تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى كل كاتب... وكل أديب..



تسنيم أم يوسف
01-05-2012, 12:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

كَتَبْتُ وَقَدْ أَيْقَنْتُ يَوْمَ كِتَابَتِي ... بِأَنَّ يَدِي تَفْنَى وَيَبْقَى كِتَابُهَا
فَإِنْ فَعَلَتْ خَيْرًا سَتُجْزَى بِمِثْلِهِ ... وَإِنْ فَعَلَتْ شَرًّا عَلَيْهَا حِسَابُهَا

... كلما همّت يدي بكتابة شيء.. تُنَفّس به عن نفسي.. يعترضُ طريقَها ثلاثة جنود ... لكل جندي حجة قوية تمنع يدي من الإقدام على لوحة المفاتيح.. أو الورقة والقلم..
يستوقفها الجندي الأول قائلا : توقفي.. أنا جندي من الكتاب الحكيم، كُلِّفت بأن أقول لك : "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) " سورة "ق"
ثم يستوقفها الجندي الثاني قائلا : تمهلي.. أنا جندي من الحكمة الشريفة، كُلِّفت بأن أقول لك : "... وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟"
ويأتيها أخيرا جندي ثالث قائلا : إنتبهي... أنا جندي من لسان الضاد، كُلِّفت بأن أقول لك :
وَمَا مِنْ كَاِتبٍ إِلاَّ سَيَفْنَى ... وَيُبْقِي الدَّهْرُ مَا كَتَبَتْ يَدَاهُ
فَلاَ تَكْتُبْ بِكَفِّكَ غَيْرَ شَيْءٍ ... يَسُرُّكَ فِي الْقِيَامَةِ أنْ تَرَاهُ

لعل أكثرَ الناطقين بأيديهِم ، إنما قصدُهم الترويحُ عن أنفسهم، وإدخالُ الأمل عليها، تماما كما نفتح نوافذ الغرف المغلقة كل يوم كي يدخلها هواءٌ جديد، نقي، ينسيها ما كانت تقاسيه من الهواء القديم الملوث
غير أن الإنسان أثناء الكتابة.. قد تنزلق يدُه بكلام، يراه هينا لكنه عند الله عظيم
كمن يشكو دهره.. ويلعن زمانه.. ويبكي أيامه
لا لشيء إلا لأن زيدا وعمرا أوتيا حظا مما حُرِم منه صاحِبُنا
ولو أن صاحبَنا وأترابَه فَقِهوا قوله تعالى : "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)
سورة "الزخرف"
لأراحوا أنفسهم من العناء
وأراحوا أيديهم من الكتابة

أعزائي القراء: إني لئن سمحت لقلبي أن ينزف شيئا من دمائه
فيخطَّ بيدي كلمات ملؤها الحزن والأسى
لسان حالها يردد مع الشاعر:
لَسْتُ أرْضَى لأمَّةٍ أنْبَتَتْنِي ... خُلُقًا شائنا وقَدْرا ضئيلا
لست أرضى تحاسدا أو شقاقا ... لست أرضى تقاعسا أو خمولا
أنا أبغي لها الكرامة والمجد ... وسيفا على العِدَا مسلولا

فليس لأجل أن يطلِق علي الناس لقب "الأديبة"
ولكنه هدف واحد أشهِد الله عليه
وأشهِد حَمَلة عرشه وملائكتَه وجميعَ خلقه
أن كتاباتي كلَّها هي رسالة جلية الظاهر خفية الباطن
قد يفهمها القارئ وقد لا يفهمها
على أني أحاول جهد طاقتي أن يكون كلامي صريحا
حتى لو ورد بأخطاء بلاغية أو نحوية او "أدبية"
كل ما أتمناه قبل أن أنشر كلامي
هو أن يستفيد قارئُه من معانيه قبل أن تعجبه أساليبه
فهذه وصيتي إلى كل كاتب وكل أديب
قبل أن تكتبوا حرفا واحدا مما يختلج في صدوركم
فليطرح كل مبدع منكم على نفسه هذه الأسئلة:

هل ما سأكتبه سينفعني في قبري؟
هل سيستفيد قارئ كلامي مما سأدونه؟
فإن كان موضوعي نافعا، فبأيهما تفرح نفسي:
بكثرة الردود أم بكثرة المشاهدات؟؟

أسأل الله العظيم أن تكون رسالتي قد وصلتكم بأمان واستقرت في قلوبكم
وهيأتم لها من أفئدتكم قرارا مكينا
ولئن تذكرتم أختكم بشيء
فتذكروها بهذه الوصية:
وَمَا مِنْ كَاِتبٍ إِلاَّ سَيَفْنَى ... وَيُبْقِي الدَّهْرُ مَا كَتَبَتْ يَدَاهُ
فَلاَ تَكْتُبْ بِكَفِّكَ غَيْرَ شَيْءٍ ... يَسُرُّكَ فِي الْقِيَامَةِ أنْ تَرَاهُ


وفقنا الله وإياكم لكل خير.

تسنيم أم يوسف

فاطمه عبد القادر
01-05-2012, 01:08 PM
وَمَا مِنْ كَاِتبٍ إِلاَّ سَيَفْنَى ... وَيُبْقِي الدَّهْرُ مَا كَتَبَتْ يَدَاهُ
فَلاَ تَكْتُبْ بِكَفِّكَ غَيْرَ شَيْءٍ ... يَسُرُّكَ فِي الْقِيَامَةِ أنْ تَرَاهُ



السلام عليكم عزيزتي تسنيم,, أم يوسف
كنت هنا ,,وقرأت ما جادت به ريشتك الجميلة
طبعا ,,ينبغي أن تحمل الكتابة هدفا ساميا في مضامينها
ولكن لا بأس من أن تكون من أغاني القلوب حاملة معها نارا أو ثلوجا
شرط أن لا تحمل الرذيلة ,أو تنوه لها ,أو تشير إليها
شكرا لجمال ما قلته عزيزتي
ماسة

عبد الرحيم بيوم
01-05-2012, 01:20 PM
رسالتك وصلت ايتها الكريمة
وعبرة كلامك محط اهتمام باذن ربي
فلك مني بليغ الشكر واجمله على هذه الذكرى
جعلها ربي في ميزانك وتعليقنا

ربيع بن المدني السملالي
01-05-2012, 02:23 PM
ولئن تذكرتم أختكم بشيء
فتذكروها بهذه الوصية:
وَمَا مِنْ كَاِتبٍ إِلاَّ سَيَفْنَى ... وَيُبْقِي الدَّهْرُ مَا كَتَبَتْ يَدَاهُ
فَلاَ تَكْتُبْ بِكَفِّكَ غَيْرَ شَيْءٍ ... يَسُرُّكَ فِي الْقِيَامَةِ أنْ تَرَاهُ

نعم صدقتِ وكلّ إناء بما فيه ينضح ، وصدق من قال :
إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنّما ...جُعل اللسان على الفؤاد دليلاً
فهنيئا لنا بهذا القلم الواعي الذي يذكرنا بما قد يغفل عنه الكثير منّا ، بارك الله فيك أديبتنا الفاضلة تسنيم أم يوسف ، سُررت وتشرّفتُ بمصافحتي لهذه الصّفحة المشرقة ..
دمتِ ناضجةً أيتها الأصيلة
تحيتي وتقديري الكبيرين

تسنيم أم يوسف
01-05-2012, 02:29 PM
أختي العزيزة فاطمة عبد القادر أشكرك على الرد القيم وأقدر لك اهتمامك وطيبتك
الأخ عبد الرحيم صابر جزاك الله خيرا على طمأنتي بوصول رسالة هذا الموضوع فذاك غرضي من نشره
أستاذي ربيع الأديب شكرا على تشجيعك لتلميذتك وهي تعدك بالمزيد المفيد بعون الله تعالى
وفقنا الله وإياكم لكل خير.

أحلام المغربي
01-05-2012, 03:10 PM
و كأني بك ترددين قول الله عز و جل : " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "
صحيح أختي الكريمة أنه أثناء كتاباتنا يتوجب علينا التخلق بالاخلاق الفاضلة و أن نبتعد قدر الإمكان عن كل ما من شأنه الإساءة لنا و لا لغيرنا و نفيد بما حبانا الله من علم
لكن ألا ترين معي أن في الكتابة الأدبية صرخة صمت داخلية .. و نداء صارخ من الأعماق قد نواسي به مكلوما أو ننزف من خلالها هموما ..شرط التقيد كما ذكرت أختي فاطمة عبد القادر بما يجمل كتاباتنا مبنى و معنى .. ؟؟
فكم قلما أطاح بالعروش الواهية
و كم كلمة كان وقعها على النفس أشد من السلاح

راقني بوحك أختي تسنيم ، فتقبلي مروري مع تحياتي و مودتي
أحلام المغربي

أماني عواد
02-05-2012, 10:24 AM
الاستاذة تسنيم


ما اروع ما تجودين به لنا
بارك الله لك وبك

مودتي

كاملة بدارنه
02-05-2012, 12:55 PM
السّلام عليكم أخت تسنيم
أشكرك على ما طرحتيه من أجل إعلاء شأن الكتابة والتّركيز على الجاني الدّيني ، والمرتبط بالحياة الآخرة أكثر منه في الدّنيا
أراك ضيّقت من أفق الكاتب فيما يتناوله من مواضيع، وحدّدت الفكر للسّير في اتّجاه معيّن.
فالإبداع فيه التّرويح الدّنيوي عن النّفس بالوصف الجميل لمخلوقات الله من جمال الطّبيعة والبشر وما إلى ذلك
لو سألت نفسي أثناء كتابة وصف لغويّ جميل لأجزاء الوردة كموصوف مستقل له ميزاته
هل ما سأكتبه سينفعني في قبري؟
هل سيستفيد قارئ كلامي مما سأدونه؟
فإن كان موضوعي نافعا، فبأيهما تفرح نفسي:
بكثرة الردود أم بكثرة المشاهدات؟؟
لا أظنّ أنّ ذلك ينفعني في قبري... ولمَ الاقتصار على القبر، وقد خلق الله لنا من الجمال الدّنيوي والمخلوقات الجميلة، ما جعل الشّعراء يتغنّون به، ويغنون ذائقتنا اللغويّة والمشاعريّة ويفرحنا دنيويّا!
فإذا خصّ الله الدّنيا بالزّينة، فلمَ ننكر على أنفسنا التّمتّع بها كتابيّا ، والتّعبير عن مشاعرنا سلبا وإيجابا ؟ (وليس المقصود التّذمّر من القدر أو الاعتراض عليه).
ولا أظنّ أنّ كلّ قارئ سيستفيد من قراءة قصيدة تصف روضة مثلا ...لأنّ القرّاء أصناف وتختلف أهداف القراءة لديهم ... وما المقصود بالفائدة؟
تتنوّع أهداف الكتابة بتنوّع أهداف الكاتب نفسه ... وقد يكتب كاتب لفائدته هو أوّلا ولا يفرض الفائدة من نصوصه على غيره... وفي الكتابة متعة وإشباع لرغبات فرديّة وتتعدّاها عند آخرين للاجتماعيّة والسّياسيّة وغير ذلك
أرجو أن يكون كلّ ما يكتب في واحتنا موجّها لما فيه الخير ... لغة وفكرا وحكما ومواعظ ومتعة وجمالا وأجرا من ربّ العالمين
بوركت
تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
04-05-2012, 01:28 AM
رسالة حميدة استندت لمحكم التنزيل وهدي الرسول
فحملت الوعظ والتذكرة

جزاك الله خيرا

وأعجبني جدا تعليق الأديبة الرائعة كاملة بدارنة

تحيتي لكما

فراس ماهر الوزني
04-05-2012, 02:50 PM
سوف نكتب وتندثر كلماتُنا أخيراً ..

فلا أحد يستمع ..

آمال المصري
04-05-2012, 04:03 PM
هل ما سأكتبه سينفعني في قبري؟
هل سيستفيد قارئ كلامي مما سأدونه؟
فإن كان موضوعي نافعا، فبأيهما تفرح نفسي:
بكثرة الردود أم بكثرة المشاهدات؟؟

نحن نكتب والآية الكريمة *=== (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ===*
مدونة في قلوبنا وضمائرنا قبل أن تكون فوق نافذة الكتابة
لانسأل بعدها هل سيستفيد القارئ أم لا ؟ لأننا نتعامل مع القلم والحرف في حضرة الرقيب سبحانه وتعالى
ولن نفرح بكثرة الردود والمشاهدات أو يخزنا ويحزننا إن لم ترق لهم مانكتب
فقارئ واحد خرج بحكمة ودرس يكفي عن مئات ولجوا ولم يستوعبوا
للقراء أذواق مختلفة وطاقات لابد من تفريغها كتابة وتلقي لاضير منها طالما نؤدي الفروض والطاعات
جميلة نصائحك أخت تسنيم وصلت للقلب واستكانت
مرحبا بك في واحتك
تحاياي