المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قِصّةُ " أيضاً ". .



ربيع بن المدني السملالي
10-05-2012, 02:16 PM
قصّةُ " أيضاً ". .


قال لي أحد الإخوة: حاولت أن أخدم الإسلام فلم أقدر.
قلت: كيف؟.
قال: إن حفظي وفهمي يتنافسان في الرداءة، فلم أقدر على حفظ المتون، ولا على طلب العلم.
قلت: وهل خدمة الإسلام مقصورة على هذا؟.
قال: ماذا أصنع؟.
قلت: الحمد لله، الباب واسع، فهناك طلب العلم، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة، والخطابة، وغيرها، فمن لم يقدر على أمر قدر على الآخر، فربما يقدر العامي في الجهاد على ما لا يقدر عليه العالم، وربما يزيل المحتسب من المنكرات ما لا تزيله مؤلفات طالب العلم، وكل واحد منهم يكمل الثاني.
قال: فأنا لا أقدر على شيء من هذا كله!.
قلت: كلامك هذا يذكرني بقصة ر...
قال: وما هي؟.
قلت: يقال – والعهدة على الرواة –: إن " أيضاً " كانت مضطهدة من قبل الأدباء والشعراء، فلا يذكرونها في الشعر ولا النثر، ويقولون: إنها كلمة تستخدم في كلام العلماء وأصحاب الشروح والحواشي، وليست لها قيمة جمالية، بل قد تسقط أي مقطوعة أدبية إذا وجدت فيها، فصارت " أيضاً " مدفوعة بالأبواب...
حتى قال أحد الشعراء:
رب ورقاء هتوفٍ في الضحى ...ذات شجوٍ صدحت في فنـَنِ
ذكرت إلفاً و عهداً سالـفـاً ...فبكت حزناً فـهاجت حَزَني
فبكائي ربّمــــــــــا أرّقها ... وبكاها ربّما أرّقَني
و لـقـد تشكو فما أفهمها ...و لـقـد أشكو فما تفهمني
غيـر أني بالجوى أعـرفهـا ...وهي " أيضاً " بـالجوى تعرفني
فقال الأدباء: وضع " أيضاً " هنا في موضع لا يتطلب سواها، وكان لها من العذوبة والرقة و الروعة ما يعجز عن وصفه البيان!.
وأنت كما ترى " أيضاً " هنا، هي " أيضاً " المضطهدة نفسها، بحروفها، ووزنها، لم يتغير منها شيء، ولكنها لما وضعت في مكان مناسب كان لها من الروعة ما جعلها تفوق غيرها، فالمشكلة ليست في " أيضاً "، بل في مكانها!.
وإذا صدق المسلم في عمله يسره الله له، ومن أراد أن يخدم الإسلام بصدق عرف كيف يخدمه.
وقد أراد بعض الإخوة الجهاد في سبيل الله، فأكثر المخذلون من عذله، فقال بعضهم: لست طالب علم فتنفعهم، وقال آخرون: لست زعيماً فتقودهم، وقال بعضهم: لم تتدرب فستكون عالة عليهم، وقالوا كثيراً من هذا الجنس، وأخونا يستمع...
فلما انتهوا، فكر قليلاً، ثم قال لهم:
أليس المجاهدون يعانون من حقول الألغام؟.
قالوا: بلى!.
قال: فإذا لم أنفعهم بشيء، فليجعلوني كاسحة ألغام!.


بقلم الشّيخ ناصر بن حمد الفهد ( فكّ الله أسرَهُ ) ...

أحلام المغربي
10-05-2012, 03:32 PM
الأخ الكريم و ربيع الواحة الفاضل
دوما تتحفنا باختياراتك التي تعبر عن ذائقتك الراقية
قصة لها من الأثر على النفس الكثير .. فكل واحد له دور في هذه الحياة مهما صغر شأنه
بوركت وبوركت لفتاتك الذكية
تحياتي وتقديري
أحلام المغربي

احمد خلف
10-05-2012, 05:33 PM
جميلة جداً وكعادتك تتحفنا بتلك الفرائد
وليس غريبا على نحرير مثلك
سيما وأنت الورّاق الخبير بكل كتاب
واستمحيك العذر ببعض التعديل في آخر سطر
لك شكري وإعجابي الذي لا ينضب

أحمد رامي
10-05-2012, 10:13 PM
كلمــــــــــــــــــــات في الصميم
أدعو الله أن تؤتي أكلها .....

تقديري و إجلالي .

ربيع بن المدني السملالي
10-05-2012, 11:36 PM
الأخ الكريم و ربيع الواحة الفاضل
دوما تتحفنا باختياراتك التي تعبر عن ذائقتك الراقية
قصة لها من الأثر على النفس الكثير .. فكل واحد له دور في هذه الحياة مهما صغر شأنه
بوركت وبوركت لفتاتك الذكية
تحياتي وتقديري
أحلام المغربي

لله درّك أيتها الأديبة الكريمة أحلام ، اختصرت المقالةَ في أقل من نصف سطر ، وإن دلّ هذا على شيء فإنّما يدلّ على الفكر المستنير الذي تتمتّعين به ، بارك الله فيك وزادكِ من فضله ، سُررتُ بهذا الحضور العاطر ...
دمت بخير
تحيتي

لطيفة أسير
11-05-2012, 01:16 AM
رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم قال : " بلغوا عني ولو آية " فمهمة التبليغ ملقاة على كاهل كل مسلم أتقن ولو آية
وكل منا يجب عليه أن يحقق حق العبودية لله من خلال خدمة دينه بما أودعه الله من مؤهلات وقدرات
وكل ميسر لما خلق له .
اختيار موفق أخي الفاضل ربيع السملالي
خالص التحية والتقدير

ربيع بن المدني السملالي
11-05-2012, 05:24 PM
جميلة جداً وكعادتك تتحفنا بتلك الفرائد
وليس غريبا على نحرير مثلك
سيما وأنت الورّاق الخبير بكل كتاب
واستمحيك العذر ببعض التعديل في آخر سطر
لك شكري وإعجابي الذي لا ينضب

بارك الله فيك أخي الكريم أحمد
دمت بخير وعافية
تحيتي

ربيع بن المدني السملالي
12-05-2012, 12:07 AM
كلمــــــــــــــــــــات في الصميم
أدعو الله أن تؤتي أكلها .....

تقديري و إجلالي .

شكرا لك أخي الكريم الشاعر أحمد رامي ، سررت بهذا الحضور الجميل لصفحتي
دمت بود
تحيتي وتقديري

ربيع بن المدني السملالي
12-05-2012, 05:52 PM
رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم قال : " بلغوا عني ولو آية " فمهمة التبليغ ملقاة على كاهل كل مسلم أتقن ولو آية
وكل منا يجب عليه أن يحقق حق العبودية لله من خلال خدمة دينه بما أودعه الله من مؤهلات وقدرات
وكل ميسر لما خلق له .
اختيار موفق أخي الفاضل ربيع السملالي
خالص التحية والتقدير

صلى الله عليه وسلم ..
بارك الله فيك استاذة بلابل السلام ، سررتُ وتشرفت بحضورك الجميل ..
تحيتي وتقديري

نداء غريب صبري
12-05-2012, 07:42 PM
رائعة وهادفة
أسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناتك أخي

بوركت

ربيع بن المدني السملالي
13-05-2012, 12:59 AM
رائعة وهادفة
أسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناتك أخي

بوركت

آمين
ولك بالمثل أختي
دمت بألق
تحيتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
09-11-2023, 06:45 PM
قصة جميلة المعنى ـ فكل إنسان يستطبع أن يكون ذو فائدة لدينه ووطنه
بما حباه الله من قدرات ومهارات. وكل ميسر لما خلق له.
جميلة إختياراتك وموفقة
بوركت ـ ولك كل التحية والتقدير.
:0014::0014: