مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعرة غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
20-02-2007, 09:06 AM
مناجـــــاة وجدانيـــّـة
خـُذني بحضـن ٍيحـْـتـوينــي دائما=وجْـدي أنا يسْـلو ثوابــًا راحـِـمـا
يا آسـِرَ القلــبِ المنــدّى شاقــَنـي=منـكَ النـّسيـمُ العذب يحْـنو رائـِما
تلــْـكَ المعاني في ثنايا مُـنــْـيـتي=يجــْـتـاحُـ ا مـوجٌ خباب ٌهاجـِما
عانقتُ في الأشجان ِأشلاء ًعسى=أشباحـُـهــا تلقى سبيــلا ًعائـِمـا
إنـّي بــِبَحـْري غارق ٌ في سكـرتي=لــُجــَّتْ موازيني لــُجاجــًا عارما
يا ليتـنـي أسمو بــِحـِجْر ٍيكتـــَفـي=إنْ ضمــّـني ما زاحَ جسْمي ناقما
أرجــوكَ عنْ كلِّ البواقي في دمي=أنْ تستعيدَ الخــَفـْـقَ قـلبــًا سالـمـا
وارحَمْ خشوعي قدْ ألالقي سلوتي=ريـّا نسيــم ٍيلــْـتحـفـْـني باســمـــا
يا طيـّبَ القــَطـْر ِالهتون كأنــّني=لنْ أسْــتــقي منكمْ زلالا ًساجـِـمــا
لوْ جاءني نورُ المُـنى طيفُ الهدى=أوْ كنتُ أسـْـمو بالمعــاني فاهـــما
ما تـهـْتُ في مُستنقعي من لوعتي=لوْنــي رمادٌ قــدْ كســـاني عاتـــما
حتــّى ضلوعي قـدْ بدْتْ ملويــــّة ً=منْ ضنك ِأثقال ٍجـــثـتـني نـادمــا
ويْحي فإنـّي منبعُ الأشجـان ِفــي =قلبــي زوايـــا يحتويــها جـاثــما
ما ذاكَ حُسْــني يا إلـهي رحــْمـة ً =عُدْ لي بحـُبـّي كيْ أناجي عــالــما
والإنــسُ منْ حَـوْلي يراني زهرة َ=في كلِّ فصل ٍ يرْتضيني وائـــمــا
هيــّا حـبـيــبـي هـاتـهـا أرواحَـنـا=عُـدْ واسقـِنيها شـْـهدَ حبّ ٍثاجــما
أوّاهُ شـَمـْسي لا تــَغـيـبـي إنــّـني=أخشى على عمري بلاءً قاصـِما
ناديـْتُ طيفــًا في سمائـي سـائـِلا=لا تسكـنـي يومي شعاعــًا ظالـِما
إنـّي ألـِـفـْـتُ الحبَّ روْضـًا خالــِدا=كيفَ اسْتوى بورًا بأرضي واجـما
ضيـّـعْتُ نفسي في جسور ٍكالهوى=حتـى احتواني الهمُّ جسمــًا سادما
لكنــّـني لنْ أسْـتــَحي منْ كائِــني =فالرّوحُ في الإنسان ِتــُحيي هائما
آلــيْــتُ أنْ أشـْـكــو لربّي ربـّــما=يحنو على جسْم ٍ يقاسي جاحــما
قدْ يحـتـويني كيفـمـا يقــتــادنـي =توْبــي إليكمْ يسـْـتوينـي غــانـــما
إنــّي غريــبٌ في دياري شــاردٌ=لاحَـفـْتُ همـّّي جـاهلا أوْ غـائـما
قدْ جـــِئـْتُ شيئــًا مُفتريـّــًا فتــّـني =ما خلتُ يومـًا أنْ أحاكي راجـــِما
خـُذني حــبيبي يا إلهي واسْــقـِنـي=نـبـعــــــً نـقــيــّــًا لايـدعـني آثـمـا
واحضنْ ضلوعي ربَّ كتفي جاذعٌ=منْ مسـْـــلم ٍما ناءَ عنـّي داهــمـا
سِرُّ البقـايا منْ جَـوَى مُسْـتــَوْطـِني=ما فارقـتني كنـتُ ضيفـــًا واهــمــا
ويـْـلي إذا أسْبــَلـْتُ في منـْدوحـَتي=لنْ أرْتــوي حتــّى أناجـي حاكـِمـا
زدْني حبيبي واهْدِني دربَ المــُـنى=يا ليـتــني أحيا بروْضـــي خاتـــما
[)"]
شعر
غيداء الأيوبي
تحياتي
غيداء الأيوبي
23-03-2007, 06:47 PM
http://alyara3.com/yara3vb/imgcache/252.imgcache
ميميــّـة الأم
ناديـتُ....أمــّي فـغـنــّى بُـلبـُلُ النـــَّغــَم ِ=يشــدو بلحـن ِالهَـنا في روضة ِالنــِّـعَم ِ
فـاسـتيقـظتْ بَسْـمتي تــزهـو بأغـْـنيتي=قـد رفـرفـتْ نـبـْرتي منْ نشــْوة ٍ بدَمـي
إنْ قلتُ أمّي ضَمَـمْتُ الإسمَ في شجَني=فيضٌ سـقـاني رحـيقَ الحـُبِّ في الكلـِم ِ
يا فـرحـة َالقلب ِإنْ جـاءتْ تلاحِـظني=في خطوها الرّغـدُ والبستانُ في القــَدَم ِ
قـدْ قـالهـا المُـصْـطفى للأمِّ إن رأمـَـتْ=مـنْ تحــتِها الجنــّة ُالخـضراء ُبالـقــَـلم ِ
أزهـارُها مولدي مذ عـانقـتْ جـَسَدي=والرّوحُ في روضِها منْ ضمَّة ِ الرَّحِم ِ
تــحـــنو بحـضــن ٍكــأنَّ اللهَ لمْـلـَـمَـهُ=يزدانُ بالـورد ِ والأنــْداءُ في النــَّـسَـم ِ
ميـمـونـة ُالوجـْد ِبالحـُسنى تــُـبـاركني=والفــوْزُ بالقــلب ِتـرْيــاق ٌ لـِذي الألــَم ِ
منْ ثـغــْـرها القـولُ أوتــارٌ تــُداعـبني=منْ شهدِها العـقلُ يـنـبـوعٌ من الحِـكــَم ِ
مـنْ نبعـِـهـا أرتوي عـِلمــًا يُـمجــّدني=صَرْحٌ لأرض ِالمُـنى منْ جوْدَة ِالقِـيـَم ِ
والغـَرْسُ في العـقل ِأوزان ٌ تــُـثبـِّـتـُني=أشجارُها الإرْسُ أجـيـالٌ لـذي الأمـَـم ِ
قــدَّسـْـتُ فـي الأمِّ أخـلاقــًا أقـــَـدّرها=إنْ حاوطتْ محـنتي بالعـطف ِوالكرَم ِ
مزيونة ُ الوجـه ِكالبشرى تراوحـُـني=عـنوانــُها الصّـبرُ تـفـديـني بلا سَــأم ِ
يا قــُـرَّة َالعــيـن ِزيـديني بأدْعـِــيـَـة ٍ=واستبشري مُهجتي كالنجْم ِفي العَـلـَم ِ
سمـِّي على خــطوتي واللهُ يرحـمـُني=في دنـيتي أهـتــدي بالـذِكر ِوالقــَسـَم ِ
حيـّـاك ِيا حـلوتي في القـلب ِيا قـمري=واضوي سراجَ الهـُدى يا درّة َالشـِّيـَم ِ
طوفي على موطني في الرّوح ِواستتري=حطــّي منَ المِسْـك ِوالأشذاء ِوالتئمي
أمـّي حـنانيـك ِإن غبت ِالتوى جـسدي=مذ قـلت ِأنــّي منَ الأحـشاء ِواللــَّـحـَم ِ
ريــّـاك ِوالحنــّـة ُ الحمراءُ تــُـنعـشـني=فوْحٌ منَ الطــّيب ِإن هلَّ اختفى سَـقمي
هيــّا اسكني وردتي في القلب والتقطي=فالغرسُ قـد أينـعَ الإحساسَ في الذِمَـم ِ
فالأمُّ كالأرض ِبالأنفـاس ِتصقــُـلـنـا=طـوبى لأم ٍّ تراعي بــذرة َ الـفـِـهـَـم ِ
شعر
غيداء الأيوبي
تحياتي
غيداء الأيوبي
31-03-2007, 12:48 PM
http://alyara3.com/yara3vb/imgcache/192.imgcache
في ليلـة ٍوالأمـطارُ ضيـفُ الشــّـتاء ِ=لاحـَـفتُ دمعي والعيـْـنُ نامتْ بمائي
فاغـرَوْرَقـتْ في بئر ٍغزير ٍسبــاني=والجــفـنُ أرْخى يرنو لنــبـْع ِالهنــاء ِ
لكنَّ أهدابـــًا طبْـطبـَتْ في رجــاف ٍ=فاخـْـتـلَّ نورٌ أمْسى كغــَيـْم ِالسـّـماء ِ
ساحــتْ رموشٌ منْ ماردٍ يفتريهــا=فاستـْيقظتْ مرهاءً كمأوى بلائــي
أوّاهُ يا عـيـني أيـْـنَ سِحـري ولوني=تاهتْ سُــوَيْداءٌ في بحور ِالشــّّّــقاء ِ
لمـْـلمْتِ في أحداق ٍزَخـيمــًا بدمعي=فاسْترْسَلتْ في نزفٍ ثـــُجاجَ العطاء ِ
أسـلــوكَ يا ربـّي في ميـاه ٍ كستني=إرْحــمْ جـفـافي في نظـْـرةٍ أو لقــاء ِ
أينَ الــّذي أهـوى كوثـرًا سلسبيـلا ً=يومَ ارْتوى منهُ القلــْبُ روحَ البقـاء ِ
ذكراهُ في أسْري واللــّيالي سجـونٌ=قـدْ كبــّـلتْ أطـلالا ًبقصـْد ِالــوفــاء ِ
ما سوْفَ يبقى حتــّى بأحلام ِفكـْري=نبضٌ سيُـحْييني منْ جحيم ِانـْـتهائي
جدْ لي بأمطار ٍليـْـتــني أرْتــَـويهــا=علــّي أداوي وجهــًـا بماء ِالصـّـفاء ِ
هات اسْـقـنيها يا خالقي في عيوني=سحـرَ الأماني في نظـْـرَة ٍ كالـدّواء ِ
أ ُسـْـقى تجاويدٌ كلــّما بـلــّـلــتــْـني=سّحـْسا ة ٌتغدو حينها في الضـّياء ِ
غاصتْ وفي صمـْت ٍحالك ٍعانقتني=زخـّاتُ أمطار ٍ تحـْتمي في ردائي
إنــّي شــريدٌ في وحدتي وابتلائي=لا أشـتـكي يكفيني لـذاتي عــزائي
قدْ يـنـتـشي قلبي طاهرًا في خشوع ٍ=في موْعدي والأمطارُ تروي دعائي
أوْ سَجْــدة حُسنى في صلاة ٍلربــّي=ينــْـسلُّ منها نورٌ بطيـْـفِ السـّــناء ِ
أمـْضي بليْلي والذ ِّكرُ يُمْسي لحافـًا=يأتي شروق ٌوالفجر ِيـغـدو شفائي
شعر
غيداء الأيوبي
تحياتي
غيداء الأيوبي
02-04-2007, 03:42 PM
راحلــــة
تأتي بـلــَجِّ البحر ِكالمـُسـْـتــَـفــْحـِـل ِ=والمــوْجُ قــدْ زادَ الهجـومَ المـُـعـْـتـل ِ
رفــْـقــــًا على قلبي فويـْـلي منْ أذى=إنْ كنـتَ ذئـبــــًا في جمال ٍمُــذهـِـل ِ
إنــّي لطــيـفٌ لا أرى في بـحــرنا=غــيرَ السـّـكون ِالمـُرْتخـي بالمُجمل ِ
أشـْـدو ولحـْـني قدْ ذوى في غـنـوتي=لكنَّ طــيــْـري صـــادحٌ كالــبـُـلبـُـل ِ
فاهــْـدأ وسَمــِّرْ في سـفــيـن ٍعابــر ٍ=فالبحــْـرُ مــدّ ٌفـي خــباب ِالمســْأل ِ
إنْ جئتَ ترجـو مُـقـلتي لنْ أخـتــفي=إنــّي أراكَ الآنَ عــُـمـْري المُــقــْـبل ِ
فاطـْـلبْ تمنــّى ياحــبيبي واسْــتــلمْ=إنْ رفَّ رمشٌ طرْتُ جوّ ًا منْ عل ِ
لا تنتهي منْ سكرَتي واشـْـرَبْ معي=كـأســًا دهاقــًا مــنْ هـوانـا المـنــْهـل ِ
شــِئــْتُ الرَّحيقَ المـُشتهَى في مبسمي=ما خـُـلــْتُ كأسي قـدْ روى بالســمِّ لي
ويـْحي فـدَرْبي شـائـِـكٌ لـنْ يسْــتـوي=إنْ صارَ شهـْدي علـقمــًا كالحـنـْظل ِ
أنــْــظــرْ إلى أزْهـــارنــا يا سيــّـدي=قـدْ لـفَّ أيــْـكٌ حـولــَها كالجــَحـْـفـَـل ِ
هــذي بحــوري والهـوى أين المـنى=ماتـتْ زهـوري دونَ شمس ٍتـنـْجـلي
كيفَ انــْـتـشى منكَ الـفـؤادُ وارْتـوى=والنــّـبعُ قـهــْـرٌ في لهيب ٍمـُـصْـطلي
يا ويـْـلـتــي غــَـرْفــي زَخــيـمٌ غامرٌ=قــدْ غــَـرّني سـيـْـلٌ زلالٌ فاض لي
فاسْـترْأدتْ روحـي وقلـبـي قدْ هوى=والقاعُ عــكــْرٌ في شرور ٍمـُـبـْـتـلي
ما كنــتُ أدري أنــّـني مُـسْـتـهـدفٌ=حتى غرزْتَ السـَّهمَ جوْفَ المِفـْصَل ِ
داويـْتُ جـرْحــي بالتي كانتْ مـعي=روحٌ بجسمي قـدْ رضتْ بالمـقـْـتـل ِ
فـارْحـمْ وداعي واعـتـبـرْني راحِلا ً=إنْ كان مــوْتي في هـواكم مـنـْـزلي
شعر
غيداء الأيوبي
تحياتي
غيداء الأيوبي
07-04-2007, 03:53 AM
بــاقــيــة
سـأبـقى وإن لم يكــنْ باخــتياري=ولكــنّ حــبــّي ذوى بانكـســاري
فإن شئتَ جـسـمــًا بقـلـب ٍذبــيـح ٍ=إليكَ الخــيالُ اسـتوى بانـصهاري
فـقـدْ شاء قـلبي نظامــًا بصَـرحي=وما كنتُ أدري بهـول ِانحـداري
رسـمتَ الـرّوابي وحـقـلا ًبـورد ٍ=فأفنيتَ وردي بسيـْـل ِاعتصاري
نـقـشـتَ الأسـامي بـجــذع ٍقديــم ٍ=فـماتــتْ جــذورٌ بأرضي وداري
حـفرتَ المـعـاني لروض ٍبحقلي=وشـوّهـتَ إرْثي بزخـم ِاحـتـقاري
غـرزتَ الصـّواري لحـب ٍقـويــم ٍ=وسهـمــًا بسِــمّ ٍ لقـلـبي المـُـداري
رضـيتُ انـزوائي بركن ٍ سـقـيـم ٍ=وقدْ كان تـوْقي لحـضن ِافتخـاري
فإيــّـاكَ أن تـلـتـقي في خـِـضـمّي=فقـدْ جـفَّ قلبي وحــانَ افـتــقاري
صـقـيعٌ بجـسمي ووخـز ٌ بدمـعي=فـقـدْ كنتَ جـوّي ثـلوجـي وناري
أعـنــّي حـبيبي فـطـيْـفي ينـــادي=وما كنـتُ يومــًا أحـبُّ انهـيـاري
فـهـيــّـا سريعــًا عـليكَ احـتوائي=ولمْـلمْ شــتاتي بـُـعـيْـدَ انشطاري
سأبني قصورًا بحبــّي وعــشـقي=فلا زالَ نبضي دواء اصطـباري
إذا جـئتَ تحـنـو فـقـلبي شغـوفٌ=لقـول ٍصـريـح ٍ يـردٌّ اعــتـبـاري
وغــرْس ٍبأرْضـي لبــذر ٍجـديـد ٍ=يراضي وجودي فأحيا ازدهاري
سأشفى سريعـــًا فـعـرْقي نـبـيـلٌ=وأصلي بقـلبي قــويمُ الصـّواري
وحبــّي عـريق ٌ تـفـانى بضمـّي=شتاءً وصيفــًا بطـول ِانـتـظاري
سأبـقى حــبيبي رضــاءً لقــلبي=فلن يرتضي أن أعيشَ انتحـاري
شعر
غيداء الأيوبي
تحياتي
غيداء الأيوبي
04-05-2007, 11:44 AM
غيدائيات
صباحي اللذيذ
صباحُ الورود ِ ارتاحَ في رونـَق ِ الخـدِّ=نـديـّــًا بنـور ِ الوجـه ِ في لونِـهِ الوردي
يـراني فـيـغـــدو كالـفــراشــاتِ لـونــُـهُ=ومن بسمتي يرتاحُ كالطـفـل ِ في المهـد ِ
عـيـوني هي الشـّمسُ استـوتْ بسمائـــِه ِ=وبُــشــراهُ في رمـشـي إذا رفَّ بالـــودِّ
على وجـنتي يستـيـقـظـُ الوردُ زاهــيــًا=ومن روض ِثغري يقطرُ الحبُّ كالشهد ِ
أنا الجـنــّـة ُ الغـنــّـاءُ لوني بحـضنــِـه ِ=وأشجارُهُ الحسناءُ تخضرُّ من رغـدي
فـفـرشـي وثـيــرٌ والحـرائـرُ مـلبـسـي=لحـافي وشــاحٌ كالأكاليل ِ في غـمـدي
وإن ساحَ شـَعـري في دثاري مرفرفــًا=يفوحُ الخـُزامى من أريج ٍ حوى جلدي
تضمـّـخـتُ في مسـك ِالغـزال ِ أميـرة ً=فعـبـّـقتُ قمصاني وفـرشي منَ النــَّـد ِ
وفـاحـتْ عـطورٌ من بخـور ٍ بغـرفـتي=فإني حرقتُ العـودَ خـوفــًا منَ الحـِـقـد ِ
أفــزُّ وجـسمي من نشـاطي مفـرفـحــًا=أشــمُّ الهـوا فــُـلا ًّ روى نـشــوة َ البـرد ِ
إذا رفرفَ العصفورُ في لحن ِ همستي=يغني صباحُ الخير ِكالطير ِ في سردي
أنـادي فـيـنـســـابُ الـهــوا بنـســيـمـِه ِ=ويغـدو ربيعــًا ينثرُ العـطرَمن وجدي
بـجــوّي زغــالـيـلٌ تـداعــبُ بسـمـتي=فـتـسـطـعُ أسـنـاني بـذورًا لـتـستـهـدي
تــُـقــبـِّـلــُني مســرورة ً بـغــذائـِـهــا=فـتـغــدو شـفـاهي كالبساتين ِ والورد ِ
أنا نسـمـة ُ الأرواح ِ في قـبـلة ِ المنى=أنا حفلة ُ الأطيار ِفي روضة ِ الخـُـلد ِ
أنا الشـّوقُ والأحـلامُ بل إنــّني أرضٌ=وتجني ثمارًا نخلة ُ الخير ِ في وهدي
دُعــائـي كأمـطـار ٍ تـجــودُ بــِـوابل ٍ=وفـيـضي كأنهـار ِالغـدير ِ في مـدّي
صباحي به ِالأشجـارُ مبلولة ُ الـنــّـوا=وخيراتــُها الأنداءُ قــَطرٌ على قــَدّي
إذا استرأدتْ أغـصانــُـها بحـديـقـتي=تعـافتْ ثمارٌ واستوتْ سُكــّرًا عـندي
صــباحـي لـذيــذ ٌ في ديــاري كأنــّـهُ=سلالُ الثمار ِازدانَ منْ طعمِها حصدي
ومن ريقـِـها توتٌ ورمــّانُ ضحـكتي=إذا ما احتضنتُ الوردَ في بسمة ِالسّعد ِ
تداعـبـني أصــواتُ طـيـر ٍ بشـرفـتي=هـو الهـدهدُ الصّداحُ قد صاح بالعـهـد ِ
فـإني ألـِفـتُ الصـّوتَ لحـنَ سـريرتي=ورنــّـمتُ ألحــاني دعــاءً بـهِ وعـدي
فهل يستوي من لاحفَ الذ ِّكرَ مؤمنــًا=كمنْ غـَطــَّ بالإعـياء ِ في ليلة ِالســّهـد ِ
سأغـدو كما الأقـطان ِمنفـوشـة َالهـوا=أبــعــثـرُ أشـكالي حـَـبـورًا بلا قــيـْد ِ
وروحي فـضـاءٌ والنــّدى بمـزونـِـها=فمن فسحة ِالرّوح ِاهتدى القلبُ للرّشد ِ
فإني نـثــرتُ الجـلــــّسـانَ بمُــنـيـتي=كأنــّي لبستُ الماسَ نجمـًا على عِقدي
تــُـشعـشعُ شـمسي في صباحي لآلئ ً=وتـرتـدُّ كالمـاسـات ِ بلــّـورُها حــدّي
لأني شــربـتُ النــّورَ ثرّ ًا بركـعـتي=تجــلــّى تباريكــًا كما درّة الحـَـمـْـد ِ
تـلاحـِـفــُـني آيــاتُ ربي بـسـجــدتي=فيسمو فؤادي طيــِّبَ الخفق ِفي رأدي
رضائي هـو الإيمانُ وهـجٌ لمهجــتي=لأغدو بيومي وردة َالصّبح ِفي هوْدي
شعر
غيداء الأيوبي
تحياتي
غيداء الأيوبي
18-05-2007, 08:04 PM
في أدمعي
قرّي مكانكِ دمعتي وتعبّدي=
فالعينُ محرابٌ لدمعِ المُجهدِ
ما لذّ مرُّ الصبِّ في نكهاتِهِ=
إذْ ساحَ دمعُ الحبِّ فيهِ تجرّدي
هل يستوي دمعُ السّرورِ بأدمعي=
والقلبُ محروقٌ بنارِ توقّدي
أشعلتُ ناري فاستفزّتْ روحَهُ=
وغفى فتيلُ الحبِّ جوفَ تمرّدي
بعثَ الرّسائلَ باكيًا فضممتها=
فتمرّغَ الحبرُ الحزينُ بمرقدي
جبلُ الحنينِ بأضلعي متصلّبٌ=
كحجارةِ البركانِ بعدَ تنهّدي
ما ساحَ منصهرًا بجسمي هدّني=
وكأنـّني حممٌ بماءِ تجلمدي
يا جنّةَ الإحساسِ إسبحْ في دمي=
حرّكْ بحورَ الشّوقِ موجًا في يدي
فإذا استوى بدمي أثيرُكَ راقصًا=
سكرتْ جنوحي في عبيرِ توحّدي
ولسوف يشبعُ في نواظرِ مقلتي=
دمعُ السّعادةِ إنْ أتيتَ بموعدي
عذرًا حبيبي هل سكنتَ بأدمعي=
سأنامُ في جفني إليكَ سأهتدي
شعر
غيداء الأيوبي
تحياتي
غيداء الأيوبي
24-05-2007, 06:18 AM
ضادية الضـمير
*****
ضـميري ريـاضٌ بحـضـني وأرضي=وروضي نـَضـوحٌ بإرضـاء ِ فـرضي
فـأضـحى ضــياءُ الرِّضا في ضِـفـافي=عـضـيـدًا لضِـلعي نـضــيرًا بـفـيْـضي
ضـمَـمْـتُ الفضا باحـتضان ِ انضباطي=فـفاضَ اخـضـرارٌ بأحـواض ِ روضي
تضجُّ الضــّواحي بضـنـك ِ اضـطهاد ٍ=لضـيـق ٍ بنــبـض ٍ ضنـيـن ٍ ومَقـْضي
سيقضي الضّـليلُ احـتـضارًا يضاهي=ضـياعـًا مريـضـًا بهـَـيـْـض ٍ وعَـضِّ
ويـمـضي ضـريرًا لـفـضِّ اعـتراض ٍ=يضـرُّ الضـّحـايا بـبـُـغـْـض ٍ ورفـض ِ
قـضاءٌ سيضوي بدحـض ِامـتـعـاض ٍ=يخـضُّ القــضـايا وضوحــًا ويقـضي
أضحـّي بأغـراض ضخ ٍّ حـضيض ٍ=وأرضَى خـُفوضَ اغضرار ٍ لأضـّي
وفوضى ضروب انقضاضي ضَروسٌ=لأقـضي فـروضي بأرضي وأمـضي
فروّضـتُ ضرغـامَ ضـيـف ٍ وضيـع ٍ=يُضَعـضِعُ ضِمْني بضوضاء ِ فــَضِّي
سأ ُرضي ضميري أحُـضُّ اخـتضابي=ليخـضـلَّ روضي نضـوجــًا بأرضي
فـضـائي ضَحـوكٌ بأضـياف ِ ضـوئي=وغــُمضي ضَموخٌ بعـِرضي ونبضي
بفضل ِ اقتضائي لمضـمون ِ قـرضي=هـضـابي بـياضٌ بمضـمار ِ خـوْضي
فـرضـوانُ نـبـضي ضـمادٌ لضعـفي=وأضحتْ ضروعي فيوضـًا لرمضي
حـضيني توضـَّا خـُضوعــًا بضـمـّي=ومَضْمِضْ ضميري بفيْضي وغضّي
فأعضاءُ بعضي نضتْ في خـِضَمـّي=وضلعي يفـضُّ الغــَضى ضدَّ نهضي
سأمـضي ووضــّاءتي في غـضـوني=ستـُرضي ضميري بأحضان ِومْضي
*****
شعر
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
26-05-2007, 11:44 PM
إحتملني=
يا رفيقي في رحيلي أو بقائي=
لستُ أرجو منكَ شيئًا في ندائي
غيرَ إنّي شئتُ أنْ أمضي بدربي=
يا رفيقَ الدّربِ هيّا للقضاءِ
كمْ مشيْنا واهتديْنا في سلامٍ=
أو تمرّغنا بأهوالِ الشّقاءِ
كمْ حملتَ الهمَّ عنّي في مسيري=
واحتملتَ الحرَّ قسرًا في الخفاءِ
رابط الجأشِ احتذيتَ الخطوَ عنّي=
حاملاً إيّايَ حتّى في انطوائي
غايتي منكَ التـّأني منْ سقوطٍ=
إنْ تعثّرتُ ارتباطًا للرّجاءِ
صرتَ عندي فاحتويني كلَّ يومٍ=
واستعدْ إنْ قمتُ فرضًا للعطاءِ
يا بهيجَ اللونِ إمرحْ وانتشلني=
راقصًا في الدّار واسرحْ في المساءِ
هكذا نحنُ التأمنا منذُ وقتٍ=
ساعةً نلهو وأخرى في عداءِ
بيدَ إنّي إنْ تضايقتُ اختناقًا=
قدْ أجافي كالمُعنّى في الجزاءِ
لا تدعْني يا عزيزي منكَ أجفو=
سوفَ ألقى آخرًا وقتَ الجفاءِ
لمْ أكنْ يومًا أسيرًا منكَ عذري=
فاسترحْ دعني لأوقاتِ الصّفاءِ
سوفَ يأتي من يراعيكَ التزامًا=
ربّما أنساكَ وقتـًا للشّفاءِ
ربّما أصبو للونٍ مخمليٍّ=
أو أمنّي النّفسَ جلدًا منْ ردائي
تُقتُ للألوانِ يكفيني سوادًا=
هكذا تبقى بفصلٍ كالشّتاءِ
سوفَ ألقى في ربيعي كلَّ لونٍ=
سوفَ أمضي دونَ حِملٍ أو عَناءِ
ذو رباطٍ أرجوانيّ المحيّا=
شاهقًا يعلو معي عندَ احتفائي
قدْ يُهنّيني فأغدو في طريقي=
قافزًا في رقصةٍ قبلَ انتشائي
مذْ تذكّرتُ اللّيالي حينَ تـُهنا=
فاهتريْنا عدتُ أسلو عنْ دوائي
إنْ تخلّيتُ احتملني كانَ عذري=
كعبُكَ العالي تجنّى يا حذائي
شعر
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
03-06-2007, 05:51 AM
معزوفةُ الأنواء=
******************************=
معـزوفةُ الأنواءِ رنـّتْ في دجى المهدِ=فاستنكرتْ أوتـارَها منْ ثورةِ الوجـدِ
تبكي على أطلالِ قلبٍ يصـطلي نارًا=لم يبـق منهُ اليـومَ إلا رعـشة البردِ
كان الهوى لحنـًا يداوي خفقَهُ المنسي=حتى تناءى فانتهى الإحـساسُ بالبعدِ
عصفٌ يدوّي في شعوري هزّ أنغـامي=حـربٌ ضروسٌ في دمي شفريّـةُ الحدِّ
ماذا جرى للقلبِ فالأصـداءُ تـُنهيني=والهمسُ في الأصواتِ كابوسٌ منَ الرّعدِ
والبـؤسُ في ليـلي يلاقي شمعتي حـزنًا=كالدّمعِ من عيني إذا ما سـاحَ بالخـدِّ
صبري على داري التي أنـّتْ لأطـلالٍ=مذ أقـفلتْ أبوابَها والعقلُ كاللـّحـدِ
ماتَ الهوى فيها وغـطّ القلبُ في قبري=فاستكبرَ الإحساسُ موتَ النفسِ في الخلدِ
هل يا ترى أقوى على ذي الحرِّ في شوقي=فالنـّفسُ إنْ أنـّتْ تعرّى حولَها جِلدي
رحـماكَ يا ربـي فآهــاتي تعـرّيني=شقـّتْ بصدري لوعةَ المقهورِ في غمدي
أوّاهُ كم أوّاهُ عـاثتْ في دجـى ليـْلي=حتّى تجرّدتُ احـتقانـًا من صدى العدِّ
أينَ التـّلاقي إنْ تناءيـْنا بذي الملـقى=فالقلبُ محرابٌ لصـوتِ الحبِّ والوعدِ
فاسمع ندائي واسترحْ في موجـتى لحنـًا=واطلقْ عنانَ الرّوحِ ينسابُ الهوى عندي
أعطيكَ منْ وجدي ومنْ روحي تراتيلاً=تحنانـُها يُمسي على ذي القلبِ كالشّهدِ
يا قبلـةً في عـنفوانِ الثـّغرِ راضـيني=هيّا اسبحي شهدًا على وجهٍ كما الوردِ
إني بترحـالي لمستُ القـلبَ في كفّي=فاشتدَّ في جسمي لهيبُ الشّوقِ بالمـدِّ
واستوعبتْ روحي ثنايا صرتُ أفديها=مذْ لامستْ منْ نبضِهِ روضًا بهِ رغدي
أقبلْ على دنيايَ أشجانـًا تدارينـي=واهمسْ رنينَ الحبِّ معزوفًا على رأدي
يا ساكنـًا في مذبحِ الإحساسِ إنحرني=واشربْ دمَ الأشواقِ مصهورًا منَ القدِّ
ما خـنجرُ الفرسانِ إلا قبـلةُ المعني=إنْ غـرّزتْ أحيا بها ترياقـُها تيْدي
قد نستوي عطرًا بلقيانـا إذا سِحنـا=ذاتٌ تـُمنـّينا أثـيرًا دونمـا سـدِّ
لا برزخٌ يسمو على قلبينِ من طـهرٍ=فالبعثُ يُحـيينا إذا عِشنا بذي العهدِ
****************************=
شعر=
غيداء الأيوبي=
غيداء الأيوبي
05-06-2007, 10:23 AM
رعـشـــــة
******************
قلتُ شـعـرًا زادهُ الإحـساسُ عــزّ ًا فاسـتـقـرّا=في قـلوب ٍلم تـشـأ للشــّعـر ِيومــًا أن يخــرّا
لا مديـحــًا أو هـجـاءً بل رجـاءً فـيه ِ ذكـْرى=يومَ غطــّت في سبات ٍرجفة ُالأشواق ِقـسْـرا
كنتُ يومــًا في فـؤاد ٍقد حـواني فـيهِ دَهـْــرا=كنتُ وردًا في ربوع ٍأرتدي الأطيابَ ذِخـْرا
إذ سقاني ملءَ نفسـي رعشة َالأوراق ِقــَطرا=فاشــتهـتني في صفـاء ٍقطــرة ُالأنـداء ِفجــْرا
كنتُ شــمســًا في سماء ٍأنشرُ الألوانَ سِحـْـرا=كنتُ في ليلي بريقــًا من شعاعي صرتُ بَدْرا
لا تــلمني يا حــبيبي إنـنــي لازلــتُ أقــْـــرا=إن حــوتـني ذكرياتي ذبتُ بالأطلال ِسـكرى
لستُ أرجو من شعوري أن أناجي فيكَ شِعـْرا=إنــّـما قـلبي يراعي أن أرى الأيــّـامَ سـَـطـْرا
قــد أداوي إرتعــاشــي إن بكيتُ الآنَ جـَـهـْـرا=حـيثُ أني من شهور ٍغاب دمعي صارَ صِفـْرا
أين حــسّي أين نبضي كيف غاب الوجــدُ فـَـرَّا=هاكَ عـذري...قد سباني جرحُ قلبي خرّ عذرا
إيهِ أنسى ؟ كيف أغــدو إن ألفتُ الحبَّ هـَجـْرا=قــد أ ُمنــّي صحـوة َ الأموات ِعـذرًا كي تكرَّا
لا تدعـني في خضمّي أنثني في الأرض ِقــَـفـْرا=حين تغـفو جوفَ روحي صفوة ُالإنسان ِكــُـفــْرا
دع شجوني في هوى الإحساس ِنبضًا مستمـرّا=قـد أصافي في حــياتي دولـة َ الأيــّـام ِفــَخـْـرا
ردّ روحـــًا تاهَ فيها النــّبـضُ إسرافــًا وهـَــدْرا=حين ترضى أرتوي من روضة ِالأنفاس ِنــَهـْرا
عـش بقلبي عش بروحي بل حياتي فيكَ بُشرى=كلُّ خطو ٍفي شروعي يستوي في الحبِّ جــِسْرا
خذ رحيقي من زهـوري واعطني دمعــًا وذِكرا=خذ طيوري من حقولي أرتضي في القرب فقرا
خــذ كنوزي أو عـتادي لا أريدُ العـيشَ تــَـتــْرى=ليس ينجــو من وداع ٍغــــيرُ إنس ٍتابَ عـُـمـْرا
ليتَ توْبي يصطفيني حيثُ أنــّي كنــتُ صُغـرى=مذ تــمــادى باطلٌ في الرّوح ِشنــّــًا مـُسْـتــَعرّا
أو يُنجــِّي من شحوب ٍ في أراضي العيش ِقـُطرا=جفَّ عـِـرْقي مثــلُ أشـلاء ٍبـقـبر ٍغــصَّ نحــْـرا
كلُّ رعــش ٍ في ربـوعي شعَّ إشراقــًا وتــِبـْرا=مذ تراءى في فــؤادي سحـــرُمـنـهــاج ٍ فــَسـَرّا
إذ أناجـي فارتـعـاشي ذاب فــيني سـاح شــَطـْرا=لو أغــنــّي ملءَ روحي كنتُ أرعــشتُ المَـقــَرّا
ربَّ قــولي في حـضور ٍ يزدهــي بالوردِ نــَـثــْرا =حيثُ غنــّى في ربوعي صوتُ طير ٍ رفَّ طيْرا
يا شجيَّ الهمس ِ قل لي كيف رفَّ الطيرُ نـِسْرا=في شموخ ٍ طار يسمو منذ أن جـنـّحتَ نــَصْـرا
فـيـكَ فخــري فــيكَ بستاني رحــيقٌ حـــيثُ ذرّا=فـي شجـوني أرتــويهــا قبــلــة ً بالـحـقِّ بَحــْـرا
في الحـنايا حـطــَّ سربٌ كالزّغــاليـل ِ اسْـتصَرّا=باعــتـناء ٍ واشـتـياق ٍ عــانق الأركانَ حــِـجــْرا
أو فــَراشٌ جـاء يزهــو في حــبـور ٍ ذرَّ شـَـذرا=فاستهلــّتْ في عيوني ومضـة ُ الإغداق ِ خـَـزْرا
سالَ قطــْرٌ من شفاهي حين ذقتُ القطرَ سِــدْرا=من ربيــع ٍزان بيتي صار في الأشــذاء قــَصْرا
يا عــيــوني لا تـنــامي إنْ نـمــا نــوْرٌ فــَـزَرّا=واسـْـتشفــّي من وصال ٍ أيـنعَ الإحــساسَ ثمـْرا
يا مــدادي لم تخــُـنـّي حــينَ لفَّ الحــبُّ حـِـبْرا=منذ زادتْ في ودادي سلــوة ُ الأنـفـــاس كبرى
صافحـيني يا مـُـناتي أنت ِ في الأعمـاق ِ نـَـوْرا=كلُّ غــرس ٍ ملءُ ذاتي رقّ وجـدي فـيك ِيـُسْرا
في ســمائي هــامَ طــيـفٌ يرتـدي الأقـمـارَ دُرّا=بين غــيـم ٍ في سـرور ٍ يقطرُ الأمطــارَ خــَـيْرا
جــاءَ يحـنو في هـدوء ٍ حـطــّ في قـــلبي وقــَرّا=رفَّ وجـدي من حنون ٍ يهـمسُ الأصواتَ سِـرّا
سـربلـتـني في حـرير ٍ هـمسـة ُ الأصـداء ِ ثـــَرّا=واحــتوتني في مـزون ٍلا تجــافي النــّـضحَ تــَرّا
جاء صوتٌ فــيهِ شــوق ٌيا خــفـيقي قـد تحـَرّى=مــالَ يــروي من تجــاويد ٍ بعــذب ٍ سالَ تــَوْرا
زاحَ همــّي من دروبي فاسـتهـلّ الخــطوُ جــَرّا=واستطابت في ربيـع ٍدوحــة ُالأطيــاب ِ جــَدْرا
كلُّ نـبت ٍ في حــقولي جـادَ بالخـيرات ِ سـِـتــْرا=فاستقامت في الأراضي تربة ُ الأشجار ِ زَخــْرا
واستراحت في ربوعي مهـجـة ُالإرعاش ِغــَرّا=يومَ فـاقــت في الحــنايا شعــلة ُالأنــوار ِ فِـكـْرا
لم أدنــدن مــلءَ وجــدي إذ فــؤادي أنّ زحـْـرا=ليت أصدو من عـظـامي مثـلَ زرع ٍ شــدَّ أزْرا
كادَ يبكي مـن نحـيـبي قـاهــرُ الأشـجــان ِ ثـأرا=فاستـهامت جـوفَ إنسي غـنوة ُ الأرواح ِ بــِـرّا
واستـلـذت في رحـيق ٍ صبَّ شـلالا ً بمجـْـرَى=بعدَ حـرب ٍ في جـنوح ٍ سالَ فيهـا الدّمعُ مــُـرّا
كان دمعي مثلَ عزفي ماجنــًا في الذوق ِ عـَـكرا=ذقـتُ دمعي صار شـهدي يومَ غابَ الهـمُّ جـَزرا
بـيـن حـزني واعـتـكافي شــاردٌ يجـتاحُ عـَصـْرا=يحـتريني جـوفَ عـقـلي مـثـلَ سيـف ٍ أجَّ إثـــْرا
ثابَ عــقـلي ثــجَّ فـكري مــدّ بالإثـمـار ِ ثـجــْـرا=ليسَ أصـفى مـن عـقـول ٍ تـقـتدي بالخـير ِسيـْرا
إن تمـادى شـائـبٌ في الوجـد ِ إدمـانـــًا وغــَـوْرا=لن يـذوقَ الرّغــدَ حـتى ينتـهي كالشــّهد ِ شـَـوْرا
لا يعـاني عــقــلُ إنــس ٍ في صـفاء ٍ لفَّ صَـدْرا=إذ تنـشــّى نهــجَ ديــن ٍ شــعَّ إسـلامــًا وطــُـهْـرا
في حــروفــي إشـتـيـاقٌ زادهُ الإيمــانُ صَـبــْرا=حيثُ هاجـت في شجـوني نبرة ُالألحان ِ جـَـمْرا
في ربـوعي رحـمـة ٌ تسـقي شـآبـيـبــًا وعــِـتــْرا=سـرمـديُّ إعــتـناقي رقَّ وجـدي صـرتُ حــُــرّا
مـنـذ قـلــتُ الله ربــّي يـا جــمال القــول ِ طــَرّا=من يـوازي في عطــاء ِ الله إحــسـانــًا وأجــْـرا
ضـوّع َالأطـيابَ عندي في لـدُنّ ٍ حـيثُ أسـرى=في صلاتي في هجـودي قد حباني القربُ سمرا
ويــح ذاتــي يا إلهـي مـــدّ بالإحـــسـان ِ وفــْـرا=إنــّـني عــبـدٌ خـشـوع ٌ لا أقـاسـي مـنـكَ أمــْـرا
إن تـلـظــّى في دروبـي مــاردٌ للحـَـظــِّ دحـْـرا=قلتُ حـُسْنى سـخــّـرَ الأقدارَ أحـكامــًا ونـــذرا
لا يـعـاني مـن بـذكـر ِاللهِ حـمـْـدًا شـدَّ ظــهــْـرا=سوفَ يجـزي بالمصافي سابلات ٍ حيث أوْرى
ما تهنــّى من بكنز ِ الأرض ِ يجني ملءَ صحرا=قـد تعـرّى كلُّ جــسم ٍ إن حــوتـه ُالأرضُ قـبـْرا
من تـهـاوى في المعاصي يشتـهي إثـمــًا ووزرا=سوف يكبــــو مـوبـقــات ٍ يصطلي بالنــّار ِ أرّا
دثـــّـريني يا صـفاتَ الخـير ِ إذعـانــًا وجــَـوْرا=قد يحينُ الموتُ في لحـظ ٍ كرمش ِ العين ِ هـرّا
من يظن ُّ المـوتَ حــدّ ًا للمآسي غـصَّ هـتــْـرا=كيف ينجـو من عذاب ٍ في التـــّـلاقي من تـبَـرّا
صافـحـتـني بارتعـاشي رعـشـة ٌ بالآه ِ أخــْرى=عـبــّـقـتـني ألــّـقـتـنـي في جـمال ٍ هلَّ حــَصـْـرا
مـذ تـفانى في استـقامي وزنُ قسـطاس ٍ فـأثــْرى=كلُّ سـدْف ٍ في المآقي شـفَّ نـورًا صرتُ حــوْرا
نـزَّ عِـرْق ٌ من جـلودي مثـلَ بــرق ٍ فــزَّ فــزْرا=ما تلاشى من جـذوري أصلُ عِـرْقي ظلَّ حَـكرا
كبــِّـري يا دولة َ الإســلام ِ نهــْجــًـا ما تـفـــَرّى=في رضاء ِ الله يسمو كلُّ جــهـد ٍغـضَّ غـضـْرا
واعـتـقـيني من ذليـل ِ العيـْـش ِهشَّ القلبُ هَصْرا=أثـلِجي صدرَ المُعـنــّى في ارتـئـاد ٍزاحَ صَخــْرا
كتــّـفـيـني في حـِـمَى الرّحمن ِ إنســًا ليـسَ فــأرا=لا لعـقــل ٍ ما تـعــافــى أنـْـكرَ الـفـرْقــانَ نـكـــْرا
يا إلـهـي يا حــبـيـبي أنــْــزلْ الأنـعــامَ هـَـبـــْـرا=يســْـتـلذ ُّ الثــّغــْرُ بالأرزاق ِ إن عـطــّرْتَ تـمـْرا
جــذ ّفي يا صرخـة َالوجـدان ِ إصـرارًا ووَقــْـرا=واســتـمدّي من نزيـفي كلَّ حـسّ ٍ حـــدَّ شـفــْــرا
جــرِّدي ألوانَ جــدْس ٍ ناشــف ٍ إن جـاء نـبــْـرا=كلُّ شـكل ٍ من ضروبي ضـرّجَ الألفاظــَ هَـمـْرا
نسّــقيني في اشتياقـي واردفي في القلب ِ جــَـبْرا=لا تخـرّي في ابتعادي رعشـة ً في الصّدر ِجـأرا
إنَّ قــولي ضربُ سكــّين ٍ بعـزم ٍ زاحَ قــِـشــْـرا=يوم تصـفـو مدلهـاتي تدلصُ الصـّيحاتُ ثــغــْـرا
عـسْجـديّ ٌ كلُّ حرف ٍ يزدهي بالنــّور ِ غـمــْـرا=مثـلُ شـمس ٍ شعـشـعَ الإشـراقُ منها شـقّ بئــْرا
فاسـتـفاضتْ من سيول ِالحبِّ نبعــًا كان حـَسـْرا=واستراحتْ دمعـة ٌ نامت بعين ِالقحـْط ِ حــَـتــْرا
مذ تجـلــّى عــنـفواني في ازدهـار ٍ كان وعــْـرا=في جنان ِ الرّوح ِ إكليلُ الهـدى قـد لــفَّ كــوْرا
هـكذا تصـفـو الأمـاني مثـلَ مـاء ٍ سـالَ فــَـتــْرا=لا صقـيعــًا أو لهــيبـًا يـُـغــرقُ الأزهــارَ هــوْرا
كلُّ رعـش ٍ في خشوعي زاحَ أحزانــًا وخــَشرا=في صفاء ٍصـدَّ صدري كلَّ نــَزق ٍ كان وغــْرا
طابَ وجــدي في جـناني أيـقـظ الإيـمانُ جـذرا=كـوثــريّ ٌ إرْتــوائي مـنــذ أن أزفــرتَ زفــــرا
يا عظيمَ الشــّـأن ِ ربــّي عـافني باليوم ِ شــَهــْرا=كــلُّ فـضـــل ٍ يســتويــنــي قــانعــًا واللهُ أدرى
هـــاتـها لي يا حـبيبي رعـــشةَ َ الإيـمان ِ تــأرا=والتـحــفني في صــلاة ٍتـقـطرُ الآيــاتَ زهــْـرا
فيكَ نهجي واعتزازي فيكَ عمري فاحَ عـِـطرا=طــابَ قــلبي يا إلهي رعـشــة ً ترتــاحُ شـُـكرا
*****************
شعر
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
09-07-2007, 11:38 PM
عـنـــــاق الأشقـيــاء=
******************=
وانـثـنـينـا تحــتَ أمـْـطار ِالشــّـتاء ِ=نحــْضـنُ الآهـات شـوْقــــًا للــّـقاء ِ
فــالــْـتـأمــنا في عــناق ٍيحــْـتوينا=وارْتـــويـْ نـا فـاسْــتوينــا كالهـواء ِ
كلُّ شيء ٍصـار ريشـــًا أوْ حـريرًا=مـذ تلاقــيـــنا بحــبّ ٍفـي العــراء ِ
والنــّـسـيمُ العذب يهـفـو في هدوء ٍ=يلـفـحُ الخـــدّين لطــْـفــًا باعـــتـناء ِ
لا نرى في الأرض ِإنسـًا أوْ نباتــًا=حيثُ طرْنــا وانــْـتـشيــنا بالفضاء ِ
نسْــكبُ الأشـْـواقَ نـهـْـرًا سلسبيلا ً=بين غـيـْـم ٍقـدْ رحـلــْـنا في العـلاء
نشربُ الإحـْساسَ ورْدًا في شـفـاه ٍ=تقطرُ الشــّهـْدَ المــُـندّى بالصـّـفاء ِ
أيُّ زهــْر ٍذابَ فـيـنا فـارتـويــْـنـا=سـكــْـرة ً طابتْ عـليــْـنـا كالـدّواء ِ
أيُّ عطــْر ٍقــدْ شمـمْـنـاهُ ســويـّــًا=حـين تـهـْـنا في رياض ِالإرْتــواء ِ
فاحـتـويني يا حـبيبي فـيـكَ دهـْـرًا=وانـتـبــه لي إنــّـني ورْدُ النــّـقـاء ِ
هـكذا كـنــّـا طـيـورًا فـي حــبــور ٍ=وارْتـعــشـْـنا في هــوانا بالـوفــاء ِ
حيث ُ هلَّ الصـّـبحُ يرنو ملءَ يوم ٍ=فيهِ غابتْ شمْــسـُـنا خـلفَ السّـماء ِ
أيـنَ كنـــّا يا حــبيبي لمْ تـقــلْ لــي=إنــّـني أرْجـوكَ رفـقــًا بانــْـتـشائي
كان حـلــْمــًا نابضــًا حيــّــًا بذاتي=منـذ أنْ فارقــْـتَ عيــْـني بالخـفـاء ِ
ردَّ لي نبضي ورعـشي لا تعـادي=حـين يأتي في الكرى دمعُ الجـفاء ِ
إنــّـني تـيـْـهٌ ونـزْفٌ في شـتـاتـي=أحــْـتسي كأسي مَرارًا في المساء ِ
والهـوى صَرحٌ بقلبي فيهِ روحي=لم تـعـدْ تـقــْوى على هـذا الشـّـقاء ِ
يا خليلَ الرّوح ِخذني منْ جنوحي=إنــّـني أهــْـوي رويـــدًا لــلـفـــنـاء ِ
عــدْ كما كنـــّـا بحــلم ٍ في عــنـاق ٍ=يحــتــوينا رغــْـمَ أحـْـكام ِالقـضـاء ِ
لمـْـلم الأشـواقَ تـيـْـدًا في ربوعي=ريـثــما يشــفى فــؤادي بالعــطاء ِ
سوف أغـدو زهـرة ً لولا ذبـولي=أنـثـرُ العـطـرَ احـتـفالا ً بالشــّـفاء ِ
أجـمعُ الألوانَ قـوســًا قازحــًا في=مسكني أزهــو بأطــياب ِ الــرّداء ِ
هــاتــها يا رونـق َالأزهــار ِعـندي=بسمـة ً تــروي قــواريرَ النـــّســـاء ِ
حـيثُ أبـدو منْ رحـيقي عـنفـوانـــًا=في ثماري والفراشاتُ احـــتـفــائي
سـوف أحـــيا مــرّة ًأخــرى لأنــّـي=فيكَ حلــمي بات أنــفـاس البــقــــاء ِ
هــكذا أصـبــو إلــى بـركان ِحـبــّي=ســكرة ًفــيهـــا عــناقُ الأشـــقــيـاء ِ
لستُ أنجــو منْ لهــيب ٍ في فــؤادي=إنـــّـما ذكـــراهُ عــــزُّ الكــبــريــاء ِ
***************=
شعر=
غيداء الأيوبي=
غيداء الأيوبي
20-07-2007, 05:22 AM
في قلبي=
****************************=
تواريتُ في قلبي فلاقـيتُ أحـبابا=وعـانقتُ نفسي فالهوى دقّ أبوابا
كأنـّي بذي المنفى أسيرةُ فـارسٍ=رمَى سيفَهُ كي يقطفَ الوردَ أرطابا
فقدْ جلتُ في أرضِ الحياةِ معذّبـًا=فضاقتْ بيَ الأرضُ اعتكافًا وأسبابا
وما كانَ سكنايَ الموحـّدُ موطني=إلى أنْ أتاهُ الحسُّ خفقـًا وإلهابـا
رمـاني بذاتِ الآهِ حـُرقةَ مسكنٍ=وياليتَ حـرّ الآهِ تمتدُّ إسهـابـا
فإني بذي الأشـواقِ أغدو بدولتي=إذا جاءَ طيفي في ربى القلبِ أو ذابا
فدعني أمنـّي النـّفسَ رؤيةَ طائـرٍ=يرفرفُ في وجدي إذا صوتـُهُ غابا
فما انفكـّتْ الأيـّامُ تبعـدُ بيننا=ولم تستح الأقـدارُ أنْ توصدَ البابا
ولكنْ بلقـُيانا سنُـنْعِشُ روضَنا=إذا ما اشتهينا حجرةَ القلبِ أعنابا
فبعـضُ التـّنائي في المحبـّةِ بلسمٌ=إذا حارَ قلبٌ في دجى الليلِ أو هابا
أمـِلتُ بلـقـْياكَ العـزيزِ بليلتي=فعانـَقـْتَني كالماءِ طـُهرًا وأطيابا
وداعَـبْتـَني في بيتِ شعرٍ رنينُـهُ=تراقصَ في أذني خـريرًا وتسْـكابا
تقمّصتَ في روحي قرينَ سريـرتي=فعشنا بذي الأشواقِ تيـْدًا وترحابا
وطبطبتَ جـفني بالمـودّةِ زرتـَني=فعشعشتَ في عيني ظلالاً وأهدابـا
أنا العـاشقُ الملتاعُ أشـهدُ أنـّني=تراءتْ ليَ الأحلامُ وردًا وأعـشابا
تناولتُ ترياقـًا بثغـري فخـلتهُ=كأوراقِ ريحانٍ على غصنـِهِ انسابا
وسالَ رضابُ الثـّغرِ عطرًا فلفـّنا=فطرنا سكارى في هوى الشّوقِ أربابا
أطفلينِ كنـّا في السّماءِ تأرجحـًا=فطلنا نجومَ الليلِ في الكفِّ ألعـابـا
رسـمنا على ذاتِ المجـرّةِ لوحـةً=تناءتْ عن الأرضِ ارتحالاً وأقـطابا
ومنْ بهجـةِ الأحلامِ في رحـلةِ المنى=غدا اللـؤلؤُ المنثورُ في الجـوِّ محرابا
تراءتْ بعـينيـْنا أسـاطيرُ ليلـةٍ=ونِلـْنا منَ التـّيجانِ درًّا وزرْيـابا
سكبنا بذيـّاكَ الفضـاءِ رحيقَـنا=فطالتْ زهورُ الأرضِ غُصنًا وأقصابا
وحامتْ فراشاتُ الجمالِ بروضـِنا=فأمستْ سماءٌ تلبسُ الوردَ جـلبابا
تُدغدغُني منْ لـذّةِ الحـُلمِ نظرةٌ=كأنـّي بها عانقتُ بالكونِ أنسابا
فطـوّقتُ ليلي قدْ أداري نواظري=إذا ما استفاقَ الصّبحُ في العينِ أنيابا
فزدْني سويعـاتٍ لأنعـشَ رؤيـتي=وأرجحْ جفوني إنْ غفى النورُ مُرتابا
فإنـّي سكنتُ اليومَ في حضنِ ليلتي=وقدْ كانَ سُـكناها بقلبي كمنْ ثابا
أديجورها إرحلْ مِنَ الـرّوحِ واشفني=فإني نقشتُ النـّجمَ في القلبِ مِثقابا
وآليتُ أنْ أضـوي شمـوعَ مسرّتي=كمنْ لملمَ الأقمارَ حضنـًا وأصحابا
يسامرُني في رحـلةِ النـّورِ ثاقبٌ=يلاقي شعاعَ الحبِّ في القلبِ عَرّابا
سأنجـو وأنواري سواطعُ رؤيـتي=فإني سكبتُ النورَ في القلبِ سيـّابا
كـذا لألأ الإحساسُ ذرًّا بحجـرتي=فضخّتْ شراييني مِنَ الـدّرِ إنجـابا
سأدعوكَ مُشتاقًا فحلـّقْ برحـلتي=ففي ليلتي عرسٌ بذِكْراكَ قدْ طـابا
هنا في سكونِ القلبِ كانتْ حكايتي=إذا زرْتني طيفـًا بذي القلبِ أثوابا
فداومْ على سردِ الحـكايا بجنـّتي=ففيها تـآلفـنا حـريرًا وأتـرابا
فإنْ غبتَ عنْ روحي سأغمضُ قصّتي=وأطوي بقلبي منيةَ النـّبضِ تـوّابا
************************
شعر=
غيداء الأيوبي=
تحياتي=
غيداء الأيوبي
01-08-2007, 02:35 PM
مُسـْكِرَه=
*********************=
ثـَمِلٌ وفي قلبي استوى خـمرُ الهوى=إذْ عتـّقَ الآهـات سُـكرًا فالْتَوَى
بينَ الحـنايا بعـثرَ الحـسَّ الـّذي=قـدْ كانَ وردًا يانعـًا حتـّى ذوى
يا ليتني حـينَ انتـشيْتُ بسكـرتي=ما غبتُ عنْ أرضِ الحياةِ بذي الدّوا
فالمـُدْلهات تـورّمتْ منْ حـرقتي=فغدوتُ محبوسـًا بذيـّاكَ الجـوى
أسـريرتي لبـّي نـداءَ مُتـَيـَّمٍ=وتحـرّري قبلَ اغـترابي بالغـَوى
لو كنتُ أدري أنَّ كُلـّي مُغـْرمٌ=ما استنشقتْ روحي تباريحَ الهوى
هيَ قطـرةٌ ذابتْ بقلبي فاسـتوتْ=كالبحـرِ مـدًّا وانحسارًا بالنـّوى
فإذا بجـسمي ضاحـلٍ وكأنـّني=نشفتْ عظامي رغمَ كاساتِ الرّوى
بدمي تمـرّدَ عـاصفٌ فأحـالني=مُتسكّعـًا مثلَ الشّريدِ إذا انزوى
وكأنـّني بعدَ الخـضوعِ لسكْرتي=سلّمتُ للإعصارِ مُـنهارَ القِـوى
أيظـنُّ منْ شبَّ الحـريقَ بمنيـتي=سيحنُّ قلبُ مُخدَّرٍ حينَ انكوى
هو خندريسٌ في شغـافي قـابعٌ=يسري بدمّي مُسْكِرًا منذُ احتوى
لا ترتعدْ واجـثمْ مكانكَ طالمـا=قلبي تشبـّعَ سكرةً فيكَ انطوى
******************=
شعر=
غيداء الأيوبي=
تحياتي=
غيداء الأيوبي
06-08-2007, 02:27 PM
أنشــودة الطيـور=
****************=
غــردّي ياطــيــورَ المـنى واصدحــي=حلــّـقي عــاليــًا في الهــوا وامرحــي
رفرفــي في حـــقولي وغـنــّي معــي=في نشــيد ٍبورد ِ الهــدى واشـرحــي
وانشـقي من نسيمي عــبـيـرَ الهـــوى=واشــربي من رحـيق ِالصّفا وافرحي
إنني اليومَ زهـــرٌ وحــضـني المـدى=عــشعــشي يا طـيوري ولا تبـرحـي
أطــربيــني بلحــن ِ الوفــا أشــتـهـي=بسمة َالشّوق ِتحدو الرّضا فاصدحي
أطلقــي بالفـضا عــندلـيـبَ الغـُـنــى=واقشعــرّي معي بالنــّـدى واشطحي
هــاكِ بـحــرٌ يغــنــّي بمـــوج ٍهــنــا=جــوف قلبي بوجـد ِالرّوى فاسبحـي
إن أتــى نــورسٌ يرتــوي جــانحـــًا=بللــّي ريـشَ طير ٍحــدا وافســحــي
قـد يـراني ونبــعــي شـفــا المهــتدي=حــين يغــدو بســيل ِ الهـدى روّحــي
يحــتفي روضتي هــدهـــد ٌ داعــيـــًا=في ربوعي يناجـي الرّخــا فاسمحـي
والعــصـافــيرُ رفّ ٌ عــلى أكتــفــي =دندنت غــنـوتي صــفـوة ً سبــّحــي
حــطــّ زوجُ الكناري على مرقـدي=ريشـُـهُ الإصفرار اشتهى مسرحــي
فاستـوى هــائمــًا في حـنايا الرُّبـى=وانتهى عـاشـقــًا يصطفي متـرحـي
حين حسـّونُ يشدو بلحـن ٍ كفـى=أنـصتي في صباح ِالصّـبا صبـّحي
أشـرقت شمسُ عــيني عـلى بلبــل ٍ=صوتــُهُ الحبّ يحنو على مطرحي
سلــّـمي يا طــيورَ المــُنى إنــّـنــي=روضة ٌ في جنان ِالشـّذى فاصبحي
***************
شعر=
غيداء الأيوبي=
تحياتي=
غيداء الأيوبي
20-08-2007, 02:43 PM
مات يومي=
*******************=
إشتقتُ للأنفاسِ في قلبي الظـّمي=واشتقتُ للإحساسِ يسمو في دمي
اليومُ مـرَّ اليومُ ميـْتـًا هاهـُنا=مذْ غِبتَ عنـّي ذقتُ طعمَ العلقَمِ
كمْ دمعةٍ حارتْ بعيني حـُرْقَـةً=كمْ راودتـْني غـصَّـةٌ لمْ ترحمِ
أوّاهُ إنـّي في نحـيـبي غـارقٌ=والنـّارُ تلهـو في عظامي تحتمي
لا يا حـبيبي ليسَ يومي عـادلاً=فالشّمسُ لمْ تشرقْ بـُعيْدَ المظلِمِ
بلْ راوحتـْني ليلـةٌ ديجـورُهـا=عمَّى خيالَ النـّورِ حولَ المأتـَمِ
لا لا تسلْني كيفَ تاريـخُ الـدُّنى=هلْ توصَفُ الأيـّامُ قبـْلَ الموْسِمِ
فالجـوُّ ماتَ اليومَ ماتتْ روحـُهُ=والنـّارُ في روحي كجمرٍ مُضـْرَمِ
لنْ أحسِبَ السّاعاتِ ويلي إنـّها=لنْ تستوي صُبحًا بوقتي المـُجرمِ
عـُدْ لي حبيبي عـُدْ لعيني واشفها=فالبيـْنُ قدْ أوْدَى فؤادَ المـُغـْرَمِ
قدْ يستفيقُ الطّيرُ في جُنحِ الدُّجى=إنْ رفرفتْ عيني بطيفِ المـُسلمِ
عُدْ لي رفيفـًا في سمائي شمسُـها=وانثرْ ضياءَ الصـُّبحِ حولَ المبسمِ
****************=
شعر=
غيداء الأيوبي=
تحياتي=
غيداء الأيوبي
24-09-2007, 10:11 PM
الليلُ والكلمات=
***************=
ماذا تـُخَبـِّئُ خـلـْفَها الكلماتُ=والدّمعُ يشكو والقلوبُ شـُتاتُ
كمْ همسةٍ تاهتْ بأطيافِ الصـّدى=والبوْحُ يبكي والحـُروفُ فـُتاتُ
ما شـِئتُ منْ قولي ربيعَ المـُنتهى=فالوردُ يذبو والـزُّهـورُ رُفـاتُ
إنـِّي بأشواقي سكنتُ بأحـْرفي=إذْ حـُرّمتْ من قهرِها الأصواتُ
فاسمحْ إذًا دعـْني ودعـْني للهوى=دعني أناجي قدْ تـَحـِلُّ حـَياةُ
إنْ تنشفُ الأحـْبارُ منْ قلَمِ المـُنى=سيجـفُّ دَمـِّي أو تكونُ وَفـاةُ
فأنا ضريحي مُسـْتـعدٌّ هـاهـُنا=والويـْلُ إنْ ماتتْ بهِ الكلمـاتُ
هِيَ مَنْ تناغي مُدْلـَهـًا مُتـَعذِّبـًا=إن راوحـَتْني دنـْدَنـَتْ همَساتُ
وكأنـّني في غـُرْبـَتي مـُتَرَنـِّحٌ=وكـأنَّ شـوقي للكـلامِ نجـاةُ
دعـْني أغـَيـِّرُ بالنـُّهى تاريخـَهُ=قدْ تـُسْتـَفـَزُّ بيوميَ الأوقـاتُ
قدْ يهـتدي ليـْلي بحـُلمِ سريرةٍ=كمْ عانقَتـْها في الـدُّجى صيْحاتُ
فلِمَ التـَّجنـِّي والمنامُ يـهـُدُّني=وكذا تهـيجُ بـِقـلبيَ الآهـاتُ
يكفي بأنـّي إنْ لمحـْتُ جُنوحـَهُ=تصـْحو بعـيني رؤيةٌ و سِـماتُ
بلْ إنـَّه الطـُّوفانُ يأتي كلـّمـا=غابتْ نجـومٌ أو غـَزتْ أنـّاتُ
في اللـّيلةِ اللـّيلاءِ أجـْثو حينَها=فوقي وتحـْتي تستوي الثـّوْراتُ
وكأنني طيَّ اللـّحافِ مُبـَعـْثـَرٌ=أرنو وأشـْلاءُ الظـَّلامِ عـُصاةُ
فاللـّيلُ عندي كالجـحيمِ أنينـُهُ=فيـهِ نحـيبٌ حـارقٌ وصِـفاتُ
مِنْ ذا ومِنْ طيفِ الرّؤى أنشودتي=تجلو حـُروفًا مِنْ دمي تـَقـْتاتُ
فاسْمحْ إذًا أنْ أسـْتوي في رحلتي=قدْ تستوي في دربيَ الخـَطـَواتُ
فالقـلبُ بركـانٌ وعقلي أجـَّهُ=حتّى استفاقتْ منْ دَمِي الخـَثرَاتُ
وتسيـَّحتْ في مَرقـَدي مصْهورةً=كـلُّ المـآسي وانـْزوتْ كوْماتُ
دعـْني فـإنـّي في حـياتي حالمٌ=والأرضُ ثكْلى مثلـُها البـَسَماتُ
ماتتْ بعيـْني كلُّ أشـكالِ الرّؤى=فتـَوثـَّبتْ في دمعتي الوَخـَزاتُ
وبكتْ أنينـًا مـنْ مخالبِ رؤيـةٍ=كالطـِّفلِ إنْ نزَّتْ بهِ الظـُّلُماتُ
ويحي بشـِعـْري لنْ أداوي لوعتي=فالشـِّعرُ يبكي إنْ بكتْ نوْبـاتُ
لكنـّهُ الإفـْشاءُ جـَهرًا ضَمـَّني=مذْ أجـْرَمتْ في وحدتي وَيـْلاتُ
لا الحرفُ يـُشفي شاعِرًا لا لا ولا=مِنْ نزفـِهِ قـدْ تهدأُ الصـَّرخاتُ
فالقلبُ مشحونٌ بأنـّاتِ الجـَوى=لوْ أُطـْفِئتْ في نارهِ الجـَمـَراتُ
آليتُ في شـِعْري خلودَ مشاعري=فالحرفُ يبقى والجـَوَى أشـْتاتُ
حتـّى تجـِلُّ قريحـتي بِبـَصيرةٍ=تسمو بها جوفَ الكـَرَى كلماتُ
***************=
شعر=
غيداء الأيوبي=
تحياتي=
غيداء الأيوبي
09-10-2007, 09:45 AM
يا عـِيدُ مـَرْحـَى
***************
مـَرْحـَى بـِعـِيدِ الفِطـْرِ يا=عـِيـداً بـِهِ الأرْواحُ تـَهـْنا
هـُوَ فـَرْحـَةٌ للمـَُسْلـِميـ=ــنِ اللهُ أهـْـداهُ وَمـَنـَّا
فـَاليـَوْم عـِيـدٌ في الـدُّنـَا=والأرْضُ زَهـْوٌ حـَيثُ طِفـْنا
سُبـْحـَانَ رَبـِّي مـَنْ بـِـهِ=هـَلَّ الضـِّيـا نـُوراً وَأمـْنا
مِنْ بـَعـْدِ ما شـَقَّ الفـَضـا=نـُورُ الهـِلالِ العـِيـدُ دَنـَّا
شـَهـْرٌ كـَريـمٌ فـَائـِتٌ=والعـِيدُ للصـُّيـَّامِ مـَغـْنَى
يـا روْعـَـةَ الإسْــلامِ في=يـَوْمٍ بـِهِ الأَفـْراحُ مـَثـْنَى
مَنْ جـَدَّ في شـَهـْرِ الصـِّيا=مِ..اليـَوَمَ بالإنـْجَازِ يَـهـْنا
والمـُسْتـَخـِيرُ الـدِّيـنِ ذَا=بـِاللهِ قـُرْبـًا طالَ سُكـْنى
طـُوبـَى لـِقـَلـْبٍ نـَيـِّرٍ=مـِنْ لـُؤلـُؤِ القـُرْآنِ سَنـَّا
وَالرِّيـقُ شـَهـْدٌ قـَطـْرُهُ=إنْ رتـَّـلَ الآيـاتِ مـُزْنـا
نـُورُ السـَّما يـَجـْلو بـِنا=في سـَجـْدَةٍ للهِ حـُسـْنـَى
ربـِّي تـَكـَـرَّمْ واهـْدِنـا=زِدْنـا مـِنَ الإحـْسانِ زِدْنـا
والـْطـفْ بـِأرْواحِ العـِبـا=دِ اليـَوْمَ وارْحَمْ مَنْ تـَعَـنَّى
وَلأُمـَّـةِ الإسـْـلامِ رِفـْـ=ـقـاً يا إلهي قـْدْ تـَعـِبـْنا
كـَمْ مـُسْـلـِمٍ في أرْضـِهِ=لا لمْ يـَجـِدْ للعـِيدِ رُكـْنا
والطـِّفـْلُ بـُؤسٌ عـِيـِدُهُ=والأمُّ تحـْبو حـَيثُ هـَنـَّا
ذَا شـَيـْخـُنا في لـَوْعـَةٍ =يَحـْدُو ضَرِيحَ الإبـْنِ أَنـَّا
يـَا ربـِّي يـَا رَبُّ السـّما=حـَرِّرْ بـِلادَ العُرْبِ حـُصْنا
كلُّ البِلادِ اسـْتـُنـْزِفـَتْ=والأرْض تبكي الدَّمْعَ سُخـْنا
فـَالأيـْكُ يـَلـْتـَفُّ الرُّبى=والسـُّمُّ يغـْزونا الهـُوَيـْنَى
هـَلْ يا تـُرى يَـأتي الرِّضا؟=والعـِيدُ يُهـْدِي الكَوْنَ لَوْنا
لمـَّا نـَرَاهـا أُمـَّــــةً=قـَدْ وحـَّدَتْ بالدِّينِ كَوْنـا
واسْتـَأصـَلتْ مِنْ أرْضـِها=مَنْ عـَاثَ في الأوْطانِ شَنـَّا
سـُبـْحـانَ رَبـِّي إنـَّـهُ=حـُلُمٌ ترَاءَى غابَ غـُبـْنا
يـَا رُبَّ يَجـْلُو يـَوْمـُنـا=والشـَّمسُ وَهْجٌ في وَطـَنـَّا
والطـَّيرُ طـَيـْرٌ في السـَّما=والعِيدُ يُهْدي الطـَّيرَ غـُصْنا
إنْ حـَطـَّ في رَوْضَ المـُنـَي=غـَنـَّى نشيدَ العِيدِ : عـُدْنا
كمْ مـِنْ بـِلادٍ جـابـَهـا=كيْ يستريحَ الإبـْنُ حـُضـْنا
فـَالعـِشُّ يحـْنو لـِلـِّقـَا=إنْ جَنـَّحَ الطـَّيرُ المـُؤَنـَّى
والعـِيدُ شـَدْوٌ حـَفـْلـُهُ=يكـْتـَظُّ بالأجـْواءِ لحَـْنا
والأهـْلُ رحـْبٌ شملـُهـُمْ=في فرحةِ العـِيدِ المـُغـَنـَّى
في الرَّوْضِ تـَزْدَانُ الـقـُدُو=دُ اللاَّبـِساتُ الطـُّهْرِ حُسْنا
والأمُّ وَرْدٌ ثـَـغـْـرُهــا=يـَبـْتـَل ُ بالأنـْدَاءِ قـَنـَّا
والعـِيـدُ في مـَقـْسُومـِهِ=إنْ نـاوَلَ الآبـاءُ إبـْـنـا
والطـِّفـْلُ يغـدو لـَهـْوُهُ=في جـَنـَّةِ الأحـْبابِ عـَدْنا
اللهُ مـا أحـْلـَى الــرُّؤَى=فـَالـْوِدُّ تـَوْقٌ مِنْ لـَدُنـَّا
والشـَّوقُ للـعـِيدِ اسْتـَوَى=في رؤيـَةِ الأحـْلامِ مـَعـْنى
لـَـكـِنـَّهُ عـِيـدٌ فـَيـَا=مَرْحَى لِعـِيدِ الفِطـْرِ قـُلـْنا
وَبـِذي التـَّهـاني قـُبـْلـةٌ=تـَزْهو بكم في العـِيدِ مـِنـَّا
****************
شعر
غيداء الأيوبي
تحياتي
2007/10/9
غيداء الأيوبي
19-01-2008, 10:30 PM
عِنَاقُ الْفُرَاقْ
أَنَا جِئْتُ الْهُوَيْنَى بَعْدَ ظِلِّي= لأَحْضُنَ فِي الْهَوَى رُوحِي وَكُلِّي
تُسَابِقُنِي إِلَيْكَ الْرُّوحُ شَوْقاً= وَإِذْ بِي فِي عِيُونِكَ كُنْتُ قَبْلِي
غَرِقْتُ بِدَمْعِكَ الْمَسْكُوبِ حُزْناً=فَصَارَ الْدَّمْعُ فِي عَيْنِي يُصَلِّي
تَلاقَيْنَا وَلَكِنْ مَا الْتَقَيْنَا=وَقَدْ كَانَ الْلِّقَاءُ بِدُونِ وَصْلِ
وَرُغْمَ الْبَيْنِ بَانَ الْوَصْلُ نُوراً=كَمَنْ طَالَ الْنُّجُومَ بُدُونِ لَيْلِ
وَحُضْنٌ لَفَّ رُوحَيْنَا بِحُبٍّ=كَحُضْنِ الأُمِّ مَوْثُوراً بِطِفْلِ
فَخُذْ مِنِّي حَنَانَ الأُمِّ قَوْلاً=وَدَعْ لِي حُرْقَةَ الآهَاتِ قَوْلِي
أُنَادِيِنِي هُنَاكَ وَأنْتَ عِنْدِي=تُلَمْلُمُ صَوْتِيَ الْمَهْدُورَ حَوْلِي
إِذَا ضَلَّ الْفُرَاقُ بِنَا سَبِيلاً=فَلا هَدْيٌ لِهِجْرَانٍ بِفِعْلِ
حَمَلْتُكَ فِي فُؤَادِي بَلْ بِدَمِّي=فَصِرْتَ كَمَنْ يَعِيشُ بِمِثْلِ مِثْلِي
فَلَنْ يَخْتَلَّ فِي الْصَّرْحَيْنِ وَزْنٌ=وَمَا تأْثِيِرُ أَطْنَانٍ بِرِطْلِ!!
وَهَلْ يَهْتَمُّ بِالأَقْمَارِ بَدْرٌ ؟=تَرَاءَى دُونَ مِنْظَارٍ بِعَقْلِ !!؟
وَمَا هَمُّ الْطُّيُورِ بِكَسْرِ غُصْنٍ=إِذا كَانَتْ تُرَفْرِفُ فَوْقَ حَقْلِ
لَنَا فِي الأَرْضِ مِيِعَادٌ لِنَلْقَى=تُرَابَ الأَرْضِ يَحْمِلُنَا لِظِلِّ
فَلا تَحْزَنْ.. لأَنَّكَ صِرْتَ عِنْدِي=وَقَبْلُكَ كُنْتَ مِلْءَ الْرُّوحِ أَصْلِي
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
01-06-2008, 10:27 PM
يَا قَاتِلِي
يَا قَاتِلِي..سَلَّمْتُ رُوحَ الْرُّوحِ لَكْ=فَاعْطِفْ عَلَيْهَا وَاحْتَضِنْهَا يَا مَلَكْ
وَالْمِسْ نَقَاءَ الْوَجْدِ شَفَّافَ الْرُّؤَى=مَا رَقَّ مِنْ طَيْفِي حَرِيِراً سَرْبَلَكْ
وَادَّثَّرِ الآهَاتِ دِفْئًا مِنْ فَمِي=إِنْ حَرَّ ثَغْرِي فِي الْكَرَى أَوْ قَبَّلَكْ
يَا سَلْوَةَ الْقَلْبِ الْمُعَنَّى هَاتِهَا=مِنْكَ الْرُّقَيَّا نَجْمةً تَضْوِي الْحَلَكْ
مَا ذَنْبُ عَقْلِي جَنَّ فِكْرًا فِي الْدُّجَى=وَاحْتَارَ مِنْ ظُلْمِ الْلَّيَالِي فَانْهَلَكْ
مَرَّتْ بِيَ الأَيَّامُ وَالْصَّبْرُ انْقْضَى=وَالْمَوْعِدُ الْمَعْهُودُ بِالْصَّبْرِ انْعَلَكْ
مَدَّتْ لَيَالِي الْعُمْرِ قُضْبَانَ الأَسَى=لَكِنَّهُ الْمَأْسُورُ قَلْبِي كَبَّلَكْ
فَلْنَحْتَفِ الْحَبْسَ الَّذِي قَدْ ضَمَّنَا=مَا ضَمَّنَا إِلاَّ طُيُوراً فِي الْفَلَكْ
إِنَّا إِذَا طِرْنَا أَسَرْنَاهُ الْفَضَا=وَالْلَّيْلَةُ الْطَّخْوَاءُ تَحْدُو مَنْزِلَكْ
فَالْبَدْرُ فِي وَجْهِ الْمَلاكِ اخْتَارَنِي=إِذْ هَلَّ فِي وَجْهِي شَعَاعاً وَامْتَلَكْ
وَاحْتَرْتُ مَا بَيْنَ الْلَّآلِي وَالْرَّوَى=فَاخْتَرْتُ نَبْعَ الْحُبِّ ثَغْراً جَمَّلَكْ
قَبَّلتُ فِيِكَ الآهَ مَحْرُوقَ الْجَوَى=وَالْمَبْسَمُ الْمَعْصُورُ قَطْراً بَلَّلَكْ
هَلْ سَاحَ مِنْكَ الْشَّهْدُ يَا قَطْرَ الْنَّدَى؟=أَمْ ذَابَ مِنْ وَرْدِي رَحِيِقاً سَيَّلَكْ ؟
مَا أَجْمَل الْنَّهْرَيْنِ فِي رَوْضِ الْهَنَا=وَالْبَلْسَمُ الْشَّفَافُ سِحْرٌ قَدْ سَلَكْ
يَا جَنَّةَ الْرَّحْمَنِ حُسْنَى إِنَّنِي=ذُقْتُ الْمُنَى سُبْحَانَهُ مَنْ كَمَّلَكْ
صَيَّرْتَ قَلْبِي نَاسِكاً فِيِكَ انْزَوَى=وَاخْتَارَ مِحْرَابَ الأَمَانِي مَعْقِلَكْ
إِنِّي بِذِي الْدُّنْيَا طَوَافِي دَالِحٌ=لَكِنْ بِكَ الْكَوْنُ اسْتَوَى مُذْ سَهَّلَكْ
مَا ضَرَّنِي إِنْ طَوَّقَتْنِي رَوْضَةٌ=فِيِهَا الْثِّمَارُ الْغُرُّ تُشْفِي مَنْ هَلَكْ
يَا فَجْرَ عَيْنِي يَا انْثِنَاءَاتِ الْهَوَى=يَا بُلْبُلَ الأَغْصَانِ سَلْسِلْ مَنهَلَكْ
عَجِّلْ حَبِيِبِي بَلْ وَزِدْنِي قَطْرَةً=تَمْتَصُّ مِنْ قَلْبِي شُعُوراً بَجَّلَكْ
وَاسْكُنْ بِذِي الْشِّرْيَانِ وَاسْرَحْ فِي دَمِي=لَوْ كَانَ قَلْبِي مَيِّتاً مَا جَدْوَلَكْ
يَا سَيِّدَ الأَلْحَانِ ضَرِّجْ غِنْوَتِي=وَاحْضِنْ نَشِيِدَ الْحُبِّ شَوْقاً خَلْخَلَكْ
قِيِثَارَتِي قَدْ قُطِّعَتْ أَوْتَارُهَا=مِنْ حُرْقَةِ الْشَّوْقِ اسْتَعَارَتْ فَيْصَلَكْ
وَالْعُودُ ذَا الْرَّنَّانُ جَمْرٌ أَجَّهُ=فَالْدَّنْدَنَاتُ اسَّابَقَتْ كَيْ تَحْمِلَكْ
وَالْنَّايُ مِنْ رَعْشِي أَزِيِزٌ نَفْخُهُ=فَاجَّلْجَلَ الْصَّوْتُ ارْتِبَاكاً جَلْجَلَكْ
أَمَّا كَمَانِي لَيْتَهُ مَا أَنَّهُ=ذَاكَ الأَنِيِنُ اشْتَدَّ حُزْناً زَعَّلَكْ
وَاسْمَعْ مِنَ الْدَّفِّ الْنَّقِيِرَ اجْتَاحَهُ=كَالْخَيْلِ كَرَّتْ تَرْتَجِي أَنْ تَنْقُلَكْ
وَاسَّارَعَتْ دَقَّاتُ قَلْبِي مِثْلَمَا=دَقَّتْ طُبُولُ الْخَوْفِ رُعْباً مَهَّلَكْ
وَالْصَّنْجُ فِي كَفِّي انْصِهَارٌ حَرَّهَا=لَمَّا بِكَفِّي اهْتَزَّ لَحْنٌ زَلْزَلَكْ
لَمْ يَبْقَ لِي غَيْرُ الْتَّرَانِيِمِ الَّتِي=إِنْ رَقْرَقَتْ هَمْسِي..تَمَالَكْ يَا مَلَكْ
فَاضْرِبْ عَصَا الْسِّحْرِ احْتِكَامًا وَالْقِهَا=سَلْطِنْ بِأَمْرِ الْصَّوْلَجَانِ الْخَوَّلَكْ
يَا أَنْتَ يَا سُلْطَانَ رُوحِي اشْتَفَّهَا=بِلُّوْرُ قَصْرِي بِالْهَوَى قَدْ ظَلَّلَكْ
وَالْلُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ فِي الْكَنْزِ انْجَلَى=ثَرٌّ تَبَاهَى كَمْ تَمَنَّى مَحْفِلَكْ
فِي مَسْكَنِي كُلُّ الْمُلاءِ اسْتُرْخِيَتْ=حَتَّى إِذَا جِئْتَ..الْحَرِيِرُ اسْتَقْبَلَكْ
عَطَّرْتُ بِالْمِسْكِ الْنَّوَافِيِرَ الَّتِي=مِنْهَا الْمِيَاهُ ادَّفَّقَتْ كَالْزَّنْبَلَكْ
حُورِيَّةٌ مَاسَتْ وَمُوسِيِقَى الْهَوَى=قَدْ رَنَّمَتْ أَلْحَانَهَا كَيْ تُذْهِلَكْ
فَانْسَابَ مَاءُ الْطِّيِبِ رَقْصاً حَانِياً=وَارْتَدَّ فِي الأَجْوَاءِ شَذْواً فَاحَ لَكْ
وَانْسَلَّ ضَوْءٌ مِنِ شُمُوعٍ كَمْ بَكَتْ=نُوراً تَلاقَى صَوْبَ دَمْعٍ بَتَّلَكْ
وَالْوَرْدُ مِلْءَ الْمَزْهَرِيَّاتِ انْحَنَى=أَوْرَاقُهُ الْحَمْرَاءُ تَرْجُو مَوْصِلَكْ
مَاذَا يَهُمُّ انْ كَانَ قَلْبِي حُضْنَهُ ؟=وَرْدُ الْحَنَايَا حَقُّهُ أَنْ يَسْأَلَكْ
كَمْ مِنْ سِؤَالٍ حَيَّرَ الْعَقْلَ الَّذِي=جَنَّتْ بِهِ الأَفْكَارُ لَمَّا حَوْصَلَكَ
لَكِنْ بِكَ الْرُّؤْيَا اسْتَعَادَتْ وَهْجَهَا=لَمَّا رَأَتْ بَيْنَ الْمَعَانِي مِشْعَلَكْ
مَنْ مِثْلِكَ الْبُشْرَى كَشَمْسٍ شَعْشَعَتْ=فِي وَجْهِكَ الْسَّمْحِ اصْطِبَاحٌ جَلَّلَكْ
يَا أَنْتَ يَا سَيْلَ الإِجَابَاتِ الَّتِي=لَمَّتْ فُيُوضَ الْفِكْرِ حَتَّى جَنْدَلَكْ
هَيَّا إِلَى دُنْيَايَ عَشْعِشْ وَالْتَحِفْ=رَوْضاً مِنَ الْغَيْدَاءِ غَضّاً دَلَّلَكْ
وَاسْتَنْشِقِ الأَطْيابَ فَالْفُلُّ اسْتَوَى=قَبْلَ انْدِثَارِ الْعِطْرِ رَاوِحْ مَشْتَلَكْ
وَاقْطُفْ كُرُوماً عَسْلَجَتْ فِي خُضْرَةٍ=قَبْلَ انْقِضَاءِ الْصَّيْفِ شَرِّفْ مَعْسَلَكْ
هَذِي مُرُوجِي اعْشَوْشَبَتْ لَكِنْ خَوَتْ=لَوْ زَارَهَا الْظِّلانِ وَرْدٌ كَلَّلَكْ
يَا رِفْقَةَ الْرُّوحِ ارْتَئِدْ فِي جَنَّتِي=وَاسْكِنْ بِرُوحِي صُحْبَةً كَيْ أَجْعَلَكْ
إِنْ رَفَّ فِي وَجْدِي حَبُورٌ قُلْتُ ذِي=رُوحُ الْحَبِيِبِ الْعَانَقَتْ مَا أَخْضَلَكْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
13-06-2008, 08:44 PM
؛؛ رِوَايَتِي الْشَّقِيَّة ؛؛
طَافَ عُمْرِي وَمَا تَبَقَّى هَبَاءُ=لَيْسَ يُجْدِي بِذِي الْحَيَاةِ الْبَقَاءَُ
مَزَّقَتْنِي عَلَى كِتَابِي الأَمَانِي=صَفْحَةً كَمْ ذَوَى عَلَيْهَا الرَّجَاءُ
ذِي سِنِيِنِي وَمَا لِعُمْرِي رِيَاضٌ=فَالْخَريِفُ ارْتَمَى بِهِ وَالْشِّتَاءُ
سَلْسَلَتْنِي رِوَايَةً حَرَّ فِيِهَا=جَمْرُ فَصْلٍ بَكَى عَلَيْهِ الْرِّوَاءُ
لا سُطُورٌ تَرَاقَصَتْ بِالْمَعَانِي=بَلْ حُرُوفٌ غَفَى علَيْهَا الْغِنَاءُ
لاحَ عِنْوَانٌ لِلأَسَى فِي جَبِيِنِي=وَانْكِمَاشُ الْجِلْدِ اعْتَرَاهُ اسْتِيَاءُ
أَيْنَ قُرَّائِي؟ مَنْ سَيَهْوَى كِتَاباً=وَالْقَرَاطِيِسُ اصْفَرَّ فِيِهَا الْغِشَاءُ
بَيْنَ أَوْرَاقِي عَنْكَبُوتٌ تَمَشَّى=وَالْخُيُوطُ اسْتَكَانَ فِيِهَا الْكِسَاءُ
لا تَرَاءَى بِرِحْلَتِي عُنْفُوَانٌ=بَلْ تَنَاءَى عَنِ الدُّرُوبِ الْهَوَاءُ
أَيُّ يَوْمٍ بِلا عِنَاقٍ شَقِيٍّ ؟=لا وَرَبِّي فَمَا احْتَوَانِي الْعَرَاءُ
كُلَّمَا الْتَفَّ حَوْلَ وَجْهِي وِشَاحٌ=سَوَّدَ الْدُّنْيَا وَاحْتَرَانِي الْقَضَاءُ
أَيْنَ أَمْضِي؟ وَأيْنَ أيْنَ اصْطِبَاحِي ؟=أَيْنَ مِنْ خَطْوِي ظِلُّهُ وَالْضِّيَاءُ؟
صَابِرٌ حَتَّى فَتَّتَ الْصَّبْرُ شَكْلِي=فَارْتَمَى فَوْقَ وِجْنَتَيَّ الْجَزَاءُ
أَغْطَشَ الْلَّيْلُ فِي سِمَاتِي الْثُّرَيَّا=فَارْتَدَى الْحُزْنَ..فِي عُيُونِي..الْعَزَاءُ
صَافَحَتْنِي بِذِي الْدَّيَاجِي نُجُومٌ=لأْلأتْ خَدِّي حِيِنَ صَبَّ الْبُكَاءُ
مَيِّتٌ وَالْرَّبِيِعُ لا لَمْ يَزرْنِي=لَمْ تَطَأْ قَبْرِي وَردةٌ حَمْرَاءُ
قِصَّتِي نَامَتْ فِي ثَنَايَا ضَرِيِحِي=حَرْحَرَتْنِي فَانْفَضَّ مِنِّي الْغِطَاءُ
كُلُّ مَا خَرَّ مِنْ لِحَافِي تَشَكَّى=وَالْدِّثَارُ ابْتَلَى عَلَيْهِ الْرَّثَاءُ
تِلْكَ أَيَّامِي وَاحْتِضَارَاتُ وَقْتِي=فَالْسُّوَيْعَاتُ مَاتَ فِيِهَا الْهَنَاءُ
كَمْ تَبَقَّى؟ وَهَلْ سَأَبْقَى ظِلالاً؟=هَلْ سَيَجْلُو بُعَيْدَ فَقْدِي الْتِقَاءُ؟
ذِكْرَيَاتُ الأَمْسِ اعْتِرَافٌ لِيَوْمِي=ياَ لِيَوْمِي كَمْ غَصَّ فِيِهِ اجْتِنَاءُ
وَالْبَقَايَا أَطْلالُ قَلبٍ ذَبِيِحٍ=ظَلَّ مَدْفُوناً فِي حَشَاهُ الْدَّوَاءُ
هَلْ سَأَحْيَا؟ وَهَلْ سَيُشْفَى فُؤَادٌ؟=بَعْدَ تَارِيخٍ مَدَّ فِيِهِ العَيَاءُ!!
كَيْفَ يَا رَبُّ؟ إِنَّنِي ذُقْتُ مُرّاًً=كَانَ لابُدَّ أَنْ يُشَلَّ اشْتِهَاءُ!!
كَيْفَ غَصَّتْ حَنَاظِلٌ فِي شِغَافِي؟=وَارْتَوَتْهَا بِذِي الْحَنَايَا دِمَاءُ!!
يَا دِمَائِي تَحَرَّكِي فِي وَرِيدِي=رُبَّمَا يَسْرِي فِي خِضَمِّي الْغِذَاءُ
مَا اسْتَطَاعَ الْفُؤَادُ حِمْلَ اعْتِصَاري=يَا فُؤَادِي وَهَلْ يَذُوبُ الْجَفَاءُ؟!
كَمْ سُؤَالٍ آهِ اصْطَلَى دُونَ رَدٍّ=شَبَّ مَحْرُوقاً وَالإِجَابَاتُ مَاءُ
رِحْلَتِي الْعَمْيَاءُ اسْتَبَاحَتْ دُرُوباً=فِي نَوَاصِيِهَا مَا اسْتَقَرَّ الْبِنَاءُ
وَانْهِيَارُ السُّدُودِ حَوْلِي جَحيِمٌ=غَلَّفَ الْرُّؤْيَا وَالرَّزَايَا مُلاءُ
لا اسْتَوَى حَولِي مَاءُ بَحْرٍ وَنَهْرٍ=بَلْ تَخَلَّتْ عَنِ الأًرَاضِي الْسَّمَاءُ
طِفْلَتِي الْعَطْشَى لَمْ تَذُقْهَا مِيَاهاً=حِيِنَ صَاحَتْ قَسَا عَلَيْهَا الْعَطَاءُ
لَيْتَهَا.. لَيْتَنِي..وَيَا لَيْتَ رُوحِي=لَمْ يَهِبْهَا..الْحَيَاةَ مَوْتاً..قَضَاءُ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
04-09-2008, 04:36 AM
بَزَغَ الضِّيَاءُ
http://www2.0zz0.com/2008/09/03/17/312475506.jpg (http://www.0zz0.com)
بَزغَ الضِّيَاءُ بِمُقْلَتَيَّ مُجَنِّحَا=نُورٌ تَلاَقَى فِي عُيُونِي مُفْرِحَا
لَمَّا اسْتَهلَّ هِلاَلُهُ مُتَلأْلِئاً=لَبِسَتْ سَمَاءُ الْقََلْبِ نَورَا رَحْرَحَا
رَمَضَانُ يَا شَهْرَ الْمَشَاعِلِ كُلّهَا=أَشْعَلْتَ فِي رُوحِي الضِّيَاءَ مُسَيَّحَا
رَغَدٌ بِرَوْضَتِهِ الْجِنَانُ تَبَسَّمَتْ=فَاسْتَيْقَظَ الْوَرْدُ الرَّضِيُّ لِيَنْفَحَا
يَا نَفْحَةَ الإِيِمَانِ يَا شَهْدَ الدُّنَى=الْبِرُّ فِي وَرْدِ الْحَنَايَا سَبَّحَا
اللهُ مَا أحْلَى تَسَابيِح النَّدَى=فِي لَيْلَةِ الإيِمَانِ تَجْلُو سُجَّحَا
بِفَمٍ تَرَقْرَقَ بِالدُّعَاءِ مُحَصَّناً=وَبِهِ الصِّيَامُ رَحِيِقُهُ قَدْ صَبَّحَا
سَجَّادَتِي قَدْ عُطِّرَتْ صَلَوَاتُهَا=بِتِلاَوَةِ الْقُرْآنِ مِسْكٌ رَوَّحَا
وَتَسَلْسَلَتْ فِي مُهْجَتِي آيَاتُه=وَكَأَنَّها نَبْعُ السَّلاَسِبِ سُرِّحَا
أَمِنَ الْفُؤادُ رَبِيِعَهُ فِي خُضْرَةٍ=خَضُلَتْ بِهِ الأَنْدَاءُ دَوْحَاً مُشْرِحَا
صَامَتْ شِفَاهِي وَالشِّغَافُ قَدِ ارْتَوَتْ=لَمَّا شَرِبْتُ بِسَجْدَتِي ما اسَّحْسَحَا
يَا رَوْعَةَ الصَّوْمِ الْغَزِيِرُ عَطَاؤُهُ=كَرَمُ الْخُشُوعِ سَبِيِلُهُ كَيْ يَنْضَحَا
رَبِّي وَإِنِّي فِي رِضَاكَ مَنَاهِلِي=صَبَّتْ شَآبِيِباًَ بِرَضْوَانِ الرَّحَا
الصَّوْمُ يَزْهُو فِي ضِيَافَةِ مُسْلِمٍ=سَكَنَ النَّقَاءُ بِقَلْبِهِ مُتَفَتِّحَا
يَا رَبُّ إِنِّي عَبْدُكَ المَخْلْوقُ فِي= هَذِي الدُنَى..عَبْدُ الإِلَهِ لأَرْبَحَا
عَاصَرْتُ عُمْرِي وَالشَّقَاءُ بِرِحْلَتِي=لَكِنْ سُرُورُ النَّفْسِ كَانَ الْمُفْسِحَا
مَا اسَّلَّحَ الْجَسَدُ الضَّعِيِفُ بِأَرْضِهِ=لَكِنَّ قَلْبِي بِالسَّمَاءِ تَسَلَّحَا
يَا رَحْمَةَ اللهِ اسْتَوِيِنِي فَاتِحاً=لا مُسْلِماً صَكَّ الْكِتَابَ تَأَرْجُحَا
بَابُ الرَّيَاحِيِنِ ارْتِوَاءٌ فَتْحُهِ=وَإِلى النَّعِيِمِ دُرُوبُهُ لَنْ تَجْرَحَا
ذِي فُرْصَةٌ فِيِهَا الْمَلاَئِكَةُ اصْطَفَتْ=وَتَصَفَّدَ الشَّيْطَانُ كَيْ نتفَسَّحَا
هَيَّا إِلَى مَرْجِ الزُّهُورِ قِطَافُهُ=نَجْنِي مِنَ الْمَجِّ الرَّحِيِقَ مُنَقَّحَا
رَوْضَاتُهُ تِلْكَ الَّتِي إِنْ رَقْرَقَتْ=سَكَبَتْ زُلاَلاً سَلْسَلاً لِيُرَشِّحَا
قَرِحَتْ بِجَدْبَاءِ النُّفُوسِ مَشَاتِلٌ=وَالنَّفْسُ فِي الإِيِمَانِ لَنْ تَتَقَرَّحَا
يَوْمٌ يَمُرُّ وَآخَرٌ سَيَجُرُّهُ=مَنْ فَازَ بِالصَّلَوَاتِ قَامَ مُصَحْصِحَا
فَتَطَيَّبِي يَانَفْسُ فِي شَهْرِ الرِّضَا=فَالشَهْرُ مِنْ مَحْصُولِهِ قَدْ طَرَّحَا
غيداء الأيوبي
كل عام وأنتم بخير
غيداء الأيوبي
11-12-2008, 11:38 PM
http://www3.0zz0.com/2008/09/29/03/690980165.gif (http://www.0zz0.com)
’’’ بِطَاقَةُ مُعَايَدَةْ ’’’
http://www7.0zz0.com/2008/09/29/03/737539775.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2008/09/29/03/422287775.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www7.0zz0.com/2008/09/29/03/737539775.jpg (http://www.0zz0.com)
كُلَّ عَامٍ وَأَنْتَ حَوْلِي سَعِيِدُ=يَا حَبِيِباً بِقُرْبِهِ الْيَوْمَ عِيِدُ
بِيَدِي يَرْقُصُ الْيَرَاعُ احْتِفَالاً=وَكَلامِي عَلَى السُّطُورِ يَزِيِدُ
جِئْتُ أُهْدِيِكَ مِنْ حُرُوفِ التَّهَانِي=بِشُطُورٍ يَسُرُّ مِنْهَا الْقَصِيِدُ
كُلُّ حَرْفٍ يُرَفْرِفُ الطَّيْرُ فِيِهِ=وَغُصُونِي يَلُفُّهُا التَّغْرِيِدُ
أَبْعَثُ الْحَاءَ قَبْلَ بَاءِ الْبَرَارِي=فَحُقُولِي بِهَا الْحَبِيِبُ رَغِيِدُ
تَتَنَدَّى بِطَاقَتِي مِنْ زُهُورِي=وَرَحِيِقٌ عَلَى السُّطُورِ بَلِيِدُ
فَمِدَادِي عَصَرْتُ فِيِهِ الْمَعَانِي=وَقِطَافِي مِنَ الثِّمَارِ فَرَيِدُ
وَكَأَنِّي بِنُزْهَةٍ فِي شُعُورِي=بَيْنَ أَشْجَارِ الْكَسْتَنَاءِ فَقِيِدُ
أَتَمَشَّى وَخَفْقُ قَلْبِي يُغَنِّي=وَشُجُونِي يَجُرُّهَا التَّنْهِيِدُ
فَأَرَانِي مَا بَينَ نَهْرٍ وَنَخْلٍ=أَمْزُجُ الرَّطْبَ وَالْخَلِيِطُ حَمِيِدُ
وَرُضَابِي بِهَا الرَّيَاحِينُ سَكْرَى= وَشِفَاهِي يَبُلُّّهَا التَّجْوِيِدُ
خُذْ حَبِيِبِي بِطَاقَةَ الْعِيِدِ نَشْوَى=وَأَثِيِراً بِهِ اخْتِضَالِي رَفِيِدُ
وَتَنَشَّقْ مِنَ الْغِلاَفِ عَبِيِرِي=فَكِتَابِي يَضُمُّهُ الآنَ جِيِدُ
لَوْ بِأَمْرِي كُنْتُ الْتَحَفْتُ اعْتِصَارِي=كَيْ تَشُمَّ الْغَيْدَاءَ فُلاًّ يَغِيِدُ
لَكَ مِنِّي أَرِيِجُ ثَغْرٍ يُنَدِّي=قُبُلاتٍ يَعَضُّهَا التَّصْفِيِدُ
وَزُلاَلٌ لبَهْجَةِ الْعِيِدِ يَجْرِي=قَبْلَ أَنْدَاءٍ فَجْرُهَا التَّسْهِيِدُ
يَا عَسَانِي بِفَرْحَةِ الْعِيِدِ أَجْلُو=مِثْلَ شَمْسٍ إِلَى سَمَاكَ تَحِيِدُ
وَشُعَاعِي يَبُثُّ أَلْحَانَ طَيْفٍ=يَتَسَنَّى عَلَى ضِيَاهُ النَّشِيِدُ
جِئْتُ أُلْقِي عَلَيْكَ رَوْضَ التَّحَايَا=وَأُغَنِّي إِلَيْكَ :عِيِدٌ سَعِيِدُ
كُلَّ عَامٍ وَأَنْتَ أَنْتَ حَبِيِبِي=كُلَّ يَومٍ بِكَ الْوُجُودُ وَلِيِدُ
http://www7.0zz0.com/2008/09/29/03/737539775.jpg (http://www.0zz0.com)
غيداء الأيوبي
مع حبي
http://www3.0zz0.com/2008/09/29/03/690980165.gif (http://www.0zz0.com)http://www3.0zz0.com/2008/09/29/03/690980165.gif (http://www.0zz0.com)http://www3.0zz0.com/2008/09/29/03/690980165.gif (http://www.0zz0.com)
غيداء الأيوبي
21-12-2008, 10:03 AM
’’’ الأَمَلُ الْجَرِيِحْ ’’’
وَتَعَثَّرَ الأَمَلُ الْجَرِيِحُ بِصَخْرَتِهْ=لَمَّا تَأَنَّى فِي اقْتِحَامِ مَجَرَّتِهْ
تِلْكَ الْخُطَى..لَوْ كُرِّمَتْ بِسَبِيِلِهَا=لَتَحَرَّرَ الْقَدَمُ الأَسِيرُ بِحُفْرَتِهْ
يَا دَرْبُهُ الْمَشْحُونُ بِالشَّوْكِ الَّذِي=قَدْ لَفَّ أيْكاً فِي حَدَائِقِ زَهْرَتِهْ
يَمْشَي..وَيَجْرِي فِي خُطَاهُ حَنِيِنُهُ=وَيُسَابِقُ الْقَدَرَ الْعَنِيِدَ بِقُدْرَتِهُ
أَوَّاهُ يَاعُمْراً مَضَى بِلَهِيِبِهِ=فَمَتَى؟ مَتَى؟ سَتَحِيِنُ ثَوْرَةُ جَمْرَتِهْ ؟!
كُلُّ الدُّرُوبِ عَوَائِقٌ فِي سَيْرِهِ=جَبَلٌ تَهَدَّمَ فِي شَوَارِعِ سَفْرَتِهْ
وَكَأَنَّ أَبْوَابَ الْحَيَاةِ تَرَتَّجَتْ=فِي غَفْلَةِ الزَّمَنِ الْحَبِيِسِ بِشَفْرَتِهْ
فَمَتَى يَطِيِرُ الطَّيْرُ مِنْ قَفَصِ الْجَوَى=وَيُغَرِّدُ الْمَكْبُوتُ فَوْقَ شُجَيْرَتِهْ
فَالْغُصْنُ قَدْ ذَبُلَتْ بِهِ ثَمَرَاتُهُ=وَاسَّاقَطَتْ أَوْرَاقُهُ بِمَبَرَّتِهْ
بَعْضُ الأَمَانِي حَنْظَلَتْ بِعُرُوقِهَا=فَتَعَلْقَمَ الشَّوْقُ الْمَرِيِرُ بِحُجْرَتِهْ
وَتَرَكَّزَتْ بِعُصَارَةٍ مِنْ نَزْفِهِ=كَالْكَرْمِ عَتَّقَهُ الْزَّمَانُ بِخَمْرَتِهْ
وَمَضَتْ تُسَيِّحُ مُرَّهَا مُتَشَنِّجاً=يَحْبُو ويَعْدُو فِي مَسَاكِنِ سَكْرَتِهْ
هَلْ يَاتُرَى سَيُهَذَّبُ البُسْتَانُ فِي=قَلْبِ الأَمَانِي مِنْ حَنَاظِلِ سِدْرَتِهْ ؟!
وَهَلِ الْجَنَائِنُ فِي الْحَنَايَا تَرْتَوِي ؟=وَالطَّيْرُ عَطْشَانٌ بِمَرْبَعِ هِجْرَتِهْ !؟
أَمَلُ الْحَيَاةِ مُهَدَّدٌ بِخُمُولِهِ=يَا دَرْبُ فَافْسَحْ كَيْ يَعِيِشَ بِثَوْرَتِهْ
كَمْ مَرَّةٍ نَامَ الشُّرُوقُ مُكَفَّناً ؟=وَاسْتَيْقَظَ الْغَيْمُ الْحَلُوكُ بِسَهْرَتِهْ
الرَّعْدُ يَصْرَخُ فِي بَرِيقِ سَمَائِهِ=وَكَذَا احْتِقَانُ بُكَائِهِ فِي عَبْرَتِهْ
وَتَجِفُّ مِنْ عَيْنِ السَّمَاءِ سُيُولُهَا=وَالدَّمْعُ يَهْطِلُ مِنْ غَمَائِمِ نَظْرَتِهْ
وَيُجَرِّحُ الْخَدَّ الأَسِيِلَ مُعَانِداً=وَتُشَوِّهُ الطَّعنَاتُ شُرْفَةَ صُفْرَتِهِ
شَفْرِيَّةُ الْحَدَّيْنِ فِي إدْبَارِهَا=تِلْكَ النُّجُومُ اسَّنَّنَتْ فِي غَمْرَتِهِ
وَغَزَتْ شَرَاراً فِي جَحِيِمِ أُوَارِهَا=وَالدَّمْعُ يَغْلِي فِي مَدَافِنِ بُؤْرَتِهْ
حَتَّى تَرَاجَعَ فِي التَّفَاؤُلِ تَوْقُهُ=واشْتَدَّ عَزْمُ تَشَاؤُمٍ مِنْ حَسْرَتِهْ
مَسَحَتْ عَلَيْهِ شُحُوبَهَا تِلْكَ الرُّؤَى=فَاصْفَرَّ مَمْزُوجاً بِرِفْقَةِ حَيْرَتِهْ
الشَّمْسُ شَعْشَعَ نُورُهَا وَسَطَ السَّمَا=لَكِنَّهَا لَمْ تَنْقَشِعْ فِي حَضْرَتِهْ
وَالْبَدْرُ قَدْ لَبِسَ اللآلِئَ فِي الدُّجَى=لَكِنْ تَوَارَى خَائِباً مِنْ دَوْرَتِهْ
شَبَحٌ يَهِيِمُ مُسَرْبَلاً بِظَلامِهِ=فَغَفَى الْخَيَالُ مُكَبَّلاً فِي سِتْرَتِهْ
مِفْتَاحُ رِحْلَتِهِ الأَسِيِرَةِ فِي الدُّنَى=لا زَالَ مَرْهُوناً بِخَزْنَةَِ أُسْرَتِهْ
نَامَ الشَّقِيُّ وَعَقْلُهُ مُتَحَفِّزٌ=قَدْ يَنْجَلِي طَعْمُ الْحَيَاةِ بِفِكْرَتِهْ
وَتَضَاعَفَ الْجُرْحُ الْعَنِيِدُ بِفَرْشَةٍ=هَاجَتْ بِهَا الأَوْجَاعُ..غَزْوَةُ فِطْرَتِهْ
فَلَقَدْ تَرَاءَتْ فِي الْمَنَامِ مَلامِحٌ=سَكَبَتْ رَحِيِقاً فِي مَنَازِلِ زَفْرَتِهْ
وَمَضَتْ تُسَيِّحُ شَهْدَهَا مُتَشَعِّباً=وَالآهُ تَشْرَبُ مِنْ خَمَائِلِ نَوْرَتِهْ
فَالْمَرْجُ إِنْ نَضَحَتْ بِهِ قُبَلُ الْهَوَى=رَقَصَتْ طُيُورٌ فِي مَعَابِدِ خُضْرَتِهْ
لَكِنْ أَبَى الطَّعْمُ اللَّذِيِذُ رِوَاءُهُ=أَنْ يَرْتَخِي بِوَلائِمٍ فِي سُفْرَتِهْ
وَعَلَى الرَّصِيفِ إِذَا اسْتَفَاقَ مُعَطَّشاً=نَشِفَتْ ثِمَارٌ فِي مَشَاتِلِ نَضْرَتِهْ
وَكَذَا كَذَا فِي كُلِّ يَوْمٍ حَصْدُهُ=يحْلُو وَيَذْبُو فِي مَرَارَةِ قِشْرَتِهْ
صِفْرَ الْيَدَيْنِ غَدَا بِرِحْلَةِ عَاطِشٍ=وَمُنَاهُ لَوْ طَالَ الْمِيَاهَ بِجَرَّتِه
وَيَدَاهُ تَبْحَثُ عَنْ مَنَازِلِ رَغْدِهَا=لَكِنْ خَوَتْ مِنْ قَطْرَةٍ فِي قَطْرَتِهْ
حَتَّى اْضمَحَلَّ الرَّغْدُ فِي كَنَفِ المُنَى=وَتَشَبَّحَ الأَمَلُ الْجَرِيِحُ بِبَذْرَتِهْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
02-01-2009, 10:27 AM
’’’ حُرُوفٌ ثَائِرِةْ ’’’
شِدِّي رِحَالَكِ يَا حُرُوفِي الثَّائِرَه=هَيَّا انْهَضِي بِقَصِيِدَةٍ مُتَظَاهِرَهْ
وَاسْتَجْمِعِي فِكْرَ انْقِهَارِي حُزْمَةً=وَتَفَكَّكِي فِي صَرْخَةٍ مُتَنَاثِرَهْ
فَأَنَا كَتَمْتُكِ فِي شَغَافِي بَاكِياً=كَيْ لاَ أَرَى فَوْجَ الدُّمُوعِ الْغَائِرَهْ
لَكِنْ أَبَتْ رُوحِي احْتِقَانَ صَهِيِلِهَا=وَخُيُولُهَا كَرَّتْ بِصَمْتِي زَافِرَهْ
عِضِّي عَلَى شَفَتَيْكِ يَا أُنْشُودَتِي=وَاسْتَنْزِف ي مِنِّي الشُّعُورَ مُحَاوِرَهْ
مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ صَرْخَتِي وَأَنِيِنَهَا=وَلَقَدْ شَهَقْتُ عَلَى الْخَرَائِطِ خَائِرَهْ
هَا وَانْظُرِي دَمْعاً تَحَفَّزَ حَائِراً=وَكَأَنَّهُ الطُّوفَانُ لَفَّ دَوَائِرَهْ
وَيَغُصُّ فِي حَلْقِي انْعِتَاقُ مَوَاجِعِي=فَتَهَدُّجِي ضَمَّ الْحُرُوفَ مُؤَازَرَهْ
جَسَدُ الْعُرُوبَةِ نَائِمٌ فِي جِحْرِهِ=وَالذِّئْبُ يَنْهَشُ وَالْمَوائِدُ عَامِرَهْ
أَيْنَ ارْتِجَافُ النَّبْضِ ؟ أَيْنَ شُعُورُهُ ؟=وَدَمٌ تَخَثَّرَ فِي عِظَامٍ فَاتِرَهْ
نَامَ الصَّبَاحُ وَلِلْمَسَاءِ جُفُونُهُ=وَالْيَوْمُ أَدْمَنَهُ النِّيَامُ مُعَاشَرَهْ
وَمَتَى مَتَى سَتَحِيِنُ صَحْوَةُ غَافِلٍ ؟=سَكِرَ الزَّمَانُ عَلَيْهِ حَتَّى عَاقَرَهْ !؟
يَا دَوْلَةَ الإِسْلامِ قُومِي وانْهَضِي=وَتَوَحَّدِي فِي صَحْوَةٍ مُتَآصِرَهْ
هَذَا خَلِيِجُ الْعُرْبِ يَلْفِظُ بَحْرَهُ=فَلَقَدْ تَدَجَّجَ وَالبَوَارِجُ كَافِرَهْ
لا مَا اسْتَفَادَ الْعُرْبُ لَمَّا صَرَّحُوا=وَالنَّفْطُ يُهْدَرُ فِي قَنَاةٍ خَاسِرَهْ
مُتَدَهْوِرٌ قَلْبُ الْعُرُوبَةِ يِشْتَكِي=جِسْماً بِهِ الأَوْجَاعُ تَغْزُو سَافِرَهْ
زَحَفَتْ شَرَايِيِنُ الدِّمَاءِ بِعِلَّةٍ=وَتَجَلَّطَتْ بِمَوَاضِعٍ مُتَجَاوِرَهْ
وغَفَى عَلىَ أَرْضِ العَرَاقَةِ نَازِفاً=فَتَعَكَّرَتْ تِلْكَ الْجُذُورُ النَّادِرَهْ
وَالنَّخْلُ ذُو الأَكْمَامِ يَبْكِي تَمْرَهُ=ثَمَرٌ تَغَرْبَلَ فِي ثُغُورٍ فَاجِرَهْ
لا نَهْرُ دِجْلَة قَدْ تَوَلَّى أَمْرَهُ=لاَ ذَا الْفُرَاتُ بِسَيْلِهِ قَدْ سَايَرَهْ
وَالأَرْزُ بَيْنَ حِرَاثَةٍ وَفِلاَحَةٍ=وَعُرُوقُهُ الْهَوْجَى بِأَرْضٍ حَائِرَهْ
يَا أَرْضَهُ كَمْ شَرْبَكَتْكِ مَذَاهِبٌ=أَحْزَابُهَا حَبَكَتْ عَلَيْكِ مُؤَامَرَهْ
قَدْ خَانَهَا التَّارِيِخُ لَمَّا زَفَّهَا=فَتَطَلَّقَتْ تِلْكَ الْعَرُوسُ مُبَاشَرَهْ
وَالأُمُّ وَيْحَ أُمُومَةٍ قَدْ سَلَّمَتْ=إِذْ أَجْهَضَتْ أَبْنَاءَهَا لِجَبَابِرَهْ
أَيْنَ الْكَرَامَةُ وَالْجِهَادُ إِذَا سَقَتْ ؟=مِنْ نِيِلِهَا تِلْكَ الْبُطُونِ الْعَاقِرَهْ ؟!!
رُحْمَاكَ يَا اللهُ كَيْفَ تَوَثَّقَتْ ؟=فِي قَهْرِهَا تِلْكَ الصُّرُوحِ العَاهِرَه ؟!!
وَانْظُرْ إِلَى بَلَدِ الشَّهِيِدِ طَوَائِفاً=ماَ اسْتَشْهَدَ الْمَلْيُونُ فِيِهِ مُدَاحَرَهْ
وَلَعَلَّ مَنْ سَجَدَ الرَّثَاءُ بِأَرْضِهِ=يَجْثُو بِهِ الإِرْهَابُ ذَاكَ الْعَاصَرَهْ
قَدْ يَهْتَدِي نَزَقُ التَّطَرُّفِ خَائِراً=فِي سَجْدَةِ الإِيِمَانِ تَجْلُو الْخَاطِرَه
جِنِّي حُرُوفِي وَاسْتَعِيِدِي مَاضِياً=لازَالَ يَحْتَلُّ الْعُقُولَ الْحَاضِرَهْ
بَلْ وَاصْرَخِي شِيِطِي شَرَارَا وَاقْدَحِي=لَمْ يَبْقَ لِلصَّبْرِ احْتِمَالُ مُنَاظَرَهْ
غُصْنٌ مِنَ الزَّيْتُونِ يَرْجُو فُسْحَةً=فَالأَيْكُ لَمْ يُعْطِ الْمَجَالَ وَحَاصَرَهْ
وَعَقَارِبٌ شَاكَتْ سِمَامَ ذُيُولِهَا=وَالْغُصْنُ يَرْقَبُ فِي الزُّعَافِ مَقَابِرَهْ
الطِّفْلُ مَاتَ..الشَّيْخُ حَيٌّ مَيِّتٌ=وَالأُمُّ ثَكْلَى فِي الْمَآسِي دَائِرَهْ
وَالشَّعْبُ يَصْرَخُ : لِلْجِهَادِ تَقَدَّمُوا=وَحُجَارَةٌ فِي الْكَفِّ جَرَّتْ طَائِرَهْ
سُفِكَتْ دِمَاءٌ وَالْجُرُوحُ تَفَاقَمَتْ=وَالْوَيْلُ كُلُّ الْوَيْلِ يَوْمَ الآخِرَهْ
كَيْفَ ارْتَضَيْنَا أَنْ يُمَزَّقُ عِرْضُنَا ؟=وَالدِّيِنُ قَدْ فَرَضَ الْجِهَادَ مُشَاطَرَهْ ؟!
أَسَفِي عَلَيْنَا فَالْجَحَافِلُ أَضْرَمَتْ=وَشَتَاتُنَا خَذُلَتْ عَلَيْهِ البَادِرَهْ
قَسَماً بِرَبِّي إِنَّنَا خِزْيُ الدُّنَى=فَلَقَدْ خَسَفْنَا فِي السَّلامِ مَعَابِرَهْ
عَرَبٌ وَيَا ذُلَّ الْعُرُوبَةِ وَضْعُنَا=لَوْ نَنْبُشُ التَّارِيِخَ خَطَّ مَآثِرَهْ
مَا نَفْعُ أُمَّتِنَا الْعَظِيِمَةِ فِي الْوَرَى ؟=يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ كُونِي الآمِرَهْ
وَتَوَحَّدِي فِي غَفْلَةِ الزَّمَنِ الصَّعِيِـ = ـبِ تَجَلْمَدِي حَتَّى تَعِزُّ الذَّاكِرَهْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
10-01-2009, 01:42 AM
’’’ طِفْلُ الْعَرَبْ ’’’
http://www12.0zz0.com/2009/01/10/00/173000903.jpg (http://www.0zz0.com)
بَلَغَ الزُّبَى فَيْضُ الْمَشَاعِرِ يَا عَرَبْ=وَنَزَيِفُ آهَاتِي تَزَبَّدَ بِالْعَتَبْ
لِمَ قَدْ رَضَيْتُمُ بِالْمَذَلَّةِ وَيْحَكُمْ ؟=وَلَكُمْ شُمُوخُ الْخَيْلِ فِي كَرِّ الْغَضَبْ !!
قَدْ ضُرِّمَتْ نَارُ الْيَهُودِ بِقَعْرِكُمْ=وَمِيَاهُكُم تَلْتَفُ فِي جَمْرِ الْخُطَبْ
مَاذَا حَصَدْتُمْ بِاحْتِقَانِ عُرُوبَةٍ ؟=وَدِمَاءُ ( غَزَّةَ ) فِي الْمَحَاجِرِ تُغْتَصَبْ ؟!!
رَهْطٌ مِنَ الْحُكَّامِ شَدُّوا أَزْرَهَمْ=لِمَطَامِعٍ وَمَصَالِحٍ لَمْ تُكْتَسَبْ
وَشُعُوبُنَا مِنْ كُلِّ فَجٍّ كَبَّرُوا= : اللهُ أَكْبَرُ يَا سَلاطِيِنَ الْعَجَبْ
جَهُمَتْ وُجُوهُ الْعُرْبِ فِي وَجْهِ الْعِدَا=واسَّمَّرَتْ فِي حَرْبِهَا ضِدَّ الرُّتَبْ
وَبِمَسْرَحٍ قَدْ أَجْحَمَتْ نِيِرَانُهُ=سَكَتَ الشُّعُورُ وَخَانِقٌ فِي اللُّبِّ هَبْ
وَاثَّوَّرَتْ حِمَمُ الْجَرِيِمَةِ قَسْوَةً=فَتَرَاكَمَتْ أَشْلاءُ بُرْكَانِ النَّدَبْ
الْمَوْتُ يَشْهَدُ بِالطَّهَارَةِ نَزْفُهُ=لَكِنَّ سَيْلَ الدَّمِّ أَعْيَاهُ النَّصَبْ
قَدْ جَاوَزَتْ تِلْكَ الْمَجَازِر حَدَّهَا=وَتَطَاوَلَ الْجُرْحُ الْجَسُورُ عَلَى الْكَدَبْ
ثَكِلَتْ بِعِيْنِ الطِّفْلِ وَيْكُمْ دَمْعَةٌ=فَقَدَتْ حَبُورَ الرِّمْشِ فِي غَمِّ الْهَدَبْ
حَيْرَى الطُّفُولَةُ فِي مَلاَمِحِ ( غَزَّةٍ )=فَبَرَاءَةُ الأَطْفَالِ فِي حِضْنِ اللَّهَبْ
: أُمِّي أَبِي أَيْنَ الدِّيَارَ وَلُعْبَتِي=وَأَنَا الصَّغَيِرُ يَضُمُّنِي شَرَكُ الرُّهَبْ
لِمَ صِرْتُ فِي بَطْنِ الْمَعَارِكِ فِدْيَةً ؟=جُثْمَانُ أُخْتِي حَائِرٌ قُرْبِي اسْتَتَبْ ؟!
لِمَ لاَ يُحَرِّكُ سَاكِناً جَسَدُ الْحِمَى=هَلْ كَانَ ذَنْبِي إِنَّنِي طِفْلُ الْعَرَبْ ؟!
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
17-01-2009, 06:21 PM
’’’ مَعْزُوفَةُ الأَشْقِيَاءِ ’’’
http://www10.0zz0.com/2009/01/16/01/526426656.jpg (http://www.0zz0.com)
مَزَّقَتْنِي مَعْزُوفَةُ الأَشْقِيَاءِ=فَرَمَتْنِي بِكَوْمَةِ الأَشْلاَءِ
بَيْنَ دَمْعٍ فِي ثَغْرِ طِفْلٍ جَرِيِحٍ=وَبُكَاءٍ بِصَرْخَةِ الأَحْيَاءِ
بَيْنَ آهَاتِ الْمَوْتِ عِشْتُ وَلِيِداً=وَأَنِيِنِي مُهَاجِرٌ لِلدُّعَاءِ
وَصُرَاخٌ عَلا بِأُذْنِي نِداءً=رنَّ يَرْجُو إِغَاثَةَ الأَبْنَاءِ
بِتَلاَبِيِبِي جَرَّنِي الْقَهْرُ حَبْلاً=لَفَّ عُنْقِي بِمَذْبَحِ الأَبْرِيَاءِ
وَيْكَأَنِّي لِسَاحَةِ الْقَتْلِ قَصْفاً=مَدَّ أَشْجَانِي مِدْفَعُ الأَعْدَاءِ
نَوْحِيَ الْمَخْنُوقُ اصْطَلَى بِاحْتِرَاقِي=وَشَهِيِقِي مُكَفَّنُ الأَنْدَاءِ
إِيِهِ يَا حَرْباً أَحْبَطَتْ رِيِقَ شِعْرِي=وَشِفَاهِي تَنَكَّسَتْ بِاسْتِيَائِي
وَاعْتِكَافِي بِأَحْرُفٍ خَرَّ فِيِهَا=لَحْنِيَ الْمَيَّاسُ الْجَفَا بِانْزِوَائِي
مَأْتَمُ الآهَاتِ ارْتَمَى فِي قَصِيِدِي=وَعَزَائِي مُعَفَّرٌ بِرِوَائِي
وَثَلاثٌ يُطَوِّقُونَ يَرَاعِي=وَاحْتِقَانِي يَجُرُّ سِفْرَ فَضَائِي
لَيْسَ يُجْدِي بِرِحْلَتِي أَيُّ نَحْوٍ=فَلِمَاذَا أَطِيِرُ فِي أَنْحَائِي ؟
مَوْطِنُ الطَّيْرِ أَصْبَحَ الْيَوْمَ وَكْراً=تَحْتَ أَنْقَاضٍ طُهِّرَتْ بِالدِّمَاءِ
لَحْنِيَ الْمَنْهُوكُ ارْتَخَى فِي حُطَامِي=فَتَدَاعَتْ مَعْزُوفَةُ الأَشْقِيَاءِ
لَسْتُ أَرْجُو مَلاَمِحَ الشِّعْرِ إِلاَّ=حِيِنَ أَشْدُو أُنْشُودَةَ الأَوْفِيَاءِ
حِيِنَ يَغْدُو بِأُمَّةِ الْعُرْبِ قَلْبٌ=وَارْتِجَافٌ يَحُسُّ بِالإِنْتِمَاءِ
وَدِمَاءٌ بِذِي الشَّرَايِيِنِ تَجْرِي=لِوَرِيِدٍ مُحَاصَرٍ بوَبَاءِ
فَنَشِيِدِي عَلَى الْغَمَامِ يُصَلِّي=وَدُعَائِي لِمَوْطِنِ الشُّهَدَاءِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
18-01-2009, 07:02 PM
وبعد ماذا ؟؟؟؟....
قالوا : تم وقف النَّار
هه
http://www4.0zz0.com/2009/01/18/15/181025416.jpg (http://www.0zz0.com)
!!!!! أَنَا عَرَبِي !!!!!
أَنَا لاَ أَفْتَحُ التِّلْفَازَ وَالْمِذْيَاعَ لِلتَّرَفِ
أَنَا لا أَقْرَأُ الأَخْبَارَ فِي الصُّحُفِ
وَلا أَهْتَمُّ بِالأَنْبَاءِ وَالأَسْمَاءِ وَالرُّؤَسَاءِ وَالْحُلَفَاءِ بِالْغُلُفِ
وَلاَ يَعْنِي لِيَ التَّارِيِخُ وَالأَوْطَانُ وَالثَّوْرَاتُ فِي الْخِلْجَانِ فِي الْوِدْيَانِ فِي النَّجَفِ
أَنَا لاَ أَفْهَمُ الأَدْيَانَ وَالأَحْزَابَ فِي الْبُلْدَانِ وَالطُّرُفِ
وَلَمْ أَسْمَعْ بِحِزْبِ اللهِ وَالشِّيِعِيِّ وَالسِّنِّيِّ وَالسَّلَفِ
أَنَا بِيَدِي
كِتَابُ اللهِ وَالإِنْجِيِلُ وَالتَّوْرَاةُ..ذَا عِلْمِي
وَذِي صُحُفِي
:
أَنَا لِي عَالَمِي وَحْدِي
وَبَيْنَ الْوَرْدِ وَالرَّيْحَانِ فِي يَدِّي
أَنَا مِنْ رَوْضَةِ الْقُرْآنِ أَسْتَهْدِي
إِذَا مَا جَنَّ وِجْدَانِي عَلى وَجْدِي
:
وَلَكِنِّي
:
فَتَحْتُ الْيَومَ قِرْطَاسَا
وَصِرْتُ أُتَابِعُ الأَخْبَارَ وَالنَّاسَ
لِأَقْرَأَ مَا جَرَى فِي الْكَوْنْ
وَمَا قَدْ حَلَّ بِالإِنْسَانِ فِي ( غَزَّةْ )
لَعَلِّي أَفْهَمُ الْعُنْوَانَ أَوْ مَفْهُومَ مَا يَجْرِي
بِأَرْضِ الْخَيْرِ وَالْعِزَّةْ
وَلَمْ أَفْهَمْ
وَلا أَعْلَمْ
:
أَنَحْنُ نَعِيِشُ عَصْرَ الْغَابِ وَالْجَهْلِ ؟
فَأَيْنِ الدِّينُ وَالأَدْيَانُ فِي الْعَقْلِ ؟
وَأَيْنَ مَلاَمِحُ الإِنْسَانِ فِي الطِّفْلِ ؟
وَأَيْنَ مَعَالِمُ الإِيِمَانِ فِي الْقَتْلِ ؟
وَأَيْنَ الْعِلْمُ وَالْعُلَمَاءُ وَالإِعْلامُ يَا أَهْلِي ؟
وَمَاذَا كَانَ ؟ مَاذَا صَارَ مِنْ بَعْدِ ؟
وَعَنْ قَبْلِ !!!؟؟؟؟
:
أَلاَ تَبَّتْ يَدُ الْكُفَّارِ وَالعِبْرِيْ
أَنَا عَرَبِيْ !!
وَذَا ذَنْبِي
وَلَنْ أَقْرَأْ
بُعَيْدَ الْيَوْم فِي الصُّحُفِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
14-03-2009, 05:30 PM
سِفْرُ الْحَقَائِقِ
:
:
:
أُدَارِي جَوَابِي وَهْوَ سِفْرُ الْحَقَائِقِ=وَأَكْتُمُ حَقِّي فِي سُفُورِ الوَثَائِقِ
وَأَحْسَبُ أَنِّي لَوْ بَلِعْتُ صَحِيِفَتِي=لَلاحَفْتُهَا بِالشَّهْدِ جَوْفَ الْعَمَائِقِ
سَحِيِقٌ عَلَى نَفْسِي خِدَاعُ أَحِبَّتِي=وَمَا كَانَ حُبِّي مُدْلَهِمَّ السَّحَائِقِ
رَمُونِي بِذَاتِ الآهِ جَمْرَةَ قَوْلِهِمْ=وَيَا حُرْقَةَ الشَّفَافِ طَيَّ الْحَرَائِقِ
وَلَوْ كُنْتُ أَدْرِي بِاخْتِلالِ عُقُولِهِمْ=لَدَارَيْتُ فِكْرِي فِي اتِّزَانِ الطَّوَائِقِ
سَعَيْتُ بِعِلْمِي لِلصِّغَارِ أَسُوقُهُ=فَسَاقُوا لِيَ الْفَحْشَاءَ فِي جَهْلِ سَائِقِ
وَقَدْ خَرَصُوا بِالإِفْكِ مَحْضَ وِشَايَةٍ=وَمَا هَمَّنِي فِي الْمَكْرِ هُزْءُ الْخَرَائِقِ
وَلَوْ عَلِمُوا الْجُهْلُ اكْتِنَازَ جَنَائِنِي=لَسَارُوا مِن الأَحْرَاجِ صَوْبَ الْحَدَائِقِ
وَمَا لَذَّ مِنْ رِيِقِي تَشَهَّدَ فِي الرَّوَى=وَلَسْتُ لِسِمِّ الْمُفْتَرِيِنَ بِذَائِقِ
وَلَمْ يَبْقَ فِي حَلْقِي سِوَى جَدْبِ غُصَّةٍ=لَعَلِّي أُنَدِّيِهَا بِخِصْبِ الْحَزَائِقِ
كَذَا العَبْقَرِيُّونَ اللَّيَانُ بِفِكْرِهِمْ=أَرَقُّ اسْتِوَاءً مِنْ ثِمَارِ الرَّقَائِقِ
بِكُلِّ بِقَاعِ الرُّوحِ عِنْدِي بُحَيْرَةٌ=تُرَوِّي غُضُونِي مِنْ زُلالِ الشَّقَائِقِ
وَزَهْرِي لَهُ يَوْمٌ وَلابُدَّ بَازِغٌ=فَأَنْثرُ عِطْرِي فِي زَمَانِ الْعَتَائِقِ
لَعَلَّ اكْتِنَازَ الْوَرْدِ فِي سَكَنِ النَّدَى=يُفَجِّرُ شَلاَّلَ الصَّفَاءِ لِضَائِقِ
ذَرُونِي وَلَكِنَّ الشُّذُورَ نُثَارَتِي=فَيَحْوَرُّ دُرِّي فِي هُبُوبِ الْعَلاَئِقِ
وَما فَرَّقَتْ رِيِحُ الْعَدَاءِ جَوَاهِرِي=وَلا جَمَّعَتْ كَنْزَ الدُّرُورِ لِطَائِقِ
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الأَصْلِ ذَرَّةُ لُؤْلُؤٍ=فَمَاذَا الَّذِي يَبْقَى بِجَمْعِ الْبَوَائِقِ ؟
فَهَذِي فُصُوصُ النُّورِ تَنْشُرُ سِحْرَهَا=وَشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْعَقَائِقِ
يَدُورُونَ فِي الْغَبْرَاءِ سَوْءَةَ فِعْلِهِمْ=فَأَلْمَعُ فِي الْجَوْزَاءِ رُغْمَ العَوَائِقِ
إِذَا غَجَرِيٌّ لَمْ يَطَلْ هَامَةَ الْعُلاَ=فَمَا هَوَ إِلاَّ نُتْفَةٌ لِلْخَلاَئِقِ
عَلَيَّ بِخِدْرِي ثَوْبُ طُهْرِ قَطِيِفَةٍ=مَفَازَةُ أَصْلِي فِي خِمَارِ السَّلائِقِ
وَرَبَّةُ أَرْيَاشِ الشِّعُورِ بِجَعْبَتِي=تُرَبِّي حَمَامَ الرِّفْقِ طَيَّ الدَّقَائِقِ
وَشَالِي عَلَى كَتْفَيَّ يَرْفُلُ مُخْمَلاً=يُلَمْلِمُ مَا تَذْرُو الرِّيَاحُ بِرَائِقِي
وَإِنِّي لِأَثْقَالِ الهُمُومِ لَحَامِلٌ=فَلاَ يُنْقَصُ الْهَمَّ انْسِلاخُ الْوَشَائِقِ
نَذَرْتُ لِعُمْرِي أَنْ أَطُوفَ مُسَالِماً=وَهَلْ يَحْتَمِي بَدْرُ السُّرَى خَلْفَ دَائِقِ ؟
وَصِدْقٌ لَهُ أَنْ يَسْبِقَ الشَّمْسَ سَاطِعاً=وَيَخْنِسَ أَنْصَافَ النُّجُومِ بِفَائِقِ
عَجِيِبٌ هَوَ الأَمْرُ الَّذِي قَدَّ فَيْصَلِي=وَبِالأَصْغَرَي نِ احْتَدَّ سَيْفُ الصَّرَائِقِ
فَمَا كَانَ ذَنْبِي وَالْفُؤَادُ مُعَذَّبٌ=وَلاَ كَانَ رِيِقِي فِي لِسَانِي لِشَائِقِ
وَإِنْ زَهَقَ السَّهْمُ انْحِسَاراً بِغَفْلَتِي=فَذَا سَهْمِيَ الْهَدَّافُ رِشْقُ اللَّصَائِقِ
دَعُونِي فَإِنِّي لَسْتُ مِمَّنْ إِذَا اْخَتَفَى=تَوَارَى بِجُنْحِ اللَّيْلِ فِي سِتْرِ حَائِقِ
أَلاَ أَيُّهَا الْقَلْبُ اسْتَجِمَّ بِرَوْنَقِي=مَثَابَةَ حِلْمِ الرُّوحِ فِي مَهْدِ لاَئِقِي
فَلاَ تَمْسَحُ الآهَاتُ مَا الْقَلْبُ شَاعِرٌ=وَلَنْ تَمَّحِي النَّبْضَاتُ فِي قَلْبِ تَائِقِي
فَهَذَا سُفُورُ الْحَقِّ أَفْلَجَ غَيْمَةً=لِيَرْتَعِدَ الْبُطْلانُ خَلْفَ الْحَقَائِقِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
13-06-2009, 08:05 PM
يَا قَرِيِنِي
http://www2.0zz0.com/2009/04/22/20/252648478.jpg (http://www.0zz0.com)
:سَامِحِيِنِي..تَقُولُهَا بِسُكُونِ=وَفُؤَادِي يَلُومُ طَيْشَ ظُنُونِي
:وَاسْمَعِيِنِي..تَلُفُّهَ بِحَرِيِرٍ=صَوَبَ أُذْنِي تَسُوحُ مِثْلَ الْهَتُونِ
:وَاحْرُسِيِنِي..جُنُودُهَ زَهْرُ رَوْضٍ=يَقْطُرُ الشَّهْدَ فِي رَبِيِعِ حُصُونِي
:وَامْلئِيِنِي..تَصُبُّهَا مِلْءَ كَأْسِي=وَخُمُورِي بِثَغْرِكَ الْمَسْكُونِ
كَيْفَ أَنْسَى عِنَاقَنَا يَا حَبِيِبِي ؟=وَمَلاذِي بِحِضْنِكَ الْمَكْنُونِ ؟!
أَنْتَ مِنِّي وَفِيكَ مِنْكَ عُرُوقِي=وَدِمَائِي تَسِيِلُ فِيكَ بِدُونِي
حِيِنَ تَغْفُو غَدَاةَ تَبْحَثُ عَنِّي=سَتَرَانِي..تَنَامُ شَوْقاً عُيُونِي
فَكِلاَنَا بِبَارِقٍ لَوْلَبِيٍّ=وَكِلاَنَا بِطَيْفِهِ الْمشْحُونِ
سَوْفَ نَبْنِي مِنَ الشُّعُورِ بُيُوتاً=وَنُضَوِّي سِرَاجَ بِابِ السُّجُونِ
حِيِنَ نَجْنِي مِنَ الضِّيَاءِ شُعَاعاً=يَتَسَنَّى عَلَى رَفِيِفِ الْجُفُونِ
لَوْ نُدَنِّي نَلُفُّ غَيْمَ الدَّيَاجِي=بِِبَرِيِقٍ يَلِجُّ قَلْبَ الْمُتُونِ
بَيْنَ مَاءٍ وَنَارِ شَوْقٍ نُغَنِّي=يَاغُيُوماً تَأَرْجَحِيِ بِاللُّحُونِ
وَانْثُرِيِِنَا عَلَى الوُرُودِ رَذَاذاً=وَاحْرُقِيِنَا بِثَوْرَةِ اللَّيْمُونِ
فَكِلانَا بِذِي الْبَسَاتِيِنِ نَشْدُو=وَكِلاَنَا نَحُطُّ فَوْقَ الْغُصُونِ
أَنْتَ طَيْرٌ مُحَلِّقٌ فِي جِنَانِي=عَنْدَلِيِبٌ غِنَاءُهُ يَشْجُونِي
ثُمَّ تأْتِي كَبُلْبُلٍ فِي فُؤَادِي=بِصَفِيِرٍ يَهُزُّ عَرْشَ سُكُونِي
كَرَوَانٌ تَطِيِرُ نَحْوَ ضِفَافِي=يَا اصْطِيَافِي بِرِفْقَةِ الْمَوْزُونِ
يَا نَعِيِمِي وَهُدْهُدٌ فِي سَمَائِي=لَوْ تُغَنِّي أَصِيِرُ بِالأَرْفَلُونِ
أَتَلَوَّى عَلى الْغُيُومِ بِرَقْصي=لأُجَارِي تَرَنُّمَ الْحَسُّونِ
يَا أَخِيِلاً تَرِفُّ حَوْلِي جَنَاحاً=وَجَنَاحِي بِأُفْقِهِ الْمَدْفُونِ
حَيَّهَلاَّ بِالبَاشِقِ الْمُتَأَنِي=يَا رِفَاقِي بِرِيِشِهِ دَثِّرُونِي
كُلُّ مَا فِيَّ يَنْجَلِي فِيِكَ وَرْداً=وَجِنَانِي إِلَيْكَ تُهْدِي سِنُونِي
فَاخْضِرَارِي مُبَارَكٌ بِجُذُورِي=وَثِمَارِي بِنَكْهَةِ الزَّيْتُونِ
وبَيَاضُ النِّسْرِيِنِ يُنْعِشُ قَلْبِي=وَاحْمِرَارُ الْجُورِيِّ نَعْشُ فُتُونِي
بَيْنَمَا يَحْنُو الْيَاسَمِيِنُ بِرُوحِي=أَتَطَرَّى بِزَنْبَقٍ مَدَهُونِ
وَعَلَى رَوْنَقِ الْخَمِيِلِ فِرَاشِي=تَرْتَدِيِنِي لَفَائِفُ الزَّيْزَفُونِ
وَخُدُورِي عَلَى الْقُرُنْفُلِ يَحْلُو=حِيِنَ أَغْفُو بِثَغْرِهِ الْمَيْمُونِ
إِنْ يُصَلِّي عَبَّادُ شَمْسٍ بِوَجْهِي=فَشُرُوقِي كَقِبْلَةِ الْيَخْشَعُونِي
وَجَمَالِي كالأُقْحُوَانِ لَطِيِفٌ=ذَاكَ شَكْلِي بِرِقَّتِي وَفُنُونِي
فَالْفَرَاشَاتُ فِي الْبَنَفْسَجِ تَزْهُو=وَحَرِيِرِي يَزِيِدُ رَهْوَ الْمُؤُونِ
فَتَقَدَّمْ إِلَيَّ فِي رَغْدِ عُمْرِي=وَاسْتَبِقْنِي بِصَادِحٍ يَسْلُونِي
لَيْتَ شِعْرِي وَهَل تَلَذُّ رِقَاقِي=ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى شِفَاهِ الْحَنُونِ ؟
الأَمَانِي وَأُغْنِيَاتُ حَيَاتِي=أَنْتَ مِنْهُمْ وَكُلُّكُمْ تَمْلُكُونِي
وَالْمَعَانِي بِأُمْسِيَاتِ الأَحَاجِي=تَتَخَفَّى بِنَجْمِكَ الْمَرْهُونِ
يَا قَرِيِنِي وَيَا شَرَارَةَ قَدْحِي=خُذْ كَيَانِي قُبَيْلَ أَنْ يَخْمُدُونِي
لاَ تَقُلْ لِي بِأَنَّكَ الْيَوْمَ مَيْتٌ=فَمَمَاتِي يَعِيِشُ مُنْذُ قُرُونِ
كُلُّنَا فِي الْهَوَى نَمُوتُ جُنُوناً=فَتَعَقَّلْ لِكَيْ تَعِيِشَ جُنُونِي
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
27-06-2009, 09:33 PM
رُوح
كُنْتُ يَوْماً فِي جُنُوحِي بَاحِثِهْ=كُلُّ مَيْلٍ قَدْ رَمَانِي لاَهِثَهْ
أَرْبَكَتْنِي فِي خِضَمِّي ثَوْرَةٌ=تِلْكَ نَارٌ فِي اضْطِّرَابِي نَافِثَهْ
بَيْنَ قَلْبِي بَيْنَ ذَيَّاكَ النُّهَى=كُنْتُ كَالْمَجْنُونِ رُوحِي الثَّالِثَهْ
لَمْ أَكُنْ أَدْرِي بِأَنِّي دُمْيَةٌ=لِعْبَةُ الأَيَّامِ فِيِهَا الْعَابِثَهْ
كُنْتُ رَوْضاً مِنْ زُهَيْرَاتِ النَّدَى=صُرْتُ لِلأَشْوَاكِ وَحْدِي الْوَارِثَهْ
رِحْلَتِي الْجَرْدَاءُ فِي أَرْضِ النَّوَى=لَمْ تَدَعْ لِي غَيْرَ كَفٍّ حَارِثَهْ
بَيْنَ وَحْلٍ بَيْنَ أَطْلاَلٍ غَفَتْ=رُوحِيَ الْوَلْهَى تُعَانِي مَاكِثَهْ
لَيْتَنِي مَا رُحْتُ أَرْثُو حَالَتِي=فَالتَّعَازِي فِي مَمَاتِي حَادِثَهْ
هَا أَنَا أَجْثُو عَلَى تِلْكَ الرُؤَى=وَالْمَرَايا مِنْ أَمَامِي لاَبِثَهْ
وَيْحَ عَيْنِي إِذْ تَرَانِي مَيِّتاً=أَحْضُنُ الْوَرْدَاتِ فَوْقِي نَابِثَهْ
وَالْخَفَايَا فَوْقَ قَبْرِي جِثَّةٌ=بَيْنَمَا رُوحِي بِسِرِّي بَاعِثَهْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
02-07-2009, 09:54 PM
مَسَاءُ الشُّعُورِ
مِنْ سَرِيِرِ الشِّعْرِ اسْتَفَاقَ الشُّعُورُ=فَاسْتَرَاحَتْ عَلَى الْحَرِيِر سُطُورُ
رِيِشَةٌ مِنْ جَنَاحِ طَيْرٍ بِكَفِّي=وَبِسِفْرِي يُحَلِّقُ الْمَأْسُورُ
بِحُرُوفٍ لَهَا الْبَنَفْسَجُ يُرْخِى=وَالْقَوَافِي مَعَ الأَثِيِرِ تَثُورُ
أَيُّهَذَا اللَّيْلُ اقْتَطِفْ لِي وُرُوداً=وَتَنَفَّسْ..فَإِ َّكَ الْمَأْثُورُ
حِينَ تَحْنُو أَصَابِعِي بِلَيَانٍ=يَتَطَرَّى بِرَغْدِهَا العُصْفُورُ
وَيُغَنِّي عَلَى ارْتِئَادِ الْغَوَالِي=بِنَشِيِدٍ لُهُ الزُّهُورُ تَدُورُ
فَاسْمَعِ اللَّحْنَ بِالتَّثَاؤُبِ آهاً=يَتَهَادَى صَفِيِرُهَا الْمَخْدُورُ
إِذْ يُنَدِّي بِثَغْرِهَا الْمُتَنَبِّي=وَيُحَنِّي لَمَى الشِّفَاهِ جَرِيِرُ
فَهَنِيِئاً لِمَوْسِمِ الزَّهْرِ عِنْدِي=وَمَرِيِئاً يَشُمُّهُ الْجُمْهُورُ
شَوْرَةُ الشَّهْدِ فِي خَلايَا فَصِيِحِي=وَالْمَعَانِي بِجُلَّنَارٍ تَفُورُ
أُرْجُوَانٌ بِذِي الدِّمَاءِ خَجُولٌ=وَغُصُونٌ يَفُرُّهَا الفِرْفِيِرُ*
يَزْدَهِي الْجُلَّسَانُ فِي الرُّوحِ نَثْراً=إِنْ يُشَفْشِفْ بِيَاضَهَا الْمَنْثُورُ
وَالْخُزَامَى مِنَ الزَّنَابِقِ يَحْنُو=بِفُؤَادٍ إِذَا اسْتَطَابَ يَشُورُ
وَتُنَاغِي عَوَاطِفِي هَمْهَمَاتٌ=يَتَأَنَّى عَلى هَوَاهَا الْفُتُورُ
حَانِيَاتٌ تَشِفُّ وَجْدِي السَّوَاري=صَافِيَاتٌ كَأَنَّهَاالْبِّلُّورُ
وَالْحَوَّارِيَّاتُ اللَّوَاتِي بِصَفْوي=رَائِقَاتٌ وَرِيِقُهُنَّ طَهُورُ
وَيْكَأَنَّ الْغَيْدَاءَ تَمْشِي الْهُوَيْنَى=فَوْقَ مَرْجٍ بِكَفِّهَا شُحْرُورُ
أٌنْثَوِيُّ الرَّغْدِ الرَّوَى فِي رِيَاضِي=يَرْتَخِي كَالْمَيْسُونِ لَمَّا تَسُورُ
وَالنَّدَى يَحْبُو مِثْل طِفْلٍ لِيَغْفُو=طَيَّ حِضْنٍ مِنَ الْخَمِيِلِ يَحُورُ
رَوْعَةُ الأَفْنَانِ الْتُغَلِّفُ فَنِّي=دَالِيَاتٌ تَلْتَفُّ فِيِهَا الْخُمُورُ
فَوْقَ أَوْرَاقِ اليَاسَمِيِنِ مِدَادِي=يَتَحَرَّى نَسِيِمَهَا فَتَمُورُ
لَيْلَكَاتٌ أَنَامِلِي وَالْعَطَايَا=كَفُّهَا الْجُودُ وَالْهَدَايَا عُطُورُ
وَإِلَيْكُمْ بِذَا الْمَسَاءِ زُهُورِي=كَلِمَاتٌ أَنْدَاؤُهَا الإِكْسِيِرُ
تَتَطَرَّى بِذَا الرَّحِيِقِ شِفَاهٌ=يتبَاهَى بِلَعْسِهَا الْمَقْطُورُ
مِنْ جِنَانِي سَأَقْطِفُ الْعِذْقَ رَطْباً=يَتَدَلَّى مِنْ مَيْسِهِ الْهَرْهُورُ*
ثَمَرَاتٌ بِهَا الرَّحِيِقُ لَذِيِذٌ=حِيِنَ تَشْهُو مِنَ الْعُطَاشَى ثُغُورُ
فَاعْصرُوهَا تَمَزَّزُوا الْخَمْرَ ذَوْقاً=عَتِقُّوهَا يَذُوقُهَا الْفُرْفُورُ
لَيْسَ يَحْلُو بِلاَ رِفَاقٍ أَثِيِرِي=فَشُعُورِي مَعَ الصُّحَابِ يَفُورُ
يَعْرُبِيٌّ بِنَكْهَةِ الْبُسْرِ غَضٌّ=ذَا فُرَاتِيُّ الأَصْلِ يُرْوَى نُهُورُ
دَوْحَتِي اللَّذْوَى لِلْجِيَاعِ مَلاذٌ=وَمَلاَذِي تَدُوحُ فِيهِ التُّمُورُ
وَالْعَرَاجِيِنُ بِالْبَتَائِلِ حُبْلَى=وَمَخَاضٌ بِتَوْأَمَيْهَا بَكُورُ
تَحْتَ ظِلِّ النَّخْلِ انْبِسَاقُ جُذُورِي=وَانْبِسَاقِي مَعَ النَّخِيِلِ سُفُورُ
تِلْكَ أُنْثَى الْكَلامِ تُبْحِرُ فِي مِحْـ = بَرَةِ الشِّعْرِ وَالْقَصِيِدُ شُذُورُ
يَحْتَفِي بِالَّلآلِئ ِالْغُرِّ عِقْدٌ=يَنْضِدُ الثَّرَّ فَصُّهُ الْمَسْحُورُ
يَتَغَنَى فِي وَاحَةِ الْخَيْرِ طَيْرِي=إِذْ يُحَيِّي( سَمِيِرَهَا ) الْيَخْضُورُ
أَلْفَ( شُكْراً) أَمُدُّهَا مِنْ فُؤَادِي=فَفُؤَادِي بِوَاحَتِـي مَسْرُورُ
___
الفرفير : اللون الأحمر القاني
والهَرُورُ والهُرهور: ما تناثر من حب العُنْقُود، زاد الأزهري: في أَصل الكَرْم. قال أَعرابي: مررت على جَفنةٍ وقد تحركت سُرُوغُها بقُطُوفها فَسَقَطَتْ أَهْرارُها فأَكلتُ هُرْهورَةً فما وقعت ولا طارت؛ قال الأَصمعي: الجفنة الكَرْمَة، والسُّروغُ قضبان الكرم، واحدها سَرْغٌ، رواه بالغين، والقطوف العناقيد،
غيداء الأيوبي
2/7/2009
تحيتي وكل الود
غيداء الأيوبي
20-07-2009, 03:49 AM
الأَمَانِي
تُرَقْرِقُنِـي الْمَعَانِـي بِالدَّجُـنِّ
فَأَلْقَانِـي أُلَحِّفُهَـا بِـدَنِّـي
فَكَمْ دَنْدَنْتُ آهَاتِي سُكَـارَى
وَكَمْ نَامَتْ عَلَى ثَغْرِ التَّمَنِّـي
فَإِنِّي أَشْرَبُ الأَلْحَـانَ لَيْـلاً
لأَسْكُبَهَا عَلَى صُبْـحِ التَّثَنِّـي
لَعَلِّي أَنْحَنِي وَالْـوَرْدُ حَوْلِـي
يُرَاقِصُنِـي بِأَشْـذَاءِ التَّحَنِّـي
أَنَا لِي فِي الْبَسَاتِيِنِ اخْضِـرَارٌ
وَلِلأَطْيَارِ رَغْـدُ الـرَّيِّ مِنِّـي
وَلِي قَطْرٌ مِنَ الأَزْهَـارِ يُنْـدِي
كَصَفْوِ الشَّهْدِ شَفَّافـاً بِشَنِّـي
وَإِنْ تُطْعِمْنِيَ السَّلْوَى عُسُـولاً
فَإِنَّكَ تَرْشُفُ الأَرْطَابَ..مَنِّـي
فَكَيْفَ تَرفُّ رُوحِي فِي كَيَانِي
بِلاَ طَيْرٍ يُرَفْرِفُ جَوْفَ كِنِّي ؟!!
وَكَيْفَ بِرَبِّكَ الْجَنَّاتُ تَشْـدُو
إِذَا انْغَرَسَـتْ أَنَاشِيِـدٌِ بِـأَنِّ
فَهَيَّـا نَمْـلأُ الدُّنْيَـا رَبِيِعـاً
نُبَشِّـرُهُ بِأَلْـحَـانٍ تُغَـنِّـي
لِتَحْتَفِلَ الْوُرُودُ بِذِي الأَغَانِـي
ونَفْتَرِشَ الْبِسَاطَ لَكَـيْ نُهَنِّـي
وَنَقْرَعَ بِالْكُؤُوسِ رَنِيِنَ شِعْـرٍ
وَنَدْهَقَهَـا بِسَيَّـاحِ التَّأَنِـي
وَدَعْنَا نُذْهِلُ السُّمَّـارَ حَتَّـى
يَجُنُّ اللَّيْلُ فِي عَيْـنِ التَّسَنِّـي
فَمَمْلَكَتِـي تُزَيِّنُهَـا الْقَوَافِـي
فَوَانِيِسـاً أُدَلِّيِـهَـا بِفَـنِّـي
وَهَلْ يَزْهُو بَرِيِـقُ الْقَصْـرِ إِلاَّ
بَخَيَّالٍ يَطُوفُ عَلَـى مَظِنِّـي
فَإِنَّ النَّجْمَ يَلْمَعُ كُـلَّ حِيِـنٍ
وَيَخْفُتُ إِذْ تُشَعْشِعُ شَمْسُ جِنِّ
وَإِنِّي يَا سَمِيِرَ اللَّيْـلِ وَلْهَـى
وَأَرْغَبُ بِالْمَزِيِدِ لِكَـيْ أُدَنِّـي
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
13-08-2009, 03:32 AM
رَيَّانَةُ الدِّبْسِ
أَكْتُبُهَا لابْنَتِي ( حَنِيِنْ )
كتبت هذه القصيدة بمناسبة عيد ميلاد كريمتي
العام الماضي
واليوم أنشرها احتفالاً بعقد قرانها
الذي سيتم اليوم بإذن الله تعالى
تَسُوحُ كَقَطْرِ الْوَرْدِ رَيَّانَـةُ الدِّبْـسِ
وَفِي حِضْنِيَ الْمُشْتَاقِ تَشْتَدُّ فِي الْغَمْسِ
تَمُجُّ عَصِيِرَ الْحُبِّ وَرْدِيَّـةَ الـرَّوَى
وَتَحْلِبُ مِنْ مَرْجِي فُيُوضاً مِنَ الْحِسِّ
بِهَا رِقَّةُ الأَطْيَـافِ لَوْنـاً وَمَلْمَسـاً
تُرَفْرِفُ فِي الأَحْضَانِ شَفَّافَةَ اللَّمْـسِ
تُحَيِّرُنِي..مِنْ أَيْنَ أَحْضُنُ وَرْدَتِـي ؟!
إِذَا غَاصَتِ الْكَفَّانِ فِي رَوْضَةِ النَّفْـسِ
غَرَسْتُ رَيَاحِيِـنَ الْجَمَـالِ بِقَلْبِهَـا
وَيَا مَا أُحَيْلَى الْحَصْدِ مِنْ حُلْوَةِ الْغَرْسِ
هِيَ الْفُلُّ وَالنِّسْرِيِنُ بَـلْ هِـيَ جَنَّـةٌ
مِنَ التُّوتِ وَالأَعْنَابِ..يَا لَـذَّةَ الإِرْسِ
وَعصْفُـورَةٌ إِنْ غَـرَّدَتْ ضَحَكَاتِهَـا
تَزَفْزَفَـتِ الأَنْغَـامُ رَنَّانَـةَ الْجِـرْسِ
حَدَائِقُهَا..قَـدْ سَوَّرَتْهَـا بِطُهْـرِهَـا
وَقَدْ صَانَتِ الأَزْهَارَ مِنْ غُبْرَةِ الطَّقْسِ
مَلاَئِكَـةُ الرَّحْمَـنِ حَـوْلَ سَمَائِهَـا
تُهَفْهِفُ بِالإِيِمَانِ مُرْتَاحَـةَ الْحَـرْسِ
وَفِي قَدِّهَا الْمَلْفُـوفِ يَدَّلَـلُ السَّنَـا
إِذَا سَجَدَتْ كَالْبَدْرِ فِي لَيْلِهَا الْقُدْسِي
مَوَازِيِنُهَا الأَخْلاقُ تَسْمُـو بِرَغْدِهَـا
وَيَا زِيِنَةُ الرَّغْدَاءِ فِي صَفْوَةِ الْكَـأْسِ
وَمَرْضِيَّـةً تَزْهُـو بِرَوْنَـقِ صَفْوِهَـا
إذَا أَقْبَلَتْ نُوراً يُشَعْشِـعُ كَالشَّمْـسِ
لَدَيْهَـا فَرَاشَـاتٌ تُحَلِّـقُ فَوْقَـهَـا
وَتَرْقُصُ فِي فُسْتَانِهَا زَهْـوَةُ الْعُـرْسِ
تَمِيِسُ فَتَنْسَـابُ الْحَرَائِـرُ سَلْسَـلاً
وَيَا رَوْعَةَ السَّلْسَانِ فِي رِقَّةِ الْمَيْـسِ
وَتَرْفِلُ عِطْرَ الْـوَرْدِ جُورِيَّـةُ الْهَـوَا
فَتَحْتَفِلُ الأَثْوَابُ فِي نَشْـوَةِ الْمَلْـسِ
مَلاَمِحُهَا الْبُشْـرَى تَطُـلُّ كَنَجْمَـةٍ
فَتَسْقُطُ أَنْوَارُ الْمُحَيَّـا بِـلاَ حَبْـسِِ
لَهَا هَالَـةٌ بَيْضَـاءُ فَـوْقَ جَبِيِنِهَـا
تَمُدُّ لُجَيْنَ الْبَدْرِ وَالْعَكْسُ بِالْعَكْـسِ
وَتَصْحُو ابْتِسَامَاتُ الْـوُرُودِ بِثَغْرِهَـا
إِذَا سَلَّمَتْ شَفَّ اللَّمَى غَفْوَةَ اللَّعْـسِ
وَكَتْكُوتَةُ الأَوْصَافِ تَغْـدُو بِلُطْفِهَـا
فَكَمْ طِفْلَةٍ سَـرَّتْ بِزَقْزَقَـةِ الْهَمْـسِ
إذَا غَمَزَتْ..عَيْـنُ الغَزَالَـةِ عَيْنُهَـا
وَفِي جَفْنِهَا الأَهْدَابُ غَابٌ مِنَ الْقَوْسِ
سَنَابُلُهَا الصَّفْرَاءُ فِي ثَـوْرَةِ شَعْرِهَـا
إِذَا هَفْهَفَ الْمَجْدُولُ حَقْلٌ بِهِ يُمْسِـي
هِيْ النِّعْمَةُ الْفُضْلَـى بِجَنَّـةِ أُسْرَتِـي
هِيَ الْفَرْحَةُ الأُولَى وبَاكُورَةُ الأُنْـسِ
( حَنِيِنُ ) وَيَا حْلْوَ الْحُـرُوفِ بُنَيَّتِـي
يَسُوحُ اسْمُهَا فِي الأَبْجَدِيَةِ كَالْحَدْسِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
09-09-2009, 05:39 PM
دُوَّامَةُ الْوَقْتِ
الْوَقْتُ يَجْرِي يَا سِنِيِنِـي الْمُقْبِلَـهْ
وَأَنَا التَّأَنِي فِـي حَيَاِتِـي مُعْضِلَـهْ
مَـا كُنْـتُ أَدْرِي أَنَّنِـي بِتَمَهُّلِـي
قَدْ فَرَّ مِنِّي مَـا جَمَعْـتُ لِأَحْمِلَـهْ
كُلُّ الزُّهُورِ بِسَلَّتِي نِشِفَـتْ مَعِـي
فَالْمَاءُ لَمْ يُسْبِـلْ بِمِشْـوَارِ الْوَلَـهْ
وَجُرِحْتُ مِنْ شَوْكٍ تَسَنَّنَ فِي يَـدِي
وَمَلِلْتُ مِنْ تَضْمِيِدِ كَـفٍّ مُهْمَلَـهْ
فَمَشَيْتُ فِي سَيْـرِ الْحَيَـاةِ أَجُـرُّهُ
وَتَشُدُّنِي تِلْكَ الْخُطَى كَـيْ أُكْمِلَـهْ
مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ خَطْوَتِي ؟ يَـا لِلأَسَـى
وَشَقَاوَتِي فِـي كُـلِّ دَرْبٍ مُوغِلَـهْ
حَيْرَى بِمَاضِي الْعُمْرِ رُوحِي الْشُرِّدَتْ
مَا بَيْنَ أَطْـلالٍ وَذِكْـرَى مُثْقَلَـهْ
وَالْحَاضِرُ الْمَأْسُـورُ فِـي جِلْبَابِـهِ
حَجَبَ الرُّؤَى وَالأُمْنِيَـاتُ مُكَبَّلَـهْ
فَتَفَاقَمَ الْحُلُمُ الْكَسِيِـحُ بِحَاضِـرٍ
قَـدْ أَنْهَكَـتْ آمَالُـهُ مُسْتَقْبَـلَـهْ
ذِي صَحْوَةُ الإِحْبَاطِ فِي لَيْلِ الْمُنَـى
إِذْ أرْهَقَتْ شَمْسَ الصَّبَاحِ الْمُقْبِلَـهْ
وَلكُلِّ وَقْتٍ فِـي الْحَيَـاةِ مَسَائِـلٌ
لَكِنَّ وَقْتَ النَّـوْمِ تِلْـكَ الْمَسْأَلَـهْ
مَنْ خَرَّ فِي الْكَفَنِ الْمُؤَقَّـتِ مَيِّتـاً
هَلْ يَا تُرَى سَيَزِيِحُ مَا قَدْ سَرْبَلَـهْ ؟!
فَالنَّـوْمُ سُلْطَـانٌ وَلَكِـنْ وَيْحَـهُ
لَنْ يِسْتَمِرَّ بِمَوْتِ مَـنْ قَـدْ قَبَّلَـهْ
وَتَأَرْجَحَ الزَّمَنُ الْجَسُـورُ بِرِحْلَتِـي
وَبِدَوْلَـةِ الأَيَّـامِ عِشْـتُ مُغَرْبَلَـهْ
مِنْ غُرْفَةِ الْمَاضِي جَمَعْـتُ حَقَائِبـاً
وَالْيَـوْمَ أَفْتَحُهَـا بِـدَارٍ مُقْفَـلَـهْ
فَوَجَدْتُنِي سَكْـرَى بِـأَوْرَاقٍ ذَوَتْ
وَبَرَاعِمُ الأَزْهَـارِ ظَلَّـتْ مُخْمَلَـهْ
وَبِمُقْلَتِي الْخَدْرَاءِ سَاحَـتْ رُؤْيَـةٌ
فَتَلَحَّفَتْ صُـوَرٌ بِجَفْنِـي مُذْهِلَـهْ
وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنُ الرُّؤَى بِدُمُوعِهَـا
فَتَحَمَّمَـتْ بِمَشَـاهِـدٍ مُتَبَلِّـلَـهْ
أَصْبَحْتُ فِي بَحْرِ الزَّمَانِ كَمَوْجَـةٍ
لَمْ تَحْتَمِلْ أَمْـوَاجَ فَجْـرٍ مُرْسَلَـهْ
فَتَوَقَّفَتْ فِي لَيْلَتِـي كُـلُّ الْخُطَـى
وَتَسَارَعَتْ فِي نَوْمَتِـي مُسْتَرْسِلَـهْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
18-03-2010, 01:27 AM
انْتِعَاش
مِنْ مَوْتِيَ الْمَوْؤُودِ عِشْتُ خِلالِيَا=فَنَفَضْتُ مِنْ كَفَنِ الْحَيَاةِ زَوَالِيَا
فَأَنَا الَّتِي جَرَعَتْ سُمُومَ فَصَائِلٍ=وَأَنَا الَّتِي عَصَرَتْ دَوَاءَ فِصَالِيَاَ
هِي شَهْقَةٌ مَبْلُولَةٌ فِي صَحْوَتِي=قَدْ سَلْسَلَتْ فِي النَّبْضِ عُمْرِي الْحَالِيَا
فَوَجَدْتُنِي بَيْنَ الْمَشَاعِرِ أَنْحَنِي=مِنْ كلِّ مَيْلٍ أَسْتَرِدُّ ظِلاَلِيَا
لِأَرَى الْوُرُودَ عَلىَ ضَرِيِحٍ نَابِضٍ=تَبْتَلُّ عِشْقاً لِلْحَيَاةِ حَوَالِيَا
تَتَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ مِنْ تِرْيَاقِهَا=وَتَسُوحُ رِفْقاً فِي غُصُونِ زُلاَلِيَا
وَكَأَنَّنِي فِي رَوْضَةٍ مَحْبُوسَةٍ=أَرْوِي زُهُورِي مِنْ مُجَاجِ بِلالِيَا
تَتَنَاثَرُ الْقَطَراتُ مِثْلَ لآلِئ ٍ=وَتُطَوِّقُ الطَّيْرَ الْمُحَلِّقَ عَالِيَا
فَيَطِيِرُ عُصْفُورِي الأَسِيِرُ مُفَرْفِراً=وَيُنَفِّشُ الْغَيْمَاتِ ..قُطْنَ صِلاَلِيَا
لَمَّا يُرَقْرِقُ فِي فَصِيِحِي لَحْنُهُ=وَيُدَاعِبُ الشَّفَتَيْنِ بِاسْتِرْسَالِيَا
فَأَنَا الَّتِي رَقَصَ الغِنَاءُ عَلى فَمِي=وَاسْتَنْشَقَ الآهَاتِ لَحْناً دَالِيَا
أَنَا لَنْ أُرَاقِبَ فِي الْمَدَى أُهْجُوَّتِي=تَتَمَخَّضُ الرَّمَقَ الأَخِيِرَ تَوَالِيَا
لِيَ فِي السَّمَاءِ خَرِيِطَةٌ مَنْقُوشَةٌ=رَسَمَتْ شِعَارِي مِن سَحَابِ خَيَالِيَا
رِيِشٌ يُحَلِّقُ فِي الْفَضَاءِ ..حَمَامَةً=وَالسَّرْبُ خَلْفِي سَابِحٌ بِجَمَالِيَا
يَا زُرْقَةَ الأُفُقِ الْبَعِيِدِ بِفِكْرَتِي=هَلاَّ فَسَحْتِ لِسَابِحٍ يَسْعَى لِيَا ؟!!
لأُطَوِّقَ الدُّخَّانَ طَيَّ مَنَاظِرِي=وَبِذَا ( الرَّقِيِعِ ) أَلُفَّ نَجْمِي الْخَالِيَا
قَدْ تَنْجَلِي ( الْقَيْدُومُ ) فِي صَدْرِ الْفَضَا=لأَرَى احْمِرَارَ نُحَاسِهَا بِطِلاَلِيَا
إِنْ فَزَّ فِي الأَنْدَاءِ طَيْفٌ بَارِقٌ =سَيَطُلُّ فِي ( الْمَارُومِ ) نُورُ وِصَالِيَا
وَيُشَعْشِعُ اللَّأْلاءُ فَوْقَ لُجَيْنِهِ=فَيُضِيءُ عِنْدَ ( الأَرْفَلُونِ ) هِلالِيَا
وَهُنَاكَ فِي ( الْهَيْفُوفِ ) يُسْقِطُ ضَوْءَهُ=لِيَرِقَّ فِي ذَهَبِ الْكُنُوزِ هَيَالِيَا
وَلَعَلَّنِي صَوْبَ ( الْعَرُوسِ ) أَرَى الْمُنَى=يَاقُوتَةً خَضْرَاءَ تَاجَ مَنَالِيَا
حَتَّى أُتَوِّج رِحْلَتِي بِمَفَازَةٍ=فَالدُّرَّةُ ( الْعَجْمَاءُ ) حُلْمُ نِضَالِيَا
حُلُمٌ وَقَدْ طَافَ الْخَيَالُ بِأُفْقِهِ=فَتَفَتَّحَتْ آفَاقُهُ بِلَيَالِيَا
وَلَقَدْ شَدَدْتُ عَزِيِمَتِي بِمَشَاعِرِي=كَيْ لاَ أُقَطِّعَ فِي الْحَيَاةِ حِبَالِيَا
مَا كُنْتُ أَرْضَى أَنْ أَعِيِشَ مُكَبَّلاً=وَبِحَوْزَتِي فَلَكٌ يَفُكُّ شِلاَلِيَا
مَا كُنْتُ أَقْبَلُ أَنْ أَخُرَّ مُحَمَّلاً=وَبِقَبْضَتِي قَلَمٌ يَخِرُّ حِمَالِيَا
صَبْرُ الْجِبَالِ عَلَى الدَّوَاهي جَبْلَتِي=وَدَهَاءُ صَبْرِي لَنْ يَهُزَّ جِبَالِيَا
سَأُعَتِّقُ الْحُلُمَ الأَثِيِرَ بِخَمْرَتِي=وأَصُبُّهُ فِي وَاقِعِ اسْتِقْلاَلِيَا
كَيْ أَسْتَشِفَّ مَجَرَّتِي بِمَنَاهِلِي=لابُدَّ مِنْ كَأْسٍ تَعُبُّ مُحَالِيَا
فَهِيَ انْتِعَاشُ الرُّوحِ فِي جَسَدٍ نَأَى=وَهِي الرِّضَا فِي غَمْرَةِ اسْتِقْبَالِيَا
غيداء الأيوبي
الرقيع - اسم السماء الدنيا الاولى - وهي من دخان
القيدوم - اسم السماء الثانية - وهي على لون النحاس
الماروم - اسم السماء الثالثة - وهي على لون النور
الأرفلون- اسم السماء الرابعة - وهي على لون الفضة
الهيفوف - اسم السماء الخامسة - وهي على لون الذهب
العروس- اسم السماء السادسه - وهي ياقوتة خضراء
العجماء- اسم السماء السابعة - وهي درة بيضاء
غيداء الأيوبي
21-03-2010, 03:46 PM
مَرْثِـيَّـةُ الأُمِّ
أُمَّاهُ عُودِي لِلْحَيَاةِ فَإِنَّنِي=نَبَضَتْ عَلَى رُوحِي الْحَيَاةُ تَيَتُّمَا
كَيْفَ السَّبِيِلُ إِلَيْكِ ؟..رَبِّي دِلَّنِي=وَالْمَوْتُ حَقٌّ فِي الدُّنَى قَدْ سَلَّمَا
الْعَيْشُ مُرٌّ دُونَ صَدْرٍ يَنْحَنِي=وَيُقَبِّلُ الصَّدْرَ الْفَقِيِرَ تَرَحُّمَا
قَدْ مَرَّ عُمْرِي وَالشَّبَابُ يَذِلُّنِي=وَبِرِحْلَةِ الأَيَّامِ شَيْبِي عَلَّمَا
كَمْ قَدْ تَبَقَّى فِي الْحَيَاةِ لِأَعْتَنِي=بِمَلاَمِحٍ فِيِهَا الشُّحُوبُ تَجَهَّمَا ؟!!
لَكِنْ بِرُوحِي طِفْلَةُ الْقَلْبِ الْهَنِي=سَتَظَلُّ تَبْكِي مِنْ فُرَاقٍ أَظْلَمَا
وَالطِّفْلُ لَوْ تَدْرِينَ..أُمِّي..لِلْحَنِ يـِ = ـنِ يَتُوقُ دَوْماً فِي الظَّلامِ إِذَا اْنْعَمَى
وَأَنَا عُمِيِتُ..بُعَيْدَ فَقْدِكِ لَفَّنِي=شَبَحُ اللَّيَالِي..وَاللِّحَافُ تَحَزَّمَا
وَتَجَعَّدَ الْفَرْشُ الْوَثِيِرُ وَلَمَّنِي=لَكِنَّ جِسْمِي طَيَّ فَرْشِي كَالدُّمَى
لَعِبَتْ بِهِ الآهَاتُ جَهْلاً..وَالأَنِيِـ = ـنُ مُعَرْبِدٌ..صَوْلاً وَجَوْلاً نَغَّمَا
الآهُ يَا أُمِّي تُجَلْجِلُ مَعْدَنِي=وَأَنَا هُدُوئِي فِي انْزِعَاجِي حَطَّمَا
وَالْحُزْنُ يَا أُمِّي يُعَانِقُ مَسْكَنِي=وَأَنَا عِنَاقِي لِلشَّقَاءِ تَصَنَّمَا
عُودِي لَعَلِّي فِي الإِيَابِ أَدِلُّنِي=إِنَّ الضَّيَاعَ بِرِفْقَتِي قَدْ لُمْلِمَا
أُمَّاهُ..دَمْعِي بَعْدَ مَوْتِكِ شَلَّنِي=فَلَقَدْ جَرَى فِي الْعَيْنِ حَتَّى وَرَّمَا
وَالرِّمْشُ سَيْفٌ فِي الْمَآقِي خَزَّنِي=لَمَّا تَغَلْغَلَ فِي الدُّمُوعِ مُعَلْقَمَا
الدَّرْبُ يَشْكُو مِنْ مَنَاظِرِ مَوْطِنِي=أَيْنَ الَّتِي نَقَشَتْ بِدَرْبِي مَعْلَمَا ؟
وَالأَيْكُ لَفَّ مُشَبَّكاً بِتَلَوِّنِي=وَكَأَنَّنِي الْجُورِيُّ مَحْبُوسُ الدِّمَا
وَلَكَمْ غَفَتْ فِي وَرْدَتِي وتَزَيُّنِي=كلُّ الْمَعَانِي..فَاسْتَفَقْتُ لِأَفْهَمَا
إِنَّ الْوُرُودَ بِلاَ مِيَاهٍ تَنْثَنِي=وَتَمُوتُ فِي بِسْتَانِهَا لَو قُلِّمَا
وَالْجَذْرُ إِذْ يَسْقِي الْغُصُونَ سَتَجْتَنِي=مَا خَرَّ مِنْ وَرَقِ الْوُرُودِ مُخَرَّمَا
جَنَّاتُ عُمْرِي قَدْ ذَوَتْ فِي مَدْفَنِي=مُذْ مَاتَ جَذْرٌ مِنْ دَمِي مُسْتَسْلِمَا
وَالطَّيْرُ غَابَتْ فِي صُرُوحٍ تَنْبَنِي=مُذْ هُدَّ بَيْتٌ..وَالْفُرَاقُ تَجَسَّمَا
تِلْكَ الْمَوَاسِمُ لَمْ تَعُدْ فِي أَرْكُنِي=فَالْعُشُّ مَا بَيْنَ الْغُصُونِ تَهَدَّمَا
أَيْنَ الَّتِي كَانَتْ تُلَمْلِمُ مِحْضَنِي ؟=أَحَمَامَتِي عُودِي لِحِضْنٍ قُسِّمَا
يَا رُبَّ عَوْدٍ بِالْحَنَانِ يَضُمُّنِي=وَيَضُمُّ أَشْتَاتَ الْعَوَائِلِ بَلْسَمَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
15-08-2010, 02:40 AM
غَيْدَاء
غَيْدَاءُ يَا نَفَسَ الْحُرُوفِ تَكَلَّمِي=وَلْتَشْهَقِ الْكَلِمَاتُ مِنْ رُوحِ الْفَمِ
مَاذَا جَرَى لِلْوَرْدِ فِي ثَغْرِ النَّدَى ؟=وَهَلِ الْخَمَائِلُ قَدْ ذَوَتْ فِي الْمَبْسَمِ ؟!
أَيْنَ الْعَصَافِيِرُ الَّتِي قَدْ غَرَّدَتْ ؟=هَلْ جَفَّتِ الأَلْحَانُ فِي الرَّوْضِ الظَّمِي ؟!
عُودِي وَرِدِّي لِلرَّبِيِعِ كَيَانَهُ=لِتُدَاعِبَ الأَطْيَارُ وَرْدَ الْمَوْسِمِ
لا لِلْحَيَاةِ لِمَنْ تَوَارَى جَامِداً=إِنَّ الْحَيَاةَ تُحِبُّ نَبْضَ الْمُفْعَمِ
فَمَشَاعِرُ الإِنْسَانِ تَبْقَى لَوْ غَفَتْ=وَبِعَوْدَةِ الأَشْوَاقِ تَصْحُو فِي الدَّمِ
هَذِي تَبَاشِيِرُ الْغِنَاءِ تَرَنَّمَتْ=فَاسْتَيْقِظِ مَعَ كُلِّ لَحْنٍ وَانْظِمِي
أَنَا مُذْ سَكَتُّ اشْتَدَّ فِي صَمْتِي الْغُنَا=حَتَّى سَمِعْتُ أَنِيِنَ قَلْبِي الأَبْكَمِ
كَمْ دَمْعَةٍ سَاحَتْ عَلَى رُوحِي وَكَمْ=مِنْ حَرِّهَا قَدْ ذُقْتُ طَعْمَ الْعَلْقَمِ
إِنَّ الْكَلامَ بِجَعْبَتِي مُتَكَفِّنٌ=إِنَّ السُّكُوتَ بِمَأْتَمِي لَمْ يَسْلَمِ
فَبِكُلِّ نَبْضٍ فِي عُرُوقِي ثَوْرَةٌ=تَرْتَاحُ فِي نَهْرِ الدِّمَاءِ لِتَحْتَمِي
قَدْ رَفْرَفَتُ كُلُّ الطُّيُورِ بِأَضْلُعِي=لَكِنَّهَا قَدْ عَشْعَشَتْ فِي مُعْظَمِي
حَتَّى تَشَابَكَتِ الْغُصُونُ بِمَحْبَسِي=وَالرُّوحُ وَلْهَى لانْطِلاقِ تَرَنُّمِي
إِنْ كَانَ فِي كَنَفِ الْخَرِيِفِ تَساقُطِي=لابُدّ مِنْ عَوْدِ الرَّبِيِعِ بِبُرْعُمِي
لَوْ فَزَّ مِنْ مَخْزُونِ مِحْبَرَتِي النَّوى=لَتَحَرَّكَ الْقَلَمُ الأَسِيِرُ بِمِعْصَمِي
سَأَعُودُ لِلأَغْصَانِ عُصْفُورَ الْهَوَى=وَأَرُدُّ لِلنِّسْرِيِنِ شَهْدَ الْمُغْرَمِ
سَأُبَعْثِرُ الأَنْغَامَ سِحْراً مُسْكِراً=وَأَلُمُّ خَمْرَةَ سَكْرَتِي فِي مَعْلَمِي
سَأُسَابِقُ الْكَلِمَاتِ حِيِنَ أَخُطُّهَا=كَيْ مَا أُجَارِي دَفْقَ حِسِّي الْمُرْتَمِي
عَلِّي أُلاقِي بَعْضَ مَا يَشْفِي الرَّوى=إِنَّ الدَّوَاءَ بِأَحْرُفِي لَمْ يُعْدَمِ
غيداء الأيوبي
تحيتي وأجمل الأزهار
مبارك عليكم الشهر الفضيل
غيداء الأيوبي
21-08-2010, 12:06 AM
الْمِنْهَاجُ
نُفِيِتُ بِذِي الْمَنْأَى وَقَلْبِي تَلَوَّعَا=فَقَدْ غَابَ عَنْ وَجْدِي الْبَدِيِعُ وَرُوِّعَا
تَضَوَّرْتُ فِي ضَنْكِي وَعَيْشِي مُقَنَّطٌ=وَمَا اغْلَظَّ فِي وجْهِي الْجُهُومُ لأَبْتَعَا
وَإِنِّي جَؤُورٌ للإلهِ تَضَرُّعِي=فَمَا جَئِشَتْ نَفْسِي بِحُزْنِي لأَخْضَعَا
وَكَمْ أَجْأَثَتْنِي الْمُوبِقَاتُ بِسِمِّهَا=وَلَكِنْ بِقَلْبِي لَنْ أضُمَّ السَّوَافِعَا
مَشَيْتُ عَلَى الدَّرْبِ الْجَسُورِ مُلَجْلَجاً=وَلا مَا خَسِئْتُ السَّيْرَ يَوْماً لأَخْزَعَا
إِذَا الدَّهْرُ شُؤْمٌ لِلأَمَانِي فَإِنَّنِي=مَلَكْتُ شُعَاعَ النُّورِ فِي الرُّوحِ مَهْيَعَا
إذَا النَّفْسُ تَاقَتْ نَهْجَ دَرْبٍ مُشَعْشِعٍ=فَلابُدَّ لِلدَّيْجُورِ يَغْفُو تَقَشُّعَا
فَكُلُّ عِبَادِ اللهِ فِي الْخَلْقِ إنْسُهُمْ=وَمَنْ سَلْطَنَ النَّبْضَ الْجَمِيلَ تَخَشَّعَا
فَمَا اشْتَدَّ بُطْلانٌ لِيَبْقَى بِأَرْضِهِ=وَلمْ يَخْتَفِ الْحَقُّ اغْتِرَاباً لِيُمْنَعَا
وَمَنْ شَاءَ أنْ يَبْقَى أسِيِرَ ذُنُوبِهِ=سَيَحْيَى بِلا نُورٍ وَيَفْنَى مُضَيِّعَا
وَمَنْ ثَابَ حُرّاً واسْتَزَادَ مَحَاسِناً=تَجَلَّى بِبُسْتَانٍ وَعَاشَ لِيَرْتَعَا
فَلَنْ تُجْدِيَ الأَغْلالُ وَالقَلْبُ طَاهِرٌ=وَلَوْ دَمْدَمَ الدَّهْرُ انْتِحَاراً لِيَنْخَعَا
فَلِلْهَمِّ تِرْيَاقٌ بِنَبعٍ مُخَضْرَمٍ=إِذَا صُبَّ فِي الأَرْواحِ شَهْدٌ تَنَبَّعَا
فَإِنْ صَفَّدَتْ هَذِي الْحَيَاةُ وِثَاقَهَا=بِتَيْهٍ وَوَسْوَاسٍ يُهَزْهِزُ مَضْجَعَا
فَلِلإنْسِ أَنْ يَرَجُو انْعِتَاقَ سَرِيِرِهِ=وَإنْ جَادَ بِالسِّلْمِ اعْتِنَاقاً تَرَبَّعَا
فَهَذِي الأَرَاضي بِالْغُيُوثِ تَرَعْرَعَتْ=سَيَنْبِضُ فِيِها نَبْضُ خَيْرٍ لِيَزْرَعَا
بِهَا النَّوْرُ مِنْ حُضْنِ النَّبَاتِ رَبِيِعُهُ=وَيَنْفَحُ بِالأَرْوَاحِ شَذْواً لِتَيْنعَا
يُبَجِّسُ سَيْلاً كَالرَّحِيقِ مُرَقْرَقاً=كَمَا الْبَلْسَمُ السَّلْسَانُ يَشْفي الْمُوَجَّعَا
فَتَجْلُو تَبَاشِيِرُ الدُّرُوبِ بِمَنْهَجٍ=وَرَبٌّ كَريِمٌ يَصْطَفِيِهِ مُشَرِّعَا
إذَا الدَّرْبُ مِنْ دُونِ الإلَهِ عَوَائِقٌ=حِرَاجٌ بِلا رِزْقٍ يَمُدُّ الْمُجَمِّعَا
فَلَنْ يُسُتَبَاحُ الْبُعْدُ عَنْ رَوْضَةِ الرَّوَى=ولا بُدَّ لِلْقَلْبِ الحَياةُ لِيَرْجِعَا
وَإِنِّي أَرَى حُبَّ الإِلَهِ بِنَهْجِهِ=يَطُوفُ بِوِجْدَانِي نَقِيّاً مُضَوِّعَا
وَعِنْدِي تَنَدَّى الْوَرْدُ رَوْضاً مُعَطَّراً=فَأَفْغَمَ فِي قَلْبِي الْخُشُوعَ لِأَرْكَعَا
غَدَتْ جَنَّةُ الإِيِمَانِ دَوْماً رَفِيِقَتِي=بِقَلْبِي عَبِيِقُ الْفَيْضِ يَنْصَبُّ مُتْرَعَا
فَمَا كُنْتُ أرْضَى لِلْحَيَاةِ مَذَلَّةً=وَلَكِنَّهُ الشَّيْطَانُ يَغْزُو لِيَخْدَعَا
وَلَكِنْ بِرَبِّي لَنْ أَهَابَ وَسَاوِساً=وَلا لَنْ يَهِيِمَ الشَّرُّ فِيَّ مُرَوِّعَا
لِكُلِّ الْبَرَايَا فِي الْحَيَاةِ دُرُوبُهَا=وَمَذْهَبُ رَبِّي خَيْرُ نَهْجٍ تَشَعْشَعَا
فَمَنْ خَاضَ دَرْبَ الْخَيْرِ ذَاقَ نَعِيِمَهُ=وَنِقْمَةُ زَقُّومٍ لِشَرٍّ تَهَرَّعَا
إِذَا الْحَظُّ لِلأَخْيَارِ قَتَّرَ نِعْمَةً=لَهُمْ فِي جِنَانِ الْخُلْدِ خَيْراً مُرَعْرَعَا
وَإِنْ زَانَتْ الدُّنْيَا لِشَرِّ أَوَادِمٍ=لَهُمْ جُرُفٌ هَارٌ يَخُرُّ تَضَعْضُعَا
فَزَيِّنْ بَنِي الإِنْسَانِ خَطْوَكَ واعْتَبِرْ=فَفِي الْكَوْنِ آيَاتٌ بِهَا الرَّبُّ أبْدَعَا
فَضَاءٌ بِهِ الأَقْمَارُ تَسْبَحُ رَوْعَةً=وَنَجْمُ الْكَرَى وَالأَزْهَرَانِ لِيَسْطعَا
فَهَذِي الدُّنَى والْفُلْكُ أَعْظَمُ آيَةٍ=وَذِي الأَرضُ كَيْ تَحْيَا بِخَيْرٍ وَتَرْبَعَا
أَلا فَاشْرَبِ الأَنْعَامَ طُهْراً بِسَيْلِهَا=وَحَاذِرْ مِنَ الأَنْجَاسِ سَيْلاً مُكَرَّعَا
تَنَعَّمْ بِهَبْرٍ والْحَلالُ مَذَاقُهُ=أَلا وَاجْتَنِبْ مَا كَانَ خُبْثاً تَنَشَّعَا
بِأَنْ يَشْتَهِي الْمَرْءُ الزُّلالَ مَرِيئُهُ=فَخَيْراً لَهُ مِنْ حَنْظَلٍ غَصَّ شِبَّعَا
فَلا تُوقِظِ الْمَسْعُورَ وَحْشاً سُلُوكهُ=وَقُمْ واشْعُرِ الإِنْسَانَ فِيكَ لِتَقْنَعَا
فَإِنَّ الإِلَهَ اخْتَارَ مِيِزَةَ عَاقِلٍ=ليَرْضى بِمَا جَالَتْ رِيَاحٌ مُطَوَّعَا
تَصَبَّرْ فَإِنَّ الصَّبْرَ خَيْرُ مُعَلِّمٍ=إِذَا الدِّيِنُ لِلإِنْسَانِ نَهْجٌ لِيَتْبَعَا
وَإِنْ كُنْتَ سُلْطَاناً فَخِيِماً بِعَرْشِهِ=فَإِنَّكَ لِلرَّحْمَنِ عَبْدٌ لِتَخْنَعَا
أَلا فَاغْنَمِ الأَخْلاَقَ زِيِنَةَ جَوْهَرٍ=وَفَاخِرْ إِذَا الإِيِمَانُ شَعَّ مُرَصَّعَا
فَلا الدُّرُّ وَالْمُرْجَانُ زَيَّنَ مَيِّتاً=تَوَارىَ الثَّرَى جُثْمَانُهُ قَدْ تَقَبَّعَا
وَلَنْ يَرْحَلَ الإِنْسَانُ دُونَ جِهَادِهِ=سَيَبْقَى بِحُبِّ اللهِ أجْراً مُشَفَّعَا
وَمَنْ فَرَّ مِنْ دِيِنِ الإِلَهِ تَأَجُّماً=سَيَصْلَى جَحِيِماً كَيْ يَخُرَّ وَيَبْخَعَا
وَمَنْ بِالإِلَهِ اخْتَارَ نَهْجَ هِدَايَةٍ=فَطُوبَى لَهُ جَنَّاتُ عَدْنٍ لِيَنْجَعَا
فَلا تَقْتَبِرْ فِي قَعْرِ جَهْلِكَ آفِلاً=كَشَمْسٍ تَوَارَتْ خَلْفَ غَيْمٍ تَقَنْبُعَا
هُوَ العِلْمُ نِبْرَاسُ الْحَيَاةِ يُضِيِئُهَا=عَسَى أنْ يَفِيِئَ الْحَقُّ نَهْجاً وَيَلْمَعَا
وَمَنْ قَالَ:بِاسْمِ اللهِ فِي خَطَوَاتِهِ=تَوَثَّبَهُ الإِيِمَانُ نُوراً مُلَعْلِعَا
فَفِي الأَرْضِ يَجْنِي مِنْ مُجَاجِ سَبِيِلِهِ=وَفِي الْمَوْتِ قَبْرٌ بِالْجَمَالِ تَوَسَّعَا
فَجَمِّعْ مِنَ الْخَيْرَاتِ ثُقْلَ مَحَاسِنٍ=وَدَعْ عَنْكَ ذَنْباً قَبْلَ أَنْ تَتَصَدَّعَا
مِنَ الوَقْتِ فَاغْنَمْ يَا بَنِي آدَمَ اتَّعِظْ=سَيَفْنَى مَطَافٌ فِي الْحَيَاةِ مُجَذَّعَا
فَإِنَّ اقْتِرَابَ الْمَوْتِ كَالرِّمْشِ رَفُّهُ=وَلَنْ يَسْتَحِي مِنْ عُمْرِ إِنْسٍ لِيَجْزَعَا
سَيَخْنُسُ مَنْ فِي الأَرْضِ حَتْماً وَيَنْمَحِي=وَيَبْقَى بِعَرْشِ اللهِ رَبُّ لِيَصْنَعَا
فَمَنْ عَاثَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ مُشَيْطَناً=تَعَتَّلَ فِي النَّارِ احْتِرَاقاً مُلَفَّعَا
وَأَمَّا الَّذِي كَانَ الصَّلاحُ بِنَهْجِهِ=تَخَلَّدَ فِي رَوْضِ الْجِنَانِ مُرَفَّعَا
فَإِنَّ التَّنَائِي يَرْجِمُ الإِنْسَ ذُلُّهُ=عَسَى أنْ يَخُرَّ الْقَلْبُ يَوْماً وَيُفْجَعَا
فَلا تِنْتِفي يَا نَفْسُ عَنْ مَنْهَجِ الْمُنَى=وَعِنْوَانُهُ الْقُرْآنُ دِيِنٌ لِيَرْدَعَا
وَمِنْ كُلِّ إِثْمٍ أَحْوَبٍ طَهِّري النَّوَى=لِكَيْ تَسْتَكِيِنَ الرُّوحُ نَهْجاً وَتَمْتَعَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-08-2010, 11:25 PM
صَلاَة
قَلْبِي عَلَى خَفَقَاتِهِ رَكَعَا=حَيَّا عَلَى نَبْضِ الْجَوَى وَجَعَا
ثَمِلٌ تَوَضَّأَ طُهْرَهُ بِدَمٍ=سَكِرَتْ بِهِ الآهَاتُ مُذْ رَضَعَا
يَا خَاشِعاً صَلَّى عَلَى دَمِهِ=لَكِنْ بِهِ الشِّرْيَانُ مَا خَشَعَا
وَبَكَى وَتِيِناً غَصَّ مَضْمَضَةً=لَيْتَ الرَّوَى فِي دَمْعِهِ شَفَعَا
أَشْكُوكَ لِلرَّحْمَنِ مَغْفِرَةً=هَلاَّ رَحَمْتَ الْوَجْدَ مُنْبَخِعَا!!؟
شِرْيَانُكَ التَّاجِيُّ مُنْقَطِعٌ=يَا قَلْبُ فَاجْمَعَ مَنْ بِكَ انْقَطَعَا
مَا سَيَّلَ المَجْرُوحُ مِنْ أَلَمٍ=غَرِقَتْ بِهِ الأَنَّاتُ فَانْفَجَعَا
وَتَرَاكَمَتْ مِنْ حُزْنِهِ حِمَمٌ=وَتَخَثَّرَت فِي جَوْفِهِ قِطَعَا
يَا قَلْبُ لَوْ كَانَ الدُّعَاءُ غَفَى=فَالنَّوْمُ مَفْقُودٌ بِمَنْ خَضَعَا
هَيَّا ارْتَجِفْ فِي سَجْدَةٍ خَشَعَتْ=وَاحْضُنْ نِدَاءَ الرُّوحِ مُسْتَمِعَا
قَدْ يَهْتَدِي مَنْ ضَلَّ مِهْجَعَهُ=فِي لَيْلَةِ الأَحْلامِ مُنْخَدِعَا
مَا الْتَمَّ فِيكَ الشَّوْقُ مُخْتَنِقاً=لَوْ كُنْتَ بِالأَشْوَاقِ مُجْتَمِعَا
فَارْحَمْ حَنََايَاكَ الَّتِي كَفَرَتْ=بِعَقِيدَةٍ مِحْرَابُهَا انْصَدَعَا
أَيَعِيِشُ فِي الْحُلُمِ الجَمِيِلِ هَوَىً ؟=مَكَثَ الظَّلامُ بِقَبْرِهِ وَسَعَى !؟
وَاللهِ لَوْ دُنْيَايَ قَدْ فُلِقَتْ=لا الشَّمْسُ شَعَّتْ لا الدُّجَى لَمَعَا
حَتَّى يَلُوحُ الْبَدْرُ فِي شَغَفِي=وَيَشَعُّ فِي الْوِجْدَانِ مُنْقَشِعَا
وَلَعَلَّ مَنْ صَلَّى بَمَرْقَدِهِ=قَدْ طَهَّرَ الأَثْوَابَ مُرْتَدِعَا
وَلَعَلَّهُ يَجْنِي الثَّوَابَ هُدَىً=إِنْ فَاءَ فِي تِرْحَالِهِ نَجَعَا
يَا بَاسِطاً سِجَّادَةً مَدَداً=رَتِّلْ عَلَيْهَا الذِّكْرَ مُقْتَنِعَا
بِالرُّوحِ تَلْقَى الْوَجْدَ مُبْتَهِلاً=تَجْلُو بِهِ الآيَاتُ إِنْ خَضَعَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
02-12-2010, 10:43 PM
دَوْلَةُ الْحُبِّ
تَطَرَّى بِفَيْضِ الْحُبِّ فِي حُجْرَةِ الْوَجْـدِ
وَفِي الرَّوْنَقِ الشَّفَّافِ فِي الرُّوحِ وَالْغِمْدِ
وَعِشْ رَوْعَةَ الأَنْدَاءِ فِي رَغَـدِ النَّـوَى
فَفِيِهَا صَفَاءُ النَّفْسِ وَالْقَلْـبِ وَالْكِبْـدِ
إِذَا نِلْتَ مِـنْ أَحْبَابِـكَ الْـوِدَّ رَائِقـاً
فَطِبْ بِرَبِيِعِ الْعَيْشِ فِي رَوْضَةِ السَّعْـدِ
يَسِيِرٌ عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَحْضِـنَ الْمُنَـى
إِذَا لَمْلَمَ الآمَالَ مِـنْ دَوْحَـةِ الْحَمْـدِ
وَكَمْ هُـوَ صَعْـبٌ أَنْ يُلاَقِـي رَبِيِعَـهُ
إذَا كَتَّفَ الأَزْهَارَ فِي قَبْضَـةِ الْجَحْـدِ
فَكَـمْ وَرْدَةٍ تَحْتَـاجُ مِنْـكَ رِعَايَـةً
وَكَمْ مِنْ أَرِيِجٍ قَدْ تَلاَشَى مَـعْ الْفَقْـدِ
وَهَـلْ يَستَقِـرُّ الْـوَرْدُ إِلاَّ بِـرَوْضَـةٍ
بِهَا الرَّائِقُ السَّلْسَانُ يَجْرِي لِيَسْتَجْدِي ؟!
إِذَا رُمْــتَ لأْلاَءَ الــزُّلاَلِ فَـإِنَّـهُ
يَصُبُّ مِنَ الْوِجْدَانِ فِي صَفْـوَةِ الرَّغْـدِ
يَسِيِـحُ حَـلاَلاً فِـي الْعَطَايَا كَـأَنَّـهُ
يَمُدُّ نَقَاءَ الْعَهْـدِِ مِـنْ عُهْـدَةِ الْـوَرْدِ
كَرِيِـمُ الْهَدَايَـا يَسْتَحِـقُّ جَنَائِـنـاً
وَمَنْ يَبْخَسُ الإِهْدَاءَ يَحْيَا بِـلاَ حَصْـدِ
سَلاَمٌ عَلَى مَنْ يَحْمِـلَ الْحُـبَّ رَايَـةً
كَمَا النَّهْرِ مِنْ وَهْدٍ يَطُوفُ إِلَـى وَهْـدِ
وَلاَبُـدَّ مِـنْ سَلْـوَى إِلَـى مُتَكَـرِّمٍ
تُسَلِّيِهِ أَوْ تَرْوِيِهِ مِـنْ سَائِـحِ الشَّهْـدِ
وَحَقٌّ لِمَنْ يَخْتَالُ فِـي قَلْبِـهِ الْهُـدَى
بِأَنْ يَفْرِشَ الطَّاوُوسَ فِي غُرْفَـةِ الْوَعْـدِ
لِكُلِّ امْـرِءٍ مِـنْ ذِي الْحَيَـاةِ نَصِيِبُـهُ
وَلاَ يَنْصِبُ الإِنْسَانَ حَـظٌّ بِـلاَ جُهْـدِ
تَأَنَّـى فَـإِنَّ الْمَـرْءَ لَيْـسَ مُسَيَّـراً
لِتَمْتَلِكَ الأَخْيَارَ فِـي صِحَّـةِ الـرَّوْدِ
وَإِنْ كَـانَ حَـظُّ الْخَيِّرِيِـنَ شَقَاءُهُـم
فَـإِنَّ ابْتِـلاَءَ اللهِ رِزْقٌ لِـذِي هَـوْدِ
إِذَا شِئْتَ مِنْ أَغْصَانِكَ الْـوَرْدَ فَاسْقِهَـا
فَإِنَّ غُصُونَ الْوَرْدِ بِالْقَحْطِ لَنْ تُجْـدِي
وَلاَ تَجْـرَحِ الْـوَرْدَ الرَّقِِيِـقَ بِغَفْلَـةٍ
فَفِي غُصْنِهِ الأَشْـوَاكُ تَحْتَـدُّ بِالْكَيْـدِ
وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَحْيَـا بِأَرْضِـكَ قَاسِيـاً
فَإِنَّ صُرُوفَ الدَّهْـرِ شَفْرِيَّـةُ الْجَلْـدِ
هَنِيِئاً لِمَـنْ يُهْـدِي الْحَيَـاةَ رَحِيِقَـهُ
لَيَنْعَمَ بِالأَطْيَـابِ فِـي جَنَّـةِ الْخُلْـدِ
فَقَدِّمْ مِنَ الْقَلْبِ الَّذِي أَنْـتَ تَشْتَهِـي
وَخُذْ مَا يُرِيِدُ الْقَلْبُ فِي دَوْلَـةِ التَّيْـدِ
غيداء الأيوبي
تحيتي وأزهاري لواحة الخير
غيداء الأيوبي
04-01-2011, 12:55 AM
شَفَافِيَةُ قِنَاع
أَيُّ وَجْهٍ خَلْفَ ذَيَّـاكَ الْقِنَـاعِ ؟
وَارْتِعَاشُ الْجِسْمِ يَجْلُو كَالشِّـرَاعِ
لَيْسَ يُخْفَى نُورُ عَيْنٍ يَـا حَبِيِبِـي
قَدْ لَفَانِي رِمْشُهَـا قَبْـلَ الشُّعَـاعِ
هَلْ تَلاقَيْنَا فَتَخْبُـو ذِي الأَمَانِـي ؟
أَمْ هَوَى الشَّوْقُ انِشِطَاراً بِانْقِطَاعِي ؟
أَيُّ حِسٍّ قَدْ تَمَـادَى بِالتَّخَفِـي ؟
وَالْهَوَى شَمْسٌ تَرَاءَتْ فِي الْبِقَـاعِ
كُلُّ شَيْءٍ كَانَ نـوراً فِـي لُقَانَـا
قَبْـلَ لُقْيَانَـا بِهَـذَا الإِنْطِـبَـاعِ
فَاسْتَرِحْ وَالْطُـفْ بِرُوحَيْنَـا فَإِنَّـا
مُـذْ تَعَانَقْنَـا سَكَنَّـا بِالْمَـتَـاعِ
وَاطْلِقِ الأَنْظَـارَ حَتَّـى تَحْتَوِيِنَـا
بَهْجَةُ الأَشْوَاقِ مِـنْ بَعْـدِ الْتِيَـاعِ
كُلُّ دَمْعٍ قَدْ تَوَارَى مِـلْءَ عَيْنِـي
سَوْفَ يَغْدُو لُؤْلُؤاً عِنْـدَ انْقِشَاعِـي
سَوْفَ تَحْدُوكَ الثُّرَيَّا فَـي حَبُـورٍ
مِثْلَ هَـالاتٍ تُضَـوِّي بِانْدِلاعِـي
مَا تَخَفَّى مِنْ سَمَاءِ الْكَـوْنِ بَـدْرٌ
إِنَّمَا الأَرْضُ اسْتَـدَارَتْ بِانْدِفَاعِـي
أَيُّ إِكْلِيِـلٍ يُلاقِيِنِـي شَفِيِـفـاً ؟
أَوْ وِشَاحٍ لَفَّ أَطْيَافَ الْمَرَاعِـي ؟
لَسْتُ حَوْرَاءٌ وَلَكِنْ فِـي عُيُونِـي
تَنْثَنِـي الأَزْهَـارُ مَيْـلاً بِاتّبَاعِـي
يَا مَلِيِحَ الْوَجْهِ لا تُخْفِـي شُرُوقـاً
شَعَّ فِي رُوحِي جَلِيِـلاً بِاقْتِنَاعِـي
لا كُسُوفُ الشَّمْسِ يُمْحِي كُلَّ نُورٍ
أَوْ خُسُوفُ الْبَدْرِ يُعْمِيِـهِ اطِّلاَعِـي
فَالضِّيَاءُ انْسَابَ فِي رُوحِي رَفِيِفـاً
وَاصْطَفَى قَلْبِي وَعَقْلِي بِانْزِرَاعِـي
دَعْ حَضِيِنَ الْحُبِّ يَسْمُو فِي سَلاَمٍ
إِنْ تَلاَقَيْنَـا بِـلاَ سَـدِّ مُـشَـاعِ
هَا هُنَا أَرْجُوكَ فَاكْشِفْ مَا تخَفَّـى
مِنْ بَرِيـقٍ شَـفَّ ذيَّـاكَ الْقِنَـاعِ
عَلَّنِي أَلْقَـى حَبِيِبـاً فِـي عُيُـونٍ
لَمْ يُخبِّئْ نُورُهـا عَتْـمَ الْـوَدَاعِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
12-06-2011, 02:17 PM
مَرِيِضٌ أَنَا
مَرِيِضٌ أَنَا..جَاءَ الطَّبِيِبُ وَشَخَّصَا=وَلا شَخْصُ يَدْرِي مَا اعْتَرَانِي لِيَفْحَصَا
وَهَلْ يَعْرِفُ الأَغْرَابُ عِلَّةَ شَارِدٍ ؟=تَخَفَّى عَنِ الأَجْنَاسِ حَتَّى تَقَرْفَصَا ؟!!
أَنَا مُذْ خُلِقْتُ الآهُ تَبْكِي بِأَدْمُعِي=وَفِي مُقْلَتِي طَيْفُ الدُّمُوعِ تَقَمَّصَا
وَمَا عِلَّتِي إِلاَّ تَرَاكُمِ لَوْعَةٍ=غَفتْ فِي حَنَايَا الْقَلْبِ دَهْراً مُقَرَّصَا
كَأَنِّي مِنَ الآلامِ عِشْتُ مُكَفَّناً=وَقَدْ عَاشَ مَوْتِي فِي حَيَاتِي مُقَلِّصَا
فَيَا وَجَعِي..هَلْ مِنْ عِلاجٍ لِمَارِدٍ ؟=تَعَوَّدَ أَنْ يَرْتَاحَ عِنْدِي وَيَرْقُصَا ؟!!
وَهَلْ سَوْفَ يُعْطِيِنِي الطَّبِيِبُ مِنَ الدَّوَا ؟=إِذَا كَانَ سَقْمِي فِي الدِّمَاءِ مُخَبَّصَا ؟!
وَأَيُّ دَوَاءٍ سَوْفَ يُشْفِي..وَحَالَتِي=بَدَتْ فِي عُيُونِ الطِّبِّ يَأْساً مُرَخَّصَا
أَنَا بِتُّ أَشْكُو وَالنَّحِيِبُ سَرِيِرَتِي=وَمَا كُنْتُ أَشْكُو لِلطَّبِيِبِ تَمَلُّصَا
لأَنِّي رَأَيْتُ الْمَوْتَ حَيّاً بِفَرْشَتِي=فَآلَيْتُ حَقْنِي فِي الْوَرِيدِ لأَخْلُصَا
فَأَمْسَكْتُ كَفّاً كَالزَّلازِلِ رَجْفُهَا=وَقُلْتُ : اعطِنِيِهَا يَا طَبِيِباً تَحَرَّصَا
إِذَا حُقْنَةُ الْمَوْتِ اسْتَرَاحَتْ بِأَضْلُعِي=فَقَدْ يَسْتَرِيِحُ الْمَوْتُ مِنْ جَسَدٍ عَصَى
أَنَا دَنِفٌ وَالْحُزْنُ أَثْقَلَ عِلَّتِي=وَفِي جَسَدِي مُرُّ الدَّوَاءِ تَجَصَّصَا
وَقَدْ حَارَ فِي أَمْرِي طَبِيِبٌ مُحَنَّكٌ=بَدَا شَبَحاً وَالطِّبُّ خَابَ فَحَصْحَصَا
وَأَغْلَقَ بَاباً كَانَ أَصْلاً مُرَتَّجَا=مَضَى وَاخْتَفَى نُورُ الْبَيَاضِ فَأخْرَصَا
وَعُدْتُ إِلَى حِضْنِي أَضُمُّ وَسَائِدِي=وَقَدْ لَفَّنِي رِيشُ النَّعَامِ مُحَفَّصَا
غَفَوْتُ وَفِي عَيْنِي خُدُورٌ وَرِمْشُهَا=تَمَرَّغَ فِي دَمْعِ الذِبُولِ مُحَمَّصَا
هُنَاكَ الْتَقَيْتُ الرُّوحَ طَيْفاً مُحَلِّقاً=وَفِي رِعْشَةِ الأَحْلامِ طِرْتُ لأَقْنُصَا
لَعَلِّي أَعِيشُ الْوَقْتَ فِي رِحْلَةِ الْمُنَى=سُوَيْعَاتُ عُمْرِي قَدْ تُطَيِّبُ مُخْلِصَا
وَإِذْ بِي عَلَى سَفْحٍ أُرَفْرِفُ جَانِحاً=أُذِيِبُ ثُلُوجَ السَّفْحِ قُطْناً مُفَصْفَصَا
لأَلْقَى مَلاكَ الرُّوحِ فِي حِضْنِ لَوْحَتِي=يُلَمْلِمُ رِيشاً مِنْ جَنَاحِي مُقَصْقَصَا
فَيَبْنِي لَنَا عُشّاً عَلَى غَيْمَةِ الْهَوَى=وَيَحْمِلُنِي بَيْنَ الْحَنَايَا مُقَفَّصَا
وَتَمْضِي بِنَا السَّاعَاتُ مِثْلَ دَقَائِقٍ=وَلَكِنَّهَا دَهْرٌ لِعُمْرٍ تَلَخَّصَا
لَعَلِّي إِذَا مَا اسْتِيْقَظَ الصُّبْحُ شَائِباً=أَفِيِقُ وَمَاءُ الْعَيْنِ يَجْلُو مُمَحَّصَا
لَعَلِّي أُدَاوِي عِلَّتِي مُتَأَمِّلاً=إِذَا مَا اسْتَجَابَ الْوَعْدُ شَهْداً مُمَصْمَصَا
وَلَكْنْ أَبَى الدَّهْرُ السَّقِيِمُ بِأَنْ أَرَى=شُعَاعَ الأَمَانِي فِي شِفَاءٍ تَلَصَّصَا
فَلمْ يُشْفِنِي مَا خِلْتُهُ بِسَرِيِرَتِي=وَلا زَالَ تِرْيَاقُ الأَمَانِي مُغَصْغَصَا
وَمَا بَيْنَ بَيْنِي وَالدِّثَارُ مُعَرْبِدٌ=أَنَا نَاسِكٌ وَالسُّهْدُ عِنْدِي تَعَنْفَصَا
وَيَغْرِفُ مِنْ آهَاتِيَ اللَّيْلُ حُزْنَهُ=وَيَنْثُرُهُ جَوْفَ الظَّلامِ مُشَخَّصَا
فَيَا لَيْتَنِي مَا تُهْتُ وَهْماً بِلَيْلَتِي=وَهَا قَدْ تَلاشَى اللَّيْلُ صُبْحَاً فَأَبْرَصَا
وَعُدْتُ وَمِنْ حَيْثُ ابْتَدَأْتُ بِفَرْشَتِي=أَذُوبُ عَلَى نَفْسِي عَيَاءً مُحَرْقَصَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
21-06-2011, 04:27 PM
معارضة الشاعر الرائع زيد خالد علي في قصيدته الجبارة المهمة الصعبة
لُغَةُ الرَّبِيِع
نَطَقَ الرَّبِيِعُ بِمَبْسَمِ الأَنَغَامِ=فَابْتَلَّ رِيِقُ الشِّعْرِ بِالأَنْسَامِ
كُلُّ الْحُرُوفِ تَنَفَّسَتْ مِنَ رَوْضِهَا=فَاسْتَنْشَقَتْ لُغَةٌ مِنَ الأَكْمَامِ
وَتَفَجَّرَتْ مِنْ بَطْنِهَا وَكَأَنَّهَا=وَرْدٌ يَمُجُّ عُصَارَةَ الأَعْوَامِ
بِرَحِيِقِهَا رَقَّ الْكَلامُ عُذُوبَةً=تَرْوِي عُطَاشَى الْحَرْفِ كَأْسَ مُدَامِ
بَيْنَ الْغُصُونِ تَمَايَلَتْ وَكَأَنَّهَا=لَبِسَتْ خَلاَخِيِلاً بِدُونِ عِظَامِ
رَنَّتْ فَغَنَّى الطَّيْرُ فَاشْتَدَّ الرَّوَى=فَتَصَارَعَ اللَّحْنَانِ دُونَ خِصَامِ
أَمَّا أَفَانِيِنُ الشِّعُورِ فَلَوَّنَتْ= لُغَةَ الوُرُودِ بِلَوْحَةِ الرَّسَّامِ
لَوْنُ احْمِرَارِ الْوَرْدِ خَرَّ مُتَيَّماً=جُورِيَّةٌ سَاحَتْ عَلىَ الأَقْلاَمِ
لَوْنُ ابْيِضَاضِ الْيَاسَمِيِنِ بِرِيِشَةٍ=رَسَمَتْ رَقِيِقَ الحِسِّ سِرْبَ حَمَامِ
لَوْنُ اصْفِرَارِ الشَّمْسِ فِي عَبَّادِهِ=أَسَرَ الضِّيَاءَ بِرَوْنَقِ الإِلْهَامِ
أَمَّا اخْضِرَارُ الرُّوحِ فَزَّ رَبِيِعُهُ=بِقَصِيِدَةٍ خَضُلَتْ بِمَرْجِ هُيَامِ
وَأَنَا هُنَا بَيْنَ الْجَنَائِنِ حَائِرٌ=مِنْ أَيْنَ أَقْطِفُ وَرْدَةَ اسْتِسْلاَمِي
أَحْبُو بِحِضْنِ الْغُصْنِ كَيْ أَشْتَفَّهُ=فَتَشِفَّ طِفْلِيَ رِقَّةُ الأَرْحَامِ
وَأَرُومُ مِنْ فَيْضِ الزُّلاَلِ مَشَاعِراً=فَيَهِيِجُ فِي رُوحِ الْعِنَاقِ مَرَامِي
الْعَقْلُ فِي بَحْرِ اللَّآلِئِ عَائِمٌ=وَأَنَا الْغَرِيِقُ بِفِكْرَةِ الْعَوَّامِ
أَبْتَلُّ بِالْحَرْفِ الْمُعَتَّقِ بِالْوَرَى=وَالْخَمْرُ فِي كَأْسِ القَرِيِضِ أَمَامِي
وَلَذَائِذُ الْكَلِمَاتِ تُنْعِشُ سَكْرَتِي=فَيَغِيِبُ فِي دُنْيَا الفَصِيِحِ زِمَامِي
تِلْكَ الْحَرُوفُ تَجَسَّدَتْ أَرْوَاحُهَا=مِثْلَ الْحِسَانِ بِجَنَّةِ الأَنْعَامِ
تَسْكُبْنَ أَوْعِيَةَ الرَّحِيِقِ كَأَنَّمَا=تَسْكُبْنَهَا بِأَصَابِعِ الأَحْلاَمِ
فَتَدِرُّ خَيْرَاتَ اللَّيَانِ كَأَنَّهَا=رَضِعَتْ مِنَ الْفِرْدَوْسِ دُونَ فِطَامِ
وَأَنَا بِمَرْأَى السَّاحِرَاتِ أَظُنُّنِي=قَدْ قُلْتُ مَا لَمْ يَمْتَلِكْهُ كَلاَمِي
غيداء الأيوبي
تحيتي وأجمل الأزهار
غيداء الأيوبي
09-07-2011, 04:43 PM
هَمْسُ الْقُبَل
هَاتِ اسْقِنِي مِنْكَ الهَوَى..قَطْرَ القُبَلْ=وَاعْطِفْ عَلَى ثَغْرٍ تَعَرَّى بِالْغُلَلْ
وَاسْكُبْ لَذِيِذَ الرَّاحِ مِنْ هَمْسِ الْمُنَى=وَاشْرَبْ مَعِي وَاكْرَعْ خُمُوراً بِالْجُمَلْ
يَا دَوْحَةَ الْعَطْشَانِ مَتِّعْ نَاظِرِي=دَعْنِي أُلاَقِي فَارِسِي تَحْتَ الظُّلَلْ
قَدْ نَسْتَوِي مِنْ هَمْسِنَا أُنْشُودَةً=يَشْدُو بِهَا طَيْرُ الرَّوَابِي وَالْجَبَلْ
لا تَبْتَعِدْ عَنْ مُقْلَتِي وَانْظُرْ مَعِي=فِي الْعَيَنِ تَلْقَى نَجْمَكَ السَّارِي وَصَلْ
وَاسْبَحْ بِبَحْرِ الْمُنْتَهَى فِي نَظْرَتِي=فَالدَّمْعُ فِي عَيْنِي كَمَوْجٍ مُخْتَزَلْ
خَبَّأْتُ صَفْوَ الْمَاءِ حَتَّى نَلْتَقِي=وَالدَّمْعُ يَغْدُو فَوْجَ أَشْوَاقِ الْمُقَلْ
قَدْ يَلْتَقِي الْخَدَّانِ إِنْ صِرْنَا مَعاً=وَالثَّغْرُ تَيْهٌ بَيْنَ طَيَّاتِ الْعَسَلْ
فَالْهَمْسُ حُلْوٌ بَيْنَنَا مِثْلُ الْهَوَا=إِنْ رَفَّ جِفْنٌ بِارْتِعَاشٍ مِنْ خَجَلْ
أَيْنَ التَّلاَقِي ؟ يَا حَبِيِبِي دُلَّنِي=أَيْنَ الأَمَانِي ؟ أَيْنَ بُسْتَانُ الأَمَلْ ؟
هَلْ بَيْنَ أَزْهَارٍ نُلاَقِي بَعْضَنَا ؟!=وَالرَّوْضُ يَحْلُو طَيَّ تِحْنَانِ الْحُلَلْ!؟
وَالْمَلْبَسُ الْفَضْفَاضُ يَغْدُو نَادِياً !=إِنْ سَيَّحَ الْوَرْدُ ارْتِوَاءً وَانْهَمَلْ!؟
أَمْ نَهْتَدِي لِلشَّطْءِ نَشْذُوُا رَمْلَهُ ؟=إِنْ عَبَّقَتْ أَجْسَادُنَا رَمْلَ الْبَلَلْ !؟
فَالْجَوُّ صَحْوٌ وَالنَّسِيِمُ الْمُنْتَدِي=مِنْ فُلِّنَا مَصَّ الأَمَانِي فَاحْتَفَلْ
هَاتِ اسْقِنِيِهَا رَوْيَتِي يَا مُنْيَتِي=عِنْدَ الْفَيَافِي أَوْ بِبَيْدَاءِ الطَّلَلْ
أَوْ فَوْقَ سَفْحٍ أَبْيَضٍ مِنْ ثَلْجِهِ=فَالْبَرْدُ مَثْوَانَا إِذَا حَرَّ الْغَزَلْ
يَا سَيِّدِي هَا فَاحْتَوِيِهَا سَكْرَتِي=جَنَّتْ مَوَازِيِنِي وَصَرْحِي مَا اعْتَدَلْ
وَالْقَلْبُ يَبْكِي مِنْ تَبَارِيِحِ الْجَوَى=شِرْيَانُهُ التَّاجِيُّ أَضْحَى فِي شَلَلْ
مَا اسْتَرْأَدَتْ أَجْيَالُ عُمْرِي فِي الْهَوَى=فَالْمُدْلَهَاتُ اسْتَوْطَنَتْ طِفْلَ الكِلَلْ
دَعْنَا نُنَاغِي لَيْلَنَا فِي حُلْمِنَا=نُشْفِي فُؤَادَيْنَا بِرَيْحَانِ الزَّجَلْ
يَا لُؤْلُؤاً يُثْرِي سَمَائِي بَهْجَةً=قَدْ أَتْأَمَتْ عَيْنِي بِأَقْمَارِ الْجَلَلْ
فَالْعَيْنُ فِي رُؤْيَاكَ تَغْدُو حَفْلَةً=وَالرَّقْصُ يَحْنُو طَيَّ أَهْدَابِ الْكَسَلْ
هَلْ كُنْتَ تَدْرِي يَا حَبِيِبِي إِنَّنَا=مُنْذُ الْتَقَيْنَا مَا الْتَقَيْنَا بِالْمُقَلْ ؟!
هَلْ نَكْتَفِي إِنْ كَانَ لُقْيَانَا الرَّوَى ؟!=وَالْهَمْسُ يَغْدُو مِلْءَ رُوحَيْنَا الْبَدَلْ ؟!
يَا سَيِّدِي فَاسْمَحْ إِذاً أَنْ أَنْحَنِي=لِلْحُبِّ عِنْوَانٌ هُنَا حَتَّى الأَجَلْ
إِنَّا الْتَقَيْنَا يَاحَبِيِبِي مِثْلَمَا=كُنَّا وَصِرْنَا..سَوْفَ نَبْقَى لِلأَزَلْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
18-07-2011, 11:05 PM
هُوَ الْحُبُّ
أَمِنْ هَوَى النَّفْسِ نَشْكُو حِيِنَ نَسْلُوهُ ؟=أَمْ نَشْتَكِي مِنْ فُرَاقٍ لَيْسَ نَرْجُوهُ ؟
وَهَلْ لِقَلْبِ الْهَوَى عَقْلٌ لِنسْأَلَهُ ؟=وَهَلْ يُجِيِبُ الْهَوَى وَالْقَلْبُ مَشْدُوهُ ؟
عَلَى شَفِيِرِ الْجُنُونِ الْحُبُّ يَحْمِلُنَا=وَمِنْ جُنُونِ الْهَوَى نَحْيَا فَنَحْدُوهُ
فَكَيْفَ يَنْبِضُ فِي الأَرْوَاحِ شَاعِرُهَا ؟=بِغَيْرِ حِسٍّ وَلا وِجْدَانَ يَشْدُوهُ
الْحُبُّ بَدْرٌ لِلَيْلاتٍ بِلا قَمَرٍ=فَاللَّيْلُ يَضْوِي إِذَا مَا الْحُبُّ يَكْسُوهُ
الْحُبُّ شَمْسٌ بِعَيْنِ الْفَجْرِ قِبْلَتُهَا=إِذَا اسْتَفَاقَ الْهَوَى فَالنُّورُ يَجْلُوهُ
وَكُلَّمَا اشْتَدَّ حُبٌّ يَرْتَخِي عَصَبٌ=وَالْحُبُّ لاَ يَرْتَخِي لَوْ عَصَّبَ الْبُوهُ
سِحْرٌ يُصِيِبُ النُّهَى وَالْقَلْبُ يَعْشَقُهُ=رُغْمَ اخْتِلالِ الْجَوَى فَالفِكْرُ يَشْجُوهُ
لَوْلا بُلُوغ الْمُنَى مِنْ بَعْدِ عَاصِفَةٍ=لَمَا رَكِبْنَا الْهَوَى وَالْجَوُّ مَعْتُوهُ
هُوَ اللَّذِيِذُ الَّذِي نَحْيَا بِشَهْقَتِهِ=إِنْ حَنْظَلَ الدَّهْرُ شَهْدُ الْحُبِّ يَبْلُوهُ
مَاذَا الْحَيَاةُ وَلا ذَا الْحُبُّ يُنْعِشُنَا ؟=فَالْمَوْتُ أَشْفَى إِذَا كُنَّا سَنَمْحُوهُ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
18-08-2011, 03:24 AM
إِلَهِي
يَرْجُفُ الْحِبْرُ فِي يَرَاعِي لِسَانَا=وَيَدِي تَحْضُنُ الْمِدَادَ لَيَانَا
رِعْشَتِي الْوَلْهَى لِلِكِتَابَةِ تَحْنُو=وَشُعُورِي سَيَسْكُبُ الأَلْحَانَا
وَرَحِيِقٌ مِنَ الْكَلاَمِ سَيُنْدِي=وَزُلالٌ يُسَلْسِلُ الأَشْجَانَا
وَعَبِيِرٌ مِنَ الْحُرُوفِ سَيَطْفُو=فَزُهُورِي تَفَتَّحَتْ زَعْفَرَانَا
بِاسمِ رَبِّي سَأَدْخُلُ الرَّوْضَ شِعْراً=وَقِطَافِي سَيُنْعِشُ العَطْشَانَا
بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِي إِلَهِي=فَخُضُوعِي يُنَاظِرُ الْعِنْوَانَا
دَمْعَتِي السَّكْرَى فِي عُيُونِي تُصَلِّي=وَالرُّؤَى الْيَقْظَى تَسْتَخِيِرُ حِسَانَا
فَافْتَحِي لِي يَا فِكْرَتِي بَابَ عَقْلِي=وَدَعِيِنِي لِأنْهَلَ التِّبْيَانَا
بَابُ دَوْحٍ مِنَ النَّخِيِلِ رَطِيِبٍ=أَوْرِيَاضٍ تُزَهِّرُ الرُّمَانَا
وَلِأَنِّي رَجَوْتُ رَبِّي بِدَمْعِي=فَخُشُوعِي سَيَدْخُلُ الرَّيَانَا
إِنَّكَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيِمُ أَعِنِّي=فَدُعَائِي يَذُلُّ مِنْكَ هَوَانَا
مِنْكَ أَنْعِمْ بِفَضْلِكَ اللهُ إِنِّي=لَكَ عَبْدٌ تَخَيَّرَ الإِحْسَانَا
مَلِكُ الْكَوْنِ يَا إِلَهِي فَزِدْنِي=مِنْ عَطَاءٍ يَعِزُّ فِيَّ كَيَانَا
أَيُّهَا الْقُدُّوسُ الْمُنَزَّهُ رَبِّي=خُذْ بِوَجْدِي وَطَهِّرِ الإِنْسَانَا
وَلأَنْتَ السَّلاَمُ فَانْشُرْ سَلاَماً=بِفُؤَادٍ يَرَاكَ فِيِهِ الأَمَانَا
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ ائتَمِنْ لِي بِوَعْدٍ=مِنْكَ رَبِّي أُصَدِّقُ التِّبْيَانَا
قَدْ تَقِيِنِي مِنَ الْعَذَابِ فَخَوْفِي=فِي دِمَائِي يُسَرْبِلُ الشِّرْيَانَا
يا إِلَهِي الْمُهَيْمِنُ احْفِظْ حَيَاتِي=وَإِذَا مُتُّ فَاحْتَضِنْ لِي مَكَانَا
الْعَزِيِزُ الْجَبَّارُ سُبْحَانَ رَبِّي=عِزَّ رُوحِي لِأَسْتَتِبَّ زَمَانَا
أَيُّهَا الْخَالِقُ احْتَوِ الْخَلْقَ خَلْقِي=وَاخْتَرِعْ لِي بِمَا انْفَطَرْتُ بَيَانَا
لَكَ يَا بَارِئُ الْخَلاَئِقِ وَجْدِي=سَاجِدٌ يَرْتَجِي مِنْكَ الْحَنَانَا
هُوَ أَنْتَ الْمُصَوِّرُ الْجَادَ شَكْلِي=فَامْسَحِ الْقُبْحَ وَاسْتُرِ الْمُزْدَانَا
أَيُّهَا الْغَفَّارُ اغْتَفِرْ لِي ذُنُوبِي=لَسْتُ أَرْضَى بِذِي الدُّنَى عِصْيَانَا
أَنْتَ أَنْتَ الْقَهَّارُ يَا رَبُّ وَيْحِي=كَيْفَ أُرْضِي بِفِطْرَتِي سُلْطَانَا
إِنَّكَ الْوَهَّابُ الْجَزِيِلُ الْعَطَايَا=هِبْنِيَ الخَيْرَ فِي الأَسَى رِضْوَانَا
إِنَّكَ الرَّزَاقُ التَمُدَّ احْتِيَاجِي=وَأَنَا أَحْتَاجُ الصَّلاَحَ اخْتِزَانَا
أَيُّهَا الْفَتَّاحُ افْتَتِحْ لِي سَبِيِلاً=وَدُرُوباً تُيَسِّرُ الْعَسَرَانَا
الْعَلِيِمُ الْمُحِيِطُ أَنْتَ بِسِرِّي=فَلَعَلِّي أُزَيِّنُ الْكِتْمَانَا
قَابِضٌ بَاسِطٌ هُوَ اللهُ عَدْلٌ=أَيَّ رِزْقٍ يَشَاءُهُ سَيَّانَا
خَافِضٌ رَافِعٌ فَدَيْتُكَ رَبِّي=خُذْ بِوَجْدِي وَزِدْ بِيَ الإِيِمَانَا
الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ يَا رَبُّ هِبْنِي=عِزَّةً..وَاشْدِدْ قُوَّتِيِ غُفْرَانَا
السَّمِيِعُ الْبَصِيِرُ أَنْتَ إِلَهِي=بِكَ أَنْتَ الْوَحِيِدُ قَلْبِي اسْتَعَانَا
حَكَمٌ يَا اللهُ وَالْعَدْلُ رَبِّي=جِئْتَ بِالْحَقِّ يَدْحَرُ الْخُسْرَانَا
غيداء الأيوبي
هي قصيدة طويلة لذا رأيت أن أنشر جزءً منها
غيداء الأيوبي
19-08-2012, 11:50 AM
عِيِدُ الرَّيَاحِيِنِ
صَبَاحُكَ الحُبُّ يَا طَيْرَ الرَّيَاحِيِنِ=وَعِيِدُكُ الْوَرْدُ فِي قَلْبِ الْبَسَاتِيِنِ
إِنِّي أُحِبُّكَ طَيَّ الشِّعْرِ أَبْعَثُهَا=وَالْحَرْفُ يُرْسِلُ أَشْوَاقَ الشَّرَايِيِنِ
تَذُوبُ رَقْرَقَةً كُلُّ الْحُرُوفِ هُنَا=كَأَنَّهَا شَرِبَتْ شَهْدَ الأَفَانِيِنِ
لَوْ تَلْمِس الْكَلِمَ الْمَسْكُوبَ لَالْتَصَقَتْ=تِلْكَ الأَنَامِلُ مِنْ عُسْلِ المَضَامِيِنِ
وَطَيِّبَاتٌ بِهَذَا الدَّلِّ مُفْعَمَةٌ=كَأَنَّهَا احْتَضَنَتْ لُبَّ الْعَرَاجِيِنِ
تَطْرَحْنَ أَرْطَابَ جَنَّاتٍ بِلاَ كَلَلٍ=تَطْرَحْنَهَا فِيِ اعْتِصَارَاتِ الْمِيَادِيِن
أُقَلِّبُ الْكَلِمَ الْمَمْشُوقَ فِي نَسَقِي=وَلاَ يُقَلِّبُنِي حَزْمُ الْمَوازِيِنِ
هَذَا الرَّحِيِقُ الَّذِي يَجْرِي بِمُفْرَدَتِي=عُصَارَةٌ جَمَعَتْ أَزْهَارَ سَاقِيِنِي
وَهَذِهِ النَّشْوَةُ السَّكْرِى بِرَوْضَتِها=نِسْرِيِنَةٌ رَشَفَتْ مِنْ غُصْنِهَا لِيِنِي
إِنِّي أُنَادِيِكَ وَالأَزْيَانُ أَنْقُشُهَا=عَلَى حُرُوفِ النِّدَا حَتَّى تُحَاكِيِنِي
كَأَنَّ مَا تَوَّجَ الْمَكْتُوبَ فِي كَلِمِي=حسُّ الرَّوَى فِي يَنَابِيِعِ الْقَرَابِيِنِ
يَا قَلْبِيَ الْمُنْحَنِي وَالشَّوْقُ حِرْفَتُهُ=أَلاَ يُلَبِّي الرَّجَا بَيْنُ السَّلاَطِيِنِ؟!
فَافْرُدْ جَنَاحَ الْهَوَى وَافْرِشْ رِوَايَتَهُ=وَطِرْ بِنَا لِلْمَدَى مِثْلَ الشَّوَاهِيِنِ
حَتَّى نَطُوفُ عَلَى الْبُلْدَانِ نُبْهِجُهَا=وَنَرْسِمُ الْعِيِدَ فِي أُفْقِ الْمَلاَيِيِنِ
مُذْ أَثْقَلَتْ مِحْنَةُ الثَّوْرَاتِ قَادَتَهَا=وَالْحُزْنُ يَخْمُدُ أَفْرَاحَ الْمُصَابِيِنِ
أَلاَ يَجُودُ الرَّفِيِفُ الْحُرُّ فِي دَمِنَا=بِنَجْمَةِ الْحَقِّ فِي ظُلْمِ الْمَطَاعِيِنِ ؟!
كَمْ كِلْمَةٍ لِيَ فِي الأَعْمَاقِ صَامِتَةٍ=أَسْمَى وَيُغْرِقُهَا حِمْلٌ يُبَارِيِنِي
يُخَفِّفُ الْقَوْلُ حِيِناً ثُقْلَ عِلَّتِنَا=وَلاَ يُطَبِّبُنَا كُلَّ الأَحَايِيِنِ
وَ نَهْتِفُ الشِّعْرَ حيِنَ الْبَيْنُ يَفْصِلُنَا=وَلاَ يُجَمِّعُنَا جَمُّ الدَّوَاوِيِنِ
مَشَاعِرٌ رُبَّمَا تَشْتَدُّ ثَوْرَتُهَا=مُحْتَارَةً بَيْنَ بَرْدِي وَالسُّخَاخِيِنِ
وَإِنَّنَا فِي الْهَوَى لَوْ ضَاعَ مَنْزِلُهُ=لَكِنَّهُمُ فِي مَتَاهَاتِ الْقَوَانِيِنِ
حَتَّامَ نَبْحَثُ عَنْ تَوْطِيِنِ غُرْبَتِنَا=وَالتَّيْهُ يَسْكُنُ فِي كُلِّ الْعَنَاوِيِنِ
يَعِيِشُ مُرْتَحِلاً فِي خُلْدِ مَمْلَكَتِي=حُلْمٌ يُرَاوِدُنِي حِيِناً إِلَى حِيِنِ
لَيْتَ الأَمَانِيَّ تَرْوِيِنِي الَّذِي شَرِبَتْ=مِنْ جَعْبَتَي أَمَلاً مِنْ كَأْسِ رَاوِيِنِي
إِذَا حَبَاهَا الْإِلَهُ الْفَضْلَ مُنْتَقِصاً=فَلَنْ يَزِيِدَ بِهَا إِلَّا مُنَى الدِّيِنِ
لَكِنْ بِذَاكَ وَذَا عِيِدٌ يُعَاوِدُنَا=وَهَا أَنَا مُهْجَتِي تَحْبُو بِذَا الطِّيِنِ
تَوَدُّ أَنْ أَمْلَأَ الْفَحْوَى ِبِتَهْنِئَةٍ=تَمْحُو رَقَائِقُهَا دَمْعَ الْمَسَاكِيِنِ
أَعُودُ دُونَ الَّذِي في الرُّوحِ حُلَّتُهُ=لِكَيْ أَرَى ثَوْبَ عِيِدِ الْفِطْرِ كَاسِيِنِي
عَلَى سَرِيِرٍ مِنَ الأَنْدَاءِ أُرْسِلُهَا=صَبَاحُكَ الْحُبُّ فِي عِيِدِ الرَّيَاحِيِنِ
غيداء الأيوبي
كل عام وأنتم بخير
غيداء الأيوبي
18-06-2014, 09:09 PM
أُخْتَاهُ
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا الله
أُخْتَاهُ قَدْ رَحَلَتْ يَا جَنَّةَ الْخُلْدِ=فَاسْتَقْبِلِيه ا بِمَاءِ الْوَرْدِ فِي اللَّحْدِ
خَمْسُونَ عَامٍ مَضَتْ وَالحُبُّ رَايَتُهَا=كَأَنَّها خَلَقَتْ مِنْ وَجْدِهَا سَعْدِي
كَالْيَاسَمِيِنِ بَيَاضُ الثَّلْجِ قَدْ صَمَتَتْ=وَاسْتَبْرَقَ النَّعْشُ بِاسْتِرْخَائِهَا الْفَرْدِي
بِالأَمِسِ كُنْتُ أَرَى كَالْبَدْرِ طَلَّتَهَا=وَالْيَوْمَ تَبْكِي عُيُونُ اللَّيْلِ مِنْ فَقْدِي
فَاسْتَرْسِلِي يَا دُمُوعَ الْحُزْنِ وَاْعْتَصِرِي=مِنْ نَبْضِ قَلْبِي شَدِيِدَ الآهِ وَاسْتَجْدِي
لَا شَيْءَ يُطْفِئُ نَاراً زَادُهَا نَفَسٌ=فَكُلَّمَا اسْتَنْشَقَ الشَّوْقُ اصْطَلَى وَجْدِي
كَمْ كُنْتُ أَرْجُو بِأَنْ أَلْقَى بَشَاشَتَهَا=قَبْلَ الْتِقَائِي بِوَجْهِ الْمَوْتِ فِي الْوَعْدِ
أَتَيْتُ لَكِنْ بِلَا كَفٍّ تُصَافُحِنِي=غَسَلْتُ كَفِّي لِغَسْلِ الطُّهْرَ فِي الْمَهْدِ
مِثْلَ الْمَلَاكِ اسْتَوَى جِثْمَانُهَا رَفَفاً=صَلَّى عَلَى كَفَنِ الصَّفْوَاءِ فِي الْوَهْدِ
يَا رَبُّ إِنِّي فَقَدْتُ الأُخْتَ مُؤْمِنَةً=لَكِنَّ حُزْنِي كَمُرْتَدٍّ بِلاَ هَوْدِ
هَذَا اللَّهِيبُ الَّذِي يَسْرِي بِأَوْرِدَتِي=مَشَاعِرٌ تَرْتَجِي نِيِرَانُهَا حَمْدِي
وَهَذِهِ الرِعْشَةُ الْعُظْمَى بِلاَ كَلَلٍ=تَصُولُ فِي جَسَدِي كَالْجُنْدِ فِي الْبَرْدِ
أَصْبَحْتُ دُونَكِ يَا مَرْضِيَّتِي شَفَقاً=مَا بَيْنَ نَارِي وَبَاقِي النُّورِ فِي الْبُعْدِ
عَزَائِيَ الْمُلْتَوِي فِي قَلْبِ مَنْقَبَتِي=نَبْضٌ سَيَحْيَا عَلَى ذِكْرَاكِ فِي غِمْدِي
الصَّمْتُ دَائِرَتِي مُذْ غِبْتِ يَا نَغَماً=يَحُومُ مُسْتَمِعاً لِلآهِ فِي رَعْدِي
حَتَّامَ أَرْجُو مُحَيَّاكِ الَّذِي نَزَعَتْ=مِنْهُ الْحَيَاةَ يَدُ الْمَوْتِ الَّتِي تَرْدِي
طَالَتْكِ يَا أُخْتَ لَكِن لَمْ تَطُلْ مَلَكَاً=كَالنُّورِ لَفَّكِ بِاللَّأْلاَءِ فِي الْفَيْدِ
حَتَّامَ أَطْلُبُ مِنْ عَقْلِي مُجَادَلَةً=وَالْحَقُّ إِنَّ يَقِيِنَ الْقَلْبِ فِي رُشْدِ
فَقَدْ رَحَلْتِ وَأَنْتِ الآنَ أُمْنِيَةٌ=لَسَوْفَ تَبْقَى طَوَالَ الْعُمْرِ كَالْعَهْدِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-06-2014, 09:47 PM
نَوْمَةُ مَلاَك
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا الله
أَغْمَضَتْ عَيْنَيْهَا فَنَامَ الرَّجَاءُ=كَيْفَ أَرْجُو إِذَا الْمُوَاتُ قَضَاءُ
تَرَكَتْنِي بِظُلْمَةِ اللَّيْلِ عَيْناً=يَتَمَاهَى بِدَمْعِهَا الإِغْفَاءُ
كُلُّ شَيْءٍ بَدَا بِلاَ أَيِّ شَيْءٍ=هَلْ سَيَبْدُو إِذَا ادْلَهَمَّ الضِّيَاءُ ؟!!
كَمَلاكٍ( مَرْضِيَّةٌ )قَدْ تَوَفَّتْ=فَتَوَارَتْ بِصَفْوِهَا الأَشْيَاءُ
لِمَ غَطَّتْ مُلَاءَةُ الْمَوْتِ وَجْهاً=قَبْلَ فَجْرٍ قَدْ يَرْتَدِيِهِ الشِّفاءُ؟!!
كَيْفَ نَامَتْ وَفِي الْمَنَامِ رَمَتْنِي=بَيْنَ شَوْقٍ حَرَامُهُ اسْتِرْخَاءُ
صرْتُ لِلْأَوْرَاقِ الَّتِي مَزَّقَتْنِي=كَلِمَاتٍ يَنُوحُ فِيِهَا الرَّجَاءُ
حِيِنَ كَانَتْ تَهلُّ كَالْبَدْرِ يَبْدُو=كُلُّ شَيْءٍ غَفَى عَلَيْهِ الْهَبَاءُ
رُبَّ نَفْسٍ تَنَاوَلَتْهَا الْحَنَايَا=فَتَهَادَتْ حَنَانَهَا الأَعْضَاءُ
وَشُعُورٌ كَأَنَّهَا أَلْبَسَتْهُ=مِن رِيَاضٍ يَطِيِبُ فِيِهَا النَّقَاءُ
تَسْكُبُ الْوَرْدَ فِي خَرِيِفِ الْمعَانِي=فَتُنَدِّي رَحِيِقَهَا الأَسْمَاءُ
كُلَّمَا أَلْقَتْ بِاللِّقَاءِ التَّحَايَا=فَاحْتِفَالٌ بثَغْرِهَا وَغِنَاءُ
وَابْتِسَامٌ تَذُوبُ فِيهِ زُهُورٌ=تَتَدَاوَى بِشَهْدِهَا الغَيْنَاءُ
آهِ يَا بِنْتَ الْوَرْدِ مَا طَيَّبَتْنِي=مُنْذُ غِبْتِ ابْتِسَامَةٌ زَهْرَاءُ
أَصْبَحَتْ يَاسَمِيِنَةُ الْحُبِّ حُلْماً=يَعْتَرِنِي إِذَا اسْتَحَالَ العَطَاءُ
آهِ يَا أُخْتَ النُّورِ قَدْ وَدَّعَتْنِي=أُمْسِيَاتٌ بِكِ الْتَقَاهَا الصَّفَاءُ
لَسْتُ أَقْوَى عَلَى فُرَاقِكِ وَيْحِي=كَيْفَ أَقْوَى وَأَنْتِ أَنْتِ الْعَزَاءُ
ذِكْرَيَاتِي طُفُولَتِي وَشَبَابِي=شَيَّبَتْهُمْ بِفَقْدِكِ الأَحْيَاءُ
كُنْتِ رُوحاً تُصَبِّرُ الصَّبْرَ حَتَّى=يَتَصَافَى بِدَمْعَتَيْهِ الْبَقَاءُ
كُنْتِ قَلْباً يُقَلِّبُ الآهَ حُبّاً=تَتَطَرَّى بِضَمِّهِ الأَنْحَاءُ
هَلْ سَأَنْسَى شَقِيقَةً مِثْلَ بَدْرٍ=إِنْ تَرَاءَت تَلَأْلَأَتْهَا السَّمَاءُ ؟!!
لَسْتُ أَنْسَى بَرِيِقَ ذَاكَ الْمُحَيَّا=حِيِن يَذْكُو بِوَجْنَتَيْكِ السَّنَاءُ
مَا تَخَفَى بَرِيِقُكِ الْلَّا يُهَدِّي=فَيُوَاسِيِنِي حِينَ يَبْدُو الْبَلَاءُ
فَأَرَانِي أَرَاكِ فِي الرُّوح طَيَفاً=يَتَسَنَّى بوَاحِدَيْنَا اللِّقَاءُ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
10-02-2016, 08:49 PM
الْفَرَاشَةُ الْبَيْضَاءُ
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا اللهُ
كَالْحُلْمِ تَطْفُو فِي الْفِرَاشِ مُرَفْرِفَةْ=فَأَطِيرُ شَوْقاً طَيَّ تـلْكَ الأَغْلِفَةْ
وَفَرَاشَةٌ بَيْضَاءُ تَأْتِي فِي الدُّجَى=فَتُضِيئُنِي أَشْكَالُهَا الْمُتَرَفْرِفَةْ
إٍنِّي أَرَاهَا رُغْمَ ظُلْمَةِ غُرْفَتِي=مِثْلَ الثُّرَيَّا فِي اللَّيَالِي الْمـُدْنَفَةْ
لَنْ تَرْحَلَ الرُّؤْيَا بِضَمِّ رَبِيعِهَا=فَحَدِيقَةُ الأُخْتَيْنِ جَوْفَ الْـمِلْحَفَةْ
مَرْضِيَّةُ الأشْوَاقِ يَا نُورَ الرُّؤَى=الرُّوحُ وَلْهَى وَالْعُيُونُ مُكَتَّفَةْ
الْعِيدُ جَاءَ وَأنْتِ غِبْتِ بِتُرْبَةٍ=أَعْيَادُهَا مِنْ صَفْوِ رُوحِكِ مُرْهَفَةْ
لَكِنَّ عِيدِيَ فِي الْحَيَاةِ مُدَثَّرٌ=وَ مُلاَءَةُ الأَحْزَانِ فَوْقِيَ مِنْدَفَةْ
تِلْكَ الأَمَانِيُّ الَّتِي فِي نَوْمَتِي=تُهْدِي الصَّبَاحَ تَفَاؤُلاً لَنْ أَكْسِفَهْ
لَوْ كَانَ مَوْتُ الْمَرْءِ قَطْعَ حَيَاتِهِ=مَا خَلَّدَ التَّارِيخُ تِلْكَ الْمَعْرِفَةْ
وَأَنَا نَذَرْتُ بِأَنْ أُعِيدَكَ لِلدُّنَى=إِسْماً يُرَفْرِفُ فِي الْحُرُوفِ الْمُشْرِفَةْ
عِيشِي بِرُوحِي هَاهُنَا وَتَنَفَّسِي=مِنْ نَبْضِ حُبٍّ مِنْ دَمِي لَنْ أَصْرِفَهْ
حِطِّي عَلى شِرْيَانِ قَلْبِي كُلَّمَا=رَفَّ الشُّعُورُ بِمُهْجَتِي كَيْ أَوْصِفَهْ
الْوَرْدُ فِي خَلَجَاتِ شِعْرِي نَازِفٌ=فَاسْتَرْسِلِي بَيْنَ الرَّحِيقِ لِأقْطِفَهْ
فَالْحَرْفُ فِيكِ مُلَفْلَفٌ بِرَشَاقَةٍ=تَنْسَابُ نَهْراً فِي حُقُولِ الْهَفْهَفَةْ
أَنَا كُلَّمَا رَفْرَفْتِ يَا مَرْضِيَّتِي=بَيْنَ الْغُيُومِ تَحُومُ رُوحِي الْمُرْدَفَةْ
فَأَنَالُ مِنْ نَبْعِ الْجَمَالِ مَآثِراً=فِي نَبْضِ فِكْرِي سَيْلُهَا لَنْ أَوْقِفَهْ
لَازِلْتُ أَذْكُرُ ضَحْكَةً فِي حَفْلَةٍ=تَرْنِيِمُهَا يُغْرِي الشُّعُورَ لِأَنْزِفَهْ
أَيْنَ الأَغَانِيُّ الَّتِي رَقَصَتْ لَنَا=تِلْكَ اللُّحُونُ تَسَمَّرَتْ فِي الْمِعْزَفَةْ
ذَبَلَتْ بُعَيْدَكِ يَا فَرَاشَةَ رَوْضَتِي=كُلُّ الزُّهُورِ عَلَى غُصُونِ الشَّفْشَفَةْ
هَاتِي اسْقِنِيهَا ذِكْرَيَاتِ حَيَاتِنَا=فِي رُؤْيَةٍ أَطْلاَلُهَا مُتَأَسِّفَةْ
حَتَّى تُزَفْزِفُ فِي جِنَانِ عِنَاقِنَا=عُصْفُورَةٌ فَقَدَتْ جَنَاحَ الزَّفْزَفَةْ
وَيَعُودُ شِعْرُ الْحُبِّ بَلْسَمَ كِلْمَتِي=وَيَطِيبُ قَوْلِي حِيِنَ أَشْدُو أَحْرُفَهْ
أَوَّاهُ يَا مَرْضِيَّتِي كَيْفَ اسْتَوَى=صَوْتُ الطُّيُورِ عَنَادِلاً مُتَأَفِّفَهْةْ
لَوْ سَجَّلَ الْقَلَمُ الْحَزِيِنُ مَشَاعِرِي=لَتَمَزَّقَتْ أَوْرَاقُ شِعْرِي الْمُكْنَفَةْ
الصَّبْرُ يَا اللهُ أَصْبَحَ عَالَمِي=وَكَأَنَّ رَوْحَ الرُّوحِ لَنْ أَتَصَوَّفَهْ
لَكِنَّهَا تَبْقَى مَعِي أُنْشُودَةً=لَازَال فِيِهَا اللَّحْنُ يَبْكِي مَوْقِفَهْ
لَمَّا أَرَاهَا فِي غَشَاوَةِ أَدْمُعِي=يَصْفُو الدُّعَاءُ بِلَهْفَتِي كَيْ أَهْتِفَهْ
هَذَا فُؤَادِي سَاجِدٌ فِي مِحْنَتِي=وَالصَّبْرُ فِي كَنَفِي يُبَجِّلُ مِصْحَفَهْ
سَأَقُولُهَا لِفَرَاشَتِي وَأُعِيدُهَا=يَا رَبُّ أَنْعِمْ بِالْجِنَانِ الْمُتْرَفَةْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
10-02-2016, 08:53 PM
رَيْحَانَةُ الْحُبِّ
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا اللهُ
فَقَدْتُ الأُخْتَ يَا عَيْنايَ عُذْرَا=سَأَبْكِيهَا طَوَالَ الْعُمْرِ تَتْرَى
وَلَنْ أَنْسَى مَلَامِحَهَا لِأَنِّي=حُبِسْتُ بُعَيْدَ مَثْوَاهَا بِذِكْرَى
أُنَادِيهَا بِقَلْبِ الصَّمْتِ شَوْقاً=وَلَكِنَّ الصَّدَى يَرْتَدُّ هَجْرَا
كَأَنِّي دُونَ رَوْضَتِهَا أُغَنِّي=عَلَى غُصْنٍ بِهِ الْأوْرَاقُ سَكْرَى
فَأَسْقُطُ دُونَ لَمْسِ الْوَرْدِ حَتَّى=أُغَرِّدُ طَيَّ شَوْكِ الْبَيْنِ قَهْرَا
أُعَاتِبُنِي لِأَنِّي حِينَ كَانَتْ=كَيَانِي لَمْ يَكُنْ لِلأُخْتِ ظَهْرَا
فَلُومِينِي أيَا مَرْضِيَّتِي لَا=تَغِيبِي عَنْ عُيُونِ الْحُبِّ دَهْرَا
أُحِبُّكِ لَمْ أَقُلْهَا كُلَّ يَـوْمٍ=وَرُغْمَ المَوْتِ يَحْيَا الْحُبُّ جَهْرَا
فَيَا رَيْحَانَةَ الْحُبِّ اعْذُرِينِي=لِأَنِّي لَمْ أَجْدْ فَي الْقَلْبِ عُذْرَا
فَكَيْفَ تَعِيشُ فِي جَسَدِي حَيَاةٌ=وَرُوحِي تَنْبُضُ الآهَاتِ نَحْرَا
تُصَاحِبُنِي ابْتِسَامَتُكِ الَّتِي لَا=تُفَارِقُ وَجْهَكِ الْيَنْسَابُ طُهْرَا
فَأَضْحَكُ ثُمَّ أَبْكِي ثُمَّ أَصْحُو=لِأَلْقَانِي بِوَجْهِ الْمَوتِ حَيْرَى
وَأَحْبِسُ مَا تَعَذَّرَ مِنْ دُمُوعِي=لِأَطْلُقَهَا بِدَمِّ الْقَلْبِ جَمْرَا
فَدَيْتُكِ يَا حَبِيبَةَ عُمْرِ عُمْرِي=فَإِنَّكِ لَمْ تَعِيشِي الْعُمْرَ عُمْرَا
وَلاَزَالَ الشَّبَابُ بِذَا الْمُحَيَّا=إِذَا مَا جِئْتِ فِي الأَحْلاَمِ بُشْرَى
كَأَنَّ الْوَرْدَ دُونَكِ دُونَ رُوحٍ=لِأَنَّكِ كُنْتِ لِلأَزْهَارِ عِطْرَا
وَلَا زَالَتْ تُذَكِّرُنِي حَيَاتِي=بِأَنَّكِ كُنْتِ لِلأَنْدَاءِ فَجْرَا
وَإِنَّ الْوَجْدَ لِلأَيّامِ يَحْنُو=لِأَنَّكِ كُنْتِ شَمْساً كُنْتِ بَدْرَا
فَطُوبَى لِلتُّرَابِ بِضَمِّ رُوحٍ=أنَارَتْ فِي الْوَرَى جَسَداً وَقَبْرَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
10-02-2016, 08:55 PM
شَفَّافَةُ النَّفْسِ
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا اللهُ
وَغَابَتْ كَطَيْفِ النُّورِ شَفَّافَةُ النَّفْسِ=فَغَطَّى ظَلَامُ الْبَيْنِ فِي فَقْدِهَا إِنْسِي
وَمَا وَدَّعَتْنِي كَيْ أُلاَمِسَ نَبْضَهَا=فَإِنِّي الْتَقَيْتُ الْمَوْتَ فِي رِعْشَةِ اللَّمْسِ
أَمَلْتُ بِوَصْلِي لِلشَّقِيقَةِ نَظْرَةً=فَشَقَّ وِصَالَ الرُّوحِ مِنْ رُؤِيَتِي يَأْسِي
وَلَوْ لَمْحَةٌ قَابَلْتُ قَبْلَ وَفَاتِهَا=أَنَارَتْ عُيُونِي..لَافْتَرَقْنَا بِلاَ خَلْسِ
يَطُولُ نَهَارٌ وَالدُّجَى لَيْسَ يَنْتَهِي=وَيَبْقَى اعْتِصَارُ الْقَلْبِ فِي يَوْمِهِ الْمَنْسِي
وَلَكِنَّنِي رُغْمَ الْغِيَابِ أَضُمُّهَا=كَلَيْلٍ يَضُمُّ الْبَدْرَ فِي غُرْبَةِ القَوْسِ
أَرَى ذِكْرَيَاتٍ قَدْ مَضْتْ كَمُلاَءَةٍ=تُدَثِّرُ عُمْقَ الْوَجْدِ فِي مُقْلَةِ الأَمْسِ
فَأُمْسِي بِلاَ دَمْعٍ يُبَلِّلُ صَحْوَتِي=وَأَصْحُو بِلا نَوْمٍ عَلَى فَرْشَتِي يُمْسِي
فَإِنَّ الرُّؤَى لِلْأُخْتِ فِيِهَا حِكَايَةٌ= تُزَيِّنُ دُنْيَا الْوَرْدِ فِي جَنَّةِ الهَمْسِ
فَهَلْ أَرْتَجِي مِمَّنْ تَوَارَتْ عَبِيرَهَا ؟=وَقَدْ ذَبَلَتْ فِي قَبْرِهَا نَشْوَةُ الغَمْسِ ؟!
وَإِنَّ وَفَاةَ الْمَرْءِ حَصْدُ حَيَاتِهِ=وَلَكِنْ ثِمَارُ الْخَيْرِ مِنْ صَفْوَةِ الْغَرْسِ
فَيَارَبُّ هَذِي الأُخْتُ كَانَتْ حَبِيِبَةً=وَمَا غَرَسَتْ فِي الرُّوحِ إِلاَّ هُدَى النَّفْسِ
إِلَهِي فَخُذْهَا لِلْخُلُودِ بِجَنَّةٍ=وَطَيِّبْ ثَرَاهَا بِالرَّيَاحِيِنِ وَالأُنْسِ
فَطُوبَى لِمَنْ صَانَتْ أَمَانَةَ رَبِّهَا=بِذَا الْخُلْدِ مِنْ حَرْسٍ تَعِيِشُ إِلَى حَرْسِ
لَعَلِّي أَرَى مَرْضِيَّتِي بِحَدَائِقٍ=تُسَافِرُ لِلْغَيْدَاءِ فِي غَابَةِ الطَّمْسِ
إِلَهِي فَزِدْنِي مِنْ نَسِيمِ شَقِيقَتِي=إِذَا مَا شَمِمْتُ الطِّيِبَ مِنْ ذِكْرِهَا المَلْسِي
فَإِنِّي بِلاَ مَرْضِيَّةِ الطُّهْرِ وَرْدَةٌ=مُمَزَّقَةُ الْأَوْرَاقِ مِنْ شِدَّةِ اليَبْسِ
وَيَشْتَدُّ حُزْنِي فِي دَوَامِ رَحِيِلِهَا=فَأَرْحَلُ فِي دُوَّامَةِ الصَّبْرِ مِنْ بُؤْسِي
وَلَيْسَ تَذُوقُ الرُّوحُ إِلَّا مُرَارَةً=وَإِنِي بِطَعْمِ الآهِ فَيَّاضَةٌ كَأْسِي
وَلِي مِنْ تَبَارِيِحِ الْفُرَاقِ مَشَارِبٌ=عَلَىَ غَيْمَةِ الآهَاتِ أَوْ حُفْرَةِ التَّعْسِ
كَأَنِّي غَرِيِبٌ فِي مَنَازِلِ هَاجِسِي=وَتَسْكُنُ ذِكْرَى الْأُخْتِ فِي حُجْرَةِ الْوَجْسِ
فَأَرْسمُهَا فِي مُقْلَتِي دُونَ لَوْحَةٍ= إِذَا غَمَّ دَمْعُ الْفَقْدِ وَالْعَكْسُ بِالْعَكْسِ
وَلَسْتُ أَرَاهَا بَلْ أَحسُّ بِوَجْدِهَا=كَمَنْ يَحْتَمِي بِالظِّلِّ مِنْ حُرْقَةِ الشَّمْسِ
أُفَتِّشُ عَنْهَا قَدْ أُلاَقِي خَيَالَهَا=يُشَفْشِفُنِي بِالْحَمْدِ إِمَّا الْتَقَتْ حَدْسِي
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
10-02-2016, 08:57 PM
مَرْضِيَّةُ الْحُبِّ
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا اللهُ
مَرْضِيَّةُ الْحُبِّ رُوحِي وَاسْلَمِي=فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ عِيِشِي وَانْعَمِي
مُذْ كُنْتِ لَازِلْتِ حُلْماً صَافِياً=أَلْمَاسَةٌ فِي خَبَايَا الْمُظْلِمِ
تِلْكَ الْبَشَاشَةُ فِي وَجْهِ الضِّيَا=لَا تَنْمَحِي رُغْمَ حُزْنٍ مُؤْلِمِ
دُنْيَا الْحَدَائِقِ تَبْقَى لَوْحَةً=أَصْفُو بِهَا فِي حَيَاةِ الْمَرْسَمِ
فَلَنْ تَغِيِبَ وُرُودٌ طَالَمَا=ذِكْرَاكِ تَجْرِي رَحِيِقاً فِي الدَّمِ
كَالبَلْسَمِ اسْمُكِ يَا مَرْضِيَّتِي=يَحْبُو لِثَغْرِ الرَّوَى بِالْمَرْهَمِ
لَوْلَاكِ لَوْلَا رَبِيِعاً ضَمَّنَا=مَا اسْتَنْشَقَ الشِّعْرُ رَيْحَانَ الْفَمِ
مَيْمُونَةُ الْوَصْفِ يَا لَحْنَ الْمُنَى=بِكِ اسْتَعَدْتُ نَشِيِدَ الْمُغْرَمِ
فَالْعَوْدُ أَسْلَمُ لَوْ شَكَّلْتُهُ=ذِكْرَى تُطَيِّبُ شَكْلَ الْمَقْدَمِ
مَنْ كَانَ مِثْلَكِ يَا قَطْرَ النَّدَى=شَهْدٌ عَلَى فَنَنٍ فِي الْمَلْثَمِ
كُلُّ الزُّهُورِ تُنَدِّي عِطْرَهَا=لَكِنَّ عِطْرَكِ رُوحُ الْمَوْسِمِ
تِلْكَ الْحِكَايَاتُ فِي مَوْسُوعَتِي=عِنْوَانُهَا سِيرَةٌ لَمْ تَهْرَمِ
يَا بِنْتَ أُمِّي وَيَا أُخْتَ الْوَفَا=نَبْضِي بِنَبْضِكِ لَمْ يَسْتَسْلِمِ
لِأَنَّكِ الرُّوحُ فِي رُوحِ الصِّبَا=لَا مَوْتَ يَحْيَا بِقَلْبِي الْمُفْعَمِ
مَهْمَا تَوَارَى عِنَاقٌ ضَمَّنِي=يَبْقَى عِنَاقُكِ سَلْوَى الْمُعْدَمِ
مَشَاعِرُ الْحُبِّ لَوْ خَبَّأْتُهَا=مَوْثُورَةٌ تَحْتَمِي فِي مُعْظَمِي
الْحُبُّ أَنْتِ وَلاَ يَنْتَابُنِي=مِنْ دُونِ وَصْلِكِ إِلَّا مَأْتَمِي
إِنَّ الأُخُوَّةَ صَرْحٌ خَالِدٌ=يُؤَرِّخُ الْحُبَّ يَا أُخْتَ اعْلَمِي
إِنِّي وَهَبْتُكِ حَرْفاً عَابِقاً=رُغْمَ الْفُرَاقِ يُنَدِّي مَبْسَمِي
هَذَا الْبَرِيِقُ الَّذِي فِي كِلْمَتِي=قَدْ شَفَّ نُورَكِ فِي حَرْفِي الظَّمِي
كَأَنَّ شَوْقِيَ فِي تِرْحَالِهِ=قَدْ عَاشَ عُمْراً بِنَا لَمْ يُخْتَمِ
مَا خِلْتُ أَنِّي سَأَرْثِي نَجْمَةً=شُعَاعُهَا أَمَلٌ لِلْأَنْجُمِ
هَذِي اللَّيَالِي بِلاَ أَضْوَائِهَا=مَوْشُومَةٌ بِالْخَيَالِ الأَدْهَمِ
وَهَذِهِ اللَّهْفَةُ الْقُصْوَى لَهَا=سَهْمٌ بِدُنْيَا الْحَنَايَا يَرْتَمِي
فَكُلَّمَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنُ الدُّجَى=يُنْدِي الصَّبَاحُ بِدَمْعٍ غَيْهَمِ
فَلَا أَرَانِي سِوَى فِي حُبِّهَا=أَخْفِي السَّرَابَ بِعَيْنِ المُرْدِمِ
حَتَّى أَرَاهَا بِوَجْهٍ مُشْرِقٍ=فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ بَيْنَ النَّيْسَمِ
لِأَنَّهَا الْحُبُّ يَبْقَى حُبُّهَا=وَلَنْ يَمُوتَ بِمَوْتٍ مُبْهَمِ!!
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
10-02-2016, 09:00 PM
وَرْدَةُ الأَطْيَابِ
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا اللهُ
سَكَتَ الرَّبِيِعُ بِرَوْضَةِ الأَصْحَابِ=لَمَّا تَوَارَتْ وَرْدَةُ الْأَطْيَابِ
كُلُّ الْكَلاَمِ بِصَمْتِهَا مُتَأَلِّمٌ=وَدُمُوعُهُ الْحَيْرَى حُرُوفُ عَذَابِي
أَنَا مُذْ غِيَابِ الأُخْتِ لَسْتُ أَخَالُنِي=عَطْشَى لِمَرْأَى الصَّحْبِ وَالأَنْسَابِ
الْحُزْنُ يَلْبَسُ فِي الْعَزَاءِ سَوَادَهُ=وَأَنَا اسْوِدَادِي مَأْتَمٌ لِثِيَابِي
وَالْحَفْلَةُ الْغَرَّاءُ أَطْلَالاً غَدَتْ=لِفَقِيِدَةٍ رَحَلَتْ عَنِ الأَحْبَابِ
فَلَقَدْ فَقَدْتُ بِفَقْدِهَا قَطْرَ النَّدَى=وَلَقَدْ ذَبَلْتُ عَلَى غُصُونِ مُصَابِي
يَا رَبُّ كَيْفِ بِدُونِهَا يَبْدُو الْهَوا ؟=وَنَسَائِمُ الذِّكْرَى تَشُفُّ سَرَابِي ؟!
هَذِي الْحِكَايَاتُ الَّتِي هَرِمَتْ مَعِي=مَرْثِيَّةٌ تَبْكِي وَدَاعَ شَبَابِي
تَكْتُبْنَ دَمْعَاتِ الْفُرَاقِ كَأَنَّمَا=تَكْتُبْنَهَا بِمَقَابِرِ الأَوْصَابِ
فَلَقَدْ حَسِبْتُ بِسَرْدِهَا أَجِدُ المُنَى=فَوَجَدْتُنِي مَلْأَى بِشَيْبِ حِسَابِي
وَالصَّرْخَةُ الْخَرْسَاءُ تَخْنُقُ كِلْمَتِي=وَحِبَالُهَا تَلْتَفُّ كَالأَطْنَابِ
الْآهُ تَنْزِفُ فِي الرِّيَاضِ رثَاءَهَا=وَأَنَا هُنَا أَرْثِي بَقَاءَ تُرَابِي
فَلَقَدْ قَطَفْتُ مِنَ الْمَشَاعِرِ وَرْدَةً=مَتَخَدِّرٌ فِيهَا رَحِيِقُ كِتَابِي
فَانْسَابَ مِنِّي الْقَوْلُ رُغْمَ تَوَجُّعِي=وَاشْتَدَّ نَزْفِي فِي كُؤُوسِ شَرَابِ
قَدْ تَحْتَوِيِنِي فِي الْمَآثِرِ دَارَةٌ=تَسْتَقْبِلُ الأَحْزَانَ كَالأَغْرَابِ
فَلَقَدْ نُفِيِتُ بُعَيْدَهَا بِفَجِيِعَتِي=كَمُهَاجِرٍ يَحْنُو لِدَرْبِ إِيَابِ
رحْمَاكَ يَا اللهُ إِنِّي عَالِقٌ=مَا بَيْنَ فَقْدِي وَامْتِلاَكِ مَثَابِي
مَاذَا جَرَى حَتَّى تَقَدَّمَ مَوْعِدٌ=لِلْمَوْتِ قَبْلَ الْوَعْدِ دُونَ ذِهَابِي ؟!
وَاللهِ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِوَفَاتِهَا=لَكِنَّ شَوْقِيَ كَافِرُ الأَعْصَابِ
لَازِلْتُ أَبْحَثُ فِي اعْتِكَافِ حَدَائِقِي=عَنْ قَطْرَةٍ تَسْقِي ذُبُولَ رِحَابِي
فَمَتَى سَيَرْحَلُ مِنْ سَمَاءِ تَعَلُّقِي=هَذَا الْمُصِرُّ عَلَى بَقَاءِ ضَبَابِي ؟!
الْوَرْدَةُ الْبَيْضَاءُ مَاتَتْ يَا أَنَا=وَالْغُصْنُ حَيٌّ فِي اخْضِرَارِ الْحَابِي
لَا شَيْءَ يُجْدِي كَيْ تُغَادِرَ مِحْنَتِي=فَالذِّكْرَيَات كَثِيرَةُ الأَبْوَابِ
أَنَا أَيْنَ مَا كُنْتُ الْتَقَيْتُ بِوَجْهِهَا=وَأَعُودُ غَرْقَى فِي انْسِدَالِ حِجَابِي
فِي الْوَرْدِ تَبْدُو فِي يَنَابِيِعِ الصَّفَا=فِي رَوْنَقِ الأَشْجَارِ فِي الْأَعْشَابِ
فِي لَذَّةِ الْفِرْصَادِ فِي أَلْوَانِهِ=فِي نَكْهَةِ الرُّمَّانِ فِي الأَعْنَابِ
فِي رَوْضَةِ الطَّيْرِ الْيُغَرِّدُ آسِراً=عُصْفُورَة الْبُسْتَانِ فِي الأَرْطَابِ
بِفَرَاشَةٍ فِي الْحَقْلِ تَبْعَثُ بَهْجَةً=فِي نَحْلَةٍ تَمْتَصُّ وَرْدَ رَوَابِي
فِي لَوْحَةِ الْفَنَّانِ فِي لَمَسَاتِهِ=فِي فِكْرَةِ الأَشْعَارِ فِي الأَلْبَابِ
بِنَوَادِرِ الأَحْجَارِ جَوْفَ بَرِيِقِهَا=فِي جَوْهَرِ الأَلْمَاسِ ذِي الأَعْجَابِ
فِي الْبَحْرِ فِي الأَصْدَافِ فِي أَشْكَالِهَا=فِي سَلْسَلِ الأَنْهَارِ مِلءَ عُبَابِ
فِي الْغَيْمِ فِي الأَمْطَارِ فِي لَوْنِ السَّمَا=فِي زُرْقَةٍ تَرْتَاحُ بَيْنَ سَحَابِ
فِي طَلَّةِ الْبَدْرِ الْمُضِيءِ بِلَيْلِهِ=بِشُعَاعِ شَمْسِ الصُّبْحِ فِي الأَجْنَابِ
فِي قِبْلَةِ الصَّلَوَاتِ تَمْسَحُ دَمْعَتِي=لَمَّا يُرَطِّبُ وَجْهُهَا مِحْرَابِي
طُوبَى لَهَا تَبْقَى مَعِي ( مَرْضِيَّةٌ )=فِي رُوحِيَ الْوَلْهَى تُرَاضِي مَا بِي
أَنَا لَنْ أَكُونَ بِدُونِهَا بِحَدِيِقَتِي=بَعدَ افْتِقَادِي وَرْدَة الأَطْيَابِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
10-02-2016, 09:02 PM
مَرْضِيَّةُ الأَشْوَاقِ
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا اللهُ
صَمَتَ الرَّبِيِعُ بِمَوْتِهَا فتَكَلَّمَا=جِرْسُ الْخَرِيِفِ بِصَحْوَتِي مُتَأَلِّمَا
تِلْكَ الزُّهُورُ غَدَتْ جَفَافاً صَامِتاً=وَالطَّيْرُ فِي جَوِّي تَوَارَى أَبْكَمَا
أَنَا مُذْ فَقَدْتُكُ يَا رَفِيِقَةَ رِحْلَتِي=مَا فَارَقَ الدَّمْعُ اشْتِيَاقَ الرُّوحِ مَا
لَوْ يَنْزِفُ الآهَاتِ حَرْفُ مَشَاعِرِي=لَاغْرَوْرَقَت عَيْنُ الْقَصِيِدِ تَرَحُّمَا
أَوْرَاقِيَ الثَّكْلَى مَعَانِيِهَا اخْتَفَتْ=مُذْ غَيَّمَ الْمَوْتُ الْجَسُورُ الْمُعْجَمَا
مَرْضِيَّةُ الأَشْوَاقِ قُومِي وَانْظُرِي=هَذَا النَّشِيدُ بِنُورِ وَصْفِكِ نَغَّمَا
أَصَدِيِقَتِي وَحَبِيبَتِي مَرْضِيَّتِي=سُبْحَانَ مَنْ سَوَّاكِ بَدْراً فِي السَّمَا
وَبِصَحْوَةِ الْقَدَرِ الْمُسَجَّلُ وقْتُهُ=نَامَ الْجَمَالُ وَذَا الْقَضَاءُ تَحَكَّمَا
لَا يَوْمَ لِي إِلاَّ وَجِئْتِ بِدَمْعِهِ=كُلُّ الْفُصُولِ غَدَتْ سَرَاباً مُظْلِمَا
الشَّوْقُ يَفْتِكُ بِالْمَشَاعِرِ كُلَّمَا=طَافَتْ عَلَى رُوحِي رُؤَاكِ تَوَهُّمَا
لاَ زِلْتُ أَبْحَثُ فِي مَلَامِحِ صُورَةٍ=عَنْ ذِكْرَيَاتٍ كُنْتِ فِيِهَا الْبَلْسَمَا
وَأُخَاطِبُ الصُّوَرَ الحَبِيسَةُ فِي يَدِي=وَالصَّمْتُ يَبْكِي دَمْعَهُ المُتَوَسِّمَا
قَدْ كُنْتِ يَا مَرْضِيَّةَ الحُبِّ النَّدَى=إِنْ سَاحَ قَطْرُكِ فيِ القُرُنْفُلِ نَعَّمَا
تِلْكَ الزُّهُورُ تَشَكَّلَتْ أَلْوَانُهَا=لَكِنَّ وَرْدَكِ فِي دِمَائِي عَلَّمَا
حَتَّى كَأَنَّكِ مُذْ خُلِقْتِ كَجَنَّةٍ=فِيهَا الْوُرُودُ تَعِيِشُ رَوْضاً مُفْعَمَا
مِنْ طِيبَةِ الْقَلْبِ اعْتَلَتْكِ بَشَاشَةٌ=وَكَأَنَّ وَجْهَكِ بِالنَّقَاءِ تَبَسَّمَا
وَسَمَاحَةُ النَّفْسِ الرَّضِيَّةِ أَشْرَقَتْ=فَوْقَ الْمَلاَمِحِ..طَيَّ هَالاَتِ الْوَمَى
وَإِذَا حَضَنْتُكُ أَسْتَعِيِدُ طُفُولَتِي=قَدْ كَان حِضْنُكِ بِالْحَنَانِ مُلَمْلَمَا
فِي مُقْلَتَيْكَ بَرِيقُ نَجْمٍ سَاطِعٍ=وَإِذَا انْعَكَسْتُ رَأَيْتُ نُورِيَ مِنْهُمَا
وَالْيَوْمَ قَدْ نَشِفَتْ دُمُوعي كُلّهَا= لَكِنَّ دَمْعَ الْقَلْبِ ظَلَّ فَوَرَّمَا
تَمْضِي السِّنِينُ وَكَيْفَ أَحْيَاهَا أَنَا=إِنْ صَارَ عُمْرِي فِي مَمَاتِكِ مأْتَمَا
لَمَّا أَرَاكِ بِهَاجِسِي لأْلاَءَةً=مِثْلَ السَّرَابِ يَطُلُّ وَجْهِي مُعْدَمَا
الْمَوْتُ أَرْغَمَنِي قُبُولَ قَضَائِهِ=رُغْمَ الْقَضَاءِ يَــئِنُّ رَفْضِي مُرْغَمَا
أَنَا قَدْ خَتَمْتُكِ فِي فُؤَادِي نَبْضَةً=أَحْيَا بِهَا حَتَّى أَمُوتُ مُسَلِّمَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
10-02-2016, 09:06 PM
سَنَةٌ جَدِيِدَةْ
سَنَةٌ جَدِيِدَةْ
وَالْيَوْمَ يَلْبَسُ حُلَّةَ الْعِيِدِ السَّعِيدَةْ
وَأَنَا أَعُدُّ سِنِيِنَ عُمْرِي الرَّاحِلَاتِ وَمَا تَبَقَّى عَلَّنِي أَحْيَا مَدِيِدَهْ
:
سَنَةٌ جَدِيِدَةْ
وَالْعِيدُ يَلْتَحِفُ الزَّمَانَ وَلاَ يُدَثِّرُ رِحْلَةَ الرُّوحِ الْعَنِيِدَةْ
وَأَنَا بِذِي الدُّنْيَا أُسَافِرُ وَالْحَقَائِبُ تَشْتَكِي
وَكَأَنَّنِي حَمَّلْتُ فِيِهَا كُلَّ أَوْقَاتِي الْبَلِيدَةْ
لَمَّا تَعِيِشُ بِغُرْبَةِ الأَيَّامِ أَعْوَاماً شَدِيدَةْ
الدَّمْعُ وَالآهَاتُ وَالأَنَّاتُ وَالْقِصَصُ الْفَرِيِدَةْ
وَالْحُزْنُ وَالْخَيْبَاتُ وَالْوَيْلَاتُ فِي أَقْسَى مَكِيِدَةْ
:
وَأَنَا هُنَا
لَا زِلْتُ أَحْيَا فِي الْحَيَاةِ مُكَفَّنَا
أَرْجُو مِنَ الآمَالِ لُطْفاً مُعْلَنَا
وَأَرُومُ مِن شَغَفِ الدُّنَى
شَيْئاً يُشَوِّقُنِي فَأَمْضِي مُسْتَفِيِدَةْ
:
وَالشَّيْءُ فِي الأَشْيَاءِ مَجْهُولُ العَقِيِدَةْ
كَالْمَاءِ فِي الآبَار فِي الأَنْهَارِ فِي الأَمْطَارِ فِي الأزْهَارِ
فِي النَّفْسِ الْوَلِيِدةْ
:
تَمْضِي بِنَا مِثْلَ الأَمَلْ
وَتَجُرُّنَا رُغْمَ الْخَلَلْ
وَتَعُضُّنَا حَتَّى الأَجَلْ
لَكِنَّنَا
رُغْمَ انْهِزَامِ جُلُودِنَا
نَحْيَا بِهَا
نَشْقَى بِهَا
نَهْوَى بِهَا
وَنَعِيِشُهَا حَتَّى نَمُوتْ
فَمَسَائِلُ الْوِجْدَانِ مُعْضِلَةٌ شَدِيِدَةْ
:
دُنْيَا الْبَشَرْ
هَلْ مِنْ مَفَرْ ؟
وَسُؤَالُنَا الْمُحْتَارُ كَانَ وَلَا يَزَالُ بِذَا الدَّهَرْ
وَالصَّبْرُ يَنْتَظِرُ الْقَدَرْ
حَتَّى يُعَلِّلُ غَائِباً فِينَا اسْتَتَرْ
بِمَلَامِحٍ دُونَ الْمَلاَمِحِ فِي الرُّوحِ الْحَمِيِدَةْ
:
لَوْ تَبْحَثُ الأَرْوَاحُ فِي أَجْسَادِهَا
وَتَحُسُّ بِالنَّبْضَاتِ فِي أَوْلَادِهَا
وَتُعَانِقُ الرَّيْحَانَ مِلْءَ وِسَادِهَا
وَ تُزَيِّنُ الأَخْلَاقَ فِي أَحْفَادِهَا
وَتُصَافِحُ الْمَجْهُولَ بِاسْتِعْدَادِهَا
لَبَكَتْ عَلَى زَمَنٍ تَعَذَّرَ وَانْقَضَى لَنْ تَسْتَعِيِدَهْ
لَمَّا تَدُولُ بِذِي الدُّنَى
سَنَةٌ جَدِيِدَةْ
:
لَيْسَ الْمُهِمَّ بَأَنْ نَعِيِشَ الْعُمْرَ عُمْراً ثُمَّ عُمْرَا
أَوْ نَسْتَمِرَ بِرِحْلَةِ الأَجْسَادِ دَهْراً ثُمَّ دَهْرَا
بَلْ كَيْفَ نَحْيَا الْعُمْرَ فِي الدُّنْيَا الْعَتِيدَةْ
لِنُعِيِدَهَا سَنَةً مَجِيِدَةْ
:
:
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
10-02-2016, 09:09 PM
رَفِيف
عَلَى جَبَلٍ تَشَيَّدَ بِالْعِنَادِ=تُكَتِّفُنِي عَرَاقِيِلُ الرُّقَادِ
وَبُرْكَانٌ مِنَ الثَّوْرَاتِ نَوْمِي=يُفَجِّرُنِي عَلَى حِمَمِ السُّهَادِ
أَنَا الْمَحْبُوسُ فِي لَيْلِ السَّهَارَى=وَقُضْبَانِي يُسَامِرُهَا انْفِرَادِي
وَشَلَّالٌ مِنَ الأَحْلاَمِ يَحْدُو=يَصُبُّ الآهَ فِي جَمْرِ الْعِمَادِ
فَأَلْقَانِي مَعَ الطُّوفَانِ أَجْرِي=لِنَسْحَقَ بِالرَّوَى كُتَلَ الرَّمَادِ
تُسَابِقُنِي إِلى الأَنْهَارِ عَيْنٌ=فَأَلْحَقُهَا بِدَمْعَاتٍ شِدَادِ
وتَرْدِفُنِي بِذَا الْمَسْكُوبِ رُوحٌ=تُحَرِّرُنِي عَلَى شَطْءِ الْوِهَادِ*
وَأَرْمِي مَا تَبَقَّى مِنْ قُيُودٍ=وَأَجْمَعُ مَا تَحَرَّرَ بِامْتِدَادِي
عَلَى رَمْلٍ تَبَلَّلَ بِاعْتِصَارِي=أَمُدُّ بِسَاطَ رِحْلاَتِ الْوِسَادِ
وَأَنْطَلِقُ الْهُوَيْنَى فِي فَضاءٍ=تَهُبُّ رِيَاحُهُ الرَّعْوَى* بِحَادِ
فَأَلْمَحُ فِي مَهَبِّ الرِّيِحِ طَيْفاً=يُهَفْهِفُ مِنْ بَعِيِدٍ لِاصْطِيَادِي
وَإِنِّي بِاخْتِرَاقِ النُّورِ أَبْدُو=كَلَأْلاَءٍ تَنَاثَرَ بِاطِّرَادِ
وَلَوْ رَافَقْتُ فِي الجَوْزَاءِ نَجْماً=فَلَنْ أَرْضَى بِلاَ وَهْجِ اتِّحَادِ
فَرُؤْيَا النُّورِ فِي حُلُمٍ سَرِيِعٍ=تُرَافِقُنِي لِأَوْقَاتِ ارْتِدَادِي
وَإِنِّي مِنْ ظَلاَمِ الدَّهْرِ أَرْجُو=بَقَاءَ الطَّيْفِ فِي قَلْبِ الْوِدَادِ
فَصُرْتُ إِذَا الْتَقَانِي فِي مَنَامِي=أُدَثِّرُ ذُو الْجِيَادِ بِذِي الْجِيَادِ*
وَأَغْفُو لاَ أُفَتِّشُ عَنْ لِحَافٍ=إِذَا الْتَفَّ الْبَرِيِقُ عَلَى مِهَادِي
هُوَ السِّحْرُ الْيُلَمْلِمُ أُقْحُوَانِي=لِيَسْكُبَنِ رَبِيِعاً بِانْعِقَادِي
وَمَا طَعْمُ الْحَيَاةِ بِلاَ رَفِيِفٍ=يُحَرِّكُ شَوْرَةً عِنْدَ الْعِبَادِ
فَوَجْهُ الْبَدْرِ فِي حُزْنِ اللَّيَالِي=كَنُورِ الشَّمْسِ فِي وَقْتِ الْحِدَادِ
وَإِنِّي دُونَ هَذَا النُّورِ أَكْبُو=عَلَى فَرْشٍ تَنَجَّدَ بِالْقَتَادِ
غيداء الأيوبي
الْوَهْدَة: الْمَكَانُ المُطْمَئِنُّ، وَالْجَمْعُ أَوْهُدٌ وَوَهْدٌ وَوِهَادٌ
الرَّعْوَى والرَّعْيا: من رِعايةِ الحِفاظِ.
الجَيِّد: نقيض الرديء، والجمع جيَاد.
القَتَادُ: شَجَرٌ لَهُ شَوكٌ صُلْبٌ.
غيداء الأيوبي
09-03-2016, 06:31 PM
أُنْثَى فِي مِحْبَرَة
نَزَّ فِيَّ الشُّعُورُ حِسّاً وَسِحْرَا=وَأَرَانِي أَسِيِحُ شِعْراً فَشِعْرَا
قَلَمِي وَالأَوْرَاقُ وَالنَّبْضُ يَجْرِي=مِلْءَ كَفٍّ تُذِيِبُ بِالْحَرْفِ عِطْرَا
وَسُطُورٌ مِنَ الرَّحِيِقِ تُنَدِّي=كُلَّمَا أَزْهَرَتْ غُصُونِيَ فِكْراَ
فَأَنَا الأُنْثَى وَالْحُرُوفُ رِجَالٌ=بِحَرِيِرٍ أَشُدُّ فِي القَوْلِ أَزْرَا
مُهْرَةً أَجْرِي فِي الصَّحَارَى لِأُهْدِي=رَوْنَقاً لِلتُّرَاثِ يَحْمِلُ تِبْرَا
لَوْ تَوَارَتْ بِأَيِّ لَيْلٍ نُجُومٌ=فَسَمَائِي تُبَثْبِثُ النُّورَ بَدْرَا
لَسْتُ أَخْشَى رُكُوبَ خَيْلِ الْبَوَادِي=فَأَنَا الْفَارِسُ الَّذِي جَالَ وَعْرَا
حِيِنَ أَرْوِي مَطِيَّتِي مِنْ عُرُوقِي=بِانْتِعَاشٍ تَخْتَالُ لِلْعُرْبِ فَخْرَا
وَخِيَامِي أَوْتَادُهَا كَجُذُورٍ= بِاعْتِزَازٍ تَشْتَدُّ فِي الأَرْضِ تَتْرَى
أَتَنَاءَى وَلا أَهَابُ فَضَاءً=لَيْسَ يَخْشَى مَنْ طَارَ فِي الْجَوِّ نِسْرَا
لِيَ هَذَا الْكَوْنُ الَّذِي فِي خَيَالِي=يَنْبُشُ الرُّوحَ حِيِنَ أَصْطَافُ سَكْرَى
أَقْرَعُ الْكَأْسَ كُلَّمَا فَاضَ خَمْرِي=لَسْتُ أَصْحُو حَتَّى أُسَلْطِنُ جَهْراَ
فَأَنَا أَسْكُبُ الْخُمُورَ حَلاَلاً=فَأُدَاوِي بِذِي الْمَشَاعِرِ قَفْرَا
تَتَلَوَّى قَصِيِدَتِي طَيَّ عَقْلِي=تِلْكَ رُوحِي تَلْتَفُّ بِالْفِكْرِ حَيْرَى
هِيَ كُلِّي وَبَعْضُ مِنِّي لأَنِّي=أَشْعُرُ الضِّدَّيْنِ انْجِرافاً وَجَزْراَ
وَلأَنِّي أَخُوضُ كُلَّ الْمَعَانِي=فَأَرَانِي أَغُوصُ فِي الْحِبْرِ سَبْراَ
عِنْدَمَا يَضْمَحِلُّ فِي الْبِئْرِ مَاءٌ=فَفُيُوضِي تَصُبُّ فِي الأَرْضِ نَهْرَا
وَأَنَا الْغَرْقَى فِي بُحُورِ شُعُورِي=أَرْتَجِي مِنْ مَرَاكِبِ الشِّعْرِ جِسْرَا
كُلَّ يَوْمٍ أَلْتَجُّ فِي الْمَوْجِ فُلْكاً=رَغْمَ إِنِّي أَعُومُ فِي الْبَحْرِ دَهْرَا
دَفَّةُ الرُّبَّانِ الَّتِي فِي سَفِيِنِي=بَيْنَ كَفَّيَّ تَمْخُرُ النَّبْضَ مَخْراَ
أَتَحَدَّى بِذِي الأَعَاصِيِر رِيِحاً=فَشِرَاعِي يَمْتَدُّ فِي الْخِبِّ خِدْرَا
تَسْتَحِقُّ الْكُنُوزُ فِي الْقَاعِ جُهْدِي=كَيْ أَرُصَّ الْجُمَانَ فِي الصَّدْرِ ذُخْرَا
فَدَعُونِي أُقَلِّبُ الْبَحْرَ غَوْصاً=قَدْ أُلَاقِي جَوَاهِرَ الشِّعْرِ حَوْرَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
09-03-2016, 06:42 PM
هَلْ سَيُجْدِي ؟
آهِ يَاغُصْناً مِنَ الأَشْعَارِ قَطَّرْ
وَتَأَنَّى
بِخَمِيِلٍ مِثْلَ كَوْثَرْ
رطَّبَ الْحَرْفَ الْمُعَنَّى
رَقَّ أَكْثَرْ
فَتَدَلَّى
شَفَّ أَعْنَاباً فَأَسْكَرْ
وَتَمَنَّى
لَوْ يُنَدِّي مَا تَصَحَّرْ
عِنْدَمَا يَنْسَابُ رَقْرَاقاً عَلَى
وَرْدَةٍ جَفَّتْ بِأَرْضٍ
دُونَ أَحْلاَمٍ وَآمَالٍ لِتَكْبَرْ
:
أَيُّهَذَا الْغُصْنُ هَلْ
هَلْ سَيُجْدِي مَا انْهَمَلْ
مِنْ رَحِيِقٍ بِالْجُمَلْ
كَيْ تُطَرِّي مَا اضْمَحَلْ ؟
بَعْدَ مَا جَفَّ الْعَسَل ؟!
وَتَوَارَى الْحُسْنُ فِي الرَّوْضِ الْمُخَفَّرْ ؟
فَتَعَفَّرْ
:
هَلْ سَيُجْدِي ؟
أَنْ تَعِيِشَ الأُمْنِيَاتْ
بِرَجَاءٍ صَوْتُهُ الْمَبْحُوحُ كَبَّرْ ؟!
عِنْدَمَا صَلَّى عَلَى غُصْنٍ مُكَسَّرْ ؟!
فَتَعَثَّرْ ؟!
آهِ يَا غُصْناً تَأَخَّرْ
:
هَلْ سَيُجْدِي ؟
أَنْ تَرِقَّ الأُغْنِيَاتْ
وَتَذُوبَ الْكَلِمَاتْ
بِقَصِيِدٍ قَدْ تَدَمَّرْ
عِنْدَمَا رَقَّ الْهُوَيْنَى فِي تَبَارِيِحِ الْهَوَى
وَعَلى الْقِرْطَاسِ سَمَّرْ
فَتَحَوَّرْ
رُبَّمَا يَغْدُو جُمَاناً
لَوْ تَصَوَّرْ
أَنَّ فِي الْبَحْرِ الْهَدَايَا لَنْ تُسَوَّرْ
إِنْ تَدَوَّرْ
:
هَلْ سَيُجْدِي ؟
أَيُّ سِحْرٍ مِنْ أَسَاطِيِرِ الْكُنُوزْ ؟!
مِنْ فُصُوُصِ الدُّرِّ وَالْفَيْرُوزْ ؟!
أَوْ مِنَ الأَلْمَاسِ وَالْيَاقُوتِ وَالبِلَّوْرِ وَالْمُرْجَانْ ؟
وَالزُّمُرُّدْ !
وَالْعَقِيِقْ !
وَالزَّبَرْجَدْ ؟!
أَوْ مِنَ وَالتُّوبَازْ ؟
هَلْ سَيُجْدِي ؟
رُبَّمَا
لَوْ تَحَنَّطْتُ الْهُوَيْنَى
مِثْلَ حَصْبَاءٍ
جَوْفَ صَخْرِ الْكَهْرُمَانْ
كَيْ تَظَلَّ الذِّكْرَيَاتْ
لَوْحَةً فَوْقَ الصُّدُورْ
تَتَدَلَّى
كُلَّمَا الأَطْلاَلُ غَابَتْ
وَتَوَارَتْ
خَلْفَ أَشْكَالٍ
لَمْ تُجَمِّلْ مَا تَحَجَّرْ
رُبَّمَا
لَسْتُ أَدْرِي
:
هَلْ سَيُجْدِي ؟
أَيُّ شَيْءٍ فِي الدُّنَى بَعْدَ الْمَمَاتْ ؟ !!
وَرَحِيِلُ النَّبْضِ مِنْ رُوحِ الْحَيَاةْ ؟ !!
وَانْكِمَاشُ الْحُسْنِ فِي قَعْرِ الثَّبَاتْ ؟!!
يَاحَبِيِبِي
آَهِ آهٍ يَاحَبِيِبِي
الرَّجَاءُ الْمُرُّ يَبْكِي
وَكِتَابِي لَكَ يَحْكِي
كَيْفَ سَاحَتْ فِي دُمُوعِي الذِّكْرَيَاتْ
وَتَوَالَتْ فِي اقْتِحَامِي كُلُّ أَشْكَالِ الأَمَانِيِّ الَّتِي تَرْجُو النَّجَاةْ
وَانْشِطَارِي كَخَيَالٍ نِصْفُهُ الثَّانِيُّ مَاتْ
فِي سَرَابٍ لَيْسَ تُحْيِيِهِ السِّمَاتْ
فَاخْتَفَيْنَا
لَيْسَ يُجْدِي أيُّ نَبْضٍ دُونَ تِرْيَاقِ الحَيَاةْ
:
:
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
09-03-2016, 06:45 PM
كَأْسُ الْحُبِّ
إِلَيْكَ الْهَمْسُ يُنْدِي صَفْوَةَ الْغَدَقِ=إِذَا مَا انْسَابَ سَكْرَاناً مِنَ الْعَبَقِ
فَإِنَّ الْوَرْدَ فِي شَفَتَيَّ مُلْتَهِبٌ=وَنَارُ الشَّوْقِ تَصْهَرُ رِعْشَةَ الْوَرَقِ
أَتَيْتُ إِلَيْكَ وَالآهَاتُ تَلْسَعُنِي=كَأَنِّي رِيشَةٌ ذَابَتْ مِنَ الشَّرَقِ*
فَمُدَّ إِلَيَّ كَأْسَ الْحُبِّ نَاعِسَةً=لَعَلَّ الْحُلْمَ يَرْوِينِي بِلَا أَرَقِ
أَنَا وَاللَّيْلُ يَا قَمَرِي وَصَوْمَعَتِي=مَعَ الأَطْيَافِ نَبْحَثُ عَنْكَ فِي الْأَلَقِ
فَزِدْنَا مِنْ ضِيَاءِ الرُّوحِ مُنْسَكِباً=عَلَى جَسَدٍ بِهَذَا الْفَرْشِ مُمْتَحِقِ
وَخُذْنِي فِي مَدَى عَيْنَيْكَ لُؤْلُؤَةً=لِتَصْفُوَ رُؤْيَةُ الْغَيْدَاءِ فِي الأُفُقِ
فَأُنْثَى الْحُبِّ عَاشِقَةٌ بِلَا بَصَرٍ=وَفَارِسُهَا يَبُلُّ الطَّيْفَ بِالْحَدَقِ
أَرَاكَ تَطُوفُ عَوَّاماً بِمَاءِ دَمِي=وَبِالنَّبَضَاتِ تُحْيِينِي مِنَ الْغَرَقِ
تُنَادِينِي وَأَنْتَ هُنَا بِلَا أَثَرٍ=تُعَانِقُنِي بِصَوْتٍ فِيَّ مُخْتَرِقِ
إِذَا خَمَلَتْ بِثَغْرَيْنَا عَصَائِرُنَا=فَإِنِّي ذّائِقُ السَّلْوَى بِذِي الْفَنَقِ
فَكَأَسُ الْحُبِّ عَامِرَةٌ وَرَشْفَتُهَا=كَطَعْمِ الْهَمْسِ إِمَّا انْصَبَّ فِي الْحُلُقِ
دَعِ الأَحْلَامَ تَحْمِلُنَا لِغَيْمَاتٍ=وَتُسْقِطُنَا عَلَى الْأَنْدَاءِ وَاسْتَبِقِ
لِتَفْرِشَهَا أَكَالِيلاً مُضَمَّخَةً=بِعِطْرِ الْحُبِّ وَالْأَزْهَارِ وَالْحَبَقِ
بِلَا جَسَدٍ إِلَيْكَ الرُّوحُ تَنْقُلُنِي=لِتَلْقَانِي مُحَلِّقَةً بِلَا قَلَقِ
تَخَيَّلْ يَا حَبِيِبَ القَلْبِ غَيْمَتَنَا=إِذَا نَبَضَتْ بِنَا فِي لَحْظَةِ الشَّفَقِ
تَخَيَّلْهَا إِذَا ارْتَعَشَتْ بِطَاقَتِنَا=وَكَيَفَ سَتَسْكِرُ الأَطْيَارُ بِالْوَدَقِ
دَعِ الْأَحْلَامَ تُحْيينَا إِذَا دُهِقَتْ=لَعَلَّ الْكَأْسَ تُنْعِشُنَا مِن الْغَسَقِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
09-03-2016, 06:47 PM
كَأْسُ الْحِكَايَاتِ
أَتَيْتُ مِنْ غَيْمَاتِ اسْتِرَاحَاتِي=أُسَرِّحُ الْغَيْثَ مِنْ مَسَامَاتِي
تَطِيِرُ أَشْوَاقِي مِنْ سَرِيِرِ دَمِي=لِتَنْفُضَ الْجُرْحَ مِنْ حَزَازَاتِي
وَلاَ أُلاَقِي سِوَى مَدَامِعِهَا=تُبَلِّلُ الطَّيْفَ بِاعْتِصَارَاتِي
يَا أَنْتَ لَوْ تَفْرِش الْمَدَى غُرَفاً=وَتَرْتَخِي فِي غَيْمِ الْخُرَافَاتِ
فَلَنْ تَعِيِشَ المُنَى بِغُرْفَتِهِ=إِلاِّ هُنَا فِي قَلْبِ ابْتِهَالاَتِي
بِحَقِّ مَنْ لَفَّ مِنْكَبَيْكَ وَمَنْ=شَدَّ ذِرَاعَيْهُمَا بِشَامَاتِ
لاَ تَتَّكِئْ دُونَ رَغْدِ مُعْجِزَةٍ=يَخْتَالُ فِيِهَا بَرِيِقُ هَالاَتِي
وَامْدُدْ يَدَيْكَ الرَّقِيقَتَيْنِ إِلَى=رُوحٍ تُصَلِّي بِهَا مَسَافَاتِي
يَا سَيِّدَ النَّهْرَيْنِ الْهَوَى غَرَقٌ=لَا يَنْتَهِي مِنْهُ تَوْقُ غَايَاتِي
مَنْ لَمْ يَعِشْ جَنَّةَ الْحَبِيِبِ فَلَمْ=يَذُقْ رَحِيِقاً مِن وَرْدِ آهَاتِ
فَاسْكُبْ لَذِيِذَ الْهَوَى بِأَوْرِدَتِي=قَطْراً يُنَدِّي حَتِّى النِّهَايَاتِ
أَهْوَاكَ يَا طَيْرَ كُلِّ مَمْلَكَةٍ=تَدُورُ فِي مَرْجِهَا فَرَاشَاتِي
أَنَا الْحَرِيِرُ الَّذِي يُلَفْلِفُهَا=لَو سَاحَ لَحْنٌ عَلَى رُقَاقَاتِي
يَا كَرَوَاناً بِصَوْتِهِ انْتَعَشَتْ=أَصْبَاحِيَ الْعَطْشَى لِابْتِسَامَاتِي
هَيَّا مَعِي فَوْقَ غُصْنِنَا مَرَحاً=نُدَاعِبُ العُشَّ بِالْمَتَاهَاتِ
وَنَخْتَفِي خَلْفَ عَذْقِ قِصَّتِنَا=لِنَمْلأَ الرَّوْضَ بِالرِّوَايَاتِ
نُعَلِّمُ الْوَرْدَ كَيْفَ يَرْسِمُنَا=إِذَا ارْتَدَيْنَا رِيِشَ الْهِوَايَاتِ
وَنَنْقُشُ اسْمَيْنَا فَوْقَ لَوْحَتِهِ=بِقُبْلَةٍ تَسْحَرُ الْقِرَاءَاتِ
يَا وَرْدُ لَوْ تَشْرَب الرَّوَى عَسَلاً=مَا جِئْتَ عِطْراً كَعِطْرِ بَاقَاتِي
أَنَا احْتِفَالٌ لِجَنَّةٍ فَقَدَتْ=وَرْدَ التَّهَانِي بِشَوْكِ غَابَاتِ
قِيِثَارَةٌ فِي شَفِيِفِ مِحْضَنِهَا=تَعْزِفُ لَحْناً مَعَ الْتِوَاءَاتِي
أُدَثِّرُ الأَنْغَامَ الَّتِي حَلَمَتْ=بِأَنْ تَلُفَّ الْمَدَى بِرَاحَاتِي
وَإِذْ بِهَا تَرْتَدِي قِلاَدَتَهَا=مِنَ الثُّرَيَّا فِي عُمْقِ حَالاَتِي
أُرَافِقُ الطَّيْفَ فِي مَجَرَّتِنَا=ثُمَّ الْهُوَيْنَى تِشِعُّ مَاسَاتِي
وَأرْتَدِي النُّورَ ثَوْبَ رَاقِصَةٍ=أُشَفْشِفُ الْحُسْنَ بِالْمَنَارَاتِ
فِي كَفِّيَ الْيُمْنَى كَأْسُ خَمْرَتِنَا=وَتَسْكَرُ الْيُسْرَى بِانْفِعَالاَتِي
وَمِنْ وِشَاحٍ يَنْسَابُ رَقْرَقَةً=يَطِيِرُ شَرْقِيّاً عِطْرُ غَادَاتِي
كَأَنَّ مَا يَرْتَمِي بِرَفْرَفِهِ=يَصُبُّ مِنْ أَنْهَارِ الْمُوَارَاةِ
إِذَا أَتَاهُ السُّلْطَانُ عَتَّقَهُ=لِيَكْشِفَ السِّرَّ جَوْفَ كَاسَاتِي
يَا لُؤْلُؤاً فِي بُحُورِ مِحْبَرَتِي=هَاتِ الضِّيَا نَجْماً فَوْقَ رَايَاتِي
وَاجْمَعَ مَعِي ذِكْرَيَاتِنَا كُتُباً=تُؤَرِّخُ الذِّكْرَى بِالقُصَاصَاتِ
وَاسْرِدْ أَسَاطِيِراً كُنْتُ أَعْرِفُهَا=حِيِنَ الْتَقَيْنَا مُنْذُ الْبِدَايَاتِ
مِنْ أَلْفِ عَامٍ لازِلْتُ أَذْكُرُهَا=وَالْيَوْمَ أَبْكِيِهَا بِالْعِبَارَاتِ
فَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاضِي يَنُوءُ عَلَى=مُسْتَقْبَلٍ خَرَّ تَحْتَ طَاقَاتِي
يَا فَارِساً فِي رِحَابِ مَمْلَكَتِي=هَاتِ اسْقِنِيِهَا كَأْسَ الْحِكَايَاتِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-03-2016, 04:42 PM
مَيْمِيَّةُ الأُمِّ
نَادَيْتُ أُمِّي فَغَنَّى بُلْبُلُ النَّغَمِ=وَرَفَّ حِينَ شَدَا فِي رَوْضَةِ النِّعَمِ
فَاسْتَيْقَظَتْ بَسْمَتِي كَيْ يَزْدَهِي فَنَنِي=فَرَفْرَفَتْ نَبْرَتِي مِنْ نَشْوَةٍ بِدَمِي
إِنْ قُلْتُ أُمِّي ضَمَمْتُ اللَّحْنَ فِي شَجَنِي=فَيْضٌ سَقَانِي رَحِيِقَ الْحُبِّ فِي الْكَلِمِ
يَا فَرْحَةَ الْقَلْبِ إِنْ جَاءَتْ تُلاَحِظُنِي=فِي خَطْوِهَا الرَّغْدُ وَالْبُسْتَانُ فِي الْقَدَمِ
قَدْ قَالَهَا الْمُصْطَفَى لِلأُمِّ إِنْ عَطَفَتْ=مِنْ تَحْتِهَا الْجَنَّةُ الْخَضْرَاءُ بِالْقَلَمِ
أَزْهارُهَا مَوْلِدِي مُذْ عَانَقَتْ جَسَدِي=وَالرُّوحُ فِي رَوضِهَا مِنْ ضَمَّةِ الرَّحِمِ
تَحْنُو بِحِضْنٍ كَأَنَّ اللهَ لَمْلَمَهُ=بِجَنَّةِ الْوَرْدِ وَالأَنْدَاءُ فِي النَّسَمِ
مَيْمُونَةُ الْوَجْدِ بِالْحُسْنَى تُبَارِكُنِي=وَالْفَوْزُ بِالْقَلْبِ تِرْيَاقٌ لِذِي الأَلَمِ
فَصِيحَةُ الْقَوْلِ إِنْ جَاءَتْ لِتَنْصَحَنِي=وَشَهْدُهَا الْعَقْلُ يَنْبُوعٌ مِنَ الْحِكَمِ
مِنْ نَبْعِهَا أَرْتَوِي عِلْماً يُمَجِّدُنِي=صَرْحٌ لأَرْضِ الْمُنَى مِنْ جَوْدَةِ الْقِيَمِ
وَالْغَرْسُ فِي الْعَقْلِ أَوْزَانٌ تُثَبِّتُنِي=أَشْجَارُهَا الْخَيْرُ أَجْيَالٌ لِذِي الأُمَمِ
قَدَّسْتُ فِي الأُمِّ أَخْلاَقاً أُقَدِّرُهَا=مُذْ حَاوَطَتْ مِحْنَتِي بِالْعَطْفِ وَالْكَرَمِ
مَزْيُونَةُ الْوَجْهِ كَالْبُشْرَى تُرَاوِحُنِي=عِنْوَانُهَا الصَّبْرُ تَفْدِيِنِي بِلاَ سَأَمِ
يَا قُرَّةَ الْعَيْنِ زِيِدِيِنِي بِأَدْعِيَةٍ=وَاسْتَبْشِر ي مُهْجَتِي كَالنَّجْمِ فِي الْعَلَمِ
سَمِّي عَلَى خَطْوَتِي وَاللهُ يَرْحَمُنِي=لَعَلَّنِي أَهْتَدِي بِالذِّكْرِ وَالْقَسَمِ
حَيَّاكِ يَا حُلْوَتِي فِي الْقَلْبِ يَا قَمَرِي=وَاضْوِي سِرَاجَ الْهُدَى يَا دُرَّةَ الشِّيَمِ
طُوفِي عَلَى مَوْطِنِي فِي الرُّوحِ وَاسْتَتِرِي=حُطِّي مِنَ الْمِسْكِ وَالأَشْذَاءِ وَالْتَئِمِي
أُمِّي حَنَانَيْكِ إِنْ غِبْتِ الْتَوَى جَسَدِي=مُذْ قُلْتِ أَنِّي مِنَ الأَحْشَاءِ وَاللَّحَمِ
رَيَّاكِ وَالْحِنَّةُ الْحَمْرَاءُ تَنْعَشُنِي=فَوْحٌ مِنَ الطِّيِبِ إِنْ هَلَّ اخْتَفَى سَقَمِي
هَيَّا اسْكُنِي وَرْدَتِي فِي الْقَلْبِ وَالْتَقِطِي=فَالْغَرْسُ قَدْ أَيْنَعَ الإِحْسَاسَ فِي الذِّمَمِ
فَالأُمُّ كَالأَرْضِ بِالأَنْفَاسِ تَصْقُلُنَا=طُوبَى لِأُمٍّ تُرَاعِي بَذْرَةَ الْفِهَمِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
23-03-2016, 11:03 AM
مَرْثِيَّةُ الأُمِّ
أُمَّاهُ عُودِي لِلْحَيَاةِ فَإِنَّنِي=نَبَضَتْ عَلَى رُوحِي الْحَيَاةُ تَيَتُّمَا
كَيْفَ السَّبِيِلُ إِلَيْكِ رَبِّي دُلَّنِي=وَالْمَوْتُ حَقٌّ فِي الدُّنَى قَدْ سَلَّمَا
الْعَيْشُ مُرٌّ دُونَ نَبْضِ حَنَانِهَا=لِيُقَبِّلَ الصَّدْرَ الْحَزِينَ تَرَحُّمَا
قَدْ مَرَّ عُمْرِي وَالشَّبَابُ يَذِلُّنِي=وَبِرِحْلَةِ الأَيَّامِ شَيْبِي أَعْلَمَا
مَنْ قَدْ تَبَقَّى كَيْ أَرُدَّ بَشَاشَةً=بِمَلاَمِحٍ فِيِهَا الشُّحُوبُ تَجَهَّمَا
فَبَصِيصُ طِفْلِي مِلْءَ رُوحِي قَابِعٌ=لَازَالَ يَبْكِي مِنْ فِرَاقٍ أَظْلَمَا
وَالطِّفْلُ لَوْ تَدْرِينَ..أُمِّي..لِلْحَنِ يـِ=ـنِ يَتُوقُ دَوْماً فِي الظَّلامِ إِذَا اْنْعَمَى
وَأَنَا عُمِيِتُ..بُعَيْدَ فَقْدِكِ لَفَّنِي=شَبَحُ اللَّيَالِي وَاللِّحَافُ تَحَزَّمَا
وَتَجَعَّدَ الْفَرْشُ الْوَثِيِرُ بِنَوْمَتِي=مُذْ لَفَّ جِسْمِيَ طَيَّ حُلْمِي كَالدُّمَى
لَعِبَتْ بِهِ الآهَاتُ جَهْلاً وَالأَنِيِـ=ـنُ مُعَرْبِدٌ..صَوْلاً وَجَوْلاً نَغَّمَا
الآهُ يَا أُمِّي تُجَلْجِلُنِي بِهَا=وَأَنَا هُدُوئِي فِي انْزِعَاجِي حَطَّمَا
وَالْحُزْنُ يَا أُمِّي يُعَانِقُ رِقَّتِي=وَأَنَا عِنَاقِي لِلشَّقَاءِ تَصَنَّمَا
عُودِي لَعَلِّي فِي الإِيَابِ أَدُلُّنِي=إِنَّ الضَّيَاعَ بِرِفْقَتِي قَدْ لَمْلَمَا
أُمَّاهُ..دَمْعِي بَعْدَ مَوْتِكِ نَازِفٌ=فَلَقَدْ جَرَى فِي الْعَيْنِ حَتَّى وَرَّمَا
وَالرِّمْشُ سَيْفٌ فِي الْمَآقِي خَزَّنِي=لَمَّا تَغَلْغَلَ فِي الدُّمُوعِ مُعَلْقَمَا
الدَّرْبُ يَشْكُو مِنْ مَتَاهَةِ شَارِدٍ=أَيْنَ الَّتِي نَقَشَتْ بِدَرْبِي مَعْلَمَا
وَالأَيْكُ لَفَّ مُشَبَّكاً بِتَلَوِّنِي=وَكَأَنَّنِي الْجُورِيُّ مَحْبُوسُ الدِّمَا
وَلَكَمْ غَفَتْ فِي وَرْدَتِي بِرَبِيعِهَا=كلُّ الْمَعَانِي..فَاسْتَفَقْتُ لِأَفْهَمَا
إِنَّ الْوُرُودَ بِلاَ مِيَاهٍ تَنْثَنِي=وَتَمُوتُ فِي بِسْتَانِهَا لَو قُلِّمَا
وَالْجَذْرُ إِذْ يَجْفُو الْغُصُونَ سَنَجْتَنِي=مَا خَرَّ مِنْ وَرَقِ الْوُرُودِ مُخَرَّمَا
جَنَّاتُ عُمْرِي قَدْ ذَوَتْ أَغْصَانُهَا=مُذْ مَاتَ جَذْرٌ مِنْ دَمِي مُسْتَسْلِمَا
وَالطَّيْرُ غَابَتْ فِي الْحَيَاةِ تَيَتُّماً=مُذْ هُدَّ بَيْتٌ..وَالْفِرَاقُ تَجَسَّمَا
تِلْكَ الْمَوَاسِمُ لَمْ تَعُدْ بِغِيَابِهَا=فَالْعُشُّ مَا بَيْنَ الْغُصُونِ تَهَدَّمَا
أَيْنَ الَّتِي كَانَتْ تُلَمْلِمُ مِحْضَنِي ؟=أَحَمَامَتِي عُودِي لِحِضْنٍ قُسِّمَا
يَا رُبَّ عَوْدٍ بِالْحَنَانِ يَضُمُّنِي=وَيَضُمُّ أَشْتَاتَ الْعَوَائِلِ بَلْسَمَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
27-03-2016, 10:55 AM
عَجَبِي
عَجَبِي مِنَ الْمَغْرُوزِ حَيّاً نَابِضَا=بَيْنَ الْحَنَايَا يَسْتَرِيِحُ مُرَابِضَا
وَمِنَ الْعُجَابِ بِأَنْ يَمَوتَ بِخَفْقِهِ=وَيَعِيِشَ مَوْتاً بِالْحَيَاةِ مُنَاهِضَا
أَكَذَا يَكُونُ الْمَرْءُ فِي أَحْشَائِهِ=بِدَمٍ دَفُوقٍ لا يُحَرِّكُ فَائِضَا ؟
عَجَبي مِنَ الإِنْسَانِ إِنْ قَالَ الأَنَا=وَبِجَوْفِهِ مَاتَ الشُّعُورُ مُنَاقِضَا
يَا رُبَّ جِسْمٍ نَاحِلٍ بِعِظَامِهِ=قَامَتْ بِهِ الثَّوْرَاتُ نَزْفاً رَافِضَا
فَتَحَرَّكَتْ بِدِمَائِهِ رُوحٌ رَضَتْ=لَكِنْ بِهَا الإِحْسَاسُ كَانَ الْفَارِضَا
وَكَذَا يَعِيِشُ الْحُرُّ إِنْساً فِي الدُّنَى=يَرْعَاهُ قَلْبٌ بِالْمَشَاعِرِ نَابِضَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
04-04-2016, 11:28 PM
رِعْشَةْ
قُلْتُ شِعْراً زَادَهُ الإحْـ=ـسَاسُ عِزّاً فَاسْتَقَرَّا
فِي قُلُوبٍ لَمْ تَشَأْ لِلشْـ=ـشِّعْرِ يَوْماً أَنْ يَخُرَّا
لا مَدِيِحاً أَوْ هَجَاءً=بَلْ رَجَاءً صَانَ ذِكْرَى
يَوْمَ غَطَّتْ فِي سُبَاتٍ=رَجْفَةُ الأَشْواقِ قَسْرَا
كُنْتُ يَوْماً فِي فُؤَادٍ=قَدْ حَوَانِي فِيِهِ دَهْرَا
كُنْتُ وَرْدًا فِي رُبُوعٍ=أَرْتَدِي الأَطْيَابَ ذِخْرَا
إِذْ سَقَانِي مِلْءَ نَفْسِي=رِعْشَةَ الأَوْرَاقِ قَطْرَا
فَاشْتَهَتْنِي فِي صَفَاءٍ=قَطْرَةُ الأَنْدَاءِ فَجْرَا
كُنْتُ شَمْساً فِي سَمَاءٍ=أَنْشُرُ الأَلْوَانَ سِحْرَا
كُنْتُ فِي لَيْلِي بَرِيِقاً=مِنْ شُعَاعِي صُرْتُ بَدْرَا
لا تَلُمْنِي يَا حَبِيِبِي=إِنَّنِي لازلْتُ أَقْرَا
إِنْ حَوَتْنِي ذِكْريَاتِي=ذبْتُ بِالأَطْلالِ سَكْرَى
لَسْتُ أَرْجُو مِنْ شُعُورِي=أَنْ أُنَاجِي فِيِكَ شِعْرَا
إِنَّمَا قَلْبِي يُرَاعِي=أَنْ أَرَى الأَيَّامَ سَطْرَا
قَدْ أُدَاوِي فَيْضَ رِعْشِي=إِنْ بَكَيْتُ الآنَ جَهْرَا
حَيْثُ أَنِّي بِعُيُونِي=غَابَ دَمْعِي صَارَ صِفْرَا
أَيْنَ حِسِّي أَيْنَ نَبْضِي=كَيْفَ غَابَ الْوَجْدُ فَرَّا
هَاكَ عُذْرِي قَدْ سَبَانِي=جُرْحُ قَلْبِي خَرَّ عُذْرَا
إِيِهِ أَنْسَى كَيْفَ أَغْدُو=إِنْ أَلِفْتُ الْحُبَّ هَجْرَا
قَدْ أُمَنِّي صَحْوَةَ الأَمْـ=ـوَاتِ عُذْراً كَيْ تَكُرَّا
لا تَدَعْنِي فِي خِضَمِّي=أَنْثَنِي فِي الأَرْضِ قَفْرَا
حِيِنَ تَغْفُو جَوْفَ رُوحِي=صَفْوَةُ الإِنْسَانِ كُفْرَا
دَعْ شُجُونِي فِي هَوَى الإِحْـ=ـسَاسِ نَبْضاً مُسْتَمِرَّا
قَدْ أُصَافِي فِي حَيَاتِي=دَوْلَةَ الأَيَّامِ فَخْرَا
رُدَّ رُوحاً تَاهَ فِيِهَا النْـ=ـنَّبْضُ تَبْذِيراً وَهَدْرَا
حِيِنَ تَرْضَى أَرْتَوِيِهَا=رَوْضَةَ الأَنْفَاسِ نَهْرَا
عِشْ بِقَلْبِي عِشْ بِرُوحِي=بَلْ حَيَاتِي فِيِكَ بُشْرَى
كُلُّ خَطْوٍ فِي شُرُوعِي=يَسْتَوِي فِي الْحُبِّ جِسْرَا
خُذْ رَحِيِقِي مِنْ زُهُورِي=وَاعْطِنِي دَمْعاً وَذِكْرَا
خُذْ طُيُورِي مِنْ حُقُولِي=أَرْتَضِي فِي الْقُرْبِ فُقْرَا
خُذْ كُنُوزِي أَوْ عَتَادِي=لا أُرِيِدُ الْعَيْشَ تَتْرَى
لَيْسَ يَنْجُو مِنْ وَدَاعٍ=غَيْرُ إِنْسٍ تَابَ عُمْرَا
لَيْتَ تَوْبِي يَصْطَفِيِنِي=حَيْثُ أَنِّي كُنْتُ صُغْرَى
مُذْ تَمَادَى بَاطِلٌ فِي الرْ=رُّوحِ شَنّاً مُسْتَعِرَّا
وَتَوَارَى بِشُحُوبٍ=فِي أَرَاضِي الْعَيْشِ قُطْرَا
جَفَّ عِرْقِي مِثْلَ أَشْلا=ءٍ بِقَبْرٍ غَصَّ نَحْرَا
كُلُّ رِعْشٍ فِي رُبُوعِي=شَعَّ لأْلاءً وَتِبْرَا
مُذْ تَرَاءَى فِي فُؤَادِي=سِحْرُ مِنْهَاجٍ فَسَرَّا
إِذْ أُنَاجِي فَارْتِعَاشِي=ذَابَ لَحْناً سَاحَ شَطْرَا
لَوْ أُغَنِّي مِلْءَ رُوحِي=كُنْتُ أَرْعَشْتُ الْمَقَرَّا
رُبَّ قَوْلٍ فِي حُقُولٍ=يَزْدَهِي بِالْوَرْدِ نَثْرَا
حَيْنَ غَنَّى فِي رُبُوعِي=صَوْتُ طَيْرٍ رَفَّ طَيْرَا
يَا شَجِيَّ الْهَمْسِ قُلْ لِي=كَيْفَ رَفَّ الطَّيْرُ نِسْرَا
بِشُمُوخٍ طِرْتَ جَوّاً=مُنْذُ أَنْ جَنَّحْتَ نَصْرَا
فِيِكَ فَخْرِي فِيِكَ بُسْتَا=نِي رَحِيِقٌ حينَ ذَرَّا
وشُجُونِي أَغْرَقَتْنِي=قُبْلَةً بِالْحَقِّ بَحْرَا
فِي الْحَنَايَا حَطَّ سِرْبٌ=كَالْزَّغَالِيِلِ اسْتَصَرَّا
بِاعْتِنَاءٍ وَاشْتِيَاقٍ=عَانَقَ الأَرْكَانَ حِجْرَا
وَفَرَاشٌ حامَ زَهْواً=فِي حَبُورٍ ذَرَّ شَذْرَا
فَاسْتَهَلَّتْ فِي عُيُونِي=وَمْضَةُ الإشْرَاقِ خَزْرَا
سَالَ قَطْرٌ مِنْ شِفَاهِي=حِيِن ذُقْتُ الْقَطْرَ سِدْرَا
مِنْ رَبِيِعٍ زَانَ بَيْتِي=صَارَ فِي الأَشْذَاءِ قَصْرَا
يَا عُيُونِي لا تَنَامِي=لَوْ نَمَا نَوْرٌ فَزَرَّا
وَاسْتَشِفِّي مِنْ وِصَالٍ=أَيْنَعَ الإِحْسَاسَ ثَمْرَا
يَا مِدَادِي لَمْ تَخُنِّي=حِيِنَ لَفَّ الْحُبُّ حِبْرَا
مُنْذُ زَادَتْ فِي وِدَادِي=سَلْوَةُ الأَنْفَاسِ كُبْرَى
صَافِحِيِنِي يَا مُنَاتِي=أَنْتِ فِي الأَعْمَاقِ نَوْرَا
كُلُّ غَرْسٍ مِلْءَ ذَاتِي=رَقَّ وَجْدِي فِيِهِ يُسْرَا
فِي سَمَائِي هَامَ طَيْفٌ=وارْتَدَي الأَقْمَارَ دُرَّا
بَيْنَ غَيْمٍ فِي سُرُورٍ=فَاضَ بِالأَمْطَارِ خَيْرَا
جَاءَ يَحْنُو فِي هُدُوءٍ=حَطَّ فِي قَلْبِي وَقَرَّا
رَفَّ وَجْدِي مِنْ حَنُونٍ=يَهْمِسُ الأَصْوَاتَ سِرَّا
سَرْبَلَتْنِي فِي حَرِيِرٍ=هَمْسَةُ الأَلْحَانِ ثَرَّا
وَاحْتَوَتْنِي فِي مُزُونٍ=لا تُجَافِي النَّضْحَ تَرَّا
جَاءَ صَوْتٌ فِيِهِ شَوْقٌ=يَا خَفِيِقِي قَدْ تَحَرَّى
مَالَ يَرْوِي مِنْ تَجَاوِيِـ=ـدٍ بِعَذْبٍ سَالَ تَوْرَا
زَاحَ هَمِّي مِنْ دُرُوبِي=فَاسْتَهَلَّ الْخَطْوُ جَرَّا
وَاسْتَطَابَتْ فِي رَبِيِعٍ=دَوْحَةُ الأَطْيَابِ جَدْرَا
كُلُّ نَبْتٍ فِي حُقُولِي=جَادَ بِالْخَيْرَاتِ سِتْرَا
فَاسْتَقَامَتْ فِي الأَرَاضِي=تُرْبَةُ الأَشْجَارِ زَخْرَا
وَاسْتَرَاحَتْ فِي رُبُوعِي=مُهْجَةُ الإِرْعَاشِ غَرَّا
يَوْمَ فَاقَتْ فِي الْحَنَايَا=شُعْلَةُ الأَنْوَارِ فِكْرَا
لَمْ أُدَنْدِنْ مِلْءَ وَجْدِي=إِذْ فُؤَادِي أَنَّ قَتْرَا
لَيْتَ أَشْدُو مِنْ عِظَامِي=مِثْلَ زَرْعٍ شَدَّ أزْرَا
كَادَ يَبْكِي مِن نَحِيِبِي=قَاهِرُ الأَشْجَانِ ثَأْرَا
فَاسْتَهَامَتْ جَوْفَ إِنْسِي=غُنْوَةُ الأَرْوَاحِ بِرَّا
وَاسْتَلَذَّتْ فِي رَحِيِقٍ=صَبَّ شَلاَّلاً بِمَجْرَى
بَعْدَ حَرْبٍ فِي جُنُوحٍ=سَالَ فِيِهَا الدَّمْعُ مُرَّا
كَانَ دَمْعِي مِثْلَ عَزْفِي=مَاجِناً فِي الذَّوْقِ خَرَّا
ذُقْتُ دَمْعِي صَارَ شَهْدِي=يَوْمَ غَابَ الْهَمُّ جَزْرَا
بَيْنَ حُزْنِي وَاعْتِكَافِي=شَارِدٌ يَجْتَاحُ عَصْرَا
يَحْتَرِيِنِي جَوْفَ عَقْلِي=مِثْلَ سَيْفٍ أَجَّ إِثْرَا
ثَابَ عَقْلِي ثَجَّ فِكْرِي=مَدَّ بِالإِثْمَارِ ثَجْرَا
لَيْسَ أَصْفَى مِن عُقُولٍ=تَقْتَدِي بِالْخَيْرِ سَيْرَا
إِنْ تَمَرَّغْ شَائِبٌ فِي الْـ=ـوَجْدِ إِدْمَاناً وَغَوْرَا
لَنْ يَذُوقَ الرَّغْدَ حَتَّى=يَنْتَهِي كَالشَّهْدِ شَوْرَا
لا يُعَانِي عَقُلُ إِنْسٍ=فِي صَفَاءٍ لَفَّ صَدْرَا
إِذْ تَنَشَّى نَهْجَ دِيِنٍ=شَعَّ بِالْوِجْدَانِ طُهْرَا
فِي حُرُوفِي شَوْقُ عَقْلٍ=زَادَهُ الإِيِمَانُ صَبْرَا
حَيْثُ هَاجَتْ فِي شُجُونِي=نَبْرَةُ الأَلْحَانِ جَمْرَا
فِي رُبُوعِي رَحْمَةٌ تسْـ=ـقِي شَآبِيِباً وَعِتْرَا
سَرْمَدِيُّ صَرْحُ دِيِنِي=رَقَّ وَجْدِي صُرْتُ حُرَّا
مُنْذُ قُلْتُ : اللهُ رَبِّي=يَا جَمَالَ الْقَوْلِ طَرَّا
مَنْ يُوَازِي فِي عَطَاءِ الْـ=ـلَّهِ إِحْسَاناً وَأَجْرَا
ضَوَّعَ الأَطْيَابَ عِنْدِي=فِي لَدُنِّي حَيْثُ أَسْرَى
فِي صَلاتِي فِي هُجُودِي=قَدْ حَبَانِي الْقُرَبُ سَمْرَا
وَيْحَ ذَاتِي يَا إِلَهِي=مُدَّ بِالإِحْسَانِ وَفْرَا
إِنَّنِي عَبْدٌ خَشُوعٌ=لا أُقَاسِي مِنْكَ أَمْرَا
إِنْ تَلَظَّى فِي دُرُوبِي=مَارِدٌ لِلْحَظِّ دَحْرَا
قُلْتُ : حُسْنَى سَخَّرَ الأَقْـ =ـدَارَ أَحْكَاماً وَنَذْرَا
لا يُعَانِي مَنْ بِذِكْرِ الْـ=ـلَّهِ حَمْداً شَدَّ ظَهْرَا
سَيُجَازَى بِالْمَصَافِي=سَابِلاتٍ حَيْثُ أَوْرَى
مَا تَهَنَّى مَنْ بِكَنْزِ الْـ=أَرْضِ يَجْنِي مِلْءَ صَحْرَا
قَدْ تَعَرَّى كُلُّ جِسْمٍ=إِنْ حَوَتْهُ الأَرْضُ قَبْرَا
مَنْ تَهَاوَى فِي الْمَعَاصِي=وَاشْتَهَي إِثْماً وَوِزْرَا
سَوْفَ يَكْبُو مُوبِقَاتٍ=يَصْطَلِي بِالنَّارِ أَرَّا
دَثِّرِيِنِي يَا صِفَات الْـ=ـخَيْرِ إِذْعَاناً وَجَوْرَا
قَدْ يَحِيِنُ الْمَوْتُ فِي لَحْـ=ـظٍ كَرِمْشِ الْعَيْنِ هَرَّا
مَنْ يَظُنُّ الْمَوتَ حَدّاً=لِلْمَآسِي غَصَّ هَتْرَا
كَيْفَ يَنْجُو مِنْ عَذَابٍ=فِي التَّلاقِي مَنْ تَبَرَّا
صَافَحَتْنِي بِارْتِعَاشِي=رِعْشَةٌ بِالآهِ أُخْرَى
عَبَّقَتْنِي أَلَّقَتْنِي=فِي جَمَالٍ هَلَّ حَصْرَا
مُذْ تَفَانَى فِي اسْتِقَامِي=وَزْنُ قِسْطَاسٍ فَأَثْرَى
كُلُّ سَدْفٍ فِي الْمَآقِي=شَفَّ نُورًا صُرْتُ حَوْرَا
نَزَّ عِرْقٌ مِنْ جُلُودِي=مِثْلَ بَرْقٍ فَزَّ فَزْرَا
مَا تَلاشَى مِنْ جُذُورِي=أَصْلُ عِرْقِي ظَلَّ حَكْرَا
كَبِّرِي يَا دَوْلَةَ الإِسْـ=ـلامِ نَهْجاً مَا تَفَرَّى
فِي رِضَاءِ اللهِ يَسْمُو=كُلُّ جُهْدٍ غَضَّ غَضْرَا
وَاعْتِقِيِنِي مِنْ ذَلِيِلِ الْـ=ـعَيْشِ هَشَّ الْقَلْبُ هَصْرَا
وَاثْلِجِي صَدْرَ الْمُعَنَّى=فِي ارْتِئَادٍ زَاحَ صَخْرَا
كَتِّفِيِنِي فِي حِمَى الرَّحْـ= مَنِ إِنْساً لَيْسَ فَأْرَا
لا لِعَقْلٍ مَا تَعَافَى=أَنْكَرَ الْفُرْقَانَ نُكْرَا
يَا إِلَهِي يَا حَبِيِبِي=أَنْزِلْ الأَنْعَامَ هَبْرَا
يَسْتَلِذُّ الثَّغْرُ بِالأَرْ=زَاقِ إِنْ عَطَّرْتَ تَمْرَا
جَذّفِي يَا صَرْخَةَ الْوِجْـ=ـدَانِ إِصْرَاراً وَوَقْرَا
وَاسْتَمِدِّي مِنْ نَزِيِفِي=كُلَّ حِسٍّ حَدَّ شَفْرَا
جَرِّدِي أَلْوَانَ جَدْسٍ=نَاشِفٍ إِنْ جَاءَ نَبْرَا
كُلُّ شَكْلٍ مِنْ ضُرُوبِي=ضَرَّجَ الأَلْفَاظَ هَمْرَا
نَسِّقِيِنِي فِي اشْتِيَاقِي=وَارْدِفِي فِي الْقَلْبِ جَبْرَا
لا تَخُرِّي فِي ابْتِعَادِي=رِعْشَةً فِي الصَّدْرِ جَأْرَا
إِنَّ قَوْلِي ضَرْبُ سِكِّيـ=ـنٍ بِعَزْمٍ زَاحَ قِشْرَا
يَوْمَ تَصْفُو مُدْلَهَاتِي=تَدْلِصُ الصَّيْحَاتُ ثَغْرَا
عَسْجَدِيٌّ كُلُّ حَرْفٍ=يَزْدَهِي بِالنُّورِ غَمْرَا
مِثْلَ شَمْسٍ شَعْشَعَ الإِشْـ=ـرَاقُ مِنْهَا شَقَّ بِئْرَا
فَاسْتَفَاضَتْ مِنْ سُيُولِ الْـ= حُبِّ نَبْعاً كَانَ حَسْرَا
وَاسْتَرَاحَتْ دَمْعَةٌ نَا=مَتْ بِعَيْنِ الْقَحْطِ حَتْرَا
مُذْ تَجَلَّى عُنْفُوَانِي=فِي ازْدِهَارٍ كَانَ وَعْرَا
فِي جِنَانِ الرُّوحِ إِكْلِيِـ=ـلُ الْهُدَى قَدْ لَفَّ كَوْرَا
هَكَذَا تَصْفُو الأَمَانِي=مِثْلَ مَاءٍ سَالَ فَتْرَا
لا صَقِيِعاَ أَوْ لَهِيِباً=يُغْرِقُ الأَزْهَارَ هَوْرَا
كُلُّ رَعْشٍ فِي خُشُوعِي=زَاحَ أَحْزَاناً وَخَشْرَا
فِي صَفَاءٍ صَدَّ صَدْرِي=كَلَّ نَزْقٍ كَانَ وَغْرَا
طَابَ وَجْدِي فِي جِنَانِي=أَيْقَظَ الإِيِمَانُ جَذْرَا
كَوْثَرِيٌّ مَاءُ كَأْسِي=مُنْذُ أَنْ أَزْفَرْتَ زَفْرَا
يَا عَظِيِمَ الشَّأنِ رَبِّي=عَافِنِي بِالْيَوْمِ شَهْرَا
كُلُّ فَضْلٍ يَسْتَوِيِنِي=قَانِعاً وَاللهُ أَدْرَى
هَاتِهَا لِي يَا حَبِيِبِي=رِعْشَةَ الإِيِمَانِ تَأْرَا
وَالْتَحِفْنِي فِي صَلاةٍ=تَقْطُرُ الآيَاتِ زَهْرَا
فِيِكَ نَهْجِي وَاعْتِزَازِي=فِيِكَ عُمْرِي فَاحَ عِطْرَا
طَابَ قَلْبِي يَا إِلَهِي=رِعْشَةً تَرْتَاحُ شُكرَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-03-2017, 10:50 PM
أُنْشُودَةُ الْأُمِّ
غَنَّيْتُ أُمِّي فَرَفْرَفَ النَّغَمُ=وَفَوْقَ بُسْتَانِهَا ارْتَخَى النَّسَمُ
حَمَّلْتُ شِعْرِي عَلَى جَنَاحِ فَرَا=شَةٍ لِكَيْ يَزْدَهِي بِهِ الْكَلِمُ
قَدْ جِئْتُ أُلْقِي زُهُورَ مِحْبَرَتِي=عَلَى اسْمِ أُمِّي فَرَوْنَقَ الْقَلَمُ
كَأَنَّ فِي كَفِّيَ النَّدَى قُبَلٌ=عَلَى خُدُودِ الأَوْرَاقِ ترْتَسِمُ
لِأَنَّهَا أُمِّي فَالرَّوَى بِفَمِي=كَالطِّفْلِ يَحْبُو بِحِضْنِهِ النَّغَمُ
أَتَيْتُ أُهْدِي النَّشِيدَ رَقْرَقةً=عَلَى وِشَاحٍ تَزُفُّهُ السُّدُمُ
أَكَادُ مِنْ لَهْفَةِ الْقَصِيدِ لَهَا=أَذُوبُ فِي ذِكْرَاهَا وَأَلْتَئِمُ
لَعَلَّنِي وَرْدَ الأُمِّ أَقْطِفُهُ=مِنْ جَنَّةٍ فَوْقَهَا اعْتَلَى القَدَمُ
يَا لَيْتَ أُمِّي هُنَا لِأَحْضُنَهَا=فَيَرْتَخِي فِي حَنَانِهَا الْأَلَمُ
يَا لَيْتَ أُمِّي هُنَا لِتَسْمَعَهَا=أُنْشُودَةً يَشْدُو فَقْدَهَا النَّدَمُ
فَلَيْسَ لِي فِي الأَشْوَاقِ غَيْرُ فَمٍ=يُدَاعِبُ اللَّحْنَ حِينَ يَبْتَسِمُ
وَلَيْسَ لِي فِي الْحِرْمَانِ غَيْرُ يَدٍ=تُهَدْهِدُ الْحَرْفَ حِينَ يَلْتَحِمُ
الْأُمُّ رَوْضٌ وَالْفُلُّ قُبْلَتُهَا=وَكَفُّهَا فِي الْغِرَاسِ مُتَّسِمُ
مَا أَطْيَبَ الرَّيْحَانَ الَّذِي زَرَعَتْ=كَأَنَّ مِنْ حَقْلِهَا ارْتَوَتْ أُمَمُ
فَكَمْ تَنَدَّتْ ثِمَارُ جَنَّتِهَا=وَكَمْ تَشَافَى بِشَهْدِهَا السَّقَمُ
الْحُبُّ كَالنَّهْرِ فِي رَقَائِقِهَا=جَارٍ وَلَا سَدٌّ فِيهِ يَرْتَطِمُ
مَا أَجْمَلَ الْحِنَّاءَ الَّتِي نُقِشَتْ=فِي رَاحَةٍ زَادَ حُسْنَهَا الْكَرَمُ
إِنْ أَغْدَقَتْ بِالدُّعَاءِ مُهْجَتُهَا=تَسَلْسَلَتْ فِي رَحِيقِهَا الشِّيَمُ
كَأَنَّ سِجَّادَةَ الصَّلَاةِ لَهَا=مُدَّتْ عَلَى أَرْضٍ صَانَهَا الْحَكَمُ
وَكُلَّمَا غَابَ ابْنٌ لَهَا حَزَنَتْ=وَلَأْلَأَ الدَّمْعُ وانْتَدَى الْحُلُمُ
كَأَنَّ فِي وَجْهِهَا إِذَا اتَّشَحَتْ=لَآلِئاً خَلْفَ الطُّهْرِ تَحْتَشِمُ
يَا رُبَّ قَلْبٍ مِنْ فَرْطِ رَحْمَتِه=تَسِيحُ فِي سَلْسَبِيلِهِ الدِّيَمُ
تَهُلُّ بِالْبُشْرَى حِينَ تَسْمَعُهَا=فَتَرْقُصُ الدُّنْيَا حَوْلَهَا النِّعَمُ
إِنْ حَاوَرَتْ بِالنَّصَائِحِ ارْتَكَزَتْ=كَأَنَ مِيزَانَهَا بِهِ الْحِكَمُ
كَمْ وَلَدٍ مِنْ أَخْلَاقِهَا نَضَجَتْ=فِيهِ الْمَفَاهِيمُ مِثْلهَا الْقِيَمُ
أُسْتَاذَةُ الدُّنْيَا عِلْمُهَا سَنَدٌ=إِمَّا اسْتَفَادَ الصَّغِيرُ وَالْهَرِمُ
يَا قَلْبُ إِنِّي بِدُونِهَا بَشَرٌ=أَحْتَاجُ لِلْأُمِّ حِيِنَ أحْتَدِمُ
وَرَغْمَ شَيْبي لَازِلْتُ أَرْقَبُهَا=مُذْ كَانَ طِفْلِي يَضُمُّهُ الرَّحِمُ
هَذَا دُعَائِي لَهَا بِجَنَّتِهَا=يَلُمُّ أُنْشُودَتِي فَيَنْسَجِمُ
وَإِنَّنِي إِذْ خَطَفْتُ مِنْ شَغَفِي=غُصْناً فَبِالْيَاسَمِينِ أخْتَتِمُ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
13-09-2020, 03:30 PM
=غيداء الأيوبي;1050301
لَيْتَ شِعْرِي
يَا جَنَاحَ الشَّعُورِ فِي الشِّعْرِ إِنِّيِ=مِثْل حَرْفِي أَطِيرُ جَوّاً بِفَنِّي
ثُمَّ أَهْوِي بِلَا جَنَاحٍ وَرِيشِي=يَتَهَاوَى إِلَى السَّمَا حَوْلَ مِنِّي
كُلُّ شَيْءٍ يَصِيرُ لَا شَيْءَ إِلَّا=كَلِمَاتٍ تُثِيرُ سِحْراً يُغَنِّي
هَلْ سَمِعْتُمْ بِمَنْ يُغَرِّدُ شِعْراً=وَهْوَ مَيْتٌ عَلَى غُصُونِ التَّجَنِّي
مِنْ عِظَامِي وَبَعْضِ لَحْمِي وَقَلْبِي=مِنْ شُعُورِي يَمْتَصُّ عَقْلِيَ مَنِّي
بِاعْتِصَارِي يَصُبُّ شِعْراً فَخَمْراً=دُونَ كَأسٍ تَدُوخُ أُنْثَى التَّثَنِّي
دَثِّرُونِي بِلَا لِحَافٍ فَإِنِّي=مِنْ سَنَاءٍ وَلَيْسَ يُدْفِئُ كِنِّي
لَا أَرَانِي وَالرُّوحُ تَبْدُو خَيَالاً=فِي خَيَالٍ يَحُومُ حَوْلَ التَّسَنِّي
وَأَمَامِي يَصِيرُ خَلْفِيَ كَوْناً=مَا وَرَائِي يُعِيدُ كَوْنَ التَّمَنِّي
حَالَتِي العَطْشَى فِي الْمَدَى دُونَ حَدٍّ=وَانْهِمَارِي عَلَى الْغُيُومِ يُحَنِّي
لَيْتَ شِعْرِي وَلَيْتَ نَارِي وَمَائِي=إِنْ نَطَقْنَا سَرَى الدُّخَانُ بِجِنِّ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
15-09-2020, 12:18 AM
هَدِيَّتِي إِلَيْكَ
أَتَيْتُ كَيْ أُهْدِيكَ مِنْ أَحْرُفِي=وَبَاقَةُ الْوَرْدِ عَلَى الْأَظْرُفِ
رَشَشْتُ عِطْرَ الْيَاسَمِينِ الَّذِي=قَدْ فَاحَ بِالْحُبِّ وَلَمْ يَنْشِفِ
نَسَّقْتُ أُمْلُودَ زُهُورِ النَّدَى=عَلَى غِلَاَفٍ رَقَّ بالزُّخْرِفِ
وَضَعْتُهَا فِي عُلْبَةٍ شَفْشَفَتْ=لُيُونَةً مِنْ إِصْبَعِي الْمُتْرَفِ
هَدَيَّتِي شَرِيطُهَا يَرْتَدِي=فَرَاشَةً حَرِيرُهَا مُحْتَفِ
فَقَبْلَ أَنْ تَفُلَّهَا بِالْخَفَا=أَغْلِقْ جِفُونَ الْعَيْنِ وَاسْتَلْطِفِ
تَحِيَّتِي إِلَيْكَ يَا عَاشِقاً=وَقُبْلَتِي قَبْلَ انْسِكَابِي الْوَفِي
مَاذَا أَقُولُ فَالْكَلَامُ اخْتَفَى=بِشَوْقِيَ الْمَأْسُورِ فِي الصَّفْصَفِ
أَحْتَاجُ أَن أُعْطِيكَ قَلْبَ الْهَوَى=لِتَلْمِسَ الْوَرِيدَ بِالْمُدْنَفِ
أَوْ دَمْعَةً مِنْ مُقْلَةِ التَّوْقِ كَيْ=تَذُوقَ طَعْمَ الْبَيْنِ إِنْ تَرْشِفِ
أَوْ شَفَةً مِنْ ثَغْرِيَ الْمُنْتَدِي=وَكَمْ عَضَضْتُ وَرْدَهَا الْمُرْهَفِ
أَوْ خُصْلَةً مِنْ شَعْرِ رَأْسِي غَفَتْ=مَا بَيْنَ كَفِّي وَجَبِينِي الخَفِي
تَجُرُّنِي إِلَيْكَ مَعْزُوفَةٌ=أَنْغَامُهَا هَمْسٌ بِلَا مِعْزَفِ
يَأْتِي بِهَا طَيْفُكَ فِي لَيْلَتِي=فَتَلْتَوِي رُوحِي بِذِي الْمِلْحَفِ
أَغْفُو عَلَى لَآلِئٍ تَرْتَمِي=فَلَا أَرَى إِلَّاكَ فِي الْمِقْطَفِ
مِنْ غَيْمَةٍ أَطْفُو إِلَى غَيْمَةٍ=وَرِيشَتِي تَغْرَقُ فِي الرَّفْرَفِ*
بِلَمْسَةٍ تَلْحَفُنِي سَوْرَةٌ*=وَفَجْأَةً تَهْرُبُ مِنْ مِعْطَفِي
أَصْحُو عَلَى نَسَائِمٍ تَرْتَخِي=فَلَا أَرَى إِلَّاكَ فِي الْهَفْهَفِ
مِنْ قَبْلَ مِيلَادِي أَنَا نُطْفَتِي=تَبْحَثُ عَنْ رَبِيعِهَا الْمُورِفِ
وَلَمْ أَجِدْ وَلَمْ تَجِدْ طِفْلَتِي=بِرَوْضَتِي أُرْجُوحَةَ الْأَوْطَفِ
هِوَايَتِي ظَلَّتْ عَلَىْ صَفْحَةٍ=وَمَرْسَمِي بِهَا كَمَا الْمَتْحَفِ
رَسَمْتُهَا مَلَامِحاً تَرْتَدِي=أَلْوَانَهَا مِنْ فَنِّيَ الْمُسْرِفِ
كَحَّلْتُ شَعْراً بِاسْوِدَادِ الدُّجَى=فَابْيَضَّ بَدْرُ وَجْهِكَ الْمُشْرِفِ
مَزَجْتُ لَوْنَ الْقَمْحِ فِي نَظْرَةٍ=فَاسْمَرَّ رِمْشُ الْجَفْنِ لَمْ يَطْرِفِ
ضَمَخْتُ فِرْشَاتِي بِلَوْنِ الدَّمِ=وَاللَّعَسُ احْمَرَّ بِثَغْرٍ صَفِي
أَخَذْتُ لَوْنَ الْبَحْرِ خَلْفِيَّةً=فَازْرَقَّ فِي الْوِشَاحِ مَوْجٌ حَفِي
وَاخْضَوْضَرَ الْعُشْبُ عَلَى يَاقَةٍ=قَمِيصُهَا اخْضَلَّ بِذِي الْأَهْيَفِ
مَشَتْ أَصَابِعِي عَلَى لَوْحَتِى=وَلَمْ تَصِلْ لِقَلْبِكَ الْمُسْعِفِ
وَهَكَذَا أَلْقَاكَ يَا غَائِباً=عَلَى جِدَارٍ مَلَّ مِنْ مَوْقِفِي
أَرْجُوكَ عَنِّي لَا تَرُدَّ الرُّؤَى=وَدَعْ خَيَالَ الطَّيْفِ فِي أَسْقُفِي
غَنَّيْتُ فِي حُبِّكَ أُنْشُودَتِي=فَأَطْلِقِ الْأَطْيَارَ فِي النَّفْنَفِ
وَاسْمَع لُحُونَ الْقَلْبِ مَلْهَوفَةً=تَهْتِفُ وَا نَبْضِي وَلَمْ تَرْأَفِ
لَوْ لَمْ تَصُبَّ الْخَمْرَ فِي أَكْؤُسِي=هَلَ تَسْكَرُ الْأَنْغَامُ فِي أَحْرُفِي
هَدِيَّتِي إِلَيْكَ قَدَّمْتُهَا=وَاللُّؤْلُؤ الْمَنْضُودُ لَمْ يَكْسَفِ
هَدِيَّتِي أَخْتِمُهَا شَمْعَةً=ذَابَتْ عَلَى قَافِيَتِي فَارْدِفِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
15-09-2020, 12:25 AM
زَمَنُ الكُورُونَا
إذَا فَيْرُوسُ كُورُونَا اسْتَبـدَّا=فَلَا بُدَّ العَزِيمَةُ أنْ تَرُدَّا
فَلَا حُزْنٌ وُلَا قَهْرٌ سَيُنْجِي=وَلَكِنْ بِالْوِقَايَةِ قَدْ نَصِدَّا
خـطِيرٌ دُونَ رُوحٍ قَدْ تَفَشَّى=وَمَا كَانَتْ تَرَاهُ الرُّوحُ إِدَّا
صَغِيرٌ إِنَّمَا الشَّيْطَانُ فِيهِ=عَصِيٌّ كُلَّمَا امْتَدَّ اسْتَجَدَّا
مِنَ المَجْهُولِ سَافَرَ مَثْلَ وَهْمٍ=وَ رَحَّلَنَا إِلَى المَجْهُولِ عَدَّا
فَمَا هَمُّ الضَّئِيلِ بِمَوْتِ جِسْمٍ=إِذَا وَجَدَ الحَيَاةَ بِمَنْ تَحَدَّى
تَوَارَى النَّاسُ يَا اللهُ لَكِنْ=تَهَافَتَ لِلْمَشَافِي مَنْ تَرَدّى
وَ صَوْتُ المَوْتِ فِي الأَرْجَاءِ صَمْتٌ=تَخَطَّى نَبْرَةَ الأَحْيَاءِ هَدَّا
وَصِرْنَا فِي المَحَاجِرِ دُونَ حِضْنٍ=فإنَّ السُّقْمَ بِاللَّمْسِ اسْتَبَدَّا
بِأعْمَاقِ القُلُوبِ هُنَاكَ نَبْضٌ=مِنَ الآمَالِ لِلْفَرَجِ اسْتَعَدّا
عَسَى الأَيَّام تَأْتِينَا بِوَمْضٍ=يُبَشِّرُنَا بِشَمْسِ العِتْقِ مَدَّا
فَإنَّ الأَرّضَ رُغْمَ الْمَوْتِ حَتْماً=سَتُحْيِينَا بِتِرْيَاقٍ منَدَّى
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
15-09-2020, 12:29 AM
بــاقــيــة
سَأَبْقَى وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِاخْتِيَارِي=وَلَكِنَّ حُبِّي ذَوَى بِانْكِسَارِي
فَإِنْ شِئْتَ جِسْماً بِقَلْبٍ ذَبِيِحٍ=إِلَيْكَ الْخَيَالُ اسْتَوَى بِانْصِهَارِي
فَقَدْ شَاءَ قَلْبِي نِظَاماً بِصَرْحِي=وَمَا كُنْتُ أَدْرِي بِهَوْلِ انْحِدَارِي
رَسَمْتَ الرَّوَابِي وَحَقْلاً بِوَرْدٍ=فَأَفْنَيْتَ وَرْدِي بِسَيْلِ اعْتِصَارِي
نَقَشْتَ الأَسَامِي بِجِذْعٍ قَدِيِمٍ=فَمَاتَتْ جُذُورٌ بِأَرْضِي وَدَارِي
حَفَرْتَ الْمَعَانِي لِرَوْضٍ بِحَقْلِي=وَشَوَّهْتَ إِرْثِي بِزَخْمِ احْتِقَارِي
غَرَزْتَ الصَّوَارِي لِحُبٍّ قَوِيِمٍ=وَسَهْماً بِسِمٍّ لِقَلْبِي الْمُدَارِي
رَضَيْتُ انْزِوَائِي بِرُكْنٍ سَقِيِمٍ=وَقَدْ كَانَ تَوْقِي لِحِضْنِ افْتِخَارِي
فَإِيَّاكَ أَنْ تَلْتَقِي فِي خِضَمِّي=فَقَدْ جَفَّ قَلْبِي وَحَانَ افْتِقَارِي
صَقِيِعٌ بِجِسْمِي وَوَخْزٌ بِدَمْعِي=فَقَدْ كُنْتَ جَوِّي ثُلُوجِي وَنَارِي
أَعِنِّي حَبِيِبِي فَطَيْفِي يُنَادِي=وَمَا كُنْتُ يَوْماً أُحِبُّ انْهِيَارِي
فَهَيَّا سَرِيِعاً عَلَيْكَ احْتِوَائِي=وَلَمْلِمْ شَتَاتِي بُعيْدَ انْشِطَارِي
سَأَبْنِي قُصُوراً بِحُبِّي وَعِشْقِي=فَلاَ زَالَ نَبْضِي دَوَاءَ اصْطِبَارِي
إِذَا جِئْتَ تَحْنُو فَقَلْبِي شَغُوفٌ=لِقَوْلٍ صَرِيِحٍ يَرُدُّ اعْتِبَارِي
وَغَرْسٍ بِأَرْضِي لِبَذْرٍ جَدِيِدٍ=يُرَاضِي وُجُودِي فَأَحْيَا ازْدِهَارِي
سَأُشْفَى سَرِيِعاً فَعِرْقِي نَبِيِلٌ=وَأَصْلِي بِقَلْبِي قَوِيِمُ الصَّوَارِي
وَحُبِّي عَرِيِقٌ تَفَانَى بِضَمِّي=شِتَاءً وَصَيْفاً طَوَالَ انْتِظَارِي
سَأَبْقَى حَبِيِبِي رِضَاءً لِقَلْبِي=فَلَنْ يَرْتَضِي أَنْ أَعِيِشَ انْتِحَارِي
غيداء الأيوبي
تحياتي
[/QUOTE]
غيداء الأيوبي
15-09-2020, 10:19 AM
ضَادِيَّةُ الضَّمِيِرْ
ضَمِيِرِي رِيَاضٌ بِحِضْنِي وَأَرْضِي=وَرَوْضِي نَضُوحٌ بِإِرْضَاءِ فَرْضِي
فَأَضْحَى ضِيَاءُ الرِّضَا فِي ضِفَافِي=عَضِيِداً لِضِلْعِي نَضِيِراً بِفَيْضِي
ضَمَمْتُ الْفَضَا بِاحْتِضَانِ انْضِبَاطِي=فَفَاضَ اخْضِرَارٌ بِأَحْوَاضِ رَوْضِي
تَضِجُّ الضَّوَاحِي بِضَنْكِ اضْطِّهَادٍ=لِضِيِقٍ بِنَبْضٍ ضَنِيِنٍ وَمَقْضِي
سَيَقْضِي الضَّلِيِلُ احْتِضَاراً يُضَاهِي=ضَيَاعاً مَرِيِضاً بِهَيْضٍ وَعَضِّ
وَيَمْضِي ضَرِيِراً لِفَضِّ اعْتِرَاضٍ=يَضُرُّ الضَّحَايَا بِبُغْضٍ وَرَفْضِ
قَضَاءٌ سَيَضْوِي بِدَحْضِ امْتِعَاضٍ=يَخُضُّ الْقَضَايَا وُضُوحاً وَيَقْضِي
أُضَحِّي بِأَغْرَاضِ ضَخٍّ حَضِيِضٍ=وَأَرْضَى خُفُوضَ اغْضِرَارٍ لأَضِّي
وَفَوْضَى ضُرُوبِ انْقِضَاضِي ضَرُوسٌ=لِأَقْضِي فُرُوضِي بِأَرْضِي وَأَمْضِي
فَرَوَّضْتُ ضِرْغَامَ ضَيْفٍ وَضِيِعٍ=يُضَعْضِعُ ضِمْنِي بِضَوْضَاءِ فَضِّي
سَأُرْضِي ضَمِيِرِي أَحُضُّ اخْتِضَابِي=لِيَخْضَلَّ رَوْضِي نُضُوجاً بِأَرْضِي
فَضَائِي ضَحُوكٌ بِأَضْيَافِ ضَوْئِي=وَغُمْضِي ضَمُوخٌ بِعِرْضِي وَنَبْضِي
بِفَضْلِ اقْتِضَائِي لِمَضْمُونِ قَرْضِي=هِضَابِي بَيَاضٌ بِمِضْمَارِ خَوْضِي
وَرِضْوَانُ نَبْضِي ضِمَادٌ لِضُعْفِي=فَأَضْحَتْ ضُرُوعِي فُيُوضاً لِرَمْضِي
حَضِيِنِي تَوَضَّا خُضُوعاً بِضَمِّي=وَمَضْمِضْ ضَمِيِرِي بِفَيْضِي وَغَضِّي
فَأَعْضَاءُ بَعْضِي نَضَتْ فِي خِضَمِّي=وَضِلْعِي يَفُضُّ الْغَضَى ضِدَّ نَهْضِي
سَأَمْضِي وَوَضَّاءَتِي فِي غُضُونِي=سَتُرْضِي ضَمِيِرِي بِأَحْضَانِ وَمْضِي
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 01:12 PM
الْمُشَرَّدُون
نَشُدُّ رِحَالَ الصَّبْرِ نَحْنُ الْمُشَرَّدُونْ=فَتُسْقِط نَا الْغَيْمَاتُ فِي فَلَكِ الْغُضُونْ
كَمَا يَحْدُثُ الآنَ الْهُوَيْنَى تَنَاثَرَتْ=حَقَائِبُ رُوحٍ كُنْتُ فِيهَا وَلَا أَكُونْ
أُفَتِّشُ عَمَّا قَدْ تَبَقَّى بِقَلْبِهَا=وَبَيْنَ أَصَابِيعِي تُلَاطِمُنِي السُّنُونْ
فَأَجْمَعُ أَشْلَاءً تَعِزُّ عَلَى دَمِي=وَأَتْرُكُ شِرْيَاناً تُعَرْقِلُهُ الظُّنُونْ
عَلَى جَبَلِ الأَشْوَاقِ أَسْقُطُ وَاقِفاً=وَفِي قَبْضَتِي شُدَّتْ حَقَائِبُ لَا تَهُون
أَرَى ذِكْرَيَاتِ الْعُمْرِ تَفْتَحُ أُفْقَهَا=تَهُزُّ نُجُوماً فَوْقَ لَمْلَمَةِ الجُفُونْ
يَمُرُّ بِقُرْبِي نَهْرُ دِجْلَةَ بَاكِياً=فَأُلْقِي مَنَادِيلَ الْحَرِيرِ عَلَى الْهَتُونْ
لَعَلَّ يَدُ التِّحْنَانِ تَمْسَحُ دَمْعَهُ=فَلَا يَخْتَفِي فِيهِ الْفُرَاتُ وَلَا يَدُونْ
تُرَاقِبُنِي النَّخْلَاتُ حَيْرَى ثِمَارُهَا=عَلَى سَعَفَاتِ التِّيهِ تَعْتَصِرُ السُّكُونْ
أَخَالُ بِأَنِّي زُرْتُ أَرْضَ عَرَاقَتِي=وَرَافَقَنِي فِي دَوْحِهَا بُلْبُلُ الْغُصُونْ
فَأَمْشِي بِلَا وَزْنٍ بِثُقْلِ مَوَاجِعِي=وَأَخْطُو بِلَا سَاقٍ أَضَاعَتْهَا المُتُونْ
أُسَافِرُ لِلْأَقْصَى فَأَلْقَى جِدَارَهُ=تَبَاكَى مِنَ الشَّكْوَى وَمَجْزَرَةِ السّجُونْ
لِمَنْ تَرْتَضِي هذِي الدِّيَارُ عَزَاءَهَا=أَلَا تَكْتَفِي يَوْماً فَيَحْتَفِلُ الْبَنُونْ ؟
أَلَنْ نَشْرَبَ النَّعْنَاعَ تَحْتَ ظِلَالِهَا؟=وَنُسْقَى مِنَ الأَحْبَابِ نَكْهَةَ زَيْزَفُونْ؟
فَكْيْفَ تَعِيشُ الأَرْضُ دُونَ أُصُولِهَا=وَكُلٌّ عَلَيْهَا بِالْمَرَاثِي مُقَطَّعُونْ ؟
وَيَهْتَاجُ قَلْبِي حِينَ أَرْنُو لِلَوْحَةٍ=عَلْيْهَا شِعَارُ الأَرْزِ تَلْحَفُهُ الدُّهُونْ
يُمَزِّقُهُ الأَشْرَارُ حَتَّى كَأَنَّهُ=يَذُوبُ الْهُوَيْنَى كُلَّمَا فَتَكَتْ بُطُونْ
أَمُرُّ (بِحَمَّانَا) فَأَذْكُرُ طِفْلِتِي=وَأَحْدُو (ظُهُورَ شْوِيرِ) تُدْرِكُنِي الشُّجُونْ
أُنَادِي بِجَارَاتٍ سَكَنَّ مَخِيلَتِي=عَلَى قَهْوَةِ الأَصْبَاحِ تَجْمَعُنَا الْفُنُونْ
أَلَا لَيْتَ مَا كُنَّا عَليْهِ يُعِيدُنَا=لِجَنَّاتِهِ الأَخْيَارُ وَالْمُتَنَزِّهُونْ
وَكَمْ أَتَمنَّى أَن أَطُوفَ خَرَائِطاً=وَلَكِنْ وُقُوفِي ظَلَّ يَحْقُنُهُ الْجُنُونْ
فَمَاذَا جَرَى لِلْعُرْبِ أَيْنَ دِيَارُنَا=وَأَيْنَ رُبُوعُ الْخَيْرِ وَالْجَسَدُ الْحَنُونْ ؟!
فَلَسْتُ أَرَى فِي رِحْلَةِ التّيهِ دَرْبَهَا=وَقَدْ ضَاعَتْ الأَحْلَامُ فِي رَمَقِ الْعُيُونْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 01:15 PM
أجْفَانُ الْبَتَائِلْ
وَالْتَقَيْنَا بَيْنَ دَمْعَاتِ الْخَمَائِلْ=وَطُيُوفُ الْوَرْدِ شَفَّتْنَا بِرَافِلْ
لَيْلَةُ الْحُلْمِ رَفِيفٌ أَبْيَضٌ=لَوَّنَ اللَّيْلَ بِأَجْفَانِ الْبَتَائِلْ
آهِ صَفْوَاكَ وَمَا أنْقِى دَمِي=إِنْ تَلَاقَيْنَا بَصَفْوَانِ الْمَغَازِلْ
رِقَّةُ السَّائِلِ يَحْنُو هَمْسُهَا=وَالهَوَى يَحْبُو عَلى ثَغْرِ السَّوَائِلْ
يَتَهَاوَى الرِمْشُ مِنْ جَفْنِ النَّدَى=فَبُزُوغُ الطَّيْفِ مَيَّالٌ وَحَافِلْ
مِثَلَمَا تَبْدُو بِصُبْحِي شَمْسُهَا=كُلَّ لَيْلٍ فِي عُيُونِي الْبَدْرُ نَازِلْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 01:21 PM
الْعَـنْـقَاء
تَحْتَاجُ قَرْناً مِنَ الإِبْحَارِ كَيْ تَشْهَقْ=فَالبَحْرُ فِي مَدِّ عَنْقَــائِي بِلَا زَوْرَقْ
وَلَيْسَ يُجْـدِيكَ تَجْدِيفٌ بِعَاصِفَتِي=فَالْمَوْجَة ارْتَفَعَتْ وَالْحُوتُ فِي الْمَأزَقْ
الأَرْضُ تَعْرِفُنِي وَالشَّمْسُ أَجْذِبُـهَا=فَطَاقَةُ الْبَدْرِ فِي جَوِّي أَنَا الأَعْمَقْ
يَا سابِحَـاً بِدَمِي إِيَّـاكَ مِنْ غَضَبِي=لَوْ كُنُتُ أُنْثَى فَنَبْضُ الْغِيِدِ لَا يَغْرَقْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 01:24 PM
أُقَبِّلُ النُّورَ
أُقَبِّلُ النُّورَ يُزْجِينِي بِهِ الشَّغَفُ=سِيمَاءَ بَدْرٍ بِهِ الأَنْفَاسُ تَلْتَحِفُ
قَدْ يَرْتَدِي الْبَدْرُ مِنْ حَرْفِي مَنَاظِرَهُ=أَوْ يُسْقِطُ الْبَدْرَ فِي الأَشْعَارِ مُنْعَطِفُ
أَتَيْتَ وَالْكَأْسُ تَرْوِينِي سُلَافَتَهَا=سَكِرْتُ مِنْ كَلِمٍ وَالنُّورُ مُحْتَرِفُ
أُقَبِّلُ النُّورَ فَالْوِجْدَانُ يَعْشَقُهُ=بَدراً يُسَامِرُ لَيْلَاتٍ بِهَا دَنَفُ
مَا شَفَّ فِي رَوْنَقِ الإِلْهَامِ مَبْسَمَهُ=إِلَا وَثَارَ بِحِبْرِ النُّورِ يَرْتَشِفُ
مَسَافَةُ العِشْقِ فِي الإِبْحَارِ غَايَتُهَا=مَسَافَةٌ فِي سُكُونِ الرُّوحِ تَنْكَشِفُ
عَنِيدَةٌ فِي يَدِي الأَقْلَامُ إِنْ نَبَضَتْ=يَدٌ تَصُبُّ مِنَ الأَنْوَارِ مَا يَصِفُ
كَأَنَّهَا خَبَّأَتْ نَجْمَاتِهَا بِفَمٍ=إِذَا تَكَلَّمَ نُورُ السِّحْرِ يَرْتَجِفُ
رَيَّاكَ رَيَّاكَ والإِحْسَاسُ مُشْتَعِلٌ=لِتَحْتَفِي سَهْرَةُ الْجَوْزَاءِ وَالشَّرَفُ
يَدُورُ فِي لَيْلَةِ اسْتِنْطَاقِ نَوْرَتِهَا=ضُوءُ الثُّرَيَّا مَع الأَوْصَافِ يَخْتَلِفُ
لهَا أَثِيرُ غُيُومٍ مِنْ طَرَاوَتِهَا=تُهَدْهِدُ الْقَلْبَ فِي نَوْبَاتِهَا نَهِفُ
كَأَنَّمَا الْقَوْلُ فِي مَاءٍ عَلَى قَمَرٍ=يَبْكَي بِهِ الضَّوْءُ وَالدَّجْنَاءُ تَعْتَرِفُ
حَسْبِي مِنَ اللَّيْلِ بَدْرٌ يَلْتَوِي بِدَمِي=فَيَسْطَعُ النُّورُ فِي طَيْفٍ لَهُ أَقِفُ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 01:30 PM
أَوَدُّ الجُنُونَ
أَوَدُّ الْجُنُونَ قَلِيلاً فَقَطْ=فَإِنِّي سَئِمْتُ دَوَامَ النَّمَطْ
وَمَاذَا سَيَجْرِي بِفَقْدِ اتِّزَانِي=وَهَذَا اتِّزَانُ الْحَيَاةِ انْفَرَطْ ؟
أَرَى كُلَّ شَيْءٍ بِلَا أَيِّ وَزْنٍ=كَقَبْرٍ يُحَلِّلُ جِسْماً سَقَطْ
فَهَذِي الْحَيَاةُ بِلَا أَيِّ مَعْنَى=وَمُذْ كَانَ كُنَّا اسْتَمَرَّ الْغَلَطْ
مَلِلْتُ مِنَ الْعَقْلِ فَالْفِكْرُ أَقْسَى=إِذَا مَا تَذَاكَى بِعَقْلِ الشَّطَطْ
وَبَاءٌ صِرَاعٌ حُرُوبٌ وَقَتْلٌ=دَمَارٌ وَعُنْفٌ وَرَهْجٌ شَمَطْ
وَفِكْرٌ عَقِيمٌ وَجَهْلٌ وَقَمْعٌ=وَرَهْطُ لُصُوصٍ وَجِيلٌ هَبَطْ
فَنَحْنُ وُحُوشٌ بِهَيْئَةِ نَاسٍ=وَلَيْسَ غَرِيباً عَلَيْنَا السَّخَطْ
تَعَالُوا لِنَقْضِي عَليْنَا جَمِيعاً=بِثَأْرٍ بِحَرْبٍ بِكُلِّ اللَّغَطْ
وَإِنِّي سَأفْقِدُ عَقْلِي قَرِيباً=لِذَا قَدْ نَوَيْتُ الْجُنُونَ فَقَطْ
أَعِيدُوا إِلَى الأَرْضِ إِنْسَانَ إِنْسٍ=فَفِي كُلِّ نَفْسٍ رَجَاءٌ نَفَطْ
أَلَا لَيْتَ إِنْسَاننَا حِينَ أَصْحُو=أَرَاهُ بِأَرْضِ السَّلَامِ انْبَسَطْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 01:40 PM
الْعَدَم
أُرَاقِبُ العَدَمَ الْمَخْنُوقَ أَسْأَلُهُ=أَلَمْ تَعِشْ بِانْعِدَامِ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ ؟
أَلَيْسَ يَكْفِي فَرَاغُ الْكَوْنِ مِنْ حُلُمٍ=لِتَمْنَعَ الْوَهْمَ حَتَّى مِنْ رُؤَى الْفَيْء ؟
يَقُولُ لِي دُونَ صَوْتٍ وَهْوَ يَنْظُرُ لِي=عُودِي بِمَا فِيكِ فَهْوَ النَّاطِقُ الْمَرْئِي
غيداء الأيوبي
The Void
I am watching the suffocated void , asking him
?Have you not lived by the Nothingness of nothing by nothing
?Is the emptiness of the universe's dreams not sufficient for you
?Have you not prevented delusions even from visions of shadows
He watched and answered without a voice watching me
Go back with what inside you
!!As he is the visual speaking
ghaidaalayyoubi@
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 01:45 PM
بَابُ الْحَبِيبِ
وَقَفْتُ عَلَى بَابِ الْحَبيبِ أَزُورُهُ=وَلَمْ يَتَحَرَّكْ فِيهِ قُفْلٌ لِيَفْتَحَا
وَلَا زِلْتُ عِنْدَ الْبَابِ أَنْتَظِرُ الْهَوَى=لَعَلَّ رِيَاحَ الْقَلْبِ تَفْتَحُهُ الضُّحَى
فَلَا تُفْتَحُ الأَبْوَابُ وَالْقَلْبُ مُغْلَقٌ=وَقَدْ يَصْدَأُ الْمِفْتَاحُ عُمْراً لِيَسْمَحَا
تَدُورُ بِنَا الدُّنْيَا وَنَنْسَى بِأَنّنَا=أَضَعْنَا لَدَى الدُّنْيَا الْحَيَاةَ تَأَرْجُحَا
فَمَا أَتْعَسَ الْعُمْرَ الَّذِي حِينَ يَنْقَضِي=نُشَرِّعُ أَبْوَابَ الْخَيَالِ لِنُصْبِحَا
مَدِينَتُنَا فِي الْحُلْمِ شَوْقاً نَجُوبُهَا=فَإِنْ مَرَّ طَيْفٌ فِي الشَّوَارِعِ سَرَّحَا
وَكَمْ رُؤْيَةٍ مَرَّتْ عَلَى خُيَلَائِنَا=وَإِمَّا اسْتَفَقْنَا طَلَّ صُبْحٌ لِيَمْسَحَا
هُوَ الْحُلُمُ الرَّيَّانُ رَغْمَ خُدُورِهِ=وَمَا كُلُّ مَا يَرْوِي يَدُومُ لِيَنْفَحَا
يَعِزُّ عَلَى نَفْسِي الْبَقَاءَ بِلَا هَوَىً=فَإِنَّ الْعَزِيزَ اخْتَارَ أَنْ يَتَوَشَّحَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 01:58 PM
أُرْجُوحَة
تَسْتَرِيحُ الأَحْلَامُ وَقْتَ الظَّهِيرَةْ=رَيْثَمَا يَجْنِي اللَّيْلُ نُورَ البَصِيرَةْ
طَالَمَا لَا يَبْدُو الْهَوَى مُسْتَقِرّاً=فَالأَرَاجِي ُ بِاحْتِوَائِي جَدِيرَةْ
رِحْلَةُ الْمَرْءِ فِي الْحَيَاةِ اخْتِبَارٌ=إِنّمَا رُوحِي بِالْحَنَايَا خَبِيرَةْ
أَتَأَنَى بِمَا يُثِيرُ كَيَانِي=رَغْمَ إِنِّي بِذَا الْوُجُودِ مُثِيرَةَ
لَيْسَ يُجْدِي اخْتِلَالُ عَقْلٍ وَقَلْبٍ=فَاتِّزَانِي بِمَا تَجُودُ الوَتِيرَة
لَسْتُ أَخْشَى رُكُوبَ جِسْرِ التّحَدِّي=فَاجْتِيَازِي تَطُوفُ فِيهِ الأَمِيرَةْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 02:02 PM
مُدَلَّلَةْ (1)
أَنَا يَاحَبِيبِي قَدْ خُلِقْتُ مُدَلَّلَةْ=فَكَيْفَ تُرِيدُ الْيَوْمَ أُتْرَكُ مُهْمَلَةْ ؟!
أَنَا قَدْ رَضَعْتُ الْحُبَّ رَوْضَ أُمُومَةٍ=وَطِفْلَةُ رُوحِي لَا تَزَالُ مُكَلَّلَةْ
فَزِدْنِي مِنَ الرَّيْحَانِ دُونَ تَوَقُّفٍ=فَعِطْرُكَ فِيهِ الذِّكْرَيَاتُ مُسَلْسَلَة
أَنَا فِي الدَّلَالِ الْعَيْنَ تُهْدِي أَمِيرَتِي=لِكَيْ تَزْدَهِي فِي عَيْنِكَ الْمُتَكَحِّلَةْ
فَلَا يَسْتَوِي مَنْ يَبْهَرُ الْقَلْبَ زَخُّهُ=كَمِثْلِ يَدٍ بِالْمَاوَرَاءِ مُكَبَّلَةْ
إِذَا النَّهْرُ يَجْرِي مِنْ سُفُوحِ جِبَالِهِ=فَهَذَا لِأَنِّي بِالسَّخَاءِ مُبَلَّلَةْ
وَلَكِنْ تَمَهَّلْ إِنْ وَقَفْتَ بِمَدِّهِ=سَيَجْرِفُكَ التَّيَّارُ لَنْ تَتَحَمَّلَهْ
فَلَا تَنْشِفُ الأَنْهَارُ وَالْغَيْمُ حَامِلٌ=وَهَذِي جِبَالِي بِالثُّلُوجِ مُحَمَّلَةْ
فَإِنْ كَانَ دُرٌّ لِلدَّلَالِ بِوَصْفِهِ=فتِلْكَ اللَّآلِي حَوْلَ جِيدِي مُفَصَّلَةْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 02:04 PM
مُدَلَّلَة 2
مُدَلَّلَةٌ يَهْفُو النَّسِيمُ بِشَعْرِهَا=فَيَسْكَرُ مِنْ فَوْحِ الْوُرُودِ بِعِطْرِهَا
تَنَامُ عَلَى مَرْجِ الضِّيَاءِ بِغَفْوَةٍ=فَتَصْحُو عَصَافِيرُ الصَّبَاحِ بِأَمْرِهَا
لَهَا بَسْمَةٌ كَالتُّوتِ تَلْمَعُ حُلْوَةٌ=فَإِنْ ضَحِكَتْ فَالتُّوتُ شَهْدٌ بِثَغْرِهَا
فَلاَ تَنْطِقُ الأَشْعارُ قَوْلاً بِوَصْفِهَا=وَلاَ تَصِفُ الأَقْوَالُ شِعْراً بِسِحْرِهَا
لَهَا طَلَّةٌ إِنْ أَشْرَقَتْ مِنْ خِمَارِهَا=فَكُلُّ الْمَدَى يَبْيَضُّ نُوراً بِفَجْرِهَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 02:10 PM
أَبْكِيكَ
أَبْكِيكَ أَبْكِيكَ ؟ هَهْ ..حَاشَا فَقَدْ قُتِلَتْ=دَمْعَاتُ مَنْ شَرُقَتْ فِي عَيْنِهَا الْقُبَلُ
وَلَنْ تَرَى مُقْلَةً فِي الْعِشْقِ هَائِمَةً=إِلَّا بِعَيْنَيَّ فَالأَشْوَاقُ تَنْفَعِلُ
لَوْ كَانَ هَيْكَلُكَ الْعَظْمِيُّ مُنْكَسِراً=فَاشْعُرْ بِرُوحٍ بِلَا أَشْلَائِهَا تَصِلُ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 02:12 PM
أَغْصَانُ الْهَوى
لُغَةُ الشُّعُورِ مَعَ السُّطُورِ تَمِيعُ=وَالآهُ تَحْبُو والْكَلَامُ مُطِيعُ
تَأْتِي الْبَلَابِلُ فَوْقَ أَغْصَانِ الْهَوَى=فَالْحُبُّ فِي لَحْنِ الرَّبِيعِ بَدِيعُ
غَرِّدْ لِيَنْتَفِشَ الْقَرِيضُ وَيَحْتَفِي=إِمَّا ازْدَهَى فِي حَرْفِهِ التَّقْطِيعُ
غَرِّدْ لِتَسْطَعَ شَمْسُ قَلْبِكَ مُهْجَةً=تَشْفِي الْوُرُودَ بِنَبْضِهَا وَ تَمِيعُ
غَرِّدْ عَلَى الذِكْرَى فَفِيهَا بَلْسَمٌ=إِنَّ الْغِنَاءَ عَلَى الْبَدِيعِ رَبِيعُ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 02:15 PM
الطَّاووس
يَتَمَشَّى كَأَنَّهُ الطَّاوُوسُ=بِاخْتِيَالٍ وَفِي الْخُطَى حَاسُوسُ
لَا عَلَى أَرْضٍ لَيْسَ فَوْقَ سَمَاءٍ=يَتَبَاهَى وَخَلْفَهُ الْجَامُوسُ
أَيُّ قَوْلٍ لِمَنْ تَقَدَّمَ كِبْراً=قَدْ يُعَانِي بِوَصْفِهِ الْقَامُوسُ
يَنْفُشُ الرِّيشَ وَالتُّرَابُ بِوَجْهٍ=دُونَ رِيشٍ يَجْتَاحُهُ النَّامُوسُ
بِجُمُودٍ يَرُدُّ عَيْنَ التَّحَايَا=قَاطِبَاً طَلَّةٍ رُؤَاهَا شُوسُ
وَاثِقٌ إِنَّمَا الغُرُورُ وِثَاقٌ=يَتَمَطَّى بِشَدِّهِ الْكَابُوسُ
عَجَباً يَرْتَدَي ثِيَابَ مُلُوكٍ=إِنَّمَا الرُّوحُ يرْتَدِيهَا سُوسُ
لَا شُعَاعاً بِمَقْدَمٍ دُونَ لُطْفٍ=ذَا غُرُورٌ قَدُومُهُ لَاحُوسُ
لَيْسَ يَكْفِي رِيشُ الْجُلُودِ بِعَتْمٍ=دُونَ نُورٍ هَلْ يُبْهِجُ الْفَانُوسُ ؟
غيداء الأيوبي
الْحَاسُوسُ : مَنْ يَتَحَسَّسُ الأَوضَاعَ كَالْجَاسُوسِ الْمَشْؤُوم
الشُّوسُ : يُقَالُ :رَجُلٌ أَشْوَسٌ إِذَا عُرِفَ بِنَظْرَةِ الْكِبَرِ والْجَمْع هي الشّوسُ
السُّوسُ : الْعُثَّةُ الّتِي تَقَعُ فِي الصُّوفِ وَالثِّيَابِ
اللَّاحُوس : الْمَشْؤُومُ
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 02:19 PM
أَيُّهَا الْعُشَّاقُ
أَيُّهَا الْعُشَّاقُ حِنُّوا=وَاقْطِفُوُا مَا الْحُبُّ بَلَّهْ
فَرَحِيقُ الْحُبِّ يَرْوِي=مَنْ رَمَى بِالشَّوْقِ قُبْلَةْ
إِنْ تَلُومُوا الحُبَّ حِيناً=فَهَوَاكُمْ كَانَ قَتْلَهْ
لَوْ تَوارَيْتُمُ بَكَيْتُم=فَتَلَاقوا فِيهِ مُقْلَةْ
بِالْهَوَى سِرٌّ وَسِحْرٌ=يَتَلَالَا ذَاتَ غَفْلَةْ
صُدْفَةً يَحْتَلُّ قَلْباً=ثُمَّ يَبْنِي فِيهِ دَوْلَةْ
فَإِذَا شِئْتُمْ جَمَعْتُمْ=أَو يَعِيشُ الْقَلْبُ عُزْلَةْ
إِذْ يَحِسُّ الْمَرْءُ شَوْقاً=فَشُعُورٌ ثُمَّ حَفْلَةْ
فَاعْشَقُوا فَالْحُبُّ رُوحٌ=إِنَّمَا يَحْتَاجُ عَقَلَهْ
هَلْ يَصِيرُ النَّبْضُ حَيَّاً=دُونَمَا قَيْسٍ وَعَبْلَةْ ؟
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 02:21 PM
بَابُ النُّورِ
وَقَفَ الخَيَالُ بِقُرْبِ بَابِ النُّورِ=مُتَلَهِّفاً لِغَيَاهِبِ الْمَسْتُورِ
جَرَسُ اللِّقَاءِ مُعَلَّقٌ بِحِبَالِهِ=وَيَدُ الرَّحِيلِ بِعُقْدَةِ الْمَأْسُورِ
يَتَنَاثَرُ الضَّوْءُ انْسِحَاقاً بِالْهَوَا=وَسُدَىً يُعَانِقُ فَجْوَةَ الْمَأْثُورِ
لَمْ يَقْرَعِ الْبَابَ الْمُضِيءَ وَإِنَمَّا=وَقَعَ الْهُوَيْنَى بِالْهَوَى الْمَسْحُورِ
يَخْتَالُ فِي سِحْرِ الشُّعُورِ مُعَانِقاً=وَيَضِيعُ مَا بَيْنَ الذَّرَى الْمَهْدُورِ
بَيْنَ التَّنَائِي وَالتَّدَانِي فُسْحَةٌ=وَمَسَافَةُ الأَقْدَارِ فِي الْمَحْظُورِ
قِصَصُ الْغَرَامِ مِنَ الْخَيَالِ ضِيَاءُهَا=وَالسَّرْدُ قَصَّ مَلَامِحَ الْمَهْجُورِ
فَانْظُرْ لِمَنْ شَقَّ الضِّيَاءَ شُعَاعُهُ=كَالشَّمْسِ فَوْقَ حَدَائِقِ الْعُصْفُورِ
فَتَنَاثَرَ الضَّوْءُ الْجَمِيلُ بِطَلَّةٍ=أَثْرَتْ بَسَاتِينَ النَّدَى بِشُعُورِي
فَوْجُ الْمَشَاعِرِ فِي اللِّقَاءِ بِلَمْسَةٍ=سِحْرِيَّةِ التّأْثِيرِ فِي الْمَغْمُورِ
فَإِذَا تَطَايَرَ كَالرَّذَاذِ حَنَانُهَا=رَقَصَ الْهَوَى بِهَوَائِهِ المحْشُورِ
فَاطْلِقْ طُيُورَكَ فِي سَمَاءِ رَبِيعِهَا=وَدَعِ الْجَنَاحَ يُثِيرُ غُصْنَ حُضُورِي
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 02:23 PM
بَشَاشَة
شَرَقَتْ نَضَارَةُ خدِّهَا وَالْوَرْدُ كَوْ=وَالثَّغْرُ مِنْ ثَمَرَاتِهِ الأَنْدَاءُ خَوْ
تَبْدُو الحَيَاةُ بِوَجْهِهَا تُفَاحَةً=بَيْنَ الْغُصُونِ وَحِيدَةً فِي وَسْطِ دَوْ
وَمَعَ ابْتِسَامَاتِ الصَّبَاحِ إِذَا بَدَتْ=فَالشَّمْسُ تَعْكِسُ نُورَهَا فِي الْوَجْهِ تَوْ
تَتَفَتَّحُ الدُّنْيَا عَلَى شُرْفَاتِهَا=وَكَأَنَّهَا حَوْضُ الزُّهُورِ بِرَوْضِ رَوْ
فَلِمَنْ يَطَيِرُ الْحُبُّ إِلَّا لِلَّتِي=إِنْ أَقْبَلَتْ طَارَ الجَمَالُ بِكُلِّ جَوْ
غيداء الأيوبي
الْكَوُّ : كُوَّةُ الْوَرْدِ /الكِنُّ
الْخَوُّ : الْعَسَلُ
الدَّوُّ : الْفَلَاةُ الْوَاسِعَةُ
التَّوُّ : الْفَرْدُ
الرَّوُّ : الخِصْبُ
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 02:26 PM
جُلْطَة
يَا لِقَلْبٍ مُرَقْرِقِ=يَتَمَاهَى بِرَوْنَقِ
فِيهِ مَا فِيهِ مِنْ هَوَىً=يَنْتَشِي بِالْمُعَشَّقِ
يَتَلَوَّى بِمَهْدِهِ=مثْلَ طِفْلٍ مُعَوَّقِ
كَمْ تَمَنَّى احْتِضَانَهُ=إِنَّمَا الْحِضْنُ لَمْ يَقِ
فَإِذَا فَزَّ عِرْقُهُ=خَرَّ دُونَ التَّدَفُّقِ
جُلْطَةٌ بَعْدَ جُلْطَةٍ=وَدِمَاءٌ بِخَنْدَقِ
لَا طَبِيبٌ يَطُبُّهُ=فَالدَّوَا لَمْ يُرَيَّقِ
يَتَدَاوَى بِضَمَّةٍ=مِنْ حَبِيبٍ مُشَوِّقِ
لَوْ أَتَى دُونَ شَوْكَةٍ=بِالضِّمَادِ الْمُعَبَّقِ
لَو رَمَانِي بِوَرْدَةٍ=فَوْقَ رَوْضٍ وَزَنْبَقِ
أَوْ لَفَانِي مُغَرِّداً=مِثْلَ طَيْرٍ مُحَلِّقِ
يَحْضُنُ الْقَلْبَ قَلْبُهُ=إِنْ بِحُبِّي يُصَدِّقِ
فَهْوَ مَاءٌ بِطِينَتِي=فَإِذَا رَقَّ أَسْتَقِي
وَإِذَا جَفَّ وَيْلَتِي=مِنْ يَبَاسٍ مُحَقَّقِ
فَهْوَ رُوحِي وَصَفْوُهَا=فِي عِنَاقٍ مُوَثَّقِ
وَهْوَ عِينِي وَجَفْنُهَا=فِي الرُّؤَى إِنْ يُحَدِّقِ
وَهْوَ شِرْيَانُ نَبْضَتِي=إِنْ بِقَلْبِي يُرَقْرِقِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 02:28 PM
صُورَةُ الذِّكْرَى
رثاء في الذكرى السّادسَة لوفاة شقيقتي مرضيّة رحمها الله
أُخْتَانِ كُنَّا فِي صُورَةِ الذِّكْرَى=فَكَيْفَ أَنسَى مَلَامِحِي تَتْرَى
مُذْ فَارَقَتْنِي وَالْحِبْرُ مُكْتَئِبٌ=وَالْيَوْمَ وَحْدِي أُقَلِّبُ الفِكْرَا
كَمْ عَانَقَتْ رُوحِي حِينَ أَذْكُرُهَا=فَأَلْتَوِي قَهْراً أَذْكُرُ الأَجْرَا
الدَّمْعُ يَشْكُو مُذْ جَفَّ مِنْ رَمَقِي=وَلَيْتَنِي أَبْكِي فَقْدَهَا دَهْرَا
أُخَاطِبُ الصَّمْتَ دُونَ رِفْقَتِهَا=وَهَكَذَا النَّعْيُ يَفْضَحُ الجَهْرَا
الأُخْتُ يَا رُبَّاهُ الّتِي رَحَلَتْ=كَالْبَدْرِ كَانَتْ إِنْ أَظْلَمَتْ أُخْرَى
مَرْضِيَّةٌ وَالرِّضَا بِهَا أَمَلٌ=إِذَا اسْتَقَالَتْ مِنْ وَجْهِهَا الْبُشْرَى
فَإِنَّهَا الشَّوْقُ فِي غَمَامَتِهَا=إِذَا أَنَارَتْ دُمُوعُهَا فَجْرَا
وَإِنَّهَا الْحُبُّ فِي مَرَاحِلِهِ=وَإِنْ تَوَارَتْ فَرُوحُهَا الذِكْرَى
خَمْسُونَ عَاماً وَالْوَرْدُ يَلْحَفُنَا=وَمَا تَبَقَّى بِالشَّوْكِ قَدْ خَرَّا
فَلَاَ صَبَاحُ الْخَيْرَاتِ هَلَّ بِنَا=وَلَا مَسَاءُ الأَحْبَابِ قَدْ أَثْرَى
أَشْيَاءُنَا فِي الْحَيَاةِ عَامِرَةٌ=وَالْمَوْتُ حَيٌّ يُفَتِّشُ الصِّفْرَا
فَالْعُذْرُ يَا أُخْتِي لَمْ أَجِدْ سَبَباً=كَيْ لَا أُعِيدَ الرَّثَاءَ ذَا عُمْرَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 04:30 PM
نَهْرُ الرُّوح
عَلَى قَدْرِ فَهْمِ الْقَلْبِ يَحْكِي الْمُؤَيِّدُ=وَيَهْرِجُ مَنْ فِيهِ الشَّغَافُ مُعَرْبِدُ
فَلَا يَنْثُرُ الرَّيْحَانُ غَيْرَ عُطُورِهِ=وَلَا يَنْتَشِي الرَّيْحَانَ فِي الْجَهْلِ مُبْعَدُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ لَحْنُ الشُّعُورِ مُغَرِّداً=فَلَا شِعْرُ يُرْوَى أَو قَصِيدٌ يُرَدَّدُ
أَتَيْتُكَ أَرْوِي مِنْ عَمِيقِ حُشَاشَتِي=غَرِقْتُ بِرُوحٍ نَهْرُهَا يَتَمَدَّدُ
أُسَائِلُ نَفْسِي عَنْ طُيُوفٍ لَهَا بَدَتْ=عَلَى مَفْرَقِ النَّهْرَيْنِ تَمْشِي وَتَقْعُدُ
كَأَنَّ بِتِيهِي إِذْ رَأَيْتُكَ مُجْهَداً=تَمُدُّ يَدَ الإِنْقَاذِ رُوحَاً وَتَسْنُدُ
وَتَسْحَبُ مِنْ أَعْمَاقِ ذَاتِكَ إِصْبَعاً=يُشَاوِرُ لِلْأَنْفَاسِ حِينَ تُغَرِّدُ
عَجِبْتُ مِنَ الإِحْسَاسِ رَغْمَ أَنِينِهِ=يُعَانِقُ نَهْرَ الأُمْنِيَاتِ فَيَسْعَدُ
كَأَنَّ بِهَمْسِ الرُّوحِ نَايٌ تَشَرَّبَتْ=وَقَدْ لَفَظَتْ مِنْ ثُقْبِهَا مَا يُخَلَّدُ
بِرِفْقَةِ مَنْ فِي رُوحِهِمْ نَهْرُ دَمْعَةٍ=تُسَبِّحُ كَفُّ الشِّعْرِ رُوحاً تُهَدْهِدُ
عَلَى مَيْلِ أَنْغَامِ الْوُجُودِ نَزفُّهُا=عَرُوساً لَهَا فِي الرُّوحِ مَيْلٌ وَمَقْصَدُ
غَدَاةَ تُرَوَّى بَالْبَدِيعِ قَصِيدَةٌ=تَرِقُّ غُصُونُ الشِّعْرِ وَالْبَيْتُ يَنْشِدُ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
08-10-2021, 04:35 PM
وَاهٍ لِقَوْلِك
وَاهٍ لِقَوْلِكَ كَيْفَ فِي رُوحِي سَلَكْ=كَالسِّحْرِ ذَابَ بِذِي الْحَنَايَا وَامْتَلَكْ
الْقَوْلُ يَا مَلِكَ الشُّعُورِ بِكَ ارْتَدَى=تَاجاً مِنَ الإِحْسَاسِ حَتَّى بَجَّلَكْ
تِلْكَ الْحُرُوفُ أَمَامَ عَرْشِكَ خُرَّدٌ=مِثْلَ الْجَوَارِي تَنْحَنِي كَيْ تَسْأَلَكْ
مَاذَا فَعَلْتَ بِنَاعِسَاتِ الطَّرْفِ يَا=بَدْرَاً أَضَاءَ عُيُونَهُنَّ بِذَا الْفَلَكْ
حَتَّى اسْتَفَقْنَ بِرَقْصَةٍ سِحْرِيَّةٍ=وَحَمَلْنَنِي كَيْمَا نُقَبِّل مَحْفَلَكْ
أَنَا قَدْ أُسِرْتُ بِغَيْمَةٍ أَنْدَاءُهَا=قَدْ أَسْكَرَتْنِي حِينَ نَدَّتْ حَوْمَلَكْ
يَا سَاكِبَ اللَّذَاتِ حُسْنَى إِنَّنى=مَا ذُقْتُ خَمْراً مِثْلَ خَمْرِكَ يَا مَلَكْ
قَدْ جِئْتَ طَيْراً مُنْشِداً بِحَدِيقَةٍ=فَتَنَاثَرَ الرَّيْحَانُ مِثْلِيَ بَلَّلَكَ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
11-10-2021, 02:07 PM
أَكْتُبُ النُّورَ
أَكْتُبُ الشِّعْرَ كَيْ أُدَاوِي الْحَنَايَا=فَاقرَأوا الْحَرْفَ دُونَ حَدِّ الزَّوَايَا
لَسْتُ أَرْجُو مِنَ الْفَصِيحِ مَدِيحاً=فَهْوَ يَغْدُو بِنُطْقِ ثَغْرِي الْهَدَايَا
أَرْسَمُ النُّورَ فِي غُمُوضِ سُطُورِي=بِبَرِيقٍ يَرَاهُ أَعْمَى الْمَنَايَا
فَمِدَادِي بِقَبْضَتِي يَتَسَنَّى=حِينَ يَمْتَصُّ مِنْ شُعُورِي النَّوَايَا
يَتَمَاهَى مَعَ الأَصَابِعِ حِبْرٌ=يُسْكِرُ الْحَرْفَ مِنْ عُطُورِ الثَّنَايَا
كُلَّمَا غَرَّدَتْ طُيُورُ رِيَاضِي=رَقَصَ الْوَرْدُ فَوْقَ غُصْنِ الْعَطَايَا
لِيَ رُوحٌ بِهَا إِلى الشِّعْرِ نَبْضٌ=مِنْ طِبَاعِي يَشِفُّ سِرَّ الْخَفَايَا
أَكْتُبُ النُّورَ مِنْ عَمِيقِ شُعُورِي=إنَّمَا ضَوْئِي لَا ترَاهُ الْمَرَايَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
16-10-2021, 08:45 PM
لَذَّةُ الْهَمْسِ
لَذَّةُ الْهَمْسِ بِارْتِشَافِ الْخَفَايَا=حِيَن تَبْدُو عَلَى الثُّغُورِ الصَّفَايَا
بِأَثِيرٍ لَهُ الْمَشَاعِرُ تَحْنُو=يَنْثُرُ الْحَرْفَ مِنْ رَحِيقِ الْحَنَايَا
جَدَّةً جِئْتُ وَالْعَصَافِيرُ لَحْنٌ=فَابْنَةُ الْفِكْرِ أَنْجَبَتْ لِيَ نَايَا
جَنَّةُ الشِّعْرِ بِالْتِقَاءٍ حَمِيمٍ=بَيْنَ شَطْرَيْنِ يَحْضُنَانِ النَّوَايَا
جِئْتُ أُهْدِي وُرُودَ رُوحِي قَصِيداً=لِبَدِيعٍ أَنَارَ عِطْرَ الْهَدَايَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-10-2021, 05:11 PM
فِي قَلْبِي
تَوَارَيْتُ فِي قَلْبِي فَلاقَيْتُ أَحْبَابَا=وَعَانَقْتُ نَفْسِي فَالْهَوَى دَقَّ أَبْوَابَا
كَأنِّي بِذَا الْمَنْفَى أَسِيِرَةُ فَارِسٍ=رَمَى سَيْفَهُ كَيْ يَقْطِفَ الْوَرْدَ أَرْطَابَا
فَقَدْ جُلْتُ فِي أَرْضِ الْحَيَاةِ مُعَذَّباً=فَضَاقَتْ بِيَ الأَرْضُ اعْتِكَافاً وَأَسْبَابَا
وَمَا كَانَ سُكْنَايَ الْمُوَحَّدُ مَوْطِنِي=إِلَى أَنْ أَتَاهُ الْحِسُّ خَفْقاً وَإِلْهَابَا
رَمَانِي بِذَاتِ الآهِ حُرْقَةَ مَسْكَنٍ=وَيَالَيْتَ حَرَّ الآهِ تَمْتَدُّ إِسْهَابَا
فَإِنِّي بِذِي الأَشْوَاقِ أَغْدُو بِدَوْلَتِي=إِذَا جَاءَ طَيْفِي فِي رُبَى الْقَلْبِ أَوْ ذَابَا
فَدَعْنِي أُمَنِّي النَّفْسَ رُؤْيَةَ طَائِرٍ=يُرَفْرِفُ فِي وَجْدِي إِذَا صَوْتُهُ غَابَا
فَمَا انْفَكَّتِ الأَيَّامُ تُبْعِدُ بَيْنَنَا=وَلَمْ تَسْتَحِ الأَقْدَارُ أَنْ تُوصِدَ الْبَابَا
وَلَكِنْ بِلُقْيَانَا سَنُنْعِشُ رَوْضَنَا=إِذَا مَا اشْتَهَيْنَا حُجْرَةَ الْقَلْبِ أَعْنَابَا
فَبَعْضُ التَّنَائِي لِلْمَحَبَّةِ بَلْسَمٌ=إِذَا حَارَ قَلْبٌ فِي دُجَى اللَّيْلِ أَوْ هَابَا
أَمِلْتُ بِلُقْيَاكَ الْعَزِيِزِ بِلَيْلَتِي=فَعَانَقْتَنِ كَالْمَاءِ طُهْراً وَأَطْيَابَا
وَدَاعَبْتَنِي فِي بَيْتِ شِعْرٍ رَنِيِنُهُ=تَرَاقَصَ فِي أُذْنِي خَرِيراً وَتِسْكَابَا
تَقَمَّصْتَ فِي رُوحِي قَرِينَ سَرِيِرَتِي=فَعِشْنَا بِذِي الأَشْوَاقِ تَيْدًا وَتِرْحَابَا
وَطَبْطَبْتَ جَفْنِي بِالْمَوَدَّةِ زُرْتَنِي=فَعَشْعَشْتَ فِي عَيْنِي ظِلاَلاً وَأَهْدَابَا
أَنَا الْعَاشِقُ الْمُلْتَاعُ أَشْهَدُ أَنَّنِي=تَرَاءَتْ لِيَ الأَحْلاَمُ وَرْداً وَأَعْشَابَا
تَنَاوَلْتُ تِرْيَاقاً بِثَغْرِي فَخُلْتُهُ=كَأَوْرَاقِ رَيْحَانٍ عَلَى غُصْنِهِ انْسَابَا
وَسَالَ رُضَابُ النُّورِ عِطْراً فَلَفَّنَا=فَطِرْنَا سُكَارَى فِي هَوَى الشَّوْقِ أَرْبَابَا
أَطِفْلَيْنِ كُنَّا فِي السَّمَاءِ تَأَرْجُحاً ؟=فَطِلْنَا نُجُومَ اللَّيْلِ فِي الْكَفِّ أَلْعَابَا
رَسَمْنَا عَلَى ذَاتِ الْمَجَرَّةِ لَوْحَةً=تَنَاءَتْ عَنِ الأَرْضِ ارْتِحَالاً وَأَقْطَابَا
وَمِنْ بَهْجَةِ الأَحْلاَمِ فِي رِحْلَةِ الْمُنَى=غَدَا اللُّؤْلُؤُ الْمَنْثُورُ فِي الْجَوِّ مِحْرَابَا
تَرَاءَتْ بِعَيْنَيْنَا أَسَاطِيِرُ لَيْلَةٍ=وَنِلْنَا مِنَ التِّيِجَانِ دُرّاً وَزِرْيَابَا
سَكَبْنَا بِذَيَّاكَ الْفَضَاءِ رَحِيِقَنَا=فَطَالَتْ زُهُورُ الأَرْضِ غُصْناً وَأَقْصَابَا
وَحَامَتْ فَرَاشَاتُ الْجَمَالِ بِرَوْضِنَا=فَأَمْسَتْ سَمَاءٌ تَلْبَسُ الْوَرْدَ جِلْبَابَا
تُدَغْدِغُنِي مِنْ لَذَّةِ الْحُلْمِ نَظْرَةٌ=كَأَنِّي بِهَا عَانَقْتُ بِالْكَوْنِ أَنْسَابَا
فَطَوَّقْتُ لَيْلِي قَدْ أُدَارِي نَوَاظِرِي=إِذَا مَا اسْتَفَاقَ الصُّبْحُ فِي الْعَيْنِ أَنْيَابَا
فَزِدْنِي سُوَيْعَاتٍ لِأُنْعِشَ رُؤْيَتِي=تَأَرْجِحْ بِجَفْنِي إِنْ غَفَى النُّورُ مُرْتَابَا
فَإِنِّي سَكَنْتُ الْيَوْمَ فِي حِضْنِ لَيْلَتِي=وَقَدْ كَانَ سُكْنَاهَا بِقَلْبِي كَمَنْ ثَابَا
أَدَيْجُورَهَا إِرْحَلْ مِنَ الرُّوحِ وَاشْفِنِي=فَإِنِّي نَقَشْتُ النَّجْمَ فِي الْقَلْبِ مِثْقَابَا
وَآلَيْتُ أَنْ أَحْوِي شُمُوعَ مَسَرَّتِي=كَمَنْ لَمْلَمَ الأَقْمَارَ حِضْناً وَأَصْحَابَا
يُسَامِرُنِي فِي رِحْلَةِ النُّورِ ثَاقِبٌ=يُلاَقِي شُعَاعَ الْحُبِّ فِي الْقَلْبِ عَرَّابَا
سَأَنْجُو وَأَنْوَارِي سَوَاطِعُ رُؤْيَتِي=فَإِنِّي سَكَبْتُ النُّورَ فِي الْقَلْبِ سَيَّابَا
كَذَا لَأْلَأَ الإِحْسَاسُ ذَرّاً بِحُجْرَتِي=فَضَخَّتْ شَرَايِيِنِي مِنَ الدُّرِ إِنْجَابَا
سَأَدْعُوكَ مُشْتَاقاً فَحَلِّقْ بِرِحْلَتِي=فَفِي لَيْلَتِي عُرْسٌ بِذِكْرَاكَ قَدْ طَابَا
هُنَا فِي سُكُونِ الْقَلْبِ كَانَتْ حِكَايَتِي=إِذَا زُرْتَنِي طَيْفاً بِذا الْقَلبِ أَثْوَابَا
وَدَاوِمْ عَلَى سَرْدِ الْحَنَايَا بِجَنَّتِي=فَفِيِهَا تَآلَفْنَا حَرِيِراً وَأَتْرَابَا
فَإِنْ غِبْتَ عَنْ رُوحِي سَأُغْمِضُ قِصَّتِي=وَأَطْوِي بِقَلْبِي مُنْيَةَ النَّبْضِ تَوَّابَا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-10-2021, 05:13 PM
مُسْكِرَةْ
ثَمِلٌ وَفِي قَلْبِي اسْتَوَى خَمْرُ الْهَوَى=إِذْ عَتَّقَ الآهَاتِ سُكْرًا فَالْتَوَى
بَيْنَ الْحَنَايَا بَعْثَرَ الْحِسَّ الَّذِي=قَدْ كَانَ وَرْدًا يَانِعاً حَتَّى ذَوَى
يَا لَيْتَنِي حِيِنَ انْتَشَيْتُ بِسَكْرَتِي=مَا غِبْتُ عَنْ أَرْضِ الْحَيَاةِ مَعَ الدَّوَا
فَالْمُدْلَهَاتُ تَوَرَّمَتْ مِنْ حُرْقَتِي=فَغَدَوْتُ مَحْبُوساً بِذَيَّاكَ الْجَوَى
أَسَرِيِرَتِي لَبِّي نِدَاءَ مُتَيَّمٍ=وَتَحَرَّرِي قَبْلَ اغْتِرَابِي بِالْغَوَى
لَوْ كُنْتُ أَدْرِي أَنَّ كُلِّيَ مُغْرَمٌ=مَا اسْتَنْشَقَتْ رُوحِي تَبَارِيِحَ الْهَوَى
هِيَ قَطْرَةٌ ذَابَتْ بِقَلْبِي فَاسْتَوَتْ=كَالْبَحْرِ مَدّاً وَانْحِسَاراً بِالنَّوَى
فَإِذَا بِجِسْمِي ضَاحِلاً وَكَأَنَّنِي=نَشَفَتْ عِظَامِي رَغْمَ كَاسَاتِ الرِّوَى
بِدَمِي تَمَرَّدَ عَاصِفٌ فَأَحَالَنِي=مُتَسَكِّعاً مِثْلَ الشَّرِيِدِ إِذَا انْزَوَى
وَكَأَنَّنِي بَعْدَ الْخُضُوعِ لِسَكْرَتِي=سَلَّمْتُ لِلإِعْصَارِ مُنْهَارَ الْقِوَى
أَيَظُنُّ مَنْ شَبَّ الْحَرِيِقَ بِمُنْيَتِي ؟=سَيَحِنُّ قَلْبُ مُخَدَّرٍ حِيِنَ انْكَوْى!!
هُوَ خَنْدَرِيِسٌ فِي شَغَافِي قَابِعٌ=يَسْرِي بِعِرْقِي مُسْكِرًا مُنْذُ احْتَوَى
لا تَرْتَعِدْ وَاجْثمْ مَكَانَكَ طَالَمَا=قَلْبِي تَشَبَّعَ سَكْرَةً فِيِكَ انْطَوَى
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-10-2021, 05:27 PM
حَنِيِنٌ وَدُمُوعْ
يُمَزِّقُنِي حَنِيِنٌ لِلْحَبِيِبِ=يُفَتِّتُنِي بِأَحْشَاءِ النَّحِيِبِ
وَمِنْ حَرِّي أَذُوبُ بِعُنْفُوَانِي=فَأَشْتَعِ ُ احْتِرَاقاً فِي لَهِيِبِبي
تَكَادُ خُدُودِيَ الْحَمْرَاءُ تَضْوِي=سُدَىً كَالشَّمْسِ فِي وَقْتِ الْمَغِيِبِ
أَرَاهُ وَلاَ أَرَاهُ بِأُمِّ عَيْنِي=وَلَكِنِّي أَرَاهُ بِلاَ رَقِيِبِ
أَنَا كَالْفَجْرِ شَوْقِي كُلَّ يَوْمٍ=يُجَدِّدُ بِالْحَيَاةِ رُؤَى النَّسِيِبِ
تَضِيِعُ بِبُؤْبُؤِ الْعَيْنِ اللَّيَالِي=وَتَسْبِلُ فِي مُنَى الْحُلُمِ الرَّطِيِبِ
أَتُوهُ وَلاَ أَدُلُّ الدَّرْبَ حَتَّى=أُلاَقِي الصُّبْحَ فِي قَفَصِي الْكَئِيِبِ
وَلَكِنْ بَسْمَةُ الأَشْوَاقِ بَرْقٌ=عَلَى شَفَتَيَّ كَالنَّجْمِ الثَّقِيِبِ
يَمُرُّ الطَّيْفُ مِنْ حَوْلِي مِرَاراً=وَيَفْتَرِقُ انْشِطَاراً كَالنَّصِيِبِ
وَفِي عَيْنِي ثُجَاجُ الدَّمْعِ يَلْهُو=وَيَغْزُو الْخَدَّ بِالْمُرِّ السَّكِيِبِ
يُرَاوِحُنِي فَأَنْهَضُ مِنْ سَرِيِرِي=وَيَبْقَى النَّوْمُ سُلْطَانَ الْمُجِيِبِ
أَنَا قَمَرٌ بِجُنْحِ اللَّيْلِ خَدِّي=يُلَبَّدُ بِالْغُيُومِ بِلاَ حَبِيِبِ
وَفَجْرِي..لَيْتَ فَجْرِي يَحْتَرِيِنِي=إِذَا انْحَبَسَتْ سَمَائِيَ فِي حَلِيِبِي
أَغُوصُ وَوَجْهِيَ الشَّفَافُ يَحْبُو=فَتَغْرَقُ ذِي الْوَسَائِدُ بِالْمُذِيِبِ
وَتَخْتَنِقُ الرُّمُوشُ بِمَاءِ جَفْنٍ=تَكَفَّنَ قَبْلَ مَوْلِدِهِ السَّلِيِبِ
أَنَاظِرُ : أَيْنَ شَمْسِي ؟ أَيْنَ يَوْمِي ؟=وَأَينَ سُفُورَ عَيْنيَّ الرَّحِيِبِ ؟
تَنُوءُ الشَّمْسُ مِنْ بَعْدِي وَتَبْكِي=وَتَغْفُو جَوْفَ بُرْكَانِي الرَّهِيِبِ
فَإِنِّي فِي الصَّبَاحِ يَثُورُ جَمْرِي=إِذَا احْتَرَقَ الْمَسَاءُ بِلاَ طَبِيِبِ
أَيَا مَنْ صَيَّرَ الدُّنْيَا حَيَاةً=وَكَبَّلَنِي بِتِحْنَانٍ وَطِيِبِ
بِرَبِّكَ لاَ تَدَعْ يَوْمِي حَبِيِساً=وَأَيْقِظْ نَاظِرِي قَبْلَ الْمَشِيِبِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-10-2021, 05:31 PM
أَنْفَاسْ
دَعِ الأَنْفَاسَ تَجْثِم فِي الْغَثَاءِ=وَخُذْ مِنْ رِيِقِهَا عَبَقَ الدَّوَاءِ
فَإِنَّ السِّمَّ كَالتِّرْيَاقِ حِيناً=إِذَا مَاتَتْ عَقَارِبُهُ بِدَاءِ
دَعِ الرَّكْبَ الْحَسُودَ يَرَاكَ نَجْماً=فَوَهْجُ النَّجْمِ يَجْلُو فِي الْعَلاءِ
وَمَضْمِضْ رِيقَكَ الْمَيْمُونَ وَرْدًا=لَعَلَّ الْعِطْرَ يَزْهُو فِي الرِّوَاءِ
إِذَا الْحُسَّادُ قَالُوا مِلْءَ قُبْحٍ=فَإِنَّ الْوَعْدَ حَقٌّ فِي الْجَزَاءِ
فَمَنْ عَاثَ الْفَسَادُ بِهِ دَمَارًا=تَوَارَى مِثْلَ أَشْلاءِ الْهَبَاءِ
وَمَنْ رَقَّتْ فَضَائِلُهُ بِرُوحٍ=تَجَلّى مِثْلَ أَقْمَارِ السَّمَاءِ
فَلِلإِنْسَانِ يَوْماً حِينَ يَمْضِي=وَحِيِدًا دُونَ ذَيَّاكَ الرِّدَاءِ
فَعَبِّقْ جِسْمَكَ الْمَغْلُوبَ مِسْكاً=لَعَلَّ الْعِطْرَ يَسْرِي فِي الدِّمَاءِ
فَعَيْنُ النُّورِ تَرْعَى كُلَّ نَفْسٍ=إِذَا النَّفْسُ اسْتَقَامَتْ بِالنَّقَاءِ
جَمِيِلُ الرُّوحِ يَبْقَى فِي هَوَاهَا=وَحَاقِدُهَا سَقِيِمٌ فِي الْخَفَاءِ
كَذَا الأَنْفَاسُ تَحْيَا فِي جَنَاحٍ=يُلَمْلِمُهَا بِأَرْيَاشِ الصَّفَاءِ
وَمِنْهَا مَنْ يُلاقِي جُنْحَ لَيْلٍ=كَقَبْرٍ دَونَ فَجْرٍ أَوْ ضِيَاءِ
أَلا فَاتْبَعْ مُجَاجَ الْعَقْلِ فِكْرًا=لِيَنْضَحَ مِنْكَ شَلاَّلُ الذَّكَاءِ
وَلا تَجْثمْ بِدَرْبِكَ كَالْمُعَنَّى=فَإِنَّ الْمَرْءَ أَقْوَى بِالْعَطَاءِ
مَلَكْتَ الْعَقْلَ زَوْداً فَاغْتَنِمْهُ=وَلا تَبْخَلْ بِآرَاءِ الْوَفَاءِ
سَيَحْمِيِكَ الشُّعُورُ فَلا تَخُنْهُ=بِيَأْسٍ يَحْتَمِي خَلْفَ الْبَلاءِ
مَصَائِبُنَا نُلاقِيِهَا فَنَبْكِي=وَدَمْعُ الْحُزْنِ يَسْمُو بِالدُّعَاءِ
إِذَا نَضَبَتْ حَيَاتُكَ مِنْ رَحِيِقٍ=فَوَيْلُكَ مِنْ سَلاطِيِنِ الْعَدَاءِ
أَلا فَاسْلَمْ بِمَدِّ الْخَيْرِ حُبّاً=سَتَجْنِي وَرْدَةً طَابَتْ بِمَاءِ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-10-2021, 05:38 PM
الْمُسْتَلْقِيَةْ
كَالْوَرْدِ أَلْقَتْ غُصْنَهَا الْمُسْتَلْقِيَةْ=حَتَّى أَثَارَتْ فِي الْحَرِيرِ الْأَنْدِيَة
جَسَدٌ كَثَوْرَةِ رَوْضَةٍ قَدْ أَنْهَكَتْ=شَمْسُ الْهَوَى أَزْهَارَهُ الْمُتَلَوِّيَةْ
خَلَعَتْ ثِيَابَ الْقَهْرِ حِينَ تَجَرَّدَتْ=فَتَحَرَّرَتْ مِنْ غَفْوَةٍ مُتَخَفِّيَةْ
مَسَكَتْ كِتَابَ الحُبِّ تَرْجُو رِعْشَةً=فَتَلَوَّنَتْ أَوْرَاقُهَا الْمُتَرَوِّيَةْ
مِنْ شِدَّةِ الْإِرْهَاقِ ذَابَ بِلَوْنِهَا=عِطْرٌ جَرَى فِي رَسْمَةٍ مُسْتَعْصِيَةْ
يَا رِيشَةُ الْفَنَّانِ يَا صَفْوَانُهَا=كَمْ فُرْشَةٍ ثَارَتْ بِهَذِي الْمُغْرِيَةْ
هِيَ فِكْرَةُ التَّجْرِيدِ فِي عَيْنِ الرُّؤَى=وَتَشَكَّلَتْ فِي لَوْحَةِ الْمُسْتَلْقِيَةْ
وَأَنَا رَسَمْتُ قَصِيدَةً بِمَشَاعِرِي=مِنْ تُحْفَةٍ سِحْرِيَّةٍ مُسْتَوْحِيَةْ
غيداء الأيوبي
كتبت القصيدة إثر لوحة تجريديّة لأخي الفنان التّشكيلي صفوان الأيوبي رحمه الله
كانت بعنوان المستلقية .
غيداء الأيوبي
22-10-2021, 05:40 PM
رِسَالَةُ حُبّ
إِلَيْكَ مِنْ عَيْنِ الشَّوْقِ أَكْتُبُهَا=رِسَالَتِي وَالْأَجْفَانُ أَوْرَاقُ
يَا حِبْرَ دَمْعِي لَوْ كُنْتَ تَشْعُرُ بِي=فَكُنْ رَقِيقاً فالطِّيْفُ رَقْرَاقُ
تَحْكِي إِلَيْكَ الدَّمْعَاتُ لَهْفَتَهَا=لِنَظْرَةٍ مِنْ عَيْنَيْكَ تَنْسَاقُ
فَانْظُرْ حَبِيبِي كَمْ دَمْعَةٍ سَقَطَتْ=وَكَمْ تَوَارَتْ بِالْمَاءِ أَشْوَاقُ
يُجَفِّفُ السُّهْدُ جَفْنَ مِحْبَرَتِي=أَلَا يَشِفَّ الْأَنْدَاءَ بَرَّاقُ ؟
مِنَ الْفِرَاقِ الْعَنِيدِ مَاحَزِنَتْ=رُوحِي إِذَا فِي الْعَيْنَيْنِ إِشْرَاقُ
رِسَالَتِي يَا طَيْفَ الْهَوَى مُسِحَتْ=وَاللَّيْلُ إِنْ لَمْ تَصِلْكَ إِخْفَاقُ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-10-2021, 05:43 PM
رِيشَات
عَلَى رِيشَةِ الطَّاوُوسِ تحْنُو مُغَرِّداً=فَيَخْتَالُ فِي الأَرْيَافِ لَحْنٌ وَرِيشَاتُ
أَرَى مَيْلَكَ الْمَمْشُوقَ فَوْقَ حَدِيقَتِي=وَمَيْلَ غُصُونِي فَالتَّحِيَّاتُ وَرْدَاتُ
فَمَا كُلُّ مَنْ طَافَ الحُقُولَ أَثَارَهَا=وَقَدْ شَارَ شَهْدُ الْوَرْدِ وَالنَّبْعُ جَنَّاتُ
تَنَاءَيْتُ عَنْ أَرْضِي وَطِرْتُ إِلَى الْمَدَى=وَمَا كُنْتُ أَدْرِي أَنَّ فِي الشِّعْرِ رِحْلَاتُ
خَفِيفاً عَلَى رُوحِي أَتَيْتَ مُسَبِّحاً=وَقَدْ هَفَّنِي كَالرِّيشِ سِحْرٌ وَكِلْمَاتُ
وَتَسْأَلُنِي عَنْ سَكْرَتِي وَتَأَمُّلِي=فَهْلْ يَسْتَفِيقُ الْعَقْلُ وَالشّعْرُ سَكْرَاتُ ؟
فَمَا نَامَتِ الدُّنْيَا لِمَنْ هُوَ حَالِمٌ=وَلَا اسْتَيْقَظَتْ فِي الرُّوحِ حُلْماً إِجَابَاتُ
إِذَا اخْتَلَطَا الضَّوْءَان فَالأُفْقُ شَاسِعٌ=وَقَدْ رَفْرَفَتْ فَوَقَ السَّحَابِ الْفَرَاشَاتُ
عَلَى مِثْلِ هَذَا السِّحْرِ تَسْمُو سَرِيرَتِي=رَذًاذاً يُضِيءُ الْكَوْنَ وَالسَّرْدُ نَجْمَاتُ
فَكَمْ قِصَّةٍ قُلْنَا وَقَالَ شُعُورُنَا=وَكَيْفَ بِهَذَا الوَمْضِ تُحْكَى الْحِكَايَاتُ ؟
فَدَيْتُ حُرُوفاً فِي الصَّبَاحِ انْطِلَاقُهَا=وَلَيْسَ تَنَامُ اللَّيْلَ فَالشَّوْقُ نَوْبَاتُ
تُرَافِقُنِي فِي الأُمْسِيَاتِ بِلَحْنِهَا=وَتَعْزِفُنِي فِي فَقْرَةِ السُّهْدِ نَايَاتُ
وَرَغْمَ سَوَادِ اللَّيْلِ وَالْجَوُّ غَائِمٌ=تُنَدِّي بِريِشَاتِ الْوِسَادِ الْخُيَالَاتُ
لَعَلَّ بِأَحْلامِ الْجِنَانِ نُعِيدهَا=قَصِيدَةَ صُبْحٍ تَرْتَوِيهَا الْفَرَاشَاتُ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-10-2021, 05:45 PM
سَرِيرُ القَلْبِ
سَرِيرُ شُعُورِ الْقَلْبِ رِيشٌ مُغَرِّدُ=عَلَى نَبْضَةِ الْمُشْتَاقِ يُرْخِي فَيَرْقُدُ
يَطُوفُ بِطَرْفِ الْعَيْنِ طَيْفٌ مُثَقَّفٌ=يُعَلِّمُ نُورَ الرُّوحِ كَيْفَ يُرَدِّدُ
إِذَا نَالَ مِنْ آفَاقِهِ الْوَرْدَ حَانِياً=يَطيرُ جَنَاحُ الشِّعْرِ وَالْعِطْرُ يَفْرُدُ
فَلَا رَاحَةٌ تُرْجَى بِغَيْرِ مَشَاعِرٍ=لَهَا فِي رُبُوعِ الحُبِّ غُصْنٌ مُمَهَّدُ
أَتَيْتُ رِيَاضَ الشِّعْرِ أَرْمِي زَنَابِقِي=تَعَطَّرْتُ فَالْحَسُّونُ بِالْوَرْدِ يَنْشِدُ
أَثَارَتْ رَقِيقَاتِ الْبَتَائِلِ رِعْشَةٌ=تَدَثَّرَ فِي أَنْدَائِهَا مَنْ يُغَرِّدُ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-10-2021, 05:48 PM
صَبَاحُ الـْحُرِّيَّــة
طَلَعَ االصُّبْحُ وَالْقَوَافِي تَنَدَّتْ=بِقَصِيِدٍ لهُ الطُّيُورُ اسْتَعَدَّتْ
وَرَبِيِعٌ مِنَ الشُّعُورِ يُصَلِي=بِحُرُوفٍ مِنَ الزُّهُورِ اسْتَمَدَّتْ
تَتَأَنَّى عَلَى رَحِيِقِ الْمَعَانِي=دَالِيَاتٌ بِهَا الْأَمَانِي اسْتَقَدَّتْ
كَيْفَ أَصْحُو وَغَفْوَتِي فِي بِلَادٍ=مَا اسْتَفَاقَتْ بِشَعْبِهَا مُذْ تَرَدَّتْ
فَمَتَى نَصْحُو يَا بِلَادِي لِنَبْدُو=مِثْلَ شَمْسٍ بِلَا غُيُومٍ تَصَدَّتْ
نَحْنُ جِيِلُ الْعُلُومِ فَالْعَقْلُ مَوْجٌ= فِي بِحَارٍ مَعْ كُلِّ جَزْرٍ أَمَدّتْ
أَيُّهَذَا الْمَعْقُودُ فَوْقَ جَبِينِي=شِدَّ أَزْرَ الأَوْجَاعِ فَالْعَيْنُ نَدَّتْ
كَمْ تَبَقَّى مِنَ الْحَيَاةِ لِنَحْيَا=فِي قُبُورٍ مِنَ التُّرَاثِ اسْتَبَدَّتْ
أَطْلِقِيهَا حُرِّيَّةَ الْفِكْرِ طَيْراً=فِي سَمَاءٍ بِلَاَ حُدُودٍ تَعَدَّتْ
وَاهْتِفِيهَا أَفْكَارَنَا حِينَ نَصْحُو=يَا صَبَاحاً بِهِ الْعُقُولُ اسْتَجَدَّتْ
كُلُّ نَبْضٍ بِذَا الشُّعُورِ يُنَادِي=إِنَّنِي حُرٌّ طَالَمَا الرُّوحُ كَدَّتْ
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-10-2021, 05:52 PM
دُونَ وَرْدٍ
أَتَيْتُكَ مِنْ عُرُوقِي دُونَ وَرْدٍ=أُدَاعِبُ غُصْنَكَ الْمَيَّاسَ لَيَّاَ
فَلَا مَاتَتْ بِأَنْفَاسِي عُطُورٌ=وَقَدْ فَاحَتْ بِعُمْقِ الرُّوحِ رَيَّا
فَشِرْيَانُ الْمَشَاعِرِ حِينَ يَحْنُو=يُدَغْدِغُ نَبْضُهُ الْعُشَّاقَ حَيَّا
وَضَعْتُ الْوَرْدَ فِي كُتُبِي كَذِكْرَى=فَعَاشَتْ عُمْرَهَا الْبَاقِي لَدَيَّا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
22-10-2021, 05:54 PM
يَا صَديقِي
كُنْ كَمَا أَنْتَ يَا صَدِيقِي صَفِيَّا=وَادْفِنِ الشَّكَّ فِي الْوَرَى مَنْسِيَّا
مُذْ تَلَاقَيْنَا لَمْ نَشَأْ غَيْرَ صِدْقٍ=فَارْتَمَيْنَا عَلَى الضِّيَاءِ سَوِيَّا
لَيْسَ ذَنْبِي بِأَنَّنِي كُنْتُ حُلْماً=إنَّمَا ذَنْبِي أَنَّنِي جِئْتُ حَيَّا
لَسْتُ أَدْرِي بِأَنَّ جُرْعَةَ حَرْفِي=تَتَمَاهَى بِذِي الْمَشَاعِرِ كَيَّا
تِلْكَ رُوحِي تَقِلُّنِي دُونَ جِسْمٍ=حِينَ أَرْسُو عَلَى الْحَرَائِقِ رَيِّا
فَسَلَامِي وَبَسْمَتِي وَكَلَامِي=مِنْ طِبَاعِي وَمَاَ أَتَيْتُ خَفِيَّا
كَيْفَ أَخْفِي مَحَبَّتِي وَاحْتِرَامِي=إِنْ تَلَاقَيْتُ بِالْمَعَانِي رَضِيَّا
دَوْلَةُ اسْتِفْهَامِي انْقَضَتْ يَا صَدِيقِي=لَا تَلُمْنِي إِنْ كَانَ قَوْلِي عَصِيَّا
لَا تَدَعْنِي أَغُصُّ فِي كَلِمَاتِي=فَالْمَعَانِي تَذُوبُ فِي الشَّهْدِ طَيَّا
وَاسْتَلِمْ حَرْفِيَ الْمُنَدَّى بِحِسِّي=قَبْلَ أَنْ أَرْثَي فِي الْفَضَاءِ يَدَيَّا
فَكِلَانَا نَحُومُ حَوْلَ شُعُورٍ=كَنُجُومٍ تَدُورُ حَوْلَ الثُّرَيَّا
فَلِمَاذَا أَطْفَأْتَ نُورَ بَرِيقِي=وَسَمَائِي تُضِيءُ بَدْرَكَ فِيَّا
غيداء الأيوبي
غيداء الأيوبي
29-10-2021, 11:01 PM
مِفْتَاحُ الْحَيَاةِ
هَا قَدْ أَتَيْتَ مُكَلَّلاً بِوِثَاقِنَا=رَغْمَ ارْتِجَافِ الوَرْدِ فِي أَوْرَاقِنَا
نَوْمُ الرَّبِيِعِ عَلَى سَرَائِرِ غَيْمَةٍ=لا بُدَّ أَنْ يُنْدِي خَرِيِفَ فِرَاقِنَا
مِنْ ِقَطْرَةٍ فِي قَطْرَةٍ ظَمْآنَةٍ=تَحْيَا جَدَاوِلُ رَوْضَةٍ بِمَذَاقِنَا
أَكْرِمْ بِرَيَّانِ الْهَطُولِ لِنَجْتَنِي=ثَمَرَ الرَّحِيِقِ مُسَيَّحاً بِعِنَاقِنَا
وَانْعِشْ بِغَيْمَةِ جَنَّتِي مَطَرَ الرِّوى=كَيْ مَا نبَلِّل قُبْلَةَ اسْتِحْقَاقِنَا
الْوَرْدُ لا يُهْدِي الْهَتُونَ بِمَوْتِهِ=وَعُصَارَةُ الأَغْصَانِ فِي تِرْيَاقِنَا
فَالْمَوتُ مَاتَ بِعَالَمِي يَا سَيِّدِي=بَعْدَ انْتِعَاشِ الرُّوحِ فِي أَشْوَاقِنَا
لَمَّا فَتَحْتُ لِخَافِقِي قَبْرَ الدُّجَى=أَغْلَقْتُ شَمْسَ النَّبْضِ خَلْفَ مُحَاقِنَا
لَكِنَّ مِفْتَاحَ الْحَيَاةِ مُذَهَّبٌ=بِأَشِعَّةِ الأَحْلاَمِ فِي إِشْرَاقِنَا
وَأَتَيْتَ يَحْمِلُكَ الشُّعَاعُ لِغُرْفَتِي=لِنَشِفَّ نُورَ الطَّيْفِ فِي أَحْدَاقِنَا
وَبِمَركَبِ اللَّأْلاءِ أَبْحَرْنَا الرُّؤَى=مَلاَّحُنَا الْحِرْمَانُ فِي أَعْمَاقِنَا
فَاغْرِفْ مِنَ الأَحْزَانِ مِلْءَ شِبَاكِنَا=وَارْمِ الْجَوَاهِرَ فِي عُيُونِ بُرَاقِنَا
اللهُ أَكْبَرُ..هَل رَأَيْتَ مَجَرَّةً=كَمَجَرَّةِ الطُّوفَانِ فِي أَرْوَاقِنَا ؟!!
نَجْمَيْنِ طُفْنَا يَا سَلِيِلَ مُلاءَتِي=فَاقْشَعْ سَمَاءَ الأَشْهَبَيْنِ بِطَاقِنَا
وَانْثُرْ بِأَهْدَابِ الثُّرَيَّا رِعْشَةً=لِتُهَيِّجَ النَّجْمَاتِ فِي رَقْرَاقِنَا
وَامْسَحْ ظِلاَلَ الأَزْهَرَيْنِ بِدَمْعَةٍ=تَحْبُو بِهَا الأَوْقَاتُ فِي إِغْدَاقِنَا
إِنْ طَافَتِ الأَيَّامُ دُونَ مَلاَمِحٍ=فَمَلاَحِمُ التَّارِيِخِ طَيَّ طِبَاقِنَا
أَرْجُوكَ يَا مَنْ قَدْ فَتَحْتَ رِوَايَتِي=أَن تَقْرَأَ الْعِنْوَانَ قَبْلَ نَفَاقِنَا
أَرْجُوكَ يَا مَنْ قَدْ أَفَقْتَ صَبَابَتِي=أَنْ تَخْمِدَ الأَشْوَاقَ بِاسْتِنْطَاقِنَا
النَّاطِقُونَ أَنَا وَأَنْتَ فَأَيْنَنَا ؟=لِنُبَشِّرَ الْقِرْطَاسَ بِاسْتِطْرَاقِنَا
وَلْتَرْحَلِ الزَّفَرَاتُ مِنْ شَهْقَاتِنَا=إِمَّا ارْتَشَفْنَا الشَّهْدَ بِاسْتِنْشَاقِنَا
هُوَ ذَا الدَّلِيِلُ لِبُلْبُلَيْنَا فِي الْهَوَى=لَحْنٌ يُرَفْرِفُ فَوْقَ غُصْنِ رُقَاقِنَا
غَرِّدْ لِيَنْتَفِشَ الْقَرِيِضُ بِرَوْضِنَا=وَيَمُدَّ طَاوُوُسَ الْحُرُوفِ بِسَاقِنَا
غَرِّدْ لِتَرْكَعَ فِي الْجَنَائِنِ وَرْدَتِي=لَمَّا تُصَلِّي فِي رُبُوعِ نِيَاقِنَا
غَرِّدْ لِيُبْحِرَ فِي الْمَدَى رَجْعُ الصَّدَى=وَيَعُودَ غَوْصاً فِي خِبَابِ سِبَاقِنَا
لَوْ كَانَ مِحْرَابُ الشُّعُورِ مُطَوَّقاً=مَا اسْتَنْفَرَ الإِيِمَانُ فِي آفَاقِنَا
الْعَهْدُ مَخْتُومٌ بِشَمْعٍ أَحْمَرٍ=وَالْمِشْرَطُ الْفَتَّاحُ عِرْقُ سِيَاقِنَا
فَهُنَاكَ تَخْلِيِدُ الْمَشَاعِرِ يَرْتَقِي=وَيَدُومُ رَغْداً فِي حِمَى عِمْلاقِنَا
لَمَّا يُدَغْدِغ جِنْحَ رْوحَيْنَا الْوَفَا=سَنَعِيِشُ بَعْدَ الْمَوتِ مِلْءَ وِفَاقِنَا
لِنُشَرِّعَ الْبَابَ الْمُرَتَّجَ بِالدُّنَى=وَيَظَلَّ مِفْتَاحُ الْحَيَاةِ بِنَاقِنَا
غيداء الأيوبي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir