المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كردان أم سليمان



عبد المجيد برزاني
02-05-2012, 03:15 AM
كردان أم سليمان

إلى روح سليمان جدع ...........

............................ هل كان على كراستي أن تفلت مني ذلك الصباح الربيعي، وبالذات في تلك النقطة من ساحة الجامعة الفسيحة؟؟ لماذا اختارَ القدرُ كل شيء لأجدني في ذهول أتسلم منه الكراسة وأبادله البسم..؟ ....ما اسمكِ ؟؟...زرقة المحيط في عينيه تجرني لخضمه، أتخبط، أحاول الخلاص عبثا..أتذكر اسمي بصعوبة وأتلعثم به..أتصبب عرقا ..وأنت ؟؟...ردد معه صدى المكان "سليمان"... يتلاطمني الموج في عينيه وأنشد الخلاص بالنظر بعيدا،، دون جدوى ... من أين لعينيك هذا الصخب يا سليمان ؟؟ ...وهذه اللكنة الشرقية ؟؟ ..سأعرف منه في طريق العودة أنه فلسطيني ... يعمل في جريدة ويهيئ رسالته الجامعية ... أنا في سنتي الأولى..وشوكتي يكسرها اليمّ في عينيه متى تطلعتُ فيهما...والشمس تعكس ربيعها على شعره الأشقر... ألتمس الجأش من النظر إلى الأرض وزرقة السماء، وأنشد الدفء لفرائصي..يا إلهي !! ...وسليمان يتكلم...يتكلم ويتكلم ويتكلم ...شهر ،،،شهران ، يتكلم في الطريق وفي المقهى...وعلى الشواطئ الخالية.. النوارس تحتفي بحكيه الذي لا قرار له..أستمع.. يتكلم عن هجرة 48 وعن طفولة بعثرتها الأمكنة ...عن الغدر والعذاب والضياع والفقد والموت والغربة، عن غربة المكان، وغربة الروح وغربة القبر... عن قريته هناك وعن أراضي أجداده، عن أمه التي دُفنت حيث اختار الآخرون، عن موتها حسرة على كردانها المدفون خطوتان إلى الشمال تحت الزيتونة الكبيرة قرب منزلهم...لومنحوها كل كنوز الدنيا ما رضيت بغير ذلك الكردان الذي نسيته يوم الرحيل...آآآه يا أمي... لا يضجر من الكلام... كأن الصمت يقتله..الكلام وحده يدين الساسة، ويدين القدر ويدين العالم... كم أحب الاستماع اليه ورأسي على صدره.... هل نمتِ؟؟.. لا، لا أستمع...لكنني نمت ...نمت طويلا وصحوت وأنا أرملة، أحضن بنتا وولدين. وسليمان الذي أدان الغدر طول حياته، خذلني من زمان وأسلم الروح في ذلك المستشفى...هذا الصباح فاجأتني ابنتي : (ماما، ماما،، إذا مات رئيس أمريكا،، نروح "عكا" نجيب كردان سـتّي* ؟؟؟ ).

*سِتي : جدتي

وليد عارف الرشيد
02-05-2012, 04:46 PM
الله يا رائع ... قصة من العيار الثقيل .. (أتوقف محتجًّا وبشدة يا صديقي على إدانة القدر وأنت تعلم لم ؟؟؟)
لعنهم الله جعلوا من الطفلة مسيسة وتتفاءل بموت رئيس أمريكا
قصة رائعة سبكًا وسردًا وتصويرًا وشعورًا
أحييك أستاذنا الصديق البرزاني الحبيب .. ولك محبتي التي تعرف وأكثر

كاملة بدارنه
02-05-2012, 09:08 PM
(ماما، ماما،، إذا مات رئيس أمريكا،، نروح "عكا" نجيب كردان سـتّي* ؟؟؟ ).
لن ينسى الأطفال الكردان والمفتاح والبيت والأرض!
قصّة رائعة لخّصت تاريخ ومعاناة أمّة سطرت مآسيها على الكثير من الصّفحات بألوان مختلفة...
بوركت أستاذ عبد المجيد
تقديري وتحيّتي
(كنت أفضّل استعمال كلمة التّرحيل بدلا من الرّحيل ).

عبد المجيد برزاني
02-05-2012, 11:09 PM
الله يا رائع ... قصة من العيار الثقيل .. (أتوقف محتجًّا وبشدة يا صديقي على إدانة القدر وأنت تعلم لم ؟؟؟)
لعنهم الله جعلوا من الطفلة مسيسة وتتفاءل بموت رئيس أمريكا
قصة رائعة سبكًا وسردًا وتصويرًا وشعورًا
أحييك أستاذنا الصديق البرزاني الحبيب .. ولك محبتي التي تعرف وأكثر

كيف أرد لك جميل الاهتمام بنصوصي المتواضعة يا صديقي الكريم..
نعم أخي وليد، تعددت الجراح والجسد واحد..
محبتي .

عبد المجيد برزاني
03-05-2012, 08:03 PM
لن ينسى الأطفال الكردان والمفتاح والبيت والأرض!
قصّة رائعة لخّصت تاريخ ومعاناة أمّة سطرت مآسيها على الكثير من الصّفحات بألوان مختلفة...
بوركت أستاذ عبد المجيد
تقديري وتحيّتي
(كنت أفضّل استعمال كلمة التّرحيل بدلا من الرّحيل ).
سرني منك هذا المرور المحفز.
نعم الترحيل، وإذاً التهجير بدل الهجرة.
شكرا لك .
كل المودة.

بشرى العلوي الاسماعيلي
03-05-2012, 11:01 PM
الصديق عبد المجيد
نص ماتع ومدروس بعناية فائقة
تقبل تقديري وكل الود

ربيحة الرفاعي
04-05-2012, 08:46 PM
مدهش
كيف استطاعت حروفك أن تصعقني هكذا
نقلة بديعة باتجاه غير متوقع كانت المباغتة فيها قفلة أولى لعل الكاتب أرادها توطئة للقفلة التي يختم بها النص بكردان الجدة المدفون لتحيا في ثرى سلبناه

لك فيوض التحياي

عبد المجيد برزاني
05-05-2012, 02:27 PM
الصديق عبد المجيد
نص ماتع ومدروس بعناية فائقة
تقبل تقديري وكل الود
شكرا لجميل مرورك يا وارفة..
تحيتي وكل التقدير.

عبد المجيد برزاني
20-05-2012, 06:02 AM
مدهش
كيف استطاعت حروفك أن تصعقني هكذا
نقلة بديعة باتجاه غير متوقع كانت المباغتة فيها قفلة أولى لعل الكاتب أرادها توطئة للقفلة التي يختم بها النص بكردان الجدة المدفون لتحيا في ثرى سلبناه
لك فيوض التحياي
الأخت ربيحة : شهادتك أعتزبها ..
شكرا لك المرور والإطراء.
تحيتي وكل التقدير.

د. سمير العمري
13-01-2013, 02:49 AM
نص قصصي تميز بالطرح الذاتي النفسي بأسلوب غير متكلف وبرصد موجع لواقع أليم.

هنا يجدر بي أن اشير إلى تميز دقة استخدام المفردات والصور فلو تأملنا مثلا القول "وطفولة بعثرتها الأمكنة" لوجدنا أنها تملأ النفس رهبة وألما بدقة الوصف من حيث الواقع ومن حيث الجانب النفسي والجانب الإنساني والجانب الشعوري ، ناهيك الدور الرائع في قول الكثير بكلمات قليلة ذلك أن هذه الجملة تلخض جانبا مهما ولا يحوط به حديث سواء من قضية اللجوء أو قضايا الهجرة الداخلية والخارجية إلى قضايا عدم الشعور بالسكينة ولا بالاستكانة إلى أماكن الهجرة بغربة مصاحبة وتنقل يبعثر ذكريات الطفولة.

هو نص أوجع القلب ، ووضع اليد على مواطن التشخيص النفسي للقضية فلله درك!

تقديري

الفرحان بوعزة
13-01-2013, 05:38 AM
قرأت عملا إبداعياً متميزاً ... نص أدبي منيع في حكيه وأسلوبه ولغته وخطاطته السردية المسبوكة ،
تشخيص جيد لمأساة إنسانية عمرت طويلا مع الزمن ، رواية لخصها النص بفنية أدبية متميزة تتكرر مع الزمن والمكان بنفس الألم والحزن والضياع ..
مأساة تفرعت إلى مآسي قد تتشابه وتتداخل تسير نحو أمل مفقود ومستقبل غامض ..
حياك الله أخي عبد المجيد على هذا النص الأدبي المتميز ،،
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

عبد المجيد برزاني
13-01-2013, 08:40 AM
نص قصصي تميز بالطرح الذاتي النفسي بأسلوب غير متكلف وبرصد موجع لواقع أليم.
هنا يجدر بي أن اشير إلى تميز دقة استخدام المفردات والصور فلو تأملنا مثلا القول "وطفولة بعثرتها الأمكنة" لوجدنا أنها تملأ النفس رهبة وألما بدقة الوصف من حيث الواقع ومن حيث الجانب النفسي والجانب الإنساني والجانب الشعوري ، ناهيك الدور الرائع في قول الكثير بكلمات قليلة ذلك أن هذه الجملة تلخض جانبا مهما ولا يحوط به حديث سواء من قضية اللجوء أو قضايا الهجرة الداخلية والخارجية إلى قضايا عدم الشعور بالسكينة ولا بالاستكانة إلى أماكن الهجرة بغربة مصاحبة وتنقل يبعثر ذكريات الطفولة.
هو نص أوجع القلب ، ووضع اليد على مواطن التشخيص النفسي للقضية فلله درك!
تقديري

الله،،،،،الله...
كنت أشك في ملامسة هذا النص لذائقة قارئ عربي عادي،
فإذا به يرقى لإعجاب أساتذة كبار ما كنت لأحلم له بإطرائهم وتحفيزهم المشجع.
شكرا لك عميدنا الأكرم.
محبتي وكل التقدير.

آمال المصري
08-05-2013, 11:08 AM
نص اختزل معاناة الشعب الفلسطيني والاغتراب والحنين للعودة بأسلوب قصصي رائع
بوركت أديبنا الفاضل واليراع المبدعة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

نداء غريب صبري
30-05-2013, 11:32 PM
قصة رائعة أخي عبد المجيد
اللغة جميلة والسرد مشوق والفكرة رائعة رائعة
أثرت بي قصتك وتفاصيلها الرائعة

شكرا لك أخي

بوركت

عبد المجيد برزاني
01-06-2013, 06:41 PM
قرأت عملا إبداعياً متميزاً ... نص أدبي منيع في حكيه وأسلوبه ولغته وخطاطته السردية المسبوكة ،
تشخيص جيد لمأساة إنسانية عمرت طويلا مع الزمن ، رواية لخصها النص بفنية أدبية متميزة تتكرر مع الزمن والمكان بنفس الألم والحزن والضياع ..
مأساة تفرعت إلى مآسي قد تتشابه وتتداخل تسير نحو أمل مفقود ومستقبل غامض ..
حياك الله أخي عبد المجيد على هذا النص الأدبي المتميز ،،
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..


أخي الكريم بوعزة أسعد الله اوقاتك:
أعتز بوقفتك هاته وبقراءتك الوازنة.
دمت مبدعا راقيا وقارئا حصيفا.
تحيتي وكل الامتنان.

عبد المجيد برزاني
01-06-2013, 06:43 PM
نص اختزل معاناة الشعب الفلسطيني والاغتراب والحنين للعودة بأسلوب قصصي رائع
بوركت أديبنا الفاضل واليراع المبدعة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي


سرني جدا أن ترقى كتاباتي المتواضعة إلى المستوى الراقي لذائقتك الأدبية.
شكرا لك أساتذة آمال.
تحاياي.

عبد المجيد برزاني
01-06-2013, 06:46 PM
قصة رائعة أخي عبد المجيد
اللغة جميلة والسرد مشوق والفكرة رائعة رائعة
أثرت بي قصتك وتفاصيلها الرائعة
شكرا لك أخي
بوركت

الرائعة نداء تخجلين تواضعي بهذا الإطراء وهذا الحضور المتواصل على نصوي المتواضعة.
شكرا لك.
تحيتي وتقديري وكل الاحترام.

لانا عبد الستار
19-06-2013, 10:38 PM
خاتمتك مدهشة
تمكنت منا بهذا النص وأبدعت
أشكرك

ناديه محمد الجابي
25-02-2014, 09:51 PM
ما أجملك بهذا العمق والعفوية في آن واحد
تصوير رائع وسرد ماتع ولغة عذبة ووصف باهر
ونهاية موفق أتقنت نسجها.
دام لك بهاء الحرف
ولك تحياتي وودي.

هشام النجار
26-02-2014, 12:39 AM
هذه القصة أجبرتنا على الإنصات لصوت فلسطين المُختزل.. هنا في صوت فتاة جامعية تنتظر التخرج من الجامعة.. كما تنتظر فلسطين الخلاص والتحرر والتخرج من ربقة الذل والعبودية والاحتلال .

كان اللقاء العابر الذي جمعها بسُليمان مقدمة لقصة مليئة بالمفارقات والأوجاع والذكريات الأليمة.. وهكذا جميع العلاقات الإنسانية في أرض الوجع والألم: مستقبلها قلق وغامض ومُفجع كما كانت نهاية سليمان.. حيث أسلم الروح مستشهداً من جراء إصابته في ذلك المَشفى ! وماضيها أكثر قلقاً ووجعاً وألماً.. مَرسوماً بالفقد والدمار والخراب وامتهان الكرامة وفقدان كل ما هو غال وعزيز على النفس على شريط الذكريات.

ولم يكن كردان أم سليمان إلا علامة ومنطق وعنوان لجذب المتلقي إلى لُب القضية ومحور الصراع.. الذي يشكل التراث والتاريخ كل تفاصيله ومواقفه ومواجهاته وتداعياته.. ويحدد بشكل كبير مكان وزمان القرارات المصيرية وحجمها.. وعلى ضوء هذا التراث وهذا العمق القيمي والتاريخي والثقافي والحضاري يتحدد المصير وتتضح النتائج بعد المواجهات الحاسمة المتوقعة.

انه لا شك خطير وحاسم.. ولذلك كان الكردان أغلى عند أم سليمان من أي شيء آخر ومن كل كنوز الدنيا.. وهكذا ينبغي أن يكون لدى جميع المسلمين والعرب في صراعهم مع الصهاينة الذين يمتلكون أيضاً كردانهم!.

والمفارقة أن كردان اليهود متعلق بتاريخ النبي سليمان عليه السلام.. فكأنها إشارة ذكية من القاص هنا بأسئلة إجبارية لابد ولا مفر من الإجابة عنها:

هذا التراث وهذا التاريخ وهذه الحضارة وهذا المكان وهذا المقدس التاريخي والمكاني.. جميع هذه القيم الغالية التي لا تقدر بمال والمتنازع عليها.. من أحق بها؟!!

وما هي الرواية الصحيحة لها؟!!

ومن الأجدر بحملها والدفاع عنها؟!!

ومن الأولى بسليمان عليه السلام؟!!

الصهاينة أم المسلمون؟!!

كما أنها إشارة تضع المسلمين - لو يفهمون - أمام تحد خطير.. وهو التحدي الحضاري والثقافي والقيمي.

فاليهود على اختلاف انتماءاتهم ما بين علماني وديني قد جمعتهم عقيدتهم - وإن كانت مَنسُوخة -.. دستورهم التوراة.. شريعتهم هي التي ترسم لهم حدود علاقاتهم مع الآخرين وتحدد طريقة تفاعلهم مع الواقع.. وهى التي وقفت بهم في وجه التحديات الحقيقية المصيرية انتظاراً لتحقيق أحلامهم المزعومة.

هذه الحمية والحماسة الدينية اليهودية القائمة في الأساس على زعم وجود هيكل "سليمان" وإمكانية بنائه من جديد على أنقاض الأقصى.. هي التي صنعت أسطورة إسرائيل الحالية.. ومكنت بضعة ملايين من ملاعبة مليار ونصف المليار مسلم.. ومن التحكم في مفاصل السياسة والاقتصاد الدولي.

وهى التي جمعت مجموعات من المنبوذين والمُشتتين في دول العالم على حلم وهمي.. وحولت مجموعة من المُرابين والمُقامرين وبائعي العطور النسائية إلى مقاتلين عقائديين.. شهد لهم التاريخ بتحقيق انتصارات كثيرة ، بعضها على العرب مجتمعين .

وبالنظر إلى المسلمين فهم بالعكس تماماً في حال ضيعة واختباء وتوارى.. هذا الدافع الخطير.. وهو دافع العقيدة والشريعة والبعد الحضاري والثقافي.. والذي ترمز له القصة بكردان أم سليمان.

وتبدو لي الإشارة لعكا في نهاية القصة إشارة ذات مغزى.. لأن تاريخ انفصال المسلمين عن شريعتهم وعمقهم الحضاري ارتبط في الأذهان بغزو نابليون وإيجاد شرائع بديلة.. كما ارتبط الصمود باندحار نابليون أمام أسوار عكا.

كردان أم سليمان.. صيحة للعودة إلى السلاح الأقوى والأحسم للمواجهة.. التجمع على الدين والتراث والقيم وصب الحماسة للدين وللرموز وللقادة ولخالد ولعكرمة وللمقداد ولعمر ولعمرو على أجساد الكسالى الخاملين .

والسطر الأخير في القصة لخصَ كل شي ولا يملك بعده أحد كلام.. فنهاية أمريكا ونهاية التسلط الصهيوني والغربي لن يكون إلا مع خروج "كردان ستي أم سليمان" إلى الحياة وإلى دنيا الناس وواقع المسلمين .

خلود محمد جمعة
02-03-2014, 12:40 AM
بسردية سريعة اوجزت وابدعت
رسمت فأتقنت
وحركت شغاف القلوب
دام اليراع نابضاً
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
21-03-2014, 12:03 AM
لعله الواقع المهين الذي تعيشه أمة العزّة
أو أنه القصف الذي ترزخ تحته أمام عيوننا غزّة
أو أنها الجموع المهجرة بأيدي الأخوة كما المهجرّة بأيدي الأعداء

هي الغصة تعيدنا لنصوص تركت بصمة يعرفها الوجع وتعرفه
ويعيدنا الوجع العربي لنصك البهيّ لنستعيده

دمت بخير

تحاياي

عبد المجيد برزاني
21-04-2014, 06:14 PM
خاتمتك مدهشة
تمكنت منا بهذا النص وأبدعت
أشكرك

بدوري أشكرك لانا على كلماتك الطيبة.
تحيتي والمودة.

عبد المجيد برزاني
21-04-2014, 06:16 PM
ما أجملك بهذا العمق والعفوية في آن واحد
تصوير رائع وسرد ماتع ولغة عذبة ووصف باهر
ونهاية موفق أتقنت نسجها.
دام لك بهاء الحرف
ولك تحياتي وودي.

الأستاذة نادية : دمت لهذا الصرح الأدبي نبراسا .
كل الشكر لمواكبتك المحفزة.
تحيتي والتقدير.

عبد المجيد برزاني
21-04-2014, 06:30 PM
هذه القصة أجبرتنا على الإنصات لصوت فلسطين المُختزل.. هنا في صوت فتاة جامعية تنتظر التخرج من الجامعة.. كما تنتظر فلسطين الخلاص والتحرر والتخرج من ربقة الذل والعبودية والاحتلال .
كان اللقاء العابر الذي جمعها بسُليمان مقدمة لقصة مليئة بالمفارقات والأوجاع والذكريات الأليمة.. وهكذا جميع العلاقات الإنسانية في أرض الوجع والألم: مستقبلها قلق وغامض ومُفجع كما كانت نهاية سليمان.. حيث أسلم الروح مستشهداً من جراء إصابته في ذلك المَشفى ! وماضيها أكثر قلقاً ووجعاً وألماً.. مَرسوماً بالفقد والدمار والخراب وامتهان الكرامة وفقدان كل ما هو غال وعزيز على النفس على شريط الذكريات.
ولم يكن كردان أم سليمان إلا علامة ومنطق وعنوان لجذب المتلقي إلى لُب القضية ومحور الصراع.. الذي يشكل التراث والتاريخ كل تفاصيله ومواقفه ومواجهاته وتداعياته.. ويحدد بشكل كبير مكان وزمان القرارات المصيرية وحجمها.. وعلى ضوء هذا التراث وهذا العمق القيمي والتاريخي والثقافي والحضاري يتحدد المصير وتتضح النتائج بعد المواجهات الحاسمة المتوقعة.
انه لا شك خطير وحاسم.. ولذلك كان الكردان أغلى عند أم سليمان من أي شيء آخر ومن كل كنوز الدنيا.. وهكذا ينبغي أن يكون لدى جميع المسلمين والعرب في صراعهم مع الصهاينة الذين يمتلكون أيضاً كردانهم!.
والمفارقة أن كردان اليهود متعلق بتاريخ النبي سليمان عليه السلام.. فكأنها إشارة ذكية من القاص هنا بأسئلة إجبارية لابد ولا مفر من الإجابة عنها:
هذا التراث وهذا التاريخ وهذه الحضارة وهذا المكان وهذا المقدس التاريخي والمكاني.. جميع هذه القيم الغالية التي لا تقدر بمال والمتنازع عليها.. من أحق بها؟!!
وما هي الرواية الصحيحة لها؟!!
ومن الأجدر بحملها والدفاع عنها؟!!
ومن الأولى بسليمان عليه السلام؟!!
الصهاينة أم المسلمون؟!!
كما أنها إشارة تضع المسلمين - لو يفهمون - أمام تحد خطير.. وهو التحدي الحضاري والثقافي والقيمي.
فاليهود على اختلاف انتماءاتهم ما بين علماني وديني قد جمعتهم عقيدتهم - وإن كانت مَنسُوخة -.. دستورهم التوراة.. شريعتهم هي التي ترسم لهم حدود علاقاتهم مع الآخرين وتحدد طريقة تفاعلهم مع الواقع.. وهى التي وقفت بهم في وجه التحديات الحقيقية المصيرية انتظاراً لتحقيق أحلامهم المزعومة.
هذه الحمية والحماسة الدينية اليهودية القائمة في الأساس على زعم وجود هيكل "سليمان" وإمكانية بنائه من جديد على أنقاض الأقصى.. هي التي صنعت أسطورة إسرائيل الحالية.. ومكنت بضعة ملايين من ملاعبة مليار ونصف المليار مسلم.. ومن التحكم في مفاصل السياسة والاقتصاد الدولي.
وهى التي جمعت مجموعات من المنبوذين والمُشتتين في دول العالم على حلم وهمي.. وحولت مجموعة من المُرابين والمُقامرين وبائعي العطور النسائية إلى مقاتلين عقائديين.. شهد لهم التاريخ بتحقيق انتصارات كثيرة ، بعضها على العرب مجتمعين .
وبالنظر إلى المسلمين فهم بالعكس تماماً في حال ضيعة واختباء وتوارى.. هذا الدافع الخطير.. وهو دافع العقيدة والشريعة والبعد الحضاري والثقافي.. والذي ترمز له القصة بكردان أم سليمان.
وتبدو لي الإشارة لعكا في نهاية القصة إشارة ذات مغزى.. لأن تاريخ انفصال المسلمين عن شريعتهم وعمقهم الحضاري ارتبط في الأذهان بغزو نابليون وإيجاد شرائع بديلة.. كما ارتبط الصمود باندحار نابليون أمام أسوار عكا.
كردان أم سليمان.. صيحة للعودة إلى السلاح الأقوى والأحسم للمواجهة.. التجمع على الدين والتراث والقيم وصب الحماسة للدين وللرموز وللقادة ولخالد ولعكرمة وللمقداد ولعمر ولعمرو على أجساد الكسالى الخاملين .
والسطر الأخير في القصة لخصَ كل شي ولا يملك بعده أحد كلام.. فنهاية أمريكا ونهاية التسلط الصهيوني والغربي لن يكون إلا مع خروج "كردان ستي أم سليمان" إلى الحياة وإلى دنيا الناس وواقع المسلمين .

وأي كلام يملك القارئ أمام هذا التشريح البديع للنص؟؟
قراءة على هذا المستوى هي غاية ما يتمناه الكاتب لنصه.
أخي المبدع هشام :
حلّلتََ فأصبتَ، وقرأتَ فأبدعت.
تحيتي وكل التقدير.

خالد يوسف أبو طماعه
08-05-2014, 04:03 PM
الصديق الجميل النبيل

عبد المجيد برزاني

جميل أن نجدد اللقاء هنا

سبق وتلذذت بهذا النص الرائع

وأجدد شكري لحسك الوطني وغيرتك النقية

محبتي والتقدير

عبد المجيد برزاني
23-05-2014, 01:12 PM
بسردية سريعة اوجزت وابدعت
رسمت فأتقنت
وحركت شغاف القلوب
دام اليراع نابضاً
مودتي وتقديري

شكرا لبليغ مرورك ومواكبتك أستاذة خلود.
دمت للواحة فيئا.
تحيتي.

حسام القاضي
23-05-2014, 08:27 PM
قصة أكثر من رائعة تشير إلى قاص قدير متمكن جدا من أدواته
كثيرون من يكتبون القصة ولكن قليلون للغاية هم بل ونادرون
من يملكون ناصيتها هكذا..
طرحت قضية عامة ومفجعة بسلاسة منقطعة النظير
ضفرت الخاص بالعام لتبدع لنا هذه الرائعة المشحونة بالمشاعر..
أمتعتنا واوجعتنا في آن..
وكانت قراءة القدير أخي الناقد / هشام النجار
درس جميل يصعب أن نضيف بعده

جزيل شكري لما أمتعتنا به هنا برغم ما أثار من شجون

تقديري واحترامي

عبد المجيد برزاني
10-08-2014, 02:00 PM
لعله الواقع المهين الذي تعيشه أمة العزّة
أو أنه القصف الذي ترزخ تحته أمام عيوننا غزّة
أو أنها الجموع المهجرة بأيدي الأخوة كما المهجرّة بأيدي الأعداء
هي الغصة تعيدنا لنصوص تركت بصمة يعرفها الوجع وتعرفه
ويعيدنا الوجع العربي لنصك البهيّ لنستعيده
دمت بخير
تحاياي


أجمل ما في هذا الصرح الثقافي العتيد هم أشخاص نقاسمهم النصوص من جهة، وأوجاعنا العربية من جهة ثانية.
دمت بخير أستاذة ربيحة الرفاعي.
تحيتي وكل التقدير.