مشاهدة النسخة كاملة : نظرات في الحسد وعلاجه
سامح عسكر
27-04-2012, 11:05 AM
بقلم: سامح عسكر
بعيدا عن الصورة النمطية لتعريف الحسد أو لنقده، سنبحر سويا في مخاض نفسي تجلي منه الحسد وبرز للنفس والعيان، وأنتج مجموعة من صور الفساد والضرر علي شكل أقوال وأفعال،فالإنسان يعيش في هذا الكون لينفع نفسه وغيره وهذا أصل من أصول العبادة، أن اعبد الله بنفعك لنفسك وللناس مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم"الدين المعاملة"، إذا فأخلاق الإنسان مبنية علي المصلحة له ولغيره ولا علاقة لها بطقوس أو مظاهر قد تضره أو صديقه أو زميله أو جاره أو أهله بسببه.
الحسد هو عبارة عن تركيبة نفسية معقدة، تلك التركيبة هي خليط من الأحقاد والشعور بالذنب والتقصير والضعف، ونادرا ما يشعر الحسود بما يعاني منه، ولن تجد مريضا يقر بما هو عليه من الذنب، ومكابرته دليل الإدانة، تبدأ الحالة من الاستكانة أو حب الشهوات بأنواعها أو قلة العلم والاطلاع، فينتج عنها ضعفا فكريا وبالتالي ضعفا روحيا ومعنويا، ولم لا والعقل هو المغذي الأول للشعور، فحتي مع فصاحة الإنسان ودخول الكلمة إليه دون حاجز فلابد من عقل يدرس ويتوصل إلي ماهية الكلمة وتفاعلها مع مشاعره وأحاسيسه، ومن هنا يبرز دور العلم والوعي ، فكلاهما حائط صد لتثقيف الإنسان وزيادة وعية وكمية إدراكة بما يُقال له ويسمعه.
إن للحسد أبوابا ينفذ منها إلي الإنسان، جميعها دلالة ضعف أو عدم قدرة سواءا فكرية أو بدنية أو مالية، ولكن يجمعها الاتصال الروحي بخالق الكون ومدي قوة هذا الاتصال هي التي ستتحكم بمقدار المرض وطريقة العلاج، لذلك فالاتصال بالله جل وعلا سواءا بالصلاة أو الذكر أو بإخضاع النفس بالصيام والزكاة والصدقة أو بإنكار الذات وعلو الهمة وكثرة الاطلاع ونشر العدل كانت هي الفاعل الحقيقي في استقامة بني البشر، فيترفع الإنسان عن دنو أخلاقه وتعلو ثقته بنفسه ويشعر بالأمان، قد لا يحتاج الإنسان إلي فهم ما يفعل، فلربما كان فعله تلقائيا يتميز به منذ ولادته، ولكن سقوط تلك الأشياء من نفسه أو تقصيره فيها قد يعرضه للخطر.
من ابرز دوافع الحسد هو الشعور بالخوف -ربما يكون من المجهول - ولن يأتي ذلك إلا بالاحتكاك والتجربة، وقد تكون لبعض المواقف صلة بهذا الشعور، فالعلم وسعة الاطلاع مع الذكر وإنكار الذات هي السلاح الفعال لمقاومة هذا الخوف ومن ثم بناء الذات علي أسس متينة روحانية، لذلك نقول بأن أقل الفئات تعرضا للحسد هم العلماء وشيوخ المتصوفة، فالفكر الصوفي يمتاز بإنكار الذات والعمل للآخر وهذا أولي درجات المقاومة.
ضروري جدا التنبه دوما لماهية الأخلاق-المقاومة للحسد- وعدميتها في حال الوحدة، كيف ستكون خلوقا مع نفسك وليس في الكون غيرك، هذا هو الشاهد، إذا فالأخلاق وُجدت لكونك لست وحيدا في هذا العالم ، وشركائك مفروض عليهم نفس ما فُرض عليك من القوانين والدساتير، وسقوطك بين براثن الضعف والجهل-بأنواعهما-مسؤليتك وحدك وليس لأحد عليك سبيل إلا النصيحة في حال ظهور أعراض المرض، لذلك وجب علي الإنسان السعي لاكتساب جميع الأدوات الممكنة لمقاومة الحسد
ما دور المجتمع تجاه الحاسد؟؟
أولا: علي المجتمع دراسة كيفية تمييز وتشخيص المرض، فربما أنتج خلافا فكريا أو عقديااتهاما كاذبا بالحسد، فالحاسد لا يثق بنفسه ويشعر دوما بالخوف والضعف، بينما ستكون مكابرته والحرص علي عدم إبراز سلبياته سيقفوا حجر عثرة دون تخلية عن الشعور بالدونية، وفي كل الأحوال يجب الحرص والتأني في التمييز، فالإنسان علي خلاف إلي يوم الساعة، ولو تم توظيف هذا الخلاف في إطلاق مثل هذه الأحكام سوف يعم الفساد وتنتشر الحروب.
ثانيا: علينا بالمدح لمن نثق فيهم وبأخلاقهم والتعفف عن عيوبهم وإبراز محاسنهم، فكل إنسان به الخير والشر حتي الحاسد، لذلك كان ضروريا معاملة الحاسد معاملة حسنة وعدم إبراز ما يعاني وكتمان سره.
ثالثا:وجبت تهيئة كافة الظروف المواتية لبناء إنسان سليم عبر الحوار الموضوعي والهادف، حينها فقط ستذهب الأحقاد .
رابعا: علي المجتمع العمل علي نشر العلم بكافة فروعة وعدم الاكتفاء بالعلم الشرعي، فما من مجتمع تختفي فيه الزعامات السياسية إلا وتحل محلها الزعامات الدينية، والصنفين وجودهما ضروري وبالتوازي بحيث ألا يؤثر أحدهما علي الآخر، وقتها سيحدث التوازن وتحل المرونة.
خامسا: علي المجتمع نشر العدل بين ربوع البلاد، فالأنظمة السياسية كائن مسبب لظهور الحسد وأعراضه بين فئات المجتمع، فوجود الحسد يعني وجود الظلم والتقصير، والعمل علي بناء مجتمع قوي فكريا واقتصاديا واجتماعيا سوف يساعد في تنمية مهارات البشر وزيادة رقعة أحلامهم وتطلعاتهم.
-هذه الاستراتيجية المقاومة للحسد أتبعناها بتكتيك مقاوم نشدد فيه علي إنكار الذات وحب الاطلاع والعلم والانتظام في سائر العبادات والتحلي بالأخلاق الرفيعة القائمة علي مصلحة الإنسان، وعدم إطلاق الأحكام المعلبة، جميعها أساليب قد تُذهب الحسد، ولكن أكثر ما يهمنا في هذا المجال هو التشديد علي أن الإنسان إلي فناء، ولا باقي إلا الله، فالحاسد لن ينفع نفسه بحسده وحتما سيموت هو ومن نظر إليه وحسده فالجميع إلي زوال، وخير ابن آدم هو من عمل عملا لما بعد الموت .
نادية بوغرارة
27-04-2012, 12:12 PM
بقلم: سامح عسكر
ما دور المجتمع تجاه الحاسد؟؟
ثالثا:وجبت تهيئة كافة الظروف المواتية لبناء إنسان سليم عبر الحوار الموضوعي والهادف، حينها فقط ستذهب الأحقاد .
رابعا: علي المجتمع العمل علي نشر العلم بكافة فروعة وعدم الاكتفاء بالعلم الشرعي،
فما من مجتمع تختفي فيه الزعامات السياسية إلا وتحل محلها الزعامات الدينية،
والصنفين وجودهما ضروري وبالتوازي بحيث ألا يؤثر أحدهما علي الآخر، وقتها سيحدث التوازن وتحل المرونة.
خامسا: علي المجتمع نشر العدل بين ربوع البلاد، فالأنظمة السياسية كائن مسبب لظهور الحسد وأعراضه بين فئات المجتمع،
فوجود الحسد يعني وجود الظلم والتقصير،
والعمل علي بناء مجتمع قوي فكريا واقتصاديا واجتماعيا سوف يساعد في تنمية مهارات البشر وزيادة رقعة أحلامهم وتطلعاتهم.
.......
ولكن أكثر ما يهمنا في هذا المجال هو التشديد علي أن الإنسان إلي فناء،
ولا باقي إلا الله، فالحاسد لن ينفع نفسه بحسده وحتما سيموت هو ومن نظر إليه وحسده
فالجميع إلي زوال، وخير ابن آدم هو من عمل عملا لما بعد الموت .
===============
طرح موفق لواحدة من المعضلات النفسية المعقدة .
كثيرا ما أسأل : لماذا يحسد الحاسد ؟؟ لماذا لا يصرف جهده ليكون مثل من حسده
بدل أن يملأ نفسه حقدا و غلا و شرا ؟؟!!
أشكرك على الموضوع المفيد ،
نفعنا الله و إياك بما جاء فيه .
عايد راشد احمد
30-04-2012, 01:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله
استاذنا الكريم
موضوع وافي وشارح لاسباب آفة استشرت
جهد موفق وبارك الله لك وفيك
تقبل مروري وتحيتي
عبد الرحيم بيوم
30-04-2012, 12:13 PM
فالإنسان يعيش في هذا الكون لينفع نفسه وغيره وهذا أصل من أصول العبادة، أن اعبد الله بنفعك لنفسك وللناس مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم"الدين المعاملة"، إذا فأخلاق الإنسان مبنية علي المصلحة له ولغيره ولا علاقة لها بطقوس أو مظاهر قد تضره أو صديقه أو زميله أو جاره أو أهله بسببه.
لدي هنا أمران:
الاول: حديث "الدين المعاملة" لا اصل له لا صحيحا ولا ضعيفا ولا حتى موضوعا
الثاني: اريد منك اخي سامح توضيح ما سطرت تحته لافهم قصدك ويتبين له المعنى الذي تسعى لايصاله
وشكرا على الموضوع الجميل
سامح عسكر
30-04-2012, 08:42 PM
الأستاذة الفاضلة نادية بو غرارة
أشكركم شكرا جزيلا..لماذا يحسد الحاسد..فالغالب على غير رغبة منه ولنتأول للناس بعُذرهم فالله أعلم بهم..والعلامات وحدها ليست كافية في تعيين الحاسد كما قلنا فلربما كانت خِلافا ، ومع ذلك فالنفس الملوثة لدى جميع الناس..وبصلة العبد بربه يترقى ويتطهر من تلك النفس الملوثة، ويخلق دافعا لديه يَكن كجهاز مناعي ضد تقلبات القلوب.
سامح عسكر
30-04-2012, 08:43 PM
الأستاذ الفاضل عايد راشد أحمد
وعليكم السلام ورحمة الله ..أشكركم أستاذنا
سامح عسكر
30-04-2012, 08:52 PM
الأستاذ الفاضل عبدالرحيم صابر
أشكركم شكرا جزيلا على بيان كون لفظ "الدين المعاملة" بأنه ليس من حديث رسول الله وأنه قد يكون ضعيفا فلم أبحث فيه كما ينبغي..وأستغفر الله العظيم أن ننسب لرسول الله ما ليس له ولا منه..وربما كان لمشهورية الكلمة واليقين بصوابيتها جزء من الإعتقاد..
ولكن مع ذلك فالكلمة في مضمونها صحيح لما سيأتي بيانه..
الدين المعاملة مصطلح صوابه في نتائجه على سائر الناس، فهناك مقاصد الشرع الخمسة.."حفظ النفس والمال والدين والعقل والنسل"..جميعها تُحدد هدف الشريعة بين البشر كوسلية لغاية كبرى وهي إرضاء الله سبحانه وتعالى...وهي تحرير لعلاقة مجتمعية قوامها ..."المعاملة" لهدف الإصلاح المجتمعي..كما ترى..إذا فاللفظ في ذاته ولغيره صحيح ولا غبار عليه..ونُنكر نسب لفظه لرسول الله ولا ننكر إتيان القرآن و الرسول بمعناه..
هناك في القرآن ما يؤيد الدعوة إلى الحض على الإصلاح المجتمعي عبر المعاملة نذكر منها أمثلة:
1-واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا
2-فأصبحتم بنعمته إخوانا
3-لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم
4-وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن
5-وإنك لعلى خلق عظيم
6-وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
7-وقولوا لله حُسنا
وغيرها العشرات من الآيات القرآنية التي توضح أهمية المعاملة والأخلاق كركن أصيل لفهم الدعوة وبناء المجتمع..أيضا فالدعوة الإلهية واضحة وصريحة للتآلف والوحدة..ولا تآلف ووحدة دون معاملة..إذا فالدين المعاملة..ولكن لا ينفي ذلك العبادة..لأن العبادة أصلها معاملة كما ترى..ومثيلتها في السنة واضحة:
1-إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
2-وكونوا عباد الله إخوانا
3-إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق
4-من نفّس عن مؤمن كُربة من كُرب الدنيا
5-لا تحقرن من المعروف شيئا
6-صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك
7-أنزلوا الناس منازلهم
وغيرها أيضا من عشرات التعليمات النبوية التي تعطي خيطا مهما لفهم الدين..ولاحظ أن هناك أمرا نبويا مربوطا بالسلام..والسلام معاملة..حتى أن تعاطفك مع إخوانك هو معاملة....وإنزالك للناس منازلهم معاملة.
-هذه المصطلحات هي خلاصات لمفهوم الإسلام في عقول الناس..أنت بنفسك جرّب واختبر هذا –كبيان للمفهوم في العقول-عبر طرح هذه الكلمة.."الدين المعاملة"..على الناس جميعا ليس فقط المسلمون..فلن يُنكرها أحد..وسيهز لك رأسه معلنا موافقته..وأنه يفهم الدين بهذا الفهم.......طرحت المفهوم على عُجالة ولو كان هناك إشكال حول هذه النقطة فتفضل على الرحب والسعة.
بقية كلامك أغلبه يرتبط بحديثنا أعلاه..وأزيد أن أعظم ما للإسلام من تأثير على البشر هو العلاقة المجتمعية بين الأفراد..فبدون تنشئة الفرد على ثقافة المجتمع فلن ينشأ المجتمع وسيعمل كل تِبع لهواه وسيضل الجميع بما فيهم هذا المجتمع..إذا فالعلاقة بين الفرد والمجتمع هي علاقة ليست طردية بحيث أن لو نهض الفرد فلن تكون هناك نتيجة أخرى دون نهضة المجتمع والعكس صحيح...وهي علاقة تلازم واضحة فبدون الفرد لن يكون المجتمع ولا مجتمع ناهض دون فرد واعي.
الخُلاصة أن المعاملة ليست حِكرا على المسلم تجاه أخيه المسلم بل هي علاقة عامة لجميع الناس مفهومة من القرآن ضمن سياق مجتمعي وهذه من عظمة القرآن..أن الخطاب الفردي فيه أقل من الخطاب الجماعي.
لطيفة أسير
30-04-2012, 09:15 PM
طرح موفق أخي الفاضل سامح عسكر
الحسد آفة نفسية واجتماعية ، نبت شيطاني إن لم نقم باجتثاته فإنه سيقتلع كل جميل فينا وفي مجتمعنا
أكرمكم الله وجزاكم خير الجزاء
تحيتي وتقديري
سامح عسكر
03-05-2012, 07:56 PM
أكرمكم الباري أختنا بلابل السلام
بهجت عبدالغني
03-05-2012, 09:19 PM
الحسد مرض .. وعلاجه يكون على مستويين :
الاول : علاج الحاسد نفسه .
الثاني : علاج ما في المجتمع والانظمة من امراض .. ظلم وجور وتجاهل وتهميش .. الخ ..
الاخ الكريم سامح عسكر
وبهذا الطرح تضع يدك على الجرح
وتفكك الاسباب
للوصول الى الحلول الناجعة ..
تحياتي الخالصة ..
عبد الرحيم بيوم
06-05-2012, 11:50 PM
اخي سامح المكرم احييك على ردك واشكرك
ولي ملاحظات وتساؤلات على ما تفضلت به ارجو ان يتسع صدرك لها
- قلت: "أشكركم شكرا جزيلا على بيان كون لفظ "الدين المعاملة" بأنه ليس من حديث رسول الله وأنه قد يكون ضعيفا فلم أبحث فيه كما ينبغي"
لكن ببحث بسيط منك لن تجد له مُخرجا فالحديث لا اصل له
والنسبة - بارك الله فيك - للنبي صلى الله عليه وسلم ليس كنسبة لاي احد، فينبغي مراعاة ذلك جيدا، ولم يكن مقصودي مدلول الكلمة هل هو صحيح ام لا فذاك امر آخر.
وقد أوردت في ردك الثاني المطول ايضا حديثا ضعيفا وهو:
- حديث عائشة مرفوعا « أنزلوا الناس منازلهم ». فقد اخرجه أبو داود من طريق ميمون بن أبى شبيب عن عائشة به, واعله بالانقطاع.
- قلت: "الدين المعاملة مصطلح صوابه في نتائجه على سائر الناس، فهناك مقاصد الشرع الخمسة.."حفظ النفس والمال والدين والعقل والنسل"..جميعها تُحدد هدف الشريعة بين البشر كوسلية لغاية كبرى وهي إرضاء الله سبحانه وتعالى...وهي تحرير لعلاقة مجتمعية قوامها ..."المعاملة" لهدف الإصلاح المجتمعي..كما ترى..إذا فاللفظ في ذاته ولغيره صحيح ولا غبار عليه..ونُنكر نسب لفظه لرسول الله ولا ننكر إتيان القرآن و الرسول بمعناه.."
اولا: كلمة "الدين المعاملة" مقولة تدوولت واشتهرت على السن العامة وليست مصطلحا، وهو سهو قلم منك اردت التنبيه له، لاني اظنك جازم اخي المكرم انك تدرك معنى كلمة مصطلح.
ثانيا: الدين اقسام اربعة كما لا يخفى: عقيدة وشريعة ومنهاج واخلاق، فاي منها يطابقه لفظ (المعاملة)، ام انه طابق لفظ الدين بمعناه الكلي؟
وهذا الاسلوب هنا لا يعدو - ان اردنا الحكم بصحة معناه - ان يكون من باب المبالغة للأهمية والتوكيد،
لذا اتفق مع المقولة اذا صيغ معناها وقيد بتقييد يدل على تبعيض وتجزيئ: "حسن المعاملة من الدين"، اما باطلاق فليست صحيحة ابدا.
- قلت: "فالإنسان يعيش في هذا الكون لينفع نفسه وغيره وهذا أصل من أصول العبادة"
وقلت: "فأخلاق الإنسان مبنية علي المصلحة له ولغيره ولا علاقة لها بطقوس أو مظاهر قد تضره أو صديقه أو زميله أو جاره أو أهله بسببه"
وقلت "العبادة أصلها معاملة"
هذه امور لا تقال وتلقى هكذا، ففي كلامك امران يحتاجان لتدليل، جعلك النفعية والمعاملة اصلين للعبادة ، وجعلك المصلحة اساسا تبنى عليه الاخلاق، فما مرادك بالاصل ومن تم فمن قال بهذا التاصيل؟، هذا ما اردت وقصدت بتساؤلي اول مرة، ولا زلت في انتظار جوابك عليه اخي الفاضل.
وايضا كيف "لا علاقة لها بطقوس أو مظاهر قد تضره... " الى اخره، فالكلام غير واضح هنا، وربما بالتمثيل قد يتضح لي مرادك.
اما من حيث موضوع البحث والنظرات فلي ملاحظات اخي الكريم سامح، يسعدني ان ابديها لك بودية:
- لم تذكر تعريف الحسد عمدا كما اشرت في بداية كلامك. والمفروض ذكر ذلك لان الموضوع كله سيق له، فينبغي ان نوجد للقارئ ربطا بين الافكار خاصة وقد تطرقت لعلاج هذا الخلق، زد على ان في تعريفه اضاءة هامة في تصور العلاج.
- اذا كان الحسد هو "عبارة عن تركيبة نفسية معقدة" كما قلت، فعلام بنيت نظراتك؟ هل هي سياحة فكرية مجردة؟ ام تجربة ذاتية واجتماعية؟ ام نظريات من علم النفس؟ ام ادلة شرعية؟. وعليه ياتي تساؤلي التالي:
- لم ار في سياق نظراتك عن الحسد استلهاما او استيحاء من دلائل شرعية سواء في معرض التحليل او العلاج، وتساؤلي هو لماذا غيبت او بعبارة ادق لماذا خلا بحثك من اللاستدلال الشرعي؟ اللهم الا الحديث الذي نبهنا الى انه لا اصل له، مع انه ليس في مسار الموضوع.
- قلت في معرض العلاج: "أولا: علي المجتمع دراسة كيفية تمييز وتشخيص المرض، فربما أنتج خلافا فكريا أو عقديااتهاما كاذبا بالحسد ... وفي كل الأحوال يجب الحرص والتأني في التمييز... ولو تم توظيف هذا الخلاف في إطلاق مثل هذه الأحكام سوف يعم الفساد وتنتشر الحروب."
اخالفك اخي الكريم لم يكلف المجتمع بالتنقيب والتمييز عن امر كهذا كيف وهو متعلق بالقلوب التي لا يعلمها الا علام الغيوب، وانما قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث عالجه بالنصيحة العامة، فليس لنا اتهام احد ولا تفتيش بالنوايا والقلوب، فلم نؤمر بذلك، انما لنا الظواهر والله يتولى السرائر.
وامر آخر، كيف ينتج خلاف فكري أو عقدي اتهاما كاذبا بالحسد، فالعبارة بحاجة لتوضيح وتمثيل.
- قلت: "ثانيا: علينا بالمدح لمن نثق فيهم وبأخلاقهم والتعفف عن عيوبهم وإبراز محاسنهم"
ليست مشكلة الحاسد في المدح من عدمه ولفتة لتعريف الحسد كافية في توضيح ذلك
- قلت: "رابعا: علي المجتمع العمل علي نشر العلم بكافة فروعة وعدم الاكتفاء بالعلم الشرعي، فما من مجتمع تختفي فيه الزعامات السياسية إلا وتحل محلها الزعامات الدينية، والصنفين وجودهما ضروري وبالتوازي بحيث ألا يؤثر أحدهما علي الآخر، وقتها سيحدث التوازن وتحل المرونة."
لم تظهر لي علاقة بين هذه النقطة وعلاج الحسد، ولا بين الجملة الاولى منها مع ما تلاها، فارجو توضيح هاتين النقطتين اخي سامح
مع ان ذكر زعامتين والاشارة لمسالة التوازن ليس له طابع يفرز متباينا في النظام الاسلامي، لكن نقطة تساؤلي هنا كيف يكون لهذا علاقة بما سيق له الموضوع.
واختم بانها تساؤلات اكثر منها ملاحظات، احببت ابداءها لك، ليظهر بها قصدك ومرادك من كلامك جليا، فارجو ان يتسع صدرك وجوابك لها، وذاك الظن بك.
وشكرا لك اخي الكريم
اما جواب تساؤلك اختي نادية الفاضلة، فذكر له الماوردي في ادب الدنيا والدين احتمالات ثلاثة:
1) بغض للمحسود
2) عجز عن ادراك المحسود
3) شح بالفضائل وبخل
سامح عسكر
07-05-2012, 08:04 PM
أهلا وسهلا بكم أخي عبدالرحيم صابر..وأسعد دائما بهذه النوعية من النقد فهي تحرك الألباب وتفتح مدارك العقول للاستيعاب أكثر..علاوةً على أنها أتت في سياق بناء فكرة -تصحيح-لا هدم وإنكار..وهذا ظني بالنقد المستنير القائم على الحُجة والدليل.
قلت:وقد أوردت في ردك الثاني المطول ايضا حديثا ضعيفا وهو:
- حديث عائشة مرفوعا « أنزلوا الناس منازلهم ». فقد اخرجه أبو داود من طريق ميمون بن أبى شبيب عن عائشة به, واعله بالانقطاع.
الجواب:
الحديث فيه أقوال ، وهناك من صححه على شرط مسلم وقال لا صحة للانقطاع، وقد وافقه النووى وكفى به حُجة، ولكن سنفترض أنه ضعيف ولكن يبقى أن الضعيف أنواع منه المقبول والمتروك...والمقبول منه كالضعيف والضعيف جدا، أما المتروك فمنه الواهي والمنكر والموضوع، وحديثنا كما يبدو على سواغ القول فيه بالصحة والضعف ليس من الفئة الثانية، وقد نقل النووي اتفاق جمهور العلم على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال.
قلت:كلمة "الدين المعاملة" مقولة تداولت واشتهرت على السن العامة وليست مصطلحا، وهو سهو قلم منك اردت التنبيه له، لاني اظنك جازم اخي المكرم انك تدرك معنى كلمة مصطلح.
الجواب:
المُصطلح ما اصطلح عليه أهل العلم ،وقد يكون لغويا وهنا يكون قد خرج من سياق معين إلى سياق اللغة فسُمّي اصطلاحاً لغويا بمعنى تعريف اللغة، أما مفهوم الاصطلاح بالمطلق فهو شامل وأشمل من اللغة وقد يأتي الإصطلاح على ألسن العامة كي يتقيد به أهل العلم كقاعدة العادة مُحكّمة ، وفي حالتنا تلك أرى أنه لا مانع من إطلاق وصف المصطلح على هذه المقولة، فقد اصطلح عليها الناس وتناولها الدعاه في أعمالهم الوعظية سواءاً نسبوه إلى رسول الله أم أتى في سياق الحكمة.
قلت:الدين اقسام اربعة كما لا يخفى: عقيدة وشريعة ومنهاج واخلاق، فاي منها يطابقه لفظ (المعاملة)، ام انه طابق لفظ الدين بمعناه الكلي؟
وهذا الاسلوب هنا لا يعدو - ان اردنا الحكم بصحة معناه - ان يكون من باب المبالغة للأهمية والتوكيد،
لذا اتفق مع المقولة اذا صيغ معناها وقيد بتقييد يدل على تبعيض وتجزيئ: "حسن المعاملة من الدين"، اما باطلاق فليست صحيحة ابدا.
الجواب:
تقسيم الدين إلى عدد معين -كتصنيف- هو تحكمٌ بلا دليل، ولو كان فهو فهم من الأفهام التي اتفق فيها جمع من العلماء ولا مشاحة ، رغم أن الأقسام الأربعة المُساقة كما أري بين البعض منهم تشابه، كالمنهاج والشريعة، وفصل الأخلاق عن المِنهاج، فالفصل لازمه تعريف مستقل ولو دخلت الأخلاق في تعريف المنهاج فلا فصلٌ راجح.
ولكن مجازيا فكلمة المعاملة هي أصل هذه الأشياء الأربعة ولو لم تُذكر كأصل ولكن ذُكرت كمعنى كما أوردنا الأدلة من القرآن، فلا معنى لعبادة دون معاملة، ولا لشريعة دون معاملة ولا منهاج ولا أخلاق دون معاملة، إذاً فهو كما يبدو مشترك معنوي يدخل في تعريفات هذه الأشياء جميعا، بمعنى أن تعريفك للعقيدة لابد وأن لا يخلو من جانب معاملاتي .
الأهم من ذلكَ كُلِّه أن مقولة الدين المعاملة وفهم الدين منها أنه معاملةٌٌ فقط هو فهم جزئي وغير صحيح، لأن الكلمة تنقسم من شِقين اثنين الأول تصور وهو الدين والثاني تصديق وهو المعاملة، والتصديق لا ينفي وصفا آخر للتصور الموضوع، كقولنا أن الإنسان عاقل، فهل هذا يعني أن لا صفة للإنسانَ إلا العقل؟..لا يعني ذلك فالإنسان أيضا ناطق وآكل وشارب وماشي وضارب وعامل..إلخ..فلو قلنا "الإنسان العامل" فلا يعني هنا أن الإنسان غير عاقل.
قلت:هذه امور لا تقال وتلقى هكذا، ففي كلامك امران يحتاجان لتدليل، جعلك النفعية والمعاملة اصلين للعبادة ، وجعلك المصلحة اساسا تبنى عليه الاخلاق، فما مرادك بالاصل ومن تم فمن قال بهذا التاصيل؟، هذا ما اردت وقصدت بتساؤلي اول مرة، ولا زلت في انتظار جوابك عليه اخي الفاضل.
وايضا كيف "لا علاقة لها بطقوس أو مظاهر قد تضره... " الى اخره، فالكلام غير واضح هنا، وربما بالتمثيل قد يتضح لي مرادك.
الجواب:هو فهم الدين من فهم مقاصد الشرع وقد قلنا في السابق أن مقاصد الشرع الخمسة هي.."حفظ النفس والمال والدين والعقل والنسل"..جميعها تُحدد هدف الشريعة بين البشر كوسلية لغاية كبرى وهي إرضاء الله سبحانه وتعالى...وهي تحرير لعلاقة مجتمعية قوامها ..."المعاملة" لهدف الإصلاح المجتمعي..إذاً فتأصيل النفع للدين جائز ، وهو فهم العلماء للدين ومن ثم قاموا بتأصيل مقاصد الشرع واعتبارها مقاصد عامة لا ينبغي تجاوزها عند بحث أي مسألة فقهية أو عقدية.
يُتبع لاحقا بإذن الله
نادية بوغرارة
07-05-2012, 08:31 PM
عدت لأشكر الأخ سامح و كل من أضاف للموضوع .
نسأل الله أن يزكي نفوسنا ، هو خير من زكاها ، هو وليها و مولاها .
بارك الله فيكم .
عبد الرحيم بيوم
07-05-2012, 09:07 PM
ليسمح لي اخي سامح والادارة والمتابعين ان يكون ردي مجزءا لانه ما استطيعه الان
قلت: "الحديث فيه أقوال ، وهناك من صححه على شرط مسلم وقال لا صحة للانقطاع، وقد وافقه النووى وكفى به حُجة"
الحديث فيه ثلاث علل الانقطاع والاضراب في رفعه ووقفه والتدليس هذا اولا
ثانيا يقصدون هنا بشرط مسلم في العنعنة وليس شرطه في الصحيح فلا يمكن ان يكون الحديث على شرطه
والحديث اعلى ما يمكن ان يصل اليه ان يكون حسنا لغيره
قلت: "ولكن سنفترض أنه ضعيف ولكن يبقى أن الضعيف أنواع منه المقبول والمتروك...والمقبول منه كالضعيف والضعيف جدا، أما المتروك فمنه الواهي والمنكر والموضوع، وحديثنا كما يبدو على سواغ القول فيه بالصحة والضعف ليس من الفئة الثانية، وقد نقل النووي اتفاق جمهور العلم على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال."
لانريد الخوض في علم المصطلح لكن اذكرك انك استدللت به في معرض الاحتجاج لقاعدة عامة وليس فضائل اعمال
على ما في مسالة قول النووي من تفصيل ليس هنا مجاله لئلا يتشعب البحث
واختم ولي عودة باذن ربي فاقول
عرف لنا تلك المقولة في جملة وانتهى الاشكال فما مقصودك بالمعاملة وما الرابط بين الكلمتين
وتحياتي لك
عبد الرحيم بيوم
08-05-2012, 02:56 PM
قلت: "المُصطلح ما اصطلح عليه أهل العلم ،وقد يكون لغويا وهنا يكون قد خرج من سياق معين إلى سياق اللغة فسُمّي اصطلاحاً لغويا بمعنى تعريف اللغة، أما مفهوم الاصطلاح بالمطلق فهو شامل وأشمل من اللغة وقد يأتي الإصطلاح على ألسن العامة كي يتقيد به أهل العلم كقاعدة العادة محكّمة ، وفي حالتنا تلك أرى أنه لا مانع من إطلاق وصف المصطلح على هذه المقولة، فقد اصطلح عليها الناس وتناولها الدعاه في أعمالهم الوعظية سواءاً نسبوه إلى رسول الله أم أتى في سياق الحكمة."
المصطلح اخي الكريم: "اتفاق طائفة مخصوصة على امر مخصوص" وانظر على سبيل المثال تاج العروس
وفائدته ايضاح تباين الالفاظ المتطابقة مبنى من حيث مدلولات معانيها المختلفة عند كل طائفة عن اخرى
فاين هذه المقولة من هذا
فلا زلنا نتحاور في مدلولها، وفي تقدير المقولة والربط بين طرفيها
لكن حقيقة هذا نقاش فرعي اردت فقط التنبيه له، فلا داعي للاكثار فيه
وانتظر باقي ردك على تساؤلاتي
وشكرا لك
سامح عسكر
08-05-2012, 06:08 PM
السلام عليكم
أخي الفاضل قلت الحديث حسن لغيره فأين مشكلتك مع الحديث بالضبط..
أيضا قلت:
لكن اذكرك انك استدللت به في معرض الاحتجاج لقاعدة عامة وليس فضائل اعمال
ما الفارق بين القاعدة العامة وفضائل الأعمال؟..مع التعريف والتوظيف ومنهجك الفصل.
سامح عسكر
08-05-2012, 06:10 PM
المصطلح اخي الكريم: "اتفاق طائفة مخصوصة على امر مخصوص"
أين الإشكال في هذا مع الدين المعاملة؟
عبد الرحيم بيوم
08-05-2012, 07:16 PM
السلام عليكم
أخي الفاضل قلت الحديث حسن لغيره فأين مشكلتك مع الحديث بالضبط..
ما الفارق بين القاعدة العامة وفضائل الأعمال؟..مع التعريف والتوظيف ومنهجك الفصل.
انا لم اقل ان الحديث حسن لغيره بل قلت والحديث اعلى ما يمكن ان يصل اليه ان يكون حسنا لغيره
وذلك ردا على قولك ان هناك من صححه على شرط مسلم
ففرق بين ما نسبته الي وما قلته
الحديث الضعيف لا يحتج به في تقرير اي مسالة شرعية
ونظر لكلام العلماء عن سياق كلامهم في العمل بالحديث الضعيف يوضح الامر
وانت كنت في سياق الاحتجاج اخي الكريم
وانظر غير مامور مقدمة صحيح الترغيب والترهيب للالباني ففيها تفصيل لما نحن بصدده
وشكرا لك
عبد الرحيم بيوم
08-05-2012, 07:23 PM
أين الإشكال في هذا مع الدين المعاملة؟
بل اين التشابه اخي الكريم بينها وبين ما قررت من تعريف للمصطلح وليس ما اقتبست فقط؟
فقد قلت: "اتفاق طائفة مخصوصة على امر مخصوص" وانظر على سبيل المثال تاج العروس
وفائدته ايضاح تباين الالفاظ المتطابقة مبنى من حيث مدلولات معانيها المختلفة عند كل طائفة عن اخرى
فاين هذه المقولة من هذا ، فلا زلنا نتحاور في مدلولها، وفي تقدير المقولة والربط بين طرفيها"
على اني قلت بانه: نقاش فرعي اردت فقط التنبيه له، فلا داعي للاكثار فيه
وفي انتظار الرجوع لصلب الموضوع
تحياتي لك
عبد الرحيم بيوم
08-05-2012, 08:07 PM
اخي سامح المكرم
قلت: "تقسيم الدين إلى عدد معين -كتصنيف- هو تحكمٌ بلا دليل، ولو كان فهو فهم من الأفهام التي اتفق فيها جمع من العلماء ولا مشاحة ، رغم أن الأقسام الأربعة المُساقة كما أري بين البعض منهم تشابه، كالمنهاج والشريعة، وفصل الأخلاق عن المِنهاج، فالفصل لازمه تعريف مستقل ولو دخلت الأخلاق في تعريف المنهاج فلا فصلٌ راجح."
الرد بالافتراضات والنفي لا يعجز عنه احد
لكن ارجو ان تبين الناقص من التقسيم الذي ذكرت
وانبهك اخي الكريم الى ان التفريق بين الشريعة والمنهاج جاء بنص الكتاب
وخلطك بين المنهاج والاخلاق امر مستغرب
وشكرا لك
سامح عسكر
08-05-2012, 09:30 PM
ما يهمني تقريرك أخي عبدالرحيم بأن الحديث يجوز أن يكون حسنٌ لغيره..
فالحديث وإن كان ضعيفا ولكنه مقبولٌ في فضائل الأعمال، وقد نقل النووي اتفاق أهل العلم على جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل، كونه لن يؤثر على عقائد الناس في أمر دينهم أو دمائهم..لو كان لديك استشكال على هذه النقطة فيُرجى توضيح مقصدك من هذه الكلمة
الحديث الضعيف لا يحتج به في تقرير اي مسالة شرعية
وما علاقتها بحديثنا الآن..
ثم كيف تناقش شبهاتاً وتطالبني بعدم الرد عليها؟!
قلت:وانت كنت في سياق الاحتجاج اخي الكريم
الجواب:
وقد طالبتك بتعريف قاعدتك العامة وتوظيفها ومنهجك فيها ولم تأتني..فالغرض من السؤال كان لبيان مفهومك حول فضائل الأعمال بمدلول معرفتك بالقاعدة العامة...ففضائل الأعمال كما نفهمها تتفق مع خطاب الشارع والحُكم ببيان الأفضل في التشريعات.
قلت:فقد قلت: "اتفاق طائفة مخصوصة على امر مخصوص" وانظر على سبيل المثال تاج العروس وفائدته ايضاح تباين الالفاظ المتطابقة مبنى من حيث مدلولات معانيها المختلفة عند كل طائفة عن اخرى،فاين هذه المقولة من هذا ؟
الجواب:
أنت السائل أخي بتعريف المُصطلح وقد سبق لنا بيان فكرة المصطلح ولم نجد لك تعقيب
"المُصطلح ما اصطلح عليه أهل العلم ،وقد يكون لغويا وهنا يكون قد خرج من سياق معين إلى سياق اللغة فسُمّي اصطلاحاً لغويا بمعنى تعريف اللغة، أما مفهوم الاصطلاح بالمطلق فهو شامل وأشمل من اللغة وقد يأتي الإصطلاح على ألسن العامة كي يتقيد به أهل العلم كقاعدة العادة محكّمة ، وفي حالتنا تلك أرى أنه لا مانع من إطلاق وصف المصطلح على هذه المقولة، فقد اصطلح عليها الناس وتناولها الدعاه في أعمالهم الوعظية سواءاً نسبوه إلى رسول الله أم أتى في سياق الحكمة."
أتيت لنا بتعريفاً للمصطلح لا خِلاف عليه..لذلك سألتك عن فكرتك حول المصطلح ونفيه عن "الدين المعاملة"..ثم قمت بتكرار كلامك رغم رؤيتي بأنه لا خِلاف حول التعريف.
سامح عسكر
08-05-2012, 09:55 PM
الرد بالافتراضات والنفي لا يعجز عنه احد
لكن ارجو ان تبين الناقص من التقسيم الذي ذكرت
وانبهك اخي الكريم الى ان التفريق بين الشريعة والمنهاج جاء بنص الكتاب
وخلطك بين المنهاج والاخلاق امر مستغرب
أخي الفاضل قبل أن يعمل المُصنف على التقسيم فعليه بتحديد المفاهيم..ما هو مفهومك عن الدين قبل تقسيمه، فلو لم تقم فكأنك صادرت على المطلوب..لذلك قلت لك أن تقسيم الدين بهذه الطريقة هو تحكمٌ بلا دليل..
ماذا سيتسفيد القارئ من تقسيم الدين إلى " عقيدة وشريعة ومنهاج واخلاق" ومن أي وجهٍ كان هذا التقسيم..وماذا عن العلوم الطبيعية أو العلوم النظرية أوالإنمائية وماذا عن العمل وماذا عن السلوك وماذا عن العِرفان..وغيرها الكثير..فلو قلت أن أحداً من هذه الأشياء يندرج في مفهوم إحدى الأربعة فقد بانت لك رؤيتي التي اختصرتها لك في جملة واحدة
فالفصل لازمه تعريف مستقل ولو دخلت الأخلاق في تعريف المنهاج فلا فصلٌ راجح
فدخول الأخلاق في تعريف المنهاج كان للمثال أنه لو تحقق فلا فصلٌ صحيح،..ومع ذلك فالأخلاق تدخل في تعريف المنهاج..أين سنضع قول الله تعالى.."ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"..فلو قلت أنها أخلاق فهذا صحيح، ولو قلت أنها منهاج فهذا أيضا صحيح..إذا فالأخلاق لا تنفصل عن المنهاج، ولا منهاج دون أخلاق...
قس ذلك على الشريعة والمنهاج لأن تعريفاتنا لها ليست ضيقة على اللغة وإلا كان منهاج الدارسين في المدارس ليس شرعا لهم فهو لفظ مشترك، فالشرع أصلٌ للشريعة، والشرع أعمّ وبه المنهاج في اللغة كما الطريق الواضح، أما قولك بالتفريق بين الشريعة والمنهاج فعليه شُبهات، لأن التكرار في الآية قد يكون أتي للتوكيد، وبيان التشابه كما الدعوة للموعظة الحسنة فإن لم تقل فهو لفظ مشترك.
عبد الرحيم بيوم
08-05-2012, 09:58 PM
قلت: "ما يهمني تقريرك أخي عبدالرحيم بأن الحديث يجوز أن يكون حسنٌ لغيره.."
تقصد ما يهمني هو تقريرك أخي عبدالرحيم بأن الحديث يجوز أن يكون حسنٌ لغيره..
فاقول: اين تقريري بارك الله فيك وانا اقول ان فيه ثلاث علل
فكلامي واضح وهو في سياق قولك انه صحح على شرط مسلم
وقلت بالرجوع لاصل الموضوع لاني اومن في الحوار بمبدا ان تبدي رايك وابدي رايي ونتابع لا ان ننخمس في الحيثيات كثيرا
خاصة فيما لا يصب في اصل الحوار
فلتعد لاصل الحوار
فقد ابديت رايي وانت كذلك
والمتابعون اخي الفاضل والقارئون يفهمون ولهم اوقاتهم يجب احترامها
وتقبل كريم تحياتي
سامح عسكر
08-05-2012, 10:01 PM
قال الراغب الأصفهاني في معجم مفردات القرآن: " الشرع: نهج الطريق الواضح. يقال: شرعت له طريقا، والشرع: مصدر، ثم جعل اسما للطريق النهج فقيل له: شِرْعٌ وشَرْعٌ وَشَرِيعَة ، واستعير ذلك للطريقة الإلهية.
سامح عسكر
08-05-2012, 10:06 PM
قلت: "ما يهمني تقريرك أخي عبدالرحيم بأن الحديث يجوز أن يكون حسنٌ لغيره.."
تقصد ما يهمني هو تقريرك أخي عبدالرحيم بأن الحديث يجوز أن يكون حسنٌ لغيره..
فاقول: اين تقريري بارك الله فيك وانا اقول ان فيه ثلاث علل
فكلامي واضح وهو في سياق قولك انه صحح على شرط مسلم
وقلت بالرجوع لاصل الموضوع لاني اومن في الحوار بمبدا ان تبدي رايك وابدي رايي ونتابع لا ان ننخمس في الحيثيات كثيرا
خاصة فيما لا يصب في اصل الحوار
فلتعد لاصل الحوار
فقد ابديت رايي وانت كذلك
والمتابعون اخي الفاضل والقارئون يفهمون ولهم اوقاتهم يجب احترامها
وتقبل كريم تحياتي
تقريرك بافتراض الجواز أخي الفاضل..
فالافتراض لهذه الدرجة-حسن لغيره-تعني أنك لا تؤمن بمكذوبيته على رسول الله، وطالما لا تعتقد بوضعه قلت أنه لا إشكال وسألتك عن مشكلتك مع الحديث فتحور الموضوع إلى السند، رغم أنني لم أشأ الدخول فيه.
عموماً لا إشكال..ولي عودة بإذن الله للرد على تعقيباتك حول موضوع الحسد.
سامح عسكر
15-05-2012, 04:47 PM
نستكمل
الأخ الكريم عبدالرحيم صابر
قلت:لم تذكر تعريف الحسد عمدا كما اشرت في بداية كلامك. والمفروض ذكر ذلك لان الموضوع كله سيق له
الجواب :تم ذكر التعريف بدلالة اعترافك أدناه
اذا كان الحسد هو "عبارة عن تركيبة نفسية معقدة" كما قلت
فكيف تقول بعدم تعريفي للحسد ثم تطرح تعريفي بنفسك..فتعريفنا للحسد كان غير نمطياً
بعيدا عن الصورة النمطية لتعريف الحسد أو لنقده
مع ثبوت اقتطاعك للتعريف بالتركيب الماهوي الآتي
الحسد هو عبارة عن تركيبة نفسية معقدة، تلك التركيبة هي خليط من الأحقاد والشعور بالذنب والتقصير والضعف
أرجو تنظيم الأفكار...فالحسد مفهوم عامّي فضلا عن كونه مفهوما للمثقفين الذي يسألون عن التعريف مع نقضه دون فصل التعريف عن المقصود، وكأن من الأولى الوقوف عند التعريف لتحريره ليس عبر رده بحُجة نفي الدليل الشرعي
لم ار في سياق نظراتك عن الحسد استلهاما او استيحاء من دلائل شرعية سواء في معرض التحليل او العلاج
وهنا السؤال ماذا تقصد بالدليل الشرعي..وعلى أي قاعدة تفهم كلمتي في معرض المقال:
بعيدا عن الصورة النمطية لتعريف الحسد أو لنقده، سنبحر سويا في مخاض نفسي تجلي منه الحسد وبرز للنفس والعيان
هنا الحسد أخانا -كما نتخيله- لم نتكلف فيه بما هو معتاد، وسؤالك عن المعتاد مصادرة إذ كان يجب عليك تحرير الجديد دون طلب العودة للمعتاد، وهذا يُفهم منه أنك ترفض أي خوض في مسائل روحانية أو نفسية دون الخوض في أدلتك الشرعية، فماذا نفعل إذاً مع الفلاسفة وعلماء النفس الذين ليسوا على نهج السنة أو على نهج الإسلام عامة..
قلت: اذا كان الحسد هو "عبارة عن تركيبة نفسية معقدة" كما قلت، فعلام بنيت نظراتك؟ هل هي سياحة فكرية مجردة؟ ام تجربة ذاتية واجتماعية؟ ام نظريات من علم النفس؟ ام ادلة شرعية؟
الجواب:..كل ذلك
قلت:اخالفك اخي الكريم لم يكلف المجتمع بالتنقيب والتمييز عن امر كهذا كيف وهو متعلق بالقلوب التي لا يعلمها الا علام الغيوب، وانما قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث عالجه بالنصيحة العامة، فليس لنا اتهام احد ولا تفتيش بالنوايا والقلوب، فلم نؤمر بذلك، انما لنا الظواهر والله يتولى السرائر.
الجواب: أعد صياغة عباراتك بشكل سليم..فمضمون كلامك يعني أنك توافق بحث تكليف المجتمع بدلالة إيمانك بالنصيحة والنصيحة في ذاتها سلوكاً فردياً وجماعياً مُشتركاً..والفرد والجماعة بتكويناتهما وفصائلهما مجتمع صريح، يعني لا خلاف مع كون أهلية المجتمع باحثا دارسا للحالة.
أما اتهام أحد والتفتيش فلم نقل به ، ورجاءاً لا تقولنا ما لم نقل..الحديث من اقتباسك كان كالآتي
"أولا: علي المجتمع دراسة كيفية تمييز وتشخيص المرض، فربما أنتج خلافا فكريا أو عقديااتهاما كاذبا بالحسد ... وفي كل الأحوال يجب الحرص والتأني في التمييز... ولو تم توظيف هذا الخلاف في إطلاق مثل هذه الأحكام سوف يعم الفساد وتنتشر الحروب."
أين الإتهام والتفتيش في النوايا؟؟!!!!!!!!!!
الكلام صريح وهو نهي واضح عن التفتيش وطرح البدائل وليس العكس -كما فهمت.
قلت :وامر آخر، كيف ينتج خلاف فكري أو عقدي اتهاما كاذبا بالحسد، فالعبارة بحاجة لتوضيح وتمثيل.
الجواب:طالما كان الحقد يدخل في تعريف الحسد-وهذا مشهور- فالخِلاف الفكري بين طرفين بينهما صراع سواءاً في صورة بدنية أم في صورة ذهنية يتجلى فيه الطرفان عن أفكار ومعارضات....وقد يلجأ احدهما لاتهام الآخر بالحقد بمجرد النقد أو الطعن، ولكن قد يكون ذلك في حال النجاح مثلا فاحتمال الحقد وارد، وما دون ذلك فهو ضرب من الاتهامات في حق المُخالف ليس لها وجود حقيقي..خلاصتها توهمات ناتجة عن قصور أو تقصير هذا الطرف.
قلت:ليست مشكلة الحاسد في المدح من عدمه ولفتة لتعريف الحسد كافية في توضيح ذلك
الجواب:كيف لا مشكلة في المدح أو الذم والمجتمع بوِسعهِ صُنع شخصية الإنسان..ومن أين تأتي الثقة بالنفس..رجاء توضيح مفهومك حول هذه النقطة فهي في غاية الاهمية، وأرجو قراءة عباراتي بشكل سليم كي تخرج فكرتك في صلب الموضوع وبعيدة عن الإختزال ...فلم نقل أن الحاسد مشكلته في المدح..فحصر تصديقك لتصور مشكلة الحاسد في المدح غلط ولم يقل أحداً به، وأستغرب هذا الفهم.
قلت:لم تظهر لي علاقة بين هذه النقطة وعلاج الحسد، ولا بين الجملة الاولى منها مع ما تلاها، فارجو توضيح هاتين النقطتين اخي سامح
مع ان ذكر زعامتين والاشارة لمسالة التوازن ليس له طابع يفرز متباينا في النظام الاسلامي، لكن نقطة تساؤلي هنا كيف يكون لهذا علاقة بما سيق له الموضوع.
الجواب: أنت تطلب شرح نقاط المقال لاستعصاء تقبلها -وربما فهمها منكم-فعلى أي أساس كنت تنتقد في البداية وأنت لم تطرح فكرة واحدة بديلة وجُل اعتراضاتك عبارة عن رأي دون وضع أدلة أوأمثلة للدحض أو حتى تقريب فكرتك العامة عن المقال، فلم تقل ما هي الجملة الأولى والتي تليها، وكيف لك أن تنفي وجود الزعامات الدينية والسياسية لنوعية من الزعامات بحُجة عدم وجود طابع لهما متباين في النظام الإسلامي-جملة غير مفهومة لعدم تعريف النظام الإسلامي..وبدوري أسأل لو كانت هذ الزعامات واقعاً فعلي أي قاعدة ترفض وجودهما، وما الفارق بين العمل السياسي والعمل الوعظي لديك.
أخيرا أشكر حضرتك على الحوار وأنتظر تعقيبكم على ما وُرِد، ولكن لي ملاحظة خفيفة تُخرجنا قليلاً من سياق الحديث إلى سياق آخر إداري..أنا أستغرب أنه وللمرة الثانية يحدث أن يتم ترقية محاوري من "عضو مشارك"...إلى.."أديب"..خلال الحوار..
فالمرة الأولى حدثت مع الزميل بهجت رشيد في موضوع التوسل والثانية معك في هذا الموضوع، وعلى ذلك فالحوار مع سامح عسكر هو تحدي إداري يتم بموجبه ترقية محاوره تحت أي ظرف"هذا شعور أحببت البوح به وأرجو تفهمه"..هذه الخاطرة مهمة في سياق المقال لتعيين الحسد والحقد، فلو قلت أنني أحقد عليك وأنك لا تستحق رتبة الأديب-وأنا لا أقول بذلك فهي نظرة إدارية بحتة يجب احترامها-فقد انتهى المقال من جذوره لتعارض فكرة الباحث مع سلوكه وبالتالي يخضع المقال لسياق آخر غير شخصية الواعظ"الباحث"..ويجب تفكيك فكرته عن اسمه، ولو قلنا أن الترقية حدثت بعد حِقد الإداريين على سامح عسكر فهو يتعارض مع سماحها للموضوع، وأن كل المشاركات التي أثنت على البحث غير صائبة وأنهم كانوا مخدوعين.
النقطة أعلاه تدريب خفيف لتعيين الحسد ومن ثم علاجه خاصة وأنني ذكرت في المقال ما يلي:
خامسا: علي المجتمع نشر العدل بين ربوع البلاد، فالأنظمة السياسية كائن مسبب لظهور الحسد وأعراضه بين فئات المجتمع، فوجود الحسد يعني وجود الظلم والتقصير، والعمل علي بناء مجتمع قوي فكريا واقتصاديا واجتماعيا سوف يساعد في تنمية مهارات البشر وزيادة رقعة أحلامهم وتطلعاتهم.
المجتمع هنا كائن موجود لا يختص بالدولة فقط، فالبيت مجتمع والمصنع مجتمع..وعليه أريد مناقشة هذه النقطة مع من يريد.
سامح عسكر
زهراء المقدسية
15-05-2012, 09:06 PM
ولكن لي ملاحظة خفيفة تُخرجنا قليلاً من سياق الحديث إلى سياق آخر إداري..أنا أستغرب أنه وللمرة الثانية يحدث أن يتم ترقية محاوري من "عضو مشارك"...إلى.."أديب"..خلال الحوار..
فالمرة الأولى حدثت مع الزميل بهجت رشيد في موضوع التوسل والثانية معك في هذا الموضوع، وعلى ذلك فالحوار مع سامح عسكر هو تحدي إداري يتم بموجبه ترقية محاوره تحت أي ظرف"هذا شعور أحببت البوح به وأرجو تفهمه"..هذه الخاطرة مهمة في سياق المقال لتعيين الحسد والحقد، فلو قلت أنني أحقد عليك وأنك لا تستحق رتبة الأديب-وأنا لا أقول بذلك فهي نظرة إدارية بحتة يجب احترامها-فقد انتهى المقال من جذوره لتعارض فكرة الباحث مع سلوكه وبالتالي يخضع المقال لسياق آخر غير شخصية الواعظ"الباحث"..ويجب تفكيك فكرته عن اسمه، ولو قلنا أن الترقية حدثت بعد حِقد الإداريين على سامح عسكر فهو يتعارض مع سماحها للموضوع، وأن كل المشاركات التي أثنت على البحث غير صائبة وأنهم كانوا مخدوعين.
و إذا سمح الأستاذ الكريم سامح فلي ملاحظة خارج سياق الحوار الخاص بموضوع الحسد
جدا أستغرب مما كتبت
وأستغرب كيف تربط ألقاب الأعضاء الكرام بحواراتهم معك!!!
فلا عداء من الإدارة لأي عضو كريم هنا
وإن كان هناك حوار جاد فلا يعني تولد العداء
ثم عليك أخي الكريم أن تتحلى بالصبر قليلا وتقبل ما يقوله الآخر برحابة صدر
فكونك طرحت موضوعا في أقسام الفكر توقع أن يكون هناك معارض ومؤيد
ولا أظنك ممن يحبذ التصفيق و المرور العابر فقط على مواضيعك
فتريث و أعط الناس أقدارهم كما تحب أن يقدروك
واعذرني على صراحتي معك
تقديري وتحيتي
ربيحة الرفاعي
15-05-2012, 09:40 PM
أخيرا أشكر حضرتك على الحوار وأنتظر تعقيبكم على ما وُرِد، ولكن لي ملاحظة خفيفة تُخرجنا قليلاً من سياق الحديث إلى سياق آخر إداري..أنا أستغرب أنه وللمرة الثانية يحدث أن يتم ترقية محاوري من "عضو مشارك"...إلى.."أديب"..خلال الحوار..
فالمرة الأولى حدثت مع الزميل بهجت رشيد في موضوع التوسل والثانية معك في هذا الموضوع، وعلى ذلك فالحوار مع سامح عسكر هو تحدي إداري يتم بموجبه ترقية محاوره تحت أي ظرف"هذا شعور أحببت البوح به وأرجو تفهمه"..
سامح عسكر
برغم تعليمات سيد المكان الواضحة بتقبل كل ما يصدر عن الأعضاء برحابة صدر، فقد ساءنا هذا الاتهام الصريح لقدراتنا الإدارية وقواعد تقييمنا للأعضاء وللضوابط التي نتحرك بموجبها، والتي ليس من بينها اسم سامح عسكر ولا مواضيعه
ولست ألومك هنا لما منحت نفسك من قدر ومكانة بتصورك أننا في تقييمنا الشهري للأعضاء والذي يتم بموجبه منح الألقاب لمستحقيها وقفنا ولو وقوفا عابرا عند حوارهم معك، أو زعمك أن الحوار معك يشكل تحديا إداريا، فكلنا أيها الكريم راض عن نفسه وربما بالغ أحيانا بتقييمها، لكنني أسألك وأنت الإداري في موقع آخر كما قلت:
- ألا ترى معي أن من ذكرت نالا اللقب عن جدارة واستحقاق؟
- أكنت ستعتبر الإدارة تبنت آرائك لو أن نصوصك كانت في حل مما بها من أخطاء نحوية فمنحت لقب أديب؟
- ألم تلاحظ أن الترقيات شملت مجموعة في أقسام مختلفة منهم من لم يدخل الأقسام الفكرية ولا سمع باسمك؟
لدينا في الواحة منهجية وضعت بعناية وعن وعي ودراية بما يتفق مع رسالتنا التي تتصدر الواجهة ويطلع عليها كل قادم للواحة
وكل إجراء يتخذ هنا خاضع لها
لا ولاء بعد الله لغير الأمة ولا حرص على غير نهضتها وحماية مقدراتها
أهلا بك في واحتك
تحاياي
سامح عسكر
16-05-2012, 06:22 PM
الأستاذة الفاضلة زهراء المقدسية
الأستاذة الفاضلة ربيحة الرفاعي
أستغرب هذا الفهم لعلكما لم تطلعا على هذه الكلمة فهي توضح المقصد
وأنا لا أقول بذلك فهي نظرة إدارية بحتة يجب احترامها
يعني لا خلاف معكما البتة ..لذلك سقنا الفكرة في سياق الدافع والذي كان
النقطة أعلاه تدريب خفيف لتعيين الحسد
وهذا من طبيعة عملى أن أعطي أمثلة حية..."واقعية".. للتقريب والعلاج..
وعلى العموم نعتذر عن طرح هذه النقطة وأرجو إغلاق الموضوع أو حذفه.
عبد الرحيم بيوم
17-05-2012, 11:31 AM
قلت: "ولكن لي ملاحظة خفيفة تُخرجنا قليلاً من سياق الحديث إلى سياق آخر إداري..أنا أستغرب أنه وللمرة الثانية يحدث أن يتم ترقية محاوري من "عضو مشارك"...إلى.."أديب"..خلال الحوار.."
حقيقة انزه نفسي عن الانسياق تبعا لهذا الخطاب لكني اوافق على قولك "النقطة أعلاه تدريب خفيف لتعيين الحسد"
وازيد من كل الاطراف وكذلك ربما ينبغي اضافة ما اشرت اليه سابقا "ولكن قد يكون ذلك في حال النجاح مثلا فاحتمال الحقد وارد"
قلت: "فكيف تقول بعدم تعريفي للحسد ثم تطرح تعريفي بنفسك..فتعريفنا للحسد كان غير نمطياً"
و(النمطي) هو ما قصدت، وتساؤلي كان واضحا. حيث قلت "لم تذكر تعريف الحسد عمدا كما اشرت في بداية كلامك. والمفروض ذكر ذلك لان الموضوع كله سيق له، فينبغي ان نوجد للقارئ ربطا بين الافكار خاصة وقد تطرقت لعلاج هذا الخلق، زد على ان في تعريفه اضاءة هامة في تصور العلاج"
قلت: "وهنا السؤال ماذا تقصد بالدليل الشرعي"
غريب الا تعرف المقصود بالدليل الشرعي
قلت: "وهذا يُفهم منه أنك ترفض أي خوض في مسائل روحانية أو نفسية دون الخوض في أدلتك الشرعية، فماذا نفعل إذاً مع الفلاسفة وعلماء النفس الذين ليسوا على نهج السنة أو على نهج الإسلام عامة.."
ربما نسيت اين اخترت نشر موضوعك
اجبت عن تساؤلي: "اذا كان الحسد هو "عبارة عن تركيبة نفسية معقدة" كما قلت، فعلام بنيت نظراتك؟ هل هي سياحة فكرية مجردة؟ ام تجربة ذاتية واجتماعية؟ ام نظريات من علم النفس؟ ام ادلة شرعية؟."
فقلت: "الجواب:..كل ذلك"
فكانك ايها الكريم لم تستوعب تساؤلي فالحسد كما وصفته جرني الى التساؤل عن تركيبة نفسية ومعقدة كيف تخوض فيها بدون اصول ثابتة تبني عليها هذه النظرات، واذا كان كل ما ذكرته قد بنيت عليه، فهات لنا استيحاءك التوصيف والعلاج من الادلة الشرعية، وكان هذا اهم تساؤلاتي والتي لم ار جوابا عنها
(همسة: اراك هنا فهمت المقصود بالادلة الشرعية)
قلت: "الكلام صريح وهو نهي واضح عن التفتيش وطرح البدائل وليس العكس -كما فهمت"
ليس صريحا وليس واضحا، فلا يمكن تمييز الوصف مجردا عن الموصوف
قلت: "طالما كان الحقد يدخل في تعريف الحسد-وهذا مشهور"
ليس مشهورا ولا يدخل في تعريفه، فقد يكون سببا لوقوع الحسد لكنه ليس من تعريفه.
قلت: "الجواب:كيف لا مشكلة في المدح أو الذم والمجتمع بوِسعهِ صُنع شخصية الإنسان"
لن يعالج المدح شخصية الحاسد، وتعريف الحسد (النمطي) يوضح ذلك، لذا قلت بان ايراد التعريف في مقدمة البحث مهم
قلت: "أنت تطلب شرح نقاط المقال لاستعصاء تقبلها -وربما فهمها منكم-فعلى أي أساس كنت تنتقد في البداية وأنت لم تطرح فكرة واحدة بديلة وجُل اعتراضاتك عبارة عن رأي دون وضع أدلة أوأمثلة للدحض أو حتى تقريب فكرتك العامة عن المقال،"
اولا: هذه طريقة غير مقبولة، اطرح ما عندك ولا تحكم على فهم الاخرين، فيكفيك الحكم على فهمك
ثانيا: انا وسمت تعليقاتي بانها ملاحظات بل قلت تساؤلات وليس ذنبي انها ارتسمت في نفسيتك على انها انتقادات، فقد قلت في آخرها "واختم بانها تساؤلات اكثر منها ملاحظات"،
ثالثا: اوضحت قصدي منها فقلت: "احببت ابداءها لك، ليظهر بها قصدك ومرادك من كلامك جليا، فارجو ان يتسع صدرك وجوابك لها، وذاك الظن بك."
لكن اود ان اختم فاقول -واتمنى سعة صدر-: بحثك يفتقر الى التدليل ايها الكريم، فالى الان لا يعدو ان يكون نظرات لسامح ليس فيها ما يؤكد صحتها لذا طالبت بتوضيح ما بنيت عليه، انت بنيت علاجاً لتشخيص من عندك فكان لابد من تساؤلاتنا احتراما لعقل القارئ، وليس اتيان المرء بجديد ممدوحا دائما خاصة اذا كان مجرد انطباعات لم تستند على شيء، فلاجل هذا كان ينبغي اخذ التساؤلات بصدر رحب، فمن الف موضوعا كمن وضع عقله على طبق وعرضه على الناس.
ولا زلت منتظرا لادلتك الشرعية التي قلت انك بنيت عليها
وتحياتي لك
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir