تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من أشعار صفي الدين الحلي



نادية بوغرارة
03-05-2012, 10:23 PM
قصيدت تبدأ بحرف الجيم و تنتهي به في كل أبياتها :



جاءَت لِتَنظُرَ ما أَبقَت مِنَ المُهَجِ = فَعَطَّرَت سائِرَ الأَرجاءِ بِالأَرَجِ

جَلَت عَلينا مُحَيّاً لَو جَلَتهُ لَنا = في ظُلمَةِ اللَيلِ أَغنانا عَنِ السُرجِ

جَميلَةُ الوَجهِ لَو أَنَّ الجَمالَ بِها = يولي الجَميلَ لَأَشجَت فَودَ كُلِّ شَجِ

جورِيَّةُ الخَدِّ يُحمى وَردُ وَجنَتِها = بِحارِسٍ مِن نِبالِ الغُنجِ وَالدُعَجِ

جازَت إِساءَةَ أَفعالي بِمَغفِرَةٍ = فَكانَ غُفرانُها يُغني عَنِ الحِجَجِ

جارَت لِعِرفانِها أَنّي المَريضُ بِها = فَما عَلَيَّ إِذا أَذنَبتُ مِن حَرَجِ

جَسَّت يَدي لِتَرى ما بي فَقُلتُ لَها = كُفّي فَذاكَ جَوىً لَولاكِ لَم يَهجِ

جَفَوتِني فَرَأَيتُ الصَبرَ أَجمَلَ بي = وَالصَمتُ بِالحُبِّ أَولى بي مِنَ اللَهَجِ

جارَت لِحاظُكَ فينا غَيرَ راحِمَةٍ = وَلَذَّةُ الحُبِّ جَورُ الناظِرِ الغَنِجِ

جوري فَلا فَرَجاً لي مِن عَذابِكَ لي = إِلّا يَدَ المَلِكِ المَنصورِ بِالفَرَجِ

جَوادُ كَفٍّ تَروعُ الدَهرَ سَطوَتُهُ = فَلا تُصاحِبُ عُضواً غَيرَ مُختَلِجِ

جَدَّت لِما تَرتَضي العَلياءُ هِمَّتُهُ = فَالمُلكُ في رَقدَةٍ وَالحَربُ في رَهَجِ

جَنَت عَلى مالِهِ أَيدي مَكارِمِهِ = فَلا يَبيتُ بِطَرفٍ غَيرِ مُنزَعِجِ

جُهدُ المَواهِبِ أَن تَغنى خَزائِنُهُ = حَتّى كَأَنَّ بِها ضَرباً مِنَ اللَجَجِ

جَدَّت إِلَيهِ بَنو الآمالِ مُسرِعَةً = فَأَكثَروا نَحوَهُ بِالسَعيِ وَالحِجَجِ

جَونٌ إِذا شِمتَ بَرقَ السَيفِ مِن يَدِهِ = تَراهُ مُنبَلِجاً في كَفِّ مُنبَلِجِ

جَنى ثِمارَ المَعالي حينَ حاوَلَها = بِصارِمٍ ما خَلا في الحَربِ مِن هَرَجِ

حالَت قَناةُ المَنايا في مَضارِبِهِ = فَظَلَّ يُنقِصُ أَبكاراً مِنَ المُهَجِ

جَزياً أَبا الفَتحِ غاياتِ الفَخارِ فَقَد = أَمسَكتَ طُلّابَهُ في مَسلَكٍ حَرِجِ

جَلَلتَ حَتّى لَوَ اَنَّ الصُبحَ لُحتَ بِهِ = وَقُلتَ قِف لا تَلُج في اللَيلِ لَم يَلُجِ

جَرَّدتَ أَسيافَ نَصرٍ أَنتَ جَوهَرُها = في حالِكٍ مِن ظَلامِ النَقعِ مُنتَسِجِ

جَبَرتَ كَسرَ المَعالي يا اِبنَ بَجدَتِها = بِها وَقَوَّمتَ ما بِالدينِ مِن عِوَجِ

جِمارُ نارٍ وَلَكِن مِن عَوائِدِها = اِطفاءُ ما في صُدورِ القَومِ مِن وَهَجِ

جَوازِمٌ إِن أَرَدتَ البَطشَ كُنَّ يَداً = وَإِن رَقيتَ المَعالي كُنَّ كَالدَرَجِ

جَلَوتَ كَربَ الوَرى بِالمَكرُماتِ كَما = جَلَوتَ تِلكَ الرَدى بِالمَنظَرِ البَهَجِ

جَعَلتَ جَودَكَ دونَ الوَعدِ مُعتَرِضاً = وَوَعدُ غَيرِكَ ضيقٌ غَيرُ مُنفَرِجِ

جِئناكَ يا مَلِكَ الدُنيا وَواحِدَها = نَؤُمُّ بِالدُرِّ نُهديهِ إِلى اللُجَجِ

جُزنا البِلادَ وَلَم نَقصِد سِواكَ فَتىً = مَن يَحظَ بِالدُرِّ يَستَغنِ عَنِ السَبَجِ

جَمَعتَ فَضلاً فَلا فَرَّقتَهُ أَبَداً = أَنتَ الفَريدُ وَجُلَّ الناسِ كَالهَمَجِ

نادية بوغرارة
03-05-2012, 10:26 PM
قصيدت تبدأ كل أبياتها و تنتهي بحرف الباء





بَدَت لَنا الراحُ في تاجٍ مِنَ الحَبَبِ = فَمَزَّقَت حالَةَ الظُلماءِ بِاللَهَبِ

بِكرٌ إِذا زُوَّجَت بِالماءِ أَولَدَها = أَطفالَ دُرٍّ عَلى مَهدٍ مِنَ الذَهَبِ

بَقِيَّةٌ مِن بَقايا قَومِ نوحٍ إِذا = لاحَت جَلَت ظُلمَةَ الأَحزانِ وَالكُرَبِ

بَعيدَةُ العَهدِ بِالمِعصارِ لَو نَطَقَت = لَحَدَّثَتنا بِما في سالِفِ الحِقَبِ

باكَرتُها بِرِفاقٍ قَد زَهَت بِهِمُ = قَبلَ السُلافِ سُلافُ العِلمِ وَالأَدَبِ

بِكُلِّ مُتَّشِحٍ بِالفَضلِ مُتَّزِرٍ = كَأَنَّ في لَفظِهِ ضَرباً مِنَ الضَرَبِ

بَل رُبَّ لَيلٍ غَدا في الآهِباتِ غَدَت = تَنقَضُّ فيهِ كُؤوسٌ وَهيَ كَالشُهُبِ

بَذَلتُ عَقلي صَداقاً حينَ بِتُّ بِهِ = أُزوِّجُ اِبنَ سَحابٍ بِاِبنَةِ العِنَبِ

بِتنا بِكاساتِها صَرعى وَمِضرَبُنا=يُعيدُ أَرواحَنا مِن مَبدَإِ الطَرَبِ

بَعثٌ أَتانا فَلَم نَدرِ لِفَرحَتِنا = مِن نَفخَةِ الصورِ أَم مِن نَفحَةِ القَصَبِ

بِرَوضَةٍ طَلَّ فيها الطَلُّ أَدمُعَهُ = وَالدَهرُ مُبتَسِمٌ عَن ثَغرِهِ الشَنِبِ

بَكَت عَلَيهِ أَساكيبُ الحَيا فَغَدا = جَذلانَ يَرفُلُ في أَثوابِهِ القُشُبِ

بُسطٌ مِنَ الرَوضِ قَد حاكَت مَطارِفَها = يَدُ الرَبيعِ وَجارَتها يَدُ السُحُبِ

باتَت تَجودُ عَلَينا بِالمِياهِ كَما = جادَت يَدُ المَلِكِ المَنصورِ بِالذَهَبِ

بَحرٌ تَدَفَّقَ بَحرُ الجودِ مِن يَدِهِ = فَأَصبَحَ المُلكُ يَزهو زَهوَ مُعتَجِبِ

بادٍ بِبَذلِ النَدى قَبلَ السُؤالِ وَمَن = في دَولَةِ التُركِ أَحيا ذِمَّةَ العَرَبِ

بَدرٌ أَضاءَ ثُغورَ المُلكِ فَاِبتَسَمَت = بِهِ فَكانَ لِثَغرِ المُلكِ كَالشَنَبِ

بَنى المَعالي وَأَفنى المالَ نائِلُهُ = فَالمُلكُ في عُرُسٍ وَالمالُ في حَرَبِ

بِبَأسِهِ أَضحَتِ الأَيّامُ جازِعَةً = فَلا تُصاحِبُ عُضواً غَيرَ مُضطَرِبِ

بَأسٌ يُذَلَّكُ صَعبُ الحادِثاتِ بِهِ = فَأَصبَحَ الدَهرُ يَشكو شِدَّةَ التَعَبِ

بِهِ تَناسَيتُ ما لاقَيتُ مِن نَصَبٍ = وَلَذَّةُ الشِبعِ تُنسي شِدَّةَ السَغَبِ

بادَرتُهُ وَعُقابُ الهَمِّ يَطرُدُني = فَاليَومَ قَد عادَ كَالعَنقاءِ في الهَرَبِ

بِكُم تَبَلَّجَ وَجهُ الحَقِّ يا مَلِكاً = بِهِ تَشَرَّفَ هامُ المُلكِ وَالرُتَبِ

بَنَيتَ لِلمَجدِ أَبياتاً مُشَيَّدَةً = وَلَم يُمَدُّ لَها لَولاكَ مِن طُنُبِ

بَسَطتَ في الأَرضِ عَدلاً لَو لَهُ اِتَّبَعَت = نَوائِبُ الدَهرِ لَم تُعذَر وَلَم تَنُبِ

بَلَّغتَ سَيفَكَ في هامِ العَدوِّ كَما = أَنشَيتَ سَيفَ العَطا في قِمَّةِ النَشَبِ

باشِر غَرائِبَ أَشعاري فَقَد بَرَزَت = إِلَيكَ أَبكارُ أَفكاري مِنَ الحُجُبِ

بَدائِعٌ مِن قَريضٍ لَو أَتيتُ بِها = في غَيرِكُم كانَ مَنسوباً إِلى الكَذِبِ

بَقيتَ ما دارَتِ الأَفلاكُ في نِعَمٍ = مَحروسَةٍ مِن صُروفِ الدَهرِ وَالنُوَبِ

آمال المصري
04-05-2012, 04:47 PM
برع صفي الدين الحلّي في فنون الأدب وعلوم المعاني والبيان ، فكان صاحب بديع وترسل ظهرا بوضوح في أدبه الذي غلب عليه الترصيع وأنواع البديع مع اللعب اللفظي. ومن ذلك قوله:

سـَند سيّدُ حليم حكيم *** فاضلُ فاصلُ مَجيدُ مُجيدُ
حازم جازم بصير نصير *** زانه رايه السديد الشديدُ

بوركت أخت نادية على هذا الإبداع في الانتقاء والذائقة
وفي انتظار مزيدك الرائع
تحاياي

نداء غريب صبري
04-05-2012, 11:26 PM
اختيار رائع وقصائد لشاعر غير عادي

شكرا اختي

بوركت

ربيحة الرفاعي
06-05-2012, 03:55 AM
بديع
وما أجمل الشعر مرصعا بهذه الجمالية وهذا الإبهار

اختيار موفق

تحيتي