د. مختار محرم
19-04-2012, 02:16 PM
فيروزجُ الصبحِ أمْ ياقوتةُ الشفقِ= بدَتْ فهَيّجَتِ الوَرقاءَ في الوَرَقِ
أمْ صارِمُ الشّرقِ لمّا لاحَ مُختَضِباً= كما بَدا السّيفُ مُحمَراً من العلَقِ
ومالتِ القضبُ، إذْ مرّ النسيمُ بها= سَكرَى كما نُبّهَ الوَسنانُ من أرَقِ
والغيمُ قد نشرتْ في الجوّ بردتُه ستراً تمدُّ حواشيهِ على الأفُقِ
والسحُّبُ تَبكي، وثَغرُ البَرّ مُبتَسِمٌ= والطّيرُ تَسجَعُ من تيهٍ ومن شَبَقِ
فالطّيرُ في طرَبٍ، والسُّحبُ في حَربٍ= والماءُ في هربٍ، والغصنُ في قلقِ
وعارضُ الأرضِ بالأنوارِ مكتملٌ= قد ظلّ يشكرُ صوبَ العارِضِ الغدِقِ
وكلّلَ الطلُّ أوراقَ الغصونِ ضُحًى= كما تكلل خدُّ الخودِ بالعرقِ
وأطلَقَ الطّيرُ فيها سَجْعَ مَنطِقه= ما بَينَ مُختَلِفٍ منهُ ومُتّفِقِ
والظلُّ يسرقُ بينَ الدوحِ خطوتَه= وللمِياهِ دَبِيبٌ غَيرُ مُستَرَقِ
وقد بدا الوردُ مفتراً مباسمُهُ= والنرجِسُ الغضُّ فيها شاخصُ الحدقِ
من أحمرٍ ساطعٍ، أو أخضرٍ نضرٍ= أو أصفرٍ فاقعٍ، أو أبيضٍ يققِ
وفاحَ من أرجِ الأزهارِ منتشراً = نشرٌ تعطرَ منهُ كلُّ منتشقِ
كأنّ ذكرَ رسولِ اللهِ مرّ بها= فأكسبتْ أرجاً من نشرهِ العبقِ
مَحمّدُ المُصطفَى الهادي الذي اعتصَمَتْ = بهِ الورَى ، فهداهم أوضحَ الطرُقِ
ومن لهُ أخذَ الله العهودَ على = كلّ النّبييّنَ من بادٍ ومُلتَحِقِ
ومَن رَقي في الطِّباقِ السّبعِ مَنزِلَة ً= ما كانَ قطّ إليها قبلَ ذاكَ رَقي
ومَن دَنا فتَدَلّى نَحوَ خالِقِهِ= كقابِ قَوسَينِ أو أدنَى إلى العُنُقِ
ومَن يُقَصِّرُ مدحُ المادِحينَ لَهُ =عَجزاً ويَخرَسُ رَبُّ المَنطِقِ الذَّلقِ
ويُعوِزُ الفِكرُ فيهِ إنْ أُريدَ لَهُ =وصفٌ، ويفضلُ مرآهُ عن الحدقِ
يا خاتمَ الرسلِ بعثاً، وهي أولُها= فضلاً، وفائزُها بالسبقِ والسبقِ
جمعتَ كلّ نفيسٍ من فضائلهمْ= مِن كلّ مُجتَمِعٍ منها ومُفترِقِ
وجاءَ في محكمِ التوارة ِ ذكرُك والـ =ـإنجيلِ والصّحُفِ الأولى على نَسَقِ
وخصكَ اللهُ بالفضلِ الذي شهدتْ =به لعمرُكَ، في الفرقانِ من طرقِ
فالخلقُ تقسمُ باسمِ اللهِ مخلصة ً= وباسمِكَ أقسمَ ربُّ العرشِ للصدقِ
عَمّتْ أياديكَ كلَّ الكائناتِ، وقد = خُصّ الأنامُ بجُودٍ منكَ مُندَفِقِ
جودٌ تفلتَ أرزاقَ العبادِ به= فنابَ فيهمْ منابَ العارضِ الغدِقِ
لو أنّ آدَمَ في خِدرٍ خُصِصَتَ بهِ= لكانَ من شرّ إبليسَ اللّعينِ وُقي
أو أنّ عزمكَ في نارِ الخليلِ وقد = مستّهُ، لم يَنجُ منها غيرَ مُحترِقِ
لو أنّ بأسكَ في موسَى الكليمِ وقد= نوجي، لما خرّ يومَ الطورِ منصعقِ
لوْ أنّ تبعَ في محلِ البلادِ دَعا = للهِ باسمكَ، واستسقى الحيا لسُقي
لو آمنَتْ بكَ كلُّ النّاسِ مُخلِصة ً= لم يُخشَ في البعثِ من بخسٍ ولا رَهَقِ
لو أنّ عبداً أطاعَ اللهَ ثمّ أتَى= ببُغضِكُمْ، كانَ عندَ اللَّهِ غَيرِ تَقي
لو خالفتكَ كماة ُ الجنّ عاصية ً =أركَبَتهم طَبقاً في الأرض عن طَبَقِ
لو تودعُ البيضُ عزماً تستضيءُ به= لم يُغنِ منها صِلابُ البيضِ والدَّرَقِ
لو تَجعَلُ النّقعَ يومَ الحربِ متّصِلاً =بالليلِ، ما كشفتهُ غرة ُ الفلقِ
مَهّدَتَ أقطارَ أرضِ اللَّهِ، مُنفَتحاً= بالبِيضِ والسُّمرِ منها، كلُّ مُنغلِقِ
فالحربُ في لذذٍ، والشركُ في عوذٍ،= والدينُ في نشزٍ، والكفرُ في نفقِ
فضلٌ بهِ زينة ُ الدنيا، فكانَ لها =كالتاجِ للرأسِ، أو كالطوقِ للعنقِ
وآلكَ الغررِ اللاتي بها عرفتْ= سبلُ الرشادِ فكانتْ مهتدى الغرقِ
وصحبِكَ النُّجبِ الصِّيد الذينَ جرَوا= إلى المناقبِ من تالٍ ومستبقِ
قومٌ متى أضمرتْ نفسٌ امرىء ٍ طرفاً =من بُغضِهم كانَ من بعد النّعيمِ شَقي
ماذا تقولُ، إذا رُمنا المَديحَ، وقَد = شَرّفْتنا بمَديحٍ منكَ مُتّفِقِ
إن قلتَ في الشّعرِ حكمٌ، والبَيانُ بهِ =سحرٌ، فرغبتَ فيهِ كلّ ذي فرقِ
فكنتَ بالمدحِ والإنعامِ مبتدئاً= فلو أرَدنا جزاءَ البَعضِ لم نُطِقِ
فلا أخلُّ بعذرٍ عن مديحكمُ= ما دامَ فكريَ لم يرتج ولم يعقِ
فسوفَ أصفيكَ محض المدحِ مجتهداً= فالخلقُ تفنى ، وهذا إن فنيتُ بقي
فسوفَ أصفيكَ محض المدحِ مجتهداً= فالخلقُ تفنى ، وهذا إن فنيتُ بقي
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أمْ صارِمُ الشّرقِ لمّا لاحَ مُختَضِباً= كما بَدا السّيفُ مُحمَراً من العلَقِ
ومالتِ القضبُ، إذْ مرّ النسيمُ بها= سَكرَى كما نُبّهَ الوَسنانُ من أرَقِ
والغيمُ قد نشرتْ في الجوّ بردتُه ستراً تمدُّ حواشيهِ على الأفُقِ
والسحُّبُ تَبكي، وثَغرُ البَرّ مُبتَسِمٌ= والطّيرُ تَسجَعُ من تيهٍ ومن شَبَقِ
فالطّيرُ في طرَبٍ، والسُّحبُ في حَربٍ= والماءُ في هربٍ، والغصنُ في قلقِ
وعارضُ الأرضِ بالأنوارِ مكتملٌ= قد ظلّ يشكرُ صوبَ العارِضِ الغدِقِ
وكلّلَ الطلُّ أوراقَ الغصونِ ضُحًى= كما تكلل خدُّ الخودِ بالعرقِ
وأطلَقَ الطّيرُ فيها سَجْعَ مَنطِقه= ما بَينَ مُختَلِفٍ منهُ ومُتّفِقِ
والظلُّ يسرقُ بينَ الدوحِ خطوتَه= وللمِياهِ دَبِيبٌ غَيرُ مُستَرَقِ
وقد بدا الوردُ مفتراً مباسمُهُ= والنرجِسُ الغضُّ فيها شاخصُ الحدقِ
من أحمرٍ ساطعٍ، أو أخضرٍ نضرٍ= أو أصفرٍ فاقعٍ، أو أبيضٍ يققِ
وفاحَ من أرجِ الأزهارِ منتشراً = نشرٌ تعطرَ منهُ كلُّ منتشقِ
كأنّ ذكرَ رسولِ اللهِ مرّ بها= فأكسبتْ أرجاً من نشرهِ العبقِ
مَحمّدُ المُصطفَى الهادي الذي اعتصَمَتْ = بهِ الورَى ، فهداهم أوضحَ الطرُقِ
ومن لهُ أخذَ الله العهودَ على = كلّ النّبييّنَ من بادٍ ومُلتَحِقِ
ومَن رَقي في الطِّباقِ السّبعِ مَنزِلَة ً= ما كانَ قطّ إليها قبلَ ذاكَ رَقي
ومَن دَنا فتَدَلّى نَحوَ خالِقِهِ= كقابِ قَوسَينِ أو أدنَى إلى العُنُقِ
ومَن يُقَصِّرُ مدحُ المادِحينَ لَهُ =عَجزاً ويَخرَسُ رَبُّ المَنطِقِ الذَّلقِ
ويُعوِزُ الفِكرُ فيهِ إنْ أُريدَ لَهُ =وصفٌ، ويفضلُ مرآهُ عن الحدقِ
يا خاتمَ الرسلِ بعثاً، وهي أولُها= فضلاً، وفائزُها بالسبقِ والسبقِ
جمعتَ كلّ نفيسٍ من فضائلهمْ= مِن كلّ مُجتَمِعٍ منها ومُفترِقِ
وجاءَ في محكمِ التوارة ِ ذكرُك والـ =ـإنجيلِ والصّحُفِ الأولى على نَسَقِ
وخصكَ اللهُ بالفضلِ الذي شهدتْ =به لعمرُكَ، في الفرقانِ من طرقِ
فالخلقُ تقسمُ باسمِ اللهِ مخلصة ً= وباسمِكَ أقسمَ ربُّ العرشِ للصدقِ
عَمّتْ أياديكَ كلَّ الكائناتِ، وقد = خُصّ الأنامُ بجُودٍ منكَ مُندَفِقِ
جودٌ تفلتَ أرزاقَ العبادِ به= فنابَ فيهمْ منابَ العارضِ الغدِقِ
لو أنّ آدَمَ في خِدرٍ خُصِصَتَ بهِ= لكانَ من شرّ إبليسَ اللّعينِ وُقي
أو أنّ عزمكَ في نارِ الخليلِ وقد = مستّهُ، لم يَنجُ منها غيرَ مُحترِقِ
لو أنّ بأسكَ في موسَى الكليمِ وقد= نوجي، لما خرّ يومَ الطورِ منصعقِ
لوْ أنّ تبعَ في محلِ البلادِ دَعا = للهِ باسمكَ، واستسقى الحيا لسُقي
لو آمنَتْ بكَ كلُّ النّاسِ مُخلِصة ً= لم يُخشَ في البعثِ من بخسٍ ولا رَهَقِ
لو أنّ عبداً أطاعَ اللهَ ثمّ أتَى= ببُغضِكُمْ، كانَ عندَ اللَّهِ غَيرِ تَقي
لو خالفتكَ كماة ُ الجنّ عاصية ً =أركَبَتهم طَبقاً في الأرض عن طَبَقِ
لو تودعُ البيضُ عزماً تستضيءُ به= لم يُغنِ منها صِلابُ البيضِ والدَّرَقِ
لو تَجعَلُ النّقعَ يومَ الحربِ متّصِلاً =بالليلِ، ما كشفتهُ غرة ُ الفلقِ
مَهّدَتَ أقطارَ أرضِ اللَّهِ، مُنفَتحاً= بالبِيضِ والسُّمرِ منها، كلُّ مُنغلِقِ
فالحربُ في لذذٍ، والشركُ في عوذٍ،= والدينُ في نشزٍ، والكفرُ في نفقِ
فضلٌ بهِ زينة ُ الدنيا، فكانَ لها =كالتاجِ للرأسِ، أو كالطوقِ للعنقِ
وآلكَ الغررِ اللاتي بها عرفتْ= سبلُ الرشادِ فكانتْ مهتدى الغرقِ
وصحبِكَ النُّجبِ الصِّيد الذينَ جرَوا= إلى المناقبِ من تالٍ ومستبقِ
قومٌ متى أضمرتْ نفسٌ امرىء ٍ طرفاً =من بُغضِهم كانَ من بعد النّعيمِ شَقي
ماذا تقولُ، إذا رُمنا المَديحَ، وقَد = شَرّفْتنا بمَديحٍ منكَ مُتّفِقِ
إن قلتَ في الشّعرِ حكمٌ، والبَيانُ بهِ =سحرٌ، فرغبتَ فيهِ كلّ ذي فرقِ
فكنتَ بالمدحِ والإنعامِ مبتدئاً= فلو أرَدنا جزاءَ البَعضِ لم نُطِقِ
فلا أخلُّ بعذرٍ عن مديحكمُ= ما دامَ فكريَ لم يرتج ولم يعقِ
فسوفَ أصفيكَ محض المدحِ مجتهداً= فالخلقُ تفنى ، وهذا إن فنيتُ بقي
فسوفَ أصفيكَ محض المدحِ مجتهداً= فالخلقُ تفنى ، وهذا إن فنيتُ بقي
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا