تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الحاج محمد



هائل سعيد الصرمي
18-04-2012, 12:17 AM
بدا لي الحاج محمد وهو يجمع ماله ومال أقربائه, ومن يطالهم من معاريفه ليتاجر بها كي يهنأ بالعيش الرغد سعيا لتأمين عيشه بالحلال والربح المشروع, فيفيد ويُستفيد, واستورد مواد لإصلاح الأراضي الزراعية , فعلم به المورد الكبير نبهان الذي يحتكر هذه السلع ويبيعها بأسعار باهضة ويحارب كل منافسيه , وبمجرد وصول بضاعة الحاج محمد .. خفض نبهان أسعارهُ بأقل من تكلفة شرائه ؛ كي يصيب الرجل الفاضل بمقتل ؛ فيترك التجارة إلى الأبد, وتم له ما أراد ؛ فقد كسدت كمية جارنا ولم يقبل عليها الناس , ثم حاول أن يبيعها بسعر أقل من التكلفة فما استطاع!! إلا ما باعه لبعض معارفه بسعر زهيد, بما لا يفي بمصاريف النقل وتكاليف التخزين, وظل يعرضها حتى انتهى تاريخ صلاحياتها , وتم إتلافها في محرقة الجشع والاحتكار جوار سوق من لا يردعه ضميرْ ولا وازع من دينْ, أتلفتها محرقة الأنانية ونيران الأطماع ...ومعهما آمال الحاج محمد وأحلامه..
لقد التهم خبثُ نبهان كل آماله , وحطم نهمُهُ كل طموحه وانتهت قصة تجارته بانتهاء صفقته الأولى.. فلزم داره , يندب حظه ويدعو ربه أن يفرج عنه ويقضي دينه وينتقم له ممن ظلمه ..ولم يبرحها حتى سمع بأن نبهان أصيب بصدمة نفسية أفقدته لبه وصوابه , عندما نبا إليه خبر غرق سفينته التي وضع جل أمواله فيها, وكانت مليئة ببضائعه وبضائع غيره الذين يلزمه تعويضهم.. يومها تنفس الحاج محمد الهواء النقي خارج منزله بعد أن خرَّ ساجدا لربه مستبشرا فرحا , لا لأن الله انتقمَ له من ظالمه, ولأمثاله من المظلومين فحسب... ولكن استبشارا بإحقاق الحق وبفرج الله الذي يأمل منه العوض كي يرد الحقوق إلى أهلها , فما أرَّقه وأقض مضجعه وأحزنه كل تلك المدة إلا أموال الناس الذي أخذها , رغم أنهم أخبروه مرارا , بأن لا يهتم بهذا الأمر وأنهم راضون بقضاء الله وقدره فالبيع والشراء فيه الربح وفيه الخسارة . ولا يلزمه شيئا تجاههم.
لكنه أبا وأخذ عهد على نفسه بأن يرد عليهم أموالهم التي أخذها منهم ـ مبالغة في الورع وزيادة في التقوى... لذلك كان يلح على الله بأن يعينه على ما يؤمله...وبعد أن اطمأن بتحقق عدالة السماء , استبشر بأن الله سيتم نعمته عليه فكم استمطر رحماته في خلواته.. . ولم تمضي فترة وجيزة حتى رن جرس هاتفه فإذا ولده الذي كان عاملا في أحد الشركات يبشره بأنه دخل في شراكة مع أحد المستثمرين الذين تعرف عليه أثناء عمله , وفتحا معه شركة استيراد وتصدير ادارتها عليه , و طلب الدعاء من أبيه فتهلل وجه الحاج محمد فرحا وبارك لأبنه وودعه, بعد أن دعا له بالنماء والبركة.
ولم تمضي فترة طويله حتى أخلف الله عليه بمال وفير أرسله ولده الذي نجح في تجارته أيما نجاح, فعاش الحاج محمد مع أسرته كريما مجيدا بعد أن سدد كل ما ألزم نفسه به من دين.

آمال المصري
18-04-2012, 01:21 AM
فكرة ليست جديدة الطرح
ولكن الأسلوب هنا كان بحاجة للثقل واللغة للمراجعة ليظهر النص بصورة أجمل

معارفه - التي أخذها - لكنه أبى - ولم تمضِ

رأي أرجو تقبله أخي الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

وليد عارف الرشيد
18-04-2012, 07:21 AM
فكرة جميلة لم تكن جديدة وسارت كحدث درامي عادي ونهاية لم تحمل عامل إدهاش
أثني على ما تفضلت به القديرة الأخت آمال بحاجة لمراجعة لغوية في كثير من المواضع
آمل أن نقرأ لك الأجمل وبالتأكيد لديك ما يقال
تقبل من إخوتك أملًا بالارتقاء وغيرةً لا أكثر
مودتي وتقديري كما يليق

ربيحة الرفاعي
12-02-2013, 05:19 AM
لدى أديبنا الفاضل دائما أفكار قصّية فيها ما يقول، وهي وإن لم تكن مبتكرة فإنها مطروحة من زوايا جميلة ومؤثرة، غير أنها تحتاج لاشتغاله عليها بشيء من التكثيف وضبط اللغة والبناء

دمت أديبنا بخير

تحاياي

محمد النعمة بيروك
13-02-2013, 10:48 PM
قصة تقليدية شديدة المباشرة، كأنها من الزمن الماضي، أو كأنها وقائع تحكى في المذياع، زاد من تقليديتها بحثها الحثيث عن النهاية السعيدة التي تجاوزها القص الحديث، أو بلور لها رؤيته الخاصة البعيدة عن المباشرة..
أيضا أخي الكريم النص شابه العديد من الهنات المختلفة:
معاريفه...معارفه
العيش الرغد...الرغيد
أموال الناس الذي...التي
لأبنه...لابنه
لم تمضي...لم تمض
يُستفيد...يستفيد
ضميرْ...ضمير

أرجو أن تقرأ كثيرا أخي الكريم قصصا قصيرة حديثة، لتكتشف الغاية من القص اليوم، والذي لا يقف عند حد سرد الوقائع..

أعذر رأيي الذي لا يفسد للود قضية.

نداء غريب صبري
20-03-2013, 12:36 AM
أعجبتني الفكرة مع أنها مطروقة
لكن النص يحتاج للتكثيف والاجتهاد في التعبير عن الحدث بتصوير مشوق

شكرا لك اخي

بوركت