المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)



عبد الرحيم بيوم
07-05-2012, 12:35 AM
لقد تنامت دعوات لا بارك ربي فيها من هنا وهناك ومن هنالك تنادي بالتنكر والإنسلاخ من تاريخنا وقلب ظهر المجن لماضينا
إن أمة بلا تاريخ لشجرة مجتثة ما لها من قرار وأضرب مثالا لتعي عني ما أقول، فأقول: هل تعرف مرض فقدان الذاكرة، حيث ينسى المرء ويفقد ماضيه ونسبه ومن هو وإلى من ينتمي حينها يصير بلا قرار ولا مصير فكل من مد له يدا أخذها ظانا بصاحبها خيرا لقد فقد معرفة أعدائه وضاع منه ميزان الأشياء فظن الكل أصدقاء وأحباء أخلاء، نسي لما رباه له أبواه نسي ما عليه من حمل ثقيل وما له من فضل عظيم إن قام به وإكرام.
إننا أمة ولادة للأمجاد، وإن نساء الإسلام - وأقولها وكلي فخر- حين تجود أرحامهن لا تجدن بأطفال ورضع كباقي النساء بل يلدن الجبال والراسيات
إنا أمة تخصصت نساءها في صناعة الرجال وقادة العالم
ويشهد تاريخنا وقصص واقع أسلافنا وحياتهم على علو همة، وسمو سلوك، ونبل مبادئ، وقوة قلب، ورباطة جأش، وسماحة مع عزة ما بعدها سماحة.
إني أريد بافتتاح هذه الصفحة أن نلامس حقيقتهم من اطلاعنا على بعض جوانب من حياتهم ومعاشهم
أريد أن أعيد لقلوبنا الفخر والعزة بأسلافنا
أريد أن نأخذ قبسا نضيء به حالك هذه السنين وظلمة هذه الأعوام
أريد أن نعيد تلك المشاهد من حياتهم وتلك الوقفات
أن ننفخ الروح في تلك السطور والأحرف والكلمات
لتحيى بيننا واقعا مشاهدا وحقيقة ملموسة وكائنا حيا يمشي على أرض حاضرنا
لنعود بأرواحنا إلى الصفاء من كدر هذه المادية التي غلبت على السمع والبصر والفؤاد
وقد أجعل للقصة الواحدة أكثر من عنوان وسأبدل جهدي أن يكون العنوان مأخوذا من سياقها ما استطعت، ولكم كامل الحق في طرح ما ترونه من مواقف كل حسب ما تأثر به
إني تذكرت والذكرى مؤرقة *** مجدا تليدا بأيدينا أضعناه
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد *** تجده كالطير مقصوصا جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها *** وبات يحكمنا شعب ملكناه
كنا أسودا، ملوك الأرض ترهبنا *** والآن أصبح فأر الدار نخشاه
يا من رأى عمر تكسوه بردته *** والزيت ادم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقا *** من بأسه وملوك الروم تخشاه
استرشد الغرب في الماضي فأرشده *** ونحن كان لنا ماض نسيناه
الله يشهد ما قلبت سيرتهم يوما *** وأخطأ دمع العين مجراه

نادية بوغرارة
07-05-2012, 02:19 AM
تقديم جميل و مشوق ،


كنت قبل دخولي عالم الأنترنت خصصت كراسة لجمع بعض مواقف السلف ،

التي كنت أطالعها في الكتب ، إن شاء الله تعالى أعود لأكتب بعضا منها على

صفحات موضوعك المميز .

في انتظار ما ستتحفنا به من اختياراتك .

بارك الله فيك .

عبد الرحيم بيوم
07-05-2012, 07:46 AM
وفيك بارك ربي اختي نادية الكريمة
ومرحبا بك واهلا بكراستك
تحياتي

عبد الرحيم بيوم
08-05-2012, 12:09 PM
01- من مواقف السلف وحياتهم
"اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير من خلقت تفضيلا"
"والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجرا، ممن يمشي في حاجة مثلك"
"إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية"

أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي من عباد أهل البصرة وزهادهم حكى قصة موته عبد الله بن محمد فقال:
خرجت الى ساحل البحر مرابطا، وكان رابطنا يومئد عريش مصر، قال: فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا ببطيحة، وفى البطيحة خيمة فيها رجل قد ذهب يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول: "اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلا".
فقلت: والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنى له هذا الكلام: فهم أم علم أم إلهام ألهم؟ فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت: سمعتك وأنت تقول: "اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير من خلقت تفضيلا" فآى نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها، وأي فضيله تفضل بها عليك تشكره عليها؟
قال: وما ترى ما صنع ربي والله! لو أرسل السماء علي نارا فأحرقتنى، وأمر الجبال فدمرتنى، وأمر البحار فغرقتنى، وأمر الأرض فبلعتنى، ما ازددت لربى إلا شكرا لما أنعم على من لساني هذا. ولكن يا عبد الله: إذ أتيتني، لي إليك حاجة، قد تراني على أي حالة أنا، أنا لست أقدر لنفسى على ضر ولا نفع، ولقد كان معي بني لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني، وإذا جعت أطعمني، وإذا عطشت سقاني، ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام فتحسسه لي رحمك الله،
فقلت: والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجرا، ممن يمشي في حاجة مثلك
فمضيت في طلب الغلام، فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل، فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه، فاسترجعت وقلت: أنّى لي وجه رقيق آتى به الرجل، فبينما أنا مقبل نحوه إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي صلى الله عليه و سلم.
فلما أتيته سلمت عليه فرد على السلام،
فقال: ألست بصاحبي؟
قلت: بلى !
قال: ما فعلت في حاجتي؟
فقلت: أنت أكرم على الله أم أيوب النبي؟
قال: بل أيوب النبي
قلت: هل علمت ما صنع به ربه، أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟
قال: بلى !
قلت: فكيف وجده؟
قال: وجده صابرا شاكرا حامدا،
قلت: لم يرض منه ذلك حتى أوحش من أقربائه وأحبائه
قال: نعم
قلت: فكيف وجده ربه؟
قال: وجده صابرا شاكرا حامدا
قلت: فلم يرض منه بذلك حتى صيره عرضا لمار الطريق هل علمت؟
قال: نعم
قلت: فكيف وجده ربه؟
قال: صابرا شاكرا حامدا، أوجز رحمك الله !
قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبع فأكل لحمه فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر. فقال المبتلى: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقا يعصيه فيعذبه بالنار. ثم استرجع وشهق شهقة فمات،
فقلت: انا لله وانا اليه راجعون، عظمت مصيبتي، رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع وإن قعدت لم أقدر على ضر ولا نفع، فسجيته بشملة كانت عليه وقعدت عند رأسه باكيا،
فبينما أنا قاعد إذ تهجم علي أربعة رجال فقالوا: يا عبد الله ! ما حالك وما قصتك؟
فقصصت عليهم قصتي وقصته،
فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه فعسى أن نعرفه،
فكشفت عن وجهه فانكب القوم عليه يقبلون عينيه مرة ويديه أخرى ويقولون: بأبي عين طال ما غضت عن محارم الله وبأبي وجسمه طال ما كنت ساجدا والناس نيام،
فقلت: من هذا يرحمكم الله؟
فقالوا هذا أبو قلابة الجرمي صاحب بن عباس، لقد كان شديد الحب لله وللنبي صلى الله عليه و سلم،
فغسلناه وكفناه بأثواب كانت معنا وصلينا عليه ودفناه. فانصرف القوم وانصرفت الى رباطى،
فلما أن جن علي الليل وضعت رأسي فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة وعليه حلتان من حلل الجنة وهو يتلو الوحي {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}
فقلت: ألست بصاحبي؟
قال: بلى!
قلت: أنى لك هذا؟
قال: إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية.


الثقات لابن حبان (5/ 2و3و4و5)

عبد الرحيم بيوم
12-05-2012, 08:37 PM
02) من مواقف السلف وحياتهم
"ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته"

عن طلحة أنه أتاه مال من حضرموت سبع مائة ألف، فبات ليلته يتململ.
فقالت له زوجته: ما لك؟
قال: تفكرت منذ الليلة، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته؟
قالت: فأين أنت عن بعض أخلائك؟ فإذا أصبحت، فادع بجفان وقصاع، فقسمه.
فقال لها: رحمك الله، إنك موفقة بنت موفق، وهي أم كلثوم بنت الصديق.
فلما أصبح، دعا بجفان، فقسمها بين المهاجرين والأنصار، فبعث إلى علي منها بجفنة.
فقالت له زوجته: أبا محمد! أما كان لنا في هذا المال من نصيب؟
قال: فأين كنت منذ اليوم؟ فشأنك بما بقي.
قالت: فكانت صرة فيها نحو ألف درهم.

(سير أعلام النبلاء 1/ 30و31)

بشرى العلوي الاسماعيلي
13-05-2012, 12:26 AM
من حكم السلف وأمثالهم
" إن على الحق نورا "

عن يزيد بن عميرة قال:
قلت لمعاذ: ما يدريني أن الحكيم يقول كلمة الضلالة؟
قال: "بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال: ما هذه؟

ولا يثنيك ذلك عنه
فإنه لعله يرجع ويتبع الحق إذا سمعه
فإن على الحق نورا".

سير أعلام النبلاء (1/ 457)

بشرى العلوي الاسماعيلي
13-05-2012, 12:29 AM
من حكم السلف وأمثالهم
"لا تتمنى محضرا غيبه الله عنه"

عن جبير بن نفير، قال:
جلسنا إلى المقداد يوما، فمر به رجل، فقال:
طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت.
فاستمعت، فجعلت أعجب، ما قال إلا خيرا.
ثم أقبل عليه المقداد، فقال:
ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه، والله لقد حضر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقوامٌ كبهم الله على مناخرهم في جهنم، لم يجيبوه، ولم يصدقوه.
أولا تحمدون الله، لا تعرفون إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم، وقد كفيتم البلاء بغيركم؟
والله لقد بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - على أشد حال بعث عليه نبي في فترة وجاهلية، ما يرون دينا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان، حتى إن الرجل ليرى والده، أو ولده، أو أخاه كافرا، وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان، ليعلم أنه قد هلك من دخل النار، فلا تقر عينه، وهو يعلم أن حميمه في النار، وأنها للتي قال الله - تعالى -: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} [الفرقان: 74].

سير أعلام النبلاء (1/ 388و389)

عبد الرحيم بيوم
13-05-2012, 10:41 AM
اشكرك اختي بشرى واحييك
واشير الى ان الحكمتين التين ذكرتيهما قد ادرجتهما سلفا في موضوعي من حكم السلف وامثالهم
وتحياتي

نداء غريب صبري
15-05-2012, 03:48 AM
موضوع رائع كتبت له مقدمة أكثر من رائعة شجعتنا جدا لمتابعته
وللمشاركة فيه إن تمكنا
فاتباع خطى سلفنا الصالح، يخلص أجيالنا القادمة من اتباع الأمم الضائعة وتقليد من لا خير فيهم

شكرا لك أخي

بوركت

عبد الرحيم بيوم
17-05-2012, 12:05 PM
وبوركت ايتها الكريمة
ومرحبا بمساهمتك هنا

عبد الرحيم بيوم
17-05-2012, 07:46 PM
03) من مواقف السلف وحياتهم
"إني لا أدع ديني هذا لشيء"

قال سعد بن أبي وقاص:
نزلت هذه الآية في {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما} [العنكبوت: 8].
قال: كنت برا بأمي، فلما أسلمت، قالت: يا سعد! ما هذا الدين الذي قد أحدثت؟
لتدعن دينك هذا، أو لا آكل، ولا أشرب حتى أموت، فتعير بي، فيقال: يا قاتل أمه.
قلت: لا تفعلي يا أمه، إني لا أدع ديني هذا لشيء.
فمكثت يوما لا تأكل ولا تشرب وليلة، وأصبحت وقد جهدت.
فلما رأيت ذلك، قلت: يا أمه! تعلمين - والله - لو كان لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا، ما تركت ديني، إن شئت فكلي أو لا تأكلي.
فلما رأت ذلك، أكلت

سير أعلام النبلاء (1/ 109)

عبد الرحيم بيوم
19-05-2012, 01:59 PM
04) من مواقف السلف وحياتهم
"خشيت أن تكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا"

عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، أنه أتي بطعام وكان صائما،
فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه،
قال: وقتل حمزة وهو خير مني، فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة،
ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط
وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا [وفي رواية: لقد خشيت أن تكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا]
ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام

صحيح البخاري (2/ 77/ح 1275)

عبد الرحيم بيوم
21-05-2012, 09:16 PM
05) من مواقف السلف وحياتهم
"ما من عملِ شيءٍ أوثق عندي من اثنتين"

قال زيد بن أسلم: دُخِل على أبي دجانة وهو مريض، وكان وجهه يتهلل.
فقيل له: ما لوجهك يتهلل؟
فقال: "ما من عملِ شيءٍ أوثق عندي من اثنتين:
كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني
والأخرى: فكان قلبي للمسلمين سليما".

سير أعلام النبلاء (1/ 243)

عبد الرحيم بيوم
24-05-2012, 02:46 PM
06) من مواقف السلف وحياتهم
"لا نامت أعين الجبناء"

وعن أبي الزناد: أن خالد بن الوليد لما احتضر بكى، وقال:
لقيت كذا وكذا زحفا، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء.

سير أعلام النبلاء (1/ 382)

عبد الرحيم بيوم
26-05-2012, 11:35 AM
07) من مواقف السلف وحياتهم
"تدري ما ظلمة النار؟"

عن جرير بن عبد الله، قال:
نزلت بالصفاح في يوم شديد الحر، فإذا رجل نائم في حر الشمس، يستظل بشجرة، معه شيء من الطعام، ومزوده تحت رأسه، ملتف بعباءة، فأمرته أن يظلل عليه، ونزلنا، فانتبه، فإذا هو سلمان،
فقلت له: ظللنا عليك وما عرفناك.
قال: يا جرير! تواضع في الدنيا، فإنه من تواضع يرفعه الله يوم القيامة، ومن يتعظم في الدنيا يضعه الله يوم القيامة، لو حرصت على أن تجد عودا يابسا في الجنة لم تجده.
قلت: وكيف؟
قال: أصول الشجر ذهب وفضة، وأعلاها الثمار، يا جرير! تدري ما ظلمة النار؟
قلت: لا.
قال: ظلم الناس

سير أعلام النبلاء (1/ 548)

احمد خلف
26-05-2012, 11:59 AM
لله درك .ولا حرمنا الله من منقولك الطيب
اشكرك كثيرا لهذا التنوير الراقي حول سيرهم العطرة
جعل ربي ذلك في ميزان حسناتك

عبد الرحيم بيوم
26-05-2012, 12:13 PM
اللهم آمين

تحياتي لك اخي العزيز

عبد الرحيم بيوم
03-06-2012, 10:52 AM
08) من مواقف السلف وحياتهم
"ما تشتكي؟"

عن أبي ظبية، قال:
مرض عبد الله بن مسعود، فعاده عثمان، وقال: ما تشتكي؟
قال: ذنوبي.
قال: فما تشتهي؟
قال: رحمة ربي.
قال: ألا آمر لك بطبيب؟
قال: الطبيب أمرضني.
قال: ألا آمر لك بعطاء؟
قال: لا حاجة لي فيه.

سير أعلام النبلاء (1/ 498)

عبد الرحيم بيوم
06-06-2012, 09:53 AM
09) من مواقف السلف وحياتهم
"أفضل هدية"

عن أبي البختري، قال: جاء الأشعث بن قيس، وجرير بن عبد الله، فدخلا على سلمان في خص، فسلما وحيياه،
ثم قالا: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: لا أدري.
فارتابا.
قال: إنما صاحبه من دخل معه الجنة.
قالا: جئنا من عند أبي الدرداء.
قال: فأين هديته؟
قالا: ما معنا هدية.
قال: اتقيا الله، وأديا الأمانة، ما أتاني أحد من عنده إلا بهدية.
قالا: لا ترفع علينا هذا، إن لنا أموالا، فاحتكم.
قال: ما أريد إلا الهدية.
قالا: والله ما بعث معنا بشيء، إلا أنه قال:
إن فيكم رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا به لم يبغ غيره، فإذا أتيتماه فأقرئاه مني السلام.
قال: فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه؟ وأي هدية أفضل منها

سير أعلام النبلاء (1/ 549)

عبد الرحيم بيوم
11-06-2012, 12:08 PM
10) من مواقف السلف وحياتهم
"عليك بالقصد، فإنه أبلغ"

عن طارق بن شهاب، عن سلمان الفارسي، قال:
إذا كان الليل، كان الناس منه على ثلاث منازل: فمنهم من له ولا عليه، ومنهم من عليه ولا له، ومنهم من لا عليه ولا له.
فقلت: وكيف ذاك؟
قال: أما من له ولا عليه: فرجل اغتنم غفلة الناس، وظلمة الليل، فتوضأ، وصلى، فذاك له ولا عليه.
ورجل اغتنم غفلة الناس، وظلمة الليل، فمشى في معاصي الله، فذاك عليه ولا له.
ورجل نام حتى أصبح، فذاك لا له ولا عليه.
قال طارق: فقلت: لأَصْحَبَنّ هذا.
فضرب على الناس بعث، فخرج فيهم، فصحبته، وكنت لا أفضله في عمل، إن أنا عجنت خبز، وإن خبزت طبخ، فنزلنا منزلا فبتنا فيه، وكانت لطارق ساعة من الليل يقومها، فكنت أتيقظ لها، فأجده نائما، فأقول: صاحب رسول الله خير مني نائم، فأنام، ثم أقوم، فأجده نائما، فأنام، إلا أنه كان إذا تعار من الليل، قال وهو مضطجع:
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
حتى إذا كان قبيل الصبح قام، فتوضأ، ثم ركع أربع ركعات.
فلما صلينا الفجر، قلت:
يا أبا عبد الله! كانت لي ساعة من الليل أقومها، وكنت أتيقظ لها، فأجدك نائما.
قال: يا ابن أخي! فإيش كنت تسمعني أقول؟
فأخبرته، فقال:
يا ابن أخي! تلك الصلاة، إن الصلوات الخمس كفارات لما بينهن، ما اجتنبت المقتلة، يا ابن أخي! عليك بالقصد، فإنه أبلغ

سير أعلام النبلاء (1/ 549و550)

عبد الرحيم بيوم
13-06-2012, 07:41 PM
11) من مواقف السلف وحياتهم
"لو قنعت لم تكن مطهرتي مرهونة"

عن أبي وائل، قال:
ذهبت أنا وصاحب لي إلى سلمان، فقال:
لولا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهانا عن التكلف، لتكلفت لكم.
فجاءنا بخبز وملح.
فقال صاحبي: لو كان في ملحنا صعتر.
فبعث سلمان بمطهرته، فرهنها، فجاء بصعتر.
فلما أكلنا، قال صاحبي:
الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا.
فقال سلمان: لو قنعت لم تكن مطهرتي مرهونة

سير أعلام النبلاء (1/ 551)

حيدر الإنسان
13-06-2012, 09:38 PM
بالتأكيد هذه المرويات تنفخ فينا روحا وريحان

يختلط عندي حين اقرأها الحزن على ما أنا عليه والفرح بأنني خلف لهذه الأمة عسى أن يصيبني بعض بركة افعالهم

بوركتم

عبد الرحيم بيوم
13-06-2012, 09:43 PM
وبوركت ايها الكريم
أبهجني مرورك من هنا
وجميل هو تعليقك الجميل

تقبل تحياتي

عبد الرحيم بيوم
16-06-2012, 01:39 PM
12) من مواقف السلف وحياتهم
"لم أكن لأشمتك بالإسلام"

عن أبي رافع قال: وجه عمر بن الخطاب جيشا إلى الروم وفيهم رجل يقال له عبد الله بن حذافة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فأسره الروم فذهبوا به إلى ملكهم، فقالوا: إن هذا من أصحاب محمد
فقال له الطاغية: هل لك أن تنصر وأشركك في ملكي وسلطاني
قال له عبد الله: لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب - وفي رواية القطان وجميع مملكة العرب - على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما فعلت
قال: إذا اقتلك
قال: أنت وذاك
قال: فأمر به فصلب وقال للرماة: ارموه قريبا من يديه قريبا من رجليه وهو يعرض عليه وهو يأبى
ثم أمر به فأنزل ثم دعا بقدر فصب فيها ماء حتى احترقت ثم دعا باسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقى فيها وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى
ثم أمر به أن يلقى فيها، فلما ذهب به بكى فقيل له إنه قد بكى فظن أنه جزع
فقال ردوه يعرض عليه النصرانية فأبى
قال: فما أبكاك إذا
قال: أبكاني إن قتلت هي نفس واحدة تلقى الساعة في هذه القدر فتذهب فكنت أشتهى أن يكون بعدد كل شعرة في جسدي نفس تلقى هذا في الله
فقال: اتركوه واجعلوه في بيت ومعه لحم خنزير مشوي وخمر ممزوج فلم يأكل ولم يشرب واشفقوا أن يموت
فقال أما إن الله عز وجل قد كان أحله لي ولكن لم أكن لأشمتك بالإسلام
قال له الطاغية: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك
قال له عبد الله: وعن جميع أسارى المسلمين
قال: وعن جميع أسارى المسلمين
قال عبد الله: فقلت في نفسي عدو من إعداء الله أقبل رأسه يخلي عني وعن أسارى المسلمين لا أبالي
قال فدنا منه فقبل رأسه قال فدفع إليه الأسارى
فقدم بهم على عمر فأخبر عمر بخبره
فقال: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدا فقام عمر فقبل رأسه


تاريخ مدينة دمشق (27/ 358)

عبد الرحيم بيوم
21-06-2012, 09:26 AM
13) من مواقف السلف وحياتهم
"جواب حكيم"

قال الزبير بن بكار: سئل العباس: أنت أكبر أم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
فقال: هو أكبر مني، وأنا أسن منه

سير أعلام النبلاء (2/ 97)

عبد الرحيم بيوم
23-06-2012, 12:11 PM
14) من مواقف السلف وحياتهم
"أخشى أن يثني علي"

عن ابن أبي مليكة، أن ذكوان أبا عمرو حدثه، قال:
جاء ابن عباس -رضي الله عنهما- يستأذن على عائشة وهي في الموت.
قال: فجئت، وعند رأسها عبد الله ابن أخيها عبد الرحمن،
فقلت: هذا ابن عباس يستأذن.
قالت: دعني من ابن عباس، لا حاجة لي به، ولا بتزكيته. [وفي رواية: أخشى أن يثني علي]
فقال عبد الله: يا أمه! إن ابن عباس من صالحي بنيك يودعك، ويسلم عليك.
قالت: فائذن له إن شئت.
قال: فجاء ابن عباس، فلما قعد، قال:
أبشري، فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب وتلقي محمدا -صلى الله عليه وسلم- والأحبة إلا أن تفارق روحك جسدك.
قالت: إيها يا ابن عباس.
قال: كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني: إليه- ولم يكن يحب إلا طيبا، سقطت قلادتك ليلة الأبواء، وأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلقطها، فأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله : {فتيمموا صعيدا طيبا} [النساء: 42]، فكان ذلك من سببك، وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة، ثم أنزل الله -تعالى- براءتك من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجد من مساجد يذكر فيها الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار.
قالت: دعني عنك يا ابن عباس، فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا.

سير أعلام النبلاء (2/ 179و180)

احمد حمود الغنام
26-06-2012, 08:37 AM
مواقف خالدة تشهد على عظمة هذا الجيل الفريد الذي تشرب القرآن فكان يمشي على هديه ، فكان من شأنهم مانرى..
بارك الله فيك مشرفنا المفضال على هذه المساحة المباركة ، جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
تحيتي العطرة،

عبد الرحيم بيوم
27-06-2012, 08:53 AM
وتحية تماثلها مني لك وتزكو عليها
حياك ربي في طاعته
وحفظك ايها الكريم

عبد الرحيم بيوم
28-06-2012, 02:26 PM
15) من مواقف السلف وحياتهم
"أكرم مهر"

عن أنس، قال:
خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركا، أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها عبد آل فلان، وأنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت.
قال: فانصرف وفي قلبه ذلك، ثم أتاها، وقال: الذي عرضت علي قد قبلت.
قال: فما كان لها مهر إلا الإسلام
وأخرج النسائي من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال: خطب أبو طلحة أم سليم،
فقالت: والله ما مثلك يا أبا طلحة يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم، فذاك مهري، وما أسألك غيره، فأسلم، فكان ذلك مهرها.
قال ثابت: فما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهرا من أم سليم

سير أعلام النبلاء (2/ 305و306)

عبد الرحيم بيوم
08-07-2012, 12:29 PM
16) من مواقف السلف وحياتهم
"فرقا ان يصل إلى رسول الله شيء يؤذيه"

عن أبي أيوب قال : لما نزل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت : باأبي أنت و أمي أني أكره أن اكون فوقك و تكون أسفل مني
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إني أرفق بي أن أكون في السفلى لما يغشانا من الناس
قال: فلقد رأيت جرة لنا انكسرت فاهريق ماؤها فقمت أنا و أم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها ننشف بها الماء فرقا ان يصل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شيء يؤذيه

أخرجه الحاكم 3 / 460، 461

عبد الرحيم بيوم
11-07-2012, 10:00 AM
17) من مواقف السلف وحياتهم
"هكذا نفعل بكبرائنا وعلمائنا"

عن الشعبي قال:
ذهب زيد بن ثابت ليركب ووضع رجله في الركاب؛ فأمسك ابن عباس بالركاب
فقال: تنح يا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: لا، هكذا نفعل بالعلماء والكبراء [بكبرائنا وعلمائنا]


تاريخ دمشق (19/ 326)

ربيع بن المدني السملالي
25-07-2012, 01:16 PM
قالَ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بْنِ شَبُّويَه : سمعتُ أبا رجاء يقولُ : قالَ حمّاد بْنُ زيد : كَلّمْنا شُعبةَ في أن يَكُفّ عن أبان بن أبي عيّاش لِسِنّه وأهل بيته ، فضمنَ أن يفعلَ ، ثمّ اجتمعنا في جنازة فنادى من بعيد : يا أبا إسماعيل ، إنّي قد رجعتُ عن ذلك ، لا يحلُّ الكفُّ عنه ، لأنّ الأمرَ دينٌ .

ميزان الاعتدال في نقد الرّجال ج 1 ص 126

نادية بوغرارة
25-07-2012, 03:52 PM
17) من مواقف السلف وحياتهم
"هكذا نفعل بكبرائنا وعلمائنا"

عن الشعبي قال:
ذهب زيد بن ثابت ليركب ووضع رجله في الركاب؛ فأمسك ابن عباس بالركاب
فقال: تنح يا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: لا، هكذا نفعل بالعلماء والكبراء [بكبرائنا وعلمائنا]


تاريخ دمشق (19/ 326)

============


رحمهم الله ،

هم الأنقياء النجباء الكبراء.

بارك الله فيك .

نادية بوغرارة
25-07-2012, 03:55 PM
13) من مواقف السلف وحياتهم
"جواب حكيم"

قال الزبير بن بكار: سئل العباس: أنت أكبر أم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
فقال: هو أكبر مني، وأنا أسن منه

سير أعلام النبلاء (2/ 97)

==========



صلى الله على الحبيب محمد ،وعلى الآل والصحب الكرام .

صفحات مشرقة ،

شكرا لك .

عبد الرحيم بيوم
28-07-2012, 10:57 AM
قالَ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بْنِ شَبُّويَه : سمعتُ أبا رجاء يقولُ : قالَ حمّاد بْنُ زيد : كَلّمْنا شُعبةَ في أن يَكُفّ عن أبان بن أبي عيّاش لِسِنّه وأهل بيته ، فضمنَ أن يفعلَ ، ثمّ اجتمعنا في جنازة فنادى من بعيد : يا أبا إسماعيل ، إنّي قد رجعتُ عن ذلك ، لا يحلُّ الكفُّ عنه ، لأنّ الأمرَ دينٌ .

ميزان الاعتدال في نقد الرّجال ج 1 ص 126

لا تاخذهم في الله لومة لائم
الدين اولا عندهم قبل كل شيء
سعدت بتعطير مرورك لصفحتي
فتحياتي
وحفظك المولى

عبد الرحيم بيوم
28-07-2012, 07:38 PM
============


رحمهم الله ،

هم الأنقياء النجباء الكبراء.

بارك الله فيك .



==========



صلى الله على الحبيب محمد ،وعلى الآل والصحب الكرام .

صفحات مشرقة ،

شكرا لك .
اسعدني مرور اختي نادية من صفحتي
رمضان مبارك
وتحياتي لك
حفظك ربي ورعاك

ربيع بن المدني السملالي
02-08-2012, 03:21 AM
قال الخطيب البغدادي في تاريخه : سأل بعض الأساقفة بحضرة ملكهم الإمام أبا بكر الباقلاني فقال : ما فعلت زوجةُ نبيكم وما كان من أمرها بما رميت به من الإفك ؟ فقال الباقلاني مجيبا له على البديهة : هما امرأتان ذكرتا بسوء مريم وعائشة فبرأهما الله عز وجل وكانت عائشة ذات زوج ولم تأتِ بولد وأتت مريم بولد ولم يكن لهـا زوج _ يعني أن عائشة أولى بالبراءة من مريم وكلاهما بريئة مما قيل فيها فإن تطرّق في الذهن الفاسد احتمال ريبة إلى هذه فهو إلى تلك أسرع _ وهما بحمد الله منزهتان مبرأتان من السماء بوحي الله عز وجل .

عبد الرحيم بيوم
07-08-2012, 04:10 PM
ما اجمل هذا الموقف وما ابدع ذاك الجواب
شكرا ايها الحبيب
وحفظك المولى

عبد الرحيم بيوم
07-08-2012, 04:13 PM
18) من مواقف السلف وحياتهم
"آثرت حب رسول الله على حبي"

فرض عمر لأسامة ثلاثة آلاف وخمس مائة، وفرض لابنه عبد الله ثلاثة آلاف.
فقال: لم فضلته علي، فوالله ما سبقني إلى مشهد؟
قال: لأن أباه كان أحب إلى رسول الله من أبيك، وهو أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك؛ فآثرت حب رسول الله على حبي

سير أعلام النبلاء (2/ 499)

عبد الرحيم بيوم
17-03-2013, 06:27 PM
19) من مواقف السلف وحياتهم
"أنتم معشر العلماء"

قالت امرأة لابراهيم النخعي: يا أبا عمران أنتم معشر العلماء أحد الناس وألوم الناس
فقال: لها أما ما ذكرت من الحدة فإن العلم معنا والجهل مع مخالفينا وهم يأبون إلا دفع علمنا بجهلهم فمن ذا يطيق الصبر على هذا
وأما اللوم فأنتم تعلمون تعذر الدرهم الحلال وأنا لا نبتغي الدرهم إلا حلالا فإذا صار إلينا لم نخرجه إلا في وجهه الذي لا بد منه
جامع بيان العلم وفضله (1/ 60)

ناديه محمد الجابي
22-10-2022, 07:00 PM
01- من مواقف السلف وحياتهم
"اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير من خلقت تفضيلا"
"والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجرا، ممن يمشي في حاجة مثلك"
"إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية"

أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي من عباد أهل البصرة وزهادهم حكى قصة موته عبد الله بن محمد فقال:
خرجت الى ساحل البحر مرابطا، وكان رابطنا يومئد عريش مصر، قال: فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا ببطيحة، وفى البطيحة خيمة فيها رجل قد ذهب يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول: "اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلا".
فقلت: والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنى له هذا الكلام: فهم أم علم أم إلهام ألهم؟ فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت: سمعتك وأنت تقول: "اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير من خلقت تفضيلا" فآى نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها، وأي فضيله تفضل بها عليك تشكره عليها؟
قال: وما ترى ما صنع ربي والله! لو أرسل السماء علي نارا فأحرقتنى، وأمر الجبال فدمرتنى، وأمر البحار فغرقتنى، وأمر الأرض فبلعتنى، ما ازددت لربى إلا شكرا لما أنعم على من لساني هذا. ولكن يا عبد الله: إذ أتيتني، لي إليك حاجة، قد تراني على أي حالة أنا، أنا لست أقدر لنفسى على ضر ولا نفع، ولقد كان معي بني لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني، وإذا جعت أطعمني، وإذا عطشت سقاني، ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام فتحسسه لي رحمك الله،
فقلت: والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجرا، ممن يمشي في حاجة مثلك
فمضيت في طلب الغلام، فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل، فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه، فاسترجعت وقلت: أنّى لي وجه رقيق آتى به الرجل، فبينما أنا مقبل نحوه إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي صلى الله عليه و سلم.
فلما أتيته سلمت عليه فرد على السلام،
فقال: ألست بصاحبي؟
قلت: بلى !
قال: ما فعلت في حاجتي؟
فقلت: أنت أكرم على الله أم أيوب النبي؟
قال: بل أيوب النبي
قلت: هل علمت ما صنع به ربه، أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟
قال: بلى !
قلت: فكيف وجده؟
قال: وجده صابرا شاكرا حامدا،
قلت: لم يرض منه ذلك حتى أوحش من أقربائه وأحبائه
قال: نعم
قلت: فكيف وجده ربه؟
قال: وجده صابرا شاكرا حامدا
قلت: فلم يرض منه بذلك حتى صيره عرضا لمار الطريق هل علمت؟
قال: نعم
قلت: فكيف وجده ربه؟
قال: صابرا شاكرا حامدا، أوجز رحمك الله !
قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبع فأكل لحمه فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر. فقال المبتلى: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقا يعصيه فيعذبه بالنار. ثم استرجع وشهق شهقة فمات،
فقلت: انا لله وانا اليه راجعون، عظمت مصيبتي، رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع وإن قعدت لم أقدر على ضر ولا نفع، فسجيته بشملة كانت عليه وقعدت عند رأسه باكيا،
فبينما أنا قاعد إذ تهجم علي أربعة رجال فقالوا: يا عبد الله ! ما حالك وما قصتك؟
فقصصت عليهم قصتي وقصته،
فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه فعسى أن نعرفه،
فكشفت عن وجهه فانكب القوم عليه يقبلون عينيه مرة ويديه أخرى ويقولون: بأبي عين طال ما غضت عن محارم الله وبأبي وجسمه طال ما كنت ساجدا والناس نيام،
فقلت: من هذا يرحمكم الله؟
فقالوا هذا أبو قلابة الجرمي صاحب بن عباس، لقد كان شديد الحب لله وللنبي صلى الله عليه و سلم،
فغسلناه وكفناه بأثواب كانت معنا وصلينا عليه ودفناه. فانصرف القوم وانصرفت الى رباطى،
فلما أن جن علي الليل وضعت رأسي فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة وعليه حلتان من حلل الجنة وهو يتلو الوحي {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}
فقلت: ألست بصاحبي؟
قال: بلى!
قلت: أنى لك هذا؟
قال: إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية.


الثقات لابن حبان (5/ 2و3و4و5)


يالها من قصة اقشعر لها بدني كله
بوركت وسلمت ـ ولك كل التقدير والاحترام.
:0014::0014:

ناديه محمد الجابي
22-10-2022, 07:47 PM
فسحة رائعة أنارت قلبي وروحي بما أوردت من أقوال وأفعال أهل السلف
رحمهم الله وهدانا الله لأن نمشي على هديهم، وبلغنا ما بلغوا من حب الله ورسوله
صل الله عليه وسلم.
جعل الله ما كتبت في ميزان حسناتك ، وجزاك بما كتبت الفردوس الأعلى من الجنان.
ولك كل التقدير والأحترام.
:os::tree::os: