د عثمان قدري مكانسي
15-05-2012, 12:13 AM
فخر الشريف الرضي
الدكتور عثمان قدري مكانسي
أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى الكاظم من نسل الحسين بن علي بن أبي طالب، و قد كان أبوه نقيبا للطالبيين- رئيساً لبني هاشم-
1- ولد في بغداد ( 359ه- 970م) و نشأ فيها و برع في علوم الفقه و اللغة و الأدب، و قال الشعر و عمره خمس عشرة سنة، و في 388ه( 998ه)
2-اعتزل أبوه نقابة الطالبيين فخلفه هو فيها نائبا عنه، و في ذي القعدة 401ه 1011 م منحه الأمير البويهي بهاء الدولة لقب الشريف،
3- عين نقيبا أصيلا يوم الجمعة في 16 محرم 402ه 1012م بعد أن ضمت إليه الأعمال التي كان يقوم بها أبوه و هي النظر في المظالم و الحج بالناس.
4- كان الشريف الرضي أبيا عالي الهمة طموحا إلى المعالي ل أبيّ النفس فلم يقبل صلة من أحد و لا جائزة، و قد ردّ جميع الصلات التي كانت على أبيه من قبله ،
5- خافه الخليفة المقتدر ( 295ه- 320ه) فاتهمه بالميل إلى العلويين و الفاطميين، فعزله عن المظالم و الحج.
6- توفي الشريف الرضي في السادس من محرم 406هو دفن في بيته في محلة الأنبار – الكاظمية في بغداد
كان الشريف الرضي شاعرا مميزاً ، و شعره يجمع المتانة إلى السلاسة و الرصانة إلى السهولة ، يجمع في شعره الجزالة في اللفظ و الفخامة في المعنى ، و قد غلبت على شعره الحماسة و الفخر و برع في الرثاء و الغزل العفيف
و الشريف الرضي مترسل و مصنف له كتاب معاني القرآن ، كتاب مجاز القرآن ، و لعله هو مَن جمع ما وصل إليه من خطب الإمام علي و سماه " نهج البلاغة" .
مختارات من شعره:
حين مدح الخليفة المقتدر بالله فتخر بنفسه ، فقال :
لـلـه يـوم أطـلـعتك به العلا === عـلـما يزاول بالعيون و يرشق
لـمـا سـمـت بك عزة موموقة === كالشمس تبهر بالضياء و تومق(1)
و بـرزت في برد النبي، و للهدى=== نور على أسرار وجهك مشرق(2)
فـي موقف تغضي العيون جلالة === فـيـه و يـعـجز بالكلام المنطق
مـالـوا إلـيـك مـحبة فتجمعوا === و رأوا عـلـيـك مهابة فتفرقوا
مـهـلا أمـيـر المؤمنين ، فإننا === فـي دوحـة الـعـلياء لا نتفرق
مـا بـيـنـنا يوم الفخار تفاوت === أبـدا، كلانا في المعالي معرق(3)
إلا الـخـلافـة مـيـزتك فإنني === أنـا عاطل منها و أنت مطوق(4)
فهو يصرّح للخليفة أنه من بني هاشم ، بل من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الخليفة من نسل العباس عمه ، فلا يتميز الخليفة عنه أبداً في كرم الأصل ودوحة العلياء ، سوى أن المقتدر خليفة المسلمين ، والشاعر ليس كذلك .
1- موموقة: محبوبة، تبهر بالضياء، و تومق: تملأ العين بنورها الشديد فيبتهج الناس لها.
2- البردة: الثياب، كان الخلفاء يتوارثون بردة النبي يلبسونها في أيام الجمع و الأعياد و في المناسبات الدينية . كانت البردة للشاعر كعب بن زهير وهبه النبي صلى الله عليه وسلم حين مدحه بقصيدته الشهيرة /
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يثجْزَ مكبولُ
واشتراها معاوية من ورثة الشاعر حين مات ، ثم ورثها الخلفاء من بعده.
3- معرق: أصيل النسب ، كريمه.
4- العاطل لغةً : لا يلبس حليا ( فلا يحتاج إلى الحلي) المطوق: يلبس طوقا( قلادة في العنق ). فكأن الخلافة ثوب يلبه المقتدر وحده.
الدكتور عثمان قدري مكانسي
أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى الكاظم من نسل الحسين بن علي بن أبي طالب، و قد كان أبوه نقيبا للطالبيين- رئيساً لبني هاشم-
1- ولد في بغداد ( 359ه- 970م) و نشأ فيها و برع في علوم الفقه و اللغة و الأدب، و قال الشعر و عمره خمس عشرة سنة، و في 388ه( 998ه)
2-اعتزل أبوه نقابة الطالبيين فخلفه هو فيها نائبا عنه، و في ذي القعدة 401ه 1011 م منحه الأمير البويهي بهاء الدولة لقب الشريف،
3- عين نقيبا أصيلا يوم الجمعة في 16 محرم 402ه 1012م بعد أن ضمت إليه الأعمال التي كان يقوم بها أبوه و هي النظر في المظالم و الحج بالناس.
4- كان الشريف الرضي أبيا عالي الهمة طموحا إلى المعالي ل أبيّ النفس فلم يقبل صلة من أحد و لا جائزة، و قد ردّ جميع الصلات التي كانت على أبيه من قبله ،
5- خافه الخليفة المقتدر ( 295ه- 320ه) فاتهمه بالميل إلى العلويين و الفاطميين، فعزله عن المظالم و الحج.
6- توفي الشريف الرضي في السادس من محرم 406هو دفن في بيته في محلة الأنبار – الكاظمية في بغداد
كان الشريف الرضي شاعرا مميزاً ، و شعره يجمع المتانة إلى السلاسة و الرصانة إلى السهولة ، يجمع في شعره الجزالة في اللفظ و الفخامة في المعنى ، و قد غلبت على شعره الحماسة و الفخر و برع في الرثاء و الغزل العفيف
و الشريف الرضي مترسل و مصنف له كتاب معاني القرآن ، كتاب مجاز القرآن ، و لعله هو مَن جمع ما وصل إليه من خطب الإمام علي و سماه " نهج البلاغة" .
مختارات من شعره:
حين مدح الخليفة المقتدر بالله فتخر بنفسه ، فقال :
لـلـه يـوم أطـلـعتك به العلا === عـلـما يزاول بالعيون و يرشق
لـمـا سـمـت بك عزة موموقة === كالشمس تبهر بالضياء و تومق(1)
و بـرزت في برد النبي، و للهدى=== نور على أسرار وجهك مشرق(2)
فـي موقف تغضي العيون جلالة === فـيـه و يـعـجز بالكلام المنطق
مـالـوا إلـيـك مـحبة فتجمعوا === و رأوا عـلـيـك مهابة فتفرقوا
مـهـلا أمـيـر المؤمنين ، فإننا === فـي دوحـة الـعـلياء لا نتفرق
مـا بـيـنـنا يوم الفخار تفاوت === أبـدا، كلانا في المعالي معرق(3)
إلا الـخـلافـة مـيـزتك فإنني === أنـا عاطل منها و أنت مطوق(4)
فهو يصرّح للخليفة أنه من بني هاشم ، بل من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الخليفة من نسل العباس عمه ، فلا يتميز الخليفة عنه أبداً في كرم الأصل ودوحة العلياء ، سوى أن المقتدر خليفة المسلمين ، والشاعر ليس كذلك .
1- موموقة: محبوبة، تبهر بالضياء، و تومق: تملأ العين بنورها الشديد فيبتهج الناس لها.
2- البردة: الثياب، كان الخلفاء يتوارثون بردة النبي يلبسونها في أيام الجمع و الأعياد و في المناسبات الدينية . كانت البردة للشاعر كعب بن زهير وهبه النبي صلى الله عليه وسلم حين مدحه بقصيدته الشهيرة /
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يثجْزَ مكبولُ
واشتراها معاوية من ورثة الشاعر حين مات ، ثم ورثها الخلفاء من بعده.
3- معرق: أصيل النسب ، كريمه.
4- العاطل لغةً : لا يلبس حليا ( فلا يحتاج إلى الحلي) المطوق: يلبس طوقا( قلادة في العنق ). فكأن الخلافة ثوب يلبه المقتدر وحده.