مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر محمود موسى
محمود موسى
08-06-2006, 11:15 AM
هذه أولى قصائدى أضعها بين أيديكم سائلا الله أن تحوز الإعجاب
وبدايةً هذا هو الرابط بإلقائى تعقبه القصيدة مكتوبة
http://www.9q9q.net/index.php?f=ORnbd7uQ
و ثار الكون
ــــ
أصْبَحَ اليومُ الجديد
و استضاءت غُرفتى
بالشمس تدنو من بعيد
كنتُ وحدى
ممسكاً تلك الصحيفة
فَتَّشَتْ عيناى فى شَتَّى العناوين الخفيفة
و الأقاويل الطَّريفة
صفحةٌ ..
فى صفحةٍ
واجهتُ أنباءً مخيفة
يالها من رهبةٍ بين الضلوع
أوقَدَتْ بالقلبِ نارا
جمَّدَت فيَّ الدموع
حَرَّكت فى قاع نفسى
فزعةً ..
تأبى الرجوع
كلُّ يومٍٍ
كل ساعة
يطرق الآذان ما تخشى استماعه
إنه ذاك الخبر
قد لاح فى جدٍّ يقول بأنها
قد زُلزِلت
قد مُزِّقت
بالأمس أضلعُ بلدةٍ
صارت ركاماً من تراب
و انصَبَّ طوفان الهلاك و قد أتى
متسلّطا
من كل باب
و أَلان قاعدة البناء تمايلت
فتهشَّمت
قممٌ
توارت بالخراب
و قرأْتُ فى بدء السطور الكارثة
حقاً و ربى كارثة
ألفٌ و ألفٌ ،
خلف ألفٍ يرحلون
صفاً هنالك يجمعون
فى زمرة الأشلاءِ
فى ذاك السكون
ما زِلتُ أقرأُ فى سكون
و استوقفتنى بعد شبرٍ ..عاصفة
حقاً و ربى كارثة
ألفٌ و ألفٌ ،
خلف ألفٍ يرحلون
صفاً هنالك يجمعون
فى زمرة الأشلاءِ
فى ذاك السكون
ما زِلتُ أقرأُ فى سكون
و استوقفتنى بعد شبرٍ ..عاصفة
تدنو خطاها من قلوبٍ واجفة
و الكل يبحث
أين أستارُ السفينة
الماءُ قد غَمَر المدينة
كلُّ السحائبِ جُمِّعَت
ألقت سهاما
تخرق الأجواء ما كانت حصينة
و الغَيم طَوَّق كل شىءٍ
كل شىءٍ
و الصراخُ علا بجدٍّ قائلاً
أين السفينة
مهلاً ..
فمَنْ ذاك الذى منكم ينوح
أوَقَد ظننتم أنكم من قوم نوح؟!
يا من توارى و انتَحَب
قد مات نوحٌ و احتجب
ترك السفينةَ للذى
يبغى النجاة ..و إن ركب
لكِنَّ فينا للبُغَاة مصائباً
زرعوا البقاع نوائبا
بيَدِ الجهالةِ هَدَّموا
ما بالسفينةِ من سبب
فتكَسَّرت
و الآن منهم من ينادى آيباً
فى الحين إذ لم يُستَجَب
يا للعجب
تمضى علىَّ من الثوانى عدةٌ
أضع الصحيفةَ مطْلقاً
نفساً طويلا
خاطَبْتُ أرضى
أسأل الأحجار خاطبت السهولا
و الخوفُ كَبَّل بالسؤال مقالتى
و أراه فى قلبى ثقيلا
أولم تزل بالصمت أرضى هامدة ؟
يا أرضنا
هل تفعلى مثل الأخر ؟
هل تستحيلى مثلما البركانُ يعلو فانفجر ؟
أم تغضب الأركانُ من غضب الجليلِ
فتسقطى...ألْفَىْ حَجَر
يا أرضنا
إنّى لأدعو اللهَ إنّى أرتجف
أخشى بأن تتمايلى
يُمْنى و يسرى ..بالغرف
و نبيت صَرْعى
تحت بركان الدماءِ كما الجِيَف
تُمْسِينَ فى يومٍ حجورا
للثعالبِ
أو بيوتاً للسباعِ و ننجرف
ما ترفع الأشجارُ طرفاً
فى سماء الكون يوما أو تقف
ياليت نفسى قد وعت
فيما تَأَتَّى
أنَّ أركانَ الطبيعةِ نعمةٌ
لم ترْعَهَا أيدى شعوبٍ قاصية
قد أذهبوها نحو أبواب الضلال
فهُدِّمَتْ أركانُها
فوق الرؤوسِ الخاوية
قد قُلْتُ ذاك و إننى
أطوى الصحيفةَ لم أكد
فسمعت بالمذياع عما يتقد
هى قافلة..
هى حافلة
جراء تلك القنبلة
و رأيت للكرسى ميلا
و اهتزازا
ما جرى؟
أوهل تكون الزلزلة؟!
بل إنها دقات قلبى أوجست
حتى انبرى منى لسانى
قائلا
الله حسبى
و الدعاء و سيلتى
أن تنقضى
أيدى هلاكٍ..مقبلة
إمضاء /محمود عبد الرحمن موسى
محمود موسى
11-06-2006, 08:38 AM
* مقدمة واجبة : هذه القصيدة تعليق على قصة مشهورة ذكرها النبى صلى الله عليه و سلم عن رجل من بنى إسرائيل قتل تسعة وتسعين نفسا ثم أراد أن يتوب فقال : دلونى على أعلم أهل الأرض فأخطؤا و دلوه على راهب فأفتى بغير علم فقتله و أكمل به المائة ثم وصل للعالم فدله على الطريق الصحيح
هذا هو الرابط بإلقائى تعقبه القصيدة مكتوبة
http://www.9q9q.net/index.php?f=tsQB75ec
ملحوظة : إن لم يعمل الرابط أرجو إبلاغى ضرورى من فضلكم لأن سماعها بالإلقاء ضرورى جدا بالنسبة لى
طهروا كفى و سيفى
______
جاء القاتل
يطرق باب التوبةِ حالا
يمحو بالأنَّاتِ وبالا
يطلب أعلم أهل الأرض
كى يرشدهُ
كى يطفىءَ بالقلب سؤالا
و اجتمع الجُهَّال و طاروا
حين أشاروا
نحو الراهبِ فى صومعته
يجلس فيها كى يتعبد
ليلاً تِلْوَ صباحٍ يركع ، فيها يسجد
ليس فقيهاً
أو بعلوم الشرع يؤَيَّد
دخل القاتل
و الآمال على يمناه
يسأل عمَّن يمحو الباطل عن يسراه
هذى القبضة .. قتَلَتْ مائةً إلا فردا
هذا الخنجر
دَنَّسه ذنبٌ و تَعَدَّى
إن أرجعُ
هل لى أن أقبل؟
إن أقصدُ درب الإيمانِ
أدعو ربى
هل يتقَبَّل ؟؟
رد الجاهلُ حين توَهَّمَ عِلْماً فيه !
ردَّ و أفْتَى دون تمهُّل
ياللخزى و ياللعار
كيف يصير الراهب كالعلماء فيُسأل؟!!!
قال بأن الفرصة ضاعت
أغلق أبواب الآمالِ
ليس يبالى
أعجز من أضحى فى ندمٍ
ما يدَعَنَّه
قَنَّطَهُ من ريح الجنةْ
حتى قام يثور و يعبث بالأركانِ
بعد اليأس من الغفرانِ
قام و أسكت صوت الراهبِ
ألبسه ثوب الأكفانِ
و مضى توا
فى عينيه جحيم يغلى
مثل الجمرِ إذا ما خُبِّىءَ تحت الرملِ
ماذا أفعل ؟
ما زالت تسرى بالقلب رياح البردِ
تطلب أعلم أهل الأرضِ
فالأمر بجِدٍّ يتمنى ألا يُرسل
ها قد جاء العالم فاسأل
جاء العالم
فى جبهته تاج الحكمة
فى فَمِهِ أصوات الحقِّ
و سيف الكلمة
ينبض فيه الفهم الراشد حقاً .. نعمة
سَلْ ما شئتَ فإنى أسمعُ إنى أسمع
سلفاً قلت بأنى ذاك القاتل مائةً
إلا فردا
بالأمس استكملتُ بكفى تلك الحلقة
إن أرجع هل لى أن أُقبل ؟؟
إن أقصد درب الإيمانِ
أدعو ربى
هل يَتَقَبَّل؟؟
ردَّ حثيثا .. ماذا يمنع
إن الله ليقبل من رجليك الخطوة
حين يحيد القلب بقوة
فتصير الأنفاس عبيرا
يمحو منك ظلام القسوة
قم .. لا توجل
فلتبرأ من أرض السوء و تلك الرفقة
حالا فارحل
نحو بقاعٍ
فيها أهل الخير أقاموا
فيها أهل الفتنة ناموا
هيا فارحل
ينبض قلب التائب : ربى
جلت فيك الحكمةُ يا من .. يستر عيبى
جلت فيك الرحمة يا من أيقظ قلبى
ها أنا باطمئنان أمضى
قطَّعتُ الخارطةَ الأولى
فهى بحقٍ لا تَلْزَمُنى
حسبى أن أتَّبع رسولا
أبصر وجهى
فى مرآة غدٍ يُلْزِمُنى
أن يزداد الأمسُ أفولا
شاء الله لذاك التائبِ موتَ الفجأة
و انطلقت أملاكُ الرحمةِ قالت : معنا
تاب و أهلٌ أن يتْبَعَنَا
نادت أملاكُ النيرانِ و قالتْ معنا
ما وصلت رجلاه بقاع الخير و أهلٌ
أن يتبعنا
كيف المخرج ؟
إن لكل فريق حجة
هَبَّ فكانت
أوحى رب العزة للخَصمين هَلُمُّوا
أىُّ الأرض إليه تدانت
ماذا أقرب
أُنظر .. يالتمام المِنَّة
كان لأرض التوبةِ أقرب
دخل الجنة
علّمَنا الرحمن و أمضى
أن اليأس كمِثل الحَنْظَل
تأكله الأفهام فتذبل
و علِمْنَاهُ كمِثل الشوكة
تنمو فى ظَهْر المستقبل
من يرضاها .. أو يصلاها
سوف ينَكَّل
قد علمنا الله بأن الرحمة جسرٌ
يسع الدنيا .. كل الدنيا
نَعْبر فيه إلى الوهاب و لن نَتَعَثَّر
مادامت لله محبة
يصدق فيها العبد المقبل
حين أحَبه
إمضاء / محمود عبد الرحمن موسى
محمود موسى
29-06-2006, 10:00 AM
الفجر و أعواد دخان
ــــ
نَسَماتُ الفجرِ و صوتُ أذانْ
و النائمُ فى ركنٍ يحلمُ
و المطرُ النازلُ فى سيلٍ
قد عمَّ البلدةََ كلَّ مكان
بردٌ .. إذ كَبَّلَ بل غَلَّفَ كلَّ الأبدان
و النائمُ يسمع
حى على بيتِ الواحدِ
قم هذا فاسجدْ للرحمن
يأْبَى .. و العين بمَرْقَدِها
و الرأس على صدر الشيطان
و تمُرُّ ثوانٍ .. فى عَجَلٍ
و إذا بنداءٍ لا يُسمَع
من قلب الغافلِ قدْ أَسْرَع
شَغَفٌ لشهيقٍ و زفيرٍ
مِن عودِ دخان
ما فكر لحظة ..
ما أَخْلَدَ
ما أحْسَسَ بردا أو قُضْبَانْ
لَبَّيْكَ دُخَانِى و مَلاذى
قد جئتُ و بِى كل الإذعان
و إذا بالبحث فلم يعثر
والرأس ألَحَّ فلم يصبر
أَخَذَتْهُ الخطوات الهَلْكَى
للشارع فى حَزمٍ يَعْبر
.
.
ياللمأساة
.
ناداه الحقُّ فما أصْغَى
نادته الشهوةُ ما أدبر
ياللمأساة
شَيَّدَ أصناماً وَرَقِيَّة
قَدَّس أهواءً مطوية
عبد الدخَّان و قد والاه
إن حَطَّ الحزن فما يدعو
ما يلجأ للقادر يوما
ما يركع .. مايسجد
ما ينطق : يا رباه
مأساةٌ فى أهلِ الدنيا
تَبِعُوا الأشباح إذا مَرَّت
بعيونِ تُمسخ فاغرةً كلَّ الأفواه
وابتاعوا الفوضى فى سوقٍ
هَمَجِىٍّ .. أصرُخُ : ياويلاه
قولى بالجملة سدَّدَنى
أنْعِى من أسرف من أشقى
للقلب حياةً
إذ أَرْدَاه
محمود موسى
14-09-2006, 12:54 PM
فَوْقَ النيل
كان الجسرُ فسيحا جداً
و الشيطان يوفق بين نعال تغدو
فوق الجسر اثنين .. اثنين
فإذا ما جمع النعلين
صار الفرد هناك دخيلا
يبدو .. مثل غراب البين
أصوات القبلات توالت
و الآداب سريعا زالت
و هنا الواقفُ
يسأل غضبا
أين رجال الشرطةِ... أين؟؟؟؟
دون جواب ..
يصبح مدفوع الأبواب
إذ لم يفهم
أن رجال الشرطة شُغلوا
بمطاردةٍ
ترقب أقدام الإرهاب !!!!!
محمود موسى
14-09-2006, 12:54 PM
فَوْقَ النيل
كان الجسرُ فسيحا جداً
و الشيطان يوفق بين نعال تغدو
فوق الجسر اثنين .. اثنين
فإذا ما جمع النعلين
صار الفرد هناك دخيلا
يبدو .. مثل غراب البين
أصوات القبلات توالت
و الآداب سريعا زالت
و هنا الواقفُ
يسأل غضبا
أين رجال الشرطةِ... أين؟؟؟؟
دون جواب ..
يصبح مدفوع الأبواب
إذ لم يفهم
أن رجال الشرطة شُغلوا
بمطاردةٍ
ترقب أقدام الإرهاب !!!!!
محمود موسى
26-10-2006, 12:10 AM
مضى رمضان ياريما
وها أنتِ
بعاداتٍ تقادم وقعها تأتين
أراك بأم دنيانا
مؤامرةً ..
تربص وقعها للدين
أيا الله ذابت أرضنا فتنا
وغُيب قصدنا نحبو
إذا نخبو
بأصل كامنٍ بالطين
ولا ننسى له أصلا
فنحن الطين
و تسكننا طباع الطين
وتأبى غير إذعان
طبائعنا
للون الطين
وروح نورها ولّى
لقومٍ آثروا السكنى
بقلب الطين
مضى رمضان
وبقفز ها هنا المخمور مجتهدا
ويحمل ساعدى منحر
إذا ما أبرز المغلول طرفَ مقَبّحٍ مهملْ
ويعرض من أناملهِ
ثقيل العونْ ..
ولا يفترْ
وُيبرز من مطالبه
تولّيه
كتابة صفحةٍ أولى
تسطر فى مفكرتى
مواعيدى..
فِعالى تسكن الأسطْر
ويأبى غير ممتنعٍ
يُسَوّدُ صفحتى .. أكثر
محمود موسى
25-03-2007, 06:52 PM
فى مُحْدَثَاتِ الذاكرة
______
الآن يا حمزة..
سافرْتَ فى تكراركَ المعهود
مارسْتَ اصطيادكَ للأملْ
فى رحلةٍ أخرى تروحْ
يا ويح من لايعرفُ الصياد حمزةَ
طِبَّ من ذاق الجروح
الآن يصعد
تاركاً فينا اعتزاز الظامئين
تاركا أنشودةَ الذكرى
يراها من يرى
ظنها بين المواضعِ جامدة
وتَمُرُّ فى أنفاسنا
مَرَّ السحاب
تعْرِض التاريخ فى أيامه الأخرى
سؤالا وجواب
ها هنا
أذْكُرُ القوس المدبب
فوق كفك
حين شم القوس رائحة الإساءة
فالتقى رأس المكابر
خط فيها للذى أقذى جزاءه
هكذا يؤتَى أبو جهل جزاءه
بين سادات الوَغَى
يرسم الدمُّ القماءةَ فى جبينه
من ذا يسب محمداً
وأنا بدينهْ
هكذا ..
هز الخطاب الأعمدة
ونقاطه سدت عيونَ الأوردة
من ذا يسب محمدا وأنا بدينه
يخطو إلينا الآن قولك
لكن أصداء العبارةِ
خاصمت فيها الحروف بعصرنا
كل المراد..
والكل فينا حين هم بنطقها
قال عفوا:
كيف لا تأتى الإساءةُ أحمدا
وأنا بدينه؟!
مِثلى ومثل الجالسين بصحبتى
لا يلتقون سوى بحفلٍ للتنكرِ
بين أنصاف الوجوه
بَسَمَاتُهم
تنبيك بالخطر القريب المنتظر
وقلوبهم
تهديك بعضا من سقر
ياسيدى
من ذا يسمينا جنودا
حينما
لاح الجميع متابعا
ونتائجٌ للفحص تعلنها
على الأفراد كلٌّ "غير لائق"
كانوا هنا
فاستمتعوا بخلاقهم
وبقاؤهم
بالصف ماحق
يا سيدى
أنا لا أندد باغتصابٍ
فأنا الذى ترك المدائن عارية
تمشى كأبخس جارية
متمارية
يا سيدى
يا سيد الشهداء والأسد المكرم
للكريم عليك رضوان الكريم
وما وهب
.
.
يا سيف أسياف العرب
محمود موسى
25-04-2007, 07:37 AM
من أين و كيف .. ؟
ومتى يختلف اللصان لكى يَظهرَ
مدلول الغائب .. والسرقات
لنشاهد عنوان الثغرة
وحسابات الدفتر تزويرا فى كل الإمضاءات
من أين لنا بالريح تبعثر أوراقا
تقلب من فوق كراسىِّ جلوس الليلة
( المنضدة )
تكنس أختام المشروع المقبل
ما قبل المحظور
تمسح بعض الأَسْودِ..
تفتح ثقبا نحو شعاع النور
ها قد كانوا
يستغشون الثوب ولكنْ
بان الأقبح
ثوبٌ .. يفضح
أصوات تتناكر أصل الإسم لتعزف
من كنيته وصفا أوقح
فى مستنقع هذى البلدة هيأ للآفات مساحاتٍ
فيها تسبح
.
.
و الفأر..
الفأر تأكد من قانون اللعبةِ
ثم اختار..
ماعاد يفيدُ سباقٌ يُختمُ
بالإذلال وسيل إصاباتٍ جزلى
وشماتةُ قطٍ بين الدار
الفأرُ .. تأكد
يوم تأمل عرض الحلبة
مما ضاقَ ومما حدَّدَ
أنَّ نطاقَ صراع اليوم لمحدودٌ
ومواجهة الخصم كئودٌ
نحتاج إلى أرضٍ أوسع
يجدر فيها أن نرتع
ونروح .. نجىء
الكيد ردىء
ولعل نهايات الكذاب تعيد المشهدَ
كالعادة ..
فأرٌ يتصنع لون البسمةِ
ساخرةً ..
لكن اللون الغالب يطغى
وسعال الصدر لدى الأسماع أذانُ نهاية
كلٌّ .. بأوان
حتما يختلف اللصان
ويسوق اللص كلاب اللص ويُضحكنا
من غير نهاية
محمود موسى
02-05-2007, 07:21 PM
-1-
أسألُهُ .. حين يجيب:
إسمى "معتز"
لكنى من أى نقيرٍ .. أهتز
كل خصالى مما خالف
مما شذ
هلا ّ عَلِمَت أحزاب الإعراض
بأن الحزب الماثل أحيانا
لا يستوجب من أسماء الشهرة
إلا ... " طز "
-2-
القول فيما خص عنوانى القديم
أنى بلا رقمٍ قديم
لا يستوى العنوان يوماً
بمحلات التشرد
أو رصيف الخوف ..
أو عيش الجحيم
-3-
تلاقَينا
فقال بنبرةٍ عطشى :
أنا ميْتٌ من البردِ
فقلت بذات نبرته:
وإنّى ميّتٌ " من مصر "
-4-
يكتب قولا
لا يدركهُ من بين الآلاف سواه
ويصر على بثٍ واجب
وإذاعةِ مالا يطلبه المبتدرون
ما يُسْمِيه الجدُّ العاقلُّ
محضَ جنون
فبأى الآمال يُبلّغ؟
أىّ مدادٍ .. كان يصون؟!
-5-
الأول:
مالى إذا صادفت طيفَك
جاء عن بُعدٍ
تعثّرت المناظر
عند إيضاح الملامح من هناك مخبأةْ
وظننت انكَ امرأة!
.
.
الثانى:
بل إننى عند التقاء العين بالعين
استحالت رؤيتى
ما دلنى قرب المسافة
حينما أبصرت رسمك
خلت أنك تنتحل
وكأنك الآتى رجل...!
-6-
غبىٌّ !
تعلق فى غطرسات الرهان
وعلّق مستقبلا كاملا فى رزايا حصان
كمثل الوحوش احتيالا على الرزق
فى ملتقاه الفسيح
وما كان يختار من قادم الخيل
إلا الكسيح
غبى....!
-7-
(قالها .. ثم انتحر)
وطنٌ فى اليدّ خيرٌ
من مئاتٍ
تنتقى من كل اجناس البشر
صيحةٌ فى الليل تكفينا
لينأى
من حوالينا كلاب الليل
تكفينا السهر
-8-
لا تعجلنَّ إذا مدحت
فكثير ماتثنيه فوقاً
أصله بالحال .. تحت!
محمود موسى
27-05-2007, 10:50 PM
-1-
قرأتُ الوصايا
ونمروذُ يلقى خطاباً على المُعْدَمِين
يُقَدّمُ بنَد المعونةِ
ضمناً
ليبتاعَ أفواهَنَا
كى يشَرّع للبائسين
ولا زلتُ أعنيه بالبُعدِ :
"كَلا"
فـ"لا" لست إياك أعبدْ
وإياك .. لا أستعين
-2-
من بين وريقاتِ الصفِّ
لدى صندوقٍ خشبىٍّ
أخرجتُ خطابكَ يا جَدّى
وقرأتُ ختام وصاياك
تَذْكُرُ فيه:
إن دخل القهر من البابْ
خرج الفاروق إلى الأحلاك
-3-
كيف الخلاص وعندنا الشريانُ
تعبرهُ المُؤَن
وتميل ميلتها على جدرانهِ
تمتص من جنباتهِ .. أصل الحياة
السير واصل منتهاه
ورشائح الشريان جف مدادها
حتى تصلبَ
من مدادٍ قارصٍ
يطوى حشاه
-4-
وقالوا فيك ما قالوا
ولست مفارقا للوصفِ
ما كذَّبتُ أمثالا من العبرِ
أُقَاسِمُها
بتشبيهِ المسيرِ لديكْ
كمِثلِ الناقةِ العمياء قادَ زمَامَهَا أعْمَى
على دربٍ من الحفرِ
و كالسّكين حاز برودةَ القطبينِ
ثم يريد قطع حدائدِ القدرِ
-5-
أملانا الأستاذ مرارا
أن من السهل على الإنسان بأن يتقلد صوت حمار
لكنَّ الأسهلَ
أن تنسل إليه بلادةُ كلِّ حمير الأرضِ
بلا سابق إنذار
يشربها فى صحو الريقِ
وبالتحديدِ قُبَيْل شراءِ صحيفتهِ
عند الإفطار!
حيث يسَلّمُ خِصّيصاً
أن صدورَ العلفِ البائتِ للمتخاذلِ أشتاتاً
يبقى عُرفا بين الأقطار
-6-
عامٌ وراء العام ما زالت نعاج النجع تهمسْ
وحِمامهم بِنْتُ السَّلامِ تُجَاورُ البيضَ
ارتقاباً علَّهُ .. يفقسْ
وتأرجَحَتْ فى ذَيْل أفْعَى
أوصدت كل احتمالات السقوط بزعمها
أن الوداعة تشهر الميثاقَ
تغمدُ سُمَّها
والفمَّ لن ينفث
-7-
حمدا للهِ أيا يوسف
أن قميصكَ
لم يسقط فى كف الدجالين
حمدا لله ..
فالعالم يهرق بين الحينِ ..
وبين الحين
والحائر فى شرف المهنةِ
بالتشويه يقاد بسيف المحتالين
ألاّ يستقبل ميناءً
لا تستهويه سوى آمال الطوافين
ويظل خطاب العالم إعداما لنفور الدنيا
فى ثوب الدين
-8-
عَلم التمساحُ بأن الدمعةَ
من عينيه غدت
أسطورةَ من يتناغم بالأمثالِ
فأطرق دهرا..
واستعظم أفواه العالمِ
أطرق .. دهرا
سد منابع دمعاته.
قرر منها،،
أن يبحث عن سحرٍ آخر
فاختار بأن يكتب شعرا....!
محمود موسى
10-08-2007, 05:17 PM
وأدْرَكتَ يا شهريارَ الصباح
وما حدَّثَتْكَ الأميرةُ عن كَىِّ شعبٍ
تُعَبّدُهُ حملقاتُ التماثيلِ فى كُلِّ ساحْ،،
على رأسها شامخٌ ذلك النسرُ
ينبىءُ عن جيفةٍ
يَقتفيها لتفتحَ باباً جديداً
يطيل الرَّوَاح
وأدركتَ أن الأساطير تُروى
لطمس البقايا من الصحوِ
عند افتراش المنام
فلا صحَّ فيها سوى ما تقاطر فى أُذْن
من يستزيد المخدر
يزداد رقماً بعدّ النيام
ألا فاستعدّ
ففى كل يومٍ تزيد الحكاياتُ خُمرة..
فدعك المرارة..
ماكان وقت الخيالات لما هنا تأت مُرة
ومن يحتسيها ليشعر من بعد رغدٍ لديه
بلفح المضرة؟؟
ألا فاستعدّ
ففى كل كأسٍ تَصُبُّ الأميرةُ
ميثاقَ عتقٍ
وتبتاع من بعد نومك بَوْحَ الخدمْ
تجرجر أضغانها ثم تلطم سيافك المستفز
وتخشى قيامكْ..
على إثر لطمتها .. تستعيد خطاها
إلى حيث تغرف تيهاً جديداً
يسابق مجرى خطاك
يجمّل محيا خطاياك حتى إذا جنَّ ليلٌ
وقد أطعمته الأميرةُ جفنَكَ
ما كنت تسمع للفجر منها أذانْ
وهل يسمع الفجرَ من أنضجته الخيانةُ
من قبل أن تحتويه ثغور القيان؟!
لعلك تدرى إذا تشرب الشمس
أطراف ليلكَ
ذاك الذى أطعَمَتْهُ الأميرةُ
جفنك قبل الثوانْ
ليس ثأرا لجفنك لكنه -باعتراف الأميرةِ-
محض اكتمالٍ لسنةِ هذى الحياة
شهريار
أنا ما عجبت إذا أُنبتَتْ من مرارةِ خَطْبِكَ
أحلى حروفى
أجل..
ما عجبتُ
إذا رفرفت منذ أسرك
رؤياى نحو الأقاليمِ تُفصحُ بين المحافل
عن طرح نصٍ جديد
أصوّر فيه الأميرةَ عذراءَ مالت ببُعد الأساطيرِ
حتى تَجَعَّدَ فيها الوجود
أُصوّرها كالحقيقة تحمل بعض انزعاجٍ
وتفشل فى الإنسحاب وتذهب فى مأملٍ
منك أن تقبل الإستقالة..
فتَحزُنها الاستحالة..
وآتِى إليكَ
على رغبةٍ أن أصوِّر منك المتاح
و ماكان من بعض حالك
حيث استبقتَ وأدركتَ ذاك الصباح ،
فلا ألتقى ما يبرر إهدارَ حِبرى و شِعرى
فأطوى المسافة ما بين سطرى
وما تشتهيه الرياح!
محمود موسى
9/8/2007
محمود موسى
05-09-2007, 12:18 AM
المبدأُ فى جيلِ الطَّمسْ
ما عادت ترغبُ فيه الشمس
يتوسّط أجيالاً حُبْلَى
بصُراخِ اليأْس
يُعْلِنُها بالنَّاسِ جَلياً
يطويها للعالم طَيَّا:
"بنى الإرهابُ على خمس"
1) الخبزُ إذا يعْجِنُه الجالسُ فوقَ الكُرسىِّ لديهِ
برملِ الطُّغيانْ
يُصْدر أدناهُ الأمرَ
بأن معونةَ هذا العامِ مفوضةً لبلادِ
الركَّعِ بعد قبولِ العهدِ بإعدامِ الفرسان
2)و سياطٌ تشْتَمُّ الجرحَ لتعثرَ فيهِ
على طرْفِ الأعصابِ يذوبُ إذا احترقت
بغياب العدلْ
تَجْلِسُ فى قفصِ التهمةِ
لكن مآلَ الحُكْم كعادتهِ
يُلْبِسُها تِيجَانُ الفضلْ
3) و الخاطرُ يعبثُ فى دَمِنَا بعَصَا الكابوسِ
يبيعُ الشاعرُ ما أيدَه قبلَ الآن بلَحْظَة
و يرَدِّدُ فى الأسواقِ بما يَكْفِيهِ ليَنْشِلَ حظَّه
ما عادَ يُفَكِّرُ فى أمراضِ الشَّيْخُوخَةِ
تَتَرَبَّصُ فيما دار بكُلِّ جَنينْ
ماعاد ليجرؤ كى يتبين أطراف الخيطِ الأبيضِ
من ذاك الأسودِ ما عادَ وإلاّ
أُخرج معصوباً بالطُرُقَاتِ يوَلْوِلُ
كالمجنونْ !
4) والأذُنُ الـ يَنبت للجدرانِ بلا معنى
يتصَنَّعُ سَهْرَتهُ معنا
يستعرضُ فى فَنّ الإرسال يطول الشكُّ
ونبقى فى تقرير العادةِ
محض سُطُور
نتبين من متَّسعِ الإرسالِ بأن غلافَ
اليأسِ سيبدو معتقلاً أصغر
نَتَوَسَّدُ بعضَ خَلايَاهْ
ذاك البركانُ الكامِنُ لا نَرْقُبِ فى أى نتاجٍ
إلا إياه
5) و البرق يواعدُ أمطار الفجر الكاذبِ
والكل تضافر فى موعده
يستبق الباب إلى الطرقاتِ ليلمح أول قطرة ..
ويداه المشرعتان تجوبان فراغ الساحةِ
لكنْ خطف البرق الأبصارَ
و ما نال الزرع من الأمطارِ وفاءً
ما نال الفرعُ الذابل منها محض اللمس
يعلو بصراخِ العطشِ الجامدِ:
(بنى الإرهاب على خمس)
فيها برّأت النفس الثائرة أمامى
طهّرتُ أمام العالمَِ سيرتىَ المضناةُ
بآثامٍ ليست آثامى
إنى عُلّمت صغيرا أن السِلمَ لدىّ
شعارُ عقيدة
و بأن بشاشةَ هذا المنظرِ إشعارٌ
بالدين السمح ولا يستقدم أى مكيدة
و برغمِ السلمِ فلسنا ننكر شيئا من قانون
الفعل و رد الفعلِ
و إلا ... نأثم
وبرغم السلم فتحنا زاوية الإبصارِ
على أشلاء ضحايانا
لا نتكتم
تُعْلِمُنَا أن الكَبْتَ يفجّر ما تُخْفِيهِ بَقَايَانا
والبادى أظلم
محمود موسى
12-09-2007, 10:05 PM
تصارعا
من أجل فاتنةِ المدينةِ
والتقى السيفانِ فى وهجِ اللقاءْ
وتنازعا كأس الوضاءةِ
قُربةَ الحسناءِ عمراً كاملاً
ما بين سِلمٍ واحتماء
ما بين صُلحٍ .. وافتراء
ما بين حقٍ وادعاءٍ
شاخت الحسناءُ ما عادت مراداً للقتالِ
ولم تعد تيجانها شمسا تميل فتستميل الأفئدة..
وشعاعها المكنون مات بريقهُ
خلف التجاعيد اتشاحا بالبقايا من عجز
تراجعا..
فأغمدا طرف الحسامِ
تقاسما جزءاً تبقى من رصيف العمرِ
فى ركن الندامةِ
يبكيان فواتهُ
بين التصارع .. والحطام.
محمود موسى
16-09-2007, 04:24 PM
الجرحُ نافذةٌ تُطِلُّ على دَمى
شىءٌ تَعَرَّى فى مَهَبٍ للبدائياتِ
لوّث رقرقاتٍ داخلى
الجرحُ أوهنَ قابِلِى
واستعزَبَتْه الباقياتُ الطائحاتُ
على المدى فى ظل مبكاها الرخيص
فى ظلها تبكى إلى ان تشهد الإدبارَ مِنّى
والغِيَبْ
فإذا اطمأنَّتْ لاختفاءِ الخطو مِن أحداقها
قامت تسُبُّ على مسامعِ راغبيها
ما أتاه الوصفُ " تاريخٌ خرِبْ "
والراغبون بلا مشاهدةٍ يديرون الكلامَ
مذبذبينَ فلا إلى مجرى أولاءِ ولا أولئكَ
حسْبما يقضى الطلب
كان الكلام يرِفُّ فى سطح الشفاهِ
ممرراً
كركودِ اسماكٍ مواتٍ
فوق سطحٍ مرتجف
دارت به الأفواهُ دورتها على نهج البلاهةِ
أوقَدَتْ شمسَ اصطناعٍ رائشٍ
لا تنكسف
شمساً تعربدُ فى مجىءِ الليلِ
شمساً سُدَّ مجراها تُكَذّبُ
من يُجيزُ شهادةً تأتيهِ من فَمِّ الكواكبِ
تستعيضُ عن اللآلىء بالخَزَف
الجرحُ نافذةٌ تؤرقُ عالمى..
وانا اطالبُ بالهدوء ولا أزيدْ
ما فىَّ من لَمَمِ الرغائبِ لحظةً
أن يستوى عُنُقى لمن يبغيه جسراً
يقتَفِى بالعيبِ يقظتهُ
على حَوْلِ الرقود
ما عاد فىَّ الحُسنُ يحتَالُ النوايا
كى أمُدُّ إلى شواظِ الجُحْرِ يلدغُنى
إذا ما قمتُ أُسدى بالنصائحِ
عاذلى متنادياً :
أن الجريمةَ لا تُفيد!
يتزاوجُ القنديل والذكرى إذا أخْمَدْتُ
آى الليلِ يا سَهَرى
وها قد أنجبا باليومِ تكنيكاً جديداً
فأناى ما عادتْ أنا
المنطقُ المصفوفُ رَمْياً بالثقاتِ
على أسانيدِ الروايةِ
دونَ جَرحٍ يسبقُ التعديلَ أفسدَ ما بنى
والعنعنات قد افتقرنَ إلى موائدَ
ما تلا عِلمُ الرجالِ عن الخيانةِ
و الفناء ومن فنى
ونميمةٌ نَثَرت سوادَ الحبرِ
فوق السقفِ ترغبُ مثلما موجٌ..
من فوقهِ موجٌ تخَفَّتْ تحته الظلماءُ
فى زيغٍ تُدَبّر للسحابْ
لكنهُ الناموس أن يبقى الظلام بقاعِ ظلمٍ
والسحابُ هو السحاب
12/9/2007
محمود موسى
29-09-2007, 12:22 AM
أفصَحَ مبعوثُ التلمودِ عن استقراء مطالبِهِ
حين استوثق جيرانَهْ
أعلَنَ قولُ القائل عن ميلادٍ ينسج أكفانه
أخرج كلُّ مريدٍ بين الناس لعانه
ذابت كل بقاع الطهر على أعتاب الحانة
فإلى ما يَخلُدُ مؤمنُ آل الفرعونَ زهيدا
يكتم إيمانه؟؟
محمود موسى
03-10-2007, 05:27 PM
هذه الكَلمات ..
أُهْدِيها لِنَفْسى بَعْدَ مُرُورِ العامِ الثالثِ والعِشْرين من عُمرى
وَعُدْتُ إليكَ يا صَمْتَاً شتائياً
يُكَلّلُ وَحْشَتِى بالبَرْدِ
عُدْتُ إلَيْكَ بَعْدَ فُصُولىَ الشقراءِ
ما بيْنَ اخْضِرَارِ وفائِهَا
وَ صَفَارِ هَذا النَقْل ..
أُدَوّنُ رِحْلَتِى بالحَوْلِ كاملةً
على مَدِّ البساطِ أرُوحُ
ثُمَّ أعُودُ لَسْتُ مُفَتَّراً فيما
طََوَاهُ الحَقْل ..
أَنَا مَنْ حَرَّضَ الرِّيحَ الجَسُورَةَ
كَى تَصِيدَ حَشَائِشَاً رَكَنَتْ طوالَ العامْ
طُفَيْلِيّاتِ ما قَذَفَتْ بِهِ الأَحْيَانُ
حَوْلَ زُرُوعِىَ الأولَى
أَلا يا رِيحَنَا الزهراءَ أَلْفَ سلام
تَبَارَكَ مَنْ أَعادَ شِفاكِ
تَنْشِلُ كُلَّ زائِدَةٍ
وَ تَنْزِعُ مِنْ صَمِيمِ الأصلِ كُلَّ زحامْ
تُكَلّلُنى
أَعُودُ إلى قَدِيمِ الصَّمْتِ
حِينَ أَجُولُ مُغْتَبطاً
أُهَدْهِدُ عاطِرَ البُسْتَانِ
فى أَنْفَاسىَ الحُرَّة ..
أهَامِسُهُ بِغَيْرِ كلام
وَ أَغْمِزُ لابْتِسَامِ الغُصْنِ
ثُمَّ أعُودُ مَجْلِسَنَا
أُطَالِعُ هَيْبَةَ الدَّفْتَرْ
وَ أَقْلِبُ صَفْحَةً شَقْرَاءَ
ما بَيْنَ اخْضِرَارِ الأَصْلِ
شَابَ لِقَاءَهُ أَصْفَرْ
لِأُعْلِنَ صَفْحَةً بَيْضَاءَ قادِمةً
تُرَاقِبُ مَنْ سَيُكْمِلُهَا
وَ مَنْ سَيَخِر
محمود موسى
13-10-2007, 08:03 PM
يا قلباً بُرِّىءَ من أضغاثِ السِّحرِ
أتانا حيثُ دَعاهُ الوحىُ "بأيّكُمُ المَفتُون"
يا ثَغراً آنَسَ بالمِيعادِ اقْرَأْ باسمِ الرحمنِ
وحَطِّمْ أنصاف الأقلامِ و عَلِّمْ
ما آتاك العلاّمُ بحَرْفٍ مَسْنونْ
يا رمزَ مطامحنا حَسْماً
ناديتَ فقلنا :
إنا نحنُ تناقلنا الذكرَ و إنَّا
مِن بَعْدِ تمامِ الذكرِ لَمُتَّبِعونْ
ناديتَ ، سمِعْنا ..
لو علم الله بأهل المِريةِ خَيْراً أسمَعَهُمْ
واسْتَفْتَحَ شَفْراتِ التأْويلِ
أقام بقلبِ العائِذِ دولةَ إعْجازٍ
يَسْتَنْفِرُ مِنها كلُّ رَهَب..
أنتَ المُتَفَرِّدُ باسْتِخْراجِ زكاةِ الرحمةِ
مِن قلْبِ الأفعى،
مَنْ كانَ يفَكر أن بمخزونِ الرحمةِ
بعدَ الشُقَّةِ
للبَادِينَ خَرَاجاً؟!
أو أنَّ بدِفءِ الروحِ غناءً
من غَيْرِ صَخَبْ؟!
يا من جَمَّدتَ دخانَ اللغوِِ
على أنفِ اللاتِ وشَرَّدْتَ
فلولَ أبى لهَبٍ
تَبَّت أخراهُ برَحْلِ العارِ وتب
يا من تهتز لتَرتيلِ دعائك
كلُّ قُبورِ الجلاّدينَ القوّادينَ
وَ تسقُطُ أظفارُ الكيدِ ، توافيها
أنْ " ضعُفَ الطالبُ " فى كل طلب
ودّوا لو تُدْهِنُ
كى يتساوى صفوانُ المعراجِ
بأدرانِ الخَسْفِ /
ويطلبُ عمّارُ من بْنِ هشامٍ
عندَ اللاتِ شفاعة..
و تُهَيْمِنُ أصواتُ الرِّدَّةِ بالإيلافِ
على كلِّ إذاعة..
و يَحُومُ النَّسفُ على أوطانٍ
كاد يُزَوّجُها "كِسرا" للأَسْرِ
زَوَاجاً عُرْفِيّاً
كلا ..
مَن راقبَ مِثلكَ /
ما مَرَّ على استِغْشَاءِ القومِ يردّدُ:
أنّى يُحْيي الله بَصَائِرُنا من بعدِ مَواتٍ
و هُوَ الشاهدُ
أنَّكَ سَيَّرْتَ بعينِ البومِ قناعة..
قامتْ تَتَوَرَّعُ عن حُبِّ مطالعةِ السوْأَةِ
أو ذِكْرِ العَوْرَاتِ/
و أنَّ لدَيْكَ مُكاشَفَةً
تتطاير باسم كتابِ اللهِ تُحَلِّقُ
عَبْرَ زمانِ الألفيةِ
تَقْرَأُ فى صَفَحَاتِ الساسةِ :
مَنْ كانَ اليومَ ثَمودِيّاً
لَنْ يَعْقِرَ بَحْثاً عن ماءٍ
قد غِيضَ الماء..
فالناقةُ فى عَصْرِ الذّرّةِ
زُحْزِحَ مرْعاها/
فالنَّفطُ لديها .. خيرُ سِقاء
.
.
يا شَرَفَ الأُمّةِ..
عُلّمْتَ مُصالَحَةَ الأسْماءِ على
إرساء مُسَمَّاها
عُلِّمْتَ مُدَافَعَةَ الأشْياءِ
إذا لاحتْ أهدافُكَ ما أَدْرِيكَ رَمَيْتَ
و لَكنَّ الله رَماها
ظَنُّوكَ وَحِيداً
و اسْتَرَقوا الأسْماعَ إذا ذاعَ
النَّبأُ القادمُ عنكَ
وعَنْ طَرْحِ الآيةِ لمّا تضْرِبْ مثلاً
أصحابَ القريةِ /
ما ظَنّوا مِنْ خَلْفِ الأمْثالِ
سِوَى بُشراها
بل جاءوكَ إبانَ الفَتْحِ
يَمُنُّونَ عليك أن اغْتَسَلوا
مِن زحْفِ الديدانِ تجوب نواقصَهم
فى كُلِّ تِباع
و أراك بصَدْرٍ ذَهَبِىِّ الإيواءِ
إذا ما صادَفَ تَجْرِيحاً /
أو صَادَفَ كيدَ رِعَاع ..
يَغْمُرُ بالحِلْمِ عَوَامَ القَوْمِ يُبَصّرُنا
أنَّ قُلُوبَ البَشَرِيَّةِ صنفٌ مَقْصُورٌ
ليْسَ يُبَاع
محمود موسى
الاثنين
مساء الثامن من أكتوبر2007
ليلة السابع والعشرين من رمضان
محمود موسى
01-11-2007, 09:15 AM
كُونى بحَدِّ الكبرياءِ مليكةً
تَسعى إليها السُّحْبُ حافلةً بأوشيةِ الإنارة ..
مزدانةٌ فيها البروجُ بأصلها
فأنا كذلك لا أحِب الشمسَ تلبسُ
للبلادِ صبيحةً
بين الخلائفِ مستعارة ..
كونى كما أنتِ ..
كونى كما أنتِ استعيدى قرةَ الإكليلِ
واستبِقى محطاتِ الحريرِ السرمدىِّ تَرَفَّعى
و لْيعتزمْ كلٌّ من الجافينَ فى عبثٍ
قطارَه ..
تمَضى أساطير الحداثةِ كى تُعَبِّرَ
عن دِلاءاتِ التمردِ والمسوخِ مشفراتٍ
بالهوى وتقَلُّباتِ الطَّقسِ فى سَخَفٍ تدمدمُ
بعد طول الصمتِ عالقةً بذاتِ الظُّفرِ
تحملُهُ خفافيشُ الحضارة!
كُلُّ الذين تشدَّقوا بالعتقِ أعرفهم
وأعرف أن فيهم من تسربل عمرُهُ بين العُقَد .
و قضى السنين ممزقاً ،
يُحْمَى بألسِنةٍ حدادٍ حيثما عيش المغابرِ
شاهداً بالأمسِ ما كُنَّا نَرَى منهم أحد .
هم يرغبونكِ صورةً عبرَ الأثيرِ وبعضَ زهرٍ
يُعْجِبُ الزراعَ يوماً
ثم تقطِفُهُ نفاياتُ الطريقِ تحوطه بالود ساعاتٍ
و تترك للذبول مصيره نحو الرمالِ
و ماله أزرٌ يُشَد .
هم يرغبونك طبلةً
دَقُّوا بأرؤسنا عليها فاشتهى منها الدَّوىُّ
بغيرِ حظٍ أن يسافرَ
نازحاً فى كل أرجاء البلادِ إذا تجَمَّعَ
كُلُّ من يهوى الخواءَ قد احتشد .
وهناً على وهنٍ
تصاغ الأمنياتُ بحظِّ ما جادت بهِ
أغلاسُ محنتنا لتفسح بالطريقِ مَنَافذا
حتى إذا صُرِفت مناعةُ عُرفِنا
يتشكلُ العرضُ القديم مُجَسّداً دورَ المهرجِ
بعدما رُفِعَ الستارُ عن المَشاهدِ
ما أتى دَوْرُ الإعادةِ من هنا إلا وكرَّر حازماً:
لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى
حتى يُزَكّى بغيُهُم فى حضرةِ القانونِ
يَحْفُرُ قاعدة !!
الناسُ فى بلدى كثيراً ما يراءونَ الحقيقةَ
حينَ يُبْلِسُ خَصْمُها المضحاكُ
فى ثَوْبِ الفكاهةِ
يُشْرِبُ النكَباتِ مَسْخَرَةَ العقول الرافضية !
و لقد رأيتك و العروض ممزقاتٌ
بين عينيكِ امتثالاً للنداءِ مؤجِّلاً
ظَنَّ استماعِكِ عامداً
حتى يخوضوا فى حديثٍ غيرِهِ .. تلك القضية .
أن تعيشى العمر فى إعدادِ ملحمةِ الدفاعِ
برغم أنكِ فوقَ هامات الرعونِ مسافةٌ
ما يَبْلُغُون بَهاءَها دونَ الصَّفية .
الآن أُقْسِمُ أن وجهكِ بالحجابِ قصيدةٌ
نثَرَت على البيتِ الفواكهَ
كى يُحَلّى من بحورِ الشعر علقَمُها ويهدأَ
من صباح مجيئها الإيقاعُ يسلم للأبد
فبغيرما كسرٍ يصاغُ مسالماً
و لِمن يوَلّيهِ اعتراضاً أن يموتَ بغيظهِ
فالرأس رأسكِ والحجاب مقامه المشهودُ
من روح الملائكِ واحتفاءِ الـ"قاصرات الطرفِ"
أن لأختِهنَّ كمثلِ ما جادت بهِ
أَيمانُ واحدِنا الأحد
طوبى لمثلكِ يا خلاقاً رائقاً .. من غير حد
30/10/2007
محمود موسى
20-11-2007, 07:18 AM
الشارد
____
على ما أورد الراوى إلينا قال :
قمت مهرولا..
الآن ينتصف الشعاع مع الظهيرة ..
و مكبرات الصوتِ ترفع للبيوتِ
نداءها وعلى مسافةِ جدولٍ
قد كان مسجدنا يؤشِّرُ بالإقامةِ
حين قادتنى مآذنه بما
لا أستبين إذا نُسِبْتُ إلى خطىً قامت كسالى
إنما .. هذّبْتُ نعلى ثم بين الصَّفِّ
راقبتُ الإمام متابعاً من وجهةِ القولِ:
"استقيموا " قالها ..
"الله أكبرُ"
.
.
فاتحة ..
وبآخر التأمينِ رحتُ مع المُحَصِّلِ
أُنذِرُ السكانَ أن نهايةَ الشهر استحقَّ
الأجرُ والعَقْدُ الجديدُ مُجَهَّزٌ
و بأنَّ شيئاً من صُروفِ الماءِ
يؤذى مَن بأسْفَلَ
أن صوت الدشِّ والتلفازِ
أرَّقَ أَهْلَ حامِدَ
أن آخر موعِدٍ للدفعِ قد ..../
"الله أكبر"
أنحنى متمثلاً بالصفِّ إحناءَ الركوع..
يمضى لسانى
يُحكِمُ التسبيحَ بِضعاً/
ثم ألبسُ حُلَّتى الدَّكناءَ منصَرِفاً
أعُدُّ حَقَائبى لا بد أن الشحنة الأخرى
على متن الوصولِ
و أَنَّ زَوْجَ الخالِ قد حَسَمَتْ
مع ابنةِ عمها من قبل يومٍ
أمر ما قد خصنى بالمخزن الغربىِّ
والسِّعْرُ المحددُ لن يميع ..
لا بُدَّ أنى ../
"سمع اللهُ ..
..لِمَن حمده"
كذلك واستويتُ من الركوعِ
وأحمدُ المولى بها حمداً كثيراً طيبا/
هل كان يقصدنى أسامةُ بالإهانةِ
أم هو الظَّنُّ استقَرَّ الحرفَ دونَ مقدماتٍ
أم تُراه أراد خدش مشاعرى
لا شك أنَّك يا أسامةُ عندما ../
" الله أكبر "
الآن أقرب ما يكون العبدُ
مِن رب العباد.
و لربى الأعلى أسبح علّنى ألقى
من الغفران ما ينجو به المخلوقُ
فى يومِ التناد
إن شاء يحللْ من لسانى عقدةً
و يُقِم بُروجى عالية ..
كيفَ الخلاصُ وقد أتاه موَسوَسٌ مثلى
ألا قد كان يعلم من ضميرى حاليه
البِرُّ لا يَبلى.. ولكنَّ الضمائرَ بالية..
شهِدَتْ من التسبيحِ منسكَهُ
على متن الوساوسِ يستحيل الرأسُ فوضى
عانقته الـ..
عانقتهُ الـ..
عانقتـ../
"الله أكبر"
حادثٌ فى مدرسة../
"الله أكبر"
صورةٌ منقوشةٌ بالقلبِ
قبل دقيقةٍ .. للآنسة !/
" الله أكبر "
فائضٌ بالدخلِ تتبعه المراسمُ
واحتفاء الجيب حالا
بالنجاة من الرقاع المفلسة/
وتيامن الكل السلامَ على الميامن
واليسار ترَحُّماً
عاد الرواق إلى الطبيعة ..
و كأنَّ ذاك الرأسَ محفوفٌ ببثٍ
لا يساورنى الدوامَ وإنما
يغزو من المَحيا دقائق خامسة
و كأنه و بطول يومى يختفى
ليعود حال الذكر يشرب من حسابى دفترا
ما أفلسه !
14/11/2007
محمود موسى
28-11-2007, 03:28 PM
الشعر أرجحة الجمال بقاربٍ
يعلو إذا حزم الفضاءَ لكل قلبٍ
وانتشى من كلِّ ميلادٍ مرونةَ دفتيه..
الشعر للإحْصَاءِ نِدُّ النِّدِّ
ما وَقَفَت خُطاهُ اللانِهائيَّاتِ
أن تُحْصَى و ليسَ لأبْحُرِ الأشعارِ
أسٍماكٌ ولا مِلْحٌ
و لكنَّ التى سَبَحَتْ على مِرْآتِهِ
بالدُّرِّ أَشْرِعَةُ القَمَر.
الشِّعْرُ ذاتِىُّ المَلامِحِ
لا يَرَى التَّلْقِين فَنَّا قد يَلِيقُ بأىِّ حالِ الوَجْدِ
حتى باقتِباساتِ الطَّوارىءِ
لا وَ ما كانت طوارئه هناك طوارئاً
بالكائناتِ و ما شَعُر
الشِّعْرُ تلقائية الأرواحِ
منهاجٌ جديدٌ للتصَوُّفِ واحتراقِ البدعةِ
الأولى بملهاةِ الصُّوَر.
و تَمَازُحُ السَّطرِ المبادرِ لانفرادِ العَزْفِ
و الأذن المنادِى راغباً للوصفِ بالتالى:
" أعِدْ "
الشِّعْرُ إفرادُ المُثَنَّى
وانثناءُ الجمعِ فى لغة الترادفِ
بين أصدافِ المدد.
تلقاهُ صرحاً عِندَمياً يسْتَوى فيه الحيادُ
والانحيازُ إذا تحَدَّثَ مُرسِلاً لُغَةَ الجمالِ
سَفيرَةً بين المُحادِث و الرصد
الشِّعْرُ آه الشِّعر..
الشعر دهشتنا من المألوفِ
يقتبسُ المغيبَ من الضُّحَى
و الليلَ من كبدِ الأشعةِ حين يرغبُ
فى أماسىِّ المدينةِ تنتشى بالسِّحرِ
كلِّ السِّحر حال سكونهها
و تراكَ فيها قائما بين امتزاجِ
القَوْسِ والأقزاحِ تهزأُ فى ذراكَ
بعالمِ الأرصادِ تبرأُ من توقعهِ رؤاك
يا صاحبى
للشِّعر ما يُجريه لكنْ
فى حداثة عهدنا / للقول أهون نافلة.
و لرمزهِ فقهٌ يقارنُ منتهى ما عَبَّرَت
عنهُ السَّليقةُ
كى يوافينا النتاجُ عزاءَهُ :
الشِّعْرُ مُنْشَغَلٌ لمن لا شُغل له.
فاحمل شراعك
وامضِ فى أقصى رعودك تَلْقَنِى
و لرُبَّ نازلةٍ تُهَوِّنُ نازلة.
27/11/2007
محمود موسى
29-12-2007, 07:47 AM
-1-
هائماتٌ حماماتنا الزاجلة
تتمرغُ فى بقعةٍ من غمامٍ معلقةٍ
فى جيوبِ السماء القريبةِ
حدَّ السَّهَر ..
لا وَزَر..
لستُ أَخشَى بأنَّ الرَّسائلَ
رَهْنُ اغتيالِ المريدينَ
فالطيرُ يُحْسِنُ ..
يبدِعُ فى رَسْمِ أشْباحِهِ
بالجَنَاح الصَّغيرِ
و يُسْعِفُهُ الغَيْمُ عند اختيارِ
الإطاراتِ و الأعينِ المُثقَلة ..
سوفَ يبدو كصيدٍ
بعيد السَّفَر ..
سوفَ يقطَعُ كُلَّ الملامِحِ
فى عَيْنِ راصِدِهِ
سَوْفَ يُغْشَى على الأمرِ
فى مَهْدِهِ
و الرسائلُ لن يختليها السياجُ
إبانَ المطر..
لا وَزَر ..!
-2-
لأَنَّ القَبْلَ والميلاد أقرانٌ
لما أرّختُهُ بالأمس يومَ دفنتهُ
إنى ذكرت من القتيلِ
سآمةَ الذكرى
و قبل اليومِ كان بصوتهِ
نوعاً من الوسواسِ
قبل اليوم لم يسقط قتيلَ اللهوِ
بين متارسٍ للسر مزروعاً
و ما أخفى
لأن القَبْل والميلادَ أقرانٌ
لدى التاريخِ سوف نبلغ التاريخ
أمراض الجديدِ هنا..
و لن نُشفى
-3-
على الريش تُقلِع حبّات رملٍ
و تقطع حد المسافة
أدنى سفر
تمر على هامةٍ كان فيها
مُقامٌ لداء الكرامةِ
صاحبُها كان يأمل
من بين عدواه تبقى إقامتها
مزمنة..!
للكرامةِ أن يعطس الرأسُ
كى يطلِق الريشةَ الساكنة
وللرملِ ألاّ يعود كذاكِ
إلى تربةٍ.. خائنة !
-4-
قريبا..يجيئون دارك
يدقون بالباب ظنا بأنك
مِن خلفه تنتظر ..
بَيْد أنك ثاوٍ هنالك
تفحص بالبئرِ أعوامه الهاربة..
ترد لآثار أقدامهم ذكرياتِ
المرور القديم و ماخَلّفته الخطى
أنت فيما رواه الأحبةُ
حانوت صبرٍ تصدقَ
بالسلعة المقناةِ لحد السرف ..
أنت عنوان بيتٍ
ترائيه كل الممراتِ حتى يمهد
باللافتات لقرب الرحيلِ
و دربك لا زال فى زيفهِ
ينحرف ..
و يعتز أن مواطن عوراتهِ
تكتفى بالسحابِ من السترِ
حتى فما كان للقادمين إليكَ
بحال المرورِ عليها خداعٌ،
فضوحُ المكانِ يسطر للافتاتِ
الإشاراتِ بين السطورِ هنا
دون قصدٍ
ويسقط فى فخهِ المستثارِ
بكفيهِ قد عُميت نحوهُ
دون قصدٍ و هم مثل عادتهم
يبصرون المهازل ثم يفوتون
نحو اقترافٍ ببابك يستشرفونهُ
فى عودهم
دقةً .. دقةً
أنت لست هنالك
هم خمنوا ثم قالوا لنحظى
كمن حاولوا بالشرف ..
لا تمر الرسالةُ من تحت بابك
ما من محاولةٍ أسفرت فيهِ
أنت المدبرُ حين وضعتَ
جواراً لهُ عتْبةً
حين دب بصدر الحضورِ
هنا يأسهم،
ما أسرّوا الرسالةَ حتى يرونك
بل علقوها على البابِ
كى يسألوا للمكان تمامَ الفُضوح!
-5-
هذا وقارك ..
يلهب الأعداد من طرْفِ الأصابعِ
كى تزاول عدَّها كَرهاً
و تقفز نحو بادىءِ حاجبيكَ
على هوى التحديدِ
تُفزِعُ سبعةَ السبعينَ
كى تغدو هناك ثمانية
و بِسَمْتِها المقلوبِ تملأُ من يراها
هكذا ريباً ليُعْرِض عازماً
ألاّ يعود الثانية!
28/12/2007
محمود موسى
10-01-2008, 11:22 AM
الشىء أبعدُ ما يكونُ عن المشيئةِ
ما أراهُ الآن قد آن اعترافى بالحَدَث..
فلأنَّ إحساسى لدى الفتراتِ بكرٌ
شئتُ إلا أن يكون العهد
أن آتيه يوما بالمكافىءِ
لا أحيد ..
من دون تسميةٍ عرَضتُ
على رفاقِ السرِّ أفكارى
و أنتظر الرسائلَ كل يومٍ بينما
أبقى على شغفى
و ما نطَقَ البَريد ..
و إذا صحوت بذاتِ يومٍ
قمتُ أيقَظَنى المُنَبِّهُ
بعدها شُلَّت عقاربُهُ .. و ما غَيَّرتُهُ
فكأننى أتنكب الميعادَ عمداً
كالرفاقِ يماطلونَ رسائلى
و يوزعونَ الشكَّ فى أطرافِ عهدى
كلما أَرسلتُ أسألُ
يارفاق " جديدكم "
قالوا عهدنا أن نُتِمَّ الرَّأىَ حتى
لا نَبيعَ فِراءَ دُبٍّ
قبل أن يأتى أوان الصيدِ
مهلك يا فتى
العمر ساعاتٌ طوال..
وقُبيل أن تأتى تفاصيلُ الإجابةِ من هنا
لا بدَّ من عدسات صبرٍ
تنتشى عُقرَ السؤال
**********
ماذا أصابك يا شراع ؟!
قد كُنت تُعْلِمُنى استباقَ الرَّسمِ
يحرسُ فوقَ هامِكَ
عُزلةَ النظراتِ مِنّى
تلتقيه وتلتقى منه التقاطعَ
فى مُحيطِ البدرِ ممتزجاً بأطيافٍ
ضِياع !
أئذا بدا فيك ارتعاشُكَ
ما برِحْتَ من الفضاءِ عُرُوشَهُ
حتى قَطَعت اللحظةَ الأُخرى
ولاشَيْتَ الشُّرُودَ و صَمْتَ خاطرةٍ
تُشيرُ لكلِّ ذى أمرٍ مُطاع !
ما كان من عهدى لِذا الإحساسِ
إلا أن أعودَ موفّيا بِرِباطِهِ الأبدىِّ
أصفاهُ المَلِيكُ بِحَظِّهِ
أمَّا بحاضِرِ ما انثنى
فالشىءُ أبعدُ ما يكونُ عن المشيئةِ
ما أراهُ الآن قد آن اعترافى بالحَدَث..
فلأنَّ إحساسى لدى الفتراتِ بكرٌ
شئتُ إلا أن يكون العهد
أن آتيه يوما بالمكافىءِ .. يا تُرى
أيكون بالأَجدى وفائى مستطاع؟؟
6/1/2008
محمود موسى
23-01-2008, 10:01 AM
تجلياتٌ تحت عُروشِ النَّخيل
إهدائى إلى الصديق / محمد فوزى خلف
يختمُ بالعصفِ قصيدتهُ
و يعاود ممتلئاً شكواهُ ليكمل مما
سال مَلاحِمه الأُولى
يملأُ مِحْبَرَةَ الخَطِّ القادِمِ من ذُلّى
و يكرَرُ آلاماً أخرى
بين التفعيلِ لأشْهَدَ مِنهُ
وقوفَ الحرف يصيحُ هنا:
"قلمى مشدوهٌ يا خِلّى"
أتركُهُ..
حَيثُ رجوتُ بأن يهدأَ
ما بينَ نخيل الحَىِّ و يكملَ
ملحمة التقوى
و أعودُ أوان العصر لأسألَ عنهُ دفاترهُ
فتُجيب الصفحةُ مما أودعها
من قبلِ نهارٍ :
( أنهيتُ السِّفر ..
و نزحْتُ دَمِى من آخر سطر
ألفيتُ الفِرعَونَ يشُقُّ البَحر! )
ماذا أنتظرُ الآن من النصِّ وفى آخرهِ
نعىُ الأجيالِ الأُخرى والأخرى ؟!
أبعيداً كنت عن الصفقاتِ عن الصيحاتِ
عن الذِّكرى ؟!
أذرعةُ الصَّمْتِ تشُدُّ لديكَ زمامَ كآبتِها
وتخُور ..
و تجيئُك كلَّ صباحٍ تحصى كم مرَّ عليكَ
و أنت تنظِّفُ فيمن حولكَ
آثاراً خلَّفَها دَوْرُ وفاةٍ صُغرى
و صدىً سلّطه فى آذان جلوسِكَ
إرعادُ التَنُّور ..
مِنهاجُكَ فى كَفِّ العَثَراتِ تَقَلَّدَ
أن ليسَتْ كُلُّ الغَفَواتِ تُبَرِّرُها
سَجْدَةُ سَهوٍ
ما كُلُّ الداءِ تَدَارَكَهُ الفاعلُ
مِن أحشانا بغسيل المَعِدَة..
ما كُلُّ الجُرذانِ ستَنْسَى شَكلَ الطُّعمِ
الأسْبَقِ فى مِصْيَدَةِ السَّالِفِ ..
والمذكور .
مِن حولك أسْبابٌ شَتَّى
تَدعوكَ لِمَسْحِ بقايا عالقةٍ
فى طَبَقِ الشَّمسِ فلا يختلطُ اللونُ
الذَّهَبِىُّ على أحدٍ
تَمسَحُهُ بصحِيفةِ هذا اليومِ
وسُرعانَ لهذا ماتَنْدَمُ
يَسَّاقطُ عنكَ فؤادُكَ .. تَذْكُرُ
(أن الوطن الرّاقِدَ فى أعماقِ الصُّحُفِ
وفى أفواهِ النَّاس يمُور)
أنَّ تَزَامُنَ إلقاءِ الصُّحفِ
وإحراقِ الوطَنِ اسْتَلْهَبَ حُراسَ الرَّمزِ
بأنك تخطُبُ فى النّاسِ بأفكارٍ أحوى
تُسْقِطُ كُهَّانَ العُمْلةِ
من عين الجمهور .
صَفَحاتٌ تَعكِسُ أصْلَ الحالِ
يراه الرَّاسِخُ من قومك .
* * * * * * *
فى كلِّ صباحٍ
تنتفِضُ الأجواءُ العُليا
زاحَمَها الرَّادارُ و تَجْهِيزاتٌ
تَخرُجُ عَن إدراكِ الأرضيين كمِثلى
و كمِثلِكَ !
فى كل صباحٍ تنشرُ بحِذاءِ السُّحْبِ
غموضا .. لكن فليفعلْ كُلُّ نِظامٍ كيف يشاء .
لا تَخشَ صديقى
سيظَلُّ الجارى نوعاً من انواعِ
اللهوِ لِمن أفتى
لن تُغلِقَ إسرائيلُ الخَطَّ الجَوىَّ لرحلاتِ الإسراء.
فرحيلُ الخاتَمِ أَنهى آخِرَ خَطٍّ
يُفضى لهنالك
و كذا ماكانَ لأكبر قَرْنٍ فى إسرائيلَ
بأن يلمَسَ بعضَ أثيرٍ يقتادُ لأعلى
أغلفةُ السَّطحِ تَأَهَّبَ فيها
ولِكُلِّ الأنذالِ مُطاعَ الشُّهْبِ
مسَوَّمَةً منه رؤوسُ الطَّعْنِ شهاباً رَصَداً
أرهِف للسمْعِ حماسه ..
هذا المؤمن من آلِ يهوذا
يصرخ بالأنفار من الحَمْلَةِ
سَتَراه ينادى وبأعلى الصوتِ :
ولا تتَّبِعوا خُطُواتِ السّلطانِ فلا عاصمَ
فى هذا اليومِ لمن يطغى
* * * * * * * *
فى ذات اللحظةِ..
أقمارٌ تنقل مشهدَ جزءٍ شرقىٍ
من غابتنا
( اهتزَّ الفيلُ فطار النملُ جميعا )
يُذكرُ عن آخر فوجٍ طار حكايةُ نملتنا
ذاتِ الحسن اتجهت بمداها الريحُ
إلى رَحْلِ ذبابٍ
تغْلبُ أُنثاه شهور الوحْمِ
أصابت مأربها !
و الأخرى حملتها الريحُ لتسقط
فى أنف الثورِ تراخى للخلفِ قليلا
ثُمَّ عَطَس !
قضى الأمر !
و تَمَكَّنَ للباقين خلاصٌ تُدنيهِ
وُريقاتِ التوتِ وَ .....
و كَفَى ..
* * * * * *
أحْتاجُ الآن مكانا بجوارِك
عندَ نخِيلِ الحىِّ و قارعةِ الأسفارِ
إلى حيثُ نغيب ..
نترَقَّبُ لَوناً قُزَحِيّاً يأتى بالفِكرةِ
كى نكتبها
و نُردّدُ .. أين ؟؟
فليعذرنى عُشَّاقَ الكلماتِ الوردِيّة
إن لم يجدُوا فى حَرفى
طَعماً للحلوى!
أو رائحةً للتِفاحِ وخَمراً
بين الليلِ يفور
ومَعذرةً
فأنا لا أملكُ
أقواتَ شِتاءٍ فى وهجِ الصيف !
و أنا حينَ أخاطبُ فِيكم أشلاءَ
الوَطنِ الأُمِّ أقول لها : أخشى من طلبى
أن هُزى جذع الرَّايةِ بيضاءً
تسّاقطُ من أعلاكِ قذائفهم فى غَمرةِ "كيف؟"
و يُشاع لهذا أنا وطنٌ مخبولٌ
لا يُحْسِنُ إكرام الضيف !13/1/2007
محمود موسى
29-01-2008, 07:57 AM
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد:7-8)
--
"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم "
( آل عمران : 173، 174 )
* * *
حبشىٌّ يلتقطُ الأخبارَ بمَقدُمِ قافلةٍ..
أو أصلِ خطابٍ عاد بهِ إقبالُ نذير .
حبشىٌّ
تغمُرُهُ الصحْراءُ .. هنا مَرْعى
وهنا أمرٌ ..
للسيّدِ يغتنمُ الحاجةَ ..
يُعطِى .. أو يمنَحُ ..
كان العبدُ الحبشىُّ رفيقَ الحاجةِ
مِن حلو الشىءِ ومن إيغالةِ كل مرير .
تقع الأنباء على أذنيهِ ولا يبرحُ
يسَّاءلُ فيمن جَدَّ حديثُ السَّاعةِ ؟؟
حلقاتٌ يُعقدُ فيها ذِكرُ القادِمِ بالتحريرِ
وقارعِ أسباب الفتحِ
و "إنَّا أرسلناك" و عن أحوالٍ
" فى الآفاقِ وفى أنفسهم "
و مُطَهّرِ هذا المَوْطىءِ
" مما كسَبَت أيدى الناس ".
ستسافر؟؟
هل تهملُ أمرَ أميّةَ؟؟
المجلسُ لا يَرحَم ..
التعذيبُ على (عين التَّاجرِ) منصوبٌ
السَّوطُ يُنَقّبُ عن آبار الدَمِّ
بأجسادِ رفاقِكَ ..
الحِقْدُ على أنسابِ بَنِى هاشم
ألهب رَملَ الفاقةِ ضعفين
ستسافر .. أين ؟؟
و حِبالُ الرّقَِ تُلَفْلِفُ وِجهاتٍ أربع
لا ضيرَ إذن
العَبدُ الأسمرُ مشدودٌ بين قُواهُ تعاظَمَ
عند السلطانِ العارى
أشهَدُ /
أبرأُ /
" إنِّى وَلَّيت" .
مَلعونٌ طاغوتُ الهاجِسِ حَيثُ أتيت .
* * * * * * *
وحدى ..
أتشمَّمُ بالرَّمضاءِ شوائى مِسكاً أذفر ..
أتَمَرَّسُ بالصَخرِ رياضةَ رفعِ الأثقالِ
أنا وحدى ،
أُشهِدُ مَن حولى كيفَ الإنسانُ يَرى
و النُّورُ على الأسْبابِ يُفَكّر .
مُمتَدٌّ بالصَحْراءِ أُسَجِّلُ/
ثَمَّ شُروعٌ فى قَتلى
و الشاهِدُ مَن عَطَّلَ ناموسَ التَّسليمِ
أماتَ السُّعْرةَ بَرداً و سَلاماً
يشهدُ أنِّى مَسَّنىَ الكُهَّانُ بنُصبٍ
ليس بنُصبٍ
و عَذابٍ .. ما كان جوار التثبيتِ / القولِ الثَّابتِ سمتَ عذاب ..
و العُصبةُ يبتدرون بأطوار الصَّخرِ هنا
دَوَراتٍ تدريبية ..
-هل يكفُر ؟؟
أجتازُ الدَّورةَ كلَّ نهارٍ يأتونَ
ليسمَعَ كُلٌّ منهم ما يُنبِتُ فيهِ
مكان الذَّيلِ ثمانين !
* * * * * * *
مِن تحتِ الصّخرةِ صوتى
يمتدُّ يُلَفلِفُ ما بين الجبلين
و يرفع نبراتِ النّذرِ بها
.
.
"أحدٌ"
ستَلُفُّ الرّيحُ الصَّرصرُ أعجازَ النخلِ
و يُقضى بالسَّيلِ
و يَحْلِقُ تاريخُ العُزَّلِ شاربَهُ الأرعن
"أحدٌ"
سيُدَبَّغُ جَلدٌ حربائىٌ ملآنُ
تُقَطَّرُ منه الألوانُ ولن يبقى
إلا لونُ الجيفةِ
يُنشرُ فى عين الشمس فتُعرِضُ بالإغرابِ
لكى تشرقَ فى جِهةٍ أهون
"أحدٌ"
ستُسَعَّرُ أضراسُ أُمَيَّةَ فى الدارينِ
و يَشهَدُ أن الكيدَ رخيصٌ
أن القلبَ المزدانَ بلونِ الحِبرِ
بساعةِ أن فُضَّت عنهُ الاعوانُ المشبوهةُ
ما حاز سوى أجواءٍ تلعن
"أحدٌ"
ستشُدُّ الأحداثُ الرَّحْلَ تسافرُ
ثم تؤوب وفى جعبتها أمرٌ بالإعدامِ
لقانونِ الصُّدفةِ
كى تُعلِنَ أن جرائِمَ لم يُحْفظ فيها التحقيقُ
وما أيدها أحدٌ ضِدَّ المجهولينَ
ستُفْصَلُ ..
تأتى الأقدارُ بما لا يَخطرُ بالآفاقِ
و ما لا يولَدُ فى طرحِ الأذهانِ
و ما لا يُستهجن
***********
لكَ وحدكَ حينَ يجىءُ الليلُ
سيَظهرُ أصنامُ الصَّحنِ على طاولةٍ
يبتَدِرونَ النَّردَ و يَصطحِبون زجاجاتِ البيرةِ
فى آخر ما يَمضى جلاّدُكَ
سوف ترى عَورةَ من خُطَّ عليه "هُبَل"
لم يعلُ "هُبَل"
حَنظَلةٌ ما شُلَّ ذراعُه!
سيُمازِحُ عيناً بالعينِ و سِنَّاً بالسِّنِّ
بأنَّ ذراعى يا قوم سليمة
و الكاهن يشتدُّ من الغيظِ
فلا التنجيم ولا التنويمُ ولا تطبيعٌ يحتالُ بها ..
أنت الآن على مَتنِ بصائرَ
يلتفُّ أذانك حول مساكننا فتطيب ..
مشهورٌ صوتك فى عِلّيّين إذا تَدرى
يتصافحُ والأقمارُ تحايا خمساً
تَصنعُ منه الأطيار بيوتاً وَتَريّة ..
تَطعَمُهُ الرّيحُ لتهدأَ ..
يمتَصُّ النّيزكُ مِنه نداوتَهُ للتَّصفيفِ
يُحالُ بها أطيافاً نورانية ..
يشتدُّ إذا جمَع الناس الأضغانَ لصوت الحقِّ
تنادى أن يعلو جند الرحمنِ
ويسقطُ .. أتباع أُمَيّة .
محمود موسى
29-01-2008, 07:57 AM
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد:7-8)
--
"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم "
( آل عمران : 173، 174 )
* * *
حبشىٌّ يلتقطُ الأخبارَ بمَقدُمِ قافلةٍ..
أو أصلِ خطابٍ عاد بهِ إقبالُ نذير .
حبشىٌّ
تغمُرُهُ الصحْراءُ .. هنا مَرْعى
وهنا أمرٌ ..
للسيّدِ يغتنمُ الحاجةَ ..
يُعطِى .. أو يمنَحُ ..
كان العبدُ الحبشىُّ رفيقَ الحاجةِ
مِن حلو الشىءِ ومن إيغالةِ كل مرير .
تقع الأنباء على أذنيهِ ولا يبرحُ
يسَّاءلُ فيمن جَدَّ حديثُ السَّاعةِ ؟؟
حلقاتٌ يُعقدُ فيها ذِكرُ القادِمِ بالتحريرِ
وقارعِ أسباب الفتحِ
و "إنَّا أرسلناك" و عن أحوالٍ
" فى الآفاقِ وفى أنفسهم "
و مُطَهّرِ هذا المَوْطىءِ
" مما كسَبَت أيدى الناس ".
ستسافر؟؟
هل تهملُ أمرَ أميّةَ؟؟
المجلسُ لا يَرحَم ..
التعذيبُ على (عين التَّاجرِ) منصوبٌ
السَّوطُ يُنَقّبُ عن آبار الدَمِّ
بأجسادِ رفاقِكَ ..
الحِقْدُ على أنسابِ بَنِى هاشم
ألهب رَملَ الفاقةِ ضعفين
ستسافر .. أين ؟؟
و حِبالُ الرّقَِ تُلَفْلِفُ وِجهاتٍ أربع
لا ضيرَ إذن
العَبدُ الأسمرُ مشدودٌ بين قُواهُ تعاظَمَ
عند السلطانِ العارى
أشهَدُ /
أبرأُ /
" إنِّى وَلَّيت" .
مَلعونٌ طاغوتُ الهاجِسِ حَيثُ أتيت .
* * * * * * *
وحدى ..
أتشمَّمُ بالرَّمضاءِ شوائى مِسكاً أذفر ..
أتَمَرَّسُ بالصَخرِ رياضةَ رفعِ الأثقالِ
أنا وحدى ،
أُشهِدُ مَن حولى كيفَ الإنسانُ يَرى
و النُّورُ على الأسْبابِ يُفَكّر .
مُمتَدٌّ بالصَحْراءِ أُسَجِّلُ/
ثَمَّ شُروعٌ فى قَتلى
و الشاهِدُ مَن عَطَّلَ ناموسَ التَّسليمِ
أماتَ السُّعْرةَ بَرداً و سَلاماً
يشهدُ أنِّى مَسَّنىَ الكُهَّانُ بنُصبٍ
ليس بنُصبٍ
و عَذابٍ .. ما كان جوار التثبيتِ / القولِ الثَّابتِ سمتَ عذاب ..
و العُصبةُ يبتدرون بأطوار الصَّخرِ هنا
دَوَراتٍ تدريبية ..
-هل يكفُر ؟؟
أجتازُ الدَّورةَ كلَّ نهارٍ يأتونَ
ليسمَعَ كُلٌّ منهم ما يُنبِتُ فيهِ
مكان الذَّيلِ ثمانين !
* * * * * * *
مِن تحتِ الصّخرةِ صوتى
يمتدُّ يُلَفلِفُ ما بين الجبلين
و يرفع نبراتِ النّذرِ بها
.
.
"أحدٌ"
ستَلُفُّ الرّيحُ الصَّرصرُ أعجازَ النخلِ
و يُقضى بالسَّيلِ
و يَحْلِقُ تاريخُ العُزَّلِ شاربَهُ الأرعن
"أحدٌ"
سيُدَبَّغُ جَلدٌ حربائىٌ ملآنُ
تُقَطَّرُ منه الألوانُ ولن يبقى
إلا لونُ الجيفةِ
يُنشرُ فى عين الشمس فتُعرِضُ بالإغرابِ
لكى تشرقَ فى جِهةٍ أهون
"أحدٌ"
ستُسَعَّرُ أضراسُ أُمَيَّةَ فى الدارينِ
و يَشهَدُ أن الكيدَ رخيصٌ
أن القلبَ المزدانَ بلونِ الحِبرِ
بساعةِ أن فُضَّت عنهُ الاعوانُ المشبوهةُ
ما حاز سوى أجواءٍ تلعن
"أحدٌ"
ستشُدُّ الأحداثُ الرَّحْلَ تسافرُ
ثم تؤوب وفى جعبتها أمرٌ بالإعدامِ
لقانونِ الصُّدفةِ
كى تُعلِنَ أن جرائِمَ لم يُحْفظ فيها التحقيقُ
وما أيدها أحدٌ ضِدَّ المجهولينَ
ستُفْصَلُ ..
تأتى الأقدارُ بما لا يَخطرُ بالآفاقِ
و ما لا يولَدُ فى طرحِ الأذهانِ
و ما لا يُستهجن
***********
لكَ وحدكَ حينَ يجىءُ الليلُ
سيَظهرُ أصنامُ الصَّحنِ على طاولةٍ
يبتَدِرونَ النَّردَ و يَصطحِبون زجاجاتِ البيرةِ
فى آخر ما يَمضى جلاّدُكَ
سوف ترى عَورةَ من خُطَّ عليه "هُبَل"
لم يعلُ "هُبَل"
حَنظَلةٌ ما شُلَّ ذراعُه!
سيُمازِحُ عيناً بالعينِ و سِنَّاً بالسِّنِّ
بأنَّ ذراعى يا قوم سليمة
و الكاهن يشتدُّ من الغيظِ
فلا التنجيم ولا التنويمُ ولا تطبيعٌ يحتالُ بها ..
أنت الآن على مَتنِ بصائرَ
يلتفُّ أذانك حول مساكننا فتطيب ..
مشهورٌ صوتك فى عِلّيّين إذا تَدرى
يتصافحُ والأقمارُ تحايا خمساً
تَصنعُ منه الأطيار بيوتاً وَتَريّة ..
تَطعَمُهُ الرّيحُ لتهدأَ ..
يمتَصُّ النّيزكُ مِنه نداوتَهُ للتَّصفيفِ
يُحالُ بها أطيافاً نورانية ..
يشتدُّ إذا جمَع الناس الأضغانَ لصوت الحقِّ
تنادى أن يعلو جند الرحمنِ
ويسقطُ .. أتباع أُمَيّة .
محمود موسى
15-02-2008, 03:28 PM
هى نظرةٌ ..مع كلّ غصنٍ أسقطوه
تشُدُّنى أدنى مناشير الحفاةِ /
و عُصبةٌ للحفرِ ثَمَّ تفَحّصوا جذرا تألَّفَ
من حديدٍ و ذَهَب..
يتَحسَّسونَ عَتادَهُم ..
و بغير سلطانِ أتاهم كلما برِقَت
عيون الجذر /ها كظَموا بدايةَ رِعدةٍ
و تحَوَّلوا الأُخرى لأغصانٍ تَوَال
ثُمَّ عادوا يرمقون الجذر ثانيةً
ترَاكَمُ رِعدةٌ أخرى تُفَصِّلُ ما بصَدرِ
الطارقين قد احتجب.
ثُمَّ ماذا ؟؟
بسطةٌ فى الوقتِ أعرب منتهاها
عن مفاوز قائدٍ وزَنَ القسائمَ وصفُهُ
بالبذل مسلولا يبعثر مخرجاتِ الصَّدْعِ بين المعركة..
الساحةُ الكُبرى وآلافٌ تشاهِدُ
هل تَرى ؟؟
أعرابُ هذا القرنِ معتادونَ
فى أدنى خُطوبِ القومِ أن يلذوا صفوفاً
للتجمهُرِ باحثين عن النهاياتِ السعيدةِ
تختمُ الأهوال تلقائيةً
يبغون حرباً كالصِّغار مهذّبة ..
حرباً تُسَلّمُ قبل أن تطأ المساحةَ /
تطلب الإذن الكريم و تطبع القبلاتِ
شوقاً بين عينينا و تفترشُ الضُّحى..
حرباً تداعب جلدهم "واوا" فلا نزفٌ جليدىٌّ
تطَفَّل أو خُدوشٌ مُزعجة ..
هم جيلنا الـ "فافى" يقاتلُ حولنا
بالبسكويتِ و نكهةِ الرُّمَّانِ والعنبِ المجفَّفِ
كلما يأتى إليهم مَن يُذَكِّرُ بالحُروبِ
أفاد إعلامٌ ببلدةِ مَن قَضَى الإنذار
أنْ جزِّءْ حروف الحربِ فى آذانهم /
لا تُلقِها كالسيل تخترقُ المشاعرَ
قد نصَحتُكَ أن تَقول برفقةٍ : "حاحا"
تعقّبها بـ " رىرى " ثم " بىبى "
يستقيم الوقعُ تسمَعُهُ الجَماهيرُ اقتناعاً
أنَّ بالأوطانِ ( حرب ) !
أفإن تسير اليومَ دباباتُ مَن قَدِموا إلينا
بالمكِيدِ تنقَّلَت فوقَ الرِّمالِ تجذُّ أوَّلَ ما تَجُذُّ
فصائلا منكم يدُسُّونَ الرُّؤوسَ فلا انتفى عنهم
تمامُ العارِ أو ورِثوا حياةَ الرغدِ ممن قبلهم !
كَذبٌ مروءتنا البليدةُ ..
مَنْ تَغَنَّى باسمِها /خَصمٌ لميزانِ الشّرَف ..
** ** ** ** **
أرأيتَ مِن قبلُ اصطناعاً للأسَف ؟؟
** ** ** ** **
لا يعرفُ الأسبابَ مُلتاعٌ يفكّرُ
فى إعادةِ مشهدٍ لابن الوليدِ وما لديه
سوى اقتباسِ القعقعات مسطَّراتٍ بالسِّيَر.
سهوا يُسَوِّدُهُ التضاد و ما يناقضُ هزةً
ميمونةً للرأسِ من بعد استماعِ
الحادثاتِ و ماتَرَدَّد من أزيزٍ ثاقبٍ بين الشفاهِ
على جناحات الخبر ..
متحسِّساً من نفسهِ الجسمَ السَّليمَ
قد اطمأنَّ لبُعدِهِ عمَّا يصيبُ
مُرَدّداً : "رَبِّى سَتَر " !
هذا الذى مِن قبلِ ثانيةٍ تطَفَّلَ عالقاً
بابن الوليد ..!
فقَدَ العلاقةَ بين أجيالٍ تُفَصِّلُ للعُراةِ
رداءها الشَّفَّافَ مِن
ثلُثٍ يغطّى فرجةً بالصَّفِّ فاز بها - لَعَمْرُكَ-
ألفُ شيطانٍ يُشَوِّهُ حولهم معنى الأضاحى
حيثُ قامَ ابنٌ ليَقْلِبَ حُجَّةَ الآثارِ
مبتدرا أباه بقولهِ
- أبتاهُ قد أَنذرتُ فافهم إنْ تكررَ
أن أرى بُشرى منامى أمسُ أنِّى أذبحُك !/
ثلثٍ يُغَطِّى أنَّ عِند النِّيلِ مفتَتَحاً تَبَخَّرَ
حين صار لدى الأماكنِ والوَرَى
غازا مثيرا للضَحِك ! /
ثلثٍ يُغَطِّى مطلعا للقَرنِ يحملُ
من قواعدِنا بياناً لا يُطَبَّقُ غير أن
يأتى على استفتائهِ
إذ قال عِفريتٌ من الإنسِ استعينوا
بالذى قد جهَّزَ الغِلمانَ قصرا أن تبايعهُ
الجُمُوعُ لتَحتَرِق ..
فقَدَ العلاقةَ بين هذا عندنا يَطْغى
و بين جحافلٍ تتنفس الذكرَ الحكيمَ
و ترتوى مِن ( نِعْمَ أجرُ العاملين ) .
واستحدثت ( من بعدِ ضعفٍ قوةً ) حتى تشكَّلَ
من قُوى الأشهاد فى أعدائهم (ضعفٌ وشيبة )
مالوا على الأرتاق ميلا واحدا ..
صدقوا فلم تخْبُ التماعات الأسنّةِ
حيثما انفتقَ الصليبُ على جبينِ من افترى
سبقت مضاربَهم نواصى اللاّفتاتِ
صريحةَ الإعلامِ تكتبُ ما احتوته العمرَ أزمانُ الهُدى
لا يلتبس .
هل يستوى من يركب الأذنابَ منكفئاً/
و من ركِبَ الفرس؟؟
30/1/2008
محمود موسى
21-03-2008, 06:01 PM
وتثاءَبَتْ فى مَقدُمِ الليلِ النوافذُ
واخترَعْنا ضوءنا المصنوعَ كى نعطِى لعينينا
مزيداً من أرَق..
طبع السكونُ على مشاهدنا هنا
سمت الوداعِ / الآنَ لا كهفٌ يضُمُّ بركنهِ الأجزاءَ
متعبةً
ولا أجزاءَ متعبةٌ تطالب من تَكَلَّفَ قسطها
وإذا النَّصَب ..
كلُّ المساكنِ أعلنت فى وجهنا : "يحيا الصَّخَب"
***
يا سادَتى ..
الليل أقمصةٌ تُجاهدُ عندنا
ألاَّ تبينَ من المساكنِ أىُّ عورة ..
فعلام نحرص أن تعابثَهُ المصابيحُ الرديئةُ
حاملات النَّزغِ والنيرانِ مُخرجةً لسان الإثمِ
تَلعقُ بعض أزرارِ القميصِ
ولا يذوبُ الأصلُ من هذا رداءات الطبيعةِ
إن تُلاحِظْ .. فالتزامُ الليل لا ينشقُّ عن باقى الليالى
حيث لا ينفك عن حُسْبَانها الزِّىُّ الموحدُ/
والنُّفُور..
"ولباسُهُم فيها حرير"
أمسى "بزينةٍ الكواكب"
واصطفى من عِفَّةِ النَّيلِ السلاحَ
وبات يحرسُ ..
نحن قبل طلوع هيبتنا عُراةٌ
غَرَّنا طول الإضاءةِ لم نرَ الإمساءَ أغطيةً
تذوبُ وقد خُطِفنَ عيونُنَا بفُجاءةِ الأعناقِ إذ برِقَت
وهذا من تَصَايحَ
غيْر من كالَ اتِّهاماتٍ تَفَرَّقَ شمْلُها ليُصيب ..
يُهدى لأصحاب النصيب ..
وتَجَمَّعَ الأضدادُ ضِدَّاً واحداً
من أجْلِ تَصفيةٍ لآجلةِ انتقامٍ حان وقتَ المعمعة ..
وتَفَرَّقَ الأطفالُ فى شىءٍ من اللهوِ القَعِيد ..
اليومَ تَذهَلُ كلُّ مُقْنِعةٍ عن التفسيرِ
والناسُ استظَلُّوا بالصَّواعقِ يحذرون الموتَ
ما انتبَهَ المُحَقِّقُ أنهم موتى ولا تأثيرَ
للوهمِ المُسَمَّى بالحَذَر ..!
أوَكُلما شاع القتيلُ بلُغْزِهِ عِثنا نُذَبِّحُ فى البَقَر؟!
أئذا تُذَبَّحُ باسمِنا الأبقارُ قل لى
من سيَسْكُنُ بَعْدَنا يا عمُّ هذى الأرضَ
أو يعطى الإشارةَ للفَسادِ بأن يُسنَّ قواعداً أخرى
(على ما كان عَوَّدَهُ أبوهْ..)
ضَمِنَ المَسيرةَ..
فاستخَفَّ رفاقَهُ .. فاستأمَنوه !
ويَغيبُ فى قصص النوادِرِ أكثرُ الباقينَ
قد سَفَكوا مَرارَ الصَّمتِ بعضاً
واحتَمَوا بالصمتِ بعضاً !
يُشعلون السُّخطَ فى فزعِ الأماكنِ كالجِبالِ
وغضبةِ الوديانِ والبحرِ المؤَكِّدِ
أن فى عينيه نظْراتِ التِهامٍ
أوشَكَتْ منها حدودُ البَرِّ حال جمودها أن تنتحر!
آتٍ إلينا .. أنت يا ظِلاًّ يزيدُ كثافةً
فى معطيات الليلِ/أخْبِرْ أهلَنَا
ألاَّ يزيدوا البحثَ عن أدنى منافذَ للضياءِ
قُبَيلَ أن نَكْسوا نفادَ الشىءِ فى أجلى منازلهم
أُعِيذُكَ أن يقولَ سفيهُنا
من دون أن تتقاذف الأبوابُ ذمَّتَهُ
و ندرِكَ باقتدارٍ بدْءَ مانَضَحَ الإناء .
20/3/2008
محمود موسى
20-04-2008, 07:10 PM
الفكرةُ جاءتنى ذات مساءٍ
تحتمل البُشرى
أتبيَّنُ منها كيف وقفتُ أمامى
أُبصِرنى من جهةٍ أقرب
وأرانى / كيف وصلتُ /
إلى أين تقادَمَ مخطوط الأمسِ
وريب الأسطورةِ حول البئرِ لدىّ؟؟
الفكرة تدرى بتمام درايتها أن الوقتَ
يخالفنى لمطالبَ أخرى
الفكرة تدرى
لن أتركها رغم الوقتِ تُواصلُ
بالتحليق مسيرتها للبُعد..
تدرى!
لكن تسألنى صفةً أخرى كى تدخلَ
فى أجواء النص!
تسألنى إشراكَ الرفقةِ
تسألنى..
أن أتخذ مكانا بين القُرَناءِ وأقنعَ
بالغرفاتِ المملوءةِ أنفاساً لا أقْبَلُها
أختنقُ على أعتابِ جوارٍ ينبذُهُ من كان سَوِيَّاً
واستخرج من ذاتيتِهِ أطوار الغيرةِ
تزدحمُ الشَّارةُ والأسرارُ بهِ
الفكرةُ تدرى أيضاً
كم أخشى أن تزدان بغيرى
وأنا ،،
لن أقبل فى ذات اللحظة أن أُلحِقها
كذبَ الشعراءِ على مقطعىَ الأولِ
حاولتُ كثيرا أن أخبرها
أن الشعراءَ أناسٌ يعتبرون..
بالبحثِ كذلك عن أشياءٍ ضمن رغائبهم
سوف تكون !
والشاعر حين يلاطف أطراف الجملةِ
كالصيفِ يبالغُ فى رىِّ الصحراءِ لهيباً
عمَّن كان سِواها
تشتعل الجملةُ ..
والفكرة أكبرُ من أن تصبغها شُعلةُ إسراعٍ
نحو فضاءٍ لم يولد بعد!
أدركتُ ولكن بعد مرور الوقتِ
وبعد صراخِ الفكرة فى أُذُنَىَّ ثلاثاً
لم أكذب حين وعدتُ بأن أفسحَ
أبعادَ التجوالَ لكى تسلكَ منكِ الخطوةُ
فى طارقِ " ارحل"
ولَئِن عاتبتِ الآنَ مخالفتى للعهدِ فقوليها ..
أنَّكِ ساعةَ أن كنتِ أنا كنتُ
فكيف لمثلى أن يقتلَ ميلادَ الكينونةِ فى شِقَّين؟؟
أن يخلعَ من ميزانِ الكرةِ الأرضيةِ يرسو
فى جبلين ؟؟
جبلٌ للفكرةِ..
والآخر للتأويلِ ورصدِ المغناطيسيةِ بينهما
تشملُ دَورةَ أجزاءِ الأرض.
أنتِ حصيلتى الأولى والأخرى
تقنعنى (وكأنى من زمنٍ أعتاد الأمرَ):
لَسَوفَ أُسافرُ شهراً للمريخِ إذا جاء الصيفُ
وأَعْمَدُ للحُلمِ المتآكِلِ كى أهديكَ
حماساً لنصوصٍ أروع!
ماذا يصنعُ مثلى بالروعةِ بين نصوصٍ
لا تشبه قلبَهْ ؟؟
ماذا يتوقع حيث لهيب الفكرةِ
يُسْلِمُنى لبرودةِ أحرفِ أمثالٍ ينعتها "أروع"؟؟
ويطالبنى بالوعد !
وأنا إن لم أنسبها الآن إلىَّ
فهل أُسْمِى من قارب إياها
غير "اللص" أو "الشيطان" ؟؟
إنى مسكينٌ جداً .. حين أرى العمرَ تقاسمَ
شدو الدنيا ثم تجلى فى فكرة ..
والفكرةُ تبخلُ يا أحياىَ بأن ترحمنى
من بحثٍ لن يتصدَّقَ مهما طال علىَّ بمرآةِ أَلَق..!
ولقد أمضيتُ الحقبة لا أخشى
فالشعر إذا صُبَّ لآل الشعر بشيطانٍ
فإلىَّ يسوقُ الشعرُ مَلَك
16/4/2008
محمود موسى
16-05-2008, 07:04 PM
يا ذاكَ الخيطَ الواصلَ ما بين أناى وذاتى
ماذا تصنعُ ؟
أَلِبابِ الشكِّ هنالك تفتِلُ ملهاةً
يتأرجح منها أطفال الظَّنِّ
أم الظنُّ رِغابكَ إذ تَقضى أنَّ على باب الظن مماتى؟
مِمَّن سأفكر أن أحميكَ ؟
من الأشباح تُرى ؟؟
أم من جثثٍ –رغم حديثك عن هجرتها – قد رُحْتَ
وأنت تصرُّ على نبش مراقدها لا تعبأُ أنى لا أفهم شيئاًً
لا أحدَ اليوم سيفهمُ شيئا
لا منصبَ للتسليم وللتهويم وبُعدكَ فى غير أوانٍ
فى بقعتكَ الـ لازالت مظلمةً يغشاها خوفى
وبذات المرحِ الـ لا أعقِلُهُ الآن تروح وتنبشُ..
مُرتعدٌ أنت بأنَّ الرأس تحركَ مِن رقدتهِ وأجابكَ
أم لا؟؟
ماذا تنتظر الآنَ .. أجبنى ؟
ماذا تنفع رِدَّتُك الطَّيارةُ حول دمٍ يتناثرُ
فى كل نداءٍ مِنِّى أن قِف !
وأنا لا أرغب فى قطعِ الصمتِ
المغشىٍّ على عهدٍ يسكنُ فيه !
ماذا تنتظر الآنَ ؟ أباعِيدَ سؤالٍ فى اللاشىء؟
لا ..
لن أسألَ !
وأرانى فى شىءٍ يحضرُ لستُ ألملمُ
بعض نثاراتِ السؤْلِ الأولِ كى أصنعَ
دائرةً تشبِهُ لاشىء،،
فبربك أخشى أن تغلبنى الريح وتصنعُ
مِن لاشىءٍ ..لاشىءَ ويذهبُ حتى الـ لاشىء!
***
تَتَلَفَّتُ ..
هل أفهمُ ما تعنيه العينان الحمراوانِ
تشيرانِ إليك بوَقْعٍ ..
يتشَقَّقُ قاعُ اللحدِ
وفوقَ تقاسيمِكَ جُلَّ صراعٍ
بين الضحكاتٍ بلا سببٍ
والجَزَعِ/ السُّخطِ / الدهشةِ..
هل يعنيكَ النَّسجُ المتلاعبُ بحُبيباتِ الوهمِ كذلك
أم أنت تصر على أن تَتَّخذَ لسيركَ
أقربَ فخٍ للذكرى !
و تظُنُّ بأنى فى عتمةِ ذاكَ سأسألُ !
لا .. لن أسأل !
***
هل نطقَ الظُّهرُ بلفحتهِ الأخرى
كى أُنبيكَ شتاتى ؟
"سمِعَ الله لمن حَمِدَه"
وأنا أحمدُهُ أن سيَّرَنى فى هذا الوقتِ
لأجلِكَ ميلاد أمانٍ
فعلامَ تَرُشُّ ضباب الصُّبحِ
وتُفٍسِدُ يا خيطُ الآن رَواقَ الإصباح؟؟
الكوكب بالأحلامِ أشاح ..
يكفى..
لن أحكى عن أحلامى أكثرَ
وقراصنةُ الحلمِ يصيخون الأسماعَ
جِوارَ قِمامَتِهِم ..
ولأنّى لا رغبةَ عندى أن يزداد بُصاقى اليومَ
فلن أقْرَبَهم!
أعطِ حِمامَكَ دورتها ..
سَتَحُطُّ ولكنَّ الفزع الأصغرَ لازال تُغَذّيهِ روائحُ
للغرباءِ ليكبر..
طعمُ الغربةِ يُربيهِ ويُمسِكُ للنَّيْلِ تلابيب الحُلْمِ
لَعَمرُكَ لو شاءَ لَأَقصانا فى لَحدينِ أُضيفا
لِمراتعِ لَهْوِكَ
فمتى تَكْبُرُ ؟؟
هَلاَّ أَبْقَيْتَ لمِثلى عذراً أن يَصْبُبَ
حول العقلِ قوالبَ من أسمنت لكى يَثْبُت؟
***
لَزَفيركَ فُقَّاعاتٍ تَسقُطُ بين الموجِ
قُبَيلَ الإمساكِ بأطيافِ السرِّ بها
تَسقُطُ ..
و لِعُنْفِ الموجَ ضجيجٌ يَقْتُلُ فيها همساً
طال هنا أن يمنحنى أعناقَ الجملةِ
إذ تمتدُّ ولا صاروخَ بأذنى كى يقفزَ/
يلقُفَ تلك الفقّاعاتِ قبيلَ بلوغتها أضراس الموجةِ!
***
لِلَّعنةِ عندى أبعدُ بابٍ
حينَ تُفَكِّرُ أن تَدخلنى هَوناً
كى تَخرُجَ ثائرةً حيثُ تُمَنِّينى بحلولِ
المكبوحينَ بخيبتهم !
أنت تساعِدُ قرصانَ الحلمِ بأن يتقَيَّأَ
ثُمَّ يحاول أن يلفِتَنِى نحو نفايَتِهِ
لا يَدْرِى أنى أتَقَزَّزُ أصلاً من طرحِ مجرد صوته..
أَلِهذا تضع الآن قرابةَ فَمِهِ آلاتِ التكبيرِ
لتستخرجَ من حنجرتى عُسْرَ هتافِ اللعنةِ؟!
***
قد تعْلَمُ :
"سيقول السُّفهاءُ من الناس"
و أنا لا أُعطى السفهاءَ المنبرَ
أو أجلس بين الجمهورِ أطالعُ إن كادَ السُّفهاءُ الكيدَ
فمابالك تُرفق جملتهم
صَفَّ المنشوراتِ وتطبع منها شَرحاً واثنين؟؟
مِثلى لا يقرعُ أمساً
أو يتعللُ باللفتاتِ كثيراً
حيث الخطوةُ فى طور القمةِ
يحرقها النظر المتكررُ للقاعِ المعتمِ
مهما بَرِءَت منه الأقدامُ
فهَلاَّ أعددت لسيركَ نحو القمِّةِ عُدَّتَها
أو واريتَ اللفتاتِ قليلاً
أو رُحتَ تنام !
15/5/ 2008
محمود موسى
19-05-2008, 08:05 AM
الأمر يغُر..
الميل إلى التغييرِ يقودُ جفافَ البحَّارين إلى غرق البَر!
قال القادمُ :
لا يَقرب أىٌّ منكم للسُّمِّ شراباً
شرب المسموم يضر !
من ذاقَ فقدْ جَرَّبَ ..
فلنستثنِى السُّمَّ من التجريبِ فلا حاجةَ
للفقدِ الأوحَدِ يَفرِقُ
كى نعرف ألاَّ فقدَ سواهُ ادَّخَرَتْهُ الأرواحُ
لنعبَث ..
ماذا عندك يدفعنا للتجريب؟!
لهِتَافِكَ ما يوقظُ فينا العِرْقَ السَّاخِرَ
ممتلئاً بطرائفَ لن تتكرر
فكما أخبرتُ رفاقى:
أزمتُنا بِلُغاتٍ ظَنَّ البعضُ لدَينا عصريَّتَها فاغتَرَّ
كأنْ يَتَزَلَّجَ مِن حرْفِ الزَّاىِ فيَجْمَعُ
بين كلامٍ يُستغْرَب حال الجمع
فيظُنُّ بأنَّ الزقُّومَ سيُنْبِتُ زهراً!
وبأنَّ الزَّوْبَعَةَ سَتُرسى الزَّورق..!
وبأنَّ الزمن الزافرَ قد يتجمدُ فيه الزئبق!
كيف تمكَّنَ هذا من نَبرَتِنا؟؟
قُلْتُ لأنَّا قد عُوِّدَ فينا الحَدَثُ السَّاكِنُ
ألاَّ يتحركَ فى طلبِ النجدةِ
إلا بعد وصولِ الشهقةِ لشفيرِ المخرجِ/
بعد سقوط الطفلِ من الدَّورِ السَّبعينَ
وبعد الذبحِ/
وبعدَ السَّلخِ
وبعد .. وبعد .. وبعد ..
***
تركوا الجرداءَ تقاسى الوحدةَ
واللفحاتِ و قالوا ليست مِنَّا !
ثم إذا عادوا وجدوها تنطقُ بالتينِ وبالزيتونِ فقالوا :
الزرعُ لنا ..!
وقضاءٌ بالميراثِ يُسَطِّرُ قانوناً وضعياً
ليس يبالى بالنسَبِ المقطوعِ لديهم من دهرٍ
المادةُ رقمُ الإحدا عَشْر ..
من قانون " العائد بعد الموتِ" هنالك تستوحى ماتُمْليهِ
من الأسطورةِ
وتريد الحُكْمَ بوصلِ زجاجٍ مكسور !
اختار الجَبَلُ البركانَ وآثَرَ منذ قديم العهْدِ
تناوُلَ وجبَتِهِ من حِمَمٍ
جُمِعَتْ بسنامٍ يسكُنُ بالباطِنِ
ليسَ يفوقُ الأظهُر ..
اختارَ الجَبَلُ البركانَ قديماً
ويجىء الآن يطالب بنصيبِ الإرثِ
من الكوثر !
تركوا الجرداء ..
وصفوها فى كُلِّ مكانٍ كثيابٍ رَثَّة !
قالوا :
لا تُحْجَبُ فيها السَّوآتُ ولا تَصْلُحُ رِيشاً
أنَّ الآبارَ بها جوفاء تبالغُ فى الكشفِ
إلى أن نُهِبَت منها الخيراتُ وصار البطنُ خِواءً
قالوا :
من يسكُنْ فيها يغشاه المَسُّ
ويُمسى بين الأشياعِ ردىءَ السُّمعة..
والآن ..
لا شَكَّ ستَبْطُلُ كُلُّ النظرياتِ
ستخضعُ لجديد التحليلِ وتُسْقى من عين الحكمةِ
تُعطَى شأنا بالحينِ يُدَرَّس ..
حتماً سوف يزيحون السِّترَ عن التشريعِ الحقِّ
بأنَّ الظالمَ – من غيرِ جدالٍ- يَنفُذُ فيه قضاءُ اللهِ
على عين الأشهادِ بحرّ جهنمَ يُغمس ..
وبها ..
يتوالى المطلبُ أن هيّا
اليومُ لنا ..
والزرعُ لنا ..
والحقلُ لنا ..
أفَتَضحكُ مثلى ؟
أدرى ..
فمواقفُ هذا الحقل أذاعت
فيما يتعلقُ بالشَّأنِ كثيراً
ملحمةً ضَمَّت أعمدةً لِكِفاح ..
أعمدةً .. لا ترتاح ..
كم قاست فى الحرِّ غيابَ الأعوانِ
محاريثُ وثيرانُ وأيدٍ تعمل ..
ساقيةٌ تبحثث عن دَوَّار ..
عرباتٌ فى فُسحَتِها تفتقدُ الجرَّار ..
والحقلُ الباحِثُ يُطرِقُ ملتاع الحالِ
بعينٍ تشبهُ شاشةَ عرضٍ
تنقِلُ من باطِنِهِ بأسَ سواقيهِ إذا
ذُبِحَ الثورُ بكفِّ الظالمِ
كم كنت أقولُ لها دوما ً :
"ساقيةَ الحقلِ كفاكِ نحيباً يتخطَّفُ
بِضْعَ كُلَيماتٍ للفقدِ بكلِّ لسان ..
فعلى ضَوْءِ المذبحةِ الكُبْرَى إذا يُذبَحُ ثورٌ
يولَدُ من ردةِ سيرَتِهِ .. ثورٌ ثان!
البلدةُ فاضت بالثيران..
وكفاحُ الخيرِ لئِن يَخذُلُهُ جَورُ الإنسِ
فلله حضور الإنسِ
وغيبُ الجان .."
***
أَذكُرُ ..
لحظةَ أنْ ضاقَ المجلسُ بالجاسوسِ تَعِبنا
العددُ الغالبُ لم يَكفِ لقطعِ القلقِ المتسلِّلِ
من رِجليه لئلاّ يقربَنا الأُخرى ..
الهمسُ المتبادَلُ صار فُرادَى ..
و ثُغُورُ الحائط ليسَتْ تعرفُ ميعادا ..
هل نَصْمُتُ ؟
أم أن الشيطانَ الأخرس قد تُغنِى عنهُ
وعنَّا لُغَةُ الشَّارةِ ؟
أتُرى إن يسقُطْ هذا الحائطُ بالأركانِ
هو الآخَرُ ورأينا أنفُسَنا طوقَ الشَّارعِ
ساعتها ننطِقُ بالحقِّ
ونَشْهَدُ انَّ الظُّلمَ حَضَر ؟؟
-
18/5/2008
محمود موسى
05-06-2008, 07:37 PM
وُرَيْقَتُنا ..
ولونٌ ثالتٌ للبحرِ لا يُدرى له ثانٍ !
ومَجْنِىٌ عليه يطالع الأوصافَ فى مَرَحٍ
وقد يُختارُ بين رفاقهِ جانٍ .
و مَيْتٌ أَغرقَ القَبْرَ الـ هناك بطولِ زخرفةٍ
و ما نَحَّى خُرافةَ صُنعِهِ بانٍ .
و لَحمٌ ساكنٌ لا يبرحُ السِّكِّينَ من ظَفرٍ ضَحِيَّتَهُ
يطاردُ حِدَّةَ الثُّوَّارِ / يُثبِتُ نارَهم جَهراً
يُسَخِّرُ فَوزَهُ بالحرفِ مخطوطاً بدُخَّانٍ
ولا يتشَعَّبُ الدُّخَّان !
***
هى الأشياءُ بين قصائدى
قَفَزَتْ تُقِلُّ حَقائِبَ الرَّمزِ/ استنامَت ساعَةً
بحقيبةٍ تُخْفى التضاريسَ التى
مَلَكَتْ مَداخِلَ للجيوب ..
أتُرَتِّبينَ لىَ الحَقائِبَ ؟
أم تُراكِ كعادةِ النَّصِّ الجديدِ تداعبينَ
من القريحةِ هَمْزَةً للوَصلِ
قد نُقِشَتْ عليها بصمةٌ ، رَبَطَتْ جميع قصائدى..
باحت بسرٍّ ..
قال فيه الناسُ أسئلةً حَيارى
كلما باتَتْ مُعَلَّقَةً على أسْوارِهِم :"قال الأديب"
الرّوح تَجمعُ
ليسَ للإلهامِ إلاَّ أن يَبوحَ ويُخرجُ القَسَماتِ
مِن قلبٍ تَشَابهَ فيه ضوءٌ للملامحِ
كُلما يغشى نواةً بين دَوْرَتِهِ
ببقعتها .. يذوب ..
***
الوَصلُ إنْ قَسَّمْتُ دائِرَتى مَدَائنَ
كنتِ أُمَّاً للذين استُخْلِفوا فيها ..
على أطرافِها تأتى حُرُوفُ العُدوةِ القُصوى
موزَّعَةً لتَملأَ فجرَ كُلِّ صَبيحةٍ دوريةَ النشراتِ
ما كانت تُوَزَّعُ قَبْلَ أن تُسْقى موافقةً
تُوَقِّعُها أناقةُ مبتداكِ
الآنَ يسمعُ عن رحابى الدائرون..
قرأوا بمَنشُوراتِ أمرِكِ فى القصيدةِ دهشةً
نَفَذَتْ إلى مُهَجِ الحيارى ،
صادَفَت فيهم حنانَ الاِنتظارَ ، تَوَسَّدوا فيها
لِرَغبتِهم إلى ذاكَ الرِّحابِ سماحةً
أذِنَتْ بحِلِّ مُقامِها للفجر أوسِمةَ العبارةِ
تُلْقِمُ الأسماعَ بالدِّفءِ"ادخلوها آمنين" ..
**
تَقِفينَ صامتةً على هَرَمِ الدَّفاتِرِ
تَمسحين تُرابَ أزمِنَةٍ
يُغَطِّى مِن مُخَيِّلَتى هُنا الأوراقَ
رُصَّتْ بالدًَّوائرِ إذ تُزَمِّلُ صورةً ، للياسَمين ..
وَرَقٌ إلى وَرَقٍ
تَجَاوَرَ ..
صَنَّفَتْهُ الأُمنياتُ لِكَى تؤاخى بين عنوانٍ
تَقَدَّمَ للإمامةِ / تَحتَذيهِ الخاطرة .
الروحُ مُشتَرِكٌ بها دَمعُ القصائِدِ والفرَحْ .
الروحُ تَرْقَى بالنَزِيفِ إذا احتَوَتْ وجعاً
أو انْتَسَبَتْ همومُ المفرداتِ لِطَوْقِها
شَمِلَتْ بِرُقْيَتِها النَّحِيبَ و مَن جُرِح .
و العَزْفُ إن تَلقاهُ عِنْدَ شريحةٍ تَهوى من التلقينِ
ما يَطغى على لُغَةِ الجَمالِ مُهَيْمِناً
و لِفاقََتى فَوزٌ من استغنائِها
فتُفَتِّتُ الكُرُباتِ ظافرةً وقد ماتت أنامِلُها
على ناىِ الحروف .
فلتُعطِنى مالا يُرَتِّبُ للقصائِدِ عِطرها
ولتُلزِميها الصَّفَّ تلتزِم الطبيعةَ والـ"أنا"
حال الوُقوف .
4/6/2008
محمود موسى
13-06-2008, 01:30 PM
صَمتُ المتفرجِ ..
يتدانى من ركنِ الغرفةِ حيث الرؤيةُ عن قُربٍ
تبدو أظرف ..
جُثةُ صرصورٍ ، يحملها طابور النملِ
انتظمَتْ منه الخطواتُ لتوحى بالشىء..
تفتح آفاقاً للتفكيرِ ومازال البابُ المائلُ
تتسرَّبُ منهُ حروفُ الهاتفِ:
" لا تصدحْ"..
فالصفُّ أمامك ليس يصَوِّرُ أحداثَ جنازة..
النملُ إذا ألقى الجُثَّةَ داخلَ جُحرٍ
لن يُغلقَهُ خَلْفَهُ ثم يروح ليفتح جُحراً آخرَ/
لن يضعَ اللافتةَ الصَّمَّاءَ على البابِ
لتحمل نعياً
لن يأسفَ ..
ما نعرفُ أن النمل تأسَّفَ من قبلُ
على جُثمانِ الحشراتِ
فهل أصغيتَ قليلا ؟؟
***
يا هذا..
حتى إن خرجَ إلى ضوضاءِ الشارعِ
هذا النملُ ذكىٌّ
قد آثر أن يمشى منتظماً كى تحسَبَهُ الفطرياتُ
قطارَ الثامنةِ مساءً!
تخشى أن تقطع منه الصفَّ فيمضى بسلامٍ
هذا النملُ ذكىٌّ
عُلِّمَ معنى القوةِ فى الضعفِ وضعفاً يحتمل القوةَ
عُلِّمَ كيفَ تكونُ العزلةُ والجمع كبير..
عَلَّمَ كلَّ ذكورٍ وإناثٍ نقرأ عنهم
أن يجمعهم فى بقعتنا جمع التكسير..
يمضى
إن سقطَ الصخرُ الهائلُ يسقط أشتاتا
سيكون غبياً من وَتَّرَ هذا الصخرَ بغايةِ
أن يخمش صمت الطابور
..
هذا الطابور..
لا يعجبُهُ من هذا العالمِ شيئاً
لا تُقْرِئُه الهمجيةُ أىَّ سلامٍ حيثُ يمُرُّ
بهيبتهِ نحو الجحرِ خِفَافاً
قد يمدحهُ البعض ويلعنُ بالسخطِ أباه البعضُ الآخرُ ..
لكن .. يَمضى
لا يلتفتُ سوى إن شاهدَ سقطةَ صرصورٍ آخرَ
(لا يلتفت جميعا)
يرسلُ أصغرهُ تتشممُ فى صمتٍ
ثم توافيه بأنباءٍ يعرفها بالتقديمِ قبيل العودةِ
يمضى ..
انقلبَت عن يُمناهُ الشَّاحنةُ المثقلةُ بأوزار الصفقةِ/
من أخبركَ بأنَّ النملَ سيبكى ؟؟
وتَرامَى عن يسراهُ بقارعةِ (السِّكَّةِ) منديلُ العاشقِ
حين تعلَّقَ مثل جميعِ الحمقى بالبُهرجِ فى عين المِرآةِ
وأدلى كخِرافِ المخدوعين بوعد الليلِ
القمرىِّ الماكرِ دَلوه/ جاءَ
على (السِّكَّةِ) يلعن وجهاً آخر للدنيا !
من أخبركَ بأنَّ النملَ سيَسقطُ قهقهةً
أو يضربُ كفاً بالكفِّ ويلكزُ أىٌّ منهم من كان أمامه؟؟
أخبرتكُ .. يمضى ..
لا يعبأُ إن شاهد عن يمناه وعن يسراهُ الـ ليس يشاهَدُ هَذْراً:
إعصاراً يذبحُ دولةَ ظلمٍ أرسلَهُ عُمرانُ الأخرى بالتقوى/
ظِلاً يتصالح والأجساد وما مرَّت عشرُ دقائقَ
حتى يصفعَ واحدهم جنب الآخرِ
ثم يروح ../
السلكَ الشائكَ حين يُمَرِّرُهُ من لا يملكُ
ثم يضىءُ إلى الآتين إشارتَهُ : "ممنوع"/
خط النورِ إذا عَرقَلَ طيفاً يتوَشَّحُ بظلالِ الغيرِ
فتمتمَ بالـ لا مسموع ..
***
أخبرتُكَ: هذا الطابورُ يمرُّ ولا يلفتهُ
من أحداثِ القرنِ الحالى شيئاً..
يمضى ..
يُشبهُ قاطرةَ الأزمانِ إذا اتَّخَذَت لمحرِّكها خزَّانَ وقودٍ
يوقَدُ من كُلِّ الأشياء/
كلِّ الأشياءِ ولا يزعجُهُ أن مَدَّ هنالكَ أبناءُ القُطر إلى قاتلهم
بئرَ النفطِ
ولا أن تتعفن فى كلِّ الأقطار شحومُ الأنعامِ
ولا أن تُصرفَ كلٌ /تُبنى من جسد الأشجارِ بأيدى العبادِ
هياكلَ وثنية ..
هذا طابورٌ يعلم كلَّ العِلمِ بأنَّ لهذا الكون إلهاً
ليس يغيِّر ما بالقومِ هباءً
لا يعطى للتلقائيةِ فى شأنِ السذجِ
أن يأتيهم باللاشىءِ حِراثُ الطينِ بأيدٍ نارية ..
أو عُمرة ماخرَّبَهُ أبناء جنوبٍ
أن تصلحهُ –بالتلقاءِ- أيادٍ شرقية
يا هذا ..
دع ركنَ الغرفةِ وارتدّ بعيدا
حتى إن زعمَ الإمتاعُ الشخصىُّ بأنَّ الرؤيةَ عن قُربٍ
تبدو أظرف ..
للنمل طقوسُ العزلةِ لكن
لا يَحيى هذا العالم بالنملِ / وأنّى للسِّرب الرائقِ يا صاحِ
يعمِّرُ فى هذا الكونِ الناطقِ
كرةً أرضية ..
13/6/2008
محمود موسى
04-07-2008, 09:23 PM
وَثِّقْ إنذاركَ
تفرِشُهُ واجهةُ المحنةِ قبل المفترقِ المحمومِ
تقول بهمسٍ :
الفتنةُ نائمةٌ../
ملعونٌ ملعونٌ من أيقظها..
و لَكَم أخشى ،
حين تنام الفتنةُ فى وضعٍ مرعب.
تغمض عيناً ..
تفتح أخرى ..
تحسبها نائمةً وهى الأكثرُ مِنا يقظة ..
(نحن الأكثر نوماً
دعنا نضع التعديلَ الأمثلَ فى المقياس
فنعطى الفسحة ..)
ستصيرُ إذن دينامو !
ستصيرُ كبرقِ شتاءِ العامِ الماضى كُلٍ
و إذا نَطَقتَ ستتمتمُ
فوق الصمتِ قليلا ..
تحت طنين الأوتار الصارخةِ قليلا ..
يصنعُ منها بعضُ المتَّبِعِيَن السيمفونيةَ
فى سُلَّمِها المائلِ
آه ..
كادت خاطرتى تسهو
أن لدى القومِ استحضر من عَلِموا بالشأنِ
التأثيراتِ الجَمَّةَ للريحِ الصاخبِ
حين تجىء إلى السُّلَّمِ و " ترشرشُهُ " اليومَ
و قد نَزَعَتْ صوتاً يلفِتُ آلاتِ التنبيهِ
تعودُ الفتنةُ للنومِ أثارت فينا نوباتِ التيه ..
تَبْنِى للحلم المحض قصوراً
يتغذى الحُلْمُ بكثرةِ ما كُنَّا بالسِرِّ
وبالجهر ننام ،
ناقَشنا : " الفتنةُ حَيَّة .. "
قد كانَ لفطرتِنا أن تَرفُضَ
و لِـ "لاء" الرَّفضِ وضوحُ الشَّمسِ
ولكنْ لا يَتَسَنَّى
أن ننحازَ بأُمِّ فَصيلَتِها للسَّائلِ لاماً شمسية ..
تذبلُ فى النُّطقِ و ندعو للرَدِّ بياناً مكتوباً
نستوضحُ من لفظتهِ قولا فصلاً
ولِكَى يسهُلَ في وقعِ مشاعرنا الإحصاءُ
فقد قَسَّمْنا الفتنةَ فى النشرات بأقسامٍ شَتَّى..
قِسْماً يَذْكُرُ
أنَّ الفتنةَ بينَ الناسِ يُجَسِّدُها خوفُ العامةِ
من أن تتسللَ أقطابُ العِبريّةِ
كى تصبحَ فينا اللغةَ الرسميةَ لاستنطاقِ
أذانِ الفجر ..!
ويَبُثُّ الغرقَدُ بالحربِ النَّفسيةِ
زعْمَ سيادَتِهِ فوق الأشجار وفوقَ الأحجارِ
وفوقَ ملايين الأشياءِ الناطقةِ بمالا يتفوهُ
للحقِّ حناجرُ كل الناس لأخذِ الثأر.
قِسْماً يَذْكُرُ
أنَّ الفتنةَ تكمُنُ فى عَصفٍ يقطعُ بالسيرِ إلينا
أميالاً
تَدْعَمُهُ قوةُ ألف حصانٍ/مليون حصانٍ
يَتَخَلَّلُ قابلةَ العصفِ رذاذُ المنتفعينَ
و قد سَبَقَتْهُم أشلاءُ سحابٍ سُفلىٍّ
مُتقَطِّع .
تَرِبَتْ منه على الجارى مائدةُ السِّرِّ
نموتُ نموتُ وما ماتَ لصوصُ الألحادِ
وباتَ السطو عياناً
قِسماً يَدفعُ بالفتنةِ فى سردابٍ مزعومٍ
لَم يُسمَعْ عنه بطيلةِ عمرٍ وَلَّى
كم أتمنى أن أشهد لون وجوهِ الحراسِ
و ما سيكونُ إذا اكتشفوا بَعدَ الحَفرِ
قريباً جُثَّةَ جُندىٍّ مجهولٍ
دُفِنت معه الأحداث الخاصّةُ
لم تَكْمُل ..
غاصَت بين عُمومِ رسالتِهِ فى هذا الكونِ
وجاءَ الباطلُ
كى يرميه الباطل
و جنايتهُ ،
أن ما زالت فيه دماءٌ حية ..!
يارب فماذا نصنعُ إن كُنتَ حفِظْتَ الصفحةَ
بين أضالِعِنا
و هنالك من يأتينا حال النومِ
ويهتك بين العظمِ خلايانا ؟
يحظى بالمضغةِ /
يظهرها فى عين الناسِ بجَوْرِ طلاءٍ أسود
يارب جعلتَ السِّرَّ أمانةَ من يرضاكَ وكيلاً
و يفَوِّضُ من قلب رضاكَ النجوى
فلأى الشَّأن نزيحُ خيانةَ حرَّاسِ الحَىِّ
و فيهم من جازَ الحَدَّ وآذانا ؟
هل نتركُ لهواةِ الفوضى
أن يصطنعوا من علبِ الكبريتِ
حديثاً للتخمينِ
وتُطحنُ ما بين الأضراسِ كرامتُنا ؟
لك وحدكَ انت الأمر..
24/6/2008
محمود موسى
07-07-2008, 02:09 PM
الصمتُ أجملُ
قالها من إخوتى ، المتربعون على عروش اليأس
فور جلوسهم
مِن بعد أن قرؤوا بإحباطاتِ مشهورينَ
قد سبقوا إلى سُننٍ ، أنا المسفوح حين سمعتُها جَبراً
وقد رفعوا بها الأصوات .
لم يكفِ أن سَيَّرْتُها للمهملات.
هى رَكلةٌ مِنى تساقُ إلى المدى
و أقول مافى هذه الدنيا كبيرٌ قد بخلتُ بهِ
على مسرى قطار الفقدِ
قلتُ لـ كل طيفٍ كان من فجرٍ كذوبٍ
أنت أنت وإننى أبقى "أنا"
لا شىء بالدنيا يدوم ..
ولكل خلدٍ بالحياةِ تزعمته الأمنياتُ المبطلاتُ
أقول فلْتُكمل خطاك "إلى الجحيم"..
إنى إلى الأفْقِ العليةِ صاعدٌ
وعلى اليمين و عن شمالى رفقتى
قد نختلف .
قبل الصعودِ اعتَدْتَ يا مِثلى مساءلةَ الرفيقِ
تقول مبتسماً إذا ما حان مبدأُ رحلتى
ماذا ستأخذُ؟
أىَّ شىءٍ سوف تبدأ حملَهُ ليكون أول ماتقابِلُه الحقيبةُ ؟
لا تَقُل : "شيئاً يذكّرنى بخطّ الاِستواءِ"
الأرضُ ترفعُ حاجبَيْها للمدى المثقوبِ
فاقْصِرْ من حسابكَ وصفها بعضاً
إلى رُقياكَ
أيضا لا تَقُل "شرخاً سأسحَبُهُ من الجدرانِ
محتفظاً بمن صنعوا المسافةَ فى سجلٍّ مبعدٍ "
فلِضَعْفِ مايَحْوِى جدارُكَ مِن شُروخٍ
ما يُمِيتُ حماسَها
أن تُغلِقَ المَعبَر ..
فلها استِكاناتُ الزواحِفِ بينها
إن قُلتَ شَرخاً
قال يسلُخُنى عن الجدرانِ أن يلتفَّ
تقويمُ الحياةِ إلى الوراءِ
ولا تقل "نظرية التصفيق"
من فَطِنوا إليها عُلِّموا ، قد أَدركَ الباعوضُ
مِن تصفيقِ أهلِ البيت رغبتُهُم إلى قتلٍ
يُفَوِّضُهُ الملل ..
قد أَدركَ العظماءُ من تصفيق عصبتِهِم
ثناءً مصْمَتاً أرخى الستار على الجميعِ
قد استوى فيهِ الذين تَقَدَّموا ، بمن ابتَذل..
حان اختيارى
ما برحتُ بطول كفى سِترةً لليلِ غبَّرها زفيرُ
المفلسينَ ليستريحَ عنادُهم
وأنا أراقبُ من هناكَ كبيرَ من بعثوه راحَ
بخفةٍ يرتادُ "أوكازيونَ"
يطوى السؤْل عن سعرِ القواربِ
لم أعلّق !
قال بعض العارفين بأنهُم سمِعوا الذينَ تخَوَّلوا
مقهى حقيراً / أرسلوا المَعنِىَّ يَحضُرُ بالقوائمِ /
ذاك ليلٌ رائدٌ
(و كأنَّهم قصدوهُ فعلا بالمديحِ!)
الآن نُلقى ليلنا فى اليمِّ !
خوفاً / إنه قد يقطعُ الإشعاعُ من فمِّ النهارِ وريدَهُ
هذا نهارٌ قد تخبَّأَ خلفَ صخرٍ
عند أول نخلةٍ للحىِّ
ماذا ؟
هل لضوء الصبحِ أن يأتى لدينا غيلةً !
يا ليلَنا أعطِ التِزامَكَ حِرْصَهُ المألوف ..
ما كنتَ محتاجاً لأنقاضِ الدليلِ
موضِّحاً حُسْنَ النوايا ..
كل الذى فى الأمر أنك ماطلبتَ المعجزة ..
أَنْ قلتَ "فاستتروا"
وقال الناسُ "نَعرَى"..
هم يعلمونك جيداً /لئِن الْتَفَتَّ الآنَ ثانيةً
لَقام الكُلُّ يقفزُ فى مساكِنِهِ
مَخافةَ أن تَبِينَ من الخرائبِ ألفُ حُفرة..
ما كُنتَ بالإزعاجِ مُحْتَذياً
فأنت كما عرَفْتُكَ قلتَها للقائمين على عَجَل ..
يستعجلون الشَّمْسَ قبل أوانِها
قد قُلْتَها
أن سافِروا للشَّمسِ فى أقصى بقاعِ الأرضِ
حيثُ أنا هُنا
متقلداً فيكم حَمِيَّةَ مُنْصِفٍ
لا أبتغى الإزعاج / لى بعضٌ من الميقاتِ
أقضى منه ما يَقْضِى الضَّميرُ
وبعدها ..
أُعطى التَّحِيَّةَ حين أرحلُ حاملاً بين الحقائبِ
ما تبقى فى محصلتى هنالك من كرامة ..!
لا خَيْرَ فى أرضٍ تُفَسِّرُ لى رجائى
بالوعيدِ و تَحْسَبُ التِّحْنانَ قضباناً
و لَمْ تَشْهَدْ لأى الحرصِ من جهدى .. علامة!
7/7/2008
محمود موسى
11-08-2008, 08:04 AM
يا سيدتى ..
من شَطِّ مُعاناتى أكتب ..
مِنطقَتِى .. تَزَّاحَمُ فيها كلُّ الأشياءِ
تُشارِكُنِى طَرحَ شُجونى
قُربَ الضَّفَّةِ ،
تتماسَكُ مَوجاتُ البحر قليلا لتُصافِحَنِى
ثُمَّ تُواصِلُ إطراقاً نحوَ تلاشيها
و الدَّمْعاتُ حَصَىً نارىٌّ
ما بَيْنَ الإطلاقِ و عَجْزِى لأُوَارِيها
لا تَقْصُرُ أنْفاسُ الرِّيحِ إلى أَنْ تَصْنَعَ ثَمَّ قميصاً
أَلْقَيْتُ على وَجهِ فؤادى زادَ عمىً..
يا سَيِّدَتِى..
مِن شَطِّ مُعاناتى ، أَكتب ..
و نِطاقٌ ما بينَ لِقانا من سَنَواتِ الضَّوْءِ
أراكِ هناك تُؤاخينَ النَّجماتِ ، تَمُرِّينَ على ذاتِ الشَطِّ
أُشاهِدُكُنَّ على سُحْبٍ خاطِفةٍ
كالأطيافِ الرَّحبةِ
ثم أُعِيدُ الرَّأْسَ إلى أَوراقى أجلو كِسْرةَ حُلمٍ
فلتدَعِينى أحقن أوراقِى بالحِكْمَةِ
كنتُ أقولُ بأّنَّ لسانِى إن تَرَك الزَنْزانةَ
لا يَترُكُها عَبَثاً
و مَصَارِعُ فَكَىَّ إذا خَلَّتْهُ إليكِ لها غَرَضُ
الإيضاحِ إليكِ ، أنا .. غَيبٌ ..،
عايَنْتيهِ أَديماً قد كان بمِحْفَلِكِ اللَّيْلِىِّ
يُذيبُ مِزاحَ الصُّحبةِ
فى كأسِ رياضاتٍ للفَكِّ يُسَمِّيها الناسُ
بِعُرْفِى ضَحِكاً !
و رأيتيهِ فمِن أىِّ الأَنحاءَ تَراءَى مِن
حيثُ تقولين صَفائِى ؟
ما أَدْراكِ ثباتاً أَظهَره أنِّى حادثتكِ يوماً
من فوقِ السّجّادِ ولن يحتال السّجادُ
بساطاً طائرْ ؟!
يأخذنى للأبعدِ .،
ما أدراكِ بأنّى لستُ مساحاتٍ تتجَرَّدُ
للنسيانِ وتَجْرِى فى أقصى ردَّتِها أسرابُ الفُلْكِ مَواخِر ؟
أنِّى لا أَسْحَبَ اوهاماً من أذنَيْها
و أُبَرْقِشُ ناصِيةً فيها
تتحدَّثُ رَسْمِياً باسمِ عَظيمٍ نَاخِر ؟
يا سَيّدَتى ..
لا تَقْتَرِبى ..،
فلعلَّكِ أمَّلتِ برَوْضِى غيرَ الأدمُع !
أو أحسَستِ من السَّهلِ عليكِ مكاشَفةَ
الأدراجِ الخلفيَّةِ للمِرآةِ و سِرِّى
فرَسَمْتِ الأروع !
أو عَلَّكِ صادفتِ على طرف لسانى
كلماتِ الذِّكرِ
و أنَّ على كَفِّى مِسْبَحَةً ،
و أنا منذ المرحلةِ الخَمسِيَّةِ لم أدخل لله مقاماً
للعُبّادِ ، و لَمَّا أركع !
30/7/2008
محمود موسى
12-09-2008, 11:06 AM
أرجوكَ لا تسقط !
إنى عهدتك فوق حد الظن فوق الزعمِ
فوقَ بضاعةٍ رُدَّتْ إلى روادِ سُوقَتِها
فكنْ فوق الجميع..
أرجوكَ
لا تَصبُب علىَّ الفاجعة !
ما عُدتُ أحتملُ الخصالَ إذا انثنت
متراجعة ..
و بياضُ سيرتِكَ الرقاق على المحَجَّةِ
حين فاقَت فى تتِمَّتِها مُرُوجَ مدينتى
أمسك عليهِ ..، هكذا
حتى وإن كان الذى أرجوه يبعد
أو سيوغلُ مثل قضبان الترامِ بهَضْبَةِ الأزمان فيك
بما ادعيتُ
مبدّلاً مجراكَ عندى
جُدْ بصفحتكَ النقيّةِ لو إلى بلدٍ سِواى !
لكنْ تَفَرَّدْ
لا تُفَرِّطْ فى شذى الإهداءِ
كُن إياهُ لو كذباً !
ستصبح منه تكويناً يتابعُ للأصولِ
بُلُوغَها ،
أرجوك ..
لا تَسْقُط ..
الموت أهونُ من مضارعةِ القيامةِ
وانهيارِ الشمسِ كالجبلِ السَّعيرىِّ
استردَّت للجزيئات اتساعَ فراغها البيْنِىِّ
غابَ الأسفَلونَ / المغرمونَ مُقَدِّسوا ريعانِها
بُهِتوا إذا الجارودُ أثمَلَ جَمعَهم
وتحاتنوا أدنى رواياتٍ تنوبُ إلى شبابٍ
دائمٍ
و هى التى عند الوجوب تساقطت
جنباً إلى جنبٍ تشاركهم فناءَ عوالم استعجالهمْ
و تعامدَ الليلُ / النهارُ
على عُلُوٍّ شاء يوماً أن يُقَلِّدَ مُحْدَثاتِ النُّوَّمِ
العادينَ فانقَلَبَتْ
لعلَّك أن تراها أو تُعِيدَ تَحَرُّقى دهراً بها:
"أرجوكَ ..
لا تَسْقُط .."
اجعل لعين الأرضِ فيكَ مبرراً
تبكيك إن قُضىَ الفراقُ / أقمْ على شىءٍ بسيطٍ
يحفظُ النَّقشَ المجازىَّ ، احتَملْ
أُقصوصةَ التجريبِ ، إذ يشتَدُّ فى ناديهم المنكر ..
إن جالَ زائرُهم ، يُعَكَّر
حيثُ رامَ الفكرُ قبل الخوضِ .. فَكِّر .
وانتخب لبَناتِ فِكرك بيئةَ الإشراقِ فى أمدِ الدُّنا
أرجوك ..
لا
تسقط !
11/9/2008
محمود موسى
02-01-2009, 06:50 AM
هو نَصٌ خططْتُهُ فى يومٍ انفعلتُ فيه بأن أَطلَق المتظارفون لفظ "الإرهابيون" على من يدافعون عن أرضهم ضد الاغتصاب والامتلاك بغير حق .. أضعه بين أيديكم وكلى أسىً بعجزٍ لن تواريه الكلمات ولا الصيحات
المبدأُ .. فى جيلِ الطَّمسْ ..،
ما عادت ترغبُ فيه الشمس..
يتوسّط أجيالاً حُبْلَى بصُراخِ اليأْس
يُعْلِنُها .. بالنَّاسِ جَلياً..
يطويها للعالم طَيَّا:
" بُنى الإرهابُ على خمس "
1) الخبزُ إذا يعْجِنُه الجالسُ فوقَ الكُرسىِّ لديهِ
برملِ الطُّغيانْ
يُصْدر أدناهُ الأمرَ بأن معونةَ هذا العامِ مفوضةٌ
لبلادِ الركَّعِ ..
بعد قبولِ العهدِ بإعدامِ الفرسان
2) و سياطٌ تشْتَمُّ الجُرحَ لتعثرَ فيهِ
على طرْفِ الأعصابِ يذوبُ إذا احترقَتْ
بغياب العدلْ
تَجْلِسُ فى قفصِ التهمةِ
لكنَّ مآلَ الحُكْم كعادتهِ يُلْبِسُها تِيجَانَ الفضلْ!
3) والخاطرُ يعبثُ فى دَمِنَا بعَصَا الكابوسِ
يبيعُ الشاعرُ ما أيَّدَهُ قبلَ الآن بلَحْظَة!
و يرَدِّدُ فى الأسواقِ بما يَكْفِيهِ ليَنْشِلَ حظَّه..
ما عادَ يُفَكِّرُ فى أمراضِ الشَّيْخُوخَةِ
تَتَرَبَّصُ فيما دار بكُلِّ جَنينْ..
ماعاد ليجرؤ كى يتبين أطراف الخيطِ الأبيضِ
من ذاك الأسودِ ، ما عادَ وإلاّ
أُخرج معصوباً بالطُرُقَاتِ يوَلْوِلُ
كالمجنونْ !
4) والأذُنُ الـ يَنبت للجدرانِ بلا معنى
يتصَنَّعُ سَهْرَتهُ معنا
يستعرضُ فى فَنّ الإرسال يطول الشكُّ
ونبقى فى تقرير العادةِ
محض سُطُور
نتبين من متَّسعِ الإرسالِ بأن غلافَ
اليأسِ سيبدو معتقلاً أصغر!
نَتَوَسَّدُ بعضَ زواياه
ذاك البركانُ الكامِنُ ، لا نَرْقُبِ فى أى نتاجٍ
إلا إياه
5) و البرق يواعدُ أمطار الفجرِ الكاذبِ
والكلُّ تضافر فى موعدِهِ
يستبق الباب إلى الطرقاتِ ليلمح أول قطرة ..
ويداه المشرعتان تجوبانِ فراغَ الساحةِ
لكنْ خطف البرقُ الأبصارَ
و ما نال الزرعُ من الأمطارِ وفاءً..
ما نال الفرعُ الذابلُ منها محضَ اللمس.
يعلو بصراخِ العطشِ الجامدِ:
"بنى الإرهاب على خمس"
فيها برّأت النفسَ الثائرةَ أمامى
طهّرتُ أمام العالمَِ سيرتىَ المضناةَ
بآثامٍ ليست آثامى
إنى عُلّمت صغيرا أن السِلمَ لدىّ
شعارُ عقيدة
و بأن بشاشةَ هذا المنظرِ إشعارٌ
بالدين السمحِ ولا يستقدمُ أىَّ مكيدة
و برغمِ السلمِ فلسنا ننكرُ شيئاً من قانونِ
الفعلِ و رد الفعلِ
و إلا ... نأثم
وبرغم السِّلمِ فتحنا زاويةَ الإبصارِ
على أشلاءِ ضحايانا
لا نتكتم
تُعْلِمُنَا أن الكَبْتَ يفجّر ما تُخْفِيهِ بَقَايَانا
البادى .. أظلم ..،
5/9/2007
محمود موسى
29-01-2009, 05:46 PM
تخاصمْتُ و الساحل السوسنِيّ
جَمَعْتُ الدفاترَ و الحِبرَ و السِّنَّ
و الذكرياتِ المُحَلاَّتِ و المُرَّةِ السَّافِرة ..
و لملَمْتُ قِشْرَ المواعيدِ فوق الرمالِ
و ضغطَ الظِّلالِ و حشرَجَةً فى سؤالٍ أخيرٍ
بهِ زفرَتِى الآخرة ..
دسَسْتُ الحَنِينَ المُوَطَّنَ ، فى غَير جَيْبٍ
إلى سَقْطَةٍ ما أرى فوتَها أو أراه .
فمُذ صارَ للساحِلِ السوسَنيِّ مع الغيرِ
سِرٌّ وما خَصَّنيهِ ، اغتَرَبنا ..
و مُذ أنكَرَ الرَّملُ شاطئهُ
ما أمِنْتُ ابتلاعى
إذا استيسر السطحُ رَشْحَ النعومةِ/
أو ظَنَّ نَحْوِى عقاباً
يُنَكِّسُ -غَيًّا- متاعى
تخاصَمْتُ والساحل اليبْس
ما عُدتُ آتيهِ بحثًا عن الفكرةِ المشتهاةِ
و قد علَّموها الكذب !
أنا كِدتُ أرضَى بوحى الشياطينِ
غادرَنى الحينَ إلهامىَ الملَكِىُّ
و كِدتُ أصَدِّقُ أنَّ اتساع المسافةِ
فى صفحتى بالدفاترِ أكبرُ من صفحةٍ
تحملُ الموجَ ، يَضرِبُ فى غُمَّةٍ رأسَهُ
بالسواحلِ
بل كِدتُ أشهَدُ للمَدِّ و الجزرِ منـزلةً
للجُمودِ المؤَجَّلِ ، قادمةً فى مراحِلْ
لَبِئْسَ السواحلْ..
توشوشُ بالسردِ غيرى ؟
و مِن فوقها الشمسُ تبصقُ-عابسةً- ضوءَها
فتَكُفُّ انبعاثات سطحِ العُزومِ عن الالتماع..
ألا كان يَكْفِى ..
فبَعْدَ التَبَطُّنِ بالأصلِ من واجبات الإذاعةِ ،
كُلٌّ يُباع
29/1/2009
محمود موسى
01-02-2009, 09:26 AM
يُخيَّلُ لى ..
بأنَّ الأفقَ دَوَّارٌ ،
يحيطُ قصائدى بالشدوِ /
تَنْفُذُ بهجةُ المتوسطِ الموصولِ
بالنَّبضَيْنِ ، ليسَ يَميل..
و يُوغِلُ باستقامَتِهِ إلى دِلتاهُ
يَبدأُنى :
((صباحُكَ .. نِيل))
****
أذًى مِن رأسِ معزوفِ الرضا قد ذابَ
كى أرضَى
و أشمَلَ زهوَ صاحِبَتِى بمشروعِ ابتسامتها
يحايلُ ثغرُها شيئاً تداريهِ .. هو الأجمل
(ولا تدرى حقيقاً أنَّهُ الأجمل)
و نَسْقٌ فى أسِنّتها إذا ما انفكَّ
يَظْهَرُ من طفولتها هو الأبقى ، بِما أخْبَرْ..
و تَكْبُرُ حيثُ لا يَكْبُر
صباحٌ ضَمَّ ما نُلْفيهِ من إيجابِنا
قد حاز جُلَّ مُعَمّراتِ اللِّدِّ فائرةً
و يُخرجُ خَيْلَ أنسامِ الربيعِ مسالماتٍ حين يخرجها
تَمُدُّ الخطوَ من إسطبلِ طينتها ،
أتى حيث اختزال اليومِ فى شرفِ ابتداءٍ
فيهِ ما رَوَّى :
أطيبوا أمنَكُم ولْتؤْمِنوا أنَّى أفاضَ السَّيْر..
دعُوا للكُرهِ عُصبَتَهُ ..
عسى أن تكرهوا شيئًا وفيهِ الخير ..
كَبَرْدٍ كان بَرْمائيًا ، استلْقى رداءٌ
يشحذُ القنديلُ بالومضِ المزيدَ و يُثْقِلُ المَشَّاءَ
فوقَ الشَّطِّ نَفَّرَهُ من التِسيارِ
ليسَ كدَيْدَنِ القنديل..
يَرُشُّ مكمّلاتِ البدءِ يَصْحَبُنى
((صباحُكَ .. نِيل))
محمود موسى
05-02-2009, 01:31 PM
رَوَى المُتَرَمِّلُ ابنُ الريحِ حَدَّثَنا
عن السَّبعِ الطِّوالِ ،
غُدُوّها شهرٌ من الشهرينِ
ثم إذاهُ بَعدَ رَواحِها للبَهْلِ
لم يَحْفُل بعَوْدَتِها
تَمَثَّلَ بانفِرادٍ يسألُ الرَّائِحْ.
و مَيَّزَ بين آذانِ الجِميعِ لُزُوجةً
تَكْفِى لتَلْقُفَ مِن تَخَاطُبِهِ السَّلامَ
بقَصْدِهِ الواضحْ.
ِتَسَاءَلَ : أيْنَها ؟.. قالوا :
رعَيْناها إلى أنْ كَفَّنَت بهوائِنا
دَمعًا خفيفًا
حيثُ أَبْنِيَةٌ تُناطِحُ ، لا تُفِيدُ مُرورَها
لِمَحافِل الرِّيحِ اللَّواقِحِ تَفْقِدُ السانِحْ.
رَعَيْناها ، سَمِعْنا من شكاواها خِطابًا
قد يُشيرُ هنا لِظُلْمٍ
لا وُجُودَ لهُ !
و سُحْبٍ خَيَّبَتْ ظَنَّ الشَّواغِلِ
لا وجودَ لها !
..
تَهِيمُ بحِسِّها المظلومِ من لا شىءَ!
والمقهورِ من لا شىءَ !
بل و مُحَاصَرٌ مِن غَيِرِ مَوْجُودينَ !
يَشْكُوهم لِمَنْ أَمسَى بها ، ويبوحُ للصابحْ.
رَوَى المترَمِّلُ بنُ الرِّيحِ حَدَّثَنا
عن الغَدِ لا يُوَثِّقُ .. قصةَ البارِحْ.
محمود موسى
5-2-2009
محمود موسى
09-02-2009, 07:50 AM
أبْشِر .. أبْشِر
و تَحَسَّسْ ساقيكَ طويلاً ،
و اهنأ بذراعَيْكَ فلَيسَا فوق صليبٍ ..
ها أنتَ على الحادِثِ تَعْلو ..
شىءٌ من أمواجِ الطبقات الأسمى للجوِّ
يُمَهِّدُ نحو رحيلِكَ أبسَطَ سُلَّمْ.
بوغِتَّ بإسراعِ نفادكَ ،
لم تتكلم ..
لكنَّك فى فَنِّ الواقعِ ضُمِّنْتَ الأحداثَ
جميعًا ،
وحدَكَ دون الأحياءِ من القومِ وثَقْتَ
بأنَّكَ منتبهٌ لا تَحلُم ..
يُؤويكَ تَوازٍ للعَيْشِ الرَّحْبِ و هاكَ دليلكَ :
تعبئةُ الأنفاسِ بخَطٍّ ممدودٍ
بهواءٍ طلقٍ لا يتقرفَصُ / آنستَ من البينِ حماسَهْ
تبدأُ عُمرًا ،
لا يَضربُ بالأسداسِ كأعمارِ النُّوَّمِ أخماسهْ.
قُلْتَ بصَعْدائِكَ:
قد آن لحُزنٍ فينا أن يشهر إفلاسهْ.
آن لمن أحسنت إليهِ
بأن يسقط فى شِرْكِ نميمَتِهِ
لن يؤتى كالفَخْرِ وسامَ تَشَبُّهِهِ
بنَبِيٍّ ، أن تُشْفِقَ بالصَّلبِ عليه دموعُ الأمْ.
لن يؤتى بالغَدْوَةِ إلاَّ
بِركةَ دمْ.
7/2/2009
محمود موسى
19-02-2009, 07:40 AM
قُبَيْلَ الإصابة ..
أريحوا حناجرَكُم و ازدِراءاتِكم
للزمان المناسبِ
إذْ أَنَّكُم لَم تَرَوا بَعْدُ إرهابَنا لتذيعوهُ
مِن فَوْرِكم هكذا !!
نحنُ قَومٌ تَشَرْنَقَ فيهِم من الجِيلِ
صَهُدُ العطاشَى إلى الدَّمِ
تَسْلُبُنا بلْعُماتُ الذُّبابِ الذى آنَ
أنْ نَتَمَكَّنَ –بالله- نستنقِذَهْ ..
قَدْ عَلِمْنا ..
أُحِلَّ طعامُ الذينَ ....
و ياليتَ أمْنَ "الذينَ.." ، أبَى غَيْرَ
أن يَطْعَمَ الجُبُّ أحلامَنا
فى عَوالِمَ أصقاعِهِم و النـزيف ..
ولا شَكَّ هُم مُعْتِمونَ ..
و أكبَرُهُم مُشْتَرًى ..
رغم هذا
فلَيْسوا الكواكِبَ كى يُلزِمونا
بثأرِ الوراثةِ من سابقيهم
إلى سجدةٍ قَيْدَ رؤيا
يذيبون بالكأسِ ما قد رأوهُ لِيَمْلأَ عينَ البَساطةْ.
و يستعجلون بدِيباجةِ الهمجيةِ أن يقطَعَ الخيلُ
-فى هَرَبٍ نحوَ تأديبِهم بالبلادِ- رِباطَهْ.
نقول لكُمْ "أَنظِرونا"
لكَى يخرجَ الجيلُ من شرنقاتِ الغيابِ
و تَعْتِقُ "فوبيا" زُلَيْخاءَ أقمِصَةَ اليوسُفيينَ /
تفتَح أبوابَها كى تُباغَتَ فى دارِها
دونَ إِثْمٍ ..
و حتى يُرِيقَ العزيزُ خُمورَ الدياثةِ /
حتى يزولَ احتياجُ تَعَفُّفِنا للخياطة !
17/2/2009
محمود موسى
23-02-2009, 07:25 AM
التَّتَرِىّ
(إحداثيةُ شهريار)
يا سَيَّاف .. !
هل صِرتَ كتمثال الشمعِ يُفَرِّقُ صَوتى
و يحاكى تلبيةَ الصُّم ؟
أم أغراكَ حنانُ النِّسْوَةِ
تَقْطَعُ أمرى إبدالا للعُنُقِ الماثل ؟
أم –قُلْ- مالَكَ لا تهتمْ ؟
قد حَدَّثْتُكَ !
تخشى المعركةَ الفرديةَ
أم وقَعَتْ عيناكَ بعينِ البِنتِ
فبَدَّدَ سِحْرُ الأزرَقِ فوقَ نِصالِكَ
لونَ الدَّمْ ؟
يا ابن المجذوبينَ أجِبْنِى !
قد عاينتُ جفافَ حُسامِكَ ..
لولا أن عاينتُ البنتَ صبيحةَ يومى
تمرحُ من عتَبَاتِ القصرِ إلى أقصاهُ
لقُلْتُ بأنَّكَ
قد بَدَّلْتَ الأسلوبَ البَدْئِىَّ
تَرَكْتَ الذَّبْحَ إلى تجربةِ السُّمْ !
لكَأَنّى ألقاكَ وديعًا ..
و تُهاجِرُ حُمْرَتُكَ المعهودةُ فى عينِكَ
-يا سياف الغبرةِ- كى تسكُنَ خَدَّيْك !
أتُجارِى الميثاقَ بـ "أوسلو" ؟
أم "كامبُ" تُعَدِّلُ فى بندٍ للرِعْدِيدِ يناسبُ
قَصْرِى بين يديك !
أم تخرِقُ جَنَّةَ هولاكو ؟
..
ياللسُّخْفْ.
رائحةٌ للفُلِّ تُغِيرُ على مملَكَتِى
مَن أحضَرَها ؟
من أفْسَدَ بالمِسْكِ مسامَ الصُّبْحِ
و بَلَّلَ بالكورالِ تَزَاحُمَ صَمْتِى ..؟
مَن كَسَّرَ أصنامَ الوحدةِ
دون الإبقاءِ على نَحْتْ ؟
من شَيَّدَ فى قَصْرى قَصْرًا
يحشو الجدرانَ بطوبةِ فِرْدَوسٍ
تَتْبَعُها طوبةُ شىءٍ مِن أجملِ ما بُحْتْ ؟
يا سَيَّافَ النَّكْبَةِ والسُّحْت !
أخبِرْنِى ، مَن قام بهذا فى يومينِ
و كيْف سَمَحْتْ ؟
قَدْ أحلَلْتَ بِمَنْ تنقِذُها عمركَ
فلْتَتْبَعْنى كى أقطَعَ عن عُمرِكَ باذرةَ النُّورْ.
إبقاءُكَ بالحِلِّ خرابٌ
إنِّى لا أتصَوَّر أن تنمو فى هذا القصرِ
زُهُور !
12/2/2009
محمود موسى
04-03-2009, 06:10 PM
قال يومًا :
- وما شأنُ شمسِ النُّهى بعطارِدِها ؟
- قيلَ غازَلَها فاستطاب الكُسُوفُ
و دَوَّرَهُ للَّيالى ،
عطاردُ ..
مَوْلُودُها ..
كَثَّفَتْهُ أيادى المَشُوقِ
خِلافَ الغُلالةِ
أعْتَمَ ،
قالت له الشَّمْسُ :
يا طِفْلِىَ الأزَلِىَّ
إذا كنتَ تستلهِمُ الشوقَ
فابقَ هنا بالجِوارِ
ولا تَرْمِ رِمْشَيْكَ فى طبقاتٍ
تُرابيَّةٍ
وهْوَ قال لها :
أشْرِقِى نحو مالا انتهاءٍ ..
يُمَشِّطُ شَعراتِكِ المُذْهَباتِ لَهِيبُكِ
فى مهرجان العواطفِ ،
أنَّى استدارَت بهالاتِها حوْلَ رأسِكِ
قُبَّعَةُ الوهْجِ
يا جارةً تَمْقُتُ الذَّاهِبين ..
تَغَرَّبَ للحِبِّ جيرانُهُ
بَيْدَ أنَّكِ لا تَغْرُبين ..
قالها ،
ثُمَّ أَكْمَلَ دورَتَهُ لابتِداءٍ جديدٍ
يُتِمُّ الفُتُوحاتِ ،
يَزْرَعُ قارَّاتِهِ بالوُرُودِ
يهادى من العِطْرِ أفلاكَ ، دائرةً
و يؤلِّفُ بالقَمْحِ حائطَهُ
و يدُورُ .. يدورُ .. يدُووور
4/3/2009
محمود موسى
13-03-2009, 07:05 AM
بأوَّلِ ساعةٍ للبهجةِ الكُبْرَى ..
تَهِيءُ إلى صَواف الرقْمِ
تَشْرُعُ فى مكالمةٍ ، ولا تَقْدِرْ.
لأنَّ الشَّوْقَ لا يكفى ..
و تُدْبِرُ ساعةٌ من يومِكَ الخَفَّاقِ
محتَدِمًا تهىءُ
إلى بريقِ الهاتِفِ المتحَمِّسِ المشتاقِ/
تشرعُ فى مكالمةٍ
ولا تقدِرْ.
لأنَّ تضاعُفَ الإصرارِ لا يكفى ..
و أُخرى / ساعةٌ
وتهىءُ ثالثةً ، قد انتصَرَت معاذيرُ التأَخُّرِ
قمتَ تشرعُ فى مكالمةٍ
ولم تقدِرْ .
لأنَّ رصيدَكَ الحالىَّ لا يكفى !
9/3/2009
محمود موسى
22-04-2009, 07:02 PM
لو أنَّ للتوقيتِ محْبَرَةً تصوغُ
بلَمْعَةِ الذّهبِ الحروفَ لجئتُ من قلبى بها
ونثرتُ فوق رؤوسِ أقلامى نداءً
فيهِ ماردَّدتُ من أعلى المنابرِ :
"أَنْتَظِر"
***
لو أنَّ للخُطُواتِ ما يَكْفِى مسافَتَها
بِدَرْبِ المُتْعَبين لطارَ يعبرُ فوقها ذاتُ النداءِ
مفتشاً بين المساكنِ
عن مناراتٍ أشَعَّت من دلالتها سكوناً
يحتويك مُرَدِّداً تكرارَ نبضى
"أنتظر"
***
لو أنَّ بالأقزاحِ إمكاناً يرسِّبُ
دورةَ الألوانِ لاجتمعَتْ بسبعِ سِمانها
فى ساعتينِ
وما بِجُعْبَتِها سِوى إصرارِ ذاكَ القوسِ
أن يهدى إليك رسالتى
وبكل لونٍ هاتفٌ بالنَّقشِ يصبغُ
مُلْفِتاً أعلى البصيرةِ
"أنتظر"
***
لو أن للهَرَمِ ارتعاداً من قراراتِ الإزالةِ
واستمالَ بأصْغَرَيْهِ الهَولُ ما يُدنيه
واستسقى أبوهُ الطقسَ
ألاَّ ينحنى وتساقَطتْ بجوارهِ الأحجارُ
كالثَّمَرِ المُدَلَّى للقطافِ لَظَلَّ
أعلاها يرفرفُ ضوءُ لافتتى
يدُلُّ السائحينَ على مكانٍ أُسْقِطت من ذُعرهِ الأهرامُ
بينا ظَلَّت اللوحاتُ قائمةً
تشير إلى بقائى "أنتظر"
***
لو أنَّ للأشواقِ سُلَّمَها
تمارسُ -حين تصعدُ هيبةَ الجبلِ المجاورِ بقعتى
شَمخاً- فُنونَ النحتِ لانطلَقَت إلى أبعادِ قِمَّتِهِ
لِتَنْحَتَ مِن جهاتِ الحرفِ أربعةً تُشَكِّلُ:
"أنتظر"
محمود موسى
23-05-2009, 08:05 PM
قالها الراوي بشأنٍ من نفاد :
هل تري أن يرسل النمروذُ للعَلْيا رسولاً بشَرِيعَة ؟!
لست أستغربُ شيئا ..
ربما يستبسل اليوم اقتناعًا
فيقول :
أحضروا شَمْخَ الفضائيينَ في أوّلِ
ما تَخْلو سفينة ..
أدرجوا سبع السماواتِ بمَحْيا خُطَّتي
ولتُبلِغوها دعْوَتِي ، وأْتوا أولِي أجنحةٍ
ولتنذِروا بالسّحْقِ من بَدَّلَ دِينَه !
أخفِقوا مِن حِملِ جبرائيلَ ما ضَلَّلَ
بالذِّكْرَى سمائي
أو أتى ، قطَّعَ بالأنجُمِ أوصالي المتينة
واخسِفوا بالخُنَّسِ العمياءِ
أدراجَ الفضاء
..
بل تَخَيَّل ..
إن عَلا النمروذَ طوقُ النرجسية ..
فانزَوَى يقرأ إيصالَ الضحى والشمسِ/
فاتورةَ إفرازِ النُّجوم!
وانطوَى يحلمُ -فرضا- أنَّهُ
قد خَصخَصَ السُّحْبَ ،
وحَلَّ المجلسَ الرَّعْدِيَّ في عام المطر !
بَثَّ في روعِ الحيارَى أنَّهُ -في غير سَبْقٍ-
جاعلُ الأملاكِ في العَلْيا خليفة !
موقِنًا في أنَّ بالـ"ريموتِ" مايُبْطِلُ بالبدرِ خُسُوفَه ..
أو بِهِ -إن شاء- ما يوقِفُ بالسيلِ نزيفه ..
..
-هل تَرَى في بَوْحَةِ الرَّاوي قضية ؟
-ذا أكيدٌ ..
بَوحَةٌ ترصُدُ معنًى للجنون ،
حينما يسكُنُ رأسًا عامرًا .. بالنرجسية ..
14/5/2009
محمود موسى
12-01-2010, 02:46 PM
ذاتَ صباح
(حوار مع أول شعرةٍ بيضاء)
في أي شئٍ جئتِنِي يا أنتِ قائلةً
و ماذا تحملين ؟؟
ينمو بياضُكِ في مقدمة الصفوفِ
كأنما الراياتُ في أشقى صراعِ العمرِ
أرفعُها .. برغمِ بدايتي
هل جئتِ مخبرةً بـ كَمْ من مرةٍ
في محدثاتِ الأمرِ
أخطأتُ الحسابَ وقد أقمتُ
لغيرِ ذاتِ الشَّأنِ وزنًا ؟
ليس هذا بالجديد ِ
وإن أطلْتِ لدى فؤادي البحثَ
لاحَت ثلةُ العدساتِ بالتكبيرِ
تأكيدًا تُفَسِّرُ ..
ما الجديد ؟
أم جئتِ مخبرةً بأنَّ الهَمَّ أثقلُ
من دُعاباتِ الخريفِ
و من محاصيل الذُّنوب ..
يا شعرةً دَسَّت بمرآتي الجريحةِ
أنفها أن تشرئبَّ مُصِرَّةً
أظننتِ أنِّي لم أرَكْ ؟
لا .. هَوِّني ، فحوارنا سيطولُ
بعضَ الشئِ ..
بي تهفو المشيئة ُ أن أعيدَ البحثَ
عَلِّي أعرف الحدَثَ الذي قد أشعَلَك
أهو اعتيادي أن أبَذّرَ
من جراب الوقتِ أحيانًا
أم النار التي فكّرتُها بردًا / سلامًا
فارتمَيْتُ على إمارةِ سطحِها
شَوقًا لأسْبَحَ ضِدَّ تيّارٍ من الدخّانِ
لم يُعجِبْهُ طبعي باردًا
فانهال وخزًا قاسيًا
فتَفَجَّرَت بالشَّعْرِ عِزَّتُهُ
فأبرَزَ عند مَفْرِقِ هامَتي –بالعَمْدِ-
تَلاًّ من جليد ..
أم أنَّهُ نزْفٌ صديديٌّ لخَوْفي
من صرير الـ"آهِ" .. أحْدَثَها انتزاعُ
أظافِرِ القطِّ المسالمِ
في زقاقِ أقاربي ليكونَ اعزَلَ
في مواجهةِ الغزاة ..
ماكنتُ أذْكُرُ انَّني قد قلتُ
ساعتها سوى : "ياللتناقض
في أساليب الخصوم"
يَرْضَى الدَنِيَّةَ قائلٌ للشئ دون قناعةٍ
ويجَرِّدُ الأصقاعَ من لذعانِها لتَذوبَ ،
يعلن نصرَهُ في أي شئٍ بعد ذلك ؟
..
جائزٌ ..
لكنني مازِدتُ بالتخمينِ حينَ أراكِ
غيرَ مودةٍ ..
تتقلبين إذا أمَشِّطُ في معالِيكِ
الإمامةَ قبل بدءِ الصَّفِّ ،
أشرُدُ في غدي
لكأنَّما قد جاءني باليومِ
مولودٌ جديد
!!
محمود موسى
07-03-2010, 08:30 PM
يا أنتَ ، أيا مَن كنتَ العمر ..
لك عندي ما أحكيهِ
وإن الوقتَ يمُرُّ ومنذُ قرارِكَ أن تقسوَ ،
أن تتركَ قلبي للدهرِ وحيدًا
ونَوَيْتَ فِراقًا أبدِيًّا ..
وأنا أبصِرُ أشياءً تحدثُ
لا بُدَّ وأن أحكِيَها ..
فلتتحَمَّلْ شَكْوَايَ فلا أعلمُ
إلا الحلَّ مَعَك ..
مَثَلاً ..
ألفَيْتُ الأيامَ بوجهٍ أبيضَ
والأبوابَ تَمُدُّ ذراعَيْها وتُلَوِّحُ
بمفاتيحِ نجاحاتي ..
وأجابَ الدَّهْرُ أخيرًا ما قد طال قديمًا
من حَرِّ نداءاتي
أوَتَعْلَمُ ؟
بالأمسِ رأيتُ العضلاتِ المشدودةَ
لوِسادَتِيَ الحَيْرَى
دَقَّقْتُ بعَيْنِي أَسْفَلَها
ألفَيْتُ القَلَقَ المارِدَ
مكتومَ الأنفاسِ أخيرًا ..
أيْضًا ..
ظهَرَتْ بين الجفنِ المتْعَبِ والنومِ
علاقاتٌ مرضِيٌّ عنها ..
أخبِرْني ..
أفلا تَشْعُرُ بالريبةِ في هذا ؟
أوَيَتَّسِعُ الحقدُ بقلبِكَ لاستيعابِ الحاصلِ ؟
لا .. فلتَنْظُر ..
كيف تَرَى إن أخبرتُكَ أعراضًا أخرى..
منذ رحيلِكَ أستَنْشِقُ أحلامًا صافيةً
تُخرِجُ من رئَتَيَّ سمومًا
رَسَّبَها تبغُ علاقَتِنا
لا بأسَ بأن يعترضَ الأيامَ المقبلةَ
سعالُ إفاقَتِها ، لكن ..
أفلا تشعُرُ بالريبةِ في هذا ؟
لا .. فلتَنْظُر ..
كيف إذا أخبرتُكَ أيْضًا أنْ
ما عادت فاكهةُ أحاديثي باهتةَ اللونِ
انتَحَرَتْ كُلُّ جراثيمُ الكذبِ
وعادَتْ في الحال مياهُ الصدقِ
لأصْلِ مجارِيها ..
بل قمتُ على صوتِ عراكٍ
أشعَلَهُ شهدُ الوحدةِ كي يطردَ
ما أفسَدَهُ طعمُ وجودِكَ من خَلْ ..
هل عندكَ حَل ؟
***
صَدِّقْنِي ..
لا طاقةَ عندي كي أستوعبَ
هذا الكَمَّ من الضَّحِكاتِ بوجهِ الدُّنْيا ..
لم أعْلَمْ كم أنَّ الفقدَ لذيذٌ
إلاَّ الآنَ ،
ولا أدْرِي مَنْ سَرَقَ الغُمَّةَ
–خَيَّبَها اللهُ–المنشورةَ
–مُذ كنتُ أعيشُ معاناتي حولكَ والأوجاعَ–
على حبلِ غسيلِ العادةِ ..
والأعجَبُ أنَّ لَدَيَّ شهودُ عيانٍ
قد خرقوا أذنَيَّ من التَّأكيدِ
بأنَّكَ أنت السارقُ ..
لا أُخفيكَ فإنِّي في إحدَى أذنَيَّ
استقبَلْتُ شهادَتِهِم ..
أكرَمْتُ نِداها ..
أحسَنْتُ ضيافَتَها ..
لكنّي حينَ أفَكِّرُ في دَوْرِكَ
أبصُقُها من أذني الأخرى
ثم أفَكِّرُ فيكَ وأكتُمُ
أخبثَ ما يَصْدُرُ من ضَحِكاتي ..
وكما تعلمُ .. أبصرُ أشياءً تحدُثُ
لا بدَّ وأن احكيَها
فلتتحمل شكواي فلا أعلمُ
إلا الحَلَّ معك ..
25/2/2010
محمود موسى
08-05-2010, 09:41 AM
حين رآها..
أخرجَ قلبًا لا يحلمُ إلا بالخير..
واستقطع -في صبرٍ- جزءًا منه
وقد ألقاهُ إلى كفَّيها..
يستثمرهُ كي يصبحَ من بعد العامِ قصورًا
من تَحْنان..
ومصانعَ تنتجُ للناسِ فنونَ الرحمةِ..
وتوزعها بالمجان..
ومضى عامٌ وانتصرَ المشروعُ وأنشأ فرعًا
في أخيلةِ القصاصينَ وفي عينِ الأضواءِ
وضِمْنَ بيوتِ الآمالِ تُرَوِّضُ كلَّ خصيم..
ثم أتاها..
لم يجنِ من الجهدِ السابقِ
إلا أن ألفاها وهي بأبسطِ ما تدعوه
تزُفُّ قرارًا.. بالتأميم
محمود موسى
18-05-2010, 01:09 PM
طفلةً كانت..
وما كانت تراني غير خَصمٍ..
جاء يبني صوبها صرحَ التباهي..
طفلةً بانت ولا تعني بهذا غير أن تُبطِلَ
فيما بيننا معنى الشراكة..
لم يكُن يشغلُها في الأمر إلاَّ
ما حَوَى فرق الثقافاتِ التي لما تَدَعْ ما بيننا
أي لياقة..
طفلةً أسنانُها جاءت لقلبي..
واستمرَّتْ في رقاقِ العَضِّ
لم أُلقِ لها بالاً وطول الوقت قد سمَّيتُها عندي:
دعاباتٍ تُسَوَّى ضَمَّها حَدُّ اللياقة..
واستمرَّتْ وبطول الوقت أحسستُ الورَم!
مثل إنجازٍ توافينا بهِ قطرةُ صنبورٍ إذا دامتْ
بإيقاعٍ رتيبٍ فوق صخرة..
تُجْبِر التوقيتَ أن يضفِي
على العيشِ مذاقه..
محمود موسى
21-05-2010, 01:55 PM
فقطْ لو أنَّها تدري مداد السحرِ
يشرقُ في بلاهتِها
لمَا كَفَرَتْ بها مرة..
وما صُرِفَت لها روشِتَّةُ التشريقِ والتغريبِ
تلبسُ في وصيةِ نَصِّها نظَّارةً حجَبَتْ رؤى شمسي
إذا تبدو بها في قبضةِ الميزانِ تقليديةً جدًّا..
تَبُثُّ فتورَها في رأس أبياتي..
فقط.. لو أنَّها درَسَتْ لدى التلقاءِ ميزَتَها
لما كَرِهَتْ نظافةَ عقلِها مرة
محمود موسى
01-06-2010, 11:35 AM
وكـأيِّ ذي فَنٍّ.. له شكوَى الفراغِ
إذا تَمَنَّى أن تجيءَ جماعةُ الأفكارِ
زائرةً ولو في كلِّ شَهْرٍ مرةً
فتَصُبُّ ماءَ جديدِها في رأسِ غُرْفَتِهِ
ترَتِّبُ للهواءِ تَرَاكمَ الأنفاسِ
تلعقُ بالأثاثِ ترابَ وحدَتِهِ
وتَصنَعُ مَشهدًا.. واثنينِ..
مسَّاكُم إلهي بابتِكارٍ
لا يفارقُ دارَكُمْ ومشاهِدٍ تَملا عليكمْ
سوسناتِ العَيْشِ
طِبتُمْ.. طاب هذا الصفوُ
في حُلمِ المُسالمِ
إذ يجيءُ بغيرِ ميعادٍ ليغدوَ
واحدًا منكم..
صباح السَّيْرِ يا أهل الرؤى نحوَ الأمام.
قد كانَ مصباحُ ابتسامَتِكُم
دليلَ القادمينَ بسِلْمِهِم
يتلَمَّسونَ به المضاءَ من المجالسِ
راجيًا ألاَّ ترَوْهُ على مثالِ السَّوءِ
من طيفٍ دخيل.
لو كان لي أن أقرضَ المعنى موادًا للبناءِ
فإن عندي من عِدادِ الزَّحْفِ
قرميد الصُّوَر.
إن رَصَّهُ جوعُ الخواطرِ فيه سطرًا
ثم سطرًا..
ثم سطرًا..
كان للمشروعِ من أسمنتِ شحنتنا المليئةِ
بالتَّذكُّرِ.. أن يدِسَّ من الحماسةِ نفسَهُ
بين السطور..
وكـأي ذي فَنٍّ..
يؤَلِّفُ من ذكورِ النَّحْلِ جَيْشًا للتصورِ
إن أرادَ لكل ما يَحْيَى اختصارًا واصفًا..
هو مُغرمٌ أن يجمعَ الأقمارَ
في ميداليةِ الأرقِ المؤَلِّفِ بين مفتاحَيْنِ
أو ما قد يزيد.
أنَّى رآه ازدانَ من غُرَفِ التَّـأمُّلِ
صَفَّها الشَّبَهُ المُكَوِّنُ لقطةً
ليست تعاد.
ما قال أينَ وإنما عبثًا تَمَنَّى
أن تجيءَ جماعةُ الأفكارِ
زائرةً ولو في كلِّ شَهْرٍ مرةً
فتَصُبُّ ماءَ جديدِها في رأسِ غُرْفَتِهِ
ترَتِّبُ للهواءِ تَرَاكمَ الأنفاسِ
تلعقُ بالأثاثِ ترابَ وحدَتِهِ
وتَصنَعُ مَشهدًا.. واثنينِ..
4/4/2010
محمود موسى
09-10-2010, 07:41 PM
http://www.youtube.com/watch?v=mrvekHwIou0
محمود موسى
26-10-2010, 05:47 PM
على وحشتي قد عَبَرْتُ
أجَوِّلُ في مُتْحَفِ الذَّاكرة..
أمَسِّحُ تلك الرفوفَ بعين التَمَلُّكِ
مسترجِعًا حمْلَها.. هامِسًا للغبارِ: انزلِقْ..
للهواءِ: ائتلِقْ..
للظلامِ: انفَلِقْ..
حاملاً شَمعةً أشْعَلَتْها التواريخُ..
هذا القِناع الذي ينعسُ الآنَ
مستلقيًا فوق أوَّلِ رَفٍّ
أليسَ لداءٍ عجوزٍ أرادَ اصطِحابيَ يومًا
على قاربٍ من مودّة؟!
فما كان مِنِّي سِوَى أن رَمَيْتُ رِمالَ التساؤُلِ
في أذْنِهِ إذ تراجَعَ..
لا ينتَوي أن يقَلِّلَ ساعاتِ نومِي
بآهٍ مقسَّمةٍ في صحون الظَّلام..
أرى وردةً تستكينُ على رَفِّها
حيثُ تشكو إلى مُتحَفي –بالتخاطرِ- قلةَ عُوَّادِها
من يُسَلِّمُ مستطردًا: أنتمُ السَّابِقون..
ونحنُ بوحشتكم في سكون الرؤى
لا حقون..
تناشِدُ.. ناظرةً نحو رَفٍّ يليها..
تدَقِّقُ في وهنِ الصَّوْتِ..
هذي السموم تصوغُ الوعيدَ لصاحِبِها
إذ رماها كما شبَكٌ في البحارِ وما شدَّها..
سَقَطَتْ بالجِوارِ أسيرة..
تزُومُ على رَفِّها بعد أن مزَّقَتْها يدُ المؤتَمَنْ..
تُدَقِّقُ بالرَّفِّ أسْفَلَها
كي تَرى امرأةً لستُ أعْرِفُ عَنْ وَصْفِها
غيرَ ما خَطَّهُ قَلَمُ الحَظِّ:
ياليتَها قد أتَتْ قَبْلَ هذا بعامينِ
-بَعدَ ازدحامِ الرفوفِ-
وإغلاقِ بابي علَيَّ أحاولُ
جَمْعَ الوريقَاتِ في زهرةٍ واحدة
محمود موسى
16-12-2010, 10:11 PM
عبثًا يُفَكّرُ..
إذ يقولُ –تَطَلُّعًا-: لو أنَّ هذا الموتَ
أعلنَنِي كمُنضَمٍّ جديدٍ للقِطارِ
ولكن استَثْنَى حضوري -لو لشَهْرٍ- كي أرى
ما سوفَ تَعْكِسُهُ على الأحداثِ
مِرآةُ الخَبَر..
فلَكَم يكونُ مُشَوِّقًا
أن يَحْسَبَ الباقونَ أنّي مُضغةٌ
ظَفُرَتْ بِها أمعاءُ هذي الأرضِ،غِبتُ عن الهُنا..
في حينِ أنّي ماكثٌ خلْفَ الزُّجاجِ:
أرى صديقَ العُمْرِ يملأ شُرفةَ امرأتي هدايا
وابتهالاتٍ عن الحُبّ القديمِ
وقَسوةِ الفوزِ المؤَجَّلِ
أو أرى بعضَ الذين تعَلَّمَتْ أقلامهُم
إدراجَ توقيعي على ذيلِ الفواتيرِ التي
ترويهِ مِن جَيْبِي
فتُمسيني مَدينًا بالقروضِ وبالشَّرَف..
بل لَيْسَ أعجَبَ من عَزاءٍ مَوْسِمِيٍّ
إذ يجيء مصاحِبِيَّ لُيُغرِقوا المقهى كلامًا
عن محاسِنِ رِفْقَتي، واستَفْتَحوا بالحُزنِ أولَ ساعةٍ
ثم استفاضوا في صدَى النسيانِ
يَصْطَخِبونَ في ضَحِكٍ تَبَعْثَرَ
بينَ رنّاتِ الملاعِقِ يَمْنَحُ السّاعاتِ دَورَتَها
يُذيبُ القصْدَ في دَوَّامةٍ بالقاعِ
يُصبِحُ لا غُبارَ على صنيعِ البَبغاءِ
إذا عَلِمْتُ بأنَّهُ قَصَّ النَّوادرَ في حضورِ مداعبيهِ
معللاً لهم اعتزالي
ثم تقشيري حوَاءَ الذّاكِرة..
ومحاولاتِ العَوْمِ في ماءِ السَّمَر..
وأتى بوَصْفِي قائلاً:
عَبَثُا تَفَكَّرَ حين قال تَطَلُّعًا:
لو أنَّ هذا الموتَ
أعلنَنِي كمُنضَمٍّ جديدٍ للقِطارِ
ولكن استَثْنَى حضوري -لو لشَهْرٍ- كي أرى
ما سوفَ تَعْكِسُهُ على الأحداثِ
مِرآةُ الخَبَر..
محمود موسى
18-02-2011, 08:27 PM
ليلةٌ أخيرةٌ في قَصْرِ شهريار
في ليلةٍ لم يَحْفَظ العَدَّادُ فيها رَقْمَهُ الألْفِيَّ
أو حتَّى يمدّ السيرَ للعشرينَ
بل كانَت تؤَلِّفُ شاطئًا يَقضي نهايةَ
يومِها الحادي عَشَر..
القصر يزخرُ بالنيامِ تَقَاسَموا غُرَفَ النُّعاسِ
بكُلِّ صَوْبٍ
ما عدا السَّيَّافُ عِنْدَ البابِ يقبَعُ بانتِظار..
لم يأتِ أمرٌ بِارتشافِ السَّيْفِ
مِنْ عنقِ الضَّحِيَّةِ عاجلاً مِن شهريار..
هي قصّةٌ أخرى
سَتَحْبِسُ عَقْلَهُ في غُرفةِ الرَّاوِي..
وهَمْسُ البِنْتِ يُعْطِي طابِعَ التَّجْدِيدِ
يُنذِرُ بالتَّحَوُّلِ..
قِصَّةٌ أخرَى ويُسْكَبُ بَعْدَها كَأسُ النَّهار..
قالت:
وفي المَيْدَانِ أحْكَمَ بَعْدَها يا سَيّدي
صوتُ المَسِيرةِ قبضةً تَهْوِي على عُنُقِ النِّظامِ وَبَعْدها
زاد العَدد..
وكعادةِ الفَرْقِ الذي قد كانَ في التوقيتِ
بين الشعبِ في وَسطِ البلادِ وبينَ إحساسِ القيادةِ
جاءَ مضمونُ الكلامِ مذبذبًا.. قَلِقًا يُقَدِّمُ حَلَّهُ:
فَرِّق تَسُد..
وأتَى بهِ كيدُ الذين تخصخصوا في أمَّةٍ
لَمَّا تَعُدْ أبدًا كأعضاءِ الجَسَد..
الجِيدُ محتَكِمٌ إلى رأسٍ يُحَرِّكُ رِجْلَهُ صوبَ السُّقوطِ
فما استَحَقَّ الجِيدُ إلاَّ أن تُطَوِّقَهُ يَدُ العُقْبَى
بحَبْلٍ مِن مَسَد..
نَطَقَ البَيانُ..
فجاءَ مِن أقصَى المَدِينةِ مَوطِنٌ نَفَضَ الغُبارَ/
نَفاهُ عن ثَوْبِ الحَيارَى قائلاً:
لكُمُ الشُّمُوسُ وقِطْعَةُ الضَّوْءِ التِي
نَضجَتْ على نارِ الصُّدُورِ وإنّها لَكَبِيرةٌ
إلاَّ على المتآزِرِين..
إصرارُكُم يحتَلُّ قِمَّةَ مَشْهَدٍ
مِنْهُ استَطَالَ الآن قُطْرُ الأرضِ
والتَفَّتْ عيونُ القادِرِينَ على متابَعَةِ الرَّصاصةِ
في فضاءِ البَعْثِ قد قَبَضَتْ عَلَيها
نَظْرَةُ الفجرِ المصالِحِ بين أنمُلَتَينِ..
عادَ الليلُ في السينما وحيدًا
بعد أنْ خَطَفَتْ وجُوهَ القَوْمِ شاشاتٌ صغيرة..
لا تَعْرِضُ الأخبارُ إلاَّ أنَّ ثُوَّارًا إلى التَحْرِيرِ قاموا
صَنَّعوا للمُنْجَزِ المطلوبِ آلات الزَّمَن..
ردموا الخنادِقَ بينَ موقِعِهِم وبين القائمِينَ
على مصادرةِ الوَطَنْ
قاموا سريعًا..
رَمَّموا التاريخَ في بُنيانِهِ المَرْصُوصِ ينهضُ شامِخًا..
أمَّا بِنِعْمَةِ رَبّهِمْ .. قَدْ حَدَّثُوا
ثُمَّ استمالَ حَدِيثُهُم قلبَ الحُشُودِ
وعِنْدَ أوَّلِ صيحةٍ رَبَّوا لصاحِبِنا الخفيف..
فأتَى على الشاشاتِ بالسُّمِّ المُسَجَّلِ.. بَثَّهُ
ليَبِيتَ أكثَرُهُم بهِ شِيَعًا
ويُصْبِحَ بعدها المَيْدَانُ بَحْرًا مِن رمالٍ
فيه تُصْدَمُ بالصباحِ سَفائِنُ الثُّوَّارِ بَعْدَ قيامِها..
بسفائنِ الصَّحْراءِ والخَيْلِ المُدَرَّبِ آنذاكَ
على مشاهَدَةِ النَّزِيف..
ومُحَدِّثُ الإعلامِ ألثَغُ !
إن أتَتْهُ الرَّاءُ أشبَعَ ثوبَها عِطْرًا فرنْسِيًّا..
فإن شاءَت عبارتُهُ بوَصْفٍ أنَّ عَيْنَ المَشْهَدِ الثَّوْرِيِّ
مِنْ روحِ الشّهيدِ قد ارتَوَت..
قال "اغتَوَتْ"! |
ما أكثرَ الغاوينَ إذ بَلَغُوا بخُطوتهِم على هذا الطَّريقِ
مراحِلاً مُتأخّرة !!
تأتي بدايَتُها عليكَ بنَزْعِ أرواحِ الهواتِفِ
كي تَرَى المَحْمُولَ في يَدِكَ الطَّلِيقةِ جُثَّةً مُتَصَحّرة..
تأتِي بدايَتُها..
كأقْدَمِ حِيلَةٍ وُضِعَتْ لتَكْمِيمِ العقولِ
وتنتَهِي بالنارِ تَرْقُصُ رقصَةً ثَكْلَى وتُتْرَكُ
في حريقِ القاهرة..
تُلقِي بنظْرَتِها على المَيْدَانِ
تَضْرِبُ في انعدامِ الوَزْنِ ضربَتَها وترحَلُ
كي تنامَ لأنَّ أعمالاً سَتُلزِمها الحضور مُبَكّرة..
هامانُ أصدرَ أمرَهُ بالأمْسِ للقَنَّاصِ
يَصْعَدُ فوقَ ظَهرِ الجسْرِ مُتَّكِئًا على نَفَقِ الطَّوَارئِ
لا مُهِمَّةَ عِنْدَهُ إلاَّ اختراق الصَّفِّ/
تَفْرِيق الرُّبُوعِ الثَّائِرة..
هامانُ –بالرّيموتِ- قد سَحَبَ البنادِقَ
ثُمَّ أطلَقَ كُلَّ سَفَّاحٍ يُرَوِّعُ في القُرَى نَهْبًا
وَلَمَّا يَدْرِ ما يَعْنِيهِ أنَّ الثورةَ الخَضراءَ
إيمانٌ يرافِقُ كلَّ عينٍ في سبيلِ اللهِ باتت ساهرة..
أنَّ الحمايةَ من لجان الشعبِ
سوفَ تُلَقِّنُ الجُبَنَاءَ درسًا
بالرَّصَاصِ المَيِّتِ/ الأهليِّ يَنأى بالحِمَى
عن أيّ ثرثارٍ يقِيمُ مهاترة..
رَعْدٌ صياحُ البندقِيَّةِ في خيال الطفلِ
قد تركَ الملاعِبَ كي يشاركَ أهلَهُ إن هَدَّدُوا بالصَّيْدِ
أيَّ بعوضةٍ بالليل تخترقُ المجالَ
وكلُّ إنذارٍ له مَنْ أعْذَرَه..
***
ويعودُ من أقصى المدينةِ موكبُ الأحرارِ
مُدَّخِرًا لمِصْرَ نداءَهُ:
الكُلُّ صارَ على يسارِ العَرْشِ إلاَّ أنتِ
ساهرةٌ على فُرُشِ النِّيَامِ تراقِبِين الآنَ
كَم "طرزان" قد عقَدَت يداهُ الحَبْلَ مُنتَقِيًا لأبعدِ نخلةٍ
مُتَلَفِّعًا بفتائل المليارِ
لا يَبْغَي محاكمةً ويُبرِزُ حُجَّةَ الذيلِ القصير..
فِرعونُ عاتبَ في البيانِ وقالها متظَلِّمًا مما رآهُ:
أليسَ لي مُلكُ البِلادِ وهذهِ الأنهارُ مِن دَمِكُمْ
تقاتلُ حَوْلَ عَرْشِي؟
لا أعي مِن سعيِها حَولي سَوَى أنّي بسُلطاني جدير..
لم يأتِ تعديلُ البيانِ الحق إلاَّ مِن ذراعِ المدفعيّةِ
أسدَلَت نِصْفَ السِّتارِ على مرافعةِ التَنَحّي
أعدَمَت منظومة الكلماتِ
إن صارت بها الكلماتُ تَكْفُرْنَ العَشِير..
***
وهُنا تَنَبَّهَ شهريار إلى انقلابٍ قادَهُ السَّيافُ
حتَّى صار مطلوبًا من الملِكِ السَّعِيدِ
بأن يُجَهِّزَ قِصَّةً للشعبِ
لا توريثَ فيها أَطلَقَ الأهرامَ كالأغنامِ في غاباتِ أورُبّا
لكي تبتاع قَمْحًا دون عِلْمِ بلادِها
أو قال لا تورِيثَ فيها جَمَّدَ الدُّخّانَ حتى لا يَطِير
محمود موسى
18/2/2011
محمود موسى
22-02-2011, 08:29 PM
يوميّات وريث
جِئتُ للسُّلطةِ مفروضـًا و لكنّي أتيتُ
ولقد أبصرتُ للحُكْمِ بريقًا فمشـيـتُ
وسأبقى جائرًا إن شِئتُ هذا أم أبَيْتُ
كيف تنهار الروابي فوق رأسي؟
لستُ أدري !
***
أين وعدٌ من أبينا وأنـا طفـلٌ صغير
أن هذا الشعبَ في إقطاعِنا نِعْمَ الأجير
أنه قد قُصّ ريشُ الأمنِ حتى لا يطير
كيف من ذاكرة الشعب انتكَسْنا؟
لستُ أدري !
***
أنا لا أذكرُ شيئا من جزاء الآخــرة
أنا لا أعلم شيئا عن شعوبٍ ثـائـرة
ليَ عارٌ غير أنّي لستُ أدري آخـرَه
فمتى تعرِفُ ذاتي منكراتي؟
لستُ أدري
محمود موسى
24-02-2011, 11:35 PM
اذكروا محاسِنَ أُنثاكُم
مات اسمُها بحقيبةِ الأيامِ عندكَ واحتجَبْ
كقطار هذا الغيبِ حادَ عن القضيبِ أو انقَلَبْ
والمَيْتُ ما كانت تجوزُ عليهِ بَعْدَ عُرُوجِهِ
إلا شعائرُ رحمةٍ.. إكرامُ دَفْنٍ.. لا شَغَب
***
ولَها حُقوقُ الياسَمِينِ فحيثُ يَذْبُلُ لا يُهان
هي أسْرَجَتْ مِن أجْلِ أن تهواكَ أعمدةَ الجُمان
هي طَوّعت في جسْرِها الجَوّيّ مرسالَ الهوى
أنْ حَدَّثَتْ عنكَ الحقيقةَ والخرافةَ.. والبيان
***
ولها وجوبُ القَطْعِ قبلَ نهايةَ الإرسالِ حَقْ
هيَ أرجأتْ شيخوخةَ الأيامِ قَبْلَ المفترق
هي عدّلَت كلَّ المناهِجِ في مدارسِ عُشّها
هلاّ اكتفيتَ الآن أنّ مجلدًا منها احترق؟
***
ولها كذلك أن تضاف إلى تماثيلِ الزهور
فالموتُ في لغةِ الحدائق رمز إقصاءِ العطور
لا أن تكفّن بالترابِ عروقَ نبتٍ بينها
أرأيتَ أشجارًا تواري الزهرَ في قاع القبور؟
محمود موسى
27-03-2011, 04:11 PM
http://www9.0zz0.com/2011/03/27/14/539784084.jpg
محمود موسى
03-04-2011, 12:29 AM
ستوكهولم
(عزفٌ على المتلازمة)
أحيانا..
يَحْمِلُكَ الوقتُ على أن تَكْسِرَ ظَهرَ العادةِ
تَصنَعَ من صَلصَالِ العُزلةِ بيتَ النّور..
سَجّانُكَ لا يعرفُ هذا..
ليس ضروريًّا أصلا أن يَعْرِفَ هذا..
فهو القادرُ أن يُحكِمَ إغلاق البابِ
يُطوّق وَعيَكَ..
حتى بذراعٍ مبتُور
يوقِنُ أنك يا طِفلِي لو تُضمرُ شَكًّا
لجَرَيْتَ إلى البابِ تُمزقُ خيطَ القهرِ
تزلزلُ أركانًا.. وتَثور..
يوقنُ أنك تملكُ مخزونًا للخوفِ وضعفا
يكفيكَ ويُسْمِنُ أحشاءَ العزلةِ
ولدَيْهِ المخزونُ الأكبرُ
مِن أورامِ مطامِعِهِ.. وأذًى.. وغرور..
لو وافاهُ العِلمُ بأنَّ بذورَ الألفةِ
يرويها الوقتُ لَما أوجسَ
أو هَدَّدَ
أو داعَبَ في مزمارِ الحلقِ على الفورِ
مقاماتِ زئير
إحقاقا.. فدجاجةُ صَمتِكَ أكبرُ ما ترعاهُ حَظيرتُهُ
إذ كانَ يَبِيضُ الصمتُ الذهبَ الخالصَ
في حِجرٍ يترقبُ..
أكرمْتَ لئيما فاحتلبَ الضرعَ لأجلِكَ
كي تُهدَى ألبانَ القحطِ بآنيةِ الإشفاقِ
فإما تَصرُخُ حين الفقدِ
وإما يصرخ بعد هلاككَ مَن فقدوك..
مَن تابعَ ممشاكَ سيَعرفُ:
كَم حالفك القدرُ المتقَنُ
كي تتجنبَ لُغمَ الطاعةِ لو سارت عمياءَ
محاذاةً للفخِّ تُوالي بيت الرُّعب..
وخَصيمُكَ –عَرّافُ الجُرمِ- دَوالَيْكَ يخططُ:
اليومَ خمورٌ
وغدا نقضي ساعاتٍ نمتصُّ دماءَ العُشب..
مَن يدري؟
فلعل دموعكَ تسقي زهرتهُ الزرقاءَ
فتصحو أنسجةٌ للإنسانيةِ غازلةً لخلايا الحب!
يتآكلُ إسهامُ القسوةِ
حتى يغدوَ شلالا مِن دُونِ مَصَبّْ..
وتراهُ على الفورِ تحَوّلَ حارسكَ الليلِيَّ
وأُجهِضَ فيه الوحشُ ومَدَّ يَدَيْهِ لينشِلَ دمعكَ
-إشفاقًا- مِن قاعِ الجُبّْ.
لكن مهلا..
هل يسهلُ إخلاءُ سبيلِ الفرعِ المارقِ
مِن أشجارِ الشوكِ وهل تتركهُ العصبةُ
يفلتُ من بيتِ الطاعةِ
أو يَثقبُ في غير مبالاةٍ رئة الإجرام؟
هل يُسمحُ للطلقةِ أن تختار جناحًا
وبموجبهِ تتخير مسلَكَها بعد القفزِ
مِن الفُوَّهةِ العليا للآثام؟
لا أتوقع..
من يثقب سقفا لذَويهِ سيَعْلَقُ فيهِ
ومن يَحرق للسائر عمرا..
لم يَسلَم مِن طمع الحاجةِ
كالقابضِ بالكَفّ الواثقِ.. يعصِرُ جَمرا
-
محمود موسى – 2 أبريل 2011
محمود موسى
24-09-2011, 03:28 PM
أطالوا الحديثَ..
وما كنتُ أفهمُ كيف يعادُ الكلامُ
بشيءٍ قد امتُصَّ في جِلْدِ هذا الترابِ
إذا قرر الوزنُ
في زخمِ السير يبلُغ فيه انعداما..
يقولون:
صارتْ على عكسِ ما كنتَ تكرهُ فيها
تمامًا.. تماما..
يقولون قد كتَبَتْ كلَّ أمرٍ طلبتَ بهِ
أن تغيِّرَ مِن نفسِها..
كتبَتْهُ بماءٍ من الشوقِ
قد بروَزَتْهُ على حائط القلبِ يومًا
فشَهْرًا.. فعاما
وتقرؤهُ في ثباتٍ على دَمِها..
تتداولُ تطبيقَهُ وتداومُ
في صحبةِ اليومِ بدءًا/ خِتاما..
وصارت تُهَذِّبُ مِن رُوحِها ما تواثبَ
مِن باعِثِ الفوضويَّةِ
بدءًا بكَنْسِ غبار تردُّدِها في الخُطَى
وانتِهاءً بقَصِّ الأظافِرِ
لا تسلُكُ الكونَ إلا سلاما..
***
لِمَ الآنَ؟
هل بعد أن جَفَّ ريقي؟
وذابَ الجليدُ الذي غلَّلَتْ كَفُّهُ منذُ دهرٍ
ذراعَ طريقي؟
وصِرْنا على شاطئَينِ تعربدُ بينهما سفنُ الزلزلاتِ
وطارَ الذي قد تبَقَّى بقلبي رصيدًا
لها مِن رحيقِ؟
كذا والأهمُّ..
ترى ما الذي ينبغي أن أمَرِّرَهُ مِن أحاديثهمْ
إذ تناثرَ بين السُّطُور؟
تشير ظلالُ الكلامِ إلى أن هذا التغَيُّرَ
لا فتَةٌ شأنُها أن تُوَجِّهَني باختصارٍ
إلى أن صاحبةَ الشأنِ تحيا الشتاءَ الأخير..
تنادي من الذكرياتِ الشهيدةِ
مِعطَفَها..
وتَعُوذُ مِن القيدِ والزمهرير..
فهذا احتمالٌ..
تشيرُ الظِّلالٌ كذا نحو رغبَتِها
في مُكُوثي خلافَ الضبابِ
الذي سوفَ يُغْلِقُ بابَ المدينةِ
حين أفكِّرُ/ أسألُ/ أندَمُ
أقبَعُ في حيرتي أتنقلُ بين الفروض..
وإني لمعترفٌ.. إنَّني إن نفيتُ احتباسي على عتباتِ السؤالِ
أكون كذَبْتُ
أجَلْ.. أغرقَتْني البدائلُ
لا أفهمُ الآنَ هل هي تلكَ الفتاةُ التي
قدْ تُشَوَشُ أغراضُها طلَبًا لامتِثالِ المشاعرِ
تبغي المشاعرَ صاغرةً حيث سوقُ الرقيق؟
أجلْ لستُ أفهمُ
أم هي تلكَ التي بدَّلَتْها العواملُ
أو علَّمَتْها الحياةُ بأن المباراةَ لا يحتسيها فريقٌ
بصَمْتِ فريق؟
ولكن.. لعل حساباتِها لا تبالي بما صارَ
أو ما يصير..
وأعيَتْ بُثُورُ الطريقِ شواهدَها..
ويح تلك البثور!
وشاءَت تلملمُ سجَّادةَ الوقتِ
أو ما تبَقَّى..
فلن تستعيرَ سوَى معطفي المتبَنِّي حكايَتَها
في الشتاءِ الأخير..
محمود موسى (http://www.facebook.com/mousaapoet)
20/4/2010
محمود موسى
24-10-2011, 01:07 AM
البحر ينشطُ
عند أولِ شاطئٍ يلقاهُ
لكنّي سَئمتُ توَقُّعي
ودَمِي يُلاكِمُ في الهوى جِلدي
ولكني سأعرفُ
كيف أحبسُ مطمعي
مهما طمعتُ بأنّ أضمّ الكون في صدري
سآمر مهجتي: لا تخضعي!
كل الذين أسَرتَهُم قبلي بصَدركَ يا حنانُ مشَرَّحُون بمبضعي
وعلِمْتُ مِن سبب الوفاةِ حكايةً
وحكايةً تكفي لأغلقَ مسمَعِي
مَن صَبَّ أمطارَ العواطفِ في إناءٍ واحدٍ
ثقبَتْهُ روحٌ تَدَّعِي
مَن ضخَّ أنفاس الوجودِ بقِربَةٍ
فُقِئت بأنياب الخريفِ ولم يعِ
وسِواهُ من أخذ الحقائبَ كلها في سَفرةٍ
يُغريهِ كُلُّ مرَصَّعِ
حتى إذا ضاعَتْ يضيعُ بإثرِها
يُعلِي يدَيْ مستوطنيهِ: تَوَسَّعِي
مَن جُرِّفَت عيناهُ بعدَ مواسمٍ للضوءِ
يَنبُتُ دون كَفِّ مزارعِ
***
في هؤلاء تعلَّمَتْ بئري
بأنَّ النبع قد يَسقي بمحضِ تواضعي
ويَصُبُّ في جوفِ الجميعِ مدادَهُ
لكن يَظَلُّ ولاؤُهُ الأوْلَى معي
إن كُنتُ زلزالاً يهزُّ بنَبضِهِ قلبًا
فقولوا: كان بعضَ توابعي
محمود موسى
07-11-2011, 04:27 PM
<هذه القصيدة ضمن سلسلة قصائد بعنوان "بعثيّة شهريار".. وفي هذه السلسلة تكون المقدمة ثابتة ويتغير ما بعدها وزنًا ومضمونًا باختلاف القصائد>
............................
(باعتبار ما سيخون)
.............................
في ليلةٍ لم يَحْفَظ العَدَّادُ فيها رَقْمَهُ الألْفِيَّ
أو حتَّى يمدّ السيرَ للعشرينَ
بل كانَت تؤَلِّفُ شاطئًا يَقضي نهايةَ
يومِها الحادي عَشَر
القصر يزخرُ بالنيامِ تَقَاسَموا غُرَفَ النُّعاسِ
بكُلِّ صَوْبٍ
ما عدا السَّيَّافَ عِنْدَ البابِ يقبَعُ بانتِظار
لم يأتِ أمرٌ بِارتشافِ السَّيْفِ
مِنْ عنقِ الضَّحِيَّةِ عاجلاً مِن شهريار
هي قصّةٌ أخرى
سَتَحْبِسُ عَقْلَهُ في غُرفةِ الرَّاوِي
وهَمْسُ البِنْتِ يُعْطِي طابِعَ التَّجْدِيدِ
يُنذِرُ بالتَّحَوُّلِ..
قِصَّةٌ أخرَى ويُسْكَبُ بَعْدَها كَأسُ النَّهار..
قالت: انقَضَّ الهوى وثبًا
على عين فتاةٍ مِن بَناةِ المرحلة..
ها هيَ..
تعتلي السورَ وتجلس..
تُسْلِمَ الأصحابَ صندوقَ الرواياتِ
إذا قالت له: كم أنت مفلس..
تلتقي بالأفْقِ عيناها
إذا ما صاحب المذياعُ عن بُعدٍ رؤاها
وابتساماتٌ حيارى تتجَسَّس
هلَّلَتْ حينا وقالت
قد رأيتُ العبقري!
ليتني أملكُ فنًّا يسردُ الرؤيا لكُم
حتى ترَوْه..
كيف يَرمِي صمتُهُ نخل الكلام..
كيف يكسو عورةَ الياقوتِ في بيت اللئام..
كيف يَكوِي مِن قميص البدرِ أكمامَ التمام..
كلما لاحظتُ بئرَ النارِ في أفكارهِ
أو يقظة التيارِ في أسوارهِ
أوجستُ مِن معنى اقترابي مِنهُ
فاخترتُ السلامة..
ثم أهوِي -دون أشعُرَ- في أضغاثِ حلمي..
أتمنى
أن يراني لو بعين الكِبْرِ أو عين التساؤل!
أتمنى..
أيَّ شيءٍ مِنْهُ يَقضِي أنَّني أنثى وأنِّي
لستُ تكرارًا تباريهِ البدائل..
ذلك المكسُوُّ بالأوراقِ
لا يضمرُ عشقًا –قلبُهُ- إلا لتاريخِ الفصاحة..
لا يهيمُ السيلُ مِن أفكارهِ
إلا بموسوعةِ
عَدَّها للأصفهاني..
أو مباراة ابنِ رُشدٍ..
أو تفاعيلِ الخليل
قلبُهُ مختبرٌ للفلسفاتِ الأمِّ
تسترخي على وجهٍ جليل..
ثم قالت: حبَّذا.. هل مِن سبيل؟
كي يرى عَبْرَ المسافاتِ التي أعددتُها
شيئًا بِصَمْتي لا يزول..
كي يرَى عبرَ الشِّكايات اقتدارِي
أن يكونَ الصمتُ نجمًا ساهِمًا
يسبحُ في ماءِ المرايا والطُّلُول..
ثم أستدعي قرار البُعدِ حتى
تَثْبُتَ الفكرةُ في عليائِها عني
ويرويها الهوى من قَبْلِ ريّاتِ الفضول..
ثم قالت:
ما الذي يمنعُ أن ألقاهُ هَشًّا في الخطاب؟
إنني أعلم حتى دون أن يخبرني..
أنه يخشى على إحساسِ مَن يلقاهُ حتى
إن تَبَدَّى بين أكياسِ الضباب!
حَسْبُهُ أنِّي سأطفو خِلْسَةً آتيهِ مِن تنوين حرفٍ
في عناوينِ الكِتاب..
***
ها هنا قد أذَّنَ الديكُ انتصارًا
لانسحابِ الليل إذ أمضَى إلى السَيَّافِ أمرًا
ثُمَّ ذاب!
محمود موسى
11-11-2011, 08:21 PM
أجل أدري..
أجل يا حُلوَتي أدري..
بأنَّكِ ما تَوَقّعْتِ احتضار السيفِ
في ظهري
وأنَّكِ بعد أن قامَرْتِ ألفيتِ الخسارةَ
تنطَوِي ضِعْفَيْن..
وأنَّ غروركِ اللَّحْظِيَّ جازَفَ باختراقِ
كرامتي نحو الذي ما كان يعرفُ أين..
ووافقَ أن يُدَاينَهُ الهوَى
لمّا يُدَبّر كيفَ يَقضِي الدَيْن..
أجل يا حُلوَتي أدري..بأنَّكِ دُونَهُم جَرَّبْتِ
أن تقِفِي هنا عِندِي..
بأعلَى قِمَّةِ الهَرَمِ ..
ولَمَّا أن قَفَزْتِ الآنَ لم تَقْدِرْ ذراعُ الرملِ
أن تهَبَ السقوطَ سلامةً تكفيكِ أو تُبقِي المخالبَ
حَيَّةً تختالُ حتَّى تخمشي قَدَمِي..
وحتى تبحثي عن قِمَّةٍ أخرى..
لتنهزِمِي..
حلمتِ حلمتِ حتى صار ثوب الحُلمِ
فضفاضًا..
وما أعطاكِ في طاحونةِ الأخطاءِ إنصافًا
لتعتذري.. فكان نَكِير
أجل أدري..
بأنَّ الكبرياءَ مرير..
يُحِيلُ جَناحَ صاحِبِهِ إلى ثقلِ الحديدِ
يراهُ ليس يطير..
يحيلُ الأمنياتِ لدى حسابكَ فِدْيَةً لأسير..
ولكنَّ القطار مضَى..
وإنِّي كلما سار القطارُ قفَزْتُ مرتضيًا
نتائجَ فَعلتي ما دُمْتُ أعطيكَ المجالَ
كفرصةٍ أخرى..
ولا أُلفِي سوى أنِّي أعَطِّلُ رحلتي مِن أجلِ
قافلةٍ مِن الغرقَى..
ولا ألفي سوى أنِّي خرقْتُ سفينتي خرقًا..
ولستُ أعيبها من أجل إفسادِ الموازينِ..
فإن غرقَتْ فلا في حرفكِ الهزازِ لي نعيٌ
ولا عيناكِ تبكيني..
فحَسْبُكِ ما عليهِ الممكناتُ الآنَ
فضلاً لا تلوميني
-
محمود موسى
03-04-2012, 06:05 PM
لا تخجلي.. أجل ولا تختبئي..
فكم سُررت حينما رأيتُكِ الآنَ معهْ..
الآن قد شعرتُ يا صغيرتي
بأنَّ جهدي لم يرُح في مُختَلَى مَن ضَيّعَهْ..
ولم تذُب محاولاتي للوقوفِ
عند موضع الثراءِ في عينيكِ
قلتُ إن اليأسَ محض حَملةٍ لضَعفها
موَسّعة..
وعندما لفتُّ بالأمس انتباهَكِ الشريدَ
نحو ما لم تعلَميه عن مزاياكِ التي
تنسينها إذ تستجيبين بكل فرصة
لروحك المزعزَعة..
وتنكرين رأفة الأقدار أضعافا بآلاءٍ تُرى..
من أجل جزءٍ فيكِ يهوى مصرعَه
الآن أحمد الذي دعوتهُ
بأن يعيدَ الثقة التي قد كدتِ
تفقدينها بنفسكِ التي علِمتُ شوقها
إلى الحياةِ بل تخوضُ نحوها موقعة ً
فموقعة..
وكنت كلما نصبتِ حَلْبَة الصراعِ
قلتُ في قرارتي قد اقتربت يا ملاكي الصغير
من بلوغِ صخرةِ المتابعة..
فمِن هنا.. يُرى الشروقُ لوحة ً موَقــَّعة..
ومن هنا يُرى كخيمةِ الوجودِ حينما
تخبّئ المساءَ بين الأمتعة..
أجل.. أجل.. كل الزوايا ممتعة
حتى وإن صرنا غريبَيْنِ فهيا وانفضي إرثَ الفناءِ وابدئي
حياتكِ المضارعة..
محمود موسى
12-05-2012, 09:09 PM
لا أقرأ الفنجانَ
فالقَعْرُ الذي كُتِبَت عليهِ رسالةُ الأيامِ
مزدَحِمٌ بأنسِجَةٍ عَنُود..
يكفي بأنّي حينَ أقرأ
تاهَ عن بَحْثّي يقيني أن مما ليس لي ياناسُ
حظّي في الخلود..
لا أقرأ الفنجانَ.. أمرٌ واقعٌ..
يرضاهُ مَن لمْ يرضَ دولابَ الأواني
أن يُحَوّلَه ابتغاءُ الكَشْفِ صندوقَ البَريد..
مَن يعْرِفُونَ طريقتي
يحكونَ عن تلكَ الصداقةِ
بين إحساسي.. وما تُمليهِ أعمدةُ القصيد..
فكَم استشَرْتُ خرائطَ المدلولِ في شعري
بمَا قد أنعَمَ الرَّبُّ اختِصارًا
مِن دَلالاتِ الوجود..
إنّي أصاحبُ ما نزَفْتُ بإصبَعي فوق الدفاترِ
حين يغدو النزف فيها موطني مِن غير سوءٍ
والقوافي حولهُ حرس الحدود..
بالكادِ أذْكُرُ
حيثُ مرّاتٌ أتَيْتُ بها قصائديَ القديمة َ
باحثًا بين الجذورِ عن المقدّمةِ التي
نبتَتْ على أغصانِها ثمراتُ بعضِ الأسئلة..
قد تَنْشِعُ الأختامُ في أوراقِها..
تبدو عروقـًـا
فوقها تفسيرُ مرحلةٍ.. تُوَرّثُ مرحلة..
وحمَلْتُ لغزي في حضورِ دفاتِري..
حتى إذا فورًا قصصتُ بداية الأحداثِ
عن أنثَى تغازلها الثمارُ.. فقلتُ:
أفتوني ففيكم موقعُ الإعرابِ!
ها قد قامَ نَصٌّ رافعًا يدَهُ يسوقُ الأمثلة..
ويقولُ حاذِرْ.. إنما هذا اختيار العطفِ
ما أحببتَها!
وأراكَ تنتهِجُ الذي أسلَفْتَ
في إحساسِكَ الموصولِ بامرأةٍ بذاتِ الوصفِ
كانَتْ قَبْلَها ..
فَطِنَتْ إلى ذاكَ التعاطفِ واندِفاعِكَ
ما أتَمَّتْ عامَها..
ما غَرَّها دورُ البطولةِ فوقَ مسرحكَ الذي
أعدَدْتَهُ للقِصَّةِ الأُولى
لكَ الإنصاتُ يُحسَبُ .. أو لها..
الحُبُّ يَعني الحُبَّ
لا يُبْنَى على مأساةِ غيرِكَ
كلما بَثّتْ لديكَ مشاعرًا تحت الحسابِ مواسية..
فإذا أفقْتَ على صحيح الأمرِ كانَتْ قاسِيَة..
فَكّر بنَفْسِكَ مِثْلَما أولَيْتَ غيركَ دهشة الإحساسِ
كُونا في محاسبةِ الظُّنونِ
وفي مساءَلةِ السكونِ سواسية..
***
هذا وقال الحَرْفُ بعد ملاحظاتِ الشَّكِّ في عَيْنَيَّ:
أنت فتًى عنيد..
ولأنّني صَدَّقْتُهُ..
لا أقرأ الفِنجانَ..
فالقَعْرُ الذي كُتِبَتْ عليه رسالةُ الأيامِ
مزدحِمٌ بأنسِجَةٍ عَنُود..
وكفــَــى برأسِ الشِّعْرِ
أن تَحْظَى بجامِعَةِ المعاني..
مُنذُ أن كُنتُ العَمِيد..
محمود موسى
25/3/2010
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir