مشاهدة النسخة كاملة : انقلاب لحظي
أحمد عيسى
11-05-2012, 02:04 AM
انقلاب لحظي
هذه المرأة التي على إيقاع الدفوف القسطنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء
أحلام مستغانمي
كمْ أحسدك ..
تخبرني بهذا وتمضي .. خلف الجدار الذي فصل حجرتينا ، تتمطى وتجلس على كرسيها الهانئ بها ، أشتم رائحة عطرها من مكانها وأرى شعرها رغم الجدار الذي استحال شفافاً جداً ، وحين تنزع عويناتها وتضعها على مكتبها ويغلبها النعاس ، أحرص أن تسهر رموشي على عينيها ، ربما لتحميها أو تستمد الدفء منها أو لتوقظها من غفوتها حين لا تحلم بي ، حين تكون مع غيري ..
***
أنتِ هشة جداً ، أخاف أن تتكسر يداكِ لو حللتِ قيودك
***
هل تعلم أنها تراقبني منذ ساعة أو ربما أكثر ؟ هل ترى عيناها تتابعني مذ جلسنا هنا ؟ أخبرتك ولم تصدق ، أظنها تحبني حقاً !
لم يرد ، نظر لها في دهشة ، رأيت في نظراته بعض إعجاب ، وشعرت بغيرة تشتعل داخلي وداخله ، اقتربت منه حتى صار وجهي أمام وجهه ، رفعت إصبعي حتى كاد يقتلع عينه فتأوهنا ، وقلت :
- حاذر يا صديقي ، فتلك من المحرمات
تراجع تملؤه الدهشة ، ثم هز كتفيه لا مبالياً واختفى من أمامي ، رأيتها تحادث زميلها ، و سمعت صوت ضحكتها تهز كياني ، نظرت لها محذراً ، وضعت غضب الدنيا كله في ملامحي ، ثم انصرفت غاضباً ، هكذا ستشعر بي ، وستعرف أن مشاعري لم تكن يوماً لعبة في يديها ، راودتني رغبتي أن أنظر خلفي ، أن أرى رد فعلها ، اختفيت خلف عمود من الرخام أمام مدخل المشفى ، نظرت إلى حيث كانت ، فوجدتها قد اختفت ، مخلفة أكواما من ذكرى وغضب .
***
ضعي يدك على قلبي ، وأخبريني ، هل تشعرين بي حقا ؟
***
أولد صباحاً حين تفتح باب غرفتي ، تنطق اسمي همساً فأشعر به بطيئاً كأنه لا يريد أن يغادر شفتيها ، أحاول أن أبدو هادئاً فأخاف أن يسبقني إليها ، أهرع لأخبرها كم تبدو جميلة هذا الصباح ، فتهرب مني ، أتبعها في الممر الطويل الذي يتسع أحياناً ويضيق أحياناً أخرى ، أجدها خلف الباب الخشبي تجفف دمعها ، قلت لها ذات دموع :
- هل تخشين الارتباط إلى هذا الحد ؟
أومأت برأسها فلم أعرف بالإيجاب أم بالنفي ، سمحت لنفسي أن ألتقط دمعتها الهاربة بين أصابعي ، قضيت ليلتي أحلل ذراتها في معملي ، أبحث في ملوحتها عن نفسي ، تعلمت الكيمياء من أجلها ، وأتقنت الشعر حتى تدركني ، قالت لي دموعها :
ابق معي ، ظلّ أرجوك كما أنت .
لم أبال بالخاتم الذي كان يحتل بنصرها اليسرى قبل شهور ، لم أسأل فيم لبسته ولم خلعته مرة أخرى ، لكني لا أنكر أن يدها بدونه أجمل ، هذه فتنة تلوثها الملابس والمصوغات ..
لقد خلقتِ لتكوني شفافة كما أنتِ .
***
في مساء يشبهني رقصت رقصتي الأولى ، حين أمسكَتْ يدي ، رافقتني إلى الصالة الكبرى ، وطلبت مني أن أكون شريكها ، على وقع الموسيقى الحزينة صرنا معاً ، جسدين يحكمهما قانون واحد ، يحيط بهما كيان مادي متمايز ، وهالةٌ واحدةٌ متفردة ، لا يحكمنا إلا قانون الحب .
وهناك .. وجدتك في انتظاري ..
دقائق في صحبتها ، تطفئ نيران شوقك ، تضعها بين ذراعيك ، فتبتعد عنك
تريد لك أن تشتعل ، أن تزداد حبا وشوقا
وقبل لحظة من معانقة شفتيك تعطيك ظهرها وتمضي
تبتعد عنك وتقترب مني ..
أمسك يديها ، وأرجوها أن تبقى
كنت ستسألها : كيف كانت قبلتي الأولى ؟
هذه المرأة التي حملت ملامح ايزيس ، تحول بينك وبينها سماعة طبية ، ومعطف أبيض ، وشعرٌ ثائرٌ يشبهك
ولم تفعل ..
تنزع يديها وتمشي ، أصرخ بك وبها ، يذهلني صمتك كما يدهشني هروبها ، أتساقط أرضاً وكأن جسدي استجاب أخيراً لكل عوامل الجاذبية ، تعود إليَّ مسرعةٌ والفزع يبدو في ملامحها ، تضع رأسي على ركبتيها ، تتحسس شعري وأنا أبدو ذابلاً كأني زهرة فقدت ماءها مرة واحدة
أقول لها :
- هل تحبينني حقا ؟
فتهز رأسها إيجاباً ، أقسم أنها فعلت ، فأقول وأنا أشعر بالدماء تعود إلى جسدي مرة أخرى :
- فعلام تحسدينني إذاً ؟
تقترب مني حتى أشعر بعطرها وحرارة شفتيها ، تقول وهي بين ذراعي وأنفاسها الحرَّى تغطيني لأنتشي حد الثمالة :
- أنك تعيش عالمك .
***
أترى .. عالمي وحدي من يثيرها ، أترى أنك لا شيء .
***
وليد عارف الرشيد
11-05-2012, 03:52 AM
الله ... قصة رائعة وأسلوب متفرد ولوحات بغاية الروعة ... تخاطب القلب برقتها والعقل بجمالية تشكيلها والذائقة بلغتها اليسيرة الماتعة
لن أعلق أكثر كي لا أفسد هذا الجمال
محبتي وكثير تقديري أيها المبدع الجميل
كاملة بدارنه
11-05-2012, 08:14 AM
هو انقلاب لحظي أيضا لأفكار القارئ الذي كنت تأخذه سائحا بين اللوحات الجميلة المختلفة
وبمهارة أسلوبيّة خاصّة، تبقيه بين حبال النّصّ ممسكا بها لئلا يفوته منه شيء
قصّة رائعة بعنوانها وطريقة سردها وأفكارها ولغتها
بوركت أخ أحمد
تقديري وتحيّتي
بشرى العلوي الاسماعيلي
12-05-2012, 02:05 AM
لقد تجولت في حدائق أفكارك ...
وتنسمت هواء إبداع وجمال وتفرد في السرد
لغتك جميلة راقية
تقديري أستاذي الفاضل:أحمد عيسى
ربيحة الرفاعي
12-05-2012, 02:23 AM
مهارة قصية تجلت في روعة ما كتبت وفي الأسلوب المبتكر والسردية المتينة تمسك بالقاريء بينما تتنقل به بين المشاهد بتمكن وحرفية
جميل ما قرأت هنا ومميز
أهلا بك في واحتك
تحيتي
نزار ب. الزين
12-05-2012, 08:12 PM
أخي المبدع الأكرم الأستاذ أحمد
غصت معك في أعماق بطل القصة
معجبا بأسلوب وصفك
و لغتك المكينة الراقية
متتبعا الحدث بشغف ،
متشوقا لمعرفة نهايته
لقد أجدت و أبدعت أخي العزيز
دمت متألقا
نزار
آمال المصري
13-05-2012, 11:11 AM
نص رائع حملنا معه حيث حديث البطل للأنا بحرفية حتى تركز بالذهن أن هناك شخص آخر يحادثه
ومدى عشق المريض لطبيبه وانفصاله عن الواقع المعاش ونسج شرنقة يتقوقع بداخلها لينعزل عمن حوله ولا يرى سوى معشوقته التي تعلم الشعر والكيمياء من أجلها
كانت المشاعر الراقية هنا فياضة
متانة الحبكة والبناء وروعة الأسلوب ورقي النص يجعلني أثبت النص استحقاقا
دام ألقك
تحاياي
مازن لبابيدي
14-05-2012, 09:52 AM
لم أتمكن من التعليق في قراءتي الأولى ، كنت مشوشا
أغلقت المتصفح وقلت أعود غدا .
حيرتي اليوم أقل لكنها أمتع من أمس .
لوحة من أجزاء أريد لها أن تكون ضعيفة الترابط شيئا ، وربما بلا إطار واضح ! ... لكنه موجود
هكذا قصة وبهذا الأسلوب الإبداعي تغرق القارئ في مستنقعات التخمين والإسقاط والتأويل ،
يتلمس طريقه تحت ضوء خافت يرى فيه بعض الملامح تتفاوت في وضوحها بحسب درحة لمعانها ،
ليصنع في النهاية قصته التي يريد ، وليقول لنا الكاتب أن الأهم من التفاصيل هو الوجدان والانفعال والقلب .
ثرثرت كثيرا
قصة جديرة بمبدع كأحمد عيسى
تحيتي وتقديري
حسام القاضي
15-05-2012, 12:33 PM
أخي الأديب / أ.أحمد عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"أحسدك"
تقودنا يهذه الكلمة لرحلة في دهاليز النفس البشرية
نراها في البداية صراع بين "الأنا " و" الأنا العليا"
على حب امرأة .. نكتشف بشكل تدريجي أنها طبيبة
ومن خلال الغوص في عالم ذلك الرجل وبسرد شيق
لا نملك معه إلا المتابعة نصل إلى النهاية الكاشفة
والتي أشارت علاقة المريض النفسي بالطبيبة معالجته
" وهذه ظاهرة مرضية شهيرة في حد ذاتها" ولكن الأهم هو
الرد على كلمة " احسدك " التي جاءت في البداية
لنكتشف انه لم يكن صراعاً بين الأنا والأنا العليا
بل هو صراع من طرف واحد في نفس مريض بالفصام
وذلك من خلال " أنك تعيش عالمك"..
ومع بعض الهواجس التي تنتابه أيضا نكاد نشك ان تلك
الطبيبة المعالجة لم تكن إلا زوجته ، ولكنه شك لا نملك له يقينا
وهذه من أهم سمات القصص التي تنتهج مثل هذا النهج ..
عمل رائع سيطرت فيه بمهارة على أدواته ، وأحييك عليه..
اختفيت خلف عمود من الرخام أمام مدخل المشفى
تمنيت فقط لو انك لم تذكر كلمة " المشفى " واكتفيت بما ورد هنا:
تحول بينك وبينها سماعة طبية ، ومعطف أبيض
فالتلميح هنا لا التصريح هو الأنسب لمثل هذه النوعية من القصص.
وهذا بالطبع لا يقلل من قيمة هذا العمل الرائع..
وفي النهاية هي مجرد وجهة نظر من محب للقصة.
تقديري واحترامي.
مازن لبابيدي
15-05-2012, 06:46 PM
التحليل الرائع للأستاذ حسام القاضي دفعني لقراءة ثالثة لهذا العمل الممتاز
وقد صدق من قال "أعط الخباز خبزه"
فعلا لقد تمكن أخي حسام من التحليل المحترف بعين خبيرة ليكشف لنا جوانب ربما مر بها أغلبنا دون أن يلحظها .
ربط ذكي بين العنوان وكلمات مفصلية في القصة والمشاهد المتعددة التي شكلت لوحتها كشف لنا مدى العمق في إبداع الكاتب .
حقيقة وددت لو كانت القصة أقل غموضا ليتمكن القارئ العادي - مثل أخيكم - من الوقوف على الكشف في ختامها بسهولة أكثر ، وإن كان الإمتاع الفني من أكثر ما ميزها .
تقدير كبير مرة ثانية لأخي المبدع أحمد عيسى
وتقدير كبير للمبدع كاتبا وقارئا وناقدا حسام القاضي
أحمد عيسى
15-05-2012, 09:58 PM
الله ... قصة رائعة وأسلوب متفرد ولوحات بغاية الروعة ... تخاطب القلب برقتها والعقل بجمالية تشكيلها والذائقة بلغتها اليسيرة الماتعة
لن أعلق أكثر كي لا أفسد هذا الجمال
محبتي وكثير تقديري أيها المبدع الجميل
الأستاذ الفاضل : وليد عارف الرشيد
أشكرك من القلب اذ كنت سباقاً لمرورك الجميل على العمل ، واعجابك واشادتك به
سعدت بك وأسأل الله أن أكون عند حسن الظن
تقديري لك أستاذي
أحمد عيسى
16-05-2012, 10:29 PM
هو انقلاب لحظي أيضا لأفكار القارئ الذي كنت تأخذه سائحا بين اللوحات الجميلة المختلفة
وبمهارة أسلوبيّة خاصّة، تبقيه بين حبال النّصّ ممسكا بها لئلا يفوته منه شيء
قصّة رائعة بعنوانها وطريقة سردها وأفكارها ولغتها
بوركت أخ أحمد
تقديري وتحيّتي
الأستاذة الفاضلة : كاملة بدارنة
أحب للنص أن يكون متلوناً كحال أصحابه وأبطاله
وأحب للقصة القصيرة أن تتنوع في طرق السرد والتناول
وأن تصبح أكثر ادهاشاً
وأكثر مرونة وقدرة على مواكبة العصر
سعيد أنها أعجبتك
خالص تقديري لمرورك الكريم
ودي واحترامي
أحمد عيسى
17-05-2012, 02:28 PM
لقد تجولت في حدائق أفكارك ...
وتنسمت هواء إبداع وجمال وتفرد في السرد
لغتك جميلة راقية
تقديري أستاذي الفاضل:أحمد عيسى
الأستاذة الفاضلة : بشرى العلوي
وأنا سعدت جداً بك وبهذه القراءة الجميلة
مسرور أن النص أعجبك
ولعلي أطمح أن أراك في القادم من نصوصي
شكراً لوجودك هنا
أحمد عيسى
19-05-2012, 01:45 AM
مهارة قصية تجلت في روعة ما كتبت وفي الأسلوب المبتكر والسردية المتينة تمسك بالقاريء بينما تتنقل به بين المشاهد بتمكن وحرفية
جميل ما قرأت هنا ومميز
أهلا بك في واحتك
تحيتي
الزميلة القديرة : ربيحة الرفاعي
الأجمل كان وجودك هنا
سعدت بأن انقلابي أعجبك
ولعله انقلاباً أبيض :)
رأيك فخر لي بكل تأكيد
مودتي الخالصة
أحمد عيسى
19-05-2012, 01:38 PM
أخي المبدع الأكرم الأستاذ أحمد
غصت معك في أعماق بطل القصة
معجبا بأسلوب وصفك
و لغتك المكينة الراقية
متتبعا الحدث بشغف ،
متشوقا لمعرفة نهايته
لقد أجدت و أبدعت أخي العزيز
دمت متألقا
نزار
أستاذي الفاضل : نزار الزين
أن يعجب أستاذ مثلك بقصة من قلمي فان هذا ولا شك أمرٌ يزيدني شعوراً بالمسئولية ورغبة في الأفضل
أشكرك لروحك النقية
ودي كله وخالص تحياتي
أماني عواد
19-05-2012, 02:36 PM
الاستاذ الكبير احمد عيسى
، أحرص أن تسهر رموشي على عينيها ، ربما لتحميها أو تستمد الدفء منها أو لتوقظها من غفوتها حين لا تحلم بي ، حين تكون مع غيري ..
لا زال يراودني الربط الشعوري للحب بأنه انانية مبررة .
أنتِ هشة جداً ، أخاف أن تتكسر يداكِ لو حللتِ قيودك
بعض الهشاشة اغراء أخر وبعض التكسر دعوة للتقدم , وما القيد الا ذلك الحد الفاصل بينما ذات حيرة
- حاذر يا صديقي ، فتلك من المحرمات
قد وشت هنا العبارة هنا بعلاقة او لربما وهم علاقة
تراجع تملؤه الدهشة ، ثم هز كتفيه لا مبالياً واختفى من أمامي ، رأيتها تحادث زميلها ، و سمعت صوت ضحكتها تهز كياني ، نظرت لها محذراً ، وضعت غضب الدنيا كله في ملامحي ، ثم انصرفت غاضباً ، هكذا ستشعر بي ، وستعرف أن مشاعري لم تكن يوماً لعبة في يديها ، راودتني رغبتي أن أنظر خلفي ، أن أرى رد فعلها ، اختفيت خلف عمود من الرخام أمام مدخل المشفى ، نظرت إلى حيث كانت ، فوجدتها قد اختفت ، مخلفة أكواما من ذكرى وغضب .
الشك ذلك الجنون الذي يسول لنا تسول الالم من اعمق امكنته
ضعي يدك على قلبي ، وأخبريني ، هل تشعرين بي حقا ؟
سيبقى صريع الشك اياً كانت الاجابة
ا
، قلت لها ذات دموع :
- هل تخشين الارتباط إلى هذا الحد ؟
أومأت برأسها فلم أعرف بالإيجاب أم بالنفي ، سمحت لنفسي أن ألتقط دمعتها الهاربة بين أصابعي ، قضيت ليلتي أحلل ذراتها في معملي ، أبحث في ملوحتها عن نفسي ، تعلمت الكيمياء من أجلها ، وأتقنت الشعر حتى تدركني ، قالت لي دموعها :
ابق معي ، ظلّ أرجوك كما أنت .
بين الكيمياء والطب حبل وثيق قد ينقطع ذات خطأ تماما كما العلاقة بينهما
لم أبال بالخاتم الذي كان يحتل بنصرها اليسرى قبل شهور ، لم أسأل فيم لبسته ولم خلعته مرة أخرى ، لكني لا أنكر أن يدها بدونه أجمل ، هذه فتنة تلوثها الملابس والمصوغات ..
لقد خلقتِ لتكوني شفافة كما أنتِ .
لربما انفصال سبب انفصام ولربما قتنة تستحيل الرضا على اية حال
في مساء يشبهني رقصت رقصتي الأولى ، حين أمسكَتْ يدي ، رافقتني إلى الصالة الكبرى ، وطلبت مني أن أكون شريكها ، على وقع الموسيقى الحزينة صرنا معاً ، جسدين يحكمهما قانون واحد ، يحيط بهما كيان مادي متمايز ، وهالةٌ واحدةٌ متفردة ، لا يحكمنا إلا قانون الحب .
وهناك .. وجدتك في انتظاري ..
دقائق في صحبتها ، تطفئ نيران شوقك ، تضعها بين ذراعيك ، فتبتعد عنك
تريد لك أن تشتعل ، أن تزداد حبا وشوقا
وقبل لحظة من معانقة شفتيك تعطيك ظهرها وتمضي
تبتعد عنك وتقترب مني ..
أمسك يديها ، وأرجوها أن تبقى
كنت ستسألها : كيف كانت قبلتي الأولى ؟
الحب حالة تستبيح عذابنا
هذه المرأة التي حملت ملامح ايزيس ، تحول بينك وبينها سماعة طبية ، ومعطف أبيض ، وشعرٌ ثائرٌ يشبهك
ولم تفعل ..
نراهن دائما على ان عظمة الحب تحطم كل الفوارق ولا نلبث ان نتعثر باقصر حاجز لها ذات نقص يتملك شعورنا
تنزع يديها وتمشي ، أصرخ بك وبها ، يذهلني صمتك كما يدهشني هروبها ، أتساقط أرضاً وكأن جسدي استجاب أخيراً لكل عوامل الجاذبية ، تعود إليَّ مسرعةٌ والفزع يبدو في ملامحها ، تضع رأسي على ركبتيها ، تتحسس شعري وأنا أبدو ذابلاً كأني زهرة فقدت ماءها مرة واحدة
أقول لها :
- هل تحبينني حقا ؟
فتهز رأسها إيجاباً ، أقسم أنها فعلت ، فأقول وأنا أشعر بالدماء تعود إلى جسدي مرة أخرى
:- فعلام تحسدينني إذاً ؟
تقترب مني حتى أشعر بعطرها وحرارة شفتيها ، تقول وهي بين ذراعي وأنفاسها الحرَّى تغطيني لأنتشي حد الثمالة :
- أنك تعيش عالمك .
هذه اللحظة من اظنها احدثت هذا الانقلاب الذي تقصده الكاتب
أترى .. عالمي وحدي من يثيرها ، أترى أنك لا شيء .
قد تكون تلك لحظة البداية التي اودت ببطلنا صريع الشك فريسة المرض
فهل احبته رجلا ام حالة ؟
يبرز هنا ذكاء الكاتب اذ يمزج البداية بالنهاية , فيوقع القارئ بفخ الحيرة ايهما كان سببا للاخر
اكان الحب سببا في دخول البطل عالما اخر ؟
ام ان هذا العالم من اوصله للحب ؟
اكان حب المريض للطبيبته؟
ام ان حب الطيبة من اورثه هذا المرض؟
ايا كانت الاجابة فالقصة رائعة واللغة جميلة والاحداث شيقة والتسلسل انسيابي مثير
تقديري واعجابي
أحمد عيسى
21-05-2012, 06:17 AM
نص رائع حملنا معه حيث حديث البطل للأنا بحرفية حتى تركز بالذهن أن هناك شخص آخر يحادثه
ومدى عشق المريض لطبيبه وانفصاله عن الواقع المعاش ونسج شرنقة يتقوقع بداخلها لينعزل عمن حوله ولا يرى سوى معشوقته التي تعلم الشعر والكيمياء من أجلها
كانت المشاعر الراقية هنا فياضة
متانة الحبكة والبناء وروعة الأسلوب ورقي النص يجعلني أثبت النص استحقاقا
دام ألقك
تحاياي
الزميلة الأديبة : آمال المصري
أرى أنك بحرفية وتمكن استطعت الدخول الى النص وروحه
وكنت قريبة جداً
أشكرك على هذا
وأكثر
تقديري لك
أحمد عيسى
21-05-2012, 07:27 PM
لم أتمكن من التعليق في قراءتي الأولى ، كنت مشوشا
أغلقت المتصفح وقلت أعود غدا .
حيرتي اليوم أقل لكنها أمتع من أمس .
لوحة من أجزاء أريد لها أن تكون ضعيفة الترابط شيئا ، وربما بلا إطار واضح ! ... لكنه موجود
هكذا قصة وبهذا الأسلوب الإبداعي تغرق القارئ في مستنقعات التخمين والإسقاط والتأويل ،
يتلمس طريقه تحت ضوء خافت يرى فيه بعض الملامح تتفاوت في وضوحها بحسب درحة لمعانها ،
ليصنع في النهاية قصته التي يريد ، وليقول لنا الكاتب أن الأهم من التفاصيل هو الوجدان والانفعال والقلب .
ثرثرت كثيرا
قصة جديرة بمبدع كأحمد عيسى
تحيتي وتقديري
الفاضل : أ مازن لبابيدي
لعلي أطمح في قراءة أخرى أستاذي
لأني تعودت أن يكون الاطار واضحاً وموجوداً بقوة
وأن يكون لكل حرف وكلمة معناها في اطار النص
وفي الأخير يسعدني رأيك ويشرفني مرورك
خالص الود
أحمد عيسى
22-05-2012, 02:28 PM
أخي الأديب / أ.أحمد عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"أحسدك"
تقودنا يهذه الكلمة لرحلة في دهاليز النفس البشرية
نراها في البداية صراع بين "الأنا " و" الأنا العليا"
على حب امرأة .. نكتشف بشكل تدريجي أنها طبيبة
ومن خلال الغوص في عالم ذلك الرجل وبسرد شيق
لا نملك معه إلا المتابعة نصل إلى النهاية الكاشفة
والتي أشارت علاقة المريض النفسي بالطبيبة معالجته
" وهذه ظاهرة مرضية شهيرة في حد ذاتها" ولكن الأهم هو
الرد على كلمة " احسدك " التي جاءت في البداية
لنكتشف انه لم يكن صراعاً بين الأنا والأنا العليا
بل هو صراع من طرف واحد في نفس مريض بالفصام
وذلك من خلال " أنك تعيش عالمك"..
ومع بعض الهواجس التي تنتابه أيضا نكاد نشك ان تلك
الطبيبة المعالجة لم تكن إلا زوجته ، ولكنه شك لا نملك له يقينا
وهذه من أهم سمات القصص التي تنتهج مثل هذا النهج ..
عمل رائع سيطرت فيه بمهارة على أدواته ، وأحييك عليه..
تمنيت فقط لو انك لم تذكر كلمة " المشفى " واكتفيت بما ورد هنا:
فالتلميح هنا لا التصريح هو الأنسب لمثل هذه النوعية من القصص.
وهذا بالطبع لا يقلل من قيمة هذا العمل الرائع..
وفي النهاية هي مجرد وجهة نظر من محب للقصة.
تقديري واحترامي.
الأديب والقاص القدير : أ حسام القاضي
لعل تحليلك كان الأقرب والأكثر اثارة لدهشتي ، لأنك من القراءة الأولى استطعت سبر أغوار النص بحرفية عالية ، وكان تحليلك دقيقاً الى أبعد مدى
بالتأكيد احتمالية أن تكون زوجته ليست واردة في ذهني ككاتب لكنها واردة في قراءات المتلقي وأعتقد أن العمل الجيد يستطيع أن يخلق أكثر من قراءة
أحييك أستاذي على هذا المرور العميق
سعدت بك جداً
وأشكرك لرأيك الذي يشرفني
خالص الود والحب
عبد الله راتب نفاخ
23-05-2012, 07:56 PM
روعة المبدع هنا لقيتها
غمرتني بطائر شفيف أتاني من عالم القص فأغرقني بحضرة اللازورد
دمت بورعتك يا صديقي
حياك الله
د. سمير العمري
23-08-2012, 08:29 PM
قصة راقية الأسلوب عميقة الطرح والغوص في الذات الإنسانية ، وكان من أحلام اليقظة التي خامرت خاطر هذا الشخص تجاه معالجته ما يملأ الجو شاعرية حينا وإشفاقا حينا آخر.
أحسنت في الأداء القصصي المبهر خصوصا في تلك الإشارات وورغم حدة الغموض إلا أنني لا أراه إلا زاد النص ولم ينقصه.
أنت مبدع في هذا الفن الأدبي يا أحمد فلله درك!
ولا يفوتني أن أشكر قراءة الأستاذ حسام فقد كانت رائعة!
دمت بخير وعافية!
وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.
تحياتي
ناديه محمد الجابي
12-12-2013, 11:07 AM
يدهشني أسلوبك في الكتابة .. لغة شاعرية بديعة
وتميز بالفكرة والثقافة والعمق ..
جو من الغموض العذب الذي لا يحول دون التمتع
بالقراءة إلى آخر حرف.
أنارت الردود الجوانب الغامضة من القصة خاصة تحليل أستاذ حسام القاضي
ولكن يبقى التميز في السرد الممتع واللغة المعبرة
تحياتي وتقديري.
نداء غريب صبري
04-02-2014, 10:31 PM
القصة جميلة جدا أخي
والأسلوب مميز والفكرة مؤثرة
أمتعتني قراءتها
شكرا لك أخي
بوركت
خلود محمد جمعة
25-11-2014, 07:53 AM
العزف على الوتر النفسي والغوص في التفاعلات الداخلية سواء كانت فصام أو أحلام يقظة بمهارة تلامس صورة في ذهن المتلقى بأبعادها حسب خبراته وتجاربه وما يجول في مكنونات نفسه بحيث يراها بحسه فترتسم معالم مختلفة عن الآخر وهذا ما يحدث الفرق في الحرف
عزفت فأطربت كل على ليلاه
اسجل اعجابي
كل التقدير
لانا عبد الستار
14-07-2015, 04:47 PM
انقلاب على كل المستويات تحمله لوحات القصة لتصل أعماق القارئ يضع فيها قصته كما يقرأها
أشكرك
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir