المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر وليد عارف الرشيد



وليد عارف الرشيد
25-12-2011, 02:19 AM
رسالة في وردة



عَهْدي بِها مَهْما اسْـــتَطالَتْ غَيْبَتـِي=قَبْلَ الرُّقَادِ ... نَفْــحَةٌ مِـــنْ أُنْسِــهَا

أَشْـــكُوْ بِــهَا فِي خَلْوَةٍ شَوْقِي لَــهَا=أَغْفُوْ عَلَى بَوْحِ الْهَوَى فِيْ هَمْسِها

إِنْ عَاتَبَتْ يَرْوِ الْعِتَـابُ الْحُــلْوُ لِـــي=أَحْوَالَــها فِيْــما انْقَضَى مِنْ أَمْسِـها

لكِنَّـــها الْــيَوْمَ اسْـــتَكَانَـتْ لِلْــــكَرَى=وَاسْــتَقْ َلَتْني وَرْدَةٌ فِـــي كَأْسِــها

(جُوْرِيَّـــةٌ) حَــمْرَاءُ تَــشْدُو سِــحْرَها=كَالْبـــِكْرِ فَاضَــتْ فِتْنَةً فِي عُرْسِـها

شَـــمَمْتُ فِـــي إيْدَاعِـــها إيْـــــماءَةً=مِــنْ وَحْيِها أَدْرَكْـــتُ مَا فِي رَأْسِها

لِـكُـــلِّ حَـــيٍّ نَائِــــبٌ مِــنْ جِــنْسِــهِ=فَاسْــتَوْد عَتْنِي نَائِبَاً مِـنْ جِنْسِـــها

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=54401

وليد عارف الرشيد
09-02-2012, 02:25 AM
مولاي

سمعت قصةً مرةً عن أعرابيٍ بدوي، طُلِب منه أن يقرأ لميت فوق قبره ساعة دفنه ولما جاء الليل أقبل الميت في المنام على ولده مستبشرًا مرتديًا ثيابًا ناصعة البياض وطلب من ولده أن يشكر ذلك البدوي على ما فعل في المقبرة.. خرج الشاب يبحث عنه حتى وجده وألزمه تحت الإلحاح أن يذكر ما قال هناك ... فأجاب البدوي البسيط شبه الأمي : والله ما قلت إلا ... يا رب لو كان هذا ضيفي لذبحت له جزورًا وأنت أنت الكريم فافعل ما ترى ... أبكتني بحرقةٍ هذه القصة ذات ليلةٍ فكتبت


مَولَايَ يا ذا الجُودِ منكَ ورِثْتُهُ =طَبْعاً عَشِقْتُ مِن الخِصالِ الجُودا

فَإِذَا انْتَــحَانِيَ زَائـِـــــرٌ أَكْـرَمْتُهُ=لَم يَلْقَ مِنِّي المُسْـــتَجِيرُ صُــــدودَا

بَذْلُ القِـــرى للضَّيفِ مُلهبُ نَشْوَتِي=وَلَأَنْـــتَ أَعْلَـــمُ مَا الْتــزَمْتُ حُدودا

وَلَـما ابْتَــغَيْــتُ إِذا وَهَبْـــتُ مُقابِــلاً=تَأْبَـــى النُّفُـــوسُ الوَاهِبَــاتُ رُدودا

وَغداً إِذا أَمسَــــيْـتُ ضَـيْـفكَ مُثْــقَلَاً =يا ذَا الجَـــــلَالِ بِمَرْقـــدي مَلْحُـودا

وَانْفضَّ جَـمْعُ عَشِيْرَتي عَنّي ومَا =بَقِيَ الصَّحَابَةُ فِـــي الجِوَارِ حُشُودَا

وتقاطَرَتْ صُحفُ الذُّنوبِ شَهيدةً= تتْرى وهـلَّ الكاتبــــون شُهُـــودا

وتَلعْثمَتْ رجفــــاءُ تلْحــنُ حُجَّتي= وعَدِمْتُ فِي لُجَـــجِ الظــــلامِ رُدُودا

فِإِذَا ارْتَجَيْتُ فَلَيــــسَ عَبْدَاً مُنْجِدِي =حاشاكَ أســـــألُ في حِماكَ عَبيدا

إنْ ضاقَ بِي رَمْسي فبابُكَ مَقْصَدِي =إنِّي اسْتَجَرْتُ نصيـريَ المَعْبـــودا

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=55244

وليد عارف الرشيد
21-02-2012, 11:12 PM
آه كم أحبها



أحبُّها الْممشوقةَ التَّاريخِ ....
كم أحبُّها.....
مرصودةَ الجهاتِ والأرْكانْ
رَزِينَةَ الجمَالِ والأبوابِ .... كم أحبُّها
مهيبةَ السُّهولِ وَالجِبَالِ والأنهَارِ والبيداءِ والشطآنْ
أسطورةَ الريحانِ والجوريِّ
كلَّما شدا نَيْسانْ ..
تراقَصَتْ شقائقُ النُّعْمانِ في أديمِها
تبتَّلَتْ بلابِلٌ
وأزْهرَتْ لقائحُ الرُّمَّانْ
ما ازَّينَتْ يوماً سِوى ...
للشَّمس والنجومِ والأقمارْ
أسوارُها قلادةٌ من ياسَمينْ
وهِضْبُها توَشَّحَتْ بالغارْ
في سهلِها تباركَ الزيتونُ ملءَ زيتِهِ
وأقسمَتْ تلالُها بالتِّينْ
يؤمُّها في غفلةٍ عن أعْيُنِ الأمطارْ
صَيْفٌ حميميُّ النَّدى
مرصَّعٌ بالجوزِ ......
والأعنابِ .....
والسنابلِ
اللهُ .. كم أحبُّها ....
مرصوفةَ الأحقاب والتكوينْ
مذْ أطلقَتْ للنُّورِ من كهوفِها
خارطةً للضوءِ .. من أحجارْ
مذْ أخْرجتْ ماساتِها
تهدي إلى الأَكْوَانْ
ممالكًا .. ونورَ أبجديةِ ..
وعالماً ..خليفةً ... وراهباً
ونغمةً .. ولوحةً
وشاعراً
من صفوة الأخيارْ
في صبحها ستارةُ الحياة أُشْرِعتْ
وفي مسائها ... أخالُها
ستُسدلُ الأستارْ
أحبها .. مذْ ضمَّ حِضْنهُا المديدُ زحمةَ الحشودِ
والأعراقَ ...
والألوانْ
مذ حطَّت الفتوحُ في ضُلوعِها
ثم اسْتوتْ
فانْطلقتْ
من فجرها للعالمينَ صرخةً
تضجُّ بالأنوارْ

أحبها .. لأنني خرجتُ من أرحامِها
أمّي......وَتَارِيخٍ...... وطينْ

عشقتَها يا عاشقَ النِّساء .. إذْ نصَّبْتَها مليكة الأنوثةِ
بالياسَمين صُغْتًها قافيةً ... والأقْحُوَانْ
نَسَجْتها عطراً
وصوتَ ماء بحرةٍ
يفيض بالحنينْ
وكنتَ غضَّاً حينما اعتنقْتَها .. مقتدياً
جمالَها للحرفِ والقصيدةِ

هلَّا نفضْتَ سيدي .. عن مقلتيكَ الموتَ لحظةً
ترى ما صارَ بالحبيبةِ الوحيدةِ
ما انْهارَ بالبيتِ القديمِ الوادعِ ...
ما حلَّ بالجوريِّ .... بالزنابقِ
كأنني .. وذات فَجْرٍ سيدي .. رأيتها
بَيْنَ الذِّئَابِ مِزْقَةً
في نحْرِها سِكِّينْ
هلّا أصخْتَ السَّمْعَ .. سيدي
فأرواح المآذنِ اصْطَلَتْ جَلْداً
وغصَّتْ بالأنينْ
أحمرُنا يا سيدي .. في هذه الأيام ..
قد ضلَّ الطريقْ
فغادر الحنَّاءَ .. من أعراسها
واجْتَاحَ رَوْضًا أخْضَرًاً
فاسْوَدَّ بوحُ الياسَمينْ
أحبُّهَا .. المكلومةَ , الموجوعةَ , الثَّكْلَى ..
على قداسة ِالإنسانْ
أعيذُها محبوبتي .. من شرِّ صمْتِ أَنْفُسٍ
وشرِّ صوت الموتْ
أعيذها من همْزهِ .. الشيطانْ
مِنْ جَوْرِهِ .. السُّلْطَانْ
مِنْ ذَبْحِهِمْ عَلَى الْجَنَى .. الغِلْمَانْ

أحبها .. وآهِ كم أحبها
وآهِ كم أحبها
وكلُّ حبٍّ دونها .. يا سيدي
كَمَنْ عليها فانْ

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=55490

وليد عارف الرشيد
25-02-2012, 07:36 AM
غادرتها شابًا وضننتُ عليها في صخب السنين بالوصال ... وعدت وقد غزا الشيب مفارقي إلى أحضانها :


عُيُوْنُكِ إِرْهَاصٌ لِقَافِيَتِي



أوَّاهُ يا جُرْحِيَ النَّضَّــــــــاحَ بالْأَلـَـــــمِ = يا آهــَـــــةً فيْ الْحَشَا.. يا غُصَّةَ النَّدَمِ
ماذاْ أَقولُ وَهَلْ يُرْضــــــيكِ غَاليتــــي = بعضُ العَروضِ وما نمَّــقْتُ من كَلـِــمِ
أُمــَّـــــــاهُ يا صَرْخَةَ الْآلامِ فيْ كَبـِـدي= يـا رَعْشَةً أَزْمَنَتْ .. تَنْــسَلُّ في نُظُمي
آهٍ على آهِـكِ الحَـرَّى تَضِجُّ لَــــــــــهَا =أهلُ السَّماءِ وما فيْ الأرْضِ منْ نَسَـمِ
رَاْوَدْتُ دُنْيا الْوَرَى عنْ زَيْفِها طَمَـــعاً = و رُحْـــــتُ أُبْرِي جِرَاحاتِي بِذِي سَقَمِ
غابَ الشَّبابُ فَمَا أَبْصَرْتُ مِنْ عَمَــــهٍ = أنَّ الْهَنَا مُــــذْ جَــــفَا كَــــفَّيْكِ لَــمْ يَدُمِ
خلَّفْتُ فيكِ أسىً يا مَبْتَدَى فَرَحــي = بــَخِلْتُ فــيْ صِــلَـــةٍ يا وَاْحَــةَ الْكَرَمِ
عَرَاْئِشِـي ذَبـــَلَـــتْ وَاجْتاحَـــهَا يَبَـــــسٌ = فَمَــــنْ يَقِيْهَا الرَّدَى منْ فَـــأْسِ مُصْطَرِمِ
قَدْ كُـنْتِ قَبْلَ الْفِرَاقِ الْمُرِّ حَاضِرَتِي = وَشَــــاطِئَ الْأَمْــنِ أَرْسُــــو فِيْهِ إِنْ أُضَمِ
تَسرِيْنَ مَسْرَىْ الْهَوَاْءِ الصِّرْفِ فِـيْ رِئَتِي = وَتَغْـــزِلِيْنَ الْهُـــــــدَىْ نُوْراً بِعَتْمِ دَمِــــي
هَجَرْتُ حِضـْــــنَكِ للدُّنـْـيا أَكــُــــرُّ بِهــاْ = وَعُــدْتُ مُنْهَزِمـــــاً وَالْحِضْنُ مُعْتَصَمِي
إِنْ صَامَــت الْعَيْنُ عَنْ رُؤْياكِ يا قَمَرِي = فَالَّلهُ يَشْــهَدُ.. نَبْضُ الْقَلْـــبِ لَــــمْ يَصُمِ
يا نَمْنَمَاتِ وُجـُــوْدٍ زَاْنــَـهُ أَلَقـَـــــاً = فِيْكِ الْخَبيْرُ.. وَيا فَيْضَاً مِنَ النِّعَمِ
يا مـِـهْرَجانَ حَنَانٍ كُنــــْـتِ حــُـلَّتــَـهُ = أَنَّـى ارْتـَــــداكِ .. فَلَوْلَا أنْتِ لمْ يُقَمِ
ويـَـا يــَـديْكِ الَّتــي غَنــــَّتْ قَصَائِــدَهَا = لـَحْناً عَلىْ شَعْرِيَ الْمَشْغُوفِ بالنَّغَمِ
فِيْ قَلْبِكِ انْصَهَرَتْ كُلُّ الْقُلُوبِ عَلَـــىْ = نَبْضٍ شَـدَا فِيْهِ طَيْرُ الْحَرْبِ لَلسَّلَمِ
مِنْ فَجْرِكِ ارْتَشَفَتْ كُلُّ الزُّهُورِ شَذًا = ولَقَّنَـــتْهُ النَّدَىْ فَانْــسَابَ فِي النُّسُمِ
أَنْتِ الْحَقِيْقَةُ لا شَــكٌّ يُساوِرُهَـــــــا = بـِـُنوْرِهَا سَـرْوَتِي فِي حَالِكِ الظُّلَمِ
أَنـــْتِ الْعُيُونُ فَمَا جَفــَّــتْ مَنَابِعُهَـــا = أَنــْـتِ الثُّلُوجُ إِذَا انْسَابَتْ مِنَ الْقِمَمِ
أَنْتِ الْعَوَاطِفُ فِي الْلَيْلِ الْعَتِيِّ سَـــــمَتْ = مِنْكِ الْمَبَادِىءُ .. أَضْحَتْ مَنْهَلَ الْقِيَمِ
وَفِـــي عُيُونـِـــكِ إِرْهَاصٌ لِقَافِيَــتِــــــي = وَدَمْــعُهَا رَافِــــدٌ لِلْبـَـوْحِ فِي الْقَـــلَــمِ
عَلَى ذِرَاعَيْكِ أُمِّي صُـــغْتُ ذَائِــقَتــــِي = لَــقَّنْـتِـني الوَحْيَ إِذْ مَارَسْتِهِ بِدَمِي
خُطُـــوطُ كفِّـكِ يا أُمَّــاهُ خَارِطَتـــــِـــي = فـِــي سَمْتِهَا الْمُهْتَدَى بِالشَّمْسِ وَالنُّجُمِ
فَكَــيْفَ أَهْجُـــرُ آلائِي إِلَــــى زَبــَـــدٍ = وَكَيــْـف أَعْــــبُرُ لِلدُّنــْـــيَا بِلا رَحِـــمِ
هذَا وَلِيْدُكِ يَا أُمِّــــي غَدَا هَرِمــــــاً = حـَــــطَّ الرِّحَالَ عَلَى رَسْمٍ لَهُ هَرِمِ
أُمَّاهُ رُحْمَاكِ لَا تَسْتَبْشِرِي فَرَحَــــــاً = بــِعَوْدَتِي .. فَأَنَا مَنْ تَـاهَ فِي حُلُمِي
أَنَا الْمَلُــومُ لِمَا كَابــَـدْتِ مِنْ صَلَـــــفِي = أَنَا الْجَحُوْدُ بِمَا أَسْلَفْتِ فَاخْتَصِمِي
غَادَرْتُ لَا عُذْرَ لِي عَمْـــدَاً إِلَى تـَـرَفٍ = فَـــكَــــيْفَ أُفْلِتُ يا أُمِّي مِنَ التُّهَمِ
مَا ضَمَّــنِي الْيـَــــمُّ فِي التَّابُوتِ مُخْتَبِئَاً = وَلَا قَمِيْصِيَ رَدَّ الطَّــرْفَ حِيْنَ رُمِي
أَلَسْــتُ مَنْ عَافَ يَا أُمَّـاهُ أَنْجُـــــــــمَهُ = وَرَاحَ يَرْفُــــلُ فِـي ثَوْبِ الــدُّنَا الْقَزِمِ
رُحْمَاكِ لَا تَصْفَــحِي .. أَوْ تَغْــفِرِي زَلَلِي = فَـــــذَا وَرَبُّ الْسَمَا أَقْــسَى مِنَ النَّقَمِ
وَ الدَّمْعَةُ الْسُفِـــحَتْ فَوْقَ الْخُدُوْدِ لَظَىً = تُفْضِي إِلَيْكِ بِمَا فِي الرُّوحِ مِنْ ضَرَمِ
هَاتِــي نِعَالـَكِ يَا أُمَّـــــــــاهُ أَلْثِمُــــــــــهَا = وَأَطْلُــــبُ الْخُـــلْدَ لِي مِنْ أَخْمَصِ الْقَدَمِ
لَا نِمْـتُ لَا صَالَحَـــتْ نَفْسِي مَضَاجِعُهَا = وَجَــــفْنُ غَالِـــيَتِـي الْمَقْـــرُوحُ لَــمْ يَــنَمِ
إِنـــِّـي لَأُقْسِــــــمُ يَا أُمَّــــــاهُ لَا مَــلِــــقَاً =وَلْيَشـهَد الْخــالِقُ الْمَـوْلَى عَلَى قَسَـــمِي
عَــهْــدَاً سَـــأَبْقَى إِذَا مَا العُمْرُ أَسْعَفَنِي = طَوْعَ الْإِشَارَةِ مِنْ عَيْنَيْكِ فَاحْتَكِمِي

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=55666

وليد عارف الرشيد
13-04-2012, 12:34 PM
ما يملك الطبيب ؟





زُرْتُ الطَّبِيــــــبَ أَبُثُّـــهُ آهَاتِي = فَمَضَى يُدَمْــدِمُ دُونَمَا إِنْصَـاتِ
مِــنْ (درْجِـهِ) الْمُغْبَرِّ أَخْرَجَ دَفْتَرًا = فَبَـدَا عَتِيـقًا شَـاحِبَ الْوَرَقَاتِ
هِيَ ذِي هًنَا فَاكْتُبْ بِهَا مَا تَشْتَكِي= وَاحْرِصْ عَلَيْهَا آخِرَ الصَّفَحَـاتِ
فَكَتَبْتُ حَتَّى ضَجَّ مِنِّي مِعْصَمِي = وَصَبَبْتُ فِي تِلْكَ السُّطُورِ شَكَاتِي
قَرَأَ الْعَجُوزُ وَ رَاعَنِي حِينَ انْتَهَى = مَا شَـعَّ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ نَظَرَاتِ
مَاجِئْتَ يَا هذَا بِشَيءٍ، قَالَ لِي = ثُمَّ انْبَرَى لِي حَازِمَ الْقَسَمَاتِ
أَوَ لَسْتَ شَرْوَى السَّابِقِينَ نَظِيرَهُمْ = وَكَأَنَّكُمْ كَتَرَاكُمِ النُّسْـخَاتِ
إِنْ كُنْتُمُ قَــدْ رُمْتُمُــونِي مُنْجِــيًا = طُلْتُـمْ لَعَمْرِي قِمَّـةَ الْخَيْــبَاتِ
إِنِّي سَآتِي بَعْـضَ أَسْبَابٍ لَكُمْ = سَـتَرَوْنَ فِيــهَا الْبُرْءَ لِلْعِـلَّاتِ
لكِنَّكُـمْ سُرْعَانَ مَا يَمْضِي بِكُمْ = وَهْمُ الشِّــفَاءِ لِسَـالِفِ النَّغَمَاتِ
وَسَـتَرْجِعُونَ كَمَا دَلَفْـتُمْ آنِـفًا = هَلَّا فَهِمْتُـمْ يَـا بَنِيَّ وَصَاتِي
لا تَسْرُجُنَّ عَلَى الوَطَايَا سَعْيَكُمْ = حُثُّوا المُطِيَّ لِبَاسِقِ النَّخْلَاتِ
إني وإياكم وحَتْفَ أُنُوفِنَا = نَخْطُـو وَنَعْلَـمُ تَالِيَ الْخُطْوَاتِ
فَعَلَيَّ مِمَّا خَصَّنِي مِنْهُ الدَّوَا = وَعَلَى الْكَرِيمِ طَرَائِقُ الْمَنْجَاةِ
وَإِذَا لَكُمْ فِي دَفْتَـرِي صَفَحَاتُكُمْ = فَالْبَاقِيَاتُ بِدَفْتَرِي صَفَحَاتِي

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=56813

وليد عارف الرشيد
25-04-2012, 04:54 PM
لماذا


لـــمـــاذا أَرى الـتَّـعْـبِـيــرَ قَـــيْـــدَ ذُبُـــــــولِ؟=وَيَــمْـ حُــلُ إِبْــــــدَاعٌ بِــفَــيْــضِ هُـــطُـــولِ؟
لِــــمَــــاذا يَــــئِــــنُّ الْــــــــوَرْدُ آنَ رَبِــيـــعِـــهِ؟=وَيَزْ ُـو خَرِيـفُ الـجَـرْدِ بَـيـنَ فُـصُـولِ؟
لِمَاذا نَـأَى الْحُسْـنُ الرَّصِيـنُ لِخِـدْرِهِ؟=وَيَــخْــتَ ــالُ قُــــبْــــحٌ سَــــافِــــرَاً بِــسُـــهُـــوْلِ؟
وَتُـغْــتَــالُ أَحْـــــلَاْمُ الـظِّــبَــاءِ بِـمَـهْـدِهَــا؟=وَتَـلْ ـقَــى نَــوَايَـــا الــذِّئْـــبِ كُـــــلَّ قَـــبُـــولِ؟
لِمَاذَا يَصِيرُ النُّورُ مَحْـضَ ضَلَالَـةٍ؟=وَتُمْسِي حُرُوفُ الْقَهْرِ خَيْـرَ رَسُـولِ؟
لِـمَـاذا يُـصــانُ الـعُـهْـرُ بَـيــنَ حَـرَائِــرٍ؟=وَتَبْكِـي لِبَـخْـسِ الطُّـهْـرِ عَـيْـنُ بَـتُـولِ؟
لِــمَــاذا تَــعَـــرَّى الـــــدُّرُّ مِـــــنْ لَـمَـعَـانِــهِ؟=لِـتُـب ــدِيــهِ حَــصْــبَـــاءٌ بِــقَــعْـــرِ وُحُـــــــولِ؟
تَخِـذْتُ القَريـضَ الثَّـرَّ خِـلَّاً معاهـداً=فَــمَــا خـطْـبُــهُ عِــنْــدَ الــوَفَــاءِ خَـلِـيـلِـي
يـــرَاوِدُنِـــي بَـــرْقًـــا وَمِـــيــــضَ قَــرِيــحَـــةٍ=وَيَــخْ ــبُـــو فَــــأنَّــــى أَهْــــتَــــدِي بِــــأَفُــــولِ
وَقَـفْـتُ عَـلَـى مِـحْـرَابِ وَحْـيِـيْ لَيَالِـيَـاً=لَـعَـلِّــ ْ بِــــهِ أَرْقِــــيْ صَــرِيْــعَ خُـيُــوْلِــيْ
فَـأَجْـتَـرُّ قَـامُـوْسِـيْ وَبِـضْــعَ مَـشَـاعِـرٍ=وَأَلْــــــ َمُ بَـــحْـــرِيْ خَــائِــضَـــاً بِــطَــوِيْـــلِ
وَأَلْقَى (مَفَاعِيلُنْ) تَصِيْرُ (مَفَاعِلُنْ)=وَأَسْـتَـبْ دِلُ ال(مَفَـاعِـلُـنْ )بِ(فَــعُــولِ)
فمَا أَسْرَجَتْ تِيكَ الْضُرُوبُ مُتُونَهَـا=وَلَــمْ أَلْــقَ مَــا يَقْـتَـاتُ مِـنْــهُ فُـضُـولِـي
فَـــأُبْــــتُ أُدَارِيْ خَـيْــبَــتِــيْ بِــتَــســاؤُلِــي=لِـمَ اذا ؟ فَـهَــلْ مِـــنْ مُـمْــرِعٍ لِحُـقُـولِـي؟

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=54739

وليد عارف الرشيد
10-05-2012, 08:03 PM
هدنة





هَلْ تَمَادَى العُمْرُ فِي سَفْكِ الغَرَامِ؟ =أَمْ هِيَ الرِّيحُ الَّتِي اجْتَثَّتْ رُكَامِي؟

أَمْ تُرَى قَدْ تَاهَ وَجْدُ الْعِشْقِ مِنِّي =بَيْنَ أَحْلَامٍ سُكَارَى فِي الزُّحَامِ؟

أَمْ تُرَاهَا أَعْيُنُ الحُسَّادِ زَجَّتْ = نَاصِلَاتِ الحِقْدِ فِي صَدْرِ الوِئَامِ؟

أَوْ تُرَانَا مَلَّتْ الأَحْلَامُ مِنَّا = فَانْعَقَدْنَا فِي عُرَى ذَاتِ المَنَامِ؟

كَمْ أَتَانِي طَارِقُ الأَحْلَامِ وَهْسًا =كُلَّمَا هَيَّأْتُ كَفِّي لِلسَّلَامِ

وَكَأَنِّي إِنْ أَرَدْتُ القَرْحَ يَبْرَا =أَجَّجَ التَّنْهِيدُ قَرْحِي لِاحْتِدَامِ

غَيْرَ أَنِّي الْيَوْمَ يُدْنِينِي اشْتِيَاقٌ = صَارِخٌ قَدْ بَاتَ يُبْرِي فِي عِظَامِي

هَا أَنَا يَا غَادَتِي أَدْرَكْتُ أَنِّي =بِالنَّوَى طِفْلٌ تَقَلَّى مِنْ فِطَامِ

بِتُّ كَالأَمْوَاجِ تَالِيهَا بُخَارٌ =رُحْتُ مُغْتَمًا وَآتٍ كَالغَمَامِ

هَاتِ لِي مِنْ عُصْمِ كَفَّيْكِ الْتِمَاسًا =عَلَّ إِنْ تَرْضِينَ يَنْفَضُّ اعْتِصَامِي

قَدْ عَرَفْتُ الْوَصْلَ يُؤْتَى مِنْ وِدَادٍ =هَلْ عَلِمْتِ الْحُبَّ يُسْقَى مِنْ خِصَامِ

لَا تُبَالِي هَاكِ مَا قَدْ لُمْتِ فِيهِ =لَهْفَةً نَاءَتْ بِأَعْبَاءِ الصِّدَامِ

مَا عَلَيْنَا إِنْ رَمَاكِ القَوْمُ لَمْزًا =لَا يَغُرَّنَّ الوَرَى بَعْضُ انْهِزَامِ

قِيلَةُ الفُرْسَانِ فِي حَرِّ الجَوَى إِذْ =أَسْدَلَ التَّهْوِيمُ أَجْفَانَ الهَيَامِ

لَنْ يَشِعَّ الفَجْرُ فِي الكَوْنِ ائْتِلَاقًا = قَبْلَ أَنْ تَغْشَاهُ أَسْبَابُ الظَّلَامِ

مَا جَفَانِي العِشْقُ لكِنْ رُبَّ قَلْبٍ =باَتَ ذَا بُرْءٍ وَأَضْحَى فِي نُوامِ

أَنْتِ مِنِّي النَّبْضُ قَدْ يَبْدُو رَتِيبًا =غَيْرَ أَنَّ الخَفْقَ فِي الشِّرْيَانِ دَامِي

أَنْتِ فِي تُرْبِي جُذُورٌ لَيْسَ تَفْنَى =مُذْ سَقَاهَا العَهْدُ أَسْبَابَ التَّنَامِي

لَا تَخَالِي الْقَلْبَ يَقْسُو إِثْرَ عِشْقٍ = فَالهَوَى إِنْ حَلَّ وَحْيٌ بِالدَّوَامِ



https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=57508

وليد عارف الرشيد
15-05-2012, 09:25 PM
كل الشكر للفنان المبدع الأديب سائد ريان على تصميمه الجميل

http://www.m5zn.com/uploads2/2012/3/11/photo/0311120103060s9mo7mh6jk.png

وليد عارف الرشيد
06-06-2012, 08:45 PM
عذرًا بلاد الصين

أبيات فجرتها وحشة غربةٍ أحسست بها أثناء زيارةٍ طالت قليلًا إلى الصين


مَالِي أَرَانِي زَاهِدًا بِمَكَانِي = وَالنَّفْـسُ تَلْهَجُ بِالنَّوَى وَتُعَانِي
عُذْرًا بِلَادَ الصِّـينِ إِنْ لَمْ يَشْفِنِي = فِيكِ انْبِهَارِي مِنْ لَظَى النِّيرَانِ
فَهُنَاكَ مِنْ بَلَدِي نَوَازعُ غُرْبَةٍ= سَبَقَتْ إِلَيْكِ، فَألَّبَتْ أَشْجَانِي
مَا كُنْتُ أَسْلُوهَا وَفِي نَفَحَاتِها = سَلْوَايَ فِيهَا نَشْـوَةُ الإِدْمَانِ
فِي ذِكْرِهَا عِطْرٌ خَيَالِيُّ الشَّذَى = يَسْرِي كَسِحْرِ الشَّرْقِ فِي الأَبْدَانِ
وَضَجِيجُهَا فِي الرُّوحِ نَجْوًى غَرَّدَتْ = وَسُكُونُهَا شَـدوٌ عَلَى الأَفْنَانِ
أَرْجُوكِ لَا تَسْتَهْجِنِي هذَا الْهَوَى= (بِكِّينُ) لَا تَدْرِيـنَ مَا يَغْشَانِي
إِذْ كَيْفَ تَكْمُلُ فِي دِمَائِي دَوْرَتِي= وَالنَّبْضُ ظَلَّ هُنَاكَ قَيْدَ رِهَانِ؟
مَا كُنْتِ نَازِعَةً نُقُوشَ مَدِينَتِي = مِنْ خَاطِرِي، أَوْ مِنْ عُرَى وُجْدَانِي
مَا كُنْتِ لَوْ تَدْرِيـنَ فَاهِمَةً وَلَوْ = أَنْفَقْتِ طُولَ السُّـورِ مِنْ أَذْهَانِ
مَا كُنْتِ يَا (بِكِّـينُ) مُدْرِكَةً هُنَا = سِـرَّ التَّجَلِّي فِي صُدَاحِ أَذَانِ
أَلَقَ المَوَدَّةِ فِي عُيُونِ صَحَابَتِي = عَبَقَ الحَنِينِ، وَرَعْشَةَ الإِيمَانِ
فَهُنَاكَ مَارَسْتُ الصِّبَا فِي حَارَةٍ = فِي ضِيقِهَا رَحْبٌ مِنَ الأَكْوَانِ
وَقَطَفْتُ مِنْ فَجْرٍ نَدِيَّ بَرَاعِمٍ = وَخَطَفْتُ فِي لَيْلٍ سَدِيَّ أَمَانِي
وَنَزَفْتُ أَحْلَامِي مُلَوَّنَةَ الرُّؤَى = نَسَّقْتُهَا رَسْمًا عَلَى الجُدْرَانِ
وَكَنَزْتُ فِي الرُّكْنِ الْعَتِيقِ دَفَاتِرًا = فَجَّرْتُ فَوْقَ سُطُورِهَا بُرْكَانِي
وَهُنَاكَ دِفْءُ الرُّوحِ، نَبْضُ عَشِيرَتِي= فِي مُلْتَقَى الأَنْفَاسِ بِالْخِلَّانِ
وَهُنَاكَ تَارِيخِي وَجَذْرِي غَائِرٌ = أَوَ يَكْتَفِي الإِزْهَارُ بِالسِّـيقَانِ ؟
أَفْيَاءُ أَمْكِنَتِي الَّتِي مَا غَادَرَتْ= إِنْ كُنْتُ أَنْسَاهَا، فَلَا تَنْسَانِي
يَسْرِي بِأَرْجَائِي صَدَى نَاعُورَةٍ = رَتَّبْتُ بَيْنَ أَنِينِهَا أَزْمَانِي
وَهُنَاكَ يَا (بِكِّيـنُ) عِشْقُ حَلِيلَةٍ = أَنَّى حَلَلْتُ فَطَيْفُهَا عُنْوَانِي
مِنْ شُرْفَةِ الْأَشْوَاقِ تَرْقُبُ خُطْوَتِي = لَهْفَى ، وَيَرْقُبُ لَهْفَهَا تَحْنَانِي
لِي فِتْيَةٌ فِي الأَرْضِ، بَعْضٌ مِنْ دَمِي = يَنْسَابُ فِي أَصْلَابِهِمْ شُرْيَانِي
هُمْ زِينَةُ الدُّنْيَا، وَوَقْدُ مَشَاعِرِي = هُمْ رَحْمَتِي، وَهَدِيَّةُ الرَّحْمنِ
لَا تَغْضَبِي (بِكِّينُ) أَنْتِ بَدِيعَةٌ = سَفَحَتْ جَمَالَكِ غُصَّةُ الأَوْطَانِ
خَلِّي سَرَاحِي لَيْسَ يَنْعَى وَحْشَتِي= غَيْرُ الرُّجُوعِ لِمَوْئِلِي وَزَمَانِي

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=57838

وليد عارف الرشيد
03-09-2012, 02:28 PM
أبيات قلتها مرتجلًا في بداية الثورة في وطني وقد كانت الانطلاقة من درعا حاضرة سهل حوران الذي انتفض وأشعل الشرارة .. فلتعذرني بقية المدن والقرى وما أكثرها التي لم ترد ولم تأخذ حقها لأنها كانت البدايات وليعذرني القارئ إن لم ترق لذائقته فلم أرد أن أعدل بها وقد كانت صرخةً فخرٍ في حينها


مقامُ الفِعْلِ
صَمَتَ المَقَـالُ بِذَا المَقَـامِ طَويـلاَ = وتَكَلَّمَـتْ لُغةُ الفِعـَالِ بـَديـلا
صَمَتَ المَقالُ و جَاوَبَـتْ حَورَانُنا = عَهْـدَ الأصَـائلِ إنْ أُثِرْنَ صَهيــلا
صَمَتَ المَقـالُ إذ البَـنَادِقُ لَعْلعَـتْ = وَوَرَتْ على سُمـْـرِ الجِبَـاهِ فَتيـلا
بِضُحَى جِبَاهِ الثَّائِريـنَ تَسمًرتْ = شَمْـسُ الصَّـباحِ فلا تُريـدُ أُفُـولا
منْ سَـاحَةِ العُـمَـريِّ ثَمَّ بَشـَـائرٌ = هلَّـتْ فَرتَّلَها الصَّـدى تَرْتيـلا
حَــوْرَانُ فَيـْضُ مَوَاسِـمٍ قدْ أمْرَعَتْ = قَبْـلَ الأوَانِ بَيَـادِرًا وحُقُـولا
حَـورانُ كَمْ سَمَقـَـتْ تَشُبُّ غِرَاسُهَا = فَغَـدَتْ تُدانيهَا المَعَـارِجُ طُـولا
هــذِي سَنَابِـكُ خَيْلِهَا تَرَكَتْ عَلى = دَرْبِ الكَرَامَـةِ لِلْكِــرَامِ دَليـلا
والعَارِيَاتُ على الدُّرُوبِ صُدورُهُـمْ = سَرَجُوا بِطُهْرِ دِمَائِهـمْ قِنْدِيــلا
حَيِّ الحَـرَائِرَ لِلمَنَايَا زغْـرَدَتْ = يَأَبَيــْنَ في حَـرَمِ الشَّـهيدِ عَويـلا
حَـورَانُ هــذا المَجْـدُ فجَّـرَ مُـزْنَـهُ = في راحَتيـكِ وكمْ أفاضَ سُيـولا
حَمَلَـتْ سَــنَابِلُنَا أَزاهـِـرَ صَحْـوَةٍ = وتفتَّـحَــتْ غَــارًا يُكَـلِّلُ جِيـلا
جَهْـرَاءُ ثَــوْرتُـنَا كَعَـيْـنِ الحَقِّ لا = رِيَـبٌ بِهَـا أوْ تَقْـبَلُ التَّأْوِيـلا
لَـوْلَاكِ مَا زَفـرَتْ مَلاييــنُ الـوَرَى = حِمَماً وأزْكَـتْ مِنْ لَظَاكِ غَلِيـلا
حَـوْرانُ هـذِي اللَاذِقِيَّـةُ ألْهَبَـتْ = لُجَـجَ البِحَارِ فَصَـبْرُها قَــدْ عِيـلا
صَـدَعَتْ بِصَـوْتِ الحَـقِّ تَلْفِظُ مُرَّهَا = سَبَقَتْ إلى دَرْبِ الكِفَاحِ وُصُولا
ودِمَشْقُ قالـَتْ وانْبـرَتْ دُوما فَمَنْ = يا شَامُ أجْلى مِنْ كِرامِـكِ قِيـلا؟
ولِريفِ شَامٍ فَزْعَةٌ تَرْنُو لَهَا = عَيْنُ العَزيمَةِ دَهْشَةً وذُهُولا
وفَـدتْـكِ دارَيَّـا يكبِّــرُ أهْـلُـها = ومُعظِّـمِيَّةُ أرْدَفَـتْ تَـهْليـلا
من كفْـرِ بَطــْنةَ طـارَ سَـرْبُ حَمَائِمٍ = يَرْثي الشَّهيدَ علَى الأنَامِ هَديـلا
وعلى ثَـرى حِمْصٍ تبَاعـدَ شأْوُهُمْ = الرَّافِضُونَ إلى الخُـنُوعِ سَـبِيــلا
دَكُّوا حُصُونَ الصَّمْتِ يَهْدرُ موجُهمْ = ليَسُوْقَ في مَجْرى الجُمُوعِ فُلُـولا
وتنَشَّـقتْ بَانْيـاسُ رَيَّانَ الهَـوَا = حُـرًّا بُعَيْـدَ الجُمْعَتـينِ عَليـلا
تَبْـقَى النَّوارِسُ في السَّمَاءِ أبيَّـةً = والجارِحُ السَّادِيُّ حَـطَّ ذَلِيـلا
سَـاحَاتُ قامِشْـلي وعَامُودا زَهَتْ = تُهدي لِـَيوْمِ المَكْـرُمَاتِ فُحُـولا
وحماةُ إذْ نفَضَتْ غُبـَارَ سُـباتِها = سَــرَجَـتْ لأحْلامِ البَهَاءِ خُيـولا
لبَّتْكِ إدْلـبُ إذْ سَبَقْتِ فَسَابَقَتْ = هِمـمُ الألى لا يَرْتَضُـونَ سُبُـولا
هذِي لُيُوثُ الدَّيْرِ تَزْأًرُ نُصْرَةً = والضُّبْعُ شَتَّى تَسْتَجِرُّ ذُيُولا
وَحَّـدْتَ يا سَفَّـاحُ حِـينَ قَتَلْتَهُمْ = مِزَقًا وغُـصْـتَ بِـذي الدِّماءِ قَتيلا
خَرجَـتْ جَحافِلُهم تُغالِبُ نَزْفَهَا = لِتصُـولَ في سـَاحِ العُـلا وتَجـولا
أيُخـيفُـكَ الزَّيتـونُ غُصْـناً حَالِمًا = حتَّى تَنَالَ منَ الـوَرى تَنْكيـلا؟
فَزَحَفْـتَ لَيْـلًا تَسْـتَبيـحُهُمُ إذاً = فَاشْــدُدْ حِــزامَـكَ بُكـرةً وأصِيـلا
حَـورَانُ صُـغْتِ لِصَحْوَةٍ دُسْـتورَها = وكَتبْـتِ في سِــفْرِ السُّمُوِّ فُصُـولا
إنِّي بَكَـيْتُـكِ .. لا لِحُـزْنٍ إنَّما = فَخْرًا أجَـزْتُ لِمَـدْمَعيَّ هُطـولا

العمري : الجامع العمري في درعا البلد والذي شهد الاعتصام الأول في الثورة
داريا ومعظمية ودوما وكفر بطنة : بلدات في ريف دمشق
الدير: دير الزور مدينة تقع في شمال شرق سورية
بانياس : بلدة ساحلية

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=59371

وليد عارف الرشيد
03-09-2012, 02:34 PM
حين يزهر الجنون




دعونـي فــلا طيـفًـا عشـقـتُ ولا ســرى = بـــأذْنــــيَ هـــمــــسٌ إذْ هـــويــــتُ ولا أَرى
فــيــا لائــمــي فــــي الـتِّــيــهِ إنِّـــــيَ مُــولَـــهٌ = بُــلــيــتُ ولا أدري بـقـلــبــيَ مــــــا جــــــرى
تدلَّـتْ بحـرفٍ فــي عــروقِ حُشاشـتـي = وصــاغــتْ بــبــوحٍ فــــي فــــؤاديَ أبْــهـــرا
وأصغـى لوقْـعِ النبـض صـارخُ لهفتـي = فـــأسْـــلَـــكَـــه دربَ الــــقَــــبـــــولِ ويَــــــسَّـــــــرا
وذي أرضُ روحي حينَ هلَّ غمامُها = أعــــــــدَّتْ لآمـــــــــالِ الــسَّــنــابـــلِ بــــيـــــدَرا
يـقـولــون هــــذا مــــن جَــنــى شـطـحـاتــه = أقــــولُ بــلــى، شَــــبَّ الـجــنــونُ فــأزهـــرا
فــإنـــيَ لَـــــو تـــــدرون صَــــــبُّ غـيـابِــهــا = وسبْحـانَ مــن غَــذَّى الخـيـالَ وصَــوَّرا
ومُـــذْ طـالــتْ الأحــــلامُ زاهــــرَ خــدِّهــا = رَأَيــتُ وجــودًا فـــي المـضَـاجـعِ أحـمــرا
تـــــرى، أنــســيــمُ الـــبـــوح طــــــالَ نَـــديُّـــه = عـمـيـقَ جِـراحَـاتِـي فَـأوغــلَ مَــــا درى؟
أَمَ انَّــــكِ يـــــا فــجـــرَ الـخـلـيـقـةِ عـنــدمــا = جــلَــوْتِ قَــتــامَ الـعُــمْــرِ راق فـأنــضــرا؟
لَـقــد أَلِـفَــتْ رُوحِــــي الـجـمــالَ نـواظِـمًــا = ولـــكِـــنَّ ســـحـــرًا جـــــــاءَ مـــنــــكِ فــغــيَّـــرا
فــمــا أْدركــتْــكِ الـنَّـفــسُ بــيـــن شـتـاتِـهــا = كــيـــانًـــا ولا أدركْــــــــتُ فــــيـــــكِ تَــــأطُّـــــرَا
فصـرتِ لــيَ النَّجْـمـاتِ حـيـن تـعـدَّدتْ = طُــيـــوفُ الـسَّــمــاواتِ الـقَـصِـيَّــة أكـــثـــرا
رسـمْـتُــكِ يا كــــلِّ الـكــواكــبِ هـائِــمًــا = لأخــــتــــزلَ الأكــــــــوانَ فــــيــــكِ وأســــهــــرا

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=59819

وليد عارف الرشيد
25-10-2012, 11:06 AM
زيد
وهذه أبيات كتبتها بمن كان بمنزلة الولد الشهيد الدكتور زيد الحراكي الذي استشهد مدافعًا عن غوطة دمشق بالأمس أهديها لروحه الطاهرة :

وا زيدُ يا ولدي قد عاجلَ الأجلُ = في القلب فخرٌ ودمعُ البينِ ينهملُ
يا ليتَ مِنِّي على الجنْبينِ أجنحةً = كيما أطيرَ وطَرْفي فيك يكتحلُ
قد كنتَ عنديَ كابْنِ القلبِ منزلةً= واللهُ يعلمُ كم سُرَّتْ بك المُقلُ
هذي حماةُ التي أفْرحتَ عاصِيَها= وتلكَ حَوْرانُ هبَّتْ فيكَ تحتفلُ
وأرضُ شامٍ دماءُ الجرحِ ترفدُها=لَتَشهدُ الآنَ بالإقدامِ يا بطلُ
يا من جَمعتَ خيوطَ النُّبلِ أمْتَنَها = فالعلمُ دأبُكَ والأخلاقُ والمُثُلُ
غالَبتُ فيكَ طوافَ النارِ في رِئَتي = فاعذرْ أباكَ فهذي الآهُ تشتعلُ
لكنَّه قَدَري والنَّفسُ راضِيةٌ = إنَّا لأمرِ وليِّ الأمرِ نمتثلُ
حسبي برغمِ الأسى أنِّي إذا شَفَعتْ= روحُ الشَّهيدِ ففي سبعينِهِ الأملُ
ألمُّ شوقيَ ما بالحالِ من سَعَةٍ=فهل إليكَ بشوقي اليومَ من يصِلُ؟

وليد عارف الرشيد
25-10-2012, 11:12 AM
هل ترضين ؟؟؟


تخاتلني نسيمات التَّصابي=فأمْعنُ يا حبيبةُ في الشَّبابِ
وأعلمُ كم أرَقْتِ الحلْمَ غضًّا=على شُرُفات أنواءِ اغترابي
وأطلقتِ الربيعَ بوجه قَفْري=وواجهْتِ الفصولَ بلا حِسابِ
رأيتِ القلبَ يذرفُ ياسَمينًا=فقادتْكِ الأرائجُ نحوَ بابي
فما يُدريكِ أنِّي لستُ وهمًا=حصادَ البِيدِ من وعدِ السَّرابِ
وأنِّي لست في ظُلمات ذنبي=أناجي النُّور في قاع العِقابِ
وأنَّ سفينتي منجاةُ نسْلٍ=وأنَّكِ تُعصمين من العُبابِ
خرجتُ الأمسَ أقفزُ فوقَ موتي=يطاردُني بطعْناتِ الذِّئابِ
وفي جَنَبات روحي أقرَحَتْها=أحافيرٌ توافق كلَّ نابِ
ألمُّ الأفْقَ شِلوًا بعدَ شِلوٍ=وأزعمُ أنَّني كَمَلُ الرِّحابِ
على بدَني خرائطُ بؤسِ قَومي=وما تَقوى على سَترٍ ثيابي
ومن عَينيَّ تسْفحُني دموعي =على حُزنٍ عصيِّ الانْصِبابِ
تراودُ دمعيَ المكبوتَ قهرًا=قرابينُ الطُّفولةِ والشَّبابِ
بذاك الحيِّ غانيةٌ تُداري=ولوغَ الطُّهر في نَجَس الكلابِ
وفي الأنْحاء سَوْءاتٌ تنادي=ولا من مُودعٍ تحت التُّرابِ
ولا هابيلَ يُسترُ إثرَ ذَبحٍ=ولا قابيلَ يُصغي للغُرابِ
تبيتُ الأرضُ تحلُمُ بالمَنايا=ويوقِظُها النَّحيبُ على المُصابِ
هي العَطْشى لِعذْبِ الماءِ لكنْ=غدَتْ ملحًا شَرايينُ السَّحابِ
حضاراتٌ وراء الشَّمس غابتْ=فَكيف الفجرُ يقبعُ في الغِيابِ؟
وذا قلبي يصولُ الحزْنُ فيه=كَصَولة باتِرٍ يومَ الحِرابِ
فأيُّ الحبِّ يُجزِئُ يا مَلاكي=ونبض القلب أرهقَهُ اضطرَابي؟
فمن عَينيْكِ تقتبِسُ اللَّيالي=سكونَ الفجرِ في حلْم الرَّوابي
ومن شَفتَيكِ يسترقُ الخُزامى=فيُمسي العطرُ مكتملَ النَّصابِ
كأنَّكِ في سهولِ البوح أفْقٌ=يطيبُ إليه إسْراجُ الرِّكاب
ويشهدُ نَخليَ المهتزُّ طُهرًا=بأنَّ لديكِ أسرارَ الرِّطاب
أحلِّقُ حالَمَا تَرِدين ليلي=وأخلعُ عن جَناحَيَّ اكتئابي
فهل ما زلتِ في صخَبِ اختلاجي=ترومينَ الوصالَ برَغمِ ما بي؟
وهل تَرْضَين من قِسميَّ شَطرًا=فينشُلُني ربيعُكِ من يَبابي؟

وليد عارف الرشيد
25-10-2012, 12:18 PM
حكايتنا


لا تَـحـسَــبــي أنَّ الـــفِـــراقَ يُــضــيــرْ=فـالـقَـلــب حَــقـــلٌ والـحَــصــادُ وفــيـــرْ
إِنْ تَــفــتَــرقْ أَجــســادُنــا بـصَـفـائِــهــا=تَــهْــ ُ الـنّــفــوسُ فـتَـرتَـقــي فـتَـطـيــرْ
لــم يُثْنِـنـا عن لَهفَةٍ طُـــولُ الـمَــدى=ودُريْــبُ جَـفْـوٍ فــي الحـيـاةِ قـصـيـرْ
فَعُهودُنا لَيستْ بُنودَ وُرَيقَةٍ=لـِـوصَــالِــن ـا كــالــرَّاســيــاتِ جُـــــــــذورْ
ومـــديــــدةٌ سُـــبُــــلُ الــتَّــراحُـــمِ بَـيــنَــنــا=والــرُّوح تَــرصُــدُ عِـشـقَـهـا وتَـسـيــرْ
ونـديـمُــنــا شَـــــــوقٌ تُـــرَونِــــقُ لَيلَهُ=نُــــجُــــمٌ تَــــــرِقُّ صَـــبَـابـةً .. وبُــــــدورْ
لا تـقْـلـقـي عَــمَّـــا قَــريـــبٍ تُـدْركِــيــنَ=بــأَنَّـ ـنـــا بِــتْــنــا مَـــزِيـــجَ حُــــضــــورْ
أَنَّـــــــى لريحٍ أَن تُـــبَــــدِّدَ صَــفْـــوَهُ=ومـزاجُــنـ ا عَــبـــقٌ بـحــقــلِ زهــــــورْ؟
ولْـتَـعـلَـمـي خَــيـــرَ الـنِّــســاءِ بــأَنَّــنــي=واجَهْتُ فــيــكِ عَـواصِــفــاً بـبُــحــورْ
وصَنعتُ تاريخي ، رَسَمتُ خَرائِطي=وبَـــذَرتُ صَـحـرائـي بـألْــفِ غَــديــرْ
أَطْيـافُ أَحلامـي بجَفنـِكِ لــم تَــزَلْ=ورَحـــــى شُـجــونِــكِ بـالــفــؤادِ تَـــــدورْ
لا تَبحَـثـي عــن ثَـغــرةٍ فـــي نَـصِّـنـا=صُــغْـــنـــا ُ أوزانًـــــــــا بغَيرِ كُــــســـــورْ
فـحـكـايــةٌ سَـكَــنَــتْ قُــلـــوبَ رُواتِــهـــاْ=محفوظةٌ في النَّبضِ دونَ سُطورْ
وفُصـولُـهـا انْـسـابـتْ بـغَـيـرِ تَـكـلُّـفٍ=وحروفُها في النَّفسِ وحْيُ سُرُورْ
كالبَحرِ، حتَّى إنْ تَمَوَّجَ سطحُهُ=لكنَّهُ في العُمقِ ليسَ يَمورْ

وليد عارف الرشيد
23-11-2012, 11:09 AM
هي قصيدة مرتجلة ألزمني الحدث أن أنهيها على عجالةٍ لأواكب هذا النصر العظيم وهذه البشائر التي أثلجت صدورنا جميعًا

القدس تنتظر

يا جبهةَ العِزِّ للتَّأريخِ تنتصِرُ = أوتيتِ عَزمَ بلادٍ هدَّها الخَوَرُ
ها أنتِ ثانيةً تُحْيينَ رايَتَنَا = وذي بنو عَرَبٍ ، مَيْتٌ ومُحَتَضِرُ
كم تاجَرَتْ باسْمِكِ الأفْواهُ تلفظُهُ = وفي الصُّدورِ قلوبُ الصَّمتِ تَستَتِرُ
للهِ درُّهُمُ الشُّجعانُ ما خَنَعوا= ما نالَ منهم عدوُّ اللهِ أو نَفَروا
أصْلَوا سَعيرَ الفِدا من جَمرِ مَوقِدِهِم = فعلَّمونا بذا الخُسْرانِ ما الظَّفَرُ
اللهُ أكبرُ حينَ اختارَ غَزَّتَنا = أرضَ الرِّباطِ دَليلًا للأُلى عَثَروا
اللهُ أكبرُ قومي أمَّةً رَقَدَتْ = بِحُلمِ مَاضٍ فذا سَعدٌ وذا عُمَرُ
وذا صَلاح بعينِ المَجدِ يرْقُبُنا = هل يَقْتَدي بِجُنودِ الفَتْحِ مُعْتَبِرُ؟
وهل نَرى بِضياءِ الهَدْيِ بُغْيَتَنا = وهل لِدُمَّلِنا بالسَّيفِ مُبْتَسِرُ؟
من قاسِيونَ أطَلَّ الفَجْرُ مُرتَديًا = بَشَائِرَ النَّصرِ فازدانَتْ بهِ قَطَرُ
وفِي الكِنَانةِ وعْدٌ هلَّ بَارِقُهُ = يَشُدُّ مِنْ أزْرِ مَنْ بالأمْسِ مَا عَبروا
ومن رُبَى الحَرَمَينِ انْدَاحَ مُنْتَشِرًا = صَوتُ الهديرِ ودَأبُ الحَقِّ يَنتَشِرُ
من تُونسَ انْطَلَقَتْ أرْتَالُ فزعتِهَا = تقولُ : لا، لم نَعُد بالذل نصطَبِرُ
بورِكْتِ غَزَّةَ كم أحْيَيْتِ من رِمَمٍ = وكم على بَابِكِ الخَيْبَاتُ تَنْتَحِرُ
شُدِّي لَنا بِبحورِ النَّصرِ أشْرِعَةً = واسْتَعْجِلي.. تِلكَ قُدسُ اللهِ تَنْتَظِرُ

وليد عارف الرشيد
08-12-2012, 12:08 PM
لن يضيع

قالت ليَ الأشجارُ ذاتَ عَصْفةٍ :

ما ينقذُ الأكْمامَ من إغلاقِها؟

قلتُ : الرَّبيعْ

قالت : وما يصونُ لونَ بوحِ الزَّهرِ من إزهاقِه؟

قلتُ : الرَّبيعْ

قالت : وما يفيدُ حينما يسودُ ملحُ موتِ الماءِ في جُذورِنا؟؟

وعندما تَجتاحُ دفءَ النُّضجِ في أحلامِنا رُؤى الصَّقيعْ؟؟

قلتُ : الرَّبيعْ

قالت : فما بنا إذًا آذارُ يَبكي قَهرَنا مُرتِّلًا جِراحَهُ

لحْنُ الدِّما .. يغتالُ إيقاعَ الدُّموعْ؟

قلتُ اعذُريهِ .. بُرهَةً .. هذي شَظايَاهُ الَّتي قَد بُعثِرَتْ

ما بينَ أشلاءِ الغَمامِ رُبَّما ..

تَغيبُ لكنْ ... لا تَضيعْ !!!!

وليد عارف الرشيد
08-12-2012, 04:21 PM
إلى تونس إثر ثورتها المباركة

خضراء


ها صُبحُكِ الوَضَّاءُ يا خَضراءُ نَالْ=ما كـــانَ بالأمْــسِ القَريبِ منَ المُحالْ
سَاءَلتُ بَعــــضَ خَواطِري فيما مَضى=ماذا وكيــفَ وألــفَ وجْـــهٍ للسُّؤالْ
فأجَبْــــــتِ في المَيدانِ دونَ قَــــواعـدٍ=وبدونِ فَلسَــــفةٍ.. بوَحـيِ الارتِجالْ
فَأصَبــتِ عينَ الضَّوءِ منْ قَلبِ الدُّجى=ومَنَحـتِ أنْصــافَ البُــدورِ الاكْتِمالْ
علـَّـمتِ مــنْ سَكـــنَ الظَّــلامَ ورَاقَــهُ=كَيفَ الشُّموعُ تَصوغُ فَجـرَ الاِشْتعالْ
فَحفيــــفُ آمــــالٍ قَطفْــــتِ ثِمــــارَها=إذْ صاغَ للدُّنيا قَصـــائِدَ منْ جَـمالْ
طَرِبَتْ لَهُ شُطآنُنا وسُهولُنا=وتَمـــايَسَتْ بالبيدِ كُثْبانُ الرِّمالْ
ودمــــاءُ أبطــــالٍ تُؤمِّلُ يَأسَـــنا=كالنُّورِ في طُرُقاتِ أحــلامِ الرِّجالْ
قَوَّضْتِ يا خَضْراءُ كُلَّ عُلومِهِمْ=وسَطَرْتِ في السَّاحاتِ أسْفارَ النِّضالْ
أنـــــتِ الجَلِــيَّةُ ما قَرأتُ شَبيهَها=نَظَرِيَّــةً سَـــادَتْ بِــلا حَـــــرْفٍ يُقـالْ
قَــدْ زُرْتِــــنا كَغَــــدٍ يُلَـــوِّحُ مُرْسِلًا=وَعْدًا لِنُـشْرِعَ مِنهُ أجنِــــحَةَ الخَيــــــــالْ
بَسْمَلْتُ فيكِ وأنْتِ فَاتِحةُ الرُّؤى=ورَأيْتُ في بُشْراكِ خَاتِمةَ الضَّلالْ
ونَشَقْتُ مِنكِ رَوَائِحَ الزَّمنِ الجَميلِ=وفي ربيعِكِ أسْمَعَ الدُّنْيا بِلالْ

وليد عارف الرشيد
21-12-2012, 12:48 PM
أحببت لا أنكر

أحببتُ طَبعًا والهَوى لا يُنكَرْ ..
من سَالفِ الأزمَانِ تَقتاتُ الغرامَ لَهفَتي
مادامَ لي نَبضٌ.. وبِي أبهَرْ
أحببتُ ..بلْ أكثَرْ
ما تَرعَوي النَّارُ التي في أضلُعي ..أو تَكتفِي ..
مَهما بِها تَسعَرْ
مَارَستُ مثلَ النَّاسِ نَشوةَ اللِقا
ولِي طُقوسِي مِثلَهمْ
في خَلوةٍ ..أعتِّقُ الأحلامَ في مِرآتِها
وأرتَدي وسَامَتِي ..
أؤنِّقُ المَظهَرْ
أغوصُ حتَّى شَحمَتي عِشقاً
كَما أرَى العُشَّاقَ دَومًا يَفعلونْ
أستَحضِرُ انْفِعالِيَ المَكنونْ
أخوضُ في سِياقِ مَشهَدِ الجَوى
مُرتَكِبًا.. ومَا أزالْ
حَماقَتي في مَسرَحِ الجُنونْ
وإنَّني .. أقِرُّ يا حَبيبَتي
بِما بالأمسِ لَيلًا قدْ فَعلتْ
راودتُ تلكَ البُقعةَ الوردِيَّةَ الخَجلى
عن اقْتِطافِ سِحرِها
إذ باحَت الخُدودُ .. ذات سَهرَةٍ
فوقَ الرِّمالْ
رشَفتُ منها نَظرَةً
غَطَّتْ على جَميعِ نزواتِ الخَيالْ
أهْدى لَنا الليلُ النَّديمَ ..خلوةً
هَدَّا النَّسيمُ خَطوَهُ
تَسرْبلَ الميعادُ في ثَوبِ السُّكونْ
نامَ القَمرْ..
وشَدَّت النُّجومُ أسراجَ الرَّحيلْ
بالرُّغمِ من هذا بَدتْ .. سَماؤُنا أقمَرْ
وقدَّمَ الرَّملُ اعتِمادًا بَينَنا
لمَّا اقترَحنا دِفئَهُ
يَغدو سَفيرًا للوِصالْ
والليلُ صَارَ اليومَ لِي فُلْكاً
ألقَى مراسِيهِ... وما أبْحَرْ
حَبيبَتي .. سَأعتَرِفْ
مَررتُ في طَورينِ من عِشقِي
طَورٌ خَجولٌ خَافِتٌ.. يَجترُّني صَمتًا
بِعتمِ ضَعفي يَختَبي .. يَدَّثَّرْ
والآخرُ الجَهورُ في إشْراقةِ العُيونِ يُفشي سِرَّنا ..
مع رَقصِ نَبضَينا على لَحنٍ يُغنِّينا
ببَوحِ قَلبٍ مُفعمِ النَّجوىْ
يَحكي بِلا خَوفٍ نَوايا سَارقٍ ..
في غفلَةِ العَسكرْ
لا توصِدِي الأبوابَ في وُجوهِ صَحْواتي
يا أوَّلَ اسْتِفاقةٍ ..في لَيلِ أوهَامِي
أرهَقتِ هاتيكَ العيونَ إذ تُحاوِلينَ إقْصَائي
ففي بَريقِ كُحلِها مَلامِحي ..مَنقوشَةً ..مَقروءةً .. لَو تَعلمينْ
ما خُنتُها يومًا .. إلَّا بِها
ما ذُقتُ مرَّةً حلاوَةَ اليَقينْ
أو عاقرَ الخَيالُ يومًا حُلْمَهُ ..إلَّا لَها
إيَّاكِ والتَّفكيرِ ..أنْ تَنأَيْ
بصمتِكِ الذي طَغى صَوتًا على صَهيلِ أحلامِيْ
فذاكَ يَسبيني ويُغوينيْ إذًا أكثَرْ
إيَّاكِ من تَمرُّدٍ يا وحيَ إقدامي
في وجهِكِ الطَّهورِ أتقنتُ الغَرامَ دعوَةً
ما شِئْتُ في أركانِها.. أجهَرْ
لا تَحرِمي الأنْظارَ من جَمالِكِ الدَّامي
من مَشهدِ انتِهاكِيَ الصَّريحِ جدًّا .. خَطَّكِ الأحمَرْ
لا تَهرُبي من غَزويَ الجَريءِ أو
من نَشوَتي بالنَّصرِ في عينيكِ يا امتِدادِيَ الأخيرَ والأخطَرْ
من رَوعَةِ التَّصريحِ بارتِعاشَةِ الشِّفاهْ
حالما أقولُها وأستَبيحُ سُورَ قصرِكِ السَّامي
ألقِّنُ الجُندَ الَّذينَ قاوَموا
في صَولَتي ..دَرسًا بفنِّ الآهْ
ألْقي عليهِم من دَمي تَعويذَةً
حَصَّنتُها ... بآهةٍ لا تُقْهَرْ
هذا الذي جنيتُهُ في لَيلَتي
تَخُطُّهُ أقلامُ فجرٍ ربَّما
يأتي زَمانٌ فيهِ تَقرئينَني
وتعلمينَ أنَّني ومِثلُ كلِّ النَّاسْ
أحببتُ طَبعًا إنَّما هذا الهَوى المَخْبوءُ بينَ النَّومِ في وِسَادَتي
لا بُدَّ يومًا في صَباحٍ مُشرِقٍ أن يظهَرْ

وليد عارف الرشيد
13-04-2013, 07:46 PM
اقرئيني


اقـرئِــيــنــي .. دقِّـــقــــي بــــيــــنَ الــسُّـــطـــورِ=لـمـلـم ـي مـعــنــايَ مـــــن عُــمـــقِ الـبُــحــورِ
إنَّــــنـــــي الـــطَّـــيـــفُ الـــمـــوشَّـــى بــالــنَّــوايـــا=نــــ ئــــسٌ مــــــــا بــــيــــنَ نــيـــرانـــي ونــــــــوري
أتــــــبــــــدَّى فــــــــــــي قـــــــــــــراءاتٍ كــــقــــيـــــسٍ=أتـــغ ــنَّـــى بـــالـــهــــوى الـــــفـــــردِ الـــطَّـــهــــورِ
ثـــــــم لا ألــــبــــثُ أبــــــــدو مــــثــــلَ عــــمــــرٍو=أكــتــفــي مــــــن كــــــلِّ لــيــلــى بـالـحُــضــورِ
قُــــدَّ هــــذا الــثــوبُ مــــن صــــدرٍ وظــهــرٍ=فــــأحـــــارت فــتــنــتـــي كــــــــــلَّ الـــعـــصــــورِ
فــامــنــحــيــنــي فــــــرصــــــةً كــــيــــمــــا أداري=بــــيــــن أبـــيـــاتـــي عــــلامـــــاتِ الـــقُـــصـــورِ
فــــإذا شــابـــتْ مـتــونــي بــعـــضُ شــكـــوى=فـــثِـــقـــي أنَّ الـــمـــزايـــا فـــــــــي الــــصُّـــــدورِ
لــــــو سُــئــلـــتِ الـــيــــومَ عـــنِّــــي أخـبــريــهِــم=كيفَ تاهتْ في صحـارى البـوحِ عيـري
كيفَ غابَ الوجدُ من شِعري وأغْضـى=-حينَ عاثَ اللؤمُ في قومي- شُعوري
أوجـدي لـي فــي خَبـايـا الـحـرفِ ضــوءًا=وادفـــعـــي عـــنِّـــي انــكــســاراتِ الــظُّــهــورِ
قـدِّمـيــنــي هـــكـــذا .. إنْ شـــئـــتِ قـــولـــي=هــوَ مـثـلُ الـشَّـمـسِ فـــي وقـــتِ الهـجـيـرِ
نــــوَّســــتْ أضـــــــــواءَهُ غـــيـــمـــاتُ حـــــــــزنٍ=غــيــرَ أنَّ الــوهــجَ يـبـقــى فــــي الــحَــرورِ
هـــوَ مـــنْ فـــلَّ الـحـديـدَ الـصُّـلــبَ صــبــرًا=وتـــحـــدَّى الــقــتــلَ فــــــي أرضِ الــنُّــشـــورِ
هــــو مــــن عـامـيــنِ جــــرحٌ طــــاف نــزفًــا=مــــــن دمــــــاهُ أخــصــبَــتْ بِـــيـــدُ الـــدهــــورِ
هــــــو مــــــن لــــــم يــثــنــهِ خــــــذلانُ كـــــــونٍ=فـــــتــــــ ــــــالــــــى الله ربُّ الـــمــــســــتــــجــــ يــــرِ
هـــوَ مِـــنْ جـــوفِ اللـيـالـي صـــاغَ فـجــرًا=هـو بــاقٍ فــي حكـايـا المـجـدِ .. ســوري

وليد عارف الرشيد
13-08-2016, 11:05 AM
رسالة من شامي(من بلاد الشام) حر صغتها له بمداد الفداء والكرامة وبقوافي العزة :



مـــاضٍ أنـــا بــيـنَ الـنُّـجوم مــداري =وخُـطـايَ يـرشـدُها وضـوحُ مـساري

مــا كـنـتُ فــي الـدنـيا نـبيًّا مـرسَلًا =أبــــدًا ولا لـــي صــاحـبٌ وحَـــواري

أو كـنتُ (كـسرى) في غلوِّ مدائني =بــذخًـا ولا شُـغِـلَ الــورى بـسـواري

كلا ومـــا لـلـصِّـينِ كــنـتُ مـلـيـكَها =و(هِـرَقْـلُ) رومـا لـيس مـن سُـمَّاري

إنِّـــي ابـــنُ أرضٍ بـوركَـتْ وحـمـاتُها =ومـــلائــكُ الــرَّحـمـنِ تــرصــدُ داري

حسبي أنا الشَّاميُّ أُسمِعُ إن صَرختُ =وعـيـنُ أعـمـى قــد تـرى أنـواري

في الغوطتين زرعتُ بسمةَ حاضري =وسـقـيـتُها مـــن نــهـرِ مـــاضٍ جــارِ

فـــي كـــل ثـغـرٍ لــي يـرابـطُ خـالـدٌ =ويـــقــوم ســعــدٌ لــلـنِّـزالِ يــبــاري

مـلَـكًـا أســيـرُ بــرغـمِ كـــلِّ تـكـالُبٍ=أطـلـقـتُ شُـريـانـي بـقـلـبِ حِـصـارِ

بــدمـي يـبـثُّ الـخُـلدُ ســرَّ تـفـرُّدي =وعـلـى الـتُّـرابِ تـكـشَّفتْ أسـراري

سـمـحٌ وفــيٌّ فــي الـعـهودِ وإنَّـني =بـيـنـي وبــيـنَ الـنُّـبْـلِ عَــقـدٌ ســارِ

جَـــلــدٌ صـــبــورٌ واثـــــقٌ مــتــوكـلٌ =والأرضُ تــعـرِفُ والـسَّـمـا إصـــراري

إنِّـــي عــقـدتُ الــعـزمَ أن أرتــادَهـا =ولـــقـــد أُقــــــادُ لِــجــنَّــةٍ بــالــنَّــارِ

فـرميتُ صَـمتي حـينَ قـلتُ: بَـخٍ بَخٍ=ونزعـتُ قــيـدي واتَّــخـذْتُ قــراري

وليد عارف الرشيد
13-08-2016, 11:23 AM
عندما تغص الحروف


أسـائـلـتـي: مـــا بـــالُ حــرفِـكَ غــائـبُ؟=وهــل مـثـلَكمْ مـن تُـسكِتَنَّ الـمـصائبُ ؟
ذوى البوحُ في قلبي المُعنَّى و قــد بدَتْ=شــفـاهُ الـقـوافي فــي الـضُّـروبِ تَـثـاءَبُ
لــقـد كــانَ لــي فــي كــلِّ شــطٍّ مـنـارةٌ=وفــــي كــــلِّ بــحــرٍ لـلـقـريـضِ مــراكـبُ
ولـــكـنَّ موجَ الــقـهـرِ أطــفــأ وحــيَـهـا=وأغـــرقـــتِ الأفــــــلاكَ فــيــنـا الــنَّـوائـبُ
ومـا مـــن بـشـيـرٍ كـــي يــشـدَّ ربـاطَـنا=إذا نـالَـنـا فـــي الـشِّـعـرِ ريـــحٌ وحــاصِـبُ
ومـــــا مـــــن ربـــوعٍ تــسـتـفـزُّ يــراعَـنـا=ولا مـن أمـــــانٍ تـقـتـديـهـا الــمــواكـبُ
فـأيــن الــنواعـيـرُ الـطــروبُ تــهــزُّنــا=إذا شـجـنًـا نــاحَـتْ .. وعـــاصٍ يـراقـبُ ؟
وأيــن شــآمي تـشـعلُ الـحـرفَ فـتنةً ؟=وهــل بـردى كـالأمسِ نـفسٌ تُـخاطِبُ ؟
فـــلا الـيـاسـمينُ الــيـومَ يـوحـي لـعاشقٍ=ولا الـبحرُ يحصي الموتَ ..والمدُّ ضارِبُ
وقــد عــاثَ فــي الأهـلينَ غـدرًا وخـسَّةً=وفــي الـزَّهـرِ والأشـجارِ والـحيِّ غـاصبُ
أدارَتْ له الأقــوامُ كـــــلَّ ظــهــورِهـا=فــحـامـلُ حــبــلِ الــعـيـرِ ظــهــرٌ وغـــارِبُ
وصُــمَّـتْ له الآذانُ .. أعــمَـتْ عـيـونَـها=شـيـاطـيـنُ دنــيــا الــعـهـرِ لــمَّـا تـكـالـبوا
وسُــدَّتْ دروبُ الـحـقِّ مــن كــلِّ شِـرعَةٍ=ونــامَـتْ عــلـى ذبــحِ الـقـريـبِ الأقــاربُ
تــجــرَّا عــلــى عِــرضِ الــكـرامِ دنـيُّـهُـم=وصــالـتْ بـسـاحـاتِ الـسِّـبـاعِ الـجـنادبُ
لأعـــــــلـــــــمُ أن اللهَ واقٍ صـــــــدورَنــا=وإنْ نُـشِـبَتْ فــي الـصَّـدرِ دهـرًا مـخالبُ
فــلا تُـخـضِعَنَّ الـشـامَ –ويــكِ- ذئـابُـهم=ولـــن يُــخـرِسَ الـنَّـسْرَ الـمـحلِّقَ نـاعـبُ
أقــيـلـي - رعـاكِ اللهُ - عــثـرةَ شــاعـرٍ=لا هـــوَ يُــهـدى الــبـوحَ .. أو هـــو تــائـبُ
فـطـيـفُـكِ فــيــه الــنُّــورُ يـَـهـدي ضــلالـةً=ومـن حِـضنِ لـهْفٍ مـنكِ تُجلى المتاعبُ
ولا تُــحـصـيَـنَّ الـــوقــتَ فيمَ أضــاعــهُ=دعـيـهِ فـنـبضُ الـشَّـوقِ فـيهِ الـمحاسِبُ

وليد عارف الرشيد
15-08-2016, 08:52 PM
عجبًا


إنِّي عجِبْتُ لمن إسلامَهُ اعتَنقا= مثَّاقلًا بهوًى في القلبِ قد علِقا
تشدُّهُ من إزارِ النَّفسِ شهوتُهُ = إلى الرَّخاءِ يُمنِّيها مزيدَ بَقا
يُشقيهِ ذِكرُ الفنا إذ كلَّما أزِفَتْ = تسومُهُ داعياتُ المُنتهى رهَقا
هلَّا اعتبَرْتَ بقلبٍ مبصرٍ لترى = يا كارهَ الموتِ هل للخُلدِ من سبَقا؟
أما رأيتَهمُ ماضينَ في قدرٍ= إلى المصيرِ على أقفائِهِم فِرَقا
لا مالَ يُنْجي ولا ملجًا تلوذُ بهِ= إذًا فقارونُ أوْلى منكَ مُنعتَقا
إمَّا ابتُليتَ دعوتَ اللهَ في لهَفٍ = دعاءَ راكبِ فُلكٍ أوشكتْ غرَقا
وصُغتَ نجواكَ من حرفِ الرَّجا حِكَمًا= وقلتَ: رُحماكَ ربِّي .. فاحفظِ الرَّمقا
حتَّى إذا ما أمِنتَ اخْتلتَ في صلفٍ = وهِمْتَ في البرِّ تهذي كيفما اتَّفقا
فويحَ من راودَتْهُ النَّفسُ عن فِطَنٍ= فباتَ يُكثرُ في أحلامِها الطُّرُقا
وويحَ من كانت الأهواءُ مركِبُه ُ= فلا يَميزُ بعينِ الوهمِ مُفتَرقا
إنِّي أعيذُكِ نَفسي من جنا طمعٍ = أن تُخرِجي سفهًا من جيديَ الرِّبَقا
أنْ تخدعنَّكِ زهراتٌ مصنَّعةٌ= حتى وإنْ أبْهرَتْ .. لا تنثُرُ العبَقا

وليد عارف الرشيد
15-08-2016, 08:57 PM
رحيلك يذهب عقلي


يأبى الفؤادُ وداعَهُ بحسامِ = لا تذبحيه .. بنظرةِ استسلامِ
يا نجمةً يأتمُّ كوني نورَها = لا تقطعي النجوى بنا وتنامي
لا ترحلي أرجوكِ مازالَ الهوى = لم ينهِ ما اختَرنا منَ الأحلامِ
إنِّي أهابُ الفصلَ منذُ ولادتي = قسرًا، وإنِّي قد كرهْتُ فِطامي
لا تنزعيكِ من الوريدِ تريَّثي = لو غبتِ عن دميَ المراقِ تُلامي
لم تنْمُ قبلَكِ في حقولي زهرةٌ = أو حادَ عن مسراكِ بعدُ غَمامي
عينايَ لا تبكي، فخلفَ دموعِها = أخفي عيونَ هزيمتي وحُطامي
هلَّا شققْتِ عن الضُّلوعِ لتعلمي = ماذا جرى بحُشاشَتي، وعظامي
رحماكَ يا اللهُ إنِّي مسَّني = من آهِها ضُرٌّ أشبَّ ضِرامي
حدَّدتُ فيها وجهتي عند اللقا = ونسفتُ خلفي وابتدَرْتُ أمامي
وبدأتُ تاريخي بيومِ وصالِها= مستنصِرًا يومًا على الأعوامِ
والآن تقتلُني بعتمِ وداعِها = فأنرْ لعبدِكَ وحشةَ الإظلامِ
ضلَّتْ أفانينَ الفصاحةِ أحرُفي = وأضعتُ في رجْفِ الشِّفاهِ كلامي
وأخذتُ ألحَنُ والمواجعُ في دمي = تمتدُّ من رأسي إلى أقدامي
كل الظروف تواطأت في مقتلي = وتسلحت للنحر بالأسقامِ
سبقت إليك لواعجي بالحمد يا = من أسلمت نفسي إليه زمامي
من لي سواكَ لِما قَدَرتَ وكيفَ لي= صبرٌ إذا لم تقبل استرحامي
فاغفر إلهي إن شردتُ تألُّمًا = فالعقل يذهلُ ساعةَ الإيلامِ

وليد عارف الرشيد
15-08-2016, 09:02 PM
عرس الحق



كَــفَـى ألَــمًـا رجَــوْتُـكِ يـــا شَـــآمُ= وكُـفِّـي الـصَّـوْتَ فـالْـجيرانُ نـامـوا

ودَعْـــكِ الْـيـومَ مــنْ مَــدَدٍ وغَــوْثٍ=تـنـحَّى الـرُّمْـحُ وانْـكَفَــأَ الـحُسـامُ

كَـــفــاكِ تَـــأمُّــلًا فـــالْأفْــقُ عــــامٍ=فـــــلا قــبَــسٌ يَــلــوحُ ولا غَــمــامُ

أمَـــا تُـصْـغينَ لَـمَّـا الْأرْضُ ضَـاقَـتْ=وقـالَتْها : (عـلى الـدُّنْيا الـسَّلامُ)

فـَـقـومـي لِـلْـمَـعـالي دونَ وعْــــدٍ=فمــــا لِأصــاغِــرِ الْــقُـرْبـى احترامُ

تــوَلَّـي شَــوْكَ كَـفِّـكِ وامــْسِكِـــيهِ=بِـحـبْـ ِ اللهِ .. يُــرْجـى الْاعْـتِـصـامُ

وقَــوْلِــكِ: يـــا إلــهـي شُـــدَّ أزْري=فـلَـيسَ - بـنـَجْدةٍ مـنْـهُ – انْـهِـزامُ

أقـيـمـي مِـــنْ تُـراثِـكِ ألْــفَ عَـهْـدٍ=مــــنَ الاُمْــجـادِ يـنْـبـَعِثُ الـمَـقـامُ

ألا يــــا شـــامُ ســامَـكِ مُـسْـتَـبِدٌّ=طـغى فـي الْـخَلْقِ تـدفَعُهُ الْـلِئامُ

قضى أهلوكِ فوْقَ الْأرْضِ صَرْعى=وتــحْــتَ الأرْضِ يُـمْـتَـهَـنُ الْــكِـرامُ

وبِــنْـتُ الْـعِـزِّ قُــدَّتْ مــنْ وحــوشٍ=وطــفْـلُـكِ بَـــيْنَ وابِــلِـهِـمْ يـُضـامُ

وهــذا الْــحُـرُّ فـــي الْأصْـقـاعِ لاجٍ=وبــعْــدَ الـــدَّارِ أُشْــرِعَـتِ الْـخِـيـامُ

وذي الشطآن لافظةٌ لحلمٍ = بظهر الموج يتلوه الغلامُ


ألا آهٍ شَـــــــــــــآمُ وألْـــــــــــــفُ آهٍ=وألْـــفُ الْألْـــفِ يُـشْـعِـلُها الـضِّـرامُ

-فــديـتُـكِ- إنَّ بـاطِـلَـهُـمْ تَــمــادى=وحَـاشـى الْـعَـدْلَ بـاطِـلُهُمْ يُــدامُ

ألا تـَــثِـــقـــيـــنَ أنَّ الــــــنُّـــــورَ آتٍ=بــوعْــدِ اللهِ مــــا امْــتـدَّ الــظَّـلامُ؟

فـقـومـي جَــهِّـزي لِـلْـفوزِ عُـرْسًـا=أرى الــشُّـهـداءَ بـالـرَّايـاتِ قــامـوا

ولا تَــهِــنـي إذا بــالْــحَـقِّ مـــاتــوا=فــعُـرْسُ الْـحـقِّ أجْـمَـلُ مــا يُــرامُ

وليد عارف الرشيد
01-09-2016, 07:27 AM
وجه الكرامة


أرْسَلْتُ سُؤْلي عنكِ في صَهَلِ الأصائِلْ
لمْلَمْتُ أورادَ الذُّهولِ
وما بَدا منْ دهشَةٍ
في وجْهِ سائِلْ
ونثَرْتُ كلَّ مواجِعي مزْروعَةً
بينَ الرَّسائِلْ
أسكنْتُها قلبَ الحُروفِ
فأوّلي أو قارِني ..
هذي الدلائِلْ
حورانُ غصَّتْ بالحنينِ يراعَتي
واندَسَّ حزْنُ الليلِ في صوتِ القصيدةِ..
وافْتَرى ..
فاغْتالَ لحنَ الفجرِ في شدْوِ البلابِلْ
فاضَتْ بأدمُعِها اللغاتُ ولم أزَلْ
آتيكِ شِعرًا فارِدًا أحلامَهُ
وأراكِ مُشرِعةً لريحِ الحبِّ
صدْرَ سهولِكِ الحمراءَ
رغمَ الموتِ
في زخَمِ القنابِلْ
فالشَّوقُ يا فتَّانَةً
لو تعلَمينَ .. تئِنُّ من أشجانِهِ
أعْتى الكواهِلْ
فتذكَّري كمْ مرّ غيثُ العشقِ
يحمِلُ شهقَتي
ينْثالُ منها القطْرُ ..
والسَهلُ المخضَّبُ بالنَّدى
يهتزُّ منْ رقصِ السَّنابِلْ
كم واشِيًا في فجرِ نصْركِ بثَّ لي
"صدَقَ المقالُ و يا له من قائلْ" :
حورانُ وجهةُ من يشدُّ رِحالَهُ
للبحثِ عنْ وجهِ الكرامةِ مُشرِقًا
بل قبلةٌ للمجْدِ
تعرفُها
المسالِكُ ...
والمراكِبُ ...
و القوافِلْ ...!!!

وليد عارف الرشيد
01-09-2016, 07:30 AM
أمثلهنَّ أنا؟



أمثلهنَّ أنا؟ قالتْ .. فقلتُ: بلى = إن يستوي الوردُ والعودُ الذي حمَلا
أمثلنَّ أنا؟ .. يا ويحَ قافيتي = هزَّ السؤالُ شعورَ الحرفِ فانفعلا
أمثلهنَّ أنا؟ ماذا أقولُ لها ؟= بل كيفَ أوردُ في عليائِها المَثلا ؟
لو أن طيبَكِ يسري في مواردِهم = لما رأيتِ شهيقي فيكِ مُعتقلا
لو لم تكوني خلافَ الكلِّ لاختنقَتْ = فيَّ الليالي وما صبحُ النَّدى اكْتملا
لولاكِ ما خطرَتْ للشِّعرِ فكرتُه = عن الأنوثةِ أو صاغَ الهوى جُملا
قالتْ: أجبْ فصريحُ القولِ ينصفُني = فقلتُ: إن لم يصلْكِ الحالُ وا خجلا
هونًا عليَّ فما فكرتُ ثانيةً = أني إليكِ سفيري اليوم قد خَذلا
أما قرأتِ عيونًا قالَ صاحبُها =وما تقولُ العيونُ الزُّورَ والخَطلا
أما شعرتِ بقلبٍ طار منقسِمًا = شطرين سعيًا إلى لقياكِ مرتحِلا
هلَّا سمعتِ مع الأنسامِ صوتَ صدًى = يحكي صراعَهما لمَّا لكِ اقتَتلا
إمَّا تَرينَ فهذا الرَّدُّ طافَ دمي = وقد نقشتُ على الشُّريانِ : ليس ولا

وليد عارف الرشيد
01-09-2016, 07:35 AM
أنتم لها جنود الشام



ما نالَ طهرَكِ يا شآم الباسُ = مهما استباحَ المارقونَ وجاسوا
كم من (هرقلٍ)في رباكِ تجرَّأتْ= أجنادُه وسَرَتْ بهم أرجاسُ
ومضَوا وأوحالُ الخنى بجباهِهِم = ولأنتِ أنتِ فما تهونُ الرَّاسُ
أبني أميَّةَ مذْ هجرنا إرثَكُم= نضبَ المَعينُ وأطبقَ الإفلاسُ
عاثَ المجوسُ بموئِلي وعروبَتي = وبكى المظفَّرُ وانتحى العبَّاسُ
ولخالدٍ نُكئتْ جراحُ طعونِه= زفرت ليرموكٍ به الأنفاسُ
صدِئَتْ لسعدٍ–ويحنا - أسيافُ من = صالوا بفارسَ واشتكَتْ قدَّاسُ
(وأبو محيجنُ) ما انبرى لسعيرِها= إذ أسكرَ البلقاءَ منه الكاسُ
كم عتبةٍ يا قومُ في بغداد =دنَّسها الغريبُ ودكَّها الأنجاسُ
كم من حسينٍ في حراسةِ قومِه = نصبَتْ له أشراكَها الحرَّاسُ
كم زينبٍ في الرافدين تقَطَّعتْ= أوصالُها وتواطَأ الخَنَّاسُ
ما هبَّ من بيروتَ جندُ عمامةٍ= وهنا لديكِ استبسَلوا وأماسوا
لعيونِ كسرى تستباحُ زهورُنا = يرثي بياضَ الياسمينِ الآسُ
ضاقَتْ بكِ الأرجاءُ يا شامَ الكرا=مةِ واحتَفتْ فيما دَهاكِ النَّاسُ
وقفت تراقبُ نزفَ قلبِك أمَّةٌ = مافي غزير حشودها من ياسو
أنتم لها -أهلَ الخطوبِ- ودأبُهُ =عندَ القساوةِ يُعرفُ الألماسُ
أنتم لها يا جندَ سيفِ الله =حِينَ أصابَ بعضَ المرجفينَ إياسُ
إني أرى فوق النزيفِ جحافلًا = ما نالَ منها في البَلا إبلاسُ
زحفَتْ يراودُها لوعدٍ نورَه = واخضرَّ في عينِ الجهادِ يَباسُ

وليد عارف الرشيد
01-09-2016, 07:39 AM
بشرى الجوع



قومي فلسطينُ الصَّباحُ مهيبُ = والشَّمسُ إن سطَعتْ فليسَ تغيبُ
واستبشِري يا شامُ ذاكَ مخاضُها = فالضَّوءُ فيكِ لمُنجَبٌ ونجيبُ
واجْني عراقُ بسعْفِ نخلِكِ موسمًا = فغدُ البلادِ برافدَيْكِ قشيبُ
وتحلَّلي يا تعْزُ من حبلِ الخنا = قِ فلا يليقُ بوجنتَيْكِ شحوبُ
وجمَتْ وجوهُ دفاتري مذْ هالَها = وجعٌ بأمعاءِ الجياعِ رهيبُ
ونأتْ يُبكِّيها الحصارُ قصائدي = حتى علا بينَ الحروفِ نحيبُ
وتنفَّسَ النَّبضُ الكسيرُ بلا هوا = وانداحَ في دفقِ الوريدِ وجيبُ
وأفقتُ بعد المشهدِ المسوَدِّ أشـ = هبَ آملًا ما نالَ منِّي الحُوبُ
رسمَ اليراعُ بعينِ كلِّ محاصَرٍ = لوحاتِ تقوى ما بهنَّ ذنوبُ
وخَلوفُ ريحِ الجائعينَ زفيرُهِمْ = عبَقُ النَّسيمِ يعمُّ منهُ الطِّيبُ
لم يُجْدِ ما نفَثَ الجناةُ فسمُّهمْ = مهما سطا بدمِ الصُّمودِ عُذوبُ
واستيأسَ البارودُ من أحلامِنا = واحتارَ في هِمَمِ الورى التَّعذيبُ
فتكالبَ الوكلاءُ في ساحاتِنا = صهيونُ يعوي والمجوسُ تجيبُ
ودنا الحصارُ .. فجوعُ أهلِ رباطِنا = في نهْجِ شيطانِ الدُّنى مطلوبُ
لكنَّهمْ جهِلوا خُلاصةَ مجدِنا = يا ويلَهمْ .. حينَ الرَّبيعُ يؤوبُ
ستصيرُ أثداءُ النَّوالِ متاحةً = في كلِّ صدرٍ للرَّجاءِ حليبُ
وسيُمطرُ الميعادُ خبزَ خلاصِنا = والله ِ .. إنَّ زمانَهُ لقريبُ

وليد عارف الرشيد
04-10-2016, 12:27 AM
بدرٌ أرهقَتْهُ أحزانُ شمس (1)

إنْ لمْ يكُنْ إلَّا بكاؤُكِ مُؤلِمي ...
فكفى بدمعِكِ مُسقِطًا أرْكاني
إذْ عندما تبكينَ
تبدو الأرضُ حُبْلى بالوجَعْ
تتصحَّرُ الأوقاتُ .. تندثِرُ الثَّواني
وتجِفُّ عينُ الحُلم ...في جوفِ الأماني
ويَحارُ نجمُ القُطبِ أينَ يقيمُ في مدُنِ السَّماءْ
تستنكِفُ الأنْسامُ في مجْرى الفُصولِ تعثُّرًا
ويغيبُ لحنُ الدِّفءِ عنْ حفْلِ الشِّتاءْ
لوْ تعلمينَ بأنَّه يا حُلوَتي
ما غابَ نوري في مَدى عينيكِ مذْ أطلقْتِها
إلَّا لأنَّ البدْرَ يخجَلُ من شُعاعِ الشَّمسِ
حينَ تجيدُ غزْلَ الصُّبحِ في الأكوانِ
أو إنَّه ينصاعُ للفجْرِ المطرَّزِ
بانْثِيالِ الضَّوءِ .. والأزهارِ ... والأنْداءْ
لا تقتُليهِ بدمعِ حزنِكِ إنَّهُ
تُنْسيهِ معنى الليلِ أجْفانٌ تضجُّ
بحُرقةِ الأحزانِ
يحتاجُ وقْدَ السَّعدِ من عينيكِ
حتَّى يهتَدي للنُّورِ
في طُرُقِ المساءْ ....

وليد عارف الرشيد
04-10-2016, 12:30 AM
بدرٌ أرهقَتْهُ أحزانُ شمس (2)

إنِّي خَجولًا قدْ تَصيَّدْتُ المعابِرَ باحثًا عن وجْهَتي
منِّي إليكِ مبشِّرًا فلَعلَّني .. ألْقاني
أدمنْتُ نثرَ حنينيَ الفيَّاضِ في ليلِ الصفاءْ
ها عدْتُ منتظرًا .. هجرْتُ قبيلَتي ..
والحلمُ أطلقَ برقَهُ
مستسْقيًا وعْدَ الرَّبيعِ الحُرِّ في شفتيكِ
ووقفْتُ تُؤْويني
بظلِّ العتْمِ زاويةٌ بدَتْ
في ضيقِها سَكَني ...
غدَتْ عُنْواني
وبَقيتُ تسْترُ ظُلمَتي .. فُرَجُ الرَّجاءْ
ومددْتُ كفَّ الوجْدِ أمسَحُ دمعَةً
في خدِّ طيفٍ ...
أثخنتْهُ نوازِلُ الأشْجانِ
لا تقْلَقي من ريحِ أشْواقي إذا
ما هبَّ عاصِفُها في رُكنِ نافِذةٍ
بالَغْتِ في إغْلاقِها
خوفَ التَّلبُّسِ بالبُكاءْ
فأنا وأحْلامي وليلِ صَبابَتي ..
وزماني .....
نقْتاتُ من فجْرِ النَّوى .. فلعلَّهُ
يُفْضي إليكِ ويرْتَدي
بُرْدَ اللِقاءْ .....

وليد عارف الرشيد
04-10-2016, 12:44 AM
تشطير القصيدة الدمشقية
تشطيري ما بين الأقواس


هذي دمشقُ .. وهذي الكأسُ والرّاحُ =(وذا حنينُ الهوى يا شامُ يجتاحُ)
( لا تسألوا ذا النَّوى فيما جرى دمُه) = إنّي أحبُّ .. وبعضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ .. لو شرَّحتمُ جسدي = (وجدتمُ أنَّ همسَ القلب نوَّاحُ)
(ولو لمستُمْ شغافَ الصَّدرِ أخبرَكمْ) = وسالَ منهُ عناقيدٌ.. وتفّاحُ
ولو فتحتُمْ شراييني بمديتِكم = (أبصرتُمُ وجهَها تعلوه أتراحُ)
(ولو تبعتمْ مسيرَ النَّبضِ في سكَنٍ) = سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا =(وما يفيدُ لعشقي اليومَ إصلاحُ)
(وليس تنفعُ داءَ الرُّوحِ أدويةٌ) =وما لقلبي –إذا أحببتُ-جرّاحُ
مآذنُ الشّامِ تبكي إذ تعانقني = وللمآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
للياسمينِ حقوقٌ في منازلِنا = (وظالمُ الزَّهرِ في الأعرافِ سفَّاحُ )
(وشجرةُ التُّوتِ بعضٌ من أقاربِنا) = وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغتي = (هنا الشُّهودُ دمي .. شعري.. وما باحوا )
(هنا يَراعي على جنبَيهِ أجنحتي ) = فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟

وليد عارف الرشيد
04-10-2016, 12:59 AM
بشائر شعبان


جئْتَ يا شعبانَ الرِّضا بطيوبِ = فسَعِدْنا بعطرِ هذا الهبوبِ
تلكَ ريحٌ تعطَّرَتْ لنفوسٍ = ونفوسٌ تزيَّنَتْ لحبيبِ
ورِعًا يطرقُ الضِّيا بابَ قلبي = ويراني مستغرِقًا بذنوبي
فيزيلُ الذي بدا من غُباري= ويُجلِّي بالأمنياتِ كُروبي
يمسحُ الحزنَ كفُّهُ عن جفوني = بهدًى من لدُنْ كريمٍ قريبِ
يرفعُ العتْمَ عن متاهاتِ ليلٍ = ينثرُ الصُّبحَ في مسارِ الدُّروبِ
وبه ترقى الرُّوحُ إذْ أثقلَتْها = راسِباتٌ من فاتنٍ ولَعوبِ
رمضانُ النَّدى بصومِكَ يشفي = يابساتٍ شكَوْنَ عهدَ الشُّحوبِ
فيكَ يا شهرُ ألفُ شهرٍ تجلَّتْ = بشروقِ البهاءِ آنَ الغروبِ

وليد عارف الرشيد
04-10-2016, 01:06 AM
خمسون عامًا


خَمسونَ عامًا والْفُؤادُ يَبوحُ=والرُّوحُ تَغْدو بِالْهوى وتَروحُ
خَمسونَ عامًا كُنْتُ أحْسَبُ وجْهَهَا=كَأْسَ الْغَرامِ يَمَلُّني فَتُشيحُ
خَمسونَ عامًا كمْ ظَنَنْتُ مَراكِبي=تَرْمي الْمَراسي والْمَغيبُ يَلوحُ
أوْ أنَّني ما عادَ يُثمِلُني الْغِوى=لَوْلا وَقَفْتُ بِبَحْرِهِنَّ أصيحُ
اللهَ ما تلْكَ العُيونُ؟ تَؤُمُّني=مِنْ سِحْرِهنَّ وَقائِعٌ وفُتوحُ
فَوَجَدْتُ فَجْري في شُروقِ صَباحِهِنْ= نَ وَشَدَّني نَحْوَ الشَّبابِ طُموحُ
في صَمْتِها الْمَكْبوتِ صَرْخَةُ ثَوْرَةٍ=وتَمَرُّدٌ في الْحاجِبَيْنِ جَموحُ
وعلى شَواطِئِ حُزْنِها رغْمَ التَّجَلِّـدِ= تَحْتَ أمْواجِ الدُّموعِ قُروحُ
وعلى خُيوطِ الرِّمْشِ قِصَّةُ زَهْرَةٍ=تُهْدي الْبَرايا بَهْجَةً وتَنوحُ
في عُمْقِ نَظْرَتِها عَوالِمُ دَهْشَةٍ=والطَّرْفُ كَوْنٌ لِلْبَهاءِ فَسيحُ
في خَدِّها احْمَرَّتْ مَواسِمُ فِتْنَةٍ = والثَّغرُ نِدٌّ لِلشُّموسِ صَريحُ
النَّفسُ كالرَّيحانِ فاحَ عبيرُها =والقلبُ من نبضِ النَّقاءِ سَموحُ
والْحَرْفُ إمَّا طالَ فاها غَرَّدَتْ =وأتاكَ شَدْوٌ آسِرٌ وصَدوحُ
هَيَ في لُغاتِ الرِّيحِ أجْمَلُ نَسْمَةٍ= ونَدًى بِعُرْفِ الْوَرْدِ حينَ تَسيحُ
مَنْ ذا يُؤَوِّلُ لِلنُّجومِ مَواجِدًا= أمْ مَنْ إذا تَعِبَ الْكَلامُ يُريحُ؟
مَنْ ذا يَصوغُ الْآهَ مِثْلَ شُجونِها؟ = روحٌ تُغَنّي .. كَيْفَ تُطْرِبُ روحُ؟
أدْرَكْتُ أنَّ الْقَلْبَ يَأْبى أنْ تَجِـفَّ = عُيونُه .. هذا الوريدُ نَضوحُ
خَمسونَ عامًا ما هَوى فيها وقامَ = ولمْ تَزَلْ تُبْنى عَلَيْهِ صُروحُ

وليد عارف الرشيد
18-10-2016, 12:19 AM
لست غِرًّا

طافَ حولي .. ما تراهُ؟
منشبًا .. أظفارَ عينيهِ .. انتبهْ
لا ترى أم لا تغارْ؟
قلتُ: لا .. لا.. إنَّ صَمتي ..
قُدَّ من صبرٍ .. و وعدٍ ….
وانتظارْ
وبهِ لولا علِمتِ
ألفُ رَعدٍ .. واحتباسٍ ...
وانفجارْ !
غير أنِّي لستُ غِرًّا
حالما أيقظتِ وهمًا
أو أثرتِ اليومَ من حولي الغبارْ ..
كان بدًّا أن ترَيني .. أُستَثارْ
ليسَ عيبًا حُلوتي
أن تَهبيني
بعضَ لفتٍ ... لانتباهٍ ..
أو دلالٍ
إنَّما عيبٌ خطيرٌ سافرٌ
بل .... ألفُ عارْ
هو إخضاعُكِ عشقًا قد تسامى ..
وترامى
خلف آفاق اليقينِ
لدواعي الوهمِ .. حُمقًا ...
في أنابيبِ اختبارْ !!!!!

وليد عارف الرشيد
18-10-2016, 12:30 AM
أرق


الوجدُ يلفحُني من حرِّهِ الأرقُ = والحلمُ يا وطني سُدَّت له الطُّرقُ
ما كانَ لي من عيونِ العشقِ أدمعُها = قبلَ الفراقِ وما أنصفْتُ من عشِقوا
حتى استفاضَ يراعُ الهجرِ في قصصٍ = على الطُّلولِ بكى من شجوِها الورقُ
ورحتُ أروي بهطلِ السَّردِ فالتبسَتْ = على الجليسِ دموعُ الفقدِ والودَقُ
يا ليتَ يسعفُني حينٌ فأدركُها = حمائمَ الحي حين الفجرُ ينطلقُ
ألقِّنُ الطَّيرَ ألحانَ الهوى رسُلًا = ويرصدُ القلبُ وعدَ الرَدِّ والحدَقُ
أساهرُ الصَّمتَ حدَّ الفجرِ في طربٍ = أرتِّلُ الشَّوقَ في ذكرِ الألى سبقوا
أعاقرُ الذكرياتِ الماثلاتِ جوًى = والوجدُ يلفحُني منْ حرِّهِ الأرقُ

وليد عارف الرشيد
18-10-2016, 12:43 AM
حمَّى الحرف


بيني وبينَ البَّوحِ بارقُ همسَةٍ = لو دامَ لي عمرًا ودِدْتُ مزيــــدَهْ

خـذْ مـن شُعورِكَ يا أديبُ بذورَهُ = وازرعْ بتُربِ الشِّعرِ ألفَ قصيدَةْ

أشـرِعْ لحمَّى الحرفِ أبوابَ الجوى = لا تـخشَ إن طلَبَ الفؤادُ عديدَهْ

إنَّ الـقـلوبَ إذا تـقـاعسَ نـبـضُها = ستخوضُ في دفْقٍ مضى لتُعيدَه

أرأيتَ لو أنِّي وحيدٌ في الفلا = وقصائدي بين الضلوعِ وحيدةْ ؟

لتلوتُها في كلِّ ريحٍ أقبَلتْ = وعزفتُ شعري بالهوا، تنهيدَةْ

إنْ ما أصَبْتُ السَّامعينَ من الورى = فلربَّ طيرٍ عابرٍ فيصيدَهْ

ولعلَّ شدوَ الطَّيرِ يوصِلُ مرَّةً = صوتي إلى كوْنٍ توسَّدَ بِيْدَهْ

فيسيرَ غيثًا يستفزُّ أديمَهُ = ويصيرَ في بدنِ النَّجيلِ وريدَهْ

ويكونَ إن ضاعتْ فصولُ الأوَّلينَ = ربيعَها .. ويجيزَني غِرِّيدَهْ