المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لنحرقنه .. من تفسير الطبري



فريد البيدق
23-04-2012, 07:18 PM
قال تعالى: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} [طه: 97].

قال الطبري:
وقوله: (لَنحرّقَنَّه) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامَّة قرّاء الحجاز والعراق (لَنُحَرّقَنَّهُ) بضم النون وتشديد الراء، بمعنى لنحرقنه بالنار قطعة قطعة. ورُوي عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك ( لَنُحْرِقَنَّهُ) بضم النون، وتخفيف الراء، بمعنى لنحرقنه بالنار إحراقة واحدة. وقرأه أبو جعفر القارئ ( لَنَحرُقَنَّهُ) بفتح النون وضم الراء بمعنى لنبردنه بالمبارد من حرقته أحرقه وأحرّقه، كما قال الشاعر:
بِذِي فِرْقَيْنِ يَوْمَ بَنُو حُبَيْبٍ... نُيُوبَهُمُ عَلَيْنا يَحْرُقُونا
والصواب في ذلك عندنا من القراءة (لَنُحَرِّقَنَّهُ) بضم النون وتشديد الراء، من الإحراق بالنار.
كما حدثني عليّ قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (لَنُحَرقَنَّهُ) يقول: بالنار.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس (لَنُحَرّقَنَّهُ) فحرّقه ثم ذراه في اليم. وإنما اخترت هذه القراءة لإجماع الحجة من القرّاء عليها.
وأما أبو جعفر فإني أحسبه ذهب إلى ما حدثنا به موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط عن السديّ (وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) ثم أخذه فذبحه، ثم حرقه بالمبرد، ثم ذراه في اليم، فلم يبق بحر يومئذ إلا وقع فيه شيء منه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا)، قال: وفي بعض القراءة لنذبحنه ثم لنحرقنه، ثم لننسفنه في اليمّ نسفا.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في حرف ابن مسعود (وانْظُرْ إلى إلهِكَ الَّذي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفا لَنذْبَحَنَّهُ ثُمَّ لَنُحَرّقنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ في اليَمّ نَسْفا).
وقوله: ( ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) يقول: ثم لنذرّينه في البحر تذرية، يقال منه: نسف فلان الطعام بالمنسف: إذا ذراه فطير عنه قشوره وترابه باليد أو الريح.

عبد الرحيم صادقي
23-04-2012, 09:24 PM
وفي الصحاح: أحْرَقَهُ بالنار وحَرَّقَهُ، شدّد للكثرة. وكذا في "لسان العرب".
بارك الله فيك أخي فريد

نادية بوغرارة
24-04-2012, 12:45 PM
بارك الله فيكما ،

الأستاذ فريد البيدق

و الأستاذ عبد الرحيم صادقي .

سامية الحربي
24-04-2012, 04:37 PM
جزاك الله خيراً على هذه الإضاءات المفيدة وجعل ذلك في موازين حسناتك.

محمد الصالح منصوري
28-12-2012, 05:29 AM
جزاكم الله خيرا
تقديري

ربيحة الرفاعي
13-01-2013, 03:04 AM
فقرأته عامَّة قرّاء الحجاز والعراق (لَنُحَرّقَنَّهُ) بضم النون وتشديد الراء، بمعنى لنحرقنه بالنار قطعة قطعة.
ورُوي عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك ( لَنُحْرِقَنَّهُ) بضم النون، وتخفيف الراء، بمعنى لنحرقنه بالنار إحراقة واحدة.
وقرأه أبو جعفر القارئ ( لَنَحرُقَنَّهُ) بفتح النون وضم الراء بمعنى لنبردنه بالمبارد من حرقته أحرقه وأحرّقه

وثمة وفقا للسان العرب فيما فهمت قراءة رابعة
وفي التنزيل: لنُحَرِّقَنّه (* قوله «وفي التنزيل لنحرقنه إلخ» كذا بالأصل مضبوطاً.
وعبارة زاده على البيضاوي: والعامة على ضم النون وكسر الراء مشدّدة من حرقه يحرقه، بالتشديد، بمعنى أحرقه بالنار، وشدّد للكثرة زالمبالغة، أو برده بالمبرد على أن يكون من حرق الشيء يحرقه ويحرقه، بضم الراء وكسرها، إذا برده بالمبرد، ويؤيد الإحتمال الأول قراءة لنحرقنه بضم النون وسكون الحاء وكسر الراء من الاحراق، ويعضد الثاني قراءة لنحرقنه بفتح النون وكسر الراء وضمها خفيفة أي لنبردنه اهـ. فتلخص أن فيه أربع قراءات).
فهي
ضم النوم ونصب الحاء وكسر الراء مشددة لنُحَرِّقنّه
ضم النون وسكون الحاء وكسر الراء لنُحْرِقَنّه
فتح النون وسكون الحاء وكسر الراء لنَحْرِقَنّه
فتح النون وسكون الحاء وضم الراء لنَحْرُقَنّه

شكرا لجهدك وفيض علمك
ودمت بخير وألق


تحاياي

بهجت عبدالغني
14-01-2013, 10:11 PM
( وأما أبو جعفر فإني أحسبه ذهب إلى ما حدثنا به موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط عن السديّ (وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) ثم أخذه فذبحه، ثم حرقه بالمبرد، ثم ذراه في اليم، فلم يبق بحر يومئذ إلا وقع فيه شيء منه ) .

هذه الرواية تقول ان البقرة لم تكن من ذهب ، بل من لحم ودم ( ثم أخذه فذبحه )
وعلى هذا الرأي ذهب الشيخ عبدالوهاب النجار في كتابه ( قصص الأنبياء ) ، إذ يرى أن السامري أتى لبني إسرائيل بعجل على هيئة العجول التي تعبد في مصر ، فأخذ منهم الذهب وألقاه في النار ، ليوهمهم ان حليهم صار عجلاً ، كما يفعل الدجالين الذين يخدعون الناس !
فيكون حينها ( من ) في قوله تعالى ( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلاً جسداً له خوار ) بمعنى ( البدل ) ، كما يقال : اتخذت من جواهري داراً ، أي بدلها .

أما ( فلم يبق بحر يومئذ إلا وقع فيه شيء منه ) ، فأراه مبالغة لا داعي لها !



دمت كريماً معطاءً أستاذنا الكريم


محبتي ..

بهجت عبدالغني
16-01-2013, 11:28 PM
وقال الشيخ ابن عاشور في تفسيره ( التحرير والتنوير ) :
وقرأ الجمهور { لنُحرِّقنَّه } والتحريق : الإحراق الشديد ، أي لنحرقنه إحراقاً لا يدع له شكلاً . وأراد به أن يذيبه بالنّار حتى يفسد شكله ويصير قِطَعاً .
والنسف : تفريقٌ وإذراء لأجزاء شيء صلب كالبناء والتراب .
وأراد باليمّ البحر الأحمر المسمى بحر القلزم ، والمسمى في التوراة : بحْرَ سُوف ، وكانوا نازلين حينئذ على ساحله في سفح الطور . و ( ثم ) للتّراخي الرتبي ، لأن نسف العجل أشد في إعدامه من تحريقه وأذل له .
وأكد ننسِفَنّه بالمفعول المطلق إشارة إلى أنه لا يتردد في ذلك ولا يخشى غضبه كما يزعمون أنّه إله .

نداء غريب صبري
04-04-2013, 12:51 AM
معلومات هامة ومفيدة

شكرا لك أخي

بوركت

آمال المصري
28-05-2013, 01:12 PM
كانت هنا كل القراءات التي أوردتها كتب التفسير لكلمة " لَنُحَرِّقَنَّهُ "
فشكرا لك أديبنا الفاضل فريد وشكرا لإضافة الأستاذ عبد الرحيم
بوركتما

أسيل أحمد
15-11-2021, 10:54 AM
بارك الله فيك وجزاك الجنة ـ ونفع بك
وجعل مجهوداتك وما تكتب في ميزان حسناتك.

ناديه محمد الجابي
12-05-2022, 05:45 PM
أحسنت في الشرح والتفسير
لك مني كل تقدير على ما قدمت من اضاءات مفيدة
جزاك الله الفردوس الأعلى من الجنان.
:011::nj::hat: