المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في شفاهِ الحالمين



عبدالكريم شكوكاني
30-04-2012, 09:41 PM
فَرَدَ الصباحُ جناحهُ مُتبسماً
يَجلو ظلاماً قدْ تَمطى في المساءْ
وليصدحَ الطيرُ الغَريدُ مُرحباً
بعباءةٍ شَهباءَ يَلتَحفُ الفضاءْ
قد يُنعشُ القلبَ الحزينَ على الذي
ركبَ الضياءَ إلى السماءْ
مُتجاوزاً زمناً مضى مُتباعداً
في رحلةٍ بالصَّيفِ يتلوها قطارٌ في الشتاءْ
هو في جفونِ الياسمينْ
في بيتِ جدِّي خلفَ ذاكَ الخَندقِ الممتدِّ يَلوي عُنْقَ أصداءِ السنينْ
ولغيمةٍ سوداءِ تَنشرُ ظِلها
وظلامها ما بينَ زيتونٍ وتينْ
صَوبَ الحَكايا زَرْعُها
نخلٌ ويُسقى من شفاهِ الحالمينْ
وبوردةٍ
تَنمو بِدَفْقِ شُعاع شمسٍ لا تغيبْ
من فوقِ أسطحةِ المنازلِ والسَفينْ
تُومي لسيفٍ قدْ تَثلمَ نصلهُ
لا زالَ في ذكراه آخرِ لحظةٍ للكبرياءْ
آتٍ من الذِكرى لأيامٍ خلتْ
آتٍ بِذكرى من دمائكِ كربلاءْ
يومَ امتطى البَغيُ المقيتُ خيولَنا
واستوطنَ النَعَّابُ قدسَ الأنبياءْ
وتَحلقتْ
فوقَ الديارِ رفوفُ غربانٍ تُبشرُ بالهلاكِ وبالبلاءْ
تسعى لتمثالٍ رآهُ خَيَالها
وَهمَ المريضِ بألفِ داءْ
تَطوي القرونَ إرادةُ الربِ السفيهِ المُصطنعْ
مَحضُ افتراءْ
إنْ كانَ رَبهمو طغى
فإلهنا كُنَّا أكلناهُ بيومٍ منْ سغَبْ
إنَّا صنعناهُ شَقيَّاً مُستلبْ
تَمراً تَمرَّدَ وانتحبْ
إنَّا سَلخنا جِلدهُ قَبلَ الصلاةْ
والقلبُ مَنزوعٌ نويَّاتٌ وضعناها بنارٍ تَلتهبْ
إنَّا خَلقناهُ لَذيذاً كي يرى منَّا العَجبْ
هوَ في زمانٍ لمْ نكنْ نَشكي الشتاءْ
وعلى شواطيءِ خَيمةٍ تَرعى الظباءْ
طرباً ترى في حيِّنا
بينَ المَراعي يَستَفيقُ العشبُ يَغشاهُ انتِشاءْ

خالد شوملي
30-04-2012, 09:48 PM
أخي الشاعر المبدع
عبدالكريم شكوكاني

سعيد أن اقرأ لك هنا وفي كل مكان. دائما تتحفنا بما هو عميق وجميل ويدعو للتأمل والقراءة مجددا.

دمت بألف خير وشعر!

محبتي وتقديري

خالد شوملي

نهلة عبد العزيز
01-05-2012, 09:04 AM
سيدي الكريم

أنتَ من الأقلام التي يُفخر بها هاهنا ..

فـ كن كما أنتَ شامخ ..

قصيده رائعه بروعة كاتبها

سلم القلم وراعيه

تقديري الكبير

محمد ذيب سليمان
01-05-2012, 09:15 AM
فيوض رائعة من كلام شعري شاعري
جميل ما تناولته هذا الصباح
استفتاح مبارك
مودتي

عبدالكريم شكوكاني
03-05-2012, 10:52 AM
في بيتِ جدِّي خلفَ ذاكَ الخَندقِ الممتدِّ يَلوي عُنْقَ أصداءِ السنينْ


فوقَ الديارِ رفوفُ غربانٍ تُبشرُ بالهلاكِ وبالبلاءْ

وليد عارف الرشيد
03-05-2012, 01:55 PM
تم التعديل سيدي الشاعر الجميل كما رغبت ... أحييك سأستمتع بهذا الجمال وأعود لاحقًا
محبتي أيها المبدع

ربيحة الرفاعي
04-05-2012, 06:39 PM
قراءة أولى لارتشاف شهد المعاني العميقة
وتأمل الصور المائزة والحس البديع

تحيتي

بشرى العلوي الاسماعيلي
05-05-2012, 11:24 AM
الأديب الكبير:عبدالكريم شكوكاني
أي فلسفة تتقنها وتسلبنا بها
وتحدث منها الدهشات في صدورنا
بوركت وبورك القلم

عبدالكريم شكوكاني
07-05-2012, 11:37 AM
أخي الشاعر المبدع
عبدالكريم شكوكاني

سعيد أن اقرأ لك هنا وفي كل مكان. دائما تتحفنا بما هو عميق وجميل ويدعو للتأمل والقراءة مجددا.

دمت بألف خير وشعر!

محبتي وتقديري

خالد شوملي



بارك الله بك أخي الحبيب خالد
تحياتي لك دائماً
وشكراً لمرورك الكريم
وردك الطيب

أدامك الله
ودمت بخير

د. محمد حسن السمان
07-05-2012, 12:37 PM
سلام الله عليكم
الأخ الغالي الشاعر المبدع عبد الكريم شكوكاني
اسمح لي , أن اسجّل عظيم إعجابي بهذه القصيدة الرائعة , أغبطك على هذه المقدرة على الإمساك بتلابيب المفردات ,
لتسبك منها هذه اللوحات الشاعرية , غريب كيف تربط نبض الكلمة بالصورة , في سراح سهل الحداء , جميل الموسيقى ,
تسترجع التاريخ فكرا وصورة , وتعود بواقع الحالة المعاصرة ومفرداتها , لتلامس الحالة التاريخية , تمازج جميل موفق ,
ما أروعك .
تقبل تقديري واحترامي

د. محمد حسن السمان

وليد عارف الرشيد
07-05-2012, 01:33 PM
في بيتِ جدِّي خلفَ ذاكَ الخَندقِ الممتدِّ يَلوي عُنْقَ أصداءِ السنينْ
ولغيمةٍ سوداءِ تَنشرُ ظِلها
وظلامها ما بينَ زيتونٍ وتينْ
صَوبَ الحَكايا زَرْعُها
نخلٌ ويُسقى من شفاهِ الحالمينْ

هي ليست الأجمل ولكنها خصلة من هذا الجمال ... مررت أنهل من هذا الروض بعض العبق والشعر فهلا أذنت لي يا سيدي الشاعر الجميل
سبك متقن تمكن رقة روعة في الإيصال الدافئ الشجي
أحببتك قبل هذا الشعر وبعده
دمت بهذا الألق ولك دعائي بموفور الصحة والعطاء

عبدالكريم شكوكاني
11-05-2012, 01:30 PM
سيدي الكريم

أنتَ من الأقلام التي يُفخر بها هاهنا ..

فـ كن كما أنتَ شامخ ..

قصيده رائعه بروعة كاتبها

سلم القلم وراعيه

تقديري الكبير


هلا بأخيتي الغالية نور
شذى الورد لكِ


حياكِ الله
وشكراً لمرورك الكريم
وردك الطيب

أدامك الله
ودمت بخير

د. سمير العمري
16-12-2013, 03:54 PM
نص شعري عابق بالألق نابض بالوجع وبفلسفة الألم والأمل.
لا فض فوك أيها المبدع!

شواطيء ... بل شواطئ

تقديري

قوادري علي
16-12-2013, 06:13 PM
مميز الحرف دائما شاعرنا الراقي عبد الكريم.
شكرا جزيلا.