المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جَرَسُ المدرسة



مصطفى حمزة
11-05-2012, 11:42 PM
جَرسُ المدرسة

وقُرِعَ الجَرسُ يأمرُه بدخولِ الحِصّة ...
انتشلَه شيطانٌ من الجِنّ لئيمٌ وأحضَره من جِنان الأندلسِ الساحرة .. جرجَرَهُ من ربيعِها ، من أنهارِها وأهوائها وأندائها ، وأفيائها ، وأطيارِها ..
كانتْ وُرَيْقاتٌ خُضرٌ من عنقودِ عِنَبٍ أحمرَ تَدَلّى إلى الأرضِ ؛ تُداعبُ خدّه المُسَلّمَ أمرَه إلى كفِّ التربة البَضّةِ الحنون .. كانَت رائحةُ الرّياضِ تَعْبِقُ بأنفاسه ؛ فتطيرُ به فوقَ رؤى الشّعرِ .. وكانت تُداعبُه نسماتٌ مُخمليّةٌ سافرت طويلاً فوق المُوَرّدِ ، والمُوَرّسِ ، والمُمَسَّكِ ، والمُصَنْدَل .. وكانَت الظلالُ تَلْحَفه ؛ فتردُّ إليهِ قلبَه الطفلَ ، وتُعيدُه إلى مرسمه ، إلى ألوانِهِ وخيالاتِه ..
إنّه يعشقُ الطبيعةَ ويحِنُّ إليها ، وهي تتجلّى له حين يقرأ شعرَ الطبيعة في الأندلس ؛ فيطيرُ إلى عناقيد العنب ، وأوراق الكرمة ، ورطوبة التربة ، وغَرِدٍ ، وظِلٍّ ، وماءٍ وأنسٍ .. هنالكَ يجدُ بعضَ روحه الضائعةِ – منذ سنين - في رمال الصحـراء تحتَ شمسِ الغربة ..
قبل قليل ، قُبيلَ أن يُصميَ صوتُ هذا الآمرِ الناعقِ مَسْمَعَهُ ؛ كانَ يقرأ لابن سهلٍ الإشبيليّ :

الأرضُ قد لبستْ رداءً أخضرا***والطّلُّ يُنثَرُ في رُبـاها جَوْهـرا
وكأنّ سوسَنَها يُصافحُ وردَها***ثغـرٌ يُقبّلُ منــه خـدّاً أحمرا
والنهرُ ما بينَ الرياضِ تخاله***سـيفاً تعلّقَ في نجادٍ أخضــرا
ولابنِ سِفْر المرّينيّ :
في أرضِ أنْدَلُسٍ تلْتَـذُّ نَعْمـاءُ ***ولا يُفارقُ القلـبَ فيها سَـرّاءُ
وليسَ في غيرِها بالعَيْشِ مُنْتَفَعٌ***ولا تقومُ بحقِّ الأنسِ صَـهْباءُ
أنْهارُها فضّةٌ والمِسكُ تربتُهـا***والخزّ روضتُها والدّرُّ حَصـْباءُ
ولِلْهـواءِ بهـا لُطْفٌ يرِقُّ بـهِ***مَنْ لا يَرِقُّ ،وتبدو منه أهْـواءُ

يا سالمُ يا بُنيّ ، لِمَ لَمْ تُحضر كتابَ " اللغة العربيّة " ؟!
- نسيتُه ..
وكيفَ تنساه ؛ وأنتَ النجيبُ اللبيبُ ! ؟
- غير مهمّ ..
كيف يا بني يا سالم ؟ ! وفيه النصوص ، وفيه الأنشطة والتطبيقات ؟!
آمل ألا تنسى خيرَ رفيقٍ في الأنامِ مرّةً أخرى ..
أبنائي الأعزّاء :
على شاطئ غزّةَ الأبيّةِ تجري أحداثُ نصّنا اليوم .. فأينَ تقبع هذه اللبؤة من وطننا الحبيب ؟
- في مصر ..
- في ليبيا ..
- في الخليج ..
- دمشق ..
- تركيّا ..
أبنائي ، إجاباتكم ، تجلب الأسى ، وتُقَطّعُ الأحشاء !!
غزّة أيها الأحباب مدينةٌ أبيّة ، طاهرة ، نقيّة ، من فلسطين .
غزّةُ أيّها الأحبابُ اغتصبوا بين يديْ أمِها كلّ أخواتها ، وبقيت هي ، تتشبّث بالطّهر وتشربُ من القهرِ والحرمان ..
هذه غزّة ، فلنر في هذا النصّ ماذا جرى على شاطئها ، صباحَ ذلك اليوم المشؤوم ..
أنصتوا جيّداً وأنا ألقي النصَّ عليكم ، وأرجوكم يا أحبّائي ، حين أنتهي ، أرجوكم أن تُحاكوني في الإلقاء وأن تُحاولوا التفوّقَ عليّ :

بِنْتٌ ، ولِلْبِنْتِ أهْلٌ
ولِلأهْلِ بيتٌ ولِلْبَيْتِ نافِذتانِ وبابْ
وفي البحْرِ بارجةٌ تَتَسلّى بصَيْدِ المُشاةِ
على شاطئِ البحْرِ : أربَعَةٌ ، خَمْسَةٌ ، سبعةٌ
يسقطونَ على الرملِ والبنتُ تنجو قليلاً
لأنّ يداً مِنْ ضَبابْ
يداً ما إلهيّةً أسْعَفَتْها
فَنادَتْ :
- أستاذ .
- ختروش .. ماذا تريد يا ختروش ؟!
- " أسير الحمّام " ..
- لا ، لن تذهب إلى الحمّام .. لقد ذبحتَ موسيقا النصّ يا ختروش ! تعلّمْ أدبَ الاستماع يابنيّ اجلسْ ولا تُقاطعْ بعدَ الآن ..
- يُتابع :



لأنّ يداً مِنْ ضَبابْ
يداً ما إلهيّةً أسْعَفَتْها
فَنادَتْ : أبي
يا أبي قُمْ لِنَرْجَعَ ، فالبَحْرُ ليسَ لأمثالِنا
لَمْ يُجِبْها أبوها المُسَجّى على ظِلِّهِ
في مَهَبِّ الغيابْ
دمٌ في النخيلِ ، دمٌ في السّحابْ
يطيرُ بها الصوتُ أعلى وأبعدَ
مِنْ شاطئِ البحْرِ
تصرخُ في ليلِ برّيّةٍ

- أستاذ ..
- منصور .. ماذا تريد يا منصور ؟!
- أشرب الماء ..
- لا .. لن تشربَ الماءَ ، لقد أزهقتَ روحَ الشعرِ يا منصور ! ألا تصبرُ على العطش ساعة وأنت الشابّ الفتيّ ؟! اجلس يا بنيّ ولا تُقاطعْ ..
- يُتابع :

تصرخُ في ليلِ برّيّةٍ
لا صَدى لِلصّدى
فتصيرُ هيَ الصّرخةَ الأبديّةَ في خَبَرٍ
عاجلٍ لم يعُدْ خبراً عاجِلاً عندما
عادتِ الطّائراتُ لِتَقْصِفَ بيْتاً بنافِذَتَيْنِ وبابْ

- أحسنتم يا أحبائي .. وأشكركم على حُسن الإنصات... والآن مَن يَودّ أن يُمْتِعَنا بِعَذب إلقائه ؟
.....................
- ما لكم غيرَ متحمّسينَ للإلقاء ! ؟ والإلقاءُ يا أبنائي يُقوّي ثقتكم بأنفسكم، ويُذهب عنكم الخوفَ من مواجهة الآخرين.. حسناً ، أنا سأختار ... قُمْ يا سعيد – أسعدَ اللهُ أيامَكَ – وألقِ علينا المقطعَ الأول هيّا أيّها الجريء الهُمام ..
- بَيْتٌ ، وللبيتِ أهلٍ ..
- بِنتٌ ، ولِلْبِنتِ أهلٌ .. ارفع صوتَك يا سعيد ، وحاولْ أن تستعين بتعابير وجهك ما استطعتَ .
- بِنتٌ ، ولِلْبِنتِ أهلٌ / ولِلأهْلِ بِنْتٌ ولِلْبِنتِ نافِذتانِ وبابْ ..
- ولِلأهْلِ بيتٌ ولِلْبَيْتِ نافِذتانِ وبابْ .. شكراً يا سعيد ، تفضّلْ اجلس ، واقرأ بشكلٍ أجود في المرات القادمة ..
- أكملْ يا راشد .
- لأنّ بدا مِنْ ضَبابْ / بَدا ما إلْهِيّهْ أسْعَفَتْها فنادت ..
- لأنّ يداً مِنْ ضَبابْ / يَداً ما إلهيّةً أسعفتْها فَنادَتْ .. ونحن لمّا نصلْ إلى هنا بعدُ يا راشد ! انتبه ولا تدع ذهنك يشرد يا بنيّ ، لأن شرود الذهن في الصفّ طالما أخّرَ الطالبَ في تحصيله الدّراسيّ ..
والآن – أبنائي– وقبلَ أن نُبحرَ في النصّ أودّ أن نتعرّف معاً إلى مُبدعِه الشاعرِ " محمود درويش " أمامَكم ، في الكتاب ، بطاقةٌ تُعرّف به ، اقرؤوها قراءةً صامتةً ، وسأسألكم عمّا قرأتم بعدَ قليلٍ .
- يا ختروش لا تُكلّمْ " مُصبّح " ..
- القراءة صامتة يا " سيف " فلا تَجْهَرْ بها ..
- دعْ عنكَ " منصور" يا " حَمَد " ليفهمَ ما يقرأ ، لا تُكلّمه ..
- القراءةُ الصامتة يا أبنائي أدْعى إلى الفهْمِ والاستيعاب .. فلْيقرأ كلٌ منكم بعينيه وعقلِه وحَسْب .
..............................................
- توقّفوا عنِ القراءةِ لو سمحتمْ .. مَنْ يُخبرنا عن مولد الشاعر، مكانِه وتاريخه؟ تفضّلْ يا " سيف "
- وُلدَ في " عكّا ".. أستاذ .
- أحسنتَ ، متى ؟
- عام 1941 .
- أحسنتَ ، وبارك الله فيك يا " سيف " أنا أشكرك جزيلَ الشكر . منْ يذكر لنا عناوين بعض دواوين الشاعر ؟
- أوراق الزيتون .
- لا ، لا أستاذ : ابن سينا ، ولينين ، ودرع الثورة الفلسطينية .
- يا " منصور" ، هذه أسماء جوائز حصل عليها الشاعرُ ، وليست عناوينَ لدواوينه .. انتبه لما تقرأ !
- أستاذ ، أستاذ : آخر دواوينه اسمه " معجم البابطين للشعراء العرب المُعاصرين ط1 " ..
- يا " ختروش " يا بنيّ ، أنتَ تقرأ علينا اسمَ المصدر الذي نُقلت عنه بطاقة التعريف بالشاعر! ألا تلاحظ أنّ ما قرأتَ اسمٌ لمعجم ، لا لديوان .. انتبه يا ختروش لِما تقرأ !
- أودّ الآنَ أن أطرحَ عليكم بعضَ الأسئلةِ ، وأرجو أن تتعاونوا في مجموعاتكم لاستخلاص الأجوبة السليمة من استقراء النص المعروض أمامَكم.. السؤالُ الأولُ : أينَ وقعت حادثةُ اعتداءِ البارجةِ الإسرائيليّة على عائلةِ هذه البنت ؟
- في فلسطين أستاذ ..
- أين بالتحديد ؟ لا تُجيبوا بسرعة ، بل فكّروا ، وتأمّلوا النصّ جيّداً ، وتشاوروا ، ولْيُجب واحدٌ من كلّ مجموعة ، لا المجموعة كلّها ..
- أنا أستاذ .
- تفضّل " حمد " .
- في غزّة ، على شاطئ البحر .
- رائع ، أحسنت يا حمد ، وأحسنت مجموعتك ، بارك الله فيكم جميعاً.. السؤال الثاني : كم شخصاً بريئاً قُتلَ فيها ؟ عودوا إلى النصّ و استقرئوا الجواب ..
- عشرة .. أستاذ
- ( أكثر ، أستاذ ، أكثر .. كان علْ بَحرْ مو بْواحِدْ ولاّ اثنين .. كْثير نَفَرات يْروحون البحر ، أنا أغول أكثر عن عشرين نَفَرْ ماتَوْا.. )
- ( أستاذ .. أستاذ ، أنا أغول ثلاثين ، هذه بارجة ، أستاذ ، ( مُبْ بُندغيّة صيد ) ..
- أنا.. أنا .. أنا أستاذ ، أنا جمعتهم من النصّ !
- كيف يا " راشد " ؟! ماذا جمعتَ ؟!
- أستاذ ، أربعة زائد خمسة زائد سبعة ، يستوي المجموع ستة عشر .. صحْ أستاذ ؟
.......................
هنا في هذه اللحظةِ ، وفي الثانيةِ المناسبة ، سَمع رنيناً عَذْباً ، رائعاً ، كأنّه السـحرُ الحلال يهبطُ على أذنيه ليُعْلمَه بانتهـاءِ الحصّـة.. وهبطتْ إليهِ معـه " من المكـانِ الأرفعِ " روحُهُ .. ومعها دمُهُ وأعصابُهُ وهَدْأةُ قلبهِ .. فلملمَ كتبَه وأوراقه وجرجرَ قدميه ، وخرج من باب الصفّ ..
في منتصف الطريقِ بين غرفة الصّف وغرفة المدرّسين ، وفي أعلى الجدار، قريباً من السـقف كانَ الجرسُ مُعلّقاً ، وقد سكت لتوّه من آخرِ رنينٍ له ..
وقفَ تحته دقائقَ ، يتأمّله ويُفكّر .. ثم تابع طريقه وهو يتمتمُ باستغراب : " ولكنّه الجرسُ نفسُه " !!

بشرى العلوي الاسماعيلي
12-05-2012, 01:07 AM
الأديب الكبير:مصطفى حمزة
قرأت هنا
همسة من همسات الروح
تسللت جملها المترفة عطاءً لتخترق حواجز القلب
وتجعلنا نعيش سويعات في الفصل بكل تفاصيلها
تقديري الكبير

مصطفى حمزة
12-05-2012, 06:09 PM
الأديب الكبير:مصطفى حمزة
قرأت هنا
همسة من همسات الروح
تسللت جملها المترفة عطاءً لتخترق حواجز القلب
وتجعلنا نعيش سويعات في الفصل بكل تفاصيلها
تقديري الكبير

----
أختي الفاضلة الأديبة بشرى
أسعد الله أوقاتك
تعبيرٌ أدبيٌّ جميل عن رأيك الانطباعيّ الأجمل
تحياتي

آمال المصري
12-05-2012, 07:31 PM
من أكبر أسباب مأساتنا عدم استيعاب الأجيال الجديدة لما تمر به العديد من الدول العربية وعلى رأسهم غزة الجريحة
نحتاج أن يعي هؤلاء الأشبال ويتفاعلوا مع النصوص التي تحث على روح النضال والتذكرة الدائمة بالمذابح واغتصاب الأراضي العربية
وغيرها مما يندى له الجبين وتتقطع له القلوب حسرة
أديبنا الرائع ...
سعدت بالتجول بين فقرات نصك الماتع
وأهنئءك على طول النفس السردي والروعة التي رافقت النص
تحاياي

مصطفى حمزة
12-05-2012, 09:19 PM
من أكبر أسباب مأساتنا عدم استيعاب الأجيال الجديدة لما تمر به العديد من الدول العربية وعلى رأسهم غزة الجريحة
نحتاج أن يعي هؤلاء الأشبال ويتفاعلوا مع النصوص التي تحث على روح النضال والتذكرة الدائمة بالمذابح واغتصاب الأراضي العربية
وغيرها مما يندى له الجبين وتتقطع له القلوب حسرة
أديبنا الرائع ...
سعدت بالتجول بين فقرات نصك الماتع
وأهنئءك على طول النفس السردي والروعة التي رافقت النص
تحاياي


-----
أختي العزيزة الأستاذة آمال
هي غربة الجيل ، أو تغريبُه ، عن قضايا أمته الكبرى
وأنا سُعدت بدلوك الملآن بالرأي الرشيد والفكر السديد ، والثناء الطيب
شكراً جزيلاً
تحياتي
دمتِ بخير

أحمد عيسى
12-05-2012, 09:26 PM
النص جميل ولا شك
والرؤية واضحة ولا لبس فيها
لكن الاقتباسات من الشعر ربما طالت ، هل هو شكل من أشكال التجديد ؟
لا أعرف
لكني يقيناً رأيت شيئاً جديداً هنا
الاقتباس الزائد من الشعر
والحوار الذي طغى على النص
والحوار ذاته كان مفصلاً كأنه جزء من سيناريو متقن
لا أنكر استمتاعي بالعمل
رغم كل شيء

تقديري لك
ولقلمك

مصطفى حمزة
14-05-2012, 12:14 PM
النص جميل ولا شك
والرؤية واضحة ولا لبس فيها
لكن الاقتباسات من الشعر ربما طالت ، هل هو شكل من أشكال التجديد ؟
لا أعرف
لكني يقيناً رأيت شيئاً جديداً هنا
الاقتباس الزائد من الشعر
والحوار الذي طغى على النص
والحوار ذاته كان مفصلاً كأنه جزء من سيناريو متقن
لا أنكر استمتاعي بالعمل
رغم كل شيء

تقديري لك
ولقلمك

-----
أخي العزيز ، الأستاذ أحمد
أسعد الله أوقاتك
أشكرك على قراءتك المميّزة ، وأثمّن رأيك النقديّ الواعي
أمّا عن التضمين الشعري في القصّة ، فلعلها تقنية جديدة لجأ إليها الكاتب في رسم ملامح الشخصيّة من خلال اختيارها لماتقرأ .
وأمّا الحوارُ فبعضُهم يراه من عناصر القصّة ، ومنهم من يراه ضيفاً عليها ..
المهم - في رأيي المتواضع - ما دور كل عنصر في رسم ملامح الشخصية ، وفي دفع الحدث ، وفي صنع الصراع ( الدراما )
تحياتي
ودمتَ بألف خير

وليد عارف الرشيد
14-05-2012, 04:04 PM
نصٌ ثريٌ ولافتٌ بامتياز قدم حالة إنسانية معقدة في شخصية المعلم وقدم رؤى سياسية واضحة ونقد جانبًا من الأجيال ... نقلنا بين السرد والحوار حتى قدم مشهدية أقرب للدراما أو المسرحية
المهم ان وراء كل هذا قدم فكرة كبيرة استوعبت جميع الأفكار الأخرى بلغة ماتعة متمكنة وبتشويق آسر .. أمسكت بخيوطها بقدرة مخرجٍ عارف
أشكرك مبدعنا القدير على قصة رائعة أتحفتنا بها
محبتي وكثير تقديري

ربيحة الرفاعي
15-05-2012, 02:37 AM
مفارقاة عميقة وصارخة والجرس نفسه
هل اختلف أثره بفعل الشعر الذي كان يقرأ؟ فبين شعر المريني والإشبيلي الحالم المتغني بالطبيعة وبين شعر درويش النائح مفازة تفصل الحياة والموت
هل اختلف أثره باختلاف المدينة التي يسافر إليها بإحلامه وشتان بين الاندلس بجنانها الساحرة وأنهارها وأفيائها، وبين غزة بحواريها الجريحة وشاطئها المزروع موتا
أم أنه الفارق بين متعة عيش ذلك الحلم الذي يرسمه لا وعي تواق للجمال وواقع يعيشه بين الطلاب في صف أزعجتنا متابعتهم لدقائق

ويقودني الاحتمال الأخير لتساؤل في النص.... هل طالت تفاصيل الحصة قليلا ؟

نص شائق محبوك بعناية وبسبك مائز يمسك بشغاف القاريء قبل عينيه ويستحوذ تماما عليه بفكرته وموضوعه واختيار زاوية طرحه

كانت قراءة ماتعة أشكرك لها

تحيتي

مصطفى حمزة
16-05-2012, 05:05 AM
نصٌ ثريٌ ولافتٌ بامتياز قدم حالة إنسانية معقدة في شخصية المعلم وقدم رؤى سياسية واضحة ونقد جانبًا من الأجيال ... نقلنا بين السرد والحوار حتى قدم مشهدية أقرب للدراما أو المسرحية
المهم ان وراء كل هذا قدم فكرة كبيرة استوعبت جميع الأفكار الأخرى بلغة ماتعة متمكنة وبتشويق آسر .. أمسكت بخيوطها بقدرة مخرجٍ عارف
أشكرك مبدعنا القدير على قصة رائعة أتحفتنا بها
محبتي وكثير تقديري

---
أخي العزيز الأستاذ وليد
أسعد الله صباحك بكل الخير
أشكرك جزيل الشكر على هذه القراءة النقدية المفيدة والبليغة
تحياتي

مصطفى حمزة
16-05-2012, 05:11 AM
مفارقاة عميقة وصارخة والجرس نفسه
هل اختلف أثره بفعل الشعر الذي كان يقرأ؟ فبين شعر المريني والإشبيلي الحالم المتغني بالطبيعة وبين شعر درويش النائح مفازة تفصل الحياة والموت
هل اختلف أثره باختلاف المدينة التي يسافر إليها بإحلامه وشتان بين الاندلس بجنانها الساحرة وأنهارها وأفيائها، وبين غزة بحواريها الجريحة وشاطئها المزروع موتا
أم أنه الفارق بين متعة عيش ذلك الحلم الذي يرسمه لا وعي تواق للجمال وواقع يعيشه بين الطلاب في صف أزعجتنا متابعتهم لدقائق

ويقودني الاحتمال الأخير لتساؤل في النص.... هل طالت تفاصيل الحصة قليلا ؟

نص شائق محبوك بعناية وبسبك مائز يمسك بشغاف القاريء قبل عينيه ويستحوذ تماما عليه بفكرته وموضوعه واختيار زاوية طرحه

كانت قراءة ماتعة أشكرك لها

تحيتي

-----------
( أم أنه الفارق بين متعة عيش ذلك الحلم الذي يرسمه لا وعي تواق للجمال وواقع يعيشه بين الطلاب في صف أزعجتنا متابعتهم لدقائق
ويقودني الاحتمال الأخير لتساؤل في النص.... هل طالت تفاصيل الحصة قليلا ؟ )
أختي الفاضلة ، أديبتنا القديرة الأستاذة ربيحة
أسعد الله صباحك بكل الخير
وقفتُ بإعجاب أمام احتمالاتك الثلاثة في قراءتك النقديّة الواعية .
هل طالت تفاصيل الحصّة ؟... لست أدري ، لكنّ الأوقات ( العاصِرة ) نراها دائماً طويلة ههه
أشكر إطراءك ، وأفخر به
تحياتي وتقديري

خلود محمد جمعة
09-06-2014, 08:18 AM
ربما كانت الاطالة في الحوار تعطينا تصورا عن معاناة المدرس
صورة عن ما آل اليه فكر جيل كامل
القصيدة التي طرحها هي رمز لشعب كامل وقضية عالمية لا يعلم ابناء عروبتها اين تقع
هو الجرس نفسه الذي تغير هو ما قبل الجرس وبعده
ما قبل الحصة وبعدها
ما قبل القذيفة وبعدها
ما قبل جرس الانذار وما بعد جرس الانذار
اسجل اعجابي
دمت بخير
مودتي وتقدير

مصطفى حمزة
09-06-2014, 09:00 AM
ربما كانت الاطالة في الحوار تعطينا تصورا عن معاناة المدرس
صورة عن ما آل اليه فكر جيل كامل
القصيدة التي طرحها هي رمز لشعب كامل وقضية عالمية لا يعلم ابناء عروبتها اين تقع
هو الجرس نفسه الذي تغير هو ما قبل الجرس وبعده
ما قبل الحصة وبعدها
ما قبل القذيفة وبعدها
ما قبل جرس الانذار وما بعد جرس الانذار
اسجل اعجابي
دمت بخير
مودتي وتقدير

أختي العزيزة الفاضلة ، الدكتورة خلود
أسعد الله أوقاتك
( ربما كانت الاطالة في الحوار تعطينا تصورا عن معاناة المدرس )
عبارة تشي بقراءة ذكيّة وشعور شفيف بالمقروء
مأساة من نوع آخر .. حاولتُ بخربشاتي التلميح إليها !
تحياتي وتقديري

د. سمير العمري
10-08-2014, 12:48 AM
جميل أن تنقل لنا يراعتك الذكية بعض مشكلات المدرسين النفسية وبعض ما يواجهون من إحباطات. المشكلة أنك من آخر جيل المدرسين الصادقين وأجيال المدرسين الجدد هم من أمثال أولئك الطلاب ولك أن تتخيل أخي كيف سيكون الأمر في الواثع التعليمي.

هي صرخة مدرس حر لا أحسبها وللأسف ستجد من يسمع لها ويدرك خطورة الأمر.

تقديري

ناديه محمد الجابي
10-08-2014, 12:26 PM
إنها مهنة التدريس .. أو مهنة المعذبون في الأرض
ورغم الشعور بالمعاناة والخيبة والإرهاق فقد كان حرفك رائعا معبرا
وأمام المهارة السردية والأداء القصي المتمكن وأمام إبداعك
ونضالك من أجل إخراج جيل متسلح بالعلم والمعرفةلا أملك سوى الإبتسام
دام بهاء حرفك.

رويدة القحطاني
13-10-2014, 05:15 PM
معاناة المدرسين وصراعهم مع طلبة لا يعيرون للتعلم بالا
ومأساة الفلسطينين في الأرض المغتصبة والإحباط الذي يمثله تعامل الطلاب مع قضيتهم والقصيدة التي جسدتها
وقصة هدى غالية وعائلتها
كلها جمعها الكاتب في نص واحد سرده جميل وحواره خدم الفكرة والاقبتاس الشعري فيه كان هاما

مصطفى حمزة
25-10-2014, 07:31 PM
جميل أن تنقل لنا يراعتك الذكية بعض مشكلات المدرسين النفسية وبعض ما يواجهون من إحباطات. المشكلة أنك من آخر جيل المدرسين الصادقين وأجيال المدرسين الجدد هم من أمثال أولئك الطلاب ولك أن تتخيل أخي كيف سيكون الأمر في الواثع التعليمي.
هي صرخة مدرس حر لا أحسبها وللأسف ستجد من يسمع لها ويدرك خطورة الأمر.
تقديري
أخي الأكرم ، الحبيب الدكتور سمير
أسعد الله اوقاتك
أشكرك على حسن ظنك بي ، وأرجو أن أكونه ..
وأشدّ يدي على تشاؤمك حيال هذا الجيل من المدرسين معظمهم ، والطلاب أغلبهم .
ولا أخفيك حبيب القلب أنني مررتُ ( بأزمة ) مشابهة من يومين ، وأنا أمهد لأشرح تقنية السرد في قصيدة نزار قباني ( غرناطة )
وهذه المرة كانت في( غرناطة ) المأساة ، لا في غزّة !! وليتك كنت معي لتسمع العُجاب القاتل !
غرناطة في السودان تارة ، وفي مصر تارة .. وأحسنهم ( رأيا ) قال : إنها في أمريكا !!
تحياتي

مصطفى حمزة
25-10-2014, 07:35 PM
إنها مهنة التدريس .. أو مهنة المعذبون في الأرض
ورغم الشعور بالمعاناة والخيبة والإرهاق فقد كان حرفك رائعا معبرا
وأمام المهارة السردية والأداء القصي المتمكن وأمام إبداعك
ونضالك من أجل إخراج جيل متسلح بالعلم والمعرفةلا أملك سوى الإبتسام
دام بهاء حرفك.
أختي العزيزة الفاضلة ، الأستاذة نادية
أيتها الباسمة على الجراح ... أسعد الله أوقاتك
شكراً لمرورك العذب ، وأكرمتني بالثناء
تحياتي

مصطفى حمزة
25-10-2014, 07:38 PM
معاناة المدرسين وصراعهم مع طلبة لا يعيرون للتعلم بالا
ومأساة الفلسطينين في الأرض المغتصبة والإحباط الذي يمثله تعامل الطلاب مع قضيتهم والقصيدة التي جسدتها
وقصة هدى غالية وعائلتها
كلها جمعها الكاتب في نص واحد سرده جميل وحواره خدم الفكرة والاقبتاس الشعري فيه كان هاما
أختي الفاضلة ، الأديبة رويدة
أسعد الله أوقاتك
تعليق وافٍ وعميق وبإيجاز .
أشكر مرورك والثناء
تحياتي