . أَحَبَّنِي وَأَحْبَبْتُهُ أَكْثَرَ ، مَرَّةً قَالَ لِي : كَانَ لِي أُخْتٌ رَحِمَهَا اللهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَكُنْتُ شَابًّا فَسَأَلْتُهَا الدُّعَاءَ لِي بِالرِّزْقِ فَقَالَتْ : (اللَّهُمَّ يَوْمٌ بيوم) .. وَرَأَى وَعَلِمَ أَنِّي مَا فَهِمْتُ دُعَاءَهَا فَسَارَعَ بِالتَّوْضِيحِ : يَعْنِي ارْزُقْهُ كَفَافَ كُلَّ يَوْمٍ بِيَوْمِه ... وَهَا أَنَذَا وَاللهِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ عَامًا لَا أُرْزَقُ إِلَّا بِمْقَدَارِ حَاجَةِ يَوْمِي مَا زَادَتْ مَرَّةً وَمَا نَقَصَتْ .. رَاقَبْتُهُ يَأْخُذُ مِنْ الأَغْنِيَاءِ وَيُوصِلُ لِلْفُقَرَاءِ فَمَا خَصَّ نَفْسَهُ بِقِرْشٍ وَاحِدٍ،قَنُوعُ رَاضٍ حَلِيم، يُدَاوِمُ عَلَى زِيَارَةِ الْمَقَابِرِ كُلَّ صَبَاحِ جُمُعَةٍ لِيَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ ، وَمَاعلَمِتْهُ إِلَّا صَامِتًا ذَاكِرًا أَوْ مُتَحَدِّثُا بِوُدٍّ أَوْ مَعْرُوفٍ ،
بَعْدَ مُدَّةٍ أَغْلَقَ صَاحِبِي الْمَكْتَبَ ، وَعقَدْتُ النِّيَّةَ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ أَبْحَثَ عَنْهُ لِيَزُورَنِي وَيُدَاوِمَ عَلَى زِيَارَتِي وأَنَا كَذلِك، وَكُلَّمَا نَوَيْتُ أَتَانِي مَا يَشْغَلُنِي مِنْ سَفَرٍ أَوْ عَمَلٍ حَتَّى رَأَيْتُ مَسَاءَ هذَا الْعِيدِ فِي وَجْهِ امْرَأَتِي ابْتِسَامَةَ الْمُنْكِرِ وَهَزّةَ الْمُعَاتِبِ فَقَدْ كُنْتُ أُخْبِرُهَا بِعَزْمِي كُلَّ حِين ..
قُلْتُ لَهَا بِلَهْجَةِ الْعَازِمِ الْوَاثِقِ هذِهِ الْمَرَّة، بَعْدَ أَنْ مَرَّ ذَاتُ الْعَارِضِ مِنَ الأَلَمِ وَاخْتَفَى : يُذَكِّرُنِي بِهِ وَيَسْتَحِثُّنِي ، عَهْدًا لَئِنْ أَبْقَانِي اللهُ حَيًا حَتَّى الغَدِ وَمَنْ لَحْظَةِ وُصُولِنَا إِلَى الْبَيْتِ لَأَخْرُجَنَّ سَعْيًا الْتَمَاسَ مَعْرِفَةِ بَيْتِهِ لِأُهَنِّئَهُ بِالْعِيدِ وَأَدُلَّهُ عَلَى مَكَانِ الْمَكْتَبِ .
فِي الْيَوْمِ التَّالِي، وَمَا إِنْ وَصَلْتُ إِلَى مَدِينَتِي، حَتَّى تَرَكْتُ الْعَائِلَةَ تُغَادِرُ السَّيَارَةَ وَذَهَبْتُ لَاهِفًا إِلَى الْحَيِّ الَّذِي سَمِعْتُهُ مَرَّةً يَقُولُ أَنَّهُ مِنْ قَاطِنِيهِ، وَأَخَذْتُ أَسْأَلُ حَتَّى اقْتَرَبْتُ مِنْ بَيْتٍ لِلْعَزَاءِ أُقِيمَ فِي شَارِعٍ فَانْقَبَضَ فُؤَادِي بِشِدَّةٍ وَاقْتَرَبْتُ أَجُرُّ قَدَمَيَّ الْمُرْتَجِفَتَيْنِ كَمَا لَمْ يَحْصَلْ قَطُّ مَعِي ، سَأَلْتُ شَابًا وَاقِفًا بِالْقُرْبِ : مَنْ الْمُتَوَفَّى رَحِمَهُ الله؟ قَالَ : وَالِدِي .. وَمَنْ وَالِدُك ؟ قَالَ أَبُو عَلِي ... صُعِقْتُ بِشِدَّةٍ وَكَأَنَّ صَدْمَةَ كَهْرُبَاءٍ سَرْبَلَتْنِي ارْتِجَافًا مِنْ رَأْسِي إِلَى أَخْمَصِي وَقَفَزَتْ دَمْعَتِي مِنْ مِحْجَرِي حَارَّةً . قُلْتُ مُرْتَبِكًا مًصْعُوقًا : مًتًى؟ قًالً : بِالْأَمْسِ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِب !!!!!!

هي حادثة شخصية نقلتها بأمانة على شكل سردية أرجو أن تنال استحسانكم .

بشرى العلوي الاسماعيلي
17-04-2012, 04:48 PM
الأديب الصديق وليد
لقد أجدت الصياغة والحبك بحيث استطعت أن تمسك بخيوط القصة من البداية و حتى النهاية ...فتسللت جملك المترفة صدقا لتخترق حواجز القلب
سررت جدا أن أكون في الصفوف الأولى لمصافحة هذه القصة التي حملت من مشاعر الوفاء ما يجعل القارىء يتفاعل معها من حيث تأثره بها إلى درجة تجعله يغرق في لجة من الدهشة
تقبل مودتي وتقديري مع وافر التحايا

آمال المصري
17-04-2012, 05:16 PM
الصحبة الطيبة خير من الدنيا وما عليها
وأعظم خسارة هي أن نخسر أنفسنا الساكنة في أجساد من أحببنا في الله
قدرة هائلة على السرد وأسلوب شيق ماتع
ولغة جميلة
وخاتمة مفاجأة رغم الإيلام
مبدع أنت أستاذنا الفاضل
تحاياي

كاملة بدارنه
17-04-2012, 10:45 PM
أسلوب حكائي جميل بلغته ومضمونه
قد يكرم بعض النّاس بكرامات مثل الدّعاء المستجاب أو الفراسة وغيرها ...
وجميل أن يكون الإنسان قنوعا بما وهبه الله ، راضيا ومحبّا للآخرين!
صفات إنسانيّة كثيرة ظهرت في النّصّ وتفيد الكثير
بوركت أخ وليد
تقديري وتحيّتي

نادية بوغرارة
17-04-2012, 11:05 PM
قرأت القصة و كأنني واحدة من شخوصها أراقب ما يقال و ما يجري ،

و توقعت تلك النهاية المحزنة ، و تمنيت أن يخيب ظني .

لقصص الواقع و لحكايا الناس سحر خاص ، يجعلنا أكثر قربا من الأحداث ،

و أعمق تفاعلا معها .

رحم الله أبا علي الذي عرف الكاتب كيف يجعلنا نراه رجلا نادرا متفردا ،

بلسما يمشي على الأرض و مثالا للمؤمن الصابر القنوع المرتبط قلبه بالسماء .

الأخ الأديب وليد عارف الرشيد ،

سردية راقت لي قراءتها ، و لم أعتبر أن فيها خسارة ، فكل ميسر لما خلق له ،

و كل حادث لا يكون إلا بقضاء و قدر .

دمت و أدبك ذهبي الحروف .

ربيع بن المدني السملالي
17-04-2012, 11:47 PM
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ " .
ولله درّ الإمام الشافعي الذي قال :
إنّ لله عباداً فُطناً طلّقوا الدّنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا أنها ليست للحيّ وطنا
اتخذوها لجّة وصالح الأعمال فيها سفنا

رحمَ الله أبا عليّ وجميع موتى المسلمين ...
أخي الأستاذ وليد عبد الغفاّر قرأتُ هنا أدبا راقيا ، رفيعاً ، هادفاً ، ومُثمراً ...بارك الله فيك وزادك من فضله ..
دمتَ بخير وعافية وبركة
تحياتي وتقديري ومحبتي

ربيحة الرفاعي
18-04-2012, 12:08 AM
حكاية ملفتة بسردية مشوقة ولغة ننتظرها بجماليتها وقوتها حين نرى اسمك يزين الصفحة
ومعان طيبة وقيم سامية قامت عليها القصة فراقت للنفس بما حملت وراق للقلب شخوصها

متعة ومنفعة كانت القراءة هنا
أهلا بك أديبنا في واحتك

تحيتي

وليد عارف الرشيد
18-04-2012, 07:49 AM
الأديب الصديق وليد
لقد أجدت الصياغة والحبك بحيث استطعت أن تمسك بخيوط القصة من البداية و حتى النهاية ...فتسللت جملك المترفة صدقا لتخترق حواجز القلب
سررت جدا أن أكون في الصفوف الأولى لمصافحة هذه القصة التي حملت من مشاعر الوفاء ما يجعل القارىء يتفاعل معها من حيث تأثره بها إلى درجة تجعله يغرق في لجة من الدهشة
تقبل مودتي وتقديري مع وافر التحايا



أحييك أديبتنا القديرة الصديقة بشرى لقراءتك الثرية لنصي الفقير وسعدت لأنها نالت استحسانك
مودتي وكامل تقديري كما تعلمين وأكثر

وليد عارف الرشيد
18-04-2012, 07:52 AM
الصحبة الطيبة خير من الدنيا وما عليها
وأعظم خسارة هي أن نخسر أنفسنا الساكنة في أجساد من أحببنا في الله
قدرة هائلة على السرد وأسلوب شيق ماتع
ولغة جميلة
وخاتمة مفاجأة رغم الإيلام
مبدع أنت أستاذنا الفاضل
تحاياي

بارك الله بك وبقراءتك الخبيرة الماتعة وسرني أنها نالت استحسانك
مودتي وكثير تحايا أختي الفاضلة آمال

عبد الرحيم بيوم
18-04-2012, 08:51 AM
قصة بعبرة بالغة
وتصوير للاحداث جميل
اسرت حين بدات اول جملة ولم يطلق سراحي الا بخاتمته
استمتعت جدا هنا استاذي الفاضل
تقبل تحياتي ومودتي
وشكرا لما ادرجته من معاني هنا

حميد العمراوي
18-04-2012, 07:49 PM
استاذي وليد عارف الرشيد

تتبعت معك هذه الحكاية و شعرت بالصدق و أنا أقرؤها و جمال روحك فيها بين واضح

بعض الناس يخففون الألم فقط بابتسامة أو كلمة طيبة، و هذا لا شك فيه لذلك فديننا يحث على عيادة المريض و إلقاء جميل القول في حضرته و تبشيره بالشفاء و الدعاء له

بارك الله في صحتك و عوضك عن صديقك المرحوم

تحياتي و تقديري

سامية الحربي
19-04-2012, 01:48 PM
نهاية مفجعة لسرد راقي كما يليق بإبداعك أستاذ وليد عارف. هم الطيبون لا يطول بقاؤهم ربما لأنهم يوغلون النظر في قلوبنا فلا يبصرون غير الجميل فيها . رحمه الله واسكنه فسيح جناته . بورك نبضك الطيب.

وليد عارف الرشيد
19-04-2012, 05:09 PM
أسلوب حكائي جميل بلغته ومضمونه
قد يكرم بعض النّاس بكرامات مثل الدّعاء المستجاب أو الفراسة وغيرها ...
وجميل أن يكون الإنسان قنوعا بما وهبه الله ، راضيا ومحبّا للآخرين!
صفات إنسانيّة كثيرة ظهرت في النّصّ وتفيد الكثير
بوركت أخ وليد
تقديري وتحيّتي
لك التقدير والامتنان بلاحدود لدفعك الدائم وقراءتك الناضجة
بوركت أستاذتي ومودتي هي وأكثر

وليد عارف الرشيد
20-04-2012, 01:06 PM
قرأت القصة و كأنني واحدة من شخوصها أراقب ما يقال و ما يجري ،

و توقعت تلك النهاية المحزنة ، و تمنيت أن يخيب ظني .

لقصص الواقع و لحكايا الناس سحر خاص ، يجعلنا أكثر قربا من الأحداث ،

و أعمق تفاعلا معها .

رحم الله أبا علي الذي عرف الكاتب كيف يجعلنا نراه رجلا نادرا متفردا ،

بلسما يمشي على الأرض و مثالا للمؤمن الصابر القنوع المرتبط قلبه بالسماء .

الأخ الأديب وليد عارف الرشيد ،

سردية راقت لي قراءتها ، و لم أعتبر أن فيها خسارة ، فكل ميسر لما خلق له ،

و كل حادث لا يكون إلا بقضاء و قدر .

دمت و أدبك ذهبي الحروف .

لم تكن خسارة أيضًا أن تستدعيك متواضعتي أيتها القديرة المتألقة إلى متصفحي بل هو الكسب بعينه ... أشكرك وقراءتك الرائعة
مودتي وتقديري كما يليق

وليد عارف الرشيد
20-04-2012, 01:08 PM
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ " .
ولله درّ الإمام الشافعي الذي قال :
إنّ لله عباداً فُطناً طلّقوا الدّنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا أنها ليست للحيّ وطنا
اتخذوها لجّة وصالح الأعمال فيها سفنا

رحمَ الله أبا عليّ وجميع موتى المسلمين ...
أخي الأستاذ وليد عبد الغفاّر قرأتُ هنا أدبا راقيا ، رفيعاً ، هادفاً ، ومُثمراً ...بارك الله فيك وزادك من فضله ..
دمتَ بخير وعافية وبركة
تحياتي وتقديري ومحبتي


بارك الله بك أسعد كثيرًا حين أرى اسمك فاضلي الكبير الربيع يزين صفحاتي بكل هيبةٍ وجمال
محبتي وكل التقدير والامتنان

نزار ب. الزين
20-04-2012, 09:39 PM
أخي المكرم الأستاذ وليد
شدتني القصة حتى الحرف الأخير
بأسلوبها السلس وفق منهج السهل الممتنع
قصة ملأى بالقيم و المثل العليا
الدالة على سمو نفسك
دمت مبدعا أخي الكريم
و دام يراعك باسقا
نزار

محمد محمود محمد شعبان
20-04-2012, 11:04 PM
خسارة وأي خسارة
لقد قرأت قصتك من النهاية
أعني أني توقعت النهاية منذ التقيت أبا علي
ولكن سردك الشيق كان يستحثني ألا يفوتني حرف واحد
فأنهيتها وقلبي معلق بأبي علي
فكم من أناس نتعلق بهم وننوي وصلهم وتحول الأقدار دون ما نريد
إذن هي بركة القرآن تعني فيه شفاء ( شفاء لما في الصدور ) ، وورد بكثير من
الأثار بأن فيه شفاء للأبدان أيضا
ليت لي نفسا في ثمن نفس أبي علي
اللهم عودنا القناعة ، وارزقنا الطاعة ، وثبتنا وزد في إيماننا
شكرا سيدي الكريم على عبرتك البليغة
تحيتي

مصطفى حمزة
23-04-2012, 12:16 PM
أخي العزيز الأستاذ وليد
أسعد الله أوقاتك
قصّة غريبة ، لكنها تقع ، وقد عاينتُ شبيهة بها . هو صديق لي ابتلي بسرطان في معدته ، وتطور المرض ، وبلغ مرحلته الأخيرة ، فاصطحبَ زوجته وأولاده إلى العمرة ، وكانت الرحلة أشبه برحلة وداع !! ثم عادوا وبعد أيام انتفى المرض من جسمه ، وعاد إليه شعر رأسه الذي سلبه الكيماويّ !! ومنذ ذلك الوقت ...من عدة سنوات ..حتى الآن يمارس عمله بكامل صحته !
أمتعتنا بسرد سهل ، ووصف دقيق عفويّ ، وأنت لم تختر الخاتمة المثيرة ، بل الواقع هو اختارها ، فجاءت مؤثرة ..
تحياتي لك ، ولنفسك الطيبة ، وروحك الشفيفة ، ولقلمك البليغ الأنيق
دمتَ بخير

وليد عارف الرشيد
23-04-2012, 04:01 PM
حكاية ملفتة بسردية مشوقة ولغة ننتظرها بجماليتها وقوتها حين نرى اسمك يزين الصفحة
ومعان طيبة وقيم سامية قامت عليها القصة فراقت للنفس بما حملت وراق للقلب شخوصها

متعة ومنفعة كانت القراءة هنا
أهلا بك أديبنا في واحتك

تحيتي

بارك الله بك ما أجمل مرورك وتشريفك متصفحي كما النسيم العليل في ظهيرة قيظ ... سرني أنها راقت لك أيتها الكبيرة
مودتي وكثير تقديري أستاذتي الفاضلة

وليد عارف الرشيد
23-04-2012, 04:03 PM
قصة بعبرة بالغة
وتصوير للاحداث جميل
اسرت حين بدات اول جملة ولم يطلق سراحي الا بخاتمته
استمتعت جدا هنا استاذي الفاضل
تقبل تحياتي ومودتي
وشكرا لما ادرجته من معاني هنا

الشكر والتقدير والامتنان لك أخي المبدع ... سرني أنها شدتك
لك من أخيك حشود مودة

ناديه محمد الجابي
27-11-2012, 09:00 PM
قال صل الله عليه وسلم :
(الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف )
فلولا إنك أنت أيضا تحمل روحا نقية وقلبا أبيض فى نقاء وصفاء روح
أبى على لما إئتلفت أرواحكم وتحاببتم فى الله من اللقاء الأول .
وقد كان ذلك العارض من الألم الذى جاء ليذكرك به ويستحثك على
الوصول إليه هى روحه التى جاءت مودعة لك .

سرد جميل لحالة إنسانية أجدت تصويرها بلغة قوية , وأسلوب رائع
متمكن ولا عجب وأنت الأديب القاص المتمكن, يجملها الصدق والواقعية
المستشعرة فى كل كلماتها والتى أحسسناها قبل أن نعرف بها .
دمت أديبا قاصا موهوبا وإنسانا جميلا كأبى على رحمة الله عليه .

لانا عبد الستار
28-11-2012, 02:10 AM
شعرت منذ البداية أنها قصة حقيقة ولن أعرف لماذا
ولكن روح الكاتب كانت حاضرة بقوة والكلمات كانت تنطق صدقا
قصتك رائعة استاذ وليد
أشكرك

نداء غريب صبري
04-12-2012, 07:23 PM
خسارة بعض الناس كارثة وخسارة آخرين مكسب
رحم الله أبا علي
كان مكسبا لمن يعرف وكانت خسارته فادحة

قصة جميلة جدا أخي
امتعتني قراءتها
شكرا لك
بوركت

خلود محمد جمعة
09-09-2014, 08:18 AM
سبحان من جمع القلوب النقية على الخير
هكذا هي الرفقة التي لا تنتهي
تطويع الفكرة مع بلاغة في الحرف وحرفية بالسرد وتشويق حتى النقطة الأخيرة
جمال القصة تجلى في الروحانيات التي غمرت النص
رائعة
دمت بخير

د. سمير العمري
20-07-2015, 05:36 PM
مثلك أيها النقي الصادق يكرم بمثل هذا ويكون حدسه وديدنه موافق للحق وللخير فلا غرابة!

وقصة مؤثرة ألما من جانب فقد هذا الرجل التقي وهذا الصديق الصدوق وفخرا بهذا الوفاء المتبادل وهذا الإخاء المجرد في زمن بات عقيما بالصدق وبالوفاء.

وأكثر ما يمكن أن نشير هنا له أدبيا في هذا النص هو اللغة الراقية التي تؤكد أنك أحد أبرع أدباء المرحلة في كل فنون الأدب.

نسأل الله أن يعوضك خيرا بهذا الفقد فليس أكثر خسارة من فقد صديق صدوق والحر من حفظ وداد لحظة.

دمت بخير وعافية!

تقديري

سحر أحمد سمير
22-07-2015, 02:33 PM
الصداقة المكللة بالوفاء من أسمى صور العلاقات الاجتماعية ..تميزها تذكر لحظات الود و إن كانت قلائل ..سبحان من جمعك به و جعلك سببا في الدعاء له بالرحمه ..

أستشعرها قصة واقعية جمعتك بهذا القلب النقي ..لامست شغاف القلوب..

دمت بخير و عافية أستاذي الكريم.وليد الرشيد..

تحاياي.