مشاهدة النسخة كاملة : جرح بملامح انسان ق.ق.ج
حسام القاضي
02-05-2012, 03:50 PM
جرحٌ بملامح إنسان
بخطواتها الصغيرة البريئة صعدت المنصة، وجديلتها السوداء تتأرجح على ظهر معطفها الأبيض .. أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلماً و..
ــ عرفينا بنفسك .
ــ سألت أبي مراراً عن شهادة ميلادي فلم يجب؛ فهل تخبرونني أنتم؟.
ضجت القاعة بالضحك لحظات ثم ساد وجوم ثقيل قطعته عريفة الحفل:ـ
ــ ارسمي لنا ما تحلمين به.
رسمت نفسها وسماعة الطبيب تتدلى من عنقها .. في الخلفية رسمت بيتاً جميلاً ذا حديقة غناء، وطائراً يحلق بجناحيه.
التهبت الأكف بالتصفيق ..انطلقت صيحات الإعجاب والتأييد .. انهمرت عبرات.
على باب القاعة الخارجي استردوا منها المعطف وتركوها مع لوحتها ، لتعود من حيث أتت. في طريق ضيق موحل بين بيوت " الكيربي" سارت ، محتضنة لوحتها بيمناها ، بينما يسراها في محاولات مستميتة لحفظ توازنها حتى لا تسقط .. في بركة الماء الآسن.
ــــــــــــــــــــ
جريدة القبس ( الكويت) 16/4/2012
ياسر ميمو
02-05-2012, 04:23 PM
السلام عليكم أستاذ حسام
كما أحب تلك النوعية من القصص
الأسلوب .... اللغة .... المعنى
نص ...... تحفة
أديبنا المكرم ... شكراً جزيلاً لك
د. سمير العمري
02-05-2012, 04:31 PM
هو يوم سعيد أن تشرق الواحة بنور حرفك البهي وعودة فارس القصة القصيرة إلى صرحه وعرينه الذي بناه فرفع أركانه على أسس متينة وقيم حميدة.
أهلا بك ومرحبا أيها الأخ الحبيب والأديب الأريب ولا أوحش الله منك!
أما القصة فهي قصة أستاذ تمثل نبراسا حقيقيا لمعنى القصة القصيرة جدا والتي ابتذلت كثيرا من قبل من لا يفقه ما معنى القصة القصيرة جدا ، وأنت هنا كأنك تعطيهم درسا مستحقا في أن مثل هذه القصة هي أقصر ما يمكن أن يكون كقصة قصيرة جدا ، والدرس يبدأ من العنوان الكاشف والذي يمثل لوحده ومضة قصصية معبرة.
أما المضمون فهو يعكس مرة أخرى قيمتك الإنسانية الكبيرة وتناولك الإنساني الراقي والشامل ، وما أكثر تجار أحلام البسطاء أيها الحبيب ، وما أكثر تجار الأوطان والثورات.
للتثبيت نبراسا
دمت بخير وعافية!
وأهلا ومرحبا بك في بيتك وواحتك التي اشتاقت لك.
تحياتي
نادية بوغرارة
02-05-2012, 04:43 PM
لم أقرأ القصة بعد ،
بمجرد أن قرأت العنوان و اسم الكاتب يمران بالشريط ،
أسرعت مباشرة إلى مربع الرد لأعبر عن فرحي و استبشاري
ببزوغ واحد من رواد القصة في واحتنا ،
الأخ الأستاذ حسام القاضي ،
القاص المبدع و الأستاذ الذي استرشدت بنصائحه و توجيهه
فكان عونا لي في طريق الكتابة القصصية .
مرحبا بك من جديد ، و أرجوأن تكون عودة مقيم ،
نستبشر بقدومه خيرا .
مع فائق التقدير .
وليد عارف الرشيد
02-05-2012, 04:55 PM
الأستاذ حسام القاص المبدع مرحبًا بعودتك رافعًا لواء الألق والتميز من جديد
قصة رائعة جارحة ... وإبداع مدهش .. إنسانية شفيفة مؤثرة بامتياز
مودتي وكثير تقديري كما يليق
الطنطاوي الحسيني
02-05-2012, 05:35 PM
اخي حسام القاضي الأديب الأريب
قصة جميلة اختزلت فيها عنصري الزمن والمكان
ورمزيتها الصارخة لا تترك مجالا الابأخذ يد القارئ للهدف الذي صوبت إليه جيدا
مرحبا بك استاذا في واحتك واحةالخير
مر علينا لعلك تجد ما يسرك
دمت بإبداع و بخير
نادية بوغرارة
02-05-2012, 07:20 PM
جرحٌ بملامح إنسان
بخطواتها الصغيرة البريئة صعدت المنصة، وجديلتها السوداء تتأرجح على ظهر معطفها الأبيض .. أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلماً و..
ــ عرفينا بنفسك .
ــ سألت أبي مراراً عن شهادة ميلادي فلم يجب؛ فهل تخبرونني أنتم؟.
ضجت القاعة بالضحك لحظات ثم ساد وجوم ثقيل قطعته عريفة الحفل:ـ
ــ ارسمي لنا ما تحلمين به.
رسمت نفسها وسماعة الطبيب تتدلى من عنقها .. في الخلفية رسمت بيتاً جميلاً ذا حديقة غناء، وطائراً يحلق بجناحيه.
التهبت الأكف بالتصفيق ..انطلقت صيحات الإعجاب والتأييد .. انهمرت عبرات.
على باب القاعة الخارجي استردوا منها المعطف وتركوها مع لوحتها ، لتعود من حيث أتت. في طريق ضيق موحل بين بيوت " الكيربي" سارت ، محتضنة لوحتها بيمناها ، بينما يسراها في محاولات مستميتة لحفظ توازنها حتى لا تسقط .. في بركة الماء الآسن.
ــــــــــــــــــــ
جريدة القبس ( الكويت) 16/4/2012
===========
الأديب ..دائما
الأخ حسام القاضي ،
سمحت لنفسي بالتوغل قليلا في الجرح رغم نزفه الذي ترقّ له القلوب ،
فشاهدت طعنا بخناجر القهر يصاحب تلك الطفلة صعودا إلى المنصة و نزولا منها ،
لا يفارقها ، و قد كان صوت أنينها أعلى من صوت التصفيق في المدرج و أصدق منه .
كأنما، في هذه الدنيا ،أصبح الحزن مادة استعراضية ترفيهية ، لفائدة فئة من الناس
تعيش في ترف يجعل من مناظر الحزن لقطات وجدانية يغذون بها أرواحهم الفقيرة .
لفت انتباهي في أحداث القصة ذكر المعطف و اللوحة ،
أما المعطف فقد استرجعوه منها و في هذا برأيي دلالة على تمثيلية الشفقة ،
التي أنجزوها بإتقان .
و أما اللوحة فلم يكترثوا لشأنها ، و كأنهم يقولون لتلك البريئة بكل سخرية :
خذي أحلامك معك ، صفقنا لك و هذا كثير عليك .
لقد كان المشهد جرحا بملامح إنسان و كنت فيها إنسانا بملامح جرح .
تحية لحرفك القصصي الهادف .
أحمد عيسى
02-05-2012, 08:24 PM
قلت مراراً وعلى الملأ ..
القصة القصيرة جداً ليس سطراً واحداً يختزل حكاية عامة يلقيه صاحبه ويمشي ..
هذه القصة هنا ، هي قصة قصيرة جداً
وكم سأكون فخوراً لو كان كل ما يكتب بمستواها
ترحيب أولي بالأديب الكبير وأحد أهم الأعمدة التي رفعت ملتقى القصة على عاتقها منذ نشأته
الأديب الأستاذ : حسام القاضي
مع وعد بمرور آخر لتحليل القصة والاستفادة منها
تقديري وفرحتي الأكيدة بالقصة وصاحبها
آمال المصري
02-05-2012, 08:45 PM
نص من العيار الثقيل
هو درس من أديب قاص يمتلك زمام القصة وتتألق بين يديه أدواتها
لنتعلم كيف تكون القصة القصيرة جدا
مرور ترحيب بالعودة أديبنا الفاضل
ولي عودة للنص
تحاياي
أحمد عيسى
02-05-2012, 10:23 PM
جرح بملامح انسان
عنوان لافت مؤلم ، نداء أكثر منه عنوان ، أو هي صرخة استغاثة ، أو اشارة توقف ، العنوان بحد ذاته قصة ..
من مميزات العمل القصصي أن يكون العنوان جاذباً صادماً ، وأن يدل على القصة ولا يفضحها ، وأديبنا نجح في ذلك بامتياز
بخطواتها الصغيرة البريئة صعدت المنصة، وجديلتها السوداء تتأرجح على ظهر معطفها الأبيض .. أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلماً و..
يبدأ القاص بالحركة ، بحرف جر تبعته حركة مباشرة للبطلة \الطفلة ، وكأنه جزء من مشهد مسرحي ، ولعل هذا سر اختيار البداية ، لأن القاص أراد لنا أن نصل الى ذات المفهوم ، وهو يروي بقية التفاصيل والحكاية ، وكأنه يقول : كتبت هكذا وبهذا الأسلوب ، لأن الحكاية كلها تتحدث عن مسرحية ، يقوم بها السادة وهم يراقبون أحلامنا ويسخرون منها
تدخل الصغيرة ، تصعد المنصة ، تتأرجح جديلتها السوداء ، نلاحظ أن الفعل صعدت بصيغة الماضي ، وأعطوها بصيغة الماضي ، بينما الفعل تتأرجح بزمن المضارع ، جديلتها السوداء كانت ولا زالت تتأرجح ، توازياً مع صعودها للمنصة ، بينما كانوا :هم يعطونها لوحاً ورقياً أبيض اللون ( اللون الأبيض ، هل يرمز الى قلبها ؟ أحلامها ؟ ظاهرها أم باطنها أم كلاهما ؟ ) وقلماً و .. ولم يكمل
لأن لسانهم بدأ بطرح الأسئلة ، وكان السؤال الأول :
ــ عرفينا بنفسك .
وكأنهم يجهلونها ، وكأنها نكرة ، وكأن طفولتها لا تعنيهم ، وأحلامها تخصها وحدها ، وهم لم يعرفوا أنفسهم ، يبقون دائماً هم ، دون أن يتجرأ أحدنا على السؤال
وتجيب الطفلة ببراءة :
ــ سألت أبي مراراً عن شهادة ميلادي فلم يجب؛ فهل تخبرونني أنتم؟.
فان لم يخبرك أبيك ، فلماذا يخبرونك هم يا صغيرتي ؟ سألت ولم تجد الاجابة ، والأدهى أن سؤالها يجعلهم يضحكون ، يسخرون منها ومن قولها
ضجت القاعة بالضحك لحظات ثم ساد وجوم ثقيل قطعته عريفة الحفل:ـ
ــ ارسمي لنا ما تحلمين به.
اذاً هو الاختبار منذ البداية كان لها ، لقدرتها على تجسيد أحلامها ، لجرأتها في ذلك ، هل أرى ملامح ثورة تجرأت ونطقت عن اسمها ، هل أرى ملامح مواطن مسحوق قرر أن يرسم أحلامه على يافطة ويعلقها فوق ظهره ليعلن نفسه للكون كله ، ارسمي لنا ما تحلمين به ، فهل يوافق حلمها أهواءكم ، وهل تقدرون على التنفيذ والتغيير ؟
رسمت نفسها وسماعة الطبيب تتدلى من عنقها .. في الخلفية رسمت بيتاً جميلاً ذا حديقة غناء، وطائراً يحلق بجناحيه.
وهنا ترتسم أحلامها بسيطة ، تريد أن تصبح طبيبة ، وأن تعيش في بيت جميل ذا حديقة غناء ، وأن تنعم بالحرية ، وهذه ولا شك دلالة الطائر الذي يحلق بجناحيه
وهذه عبقرية من الكاتب ، أن يكون لكل كلمة مدلولها ، في كل سطر من سطور القصة
التهبت الأكف بالتصفيق ..انطلقت صيحات الإعجاب والتأييد .. انهمرت عبرات.
النفاق في هؤلاء السادة لا يتوقف ، وكأنهم فعلاً يتفرجون على مسرحية ، فمنهم من يصفق ومنهم من يطلق صيحات الاعجاب ومنهم من يبكي ، تماماً مثلما يحدث لنا عندما نشاهد فيلماً جميلاً ، ثم نمسح دموعنا وننصرف من السينما دون أن نتذكر من الفيلم الا اسمه ربما ..
على باب القاعة الخارجي استردوا منها المعطف وتركوها مع لوحتها ،
وعلى باب المسرح كانوا ينتظرون ، استرداد المعطف هنا كان استعادة للأداة التي أعطوها لها لتحلم بها ، انتهى وقت الحلم ، وحان وقت الاستيقاظ على واقعك ، فلا تسرفي في أحلامك وأمنياتك
أما ترك اللوحة فدليل على لا مبالاتهم بها ، فتفكيرهم المادي يجعلهم يخشون من كل ما هو مادي ، وتجسيد المعطف يجعلهم يخشون المعطف لا اللوحة ، فيقررون مصادرته ، خوفاً من تحقق أمنيات الصغيرة
لتعود من حيث أتت. في طريق ضيق موحل بين بيوت " الكيربي" سارت ، محتضنة لوحتها بيمناها ، بينما يسراها في محاولات مستميتة لحفظ توازنها حتى لا تسقط .. في بركة الماء الآسن.
من حيث أتت هذه الطفلة ، هذه الحكاية ، تعود في طريقها الموحل الى البيوت المتواضعة والناس الذين يشبهونها ، تحتضن الأحلام بيمينها ، وحتى دلالة اليمين هنا لا تخفى عليكم
بينما باليسرى محاولات هؤلاء السادة الشياطين ، لاسقاطها في بركة الماء الآسن ، لاغراقها واغراق الحلم معها
رأيت هنا دلالات سياسية شعرت بها ، وكأني بها بلادنا التي أرادوا لها أن تحلم ، ثم استكثروا عليها ذلك ، فبدأت محاولات لا تنتهي لاغراقها ، وطمس حلمها ورغبات شعوبها بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
رأيت هنا قصة قصيرة بحق ..
تقديري أديبنا المبدع
وخالص الود والحب
حسام القاضي
03-05-2012, 10:27 AM
السلام عليكم أستاذ حسام
كما أحب تلك النوعية من القصص
الأسلوب .... اللغة .... المعنى
نص ...... تحفة
أديبنا المكرم ... شكراً جزيلاً لك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الأستاذ / ياسر ميمو
جزيل الشكر لك أن كنت أول المارين على نصي المتواضع
ردك ورأيك أسعداني للغاية
تقبل تقديري واحترامي
حسام القاضي
03-05-2012, 12:05 PM
هو يوم سعيد أن تشرق الواحة بنور حرفك البهي وعودة فارس القصة القصيرة إلى صرحه وعرينه الذي بناه فرفع أركانه على أسس متينة وقيم حميدة.
أهلا بك ومرحبا أيها الأخ الحبيب والأديب الأريب ولا أوحش الله منك!
أما القصة فهي قصة أستاذ تمثل نبراسا حقيقيا لمعنى القصة القصيرة جدا والتي ابتذلت كثيرا من قبل من لا يفقه ما معنى القصة القصيرة جدا ، وأنت هنا كأنك تعطيهم درسا مستحقا في أن مثل هذه القصة هي أقصر ما يمكن أن يكون كقصة قصيرة جدا ، والدرس يبدأ من العنوان الكاشف والذي يمثل لوحده ومضة قصصية معبرة.
أما المضمون فهو يعكس مرة أخرى قيمتك الإنسانية الكبيرة وتناولك الإنساني الراقي والشامل ، وما أكثر تجار أحلام البسطاء أيها الحبيب ، وما أكثر تجار الأوطان والثورات.
للتثبيت نبراسا
دمت بخير وعافية!
وأهلا ومرحبا بك في بيتك وواحتك التي اشتاقت لك.
تحياتي
عميد الواحة
الأخ الكريم الشاعر القدير والأديب الكبير / دسمير العمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا أشكرك لهذه الحفاوة الكبيرة ، وإن كانت ليست بمستغربة منكم
أنا معكم فيما ذهبت اليه بخصوص القصيرة جدا .. وأرى انها أصعب بكثير من القصة القصيرة
وتتطلب خبرة كبيرة في القصة القصيرة أولا قبل التحول اليها.. وانا هنا ما كتبت القصة ولكنها هي من كتبت نفسها هكذا
أشادتك بالقصة وتحليلك القيم لها أسعدني..
لا اجد ما أقول حقاً ازاء هذا الكرم
تقبل تقديري واحترامي
بهجت عبدالغني
03-05-2012, 01:41 PM
يـــا الله
كم انا سعيد .. انني الآن احتفل ..
قصة تأخذ المرء الى عالم الكبار .. الفنانين .. الرسامين الذين يرسمون بأقلامهم المجردة قصصاً
بعبقرية فذة ..
المبدع الجميل الاديب حسام القاضي
في غاية الامتاع قصتك
وفي غاية الرعة لوحتك ..
تحياتي الخالصة ..
بابيه أمال
04-05-2012, 12:06 AM
هي الجراح.. وعلى شدة نزفها.. تجد دائما من يمد لها يد الاستثمار !!
أستاذنا الكريم حسام.. شكرا لعودة أتت محملة بنسيم المعاني الراقية !
ذكرتني القصة القصيرة بأحداث رأتها أم العين في مستشفى للأمراض السرطانية.. حين ظهرت الفرحة على الوجوه الشاحبة هناك وهم يستلمون الملابس الجديدة والأغطية الصوفية والمأكولات الطيبة.. قبل أن تختفي عند خروج آخر كوكبة من المراقبين الفاقدي البصيرة..
كن للحرف المعبر وفيا دائما..
تقديري الذي تعرفه..
ربيحة الرفاعي
04-05-2012, 01:50 AM
حين يقوم على الأمر أهله والعارفين به، يكون الإبداع والتميز
وقد قرأنا هنا الإبداع القصي في نص من سطور قليلة اكتلمت فيه أدوات القصة، وكان الولوج الذكي اعتبارا من العنوان يحمل القاريء بسرد جميل و حبكة احتوت الفكرة بمهارة نحو خاتمة ليس كل ما فيها المباغتة
شكرا لأنك أمتعتنا بقصة قصيرة "جدا" ورائعة جدا
تحيتي
رشدي مصطفى الصاري
04-05-2012, 08:02 AM
جرحٌ بملامح إنسان
بخطواتها الصغيرة البريئة صعدت المنصة، وجديلتها السوداء تتأرجح على ظهر معطفها الأبيض .. أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلماً و..
ــ عرفينا بنفسك .
ــ سألت أبي مراراً عن شهادة ميلادي فلم يجب؛ فهل تخبرونني أنتم؟.
ضجت القاعة بالضحك لحظات ثم ساد وجوم ثقيل قطعته عريفة الحفل:ـ
ــ ارسمي لنا ما تحلمين به.
رسمت نفسها وسماعة الطبيب تتدلى من عنقها .. في الخلفية رسمت بيتاً جميلاً ذا حديقة غناء، وطائراً يحلق بجناحيه.
التهبت الأكف بالتصفيق ..انطلقت صيحات الإعجاب والتأييد .. انهمرت عبرات.
على باب القاعة الخارجي استردوا منها المعطف وتركوها مع لوحتها ، لتعود من حيث أتت. في طريق ضيق موحل بين بيوت " الكيربي" سارت ، محتضنة لوحتها بيمناها ، بينما يسراها في محاولات مستميتة لحفظ توازنها حتى لا تسقط .. في بركة الماء الآسن.
ــــــــــــــــــــ
جريدة القبس ( الكويت) 16/4/2012
الأديب السامق حسام القاضي
أيها الصديق العزيز...صاحب القلم المبدع ..
أين أنت ..؟ فهذه الواحة الغناء تعودت على شدوك الشجي..وعبق روحك العطرة..
لأدبك وإبداعك ترنو العيون..
وعادت بي الذكريات تقودني إلى عوالمك الأدبية الثرية تتألق هنا في جوانب هذه الومضة السحرية
نقاء قلبها الذي دثر بمعطفها الأبيض ودساسة خبثهم ومكرهم ومسرحياتهم الهزلية التي ترمي بأحلامنا وطموحاتنا إلى قاع المستحيل
وتفرغنا من أخلاقنا وإبداعنا لنكون أذلة تابعين
وشتان مابين حلم الطفولة الذي يقبع فينا عندما يحث الخطا وسط دروبهم الموحلة بمائهم الآسن.
مودتي وشوقي
حسام القاضي
04-05-2012, 01:51 PM
لم أقرأ القصة بعد ،
بمجرد أن قرأت العنوان و اسم الكاتب يمران بالشريط ،
أسرعت مباشرة إلى مربع الرد لأعبر عن فرحي و استبشاري
ببزوغ واحد من رواد القصة في واحتنا ،
الأخ الأستاذ حسام القاضي ،
القاص المبدع و الأستاذ الذي استرشدت بنصائحه و توجيهه
فكان عونا لي في طريق الكتابة القصصية .
مرحبا بك من جديد ، و أرجوأن تكون عودة مقيم ،
نستبشر بقدومه خيرا .
مع فائق التقدير .
الأديبة الكبيرة الأخت / نادية بوغرارة
السلام عليكم
أشكرك جداً لترحيبك الحار بشخصي المتواضع
أما ما قلتيه عني فلا يصدر إلا من الكبار امثالك
وأراه كثيرا على ..
لك جزيل شكري مع فائق تقديري واحترامي
حسام القاضي
04-05-2012, 01:57 PM
الأستاذ حسام القاص المبدع مرحبًا بعودتك رافعًا لواء الألق والتميز من جديد
قصة رائعة جارحة ... وإبداع مدهش .. إنسانية شفيفة مؤثرة بامتياز
مودتي وكثير تقديري كما يليق
أخي الأديب الأستاذ / وليد عارف الرشيد
السلام عليكم
شكرا لترحيبك الصادق
هو لقاءنا الأول ولا أظنه سيكون الأخير بإذن الله
ممتن لقراءتك ورأيك الجميل
تقبل ودي مع تقديري واحترامي
حسام القاضي
04-05-2012, 09:27 PM
اخي حسام القاضي الأديب الأريب
قصة جميلة اختزلت فيها عنصري الزمن والمكان
ورمزيتها الصارخة لا تترك مجالا الابأخذ يد القارئ للهدف الذي صوبت إليه جيدا
مرحبا بك استاذا في واحتك واحةالخير
مر علينا لعلك تجد ما يسرك
دمت بإبداع و بخير
أخي الأديب / الطنطاوي الحسيني
أشكرك لترحيبك
ومرورك الكريم الجميل
تقديري واحترامي
مازن لبابيدي
05-05-2012, 10:08 AM
الإنسان .. الرمز .. الهدف النبيل .. الاختزال .. التكثيف .. الإبداع
لا بد أن الكاتب هو حسام القاضي .
ما أسعدني بعودتك أخي وصديقي الحبيب حسام القاضي .
تحية مغلفة بالسرور
حسام القاضي
08-05-2012, 01:14 AM
===========
الأديب ..دائما
الأخ حسام القاضي ،
سمحت لنفسي بالتوغل قليلا في الجرح رغم نزفه الذي ترقّ له القلوب ،
فشاهدت طعنا بخناجر القهر يصاحب تلك الطفلة صعودا إلى المنصة و نزولا منها ،
لا يفارقها ، و قد كان صوت أنينها أعلى من صوت التصفيق في المدرج و أصدق منه .
كأنما، في هذه الدنيا ،أصبح الحزن مادة استعراضية ترفيهية ، لفائدة فئة من الناس
تعيش في ترف يجعل من مناظر الحزن لقطات وجدانية يغذون بها أرواحهم الفقيرة .
لفت انتباهي في أحداث القصة ذكر المعطف و اللوحة ،
أما المعطف فقد استرجعوه منها و في هذا برأيي دلالة على تمثيلية الشفقة ،
التي أنجزوها بإتقان .
و أما اللوحة فلم يكترثوا لشأنها ، و كأنهم يقولون لتلك البريئة بكل سخرية :
خذي أحلامك معك ، صفقنا لك و هذا كثير عليك .
لقد كان المشهد جرحا بملامح إنسان و كنت فيها إنسانا بملامح جرح .
تحية لحرفك القصصي الهادف .
الأديبة الكبيرة / أ. نادية بو غرارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك لهذا التحليل الرائع والدقيق..
توغلت بالفعل في هذا الجرح النازف والذي يزيد البعض من نزفه
بلا مبالاة وكانهم يعيشون في عالم غير العالم..
التفاتك لمفاتيح العمل كان رائعا وخدم نصي المتواضع كثيرا
فشاهدت طعنا بخناجر القهر يصاحب تلك الطفلة صعودا إلى المنصة و نزولا منها ،
تعبير موفق للغاية ويترك أثرا في نفس القارئ ويرسخ للعمل..
تقبلي فائق تقديري واحترامي.
حسام القاضي
08-05-2012, 01:19 AM
قلت مراراً وعلى الملأ ..
القصة القصيرة جداً ليس سطراً واحداً يختزل حكاية عامة يلقيه صاحبه ويمشي ..
هذه القصة هنا ، هي قصة قصيرة جداً
وكم سأكون فخوراً لو كان كل ما يكتب بمستواها
ترحيب أولي بالأديب الكبير وأحد أهم الأعمدة التي رفعت ملتقى القصة على عاتقها منذ نشأته
الأديب الأستاذ : حسام القاضي
مع وعد بمرور آخر لتحليل القصة والاستفادة منها
تقديري وفرحتي الأكيدة بالقصة وصاحبها
الأديب الجميل الموهوب / أ . احمد عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك كثيرا ولأكثر من سبب
أولاً لترحيبك الحار الصادق بي وبعملي المتواضع
وثانيا لغيرتك المحمودة على حبيبتي .. القصة القصيرة
وعلى جزء عزيز جداً مني.. منتدى القصة
تقبل فائق تقديري واحترامي
حسام القاضي
08-05-2012, 01:25 AM
نص من العيار الثقيل
هو درس من أديب قاص يمتلك زمام القصة وتتألق بين يديه أدواتها
لنتعلم كيف تكون القصة القصيرة جدا
مرور ترحيب بالعودة أديبنا الفاضل
ولي عودة للنص
تحاياي
الفاضلة الأديبة / أ .آمال المصري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك لترحيبك الجميل
ولمرورك الرائع ورأيك ..
في انتظار كرمك مرة أخرى
خالص تقديري واحترامي
محمد ذيب سليمان
08-05-2012, 11:21 AM
وإن كنتُ قد حضرت متأخرا جدا فلا بد من مصافحة أخ وحبيب
من خلال نص تمنيت ان اراه هنا ومنذ البعيد
فكم نشتاقك ونشتاق قلمك " المعلم "
لا اجد تعليقا يناسب هذا النص ولكنه كان درسا لمن يحاول الكتابة
مودتي الخالصة
لطيفة أسير
08-05-2012, 11:32 AM
لكم أن تحلموا وترسموا مستقبلكم كما شئتم ..لكن في مخيلتكم فحسب ، وإن جدنا عليكم فحسبكم ذاك الورق وكفى
سررت بالقراءة لأستاذنا الكريم حسام القاضي
نص بملامح الإبداع القصصي الراقي
دمتم بألق وتميز
نادية بوغرارة
08-05-2012, 11:41 AM
الأديبة الكبيرة / أ. نادية بو غرارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك لهذا التحليل الرائع والدقيق..
توغلت بالفعل في هذا الجرح النازف والذي يزيد البعض من نزفه
بلا مبالاة وكانهم يعيشون في عالم غير العالم..
التفاتك لمفاتيح العمل كان رائعا وخدم نصي المتواضع كثيرا
تعبير موفق للغاية ويترك أثرا في نفس القارئ ويرسخ للعمل..
تقبلي فائق تقديري واحترامي.
=========
أسعدني أن تنال قراءتي استحسانك ،
أشكر لك تواضعك ،
بارك الله فيك .
حسام القاضي
09-05-2012, 10:16 PM
جرح بملامح انسان
عنوان لافت مؤلم ، نداء أكثر منه عنوان ، أو هي صرخة استغاثة ، أو اشارة توقف ، العنوان بحد ذاته قصة ..
من مميزات العمل القصصي أن يكون العنوان جاذباً صادماً ، وأن يدل على القصة ولا يفضحها ، وأديبنا نجح في ذلك بامتياز
بخطواتها الصغيرة البريئة صعدت المنصة، وجديلتها السوداء تتأرجح على ظهر معطفها الأبيض .. أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلماً و..
يبدأ القاص بالحركة ، بحرف جر تبعته حركة مباشرة للبطلة \الطفلة ، وكأنه جزء من مشهد مسرحي ، ولعل هذا سر اختيار البداية ، لأن القاص أراد لنا أن نصل الى ذات المفهوم ، وهو يروي بقية التفاصيل والحكاية ، وكأنه يقول : كتبت هكذا وبهذا الأسلوب ، لأن الحكاية كلها تتحدث عن مسرحية ، يقوم بها السادة وهم يراقبون أحلامنا ويسخرون منها
تدخل الصغيرة ، تصعد المنصة ، تتأرجح جديلتها السوداء ، نلاحظ أن الفعل صعدت بصيغة الماضي ، وأعطوها بصيغة الماضي ، بينما الفعل تتأرجح بزمن المضارع ، جديلتها السوداء كانت ولا زالت تتأرجح ، توازياً مع صعودها للمنصة ، بينما كانوا :هم يعطونها لوحاً ورقياً أبيض اللون ( اللون الأبيض ، هل يرمز الى قلبها ؟ أحلامها ؟ ظاهرها أم باطنها أم كلاهما ؟ ) وقلماً و .. ولم يكمل
لأن لسانهم بدأ بطرح الأسئلة ، وكان السؤال الأول :
ــ عرفينا بنفسك .
وكأنهم يجهلونها ، وكأنها نكرة ، وكأن طفولتها لا تعنيهم ، وأحلامها تخصها وحدها ، وهم لم يعرفوا أنفسهم ، يبقون دائماً هم ، دون أن يتجرأ أحدنا على السؤال
وتجيب الطفلة ببراءة :
ــ سألت أبي مراراً عن شهادة ميلادي فلم يجب؛ فهل تخبرونني أنتم؟.
فان لم يخبرك أبيك ، فلماذا يخبرونك هم يا صغيرتي ؟ سألت ولم تجد الاجابة ، والأدهى أن سؤالها يجعلهم يضحكون ، يسخرون منها ومن قولها
ضجت القاعة بالضحك لحظات ثم ساد وجوم ثقيل قطعته عريفة الحفل:ـ
ــ ارسمي لنا ما تحلمين به.
اذاً هو الاختبار منذ البداية كان لها ، لقدرتها على تجسيد أحلامها ، لجرأتها في ذلك ، هل أرى ملامح ثورة تجرأت ونطقت عن اسمها ، هل أرى ملامح مواطن مسحوق قرر أن يرسم أحلامه على يافطة ويعلقها فوق ظهره ليعلن نفسه للكون كله ، ارسمي لنا ما تحلمين به ، فهل يوافق حلمها أهواءكم ، وهل تقدرون على التنفيذ والتغيير ؟
رسمت نفسها وسماعة الطبيب تتدلى من عنقها .. في الخلفية رسمت بيتاً جميلاً ذا حديقة غناء، وطائراً يحلق بجناحيه.
وهنا ترتسم أحلامها بسيطة ، تريد أن تصبح طبيبة ، وأن تعيش في بيت جميل ذا حديقة غناء ، وأن تنعم بالحرية ، وهذه ولا شك دلالة الطائر الذي يحلق بجناحيه
وهذه عبقرية من الكاتب ، أن يكون لكل كلمة مدلولها ، في كل سطر من سطور القصة
التهبت الأكف بالتصفيق ..انطلقت صيحات الإعجاب والتأييد .. انهمرت عبرات.
النفاق في هؤلاء السادة لا يتوقف ، وكأنهم فعلاً يتفرجون على مسرحية ، فمنهم من يصفق ومنهم من يطلق صيحات الاعجاب ومنهم من يبكي ، تماماً مثلما يحدث لنا عندما نشاهد فيلماً جميلاً ، ثم نمسح دموعنا وننصرف من السينما دون أن نتذكر من الفيلم الا اسمه ربما ..
على باب القاعة الخارجي استردوا منها المعطف وتركوها مع لوحتها ،
وعلى باب المسرح كانوا ينتظرون ، استرداد المعطف هنا كان استعادة للأداة التي أعطوها لها لتحلم بها ، انتهى وقت الحلم ، وحان وقت الاستيقاظ على واقعك ، فلا تسرفي في أحلامك وأمنياتك
أما ترك اللوحة فدليل على لا مبالاتهم بها ، فتفكيرهم المادي يجعلهم يخشون من كل ما هو مادي ، وتجسيد المعطف يجعلهم يخشون المعطف لا اللوحة ، فيقررون مصادرته ، خوفاً من تحقق أمنيات الصغيرة
لتعود من حيث أتت. في طريق ضيق موحل بين بيوت " الكيربي" سارت ، محتضنة لوحتها بيمناها ، بينما يسراها في محاولات مستميتة لحفظ توازنها حتى لا تسقط .. في بركة الماء الآسن.
من حيث أتت هذه الطفلة ، هذه الحكاية ، تعود في طريقها الموحل الى البيوت المتواضعة والناس الذين يشبهونها ، تحتضن الأحلام بيمينها ، وحتى دلالة اليمين هنا لا تخفى عليكم
بينما باليسرى محاولات هؤلاء السادة الشياطين ، لاسقاطها في بركة الماء الآسن ، لاغراقها واغراق الحلم معها
رأيت هنا دلالات سياسية شعرت بها ، وكأني بها بلادنا التي أرادوا لها أن تحلم ، ثم استكثروا عليها ذلك ، فبدأت محاولات لا تنتهي لاغراقها ، وطمس حلمها ورغبات شعوبها بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
رأيت هنا قصة قصيرة بحق ..
تقديري أديبنا المبدع
وخالص الود والحب
خي الفاضل الأديب والناقد / أ . أحمد عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دراسة دقيقة تفصيلية وتحليل عميق حساس
وقفت على مفردات العمل كلها وقمت بتشريح النص تشريحا رائعا
أضاف إليه الكثير ، وخاصة ما ذكرته عن البعد السياسي ..
عملك الجميل هذا هو بمثابة نص مضاف إلى نصي المتواضع
أكسبه الكثير من الألق .. هو أيضا دعوة لقراءة جديدة ، وربما قراءات
ممتن جدا لرؤيتك النبيلة وروحك الشفيفة
تقبل جزيل شكري مع فائق تقديري واحترامي
حسام القاضي
09-05-2012, 10:24 PM
يـــا الله
كم انا سعيد .. انني الآن احتفل ..
قصة تأخذ المرء الى عالم الكبار .. الفنانين .. الرسامين الذين يرسمون بأقلامهم المجردة قصصاً
بعبقرية فذة ..
المبدع الجميل الاديب حسام القاضي
في غاية الامتاع قصتك
وفي غاية الرعة لوحتك ..
تحياتي الخالصة ..
أخي المفكرو الأديب الكبير / أ بهجت الرشيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بل انا من يحتفل الان بردك الجميل هذا..
لعلك لا تعرف أثره في نفسي..
أشكرك اخي الكريم لمشاعرك الصادقة
ولقراءتك المميزة ورأيك الذي أسعدني
تقديري واحترامي.
محمد عبد القادر
10-05-2012, 08:33 AM
و ممن سنتعلم فن الـ ق.ق.ج
غير أستاذتنا أمثالك أيها الأديب
رائع بحق
قليلة هى الـ ق.ق.ج التى أنفعل معها
حتى أعاود قراءتها العديد من المرات
...
و لى تساؤل هنا ، انتهز الفرصه به لأتعلم
" سألت أبى مراررًا عن شهادة ميلادى فلم يجب ؛ فهل تخبروننى أنتم؟ "
ألا ترى أستاذى الحبيب
أن البلاغة فى القول هنا و الرمزية
حملت الطفلة -عمرًا- ما لا تحتمل ؟!
أى أن بلاغة الكاتب هنا و شخصيته
فاضت على شخصية البطلة و بلاغتها !!
...
فى الأخير
اعذر قصور فِهمى
كل التحية لهذا الألق
و
إلى لقاء
د. محمد حسن السمان
10-05-2012, 02:15 PM
سلام الله عليكم
الأخ الحبيب الغالي القاص المبدع الأستاذ حسام القاضي
كم هو جميل أن تعود إلى من تحب , وأن تجتمع بمن تحب , بعد مساحات من الزمن الجائر , الذي قيّد لنا فيه , أن نكون متباعدين مكانا , وما افترقنا روحا ومشاعرا , واليوم قادني حسن طالعي , لملامسة هذه الأيقونة الأدبية الرائعة " جرح بملامح إنسان " , فرحتي لا توصف وسعادتي لا حدود لها , وأنا أصافح بعيني نصا لمن أحبّ , وكي أكون عدولا في أحاسيسي , وأكون أمينا صادقا , في تقييم ما أقرأ , وأنا لا أستطيع أن أغفل تاثير حبّي وإعجابي , فتركت النص , ورحت بعيدا , لأحتسي فنجان قهوة , حضّرته بنفسي على غير العادة , وفكّرت بملامح قصة " جرح بملامح إنسان " , وقررت بعد تفكير وحصحصة , أن أقرأ ما تفضل به الأخوة والأخوات من الأدباء والشعراء الكبار في الواحة المباركة , فوجدتني لا أملك قولا على قولهم , وأيقنت أن إعجابي ورؤيتي للنص , لم ينبعا من محبتي لكاتب النص , ووفقت إلى المشابهة بين مشاعري وأنا اكتب , ومشاعر الأخ الحبيب الغالي الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري , فهو محبّ صادق لكاتب النص , وهو أديب كبير متمرّس بأجناس الأدب , حيث كتب في معرض تعليقه على القصة :
"هو يوم سعيد أن تشرق الواحة بنور حرفك البهي وعودة فارس القصة القصيرة إلى صرحه وعرينه الذي بناه فرفع أركانه على أسس متينة وقيم حميدة.
أهلا بك ومرحبا أيها الأخ الحبيب والأديب الأريب ولا أوحش الله منك!
أما القصة فهي قصة أستاذ تمثل نبراسا حقيقيا لمعنى القصة القصيرة جدا والتي ابتذلت كثيرا من قبل من لا يفقه ما معنى القصة القصيرة جدا ، وأنت هنا كأنك تعطيهم درسا مستحقا في أن مثل هذه القصة هي أقصر ما يمكن أن يكون كقصة قصيرة جدا ، والدرس يبدأ من العنوان الكاشف والذي يمثل لوحده ومضة قصصية معبرة.
أما المضمون فهو يعكس مرة أخرى قيمتك الإنسانية الكبيرة وتناولك الإنساني الراقي والشامل ، وما أكثر تجار أحلام البسطاء أيها الحبيب ، وما أكثر تجار الأوطان والثورات. "
واسمح لي أخي الحبيب الغالي , ان أعود للقصة الرائعة " جرح بملامح إنسان " مرة ثانية , بعد قراءة متأنية لها , بعيدا عن مشاعر الود والصداقة والاشتياق .
تقبل محبتي وتقديري
د. محمد حسن السمان
حسام القاضي
10-05-2012, 09:22 PM
هي الجراح.. وعلى شدة نزفها.. تجد دائما من يمد لها يد الاستثمار !!
أستاذنا الكريم حسام.. شكرا لعودة أتت محملة بنسيم المعاني الراقية !
ذكرتني القصة القصيرة بأحداث رأتها أم العين في مستشفى للأمراض السرطانية.. حين ظهرت الفرحة على الوجوه الشاحبة هناك وهم يستلمون الملابس الجديدة والأغطية الصوفية والمأكولات الطيبة.. قبل أن تختفي عند خروج آخر كوكبة من المراقبين الفاقدي البصيرة..
كن للحرف المعبر وفيا دائما..
تقديري الذي تعرفه..
أديبتنا الكبيرة / أ امال بابيه
نعم "هي الجراح التي تجد دائما من يمد لها يد الاستثمار"
شكرا لقراءتك الجميلة العميقة..
ما رأيتيه في المستشفى هو قمة المأساة
وللا سف هذا لايحدث الا في عالمنا المفترض فيه ان يكون الأفضل ..
أشكرك مرة أخرى لترحيبك الصادق
تقبلي تقديري واحترامي
حسام القاضي
11-05-2012, 08:13 PM
حين يقوم على الأمر أهله والعارفين به، يكون الإبداع والتميز
وقد قرأنا هنا الإبداع القصي في نص من سطور قليلة اكتلمت فيه أدوات القصة، وكان الولوج الذكي اعتبارا من العنوان يحمل القاريء بسرد جميل و حبكة احتوت الفكرة بمهارة نحو خاتمة ليس كل ما فيها المباغتة
شكرا لأنك أمتعتنا بقصة قصيرة "جدا" ورائعة جدا
تحيتي
وحين يقوم النقد على اهله المتمكنين تاتي القراءة المتعمقة
سرني جداً رأيك في تقنية القصة ؛ فقليل من يفعل هذا
جزيل شكري مع خالص تقديري واحترامي
حسام القاضي
11-05-2012, 08:19 PM
الأديب السامق حسام القاضي
أيها الصديق العزيز...صاحب القلم المبدع ..
أين أنت ..؟ فهذه الواحة الغناء تعودت على شدوك الشجي..وعبق روحك العطرة..
لأدبك وإبداعك ترنو العيون..
وعادت بي الذكريات تقودني إلى عوالمك الأدبية الثرية تتألق هنا في جوانب هذه الومضة السحرية
نقاء قلبها الذي دثر بمعطفها الأبيض ودساسة خبثهم ومكرهم ومسرحياتهم الهزلية التي ترمي بأحلامنا وطموحاتنا إلى قاع المستحيل
وتفرغنا من أخلاقنا وإبداعنا لنكون أذلة تابعين
وشتان مابين حلم الطفولة الذي يقبع فينا عندما يحث الخطا وسط دروبهم الموحلة بمائهم الآسن.
مودتي وشوقي
الصديق والخ العزيز الأديب / د. رشدي مصطفى الصاري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله لا اجد ما أقول أمام استقبالك الرائع وترحيبك الحار الصادق
حقا أشياء كثيرة تزول وتندثر ولا يبقى إلا الصداقات النادرة القائمة
على المودة والاحترام..
تعقيب رائع من قدير ..
وشتان مابين حلم الطفولة الذي يقبع فينا عندما يحث الخطا وسط دروبهم الموحلة بمائهم الآسن.
في ثنايا هذا التعبير الجميل تكمن قصتي المتواضعة.
تقديري واحترامي أيها الصديق العزيز الانسان.
بشرى العلوي الاسماعيلي
14-05-2012, 01:25 AM
الأديب الكبير:حسام القاضي
نصك يحمل لنا إجابات كثيرة عن أسئلة عديدة
تمخر بنا عباب بحر عميق
لغة قصصية جعلتنا نعيش الحدث ونصفق مع المصفقين
تقديري الكبير
ومرحبا بعودتك الميمونة
حسام القاضي
15-05-2012, 01:10 PM
الإنسان .. الرمز .. الهدف النبيل .. الاختزال .. التكثيف .. الإبداع
لا بد أن الكاتب هو حسام القاضي .
ما أسعدني بعودتك أخي وصديقي الحبيب حسام القاضي .
تحية مغلفة بالسرور
وما أسعدني بمصافحة تعقيبك الثري
والذي أعقب مرورك الكريم على عملي المتواضع
أشكرك أخي الحبيب الأديب / د . مازن لبابيدي
أحمد رامي
16-05-2012, 01:19 AM
جرحٌ بملامح إنسان
عندما يكون الجرح شكله كالإنسان , فكلنا جراح تمشي على الآرض وحتى نشفى ونعود إلى حالتنا الإنسانية يجب أن نتمسك بالنهاية , نهاية الأقصوصة لتكتمل الدائرة .
بخطواتها الصغيرة البريئة صعدت المنصة،
نعم .. ربما لا ينطبق هذا الوصف على الأطفال وحدهم بل ربما انطبق على كم واسع منا
وجديلتها السوداء تتأرجح على ظهر معطفها الأبيض ..
فكرت ما سبب اختيار الكاتب أنثى لتقوم ببطولة هذا العمل , فلم أجد سببا أقوى من وضع الرقة والبراءة والجمال في المواجهة
أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلماً و..
ــ عرفينا بنفسك .
رغم أن عريفة الحفل كانت أنثى غير أنها كانت مسلوبة ما تعنيه الكلمة و كانت تتحدث باسمهم ( عرّفينا )
ــ سألت أبي مراراً عن شهادة ميلادي فلم يجب؛
تريد أن تقول لهم ما أراد قوله والدها من أن العمر لايهم إذا كان بالأصل مهمشا
فهل تخبرونني أنتم؟.
ضجت القاعة بالضحك لحظات
نظّارة مغرر بهم دفعوا ثمن الفرجة على مصيرهم , هم ضحكوا ببلهٍ ولما أحسوا بوقع الجواب الصاعق , ماذا فعلوا
ثم ساد وجوم ثقيل قطعته عريفة الحفل:ـ
ــ ارسمي لنا ما تحلمين به.
واضح أنها مسلوبة الأنوثة وتتكلم باسمهم , شكل جُرِّد من المضمون
رسمت نفسها وسماعة الطبيب تتدلى من عنقها ..
لم اختارت الطب ؟ لأنه أكثر وأسرع كسبا ...؟ .. لا .. لأنها تريد أن تكون لغيرها , تساعد الآخرين , ترفع عنهم المعاناة .
في الخلفية رسمت بيتاً جميلاً ذا حديقة غناء، وطائراً يحلق بجناحيه.
استقرار و ارتباط و حرية , هذه هي مقومات الإنسان
التهبت الأكف بالتصفيق ..انطلقت صيحات الإعجاب والتأييد .. انهمرت عبرات.
كذلك هو حال الذين لا حول لهم و لا قوة
على باب القاعة الخارجي استردوا منها المعطف
لماذا كان معطفا و لم يكن شيئا آخر ؟ لأن المعطف هو أكثر سترا وإخفاء لما تحته فأرادوا أن ينزعوا الستر ويتركوها فريسة العراء و هذا لعمري أكثر إيلاما
وتركوها مع لوحتها ،
مع حلمها في مهب الأسى الذي ستلاقيه وبالتالي سيكون عبئا عليها وسترميه وتتخلى عنه , لأنه سيتشوه في أول منزلق
لتعود من حيث أتت. في طريق ضيق موحل بين بيوت " الكيربي" سارت ، محتضنة لوحتها بيمناها ،
الاحتضان شدة التعلق , و هذا يعني أنها لن تتخلى عنه
بينما يسراها في محاولات مستميتة لحفظ توازنها حتى لا تسقط ..
هي محاولات مستمية للتحدي والوصول سالمة مع حلمها من دون أن تسقط أو يسقط
في بركة الماء الآسن.
ــــــــــــــــــــ
جريدة القبس ( الكويت) 16/4/2012
ما نلاحظه : إن توظيف الشخوص و الأفعال و البيئة و الحال , كان موفقا , و بأعلى تقانة , و أكثر حرفية ,
و أجمل اسلوب ...
هذا أول عمل - على ما أظن - أقرأه لأستاذي الجليل حسام , و قد شرُفتُ بالقراءة له .
دمت أستاذنا محلقا عاليا في سماء الإبداع .
حسام القاضي
18-05-2012, 01:13 PM
وإن كنتُ قد حضرت متأخرا جدا فلا بد من مصافحة أخ وحبيب
من خلال نص تمنيت ان اراه هنا ومنذ البعيد
فكم نشتاقك ونشتاق قلمك " المعلم "
لا اجد تعليقا يناسب هذا النص ولكنه كان درسا لمن يحاول الكتابة
مودتي الخالصة
أخي الحبيب الأديب الكبير / محمد ذيب سليمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك لهذا الحضور الكريم
وصلني تعقيبك حتى لو لم تكتبه
مع ترحيبك الصادق الحار..
تقديري واحترامي أيها الكبير المتواضع
حسام القاضي
18-05-2012, 01:18 PM
لكم أن تحلموا وترسموا مستقبلكم كما شئتم ..لكن في مخيلتكم فحسب ، وإن جدنا عليكم فحسبكم ذاك الورق وكفى
سررت بالقراءة لأستاذنا الكريم حسام القاضي
نص بملامح الإبداع القصصي الراقي
دمتم بألق وتميز
أختي الفاضلة الأديبة / بلابل السلام
السلام عليكم
لكم أن تحلموا وترسموا مستقبلكم كما شئتم ..لكن في مخيلتكم فحسب ، وإن جدنا عليكم فحسبكم ذاك الورق وكفى
بليغة هي عبارتك التي لخصت القصة..
سعادتي كبيرة بقراءتكم لعملي المتواضع
تقديري واحترامي.
حسام القاضي
20-05-2012, 11:45 AM
و ممن سنتعلم فن الـ ق.ق.ج
غير أستاذتنا أمثالك أيها الأديب
رائع بحق
قليلة هى الـ ق.ق.ج التى أنفعل معها
حتى أعاود قراءتها العديد من المرات
...
و لى تساؤل هنا ، انتهز الفرصه به لأتعلم
" سألت أبى مراررًا عن شهادة ميلادى فلم يجب ؛ فهل تخبروننى أنتم؟ "
ألا ترى أستاذى الحبيب
أن البلاغة فى القول هنا و الرمزية
حملت الطفلة -عمرًا- ما لا تحتمل ؟!
أى أن بلاغة الكاتب هنا و شخصيته
فاضت على شخصية البطلة و بلاغتها !!
...
فى الأخير
اعذر قصور فِهمى
كل التحية لهذا الألق
و
إلى لقاء
أخي الفاضل الأديب / محمد عبد القادر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك لقراءتك الجميلة
ورأيك الذي اعتزبه جدا..
كما أشكرك لملاحظتك الدقيقة
أ
لا ترى أن البلاغة فى القول هنا و الرمزية
حملت الطفلة -عمرًا- ما لا تحتمل ؟!
أى أن بلاغة الكاتب هنا و شخصيته
فاضت على شخصية البطلة و بلاغتها !!
وما قلته انت صحيح بالفعل ، ولكن عندما تكون الطفلة رمزاً لشعب بأكمله
فربما يجوز لنا أن نجري على لسانها ما هو اكبر من عمرها؛ فيحدث نوعا من الاستغراب ، وذلك للفت الأنظار
إلى أنها لا تمثل الطفولة فحسب بل ما هو أكبر وأعم.
مع خالص تقديري واحترامي.
حسام القاضي
20-05-2012, 11:55 AM
سلام الله عليكم
الأخ الحبيب الغالي القاص المبدع الأستاذ حسام القاضي
كم هو جميل أن تعود إلى من تحب , وأن تجتمع بمن تحب , بعد مساحات من الزمن الجائر , الذي قيّد لنا فيه , أن نكون متباعدين مكانا , وما افترقنا روحا ومشاعرا , واليوم قادني حسن طالعي , لملامسة هذه الأيقونة الأدبية الرائعة " جرح بملامح إنسان " , فرحتي لا توصف وسعادتي لا حدود لها , وأنا أصافح بعيني نصا لمن أحبّ , وكي أكون عدولا في أحاسيسي , وأكون أمينا صادقا , في تقييم ما أقرأ , وأنا لا أستطيع أن أغفل تاثير حبّي وإعجابي , فتركت النص , ورحت بعيدا , لأحتسي فنجان قهوة , حضّرته بنفسي على غير العادة , وفكّرت بملامح قصة " جرح بملامح إنسان " , وقررت بعد تفكير وحصحصة , أن أقرأ ما تفضل به الأخوة والأخوات من الأدباء والشعراء الكبار في الواحة المباركة , فوجدتني لا أملك قولا على قولهم , وأيقنت أن إعجابي ورؤيتي للنص , لم ينبعا من محبتي لكاتب النص , ووفقت إلى المشابهة بين مشاعري وأنا اكتب , ومشاعر الأخ الحبيب الغالي الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري , فهو محبّ صادق لكاتب النص , وهو أديب كبير متمرّس بأجناس الأدب , حيث كتب في معرض تعليقه على القصة :
"هو يوم سعيد أن تشرق الواحة بنور حرفك البهي وعودة فارس القصة القصيرة إلى صرحه وعرينه الذي بناه فرفع أركانه على أسس متينة وقيم حميدة.
أهلا بك ومرحبا أيها الأخ الحبيب والأديب الأريب ولا أوحش الله منك!
أما القصة فهي قصة أستاذ تمثل نبراسا حقيقيا لمعنى القصة القصيرة جدا والتي ابتذلت كثيرا من قبل من لا يفقه ما معنى القصة القصيرة جدا ، وأنت هنا كأنك تعطيهم درسا مستحقا في أن مثل هذه القصة هي أقصر ما يمكن أن يكون كقصة قصيرة جدا ، والدرس يبدأ من العنوان الكاشف والذي يمثل لوحده ومضة قصصية معبرة.
أما المضمون فهو يعكس مرة أخرى قيمتك الإنسانية الكبيرة وتناولك الإنساني الراقي والشامل ، وما أكثر تجار أحلام البسطاء أيها الحبيب ، وما أكثر تجار الأوطان والثورات. "
واسمح لي أخي الحبيب الغالي , ان أعود للقصة الرائعة " جرح بملامح إنسان " مرة ثانية , بعد قراءة متأنية لها , بعيدا عن مشاعر الود والصداقة والاشتياق .
تقبل محبتي وتقديري
د. محمد حسن السمان
أخي الغالي وأستاذي الأديب الكبير والعالم الجليل / د. محمد حسن السمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرف كبير لي أن تلتف إلى عملي المتواضع هذا..
ذكرياتنا معا عزيزة على للغاية وقد ذكرتني بها بمداخلتك الرائعة
والتيأعادتني إلى أمسياتنا الجميلة على شاطئ الخليج ، ومعنا ثلة
من الأدباء الأنقياء .. هي أيام لا تنسى أستاذي العزيز..
أخي الغالي لم يكن من الممكن أن تكون لي قصة هنا دون مروركم الكريم
وبصماتكم الساحرة الفريدة..
سوف انتظر عودتكم التي اعرفها وأقدرها على أحر من الجمر
لك اخي وأستاذي على الدوام
خالص مودتي مع تقديري واحترامي.
حسام القاضي
20-05-2012, 09:33 PM
الأديب الكبير:حسام القاضي
نصك يحمل لنا إجابات كثيرة عن أسئلة عديدة
تمخر بنا عباب بحر عميق
لغة قصصية جعلتنا نعيش الحدث ونصفق مع المصفقين
تقديري الكبير
ومرحبا بعودتك الميمونة
الأديبة الكبيرة / بشرى العلوي الاسماعيلي
السلام عليكم
أشكرك لمرورك الكريم وقراءتك الواثقة
الجميلة ..
ممتن لرأيك الرائع في عملي المتواضع
تقديري واحترامي.
حسام القاضي
20-05-2012, 09:47 PM
ما نلاحظه : إن توظيف الشخوص و الأفعال و البيئة و الحال , كان موفقا , و بأعلى تقانة , و أكثر حرفية ,
و أجمل اسلوب ...
هذا أول عمل - على ما أظن - أقرأه لأستاذي الجليل حسام , و قد شرُفتُ بالقراءة له .
دمت أستاذنا محلقا عاليا في سماء الإبداع .
أخي الفاضل الأديب الكبير / د. احمد رامي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قراءة رائعة تفصيلية أضفت على عملي المتواضع الكثير والكثير
لماذا كان معطفا و لم يكن شيئا آخر ؟ لأن المعطف هو أكثر سترا وإخفاء لما تحته فأرادوا أن ينزعوا الستر ويتركوها فريسة العراء و هذا لعمري أكثر إيلاما
اضافتك الرائعة هذه تفتح للموضوع آفاقا جديدة ..
حقاً لاأجد ازاء تحليلكم الراقي ونقدكم الواعي ما أقول
دمت أديباً رائعاً ونبيلا
شكري الجزيل مع فائق تقديري واحترامي
سعدت جدا أن كان ردي الأخير لأديب كبير راق مثلك قبل وداعي للواحة
محمد محمود محمد شعبان
20-05-2012, 09:55 PM
رائعة رائعة
شكرا لقلمك الذي ينطق بكل إبداع
وتحية تقدير ، وإعجاب أستاذي / حسام القاضي
قسم العامية يدعو حضرتك للمشاركة بأنشطته ولو بتعليق بسيط
وجودك يزين القسم فلا تحرمنا منه
الشكر موصول لإبداعك الراقي
حمادة
أحمد رامي
21-05-2012, 02:59 AM
كان زمنا قصيرا مدة سعادتي بالتعرف على قلمك ,
أمن سوء ستـتركنا ؟
أم هو تقصير منا ؟
أم إساءة من أحد هنا ؟
فمثلك كنز لا يفوت , و هواء لا يستغنى عنه .
أعيذك أن تتركنا , و أدعو الله أن تغير رأيك .
محبتي و ودي و تقديري واحترامي لك .
د. محمد حسن السمان
23-05-2012, 09:08 PM
قراءة في رائعة القاص حسام القاضي " جرح بملامح انسان "
عندما قرأت قصة " جرح بملامح انسان " للقاص الكبير حسام القاضي , رأيت نفسي , استرجع " سيميائية العنوان في القصة القصيرة " والسيمياء هو العلم الذي يتحول معه النص , بفضل الكلمة أو العلامة أو الدلالة إلى عالم من السحر , ويتحول معها النص إلى عوالم وطلاسم لامجال لفكها سوى من خلال مقاربات قد تصيب وقد تخيب كما هو الحال في التفاعلات السيميائية
وقد أجمع الأدباء والنقّاد , على أن العنوان هو مفتاح العمل الأدبي , والخطوة الأولى في نجاح العمل , وربطوا بين ذكائية انتقاء العنوان , وبين الغرض الاستراتيجي للعمل , وعملية اختيار العنوان , هي فنّ قئم بذاته , يستدرج القارئ , ويخلق لديه إشكالية , تستحوذ على فكره ونفسه , وتدفعه لمتابعة العمل , ليخفض التوتر الفكري والنفسي , الذي حرّضه العنوان , ولعل هذا ما نلحظه في عنوان " جرح بملامح إنسان ", فهو يخلق لدى القارئ , إشكالية نفسية وفكرية واجتماعية وأدبية , بالإضافة للإشكالية الإنسانية والعاطفية ,
, ولأكون منصفا , ارى إن العنوان " جرح بملامح إنسان " قد ارتقى في الايحائية , حتى لعلي اراه نصا قصيا أدبيا قائما بذاته , يستحق القراءة الأدبية المعمّقة .
وبعد أن جعلنا العنوان , نبحر في تهيؤات لحظية مختلفة , ونسافر عبر رؤى نفسية وفكرية واجتماعية متفاوتة الأبعاد , مولّدا جرعة تحريضية كبيرة لفكر القارئ ونفسيته , جاء الدخول الرشيق للمشهد القصي , وفق توظيف مهاري متميّز للمفردات الدلالية, ليرسم اللوحة القصية الأولي , بشكل مكثّف سهل الصياغة , ومحفّز للمتابعة , معطيا الإيحاءات الأولية الهادفة للقصة :
" بخطواتها الصغيرة البريئة صعدت المنصة، وجديلتها السوداء تتأرجح على ظهر معطفها الأبيض .. أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلماً و.. "
فالخطى صغيرة , دلالة على المرحلة العمرية لبطلة القصة , وهي خطى صغيرة بريئة , وكأني افهم بأن الصغيرة لم تتدرب على المشهد , وهي غفل ليس لديها خبرة الخطوات التي يجب اتباعها في المناسبات , وربما كان هذا دليلا على الوجل والخوف , وربما كان كل هذا معا , وأما الجديلة السوداء التي تتأرجح على معطفها الأبيض , فأرى في هذا تصويرا للبنية المجتمعية التي تنتمي إليها الطفلة , وهي شريحة بسيطة , فلم يقم الأهل بتوضيب مظهر الطفلة , وقص شعرها , وتسريح الشعر وفق نموذج عصري , يلائم مستوى المناسبة , " ثم أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلما و.. " , وفي لفظة دلالية " أعطوها " , أشعرتني بعالم الفوقية , يتكرم فيعطي , إنه عالم منسلخ تماما عن عالم الطفلة , الذي يمثّل عالما دونيا , هو عالم التلقي والاستجابة , وقد تكرر استخدام اللون الأيض مرتين , سواء في معطف الطفلة , للدلالة على النقاء السلوكي , ونقاء الانتماء , ثم " لوحا ورقيا ابيضأ " , وأذهب في هنا مذهبين , وكلاهما يؤديان ما وظف لأجله اختيار اللون الأبيض , فربما كان على الطفلة أن تكتب على بياض , في حالة من الاستسلام والإقرار , أو ربما كان هذا دلالة على نقاء السريرة
ثم تأتي صرخة , تنقلنا من المشهد الوصفي , يشكل لافت "- عرفينا بنفسك "وهي عبارة توحي بمفارقة الانتماء المجتمعي , أو ربما أعطت الشعور و الإحساس بقسوة التحقق من الشخصية , وخاصة ونحن أمام طفلة , وكأني بالكاتب يريد ان يؤكد انتماء الطفلة لعالم النكرات . عالم التهميش .
وتأتي إجابة الطفلة , بشكل غير متوقع , لتجسد ثقافة الاستسلام لواقع التهميش والإهمال , سواء من خلال قولها " سألت أبي عن شهادة ميلادي , فلم يجبني , فهل تخبروني أنتم ؟ . " فالأب على مايبدو قد تقبل قدره في الانتماء إلى مجتمع التهميش , وهي حالة الحبط التي قد تسيطر على مجتمعات الحرمان والتهميش , وقبل بأن لامعنى لشهادة ولادة طفلته , فهي مجرد رقم في مجتمع الصفيح , وربما ونظرا لضعف مستواه الثقافي والإجتماعي طبعا , فهو لايعرف تاريخ ولادة الطفلة , وربما ذهبنا بعيدا , فوجدنا أن الطفلة ربما لم يجر تسجيلها , في تعداد السكان , وهذا أمر شائع في المجتمعات المهملة , وكل ما تقدم يصب في منحى واحد .
"فهل تخبروني أنتم " وكأن الطفلة تطالب بالاعتراف بها , في توجهها في السؤال إلى مجتمع السطوة ," فهل تخبروني أنتم ؟ " .وفي تراجيديا رهيبة , ينتقل بنا القاص ببراعة إلى مشهد مؤلم , وإن لبس رداء السخرية " ضجت القاعة بالضحك لحظات , ثم ساد وجوم ثقيل قطعته عريفة الحفل ," , هل الضحك استهزاء واستغراب , هل هو سخرية من طلب الطفل شهادة اعتراف بها , ويجيبنا كاتب القصة عن التساؤل من خلال قوله " ثم ساد وجوم ثقيل " في إشارة إلى الصلف في رفض الاعتراف بالطفلة وبوجودها , ورفض مجرد الانتماء للمجتمع , ثم تقطع ضابطة الإيقاع , صورة المشهد , عريفة الحفل , التي ارى فيها رمزا عميق التأثير , ربما أراد منه الكاتب أن يمثّل السلطة التنفيذية , تقطع المشهد بصلافة , وتقول " ارسمي لنا ما تحلمين به " , منهية بذلك حالة الهرج والتراخي في تقبل الحالة ,
"رسمت نفسها وسماعة الطبيب تتدلى من عنقها ... في الخلفية رسمت بيتا جميلا ذا حديقة غنّاء , وطائرا يحلق بجناحيه ."
وأي براعة قصية هذه , عندما يأتي رسم الحلم بسيطا مباشرا , يجسّد الشكل الشائع للحلم الطفولي عند بنت صغيرة , حلمها أن تكون طبيبة , ويكون لها بيت , تحقق استمرارية الحياة , وتكوين الأسرة , وحديقة غنّاء , من أجل حياة رغيدة لأسرتها ,
ولو كانت صبيا ربما اختلف الحلم , أما الطائر الذي يحلّق بجناحيه , فقد جاء دلالة على الحلم بالحرية , حلم الخلاص , والطيران بعيدا عن الواقع المرّ , عن المجتمع العبودي , مجتمع التهميش التي تنتمي إليه ,
وياتي رسم الملهاة المحزنة , بشكل لافت , فالمجتمع السطوي , يرى في الأنماط الفردية والمجتمعية , المنتمية إلى قطيع التهميش , مجتمع الكتل البشرية في بيوت الصفيح , أدوات تستخدم حيث يلزم , ضمن بروتوكولاته , وحركات النظرة والفعل التفوقي , ولإظهار حرص هذا المجتمع السطوي , على رعاية مجتمع القطيع في بيوت الصفيح , ضمن منظومة زيف إنسانية , لإرضاء النفوس المضطربة المريضة , ويأتي الزيف مبرمجا , فالتصفيق البروتوكولي , وصيحات الإعجاب , ترسم صورة التفوق والتعالي , خلال تشجيع نمطي , مثلما يشجع هذا المجتمع الخيول , أو الطيور أو حيوانات التنافس , " التهبت الأكف بالتصفيق ... انطلقت صيحات الإعجاب والتأييد ... " وتأتي براعة القاص , بملامسة المشاعر الإنسانية " وانهمرت عبرات " , وقد جاءت أخيرا في الترتيب , وهي على شكل عبرات , دلالة على التركيز على الحد الأدنى من التعبير , هي ليست دموعا أبدا , وقد ترك القاص مساحة كبيرة للخيال والمحاكمة النفسية للقارئ , عندما ترك العبرات مرسلة دون إيضاح مرجعيتها , فقد تكون من قبل بعض أفراد مجتمع السطوة , وهذا أمر يحدث , فلا يخلو مجتمع من نماذج إنسانية , أو ربما كان مرد العبرات , عيون المتابعين من أهل الطفلة , او افراد المجتمع الهامشي , في بيوت الصفيح , أو ربما المجتمع الانساني بصورة عامة , الذي تركه الكاتب دون اشارة منظورة ظاهريا , ولكنه موجود بقوة في البعد غير المنظور .
وبقسوة درامية تأتي القفلة , في توافق مذهل بين التعبير الصوري المرأي المنظور , وبين التعبير الفكري غير المنظور , يتلاقى المنظوران حينما يتم استرداد المعطف , وتترك الطفلة مع لوحتها , سقطنت الأقنعة , وانتهى توظيف الطفلة , أو بكلام أشمل انتهى توظيف مجتمع بيوت الصفيح ( الكيربي ) , بما يخدم اسباغ مسحة تجميلية على مجتمع السطوة, لتعود الطفلة من حيث أتت ., وتعود الأمور كما كانت , حالة انسلاخ , مجتمع يعيش في ضيق العيش , وحياة مليئة بالأسى والحزن والفاقة والتخلف , مجتمع بيوت الصفيح , وليس لدى الطفلة , سوى هذا المجتمع الهامشي , سوى مضغة من أحلام , وليبقى هذا المجتمع يسعى بقوة للبقاء والاستمرار , كي لايسقط نهائيا , وينتهي , أو تزداد حالته سوءا , انها نزعة التشبث بالحياة ,
ومع براعة سيمياء العنوان , ووقوفنا طويلا بإعجاب , أمام العنوان الذي قد اسلفت القول فيه , واعتبرته يمثّل نصا أدبيا , قائما بذاته , يستحق الدراسة المعمّقة , إضافة إلى الربط القوي الذي لحظناه بين العنوان والنص , ورأينا كيف أن هذا العنوان شكّل حالة تحريضية كبيرة , لنفس وفكر القارئ , وجدتني أقف طويلا مرة أخرى , أمام كيميائية النص , وهذا التوظيف البارع لكل مفردة من المفردات , ولكل جزئية من الجزئيات , في توليف متميّز , حتى شعرت بأنني لا يمكنني أن أتصوّر لفظة تحل محل لفظة من مفردات النص , أو اتخيل منظومة مفردات ترسم مشهدا يختلف عن ما هو محقق في النص , إنه لتوظيف مدهش , وتكثيف بارع , ففي التفاعل الكيميائي , لايمكن الاستغناء عن مكون , او جزئية , فكل له وظيفته .
قصة " جرح بملامح انسان " عمل ابداعي متميّز , يستحق الكثير من القراءة , كما يستحق الدراسة النقدية .
د. محمد حسن السمان
حسام القاضي
28-05-2012, 04:38 PM
رائعة رائعة
شكرا لقلمك الذي ينطق بكل إبداع
وتحية تقدير ، وإعجاب أستاذي / حسام القاضي
قسم العامية يدعو حضرتك للمشاركة بأنشطته ولو بتعليق بسيط
وجودك يزين القسم فلا تحرمنا منه
الشكر موصول لإبداعك الراقي
حمادة
أخي الشاعر والأديب / محمد محمود شعابن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك لمرورك الكريم
وقراءتك الجميلة ورأيك الذي أعتز به
تقبل تقديري واحترامي
حسام القاضي
28-05-2012, 04:45 PM
كان زمنا قصيرا مدة سعادتي بالتعرف على قلمك ,
أمن سوء ستـتركنا ؟
أم هو تقصير منا ؟
أم إساءة من أحد هنا ؟
فمثلك كنز لا يفوت , و هواء لا يستغنى عنه .
أعيذك أن تتركنا , و أدعو الله أن تغير رأيك .
محبتي و ودي و تقديري واحترامي لك .
أخي الشاعر الكبير والأديب / د أحمد رامي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكر لا يفيك حقك أخي الكريم
ممتن جدا لمشاعرك الصادقة النبيلة
ورأيك في شخصي المتواضع وأراك منحتني
اكثر مما استحق.. ولكن هو كرم اخلاقك
ونبل مقاصدك ..
مهما قلت فلن أعدل أبدا..
دوام الحال من المحال
جزيل شكري مع خالص تقديري واحترامي
حسام القاضي
28-05-2012, 05:22 PM
قراءة في رائعة القاص حسام القاضي " جرح بملامح انسان "
عندما قرأت قصة " جرح بملامح انسان " للقاص الكبير حسام القاضي , رأيت نفسي , استرجع " سيميائية العنوان في القصة القصيرة " والسيمياء هو العلم الذي يتحول معه النص , بفضل الكلمة أو العلامة أو الدلالة إلى عالم من السحر , ويتحول معها النص إلى عوالم وطلاسم لامجال لفكها سوى من خلال مقاربات قد تصيب وقد تخيب كما هو الحال في التفاعلات السيميائية
وقد أجمع الأدباء والنقّاد , على أن العنوان هو مفتاح العمل الأدبي , والخطوة الأولى في نجاح العمل , وربطوا بين ذكائية انتقاء العنوان , وبين الغرض الاستراتيجي للعمل , وعملية اختيار العنوان , هي فنّ قئم بذاته , يستدرج القارئ , ويخلق لديه إشكالية , تستحوذ على فكره ونفسه , وتدفعه لمتابعة العمل , ليخفض التوتر الفكري والنفسي , الذي حرّضه العنوان , ولعل هذا ما نلحظه في عنوان " جرح بملامح إنسان ", فهو يخلق لدى القارئ , إشكالية نفسية وفكرية واجتماعية وأدبية , بالإضافة للإشكالية الإنسانية والعاطفية ,
, ولأكون منصفا , ارى إن العنوان " جرح بملامح إنسان " قد ارتقى في الايحائية , حتى لعلي اراه نصا قصيا أدبيا قائما بذاته , يستحق القراءة الأدبية المعمّقة .
وبعد أن جعلنا العنوان , نبحر في تهيؤات لحظية مختلفة , ونسافر عبر رؤى نفسية وفكرية واجتماعية متفاوتة الأبعاد , مولّدا جرعة تحريضية كبيرة لفكر القارئ ونفسيته , جاء الدخول الرشيق للمشهد القصي , وفق توظيف مهاري متميّز للمفردات الدلالية, ليرسم اللوحة القصية الأولي , بشكل مكثّف سهل الصياغة , ومحفّز للمتابعة , معطيا الإيحاءات الأولية الهادفة للقصة :
" بخطواتها الصغيرة البريئة صعدت المنصة، وجديلتها السوداء تتأرجح على ظهر معطفها الأبيض .. أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلماً و.. "
فالخطى صغيرة , دلالة على المرحلة العمرية لبطلة القصة , وهي خطى صغيرة بريئة , وكأني افهم بأن الصغيرة لم تتدرب على المشهد , وهي غفل ليس لديها خبرة الخطوات التي يجب اتباعها في المناسبات , وربما كان هذا دليلا على الوجل والخوف , وربما كان كل هذا معا , وأما الجديلة السوداء التي تتأرجح على معطفها الأبيض , فأرى في هذا تصويرا للبنية المجتمعية التي تنتمي إليها الطفلة , وهي شريحة بسيطة , فلم يقم الأهل بتوضيب مظهر الطفلة , وقص شعرها , وتسريح الشعر وفق نموذج عصري , يلائم مستوى المناسبة , " ثم أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلما و.. " , وفي لفظة دلالية " أعطوها " , أشعرتني بعالم الفوقية , يتكرم فيعطي , إنه عالم منسلخ تماما عن عالم الطفلة , الذي يمثّل عالما دونيا , هو عالم التلقي والاستجابة , وقد تكرر استخدام اللون الأيض مرتين , سواء في معطف الطفلة , للدلالة على النقاء السلوكي , ونقاء الانتماء , ثم " لوحا ورقيا ابيضأ " , وأذهب في هنا مذهبين , وكلاهما يؤديان ما وظف لأجله اختيار اللون الأبيض , فربما كان على الطفلة أن تكتب على بياض , في حالة من الاستسلام والإقرار , أو ربما كان هذا دلالة على نقاء السريرة
ثم تأتي صرخة , تنقلنا من المشهد الوصفي , يشكل لافت "- عرفينا بنفسك "وهي عبارة توحي بمفارقة الانتماء المجتمعي , أو ربما أعطت الشعور و الإحساس بقسوة التحقق من الشخصية , وخاصة ونحن أمام طفلة , وكأني بالكاتب يريد ان يؤكد انتماء الطفلة لعالم النكرات . عالم التهميش .
وتأتي إجابة الطفلة , بشكل غير متوقع , لتجسد ثقافة الاستسلام لواقع التهميش والإهمال , سواء من خلال قولها " سألت أبي عن شهادة ميلادي , فلم يجبني , فهل تخبروني أنتم ؟ . " فالأب على مايبدو قد تقبل قدره في الانتماء إلى مجتمع التهميش , وهي حالة الحبط التي قد تسيطر على مجتمعات الحرمان والتهميش , وقبل بأن لامعنى لشهادة ولادة طفلته , فهي مجرد رقم في مجتمع الصفيح , وربما ونظرا لضعف مستواه الثقافي والإجتماعي طبعا , فهو لايعرف تاريخ ولادة الطفلة , وربما ذهبنا بعيدا , فوجدنا أن الطفلة ربما لم يجر تسجيلها , في تعداد السكان , وهذا أمر شائع في المجتمعات المهملة , وكل ما تقدم يصب في منحى واحد .
"فهل تخبروني أنتم " وكأن الطفلة تطالب بالاعتراف بها , في توجهها في السؤال إلى مجتمع السطوة ," فهل تخبروني أنتم ؟ " .وفي تراجيديا رهيبة , ينتقل بنا القاص ببراعة إلى مشهد مؤلم , وإن لبس رداء السخرية " ضجت القاعة بالضحك لحظات , ثم ساد وجوم ثقيل قطعته عريفة الحفل ," , هل الضحك استهزاء واستغراب , هل هو سخرية من طلب الطفل شهادة اعتراف بها , ويجيبنا كاتب القصة عن التساؤل من خلال قوله " ثم ساد وجوم ثقيل " في إشارة إلى الصلف في رفض الاعتراف بالطفلة وبوجودها , ورفض مجرد الانتماء للمجتمع , ثم تقطع ضابطة الإيقاع , صورة المشهد , عريفة الحفل , التي ارى فيها رمزا عميق التأثير , ربما أراد منه الكاتب أن يمثّل السلطة التنفيذية , تقطع المشهد بصلافة , وتقول " ارسمي لنا ما تحلمين به " , منهية بذلك حالة الهرج والتراخي في تقبل الحالة ,
"رسمت نفسها وسماعة الطبيب تتدلى من عنقها ... في الخلفية رسمت بيتا جميلا ذا حديقة غنّاء , وطائرا يحلق بجناحيه ."
وأي براعة قصية هذه , عندما يأتي رسم الحلم بسيطا مباشرا , يجسّد الشكل الشائع للحلم الطفولي عند بنت صغيرة , حلمها أن تكون طبيبة , ويكون لها بيت , تحقق استمرارية الحياة , وتكوين الأسرة , وحديقة غنّاء , من أجل حياة رغيدة لأسرتها ,
ولو كانت صبيا ربما اختلف الحلم , أما الطائر الذي يحلّق بجناحيه , فقد جاء دلالة على الحلم بالحرية , حلم الخلاص , والطيران بعيدا عن الواقع المرّ , عن المجتمع العبودي , مجتمع التهميش التي تنتمي إليه ,
وياتي رسم الملهاة المحزنة , بشكل لافت , فالمجتمع السطوي , يرى في الأنماط الفردية والمجتمعية , المنتمية إلى قطيع التهميش , مجتمع الكتل البشرية في بيوت الصفيح , أدوات تستخدم حيث يلزم , ضمن بروتوكولاته , وحركات النظرة والفعل التفوقي , ولإظهار حرص هذا المجتمع السطوي , على رعاية مجتمع القطيع في بيوت الصفيح , ضمن منظومة زيف إنسانية , لإرضاء النفوس المضطربة المريضة , ويأتي الزيف مبرمجا , فالتصفيق البروتوكولي , وصيحات الإعجاب , ترسم صورة التفوق والتعالي , خلال تشجيع نمطي , مثلما يشجع هذا المجتمع الخيول , أو الطيور أو حيوانات التنافس , " التهبت الأكف بالتصفيق ... انطلقت صيحات الإعجاب والتأييد ... " وتأتي براعة القاص , بملامسة المشاعر الإنسانية " وانهمرت عبرات " , وقد جاءت أخيرا في الترتيب , وهي على شكل عبرات , دلالة على التركيز على الحد الأدنى من التعبير , هي ليست دموعا أبدا , وقد ترك القاص مساحة كبيرة للخيال والمحاكمة النفسية للقارئ , عندما ترك العبرات مرسلة دون إيضاح مرجعيتها , فقد تكون من قبل بعض أفراد مجتمع السطوة , وهذا أمر يحدث , فلا يخلو مجتمع من نماذج إنسانية , أو ربما كان مرد العبرات , عيون المتابعين من أهل الطفلة , او افراد المجتمع الهامشي , في بيوت الصفيح , أو ربما المجتمع الانساني بصورة عامة , الذي تركه الكاتب دون اشارة منظورة ظاهريا , ولكنه موجود بقوة في البعد غير المنظور .
وبقسوة درامية تأتي القفلة , في توافق مذهل بين التعبير الصوري المرأي المنظور , وبين التعبير الفكري غير المنظور , يتلاقى المنظوران حينما يتم استرداد المعطف , وتترك الطفلة مع لوحتها , سقطنت الأقنعة , وانتهى توظيف الطفلة , أو بكلام أشمل انتهى توظيف مجتمع بيوت الصفيح ( الكيربي ) , بما يخدم اسباغ مسحة تجميلية على مجتمع السطوة, لتعود الطفلة من حيث أتت ., وتعود الأمور كما كانت , حالة انسلاخ , مجتمع يعيش في ضيق العيش , وحياة مليئة بالأسى والحزن والفاقة والتخلف , مجتمع بيوت الصفيح , وليس لدى الطفلة , سوى هذا المجتمع الهامشي , سوى مضغة من أحلام , وليبقى هذا المجتمع يسعى بقوة للبقاء والاستمرار , كي لايسقط نهائيا , وينتهي , أو تزداد حالته سوءا , انها نزعة التشبث بالحياة ,
ومع براعة سيمياء العنوان , ووقوفنا طويلا بإعجاب , أمام العنوان الذي قد اسلفت القول فيه , واعتبرته يمثّل نصا أدبيا , قائما بذاته , يستحق الدراسة المعمّقة , إضافة إلى الربط القوي الذي لحظناه بين العنوان والنص , ورأينا كيف أن هذا العنوان شكّل حالة تحريضية كبيرة , لنفس وفكر القارئ , وجدتني أقف طويلا مرة أخرى , أمام كيميائية النص , وهذا التوظيف البارع لكل مفردة من المفردات , ولكل جزئية من الجزئيات , في توليف متميّز , حتى شعرت بأنني لا يمكنني أن أتصوّر لفظة تحل محل لفظة من مفردات النص , أو اتخيل منظومة مفردات ترسم مشهدا يختلف عن ما هو محقق في النص , إنه لتوظيف مدهش , وتكثيف بارع , ففي التفاعل الكيميائي , لايمكن الاستغناء عن مكون , او جزئية , فكل له وظيفته .
قصة " جرح بملامح انسان " عمل ابداعي متميّز , يستحق الكثير من القراءة , كما يستحق الدراسة النقدية .
د. محمد حسن السمان
أخي الحبيب وأستاذي الكبير علما وأدبا وخلقا ومقاما / د محمد حسن السمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعود خصيصا للتعقيب لأرفع رائعتك النقدية هذه للنور مرة أخرى ليقرأ ويستفيد من لم يرها قبلا
دراسة نقدية رائعة وفريدة طوقت بها عنقي وعنق عملي المتواضع لتحوطه بهالة من نور
ما بين سيميائية العنوان وكيميائية النص جاءت دراستك النقدية والتي أراك تقدم لنا بها أنموذجا في النقد
ليس لأنها عن عملي المتواضع بل لسماتها المتميزة الواضحة..
"......... , رأيت نفسي , استرجع " سيميائية العنوان في القصة القصيرة " والسيمياء هو العلم الذي يتحول معه النص , بفضل الكلمة أو العلامة أو الدلالة إلى عالم من السحر , ويتحول معها النص إلى عوالم وطلاسم لامجال لفكها سوى من خلال مقاربات قد تصيب وقد تخيب كما هو الحال في التفاعلات السيميائية"
يرغم ذيوع مصطلح السيميائية الا انني اراه هنا للمرة الأولى في نقد لعمل قصصي بالغ القصر وبهذا الشكل المبهر .. توظيفكم له هنا في الاشارة إلى العنوان ودلالاته يدعو لقراءة جديدة وربما قراءات وهذا ما بدا هنا..
" ولأكون منصفا , ارى إن العنوان " جرح بملامح إنسان " قد ارتقى في الايحائية , حتى لعلي اراه نصا قصيا أدبيا قائما بذاته , يستحق القراءة الأدبية المعمّقة .
وبعد أن جعلنا العنوان , نبحر في تهيؤات لحظية مختلفة , ونسافر عبر رؤى نفسية وفكرية واجتماعية متفاوتة الأبعاد , مولّدا جرعة تحريضية كبيرة لفكر القارئ ونفسيته , جاء الدخول الرشيق للمشهد القصي , وفق توظيف مهاري متميّز للمفردات الدلالية, ليرسم اللوحة القصية الأولي , بشكل مكثّف سهل الصياغة , ومحفّز للمتابعة , معطيا الإيحاءات الأولية الهادفة للقصة .."
كان هذا عن سيميائية العنوان فقط أستاذي القدير
ثم كان ابحارك العميق في كيميائية النص والذي أبهرني..
في تحليل تفصيلي تغلغلت في ثنايا الحروف لا الكلمات لتبدغ لنا هذا الدرس ..
لو طاوعت نفسي لاقتبست في كل تعقيب كل النص مرة اخرى فقد تناولت كل تفصيلة بتحليل دقيق ..رصين
براءة الطفولة .. القاء الضوء على الطبقة المنتمية اليه تلك الطفلة وأحلامهم البسيطة والمستحيلة..
قضية التهميش والتي تطال مجتمعات بأسرها .. سقوط الأقنعة وانكشاف الزيف المستتر..
[COLOR="Blue"]" وجدتني أقف طويلا مرة أخرى , أمام كيميائية النص , وهذا التوظيف البارع لكل مفردة من المفردات , ولكل جزئية من الجزئيات , في توليف متميّز , حتى شعرت بأنني لا يمكنني أن أتصوّر لفظة تحل محل لفظة من مفردات النص , أو اتخيل منظومة مفردات ترسم مشهدا يختلف عن ما هو محقق في النص , إنه لتوظيف مدهش , وتكثيف بارع , ففي التفاعل الكيميائي , لايمكن الاستغناء عن مكون , او جزئية , فكل له وظيفته ."
[/COLOR
لم تكن "كيميائية النص" المستحدثة هذه بمستغربة من أديبنا وناقدنا الكبير وعالمنا الجليل أستاذ الكيماء في الجامعة السورية..
مهما قلت أستاذي فلن أفيك حقك ازاء هذا العمل الرائع النبيل
فجزاك الله خيرا الجزاء
وأرجو أن تتقبل من تلميذك أسمى آيات التقدير والامتنان والاحترام
د. محمد حسن السمان
01-06-2012, 11:17 AM
الأخ الجبيب الغالي القاص البارع الأستاذ حسام القاضي
سلام الله عليكم
عدت إليك أيها الأديب , وقد قرأت ما علّقت به على دراستي النقدية : قراءة في رائعة القاص حسام القاضي
" جرح في ملامح انسان " , وقد أدهشني الرد الأدبي , مثلما أدهشتني قصتك الرائعة , أدهشتني بهذا التوغل
والتمثل للدراسة الأدبية , والذي لايقدر عليه إلا مثقف مطلع , وصاحب فطرة متفوق , وكم كنت أتمنى أن تنشر
الدراسة في قسم النقد الأدبي , في الواحة المباركة , ليطلع عليها الأخوة والأخوات الأفاضل من النقاد والدارسين ,
ونسعد بما يتفضلون به , فتكتمل الدراسة وتعم الفائدة .
د. محمد حسن السمان
أحمد عيسى
01-06-2012, 11:28 AM
وكم كنت أتمنى أن تنشر
الدراسة في قسم النقد الأدبي , في الواحة المباركة , ليطلع عليها الأخوة والأخوات الأفاضل من النقاد والدارسين ,
ونسعد بما يتفضلون به , فتكتمل الدراسة وتعم الفائدة .
:::::::::::::::::
الأخ الأديب القدير : د. محمد حسن السمان
تم نشر نسخة من هذه الدراسة الرائعة مع رد القاص القدير أ حسام القاضي عليها في قسم النقد
وهذا رابط الموضوع
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=57971
سعدت جداً بهذه الدراسة القيمة لقصة رائعة تستحق
جزيل الشكر لكما
ربيحة الرفاعي
02-06-2012, 03:59 AM
وكم كنت أتمنى أن تنشر
الدراسة في قسم النقد الأدبي , في الواحة المباركة , ليطلع عليها الأخوة والأخوات الأفاضل من النقاد والدارسين ,
ونسعد بما يتفضلون به , فتكتمل الدراسة وتعم الفائدة .
:::::::::::::::::
الأخ الأديب القدير : د. محمد حسن السمان
تم نشر نسخة من هذه الدراسة الرائعة مع رد القاص القدير أ حسام القاضي عليها في قسم النقد
وهذا رابط الموضوع
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=57971
سعدت جداً بهذه الدراسة القيمة لقصة رائعة تستحق
جزيل الشكر لكما
الرائع أحمد عيسى
شكرا أولا لنسخ القراءة في قسم النقد
وشكرا ثانيا للتنوية فقد كنت بدأت نسخها
تحاياي
ناديه محمد الجابي
05-12-2013, 11:24 AM
أخي الفاضل : الأديب الكبير حسام القاضي
لست هنا لأعلق على القصة , وإنما أنا هنا فقط لأتعلم
أولا: كيف تكتب القصة القصيرة جداً ـ ولست من هواتها أو محبذيها
وقد أصبحت تكتب كأحجية في كلمات غامضة وعلينا أن نتخيل مايريد
الكاتب من معنى وما يقصد ـ لا أخبئك إني لا أحب هذا.
أما هنا فالقصة رغم قصرها إلا إنها تحكي معنى كبير , لكل حرف
فيها مغزى ومعنى , ولكل كلمة مدلول يفيد في البناء الدرامي للقصة
ثم جاءت ردود الأخوة والأخوات التحليلية والنقدية رائعة فزادتها جمالا على جمال.
شكرا لك على امتاعي بعمل رائع ككل أعمالك
تحياتي وتقديري وودي.
ناديه محمد الجابي
05-12-2013, 11:24 AM
أخي الفاضل : الأديب الكبير حسام القاضي
لست هنا لأعلق على القصة , وإنما أنا هنا فقط لأتعلم
أولا: كيف تكتب القصة القصيرة جداً ـ ولست من هواتها أو محبذيها
وقد أصبحت تكتب كأحجية في كلمات غامضة وعلينا أن نتخيل مايريد
الكاتب من معنى وما يقصد ـ لا أخبئك إني لا أحب هذا.
أما هنا فالقصة رغم قصرها إلا إنها تحكي معنى كبير , لكل حرف
فيها مغزى ومعنى , ولكل كلمة مدلول يفيد في البناء الدرامي للقصة
ثم جاءت ردود الأخوة والأخوات التحليلية والنقدية رائعة فزادتها جمالا على جمال.
شكرا لك على امتاعي بعمل رائع ككل أعمالك
تحياتي وتقديري وودي.
خلود محمد جمعة
08-12-2013, 10:28 PM
جرح بملامح انسان
ومجموعة انسان لملم الجراح بين يديه ومضى
اضواء تنير كل ما حوله إلاه
اين يكمن السر في يراعك أم في روحك
دمت متجدداً
مودتي وتقديري
هشام النجار
27-02-2014, 11:21 AM
توظيف الحلم بشكل ايجابى هذا هو ما تفتقده بلادنا ، بل بارعون هنا فى تحطيم الأحلام واشاعة اليأس والاحباط فى نفوس أصحابها .
قد أكون نمطياً عندما أستدعى المقارنة مع الغرب وبعض الأسيويين الذين أبصروا الطريق وارتادوه وقطعوا شوطاً كبيراً فيه ، فهم هناك يفتشون عن صبى يحلم ولديه طموح حقيقى ؛ فهو عملة نادرة وسط ضجيج الاهتمامات الصغيرة وفوضى اللذة السريعة والعيش على هامش الحياة والغياب فى متاهات المخدرات والجنس والمادة ، فاذا ما وجدوا الصبى الاستثناء جعلوه مشروعهم واستثمروا أحلامه وحولوه من مجرد حالم طموح الى عالم له انجازاته واختراعاته ومشاريعه على الأرض .
هنا فى بلادنا تموج الأرض بالحالمين المحطمين ، فى مجتمعات تستثمر الأحلام والعقول المبدعة فى التفاهات والدعايات الرخيصة والتمثيل على البشر والرأى العام ، ويبرعون فى المهرجانات والحفلات والمؤتمرات وتوظيف الصبيان والبنات وفق سيناريو محدد مؤقت ، فاذا ما انقضت المصلحة وتم ما أرادوا انتهى كل شئ ، فلا تتجاوز مساحة الأمل لدينا مدة العرض المسرحى ، ولا تتجاوز مساحة المستهدفين بهذا العرض المحدود الرخيص الا واحد بالمئة من المصابين بنفس الحلم ، والحقيقة هى أنه لا يوجد شئ انما فراغ وخواء من الداخل تغطيه مظاهر واستغلالات انتهازية رخيصة ووضيعة .
الانسان فى بلادنا يحلم ومن المفيد له جداً أن يهرب بأحلامه الى العزلة اذا كان فقيراً متواضعاً لا يملك تكاليف توظيف هذا الحلم وتحويله الى واقع ولا يملك امكانيات الانفاق على تعليمه والسفر الى الخارج ، أما اذا غلبه اعتزازه بذاته وأراد التصريح بدون امتلاك امكانيات ، فليتحمل ما سيحدث له عندما يوظفونه كممثل أو كومبارس وليس كبطل حقيقى أو كمشروع مبدع أو عالم .
حتى المعطف الرخيص وحتى قطعة القماش التى بلا قيمة تذكر استردوها من الفتاة واستكثروها على طموحها وحلمها المتواضع ، فلا تعود الى البيت الفقير فى الحى الفقير الموبوء بمستنقعات المياه والصرف الصحى وعلى ذراعها معطفها الأبيض فى مقابل اللوحة على الذراع الآخر فيراودها الأمل فى أن يتحقق الحلم .
ليتبقى لها فقط ما تملكه لذاتها ؛ مجرد حلم مرسوم على لوحة ، تجاهد ألا يتحطم ويسقط صريعاً فى اختبارات الواقع ومائه الآسن وشخوصه السيئين .
تعود بحلمها المرسوم من عند أناس جاحدين انتهازيين ، الى بيتها حيث والد فقير لا يملك الامكانيات لتحويل تلك الأحلام الى واقع ولا يستطيع المساعدة فى أهم قضايا ابنته وأن يسهم معها فى تحديد هويتها ومعرفتها بذاتها وصناعة مستقبلها .
عودة الى العنوان وتعميم الجرح والتأكيد على أنها قضية عامة وقضية انسان عربى يعانى من الاهمال والفقر والتهميش والاستغلال والتوظيف الرخيص لمواهبه وأحلامه ، فهى ليست مجرد صبية انما ملايين الشباب يعانون ما تعانيه تلك الفتاة ، فى انتظار ما لا يأتى غالباً .
هو جرح بملامح الانسان العربى على وجه الخصوص ؛ أما الانسان الأوربى أو الآسيوى – أو حتى الافريقى مؤخراً فى بعض البلاد الافريقية – فلديهم ملامحهم الخاصة بهم المشتعلة بالأمل والتفاؤل والاقبال على الحياة ، دون ملامح العربى المحبط المحطم المجروح ، المحاط بمحترفى التحطيم والسخرية والهدم .
وعودة أخيرة للعنوان الذى اقتنصه القاص والأديب المحترف حسام القاضى ببراعة من احدى قصائد الشاعر الكبير نزار قبانى والتى برع خلالها فى رسم ملامح انسان محطم ضائع ، وفيها يقول نزار – يلخص ما أرده القاضى وصفاً دقيقاً لبطلته - :
فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
لا أعرف في الأرض مكاني
ضيعـني دربي.. ضيعـني
إسمي.. ضيعـني عنـواني
تاريخـي ! ما لي تاريـخٌ
إنـي نسيـان النسيـان
إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
جـرحٌ بملامـح إنسـان
شكراً جزيلاً للقاص البارع الذى أدهشنى قلمه منذ قراءة أول نص له ، الأستاذ والأديب الكبير حسام القاضى ، الذى يستحق بالفعل هذه الحفاوة والاهتمام ، ولا ينبغى الا أن يكون فى صفوف الأدباء والمبدعين الكبار .
تحياتى وخالص أمنياتى بالمزيد والمزيد من الابداع الذى يمتعنا .
كاملة بدارنه
28-02-2014, 09:13 AM
عنوان رائع وسرد أروع حتّى القفلة الصّادمة
أحيانا ترفع ألوية تزيغ الأبصار ببريق شعاراتها، لكنّ الأيادي تحاول نخرها وفي النّهاية تمزيقها
بوركت
تقديري وتحيّتي
نداء غريب صبري
07-05-2014, 04:45 PM
أما القصة فهي قصة أستاذ تمثل نبراسا حقيقيا لمعنى القصة القصيرة جدا والتي ابتذلت كثيرا من قبل من لا يفقه ما معنى القصة القصيرة جدا ، وأنت هنا كأنك تعطيهم درسا مستحقا في أن مثل هذه القصة هي أقصر ما يمكن أن يكون كقصة قصيرة جدا ، والدرس يبدأ من العنوان الكاشف والذي يمثل لوحده ومضة قصصية معبرة.
أما المضمون فهو يعكس مرة أخرى قيمتك الإنسانية الكبيرة وتناولك الإنساني الراقي والشامل ، وما أكثر تجار أحلام البسطاء أيها الحبيب ، وما أكثر تجار الأوطان والثورات.
أكرر كل ما قاله أميرنا بحق هذه القصة الجميلة التي سحرتني أدبيا وأبكتني إنسانيا
شكرا لك أخي
بوركت
حسام القاضي
19-05-2014, 09:21 PM
أخي الفاضل : الأديب الكبير حسام القاضي
لست هنا لأعلق على القصة , وإنما أنا هنا فقط لأتعلم
أولا: كيف تكتب القصة القصيرة جداً ـ ولست من هواتها أو محبذيها
وقد أصبحت تكتب كأحجية في كلمات غامضة وعلينا أن نتخيل مايريد
الكاتب من معنى وما يقصد ـ لا أخبئك إني لا أحب هذا.
أما هنا فالقصة رغم قصرها إلا إنها تحكي معنى كبير , لكل حرف
فيها مغزى ومعنى , ولكل كلمة مدلول يفيد في البناء الدرامي للقصة
ثم جاءت ردود الأخوة والأخوات التحليلية والنقدية رائعة فزادتها جمالا على جمال.
شكرا لك على امتاعي بعمل رائع ككل أعمالك
تحياتي وتقديري وودي.
أختي الفاضلة الأديبة القديرة / نادية محمد الجابي
أشكر لك تواضعك .. تواضع الكبارهذا
وهو درس بليغ وجميل..
أعطيتني أكثر من حقي بكثير فأنا مجرد هاو محب للقصة
ولكن الكبار من أمثالك هم من يعطون لقصصي المتواضعة هذه النكهة
أعجز كعادتني عن الرد بما يليق بك أستاذتي القديرة..
أسعدتيني وغمرت نصي الصغير بكرمك اللانهائي
أشكرك كل الشكر مع فائق تقديري واحترامي
حسام القاضي
19-05-2014, 09:37 PM
جرح بملامح انسان
ومجموعة انسان لملم الجراح بين يديه ومضى
اضواء تنير كل ما حوله إلاه
اين يكمن السر في يراعك أم في روحك
دمت متجدداً
مودتي وتقديري
الأديبة الراقية / خلود
اعتادت اعمالي على مرورك الأثير.. وباتت تنتظره وانا معها على أحر من الجمر
وأعتقد أن السر لا يكمن في يراعي أنا
بل في يراعك الرائع وروحك الجميلة
جزيل شكري
مع تقديري واحترامي
حسام القاضي
19-05-2014, 09:55 PM
توظيف الحلم بشكل ايجابى هذا هو ما تفتقده بلادنا ، بل بارعون هنا فى تحطيم الأحلام واشاعة اليأس والاحباط فى نفوس أصحابها .
قد أكون نمطياً عندما أستدعى المقارنة مع الغرب وبعض الأسيويين الذين أبصروا الطريق وارتادوه وقطعوا شوطاً كبيراً فيه ، فهم هناك يفتشون عن صبى يحلم ولديه طموح حقيقى ؛ فهو عملة نادرة وسط ضجيج الاهتمامات الصغيرة وفوضى اللذة السريعة والعيش على هامش الحياة والغياب فى متاهات المخدرات والجنس والمادة ، فاذا ما وجدوا الصبى الاستثناء جعلوه مشروعهم واستثمروا أحلامه وحولوه من مجرد حالم طموح الى عالم له انجازاته واختراعاته ومشاريعه على الأرض .
هنا فى بلادنا تموج الأرض بالحالمين المحطمين ، فى مجتمعات تستثمر الأحلام والعقول المبدعة فى التفاهات والدعايات الرخيصة والتمثيل على البشر والرأى العام ، ويبرعون فى المهرجانات والحفلات والمؤتمرات وتوظيف الصبيان والبنات وفق سيناريو محدد مؤقت ، فاذا ما انقضت المصلحة وتم ما أرادوا انتهى كل شئ ، فلا تتجاوز مساحة الأمل لدينا مدة العرض المسرحى ، ولا تتجاوز مساحة المستهدفين بهذا العرض المحدود الرخيص الا واحد بالمئة من المصابين بنفس الحلم ، والحقيقة هى أنه لا يوجد شئ انما فراغ وخواء من الداخل تغطيه مظاهر واستغلالات انتهازية رخيصة ووضيعة .
الانسان فى بلادنا يحلم ومن المفيد له جداً أن يهرب بأحلامه الى العزلة اذا كان فقيراً متواضعاً لا يملك تكاليف توظيف هذا الحلم وتحويله الى واقع ولا يملك امكانيات الانفاق على تعليمه والسفر الى الخارج ، أما اذا غلبه اعتزازه بذاته وأراد التصريح بدون امتلاك امكانيات ، فليتحمل ما سيحدث له عندما يوظفونه كممثل أو كومبارس وليس كبطل حقيقى أو كمشروع مبدع أو عالم .
حتى المعطف الرخيص وحتى قطعة القماش التى بلا قيمة تذكر استردوها من الفتاة واستكثروها على طموحها وحلمها المتواضع ، فلا تعود الى البيت الفقير فى الحى الفقير الموبوء بمستنقعات المياه والصرف الصحى وعلى ذراعها معطفها الأبيض فى مقابل اللوحة على الذراع الآخر فيراودها الأمل فى أن يتحقق الحلم .
ليتبقى لها فقط ما تملكه لذاتها ؛ مجرد حلم مرسوم على لوحة ، تجاهد ألا يتحطم ويسقط صريعاً فى اختبارات الواقع ومائه الآسن وشخوصه السيئين .
تعود بحلمها المرسوم من عند أناس جاحدين انتهازيين ، الى بيتها حيث والد فقير لا يملك الامكانيات لتحويل تلك الأحلام الى واقع ولا يستطيع المساعدة فى أهم قضايا ابنته وأن يسهم معها فى تحديد هويتها ومعرفتها بذاتها وصناعة مستقبلها .
عودة الى العنوان وتعميم الجرح والتأكيد على أنها قضية عامة وقضية انسان عربى يعانى من الاهمال والفقر والتهميش والاستغلال والتوظيف الرخيص لمواهبه وأحلامه ، فهى ليست مجرد صبية انما ملايين الشباب يعانون ما تعانيه تلك الفتاة ، فى انتظار ما لا يأتى غالباً .
هو جرح بملامح الانسان العربى على وجه الخصوص ؛ أما الانسان الأوربى أو الآسيوى – أو حتى الافريقى مؤخراً فى بعض البلاد الافريقية – فلديهم ملامحهم الخاصة بهم المشتعلة بالأمل والتفاؤل والاقبال على الحياة ، دون ملامح العربى المحبط المحطم المجروح ، المحاط بمحترفى التحطيم والسخرية والهدم .
وعودة أخيرة للعنوان الذى اقتنصه القاص والأديب المحترف حسام القاضى ببراعة من احدى قصائد الشاعر الكبير نزار قبانى والتى برع خلالها فى رسم ملامح انسان محطم ضائع ، وفيها يقول نزار – يلخص ما أرده القاضى وصفاً دقيقاً لبطلته - :
فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
لا أعرف في الأرض مكاني
ضيعـني دربي.. ضيعـني
إسمي.. ضيعـني عنـواني
تاريخـي ! ما لي تاريـخٌ
إنـي نسيـان النسيـان
إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
جـرحٌ بملامـح إنسـان
شكراً جزيلاً للقاص البارع الذى أدهشنى قلمه منذ قراءة أول نص له ، الأستاذ والأديب الكبير حسام القاضى ، الذى يستحق بالفعل هذه الحفاوة والاهتمام ، ولا ينبغى الا أن يكون فى صفوف الأدباء والمبدعين الكبار .
تحياتى وخالص أمنياتى بالمزيد والمزيد من الابداع الذى يمتعنا .
أخي الأديب والناقد المبدع والمفكر /أ هشام النجار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قراءة عميقة كعادتك دائما وأبدا .. مدخل جديد لرؤية مختلفة أضافت إلى النص أبعادا جيدة ..
كان اختيارك للباحثين عن أحلام الموهبين الصغار وتبنيها في كل مكان إلا في بلادنا موفقا للغاية ؛فقد عمم الفكرةوجعلها أكثر شمولا .. نعم ملامحنا مؤخرا أصبحت أكثر بؤسا من ملامح الانسان الأوربي بل وحتى الأفريقي !! وتلخيص رائع منك للانحدار الحادث لنا مع ارتقاء الآخرين .
جاء التفاتك لقصيدة " نهر الأحزان " لنزار قباني والتي استقيت العنوان منها بالفعل ..جاء التفاتك لها رائعا وخاصة الجزء الذي تكرمت بذكره ؛فانا عندما كتبت القصة احترت في العنوان حتى تذكرت تلك القصيدة وتحديدا هذا المقطع ووجدته انسب ما يعبر عن الفئة التي عنيتها بقصتي لذا جاء العنوان بالفعل صارخا وكانه نداء استغاثة ليس لشخص ما بل ربما للعالم كله ..
قراءة أكثر من جميلة ..
لك الشكر المتجدد أخي الكريم .
تقديري واحترامي مع امتناني العميق لك أيها الكبير علما وادبا وخلقا وإبدعا
حسام القاضي
19-05-2014, 09:58 PM
عنوان رائع وسرد أروع حتّى القفلة الصّادمة
أحيانا ترفع ألوية تزيغ الأبصار ببريق شعاراتها، لكنّ الأيادي تحاول نخرها وفي النّهاية تمزيقها
بوركت
تقديري وتحيّتي
أختي القديرة / كاملة بدرانة
السلام عليكم
أشكرك لمرورك الجميل
وتحليلك الأروع
ورأيك الذي أسعدني
شكري مع تقديري واحترامي
عبدالإله الزّاكي
20-05-2014, 01:48 PM
جرحٌ بملامح إنسان
بخطواتها الصغيرة البريئة صعدت المنصة، وجديلتها السوداء تتأرجح على ظهر معطفها الأبيض .. أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلماً و..
ــ عرفينا بنفسك .
ــ سألت أبي مراراً عن شهادة ميلادي فلم يجب؛ فهل تخبرونني أنتم؟.
ضجت القاعة بالضحك لحظات ثم ساد وجوم ثقيل قطعته عريفة الحفل:ـ
ــ ارسمي لنا ما تحلمين به.
رسمت نفسها وسماعة الطبيب تتدلى من عنقها .. في الخلفية رسمت بيتاً جميلاً ذا حديقة غناء، وطائراً يحلق بجناحيه.
التهبت الأكف بالتصفيق ..انطلقت صيحات الإعجاب والتأييد .. انهمرت عبرات.
على باب القاعة الخارجي استردوا منها المعطف وتركوها مع لوحتها ، لتعود من حيث أتت. في طريق ضيق موحل بين بيوت " الكيربي" سارت ، محتضنة لوحتها بيمناها ، بينما يسراها في محاولات مستميتة لحفظ توازنها حتى لا تسقط .. في بركة الماء الآسن.
ــــــــــــــــــــ
جريدة القبس ( الكويت) 16/4/2012
قرأنا كثيرا عن تعاريف للقصة القصيرة دون أن نعي المعنى و المقصود، حتى جاء الأديب الكبير حسام القاضي كالصبح الأبلج فجلاّ الدجى.
تحاياي و تقديري.
حسام القاضي
25-01-2015, 02:43 PM
قرأنا كثيرا عن تعاريف للقصة القصيرة دون أن نعي المعنى و المقصود، حتى جاء الأديب الكبير حسام القاضي كالصبح الأبلج فجلاّ الدجى.
تحاياي و تقديري.
أخي الأديب / عبد الإله الزاكي
السلام عليكم
أشكرك لهذا التقدير الكبير منكم
وأرجو أن تتقبل مني أسمى آيات الشكر
مع التقدير والاحترام
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir