المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثلآثون الضآلة



أحمد الأحمد
06-05-2012, 05:44 PM
عَبثت رياَح الخريفِ بِ صمتى حتىَ إلتقتْ حُروفى معَ الجفاَءْ
وَ شجرِى أنضجهُ القلقْ علىَ ضفافِ الرحِيل يَرتجى غيثُ السماَءْ
وَ شاَبكَ البأسِ سُبلى وَ أجتُثتْ أنجمُى الألفِ ماَ إهتديتُ إلىَ لقاَءْ
حتىَ قمرى الصَبى شابَ مِن الحَنينِ وَ كَان البدرِ السعيدِ محضُ إدِّعاَءْ
قَيدوهُ خلفَ الحُدودِ وَ الفِتنْ غريبُ الأهلِ وَ الدارِ تشكَل شيئاً لآ يشاَءْ
مَا عدتُ أشدوُ المُنىَ علىَ ثغرِ الليَالى حينَ حلّ الظّلمُ مُناخآتِ قلبى وَ جاَءْ
وَ رَوحى تتبرأُ مِنَ البدنِ تشتهِى وَ تدمِى وِزرُ الخطآيا فِى فتورٍ كُلماَ لآحَ الضِياَءْ
وَ طائِرٌى الصَغير قد ضلّ طَريق البَرارِى فَ لمْ يَجد فِى جبينِ الصَباحِ بَريقُ إهتداَءْ
وَ أطيافٌ قَد هبَّتْ علىَ مَشارفِ وَطنى النائِى ثمَ زوتْ عنهُ بَعدمَا إستحِلَتْ فيهِ الدمَاَءْ
وَ أهدرتْ الريحُ صَوتى حتىَ الصدىَ قَد هوىَ قربُ الدَّواهِى وَ مضىَ غاَرقاً صوبَ الغوَاءْ

ثلاثونَ عاماً يـَ قلمِى , مَاذا سَ أكتبْ حتىَ إمتزجتْ مَحبرتِى بِ أشباهِ البُكاَءْ
ثلاثونَ عاماً قد مرتْ وَ تعرَتْ وَ توارتْ وَ مازلتُ أرتلُ أحلامى فِى أرضٍ الرَجاَءْ
وَ علىَ حافةِ ذاكِرتى تسألُنى الحروفُ كَيف أسطِرهاَ وَأرفعُ مَعانيهاَ فِى دُنياَ الشَقاَءْ
يُعاتبنِى حنِينى مِن أولِ النبضِ لِ مُنتهاه , يَستغيثُ المَاضِى مِن ضَنينِ يَرتضِى الوَباَءْ
تسألُ الأيامُ عنَّا كَيفَ السراَب أغشىَ مُقلتيناَ وَ يُخضِبُ أوردَتى بعضِ الصبرِ وَ الحناَءْ
وَ تنأىَ الأقدارُ عن وَطنى وَ ترتحِلُ فِى غَضبٍ كُلماَ يخبوُ حريقُ تشعِلهُ رياَح مِن رَحمِ الفَناَءْ
وَ مضىَ عهدُ الإنصَافِ خلفِى وَ أشتدُ أنِين شِتائِى لِ صَيفى وَ حَرفِى قد غداَ رَاجفاً مِن جَزاَءْ
مَا بينَ مِيلادِ طِفلٍ رَضيع ثائرٌ فِى المَهدِ يَبكِى وَ يَموتُ نبضٌ فِى الحَناجر وَ تتبعثرُ عِزتِى أشلآءْ
وَ أرممُ وَجهُ شارِعناَ القدِيمِ لعلَّ الخطآياَ لآ تزحَفُ فوقناَ كَى يَمتزجُ دمَائِنا بِ فيضٍ مِن شهدِ السَقاَءْ
وَ الموجُ راَح ينتحِب يبكِى ناَعِياً ليلٍ بَهيمْ وَ الهدىَ إهتديناَه السَبيلَ فِى العَدمْ حتىَ زوىَ بِ غيرِ إلتِجاَءْ

ثلاثونَ عاماً شاخَ الوفاَ علىَ سَاعِدى صاحَ دَهراً ماَ غفاَ , يَشكُو بَعضُ مَاضٍ بينَ أنياَب البَلآءْ
ثلاثونَ عاماً حاَولوا وَئد السُطور التِى شبَّتْ عَفافاً كُلماَ صَاحتْ دَثروهاَ بِ الوَعيدِ فِى ثوبَ الفناَءْ
عطشىَ لِ كُؤوسٍ مِن عَذابٍ مَسكُوبةٍ مِن غيٍّ وَ ظنّ وَ أضغاَث أحلامٍ آلتْ وَ تواَلتْ سِنيناً كـَ الخواَءْ
وَ إسراءٌ روحٍ يُنكرهاَ البَدن , أيُهاَ الغاَفى عَن نزوةُ شاَعِر غاَرقاً فِى القوافِى المُستباحَة دونماَ أدنىَ حياَءْ
مِن لَهيبٍ فى الضلُوع يُوقدُ مِن جَذوةِ الدُموعْ ماَ إقترفَ سوىَ سُننَ الولآءْ حتىَ غدا يَجثوُ كـَمنْ فِى العراَءْ
يَدقُ أبوابَ السماءِ يَبغِى السَكينة بينَ أسيافِ الزمَانْ علهاَ تصطفِ رَوحهُ إن تجلَّتْ , تجلَّتْ كـَ سَيلِ الغثاَءْ
وَ إن ضاقَ المدىَ بِ تأويلى وَ ترتيلى فى ذرىَ الحنينِ أحاور الفصولِ فَ بأى مَنطِق أنطِق إليكُمْ صُراخِ الداَءْ
وَ أعوذُ مِن سطوةِ الآثامِ فِى مقآمِ العائذين مِن الخلاصِ ذاقَ مُر الرَصاَصِ وَ حآنَ القصاَص علىَ الورىَ يَوم القضاَءْ
فِى تجَاعيدِ الصَباحِ طقوسٍ كـَ الحمِيم تتشققُ قهراً مِن حُزنٍ مُبينْ فوقَ أسنةِ الصَواَدِى قد نعتْ روحاً تصطَلى مِن عَزاَءْ
وَ الذنبُ ذنبُ المُناَدى فى البلآد " فَ لِيقتل كُل الشعَراَء كَفاناَ فِى البلآد هِراءْ " رَحمَ الله الشِعر نقاَء وَ الشعراَءِ بَقاَءْ

وليد عارف الرشيد
06-05-2012, 06:03 PM
كلام جميل معبر وصور بديعة وإحساس ثائر وصل بحماسته
الأمر سيدي أنني لم ألتقط بحرًا وانا لا أجيد التفعيلة فأترك الحكم لأولي الأمر
إن كان نصك لا يخضع لمسألة الوزن أو التفعيلة فمكانه ليس هنا
مرحبًا بك مبدعًا في واحتك واحة العطاء
مودتي وتقديري

أحمد الأحمد
06-05-2012, 06:12 PM
سَيدى ; الأمر وما فيه أنى أردتُ مَن يَسمعُنى
وَ يكفينى فخراً إحساسُك بِ أمرى وَ وطنى ,
وَ لكٌم التصرف يـَ أهل الكَرم ..

سَيدى الفاَضِل لكَ إحتراَمى وَ تقديرى العَميق ..

عمر الحجار
06-05-2012, 06:28 PM
احمد الاحمد المبدع تكرما



هي عناصر الابداع ، الانا ، والقلق ، والوطن ، هي المرتجى وهي تكوين البوح والمعرفة

حقا ان الابداع دائما قلق


كم انت رائعا وسخيا بعطائك

آمال المصري
06-05-2012, 06:59 PM
عتي ثائر هذا الانهمار أيها المتمرد الرائع
مرحبا بك أخي الفاضل في ربوع الواحة
ولي عودة لتذوق الجمال الذي يسكن السطور
تحاياي

أماني عواد
06-05-2012, 08:31 PM
الاستاذ احمد الاحمد

هي القضية يا سيدي تعزز فينا الانسان المبدع على اختلاف ابداعه فالقضية تصنع منا الاديب.... والمناضل .... والفنان

سلم مدادك

ربيحة الرفاعي
07-05-2012, 12:50 AM
نثرية تفيض حماسا وجمالا وإحساسا
بصور إبداعية جميلة ومعان جليلة

تحيتي

فاطمه عبد القادر
07-05-2012, 02:25 AM
وَ الذنبُ ذنبُ المُناَدى فى البلآد " فَ لِيقتل كُل الشعَراَء كَفاناَ فِى البلآد هِراءْ " رَحمَ الله الشِعر نقاَء وَ الشعراَءِ بَقاَءْ

السلام عليكم أخي العزيز أحمد الأحمد
مشاعر ثائرة هادرة لم يتسع لها النص فجاءت متزاحمة متشابكة كالعاصفة الهوجاء
حبذا لو لم تقيدها بالقافية ,وحبذا لو رتبت مشاعرك حتى يكون الشعر أجمل
شكرا لك
ماسة

نادية بوغرارة
07-05-2012, 02:47 AM
نفَس أدبي طويل ، ونص رائق تسكن الشاعرية فضاءه .

جميل ما أتحفتنا به .

الأخ احمد الأحمد ،

في انتظار المزيد من إبداعاتك .

دمت .

أحمد الأحمد
07-05-2012, 04:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقديرى ل الجمال الذى ينساب من أقلامكم و لِ سعة صدوركم
كما هى ثورة أبدان , هى ثورة أقلام
على محور السمع والدهشة , شكّلتها فى ...

وَ إسراءٌ روحٍ يُنكرهاَ البَدن , أيُهاَ الغاَفى عَن نزوةُ شاَعِر غاَرقاً فِى القوافِى المُستباحَة دونماَ أدنىَ حياَءْ

أشكركم من ألفكم لِ يائكم , حفظكم الرحمن ..

نداء غريب صبري
02-02-2014, 04:03 PM
نثرك جميل ومشاعرك عظيمة وأسلوبك ممتع أخي
قضايانا تكتبنا أكثر مما نكتبها
وآلامنا هي الحصاد

شكرا لك

بوركت