تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع الإعجاز العلمي ...



ياسر سالم
17-05-2012, 01:11 PM
هو محاولة للحيولية دون التردي في هوس التوافق المتعسف بين النص القرآني الثابت ومعطيات العلم النظرية

وسوف يدور الطرح حول مسألتين من أهم ركائز النظرية الفلكية السائدة وهما :
1- دوران الأرض حول نفسها .(1)
2- نظرية الانفجار العظيم.



بين يدي الطرح ...



لم يكن مدرجا في خطة بحثي أن يكون هناك باب مستقل يتناول موضوع البحث من الناحية الشرعية ، ذلك لأنني فضلا عن قناعاتي بعدم إقحام النصوص الشرعية الثابتة في الظواهر العلمية النظرية المتغيرة ؛ فلست بالعالم الشرعي الذي يوظف المباحث العلمية توظيفا سليما يخدم النص الشرعي ، أو يستدل بالنص على سلامة العلم ... ولكن هالني هذا الطابور الطويل من المفكرين المسلمين الحائزين على درجات علمية مميزة ، الملمين إلماما لا بأس به بالعلوم الشرعية ، أولئك الذين يسرفون في الأخذ من النص الشرعي ليستدلوا به على سلامة الكثير من الاكتشافات العلمية التي تقع في دائرة علمهم والتي لا تقع !
ولا يزال الأمر في نمو وتكاثر ، حتى تكونت الهيئات والجمعيات التي تغذي هذا الاتجاه وتقويه ، وبرغم أنني فقط من المتحفظين – لا الممانعين- للسير في هذا الاتجاه ؛ إلا أنني أجدني مضطرا لأن أبرز بعض جوانب الخلل الذي أصابنا من وراء السعي المطلق في هذه الدروب ، وسوف نتناول ذلك – إن شاء الله - من زاوية ما يتصل اتصالا وثيقا بهذا البحث ، فهذا كل ما يهمني الآن.
ولما كان الدكتور زغلول النجار من ألمع وأبرز الشخصيات التي تسعى سعيا حثيثا في تأكيد الاكتشافات الفلكية تأكيدا قرآنيا ؛ إضافة إلى كونه من الشخصيات القليلة التي تتمتع بالقبول العام من معظم المسلمين المهتمين ؛ كان لزاما علينا أن نتتبع ما قيل في باب الإعجاز العلمي الكوني على خلفية أقوال الدكتور النجار باعتباره أحد أهم دعائم التفسير العلمي الإشاري ، وأن غالب ما يقوله في هذا الباب لا ينكره غيره ممن يتوجه وجهته و ينتحي ناحيته..
والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله ...


مناقشة أراء د/ زغلول النجار

د/زغلول النجار:
هو أحد أعلام هذا العصر تعلم وعلم في أوربا ، وتخصص في علوم الجيولوجيا ، وهو عالم بمفردات وأدوات علوم وتكنولوجيا العصر ، وهو دارس ومتفقه في علوم الدين الإسلامي، وهو أهل ثقة عندي ، وعند عامة المسلمين الذين يعرفونه 00 ولكن لا يمنع كل ذلك من الاختلاف معه في حدود الاجتهاد البشري .وسوف أقوم هنا بمناقشة بعض المفاهيم مع فضيلة الدكتور ، على خلفية آرائه ، على الفضائيات ومن خلال محاضراته ، وكتبه .
وقد اقتبست هذا الحوار التالي للدكتور النجار من شبكة الانترنت ، بتصرف يسير، وآثرت البدء في هذه الناحية من البحث بكلام الدكتور النجار لمكانته العلمية عندي ، وأنه من القلائل الملمين بطرفي الخيط العلمي والشرعي ، ومن ناحية أخرى حتى أقطع على القارئ انشغاله طوال قراءته لهذه الأفكار وهذا البحث ، بسؤال قد يطرأ على ذهنه أو يلح عليه وهو، ما قول العلماء من أمثال الدكتور النجار في هذا النقاش ؟ وأيضا لأن الدكتور النجار سيكون خير من يستوعب هذا النقاش وأقدر من يرد عليه ، إن شاء الله .
وحوارنا يتركز حول مسألتين أساسيتين :


الأولي: دوران الأرض حول نفسها.
الثانية: نظرية الانفجار العظيم

دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس

وأن هذه الحركة هي المسئولة عن ظاهرة الليل والنهار، وليس دوران الشمس حول الأرض
يقول الدكتور النجار:
في الوقت الذي ساد فيه اعتقاد الناس بثبات الأرض وسكونها , تنـزل القرآن الكريم بالتأكيد على حركتها وعلى حركة باقي أجرام السماء , ولكن لما كانت تلك الحركات خفية على الإنسان بصفة عامة , جاءت الإشارات القرآنية إليها لطيفة , رقيقة , غير مباشرة , حتى لا تصدم أهل الجزيرة العربية وقت تنـزل القرآن فيرفضوه ؛ لأنهم لم يكونوا أهل معرفة علمية , أو اهتمام بتحصيلها ، فلو أن الإشارات القرآنية العديدة إلى حركات الأرض جاءت صريحة صادعة بالحقيقة الكونية في زمن ساد فيه الاعتقاد بسكون الأرض وثباتها واستقرارها ؛ لكذب أهل الجزيرة العربية القرآن ، والرسول, والوحي , ولحيل بينهم وبين الهداية الربانية , ولحرمت الإنسانية من نور الرسالة الخاتمة , في وقت كانت قد حرمت فيه من أنوار الرسالات السماوية السابقة كلها فشقيت وأشقت!!!
من هنا فإن جميع الإشارات القرآنية إلى حقائق الكون التي كانت غائبة عن علم الناس كافة في عصر تنـزل الوحي السماوي ومنها الإشارات المتعددة إلى حركات الأرض وإلى كرويتها , جاءت بأسلوب غير مباشر , ولكن بما أنها بيان من الله الخالق ، فقد صيغت صياغة محكمة بالغة الدقة في التعبير , والشمول , والإحاطة في الدلالة حتى تظل مهيمنة على المعرفة الإنسانية ، مهما اتسعت دوائرها , لكي تبقى شاهدة على أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وعلى أن خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -- كان موصولا بالوحي , ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض , وأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى .
ومن تلك الإشارات القرآنية ما يتحدث عن جرى الأرض في مدارها حول الشمس ، ومنها ما يتحدث عن دوران الأرض حول محورها أمام الشمس , وقد استعاض القرآن الكريم في الإشارة إلى تلك الحركات الأرضية بالوصف الدقيق لسبح كل من الليل والنهار , واختلافهما وتقلبهما وإغشاء كل منهما للآخر , وإيلاج كل منهما في الآخر , وسلخ النهار من الليل , ومرور الجبال مر السحاب كما يتضح من الآيات القرآنية التالية:

أولا : سبح كل من الليل والنهار :
يقول ربنا تبارك وتعالي في وصف حركات كل من الأرض والشمس والقمر:
(1) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ  (الأنبياء:33)
(2)  لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ َيسْبَحُونَ (يس:40)
فالليل والنهار ظرفا زمان ، لابد لهما من مكان , والمكان الذي يظهران فيه هو الأرض , ولولا كروية الأرض ودورانها حول محورها أمام الشمس لما ظهر ليل ولا نهار , ولا تبادل كل منهما نصفى سطح الأرض , والدليل على ذلك أن الآيات في هذا المعنى تأتى دوما في صيغة الجمع كل في فلك يسبحون , ولو كان سبح كل من الشمس والقمر فحسب ، لجاء التعبير بالتثنية يسبحان, كما أن السبح لا يكون إلا للأجسام المادية في وسط أقل كثافة منها , والسبح في اللغة ، هو الانتقال السريع للجسم بحركة ذاتية فيه ، من مثل حركات كل من الأرض والشمس والقمر ، في جرى كل منها في مداره المحدد له , فسبح كل من الليل والنهار في هاتين الآيتين الكريمتين ، إشارة ضمنية رقيقة إلى جرى الأرض في مدارها حول الشمس , وإلى تكورها ودورانها حول محورها أمام الشمس .

ثانيا : مرور الجبال مر السحاب :
وفى ذلك يقول الحق تبارك وتعالى: وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ أنه خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ  (النمل : 88)
ومرور الجبال مر السحاب هو كناية واضحة على دوران الأرض حول محورها , وعلى جريها حول ومع الشمس ؛ لأن الغلاف الهوائي للأرض الذي يتحرك فيه السحاب مرتبط بالأرض بواسطة الجاذبية وحركته منضبطة مع حركة الأرض , وكذلك حركة السحاب فيه , فإذا مرت الجبال مر السحاب كان في ذلك إشارة ضمنية ، إلى حركات الأرض المختلفة التي تمر كما يمر السحاب .

ثالثا‏:‏ إغشاء كل من الليل والنهار بالآخر‏:
يقول الحق ‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏
‏...‏يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إن فِي ذَلِكَ لَآيات لِقَوْمٍ يتفكرون  (‏ الرعد‏:3)‏
 وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إذا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إذا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَاهَا (4)... (‏ الشمس ).‏
 وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إذا تَجَلَّى (2)‏ (‏الليل‏).‏
وغشي في اللغة تأتي بمعني غطي وستر‏,‏ يقال غشيه غشاوة وغشاء بمعني أتاه إتيان ما قد غطاه وستره ؛‏ لأن الغشاوة ما يغطي به الشيء‏.‏
والمقصود من يغشي الليل النهار ، أن الله تعالي يغطي بظلمة الليل مكان النهار على الأرض فيصير ليلا‏,‏ ويغطي مكان الليل على الأرض بنور النهار فيصير نهارا‏,‏ وهي إشارة لطيفة لحقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس دورة كاملــة كـل يوم ‏(‏ أي في كل أربع وعشرين ساعة‏)‏ بتعاقب فيها الليل والنهار بصورة تدريجية‏.‏ أي يحل أحدهما محل الآخر في الزمان والمكان ، مما يجعل زمن كل منهما يتعاقب بسرعة على الأرض‏.‏
والليل والنهار يشار بهما في مواضع كثيرة من القرآن الكـــريم إلى الزمـان والمكان‏(‏ أي الأرض‏)‏ وإلى أسباب تبادلهما‏(‏ أي دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏),‏ كما يشار بهما إلى الظلمة والنور‏,‏ وإلى العديد من لوازمهما‏!!‏ ويتضح ذلك من قول الحق تبارك وتعالي‏:‏ ( وَالنَّهَارِ إذا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَاهَا (4) ‏... أي يقسم ربنا تبارك وتعالي‏(‏ وهو الغني عن القسم‏)‏ بالنهار إذا أظهر الشمس واضحة غير محجوبة‏,‏ وبالليل إذ يغيب فيه ضياء الشمس ويحتجب‏,‏ وقول عز من قائل :‏ وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إذا تَجَلَّى (2)  حيث يقسم ربنا تبارك وتعالي‏ بالليل الذي يحجب فيه ضوء الشمس ، فيعم الأرض الظلام‏,‏ وبالنهار إذ تشرق فيه الشمس فيعم الأرض النور‏,‏ ومن هنا كانت منة الله‏ ‏ تعالي‏ ‏ على عباده أن جعل لهم الليل لباسا وسكنا‏,‏ وجعل لهم النهار معاشا وحركة ونشاطا ، حيث يقول ربنا تبارك وتعالي‏:‏
 هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إن فِي ذَلِكَ لَآيات لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (يونس:67)
ويقول‏:‏ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)  ( ‏النبأ‏:11,10).‏
ويقول‏عز من قائل‏:‏
 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إن جَعَلَ اللَّهُ عليكم اللَّيْلَ سَرْمَدًا إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إن جَعَلَ اللَّهُ عليكم النَّهَارَ سَرْمَدًا إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)  (‏ القصص‏:71‏ ـ‏73).‏


رابعا‏:‏ إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل‏:

يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏
‏(1)‏ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ‏... (‏ آل عمران‏:27).‏
‏(2)‏ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ 
(الحج‏:61 .‏)
‏(3)‏ أَلَمْ تَرَ أن اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
كُلٌّ يَجْرِي إلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ‏ (‏ لقمان‏:29).‏
(4)‏ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (فاطر‏:13).‏
‏(5)‏ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عليمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (‏الحديد‏:6).‏
والولوج لغة ، هو الدخول ‏,‏ ولما كان من غير المعقول دخول زمن على زمن اتضح أن المقصود بكل من الليل والنهار ليس الزمن ، ولكن المكان الذي يتغشاه كل من الليل والنهار‏,‏ وهو الأرض‏ ، وعلى ذلك فمعنى قوله تعالى‏:‏ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل أن الله تعالي يدخل الجزء من الأرض الذي يخيم عليه الليل بالتدريج في مكان الجزء الذي يعمه نور النهار‏,‏ ويدخل الجزء من الأرض الذي يعمه نور النهار في مكان الجزء الذي يخيم عليه الليل ، وذلك باستمرار‏,‏ وبطريقة متدرجة‏,‏ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها‏ ، وليس هنالك من إشارة أدق من ذلك في التأكيد على حقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏,‏ وهذه الإشارة القرآنية تلمح أيضا إلى كروية الأرض ؛ لأنه لو لم تكن الأرض كروية الشكل‏,‏ ولو لم تكن الكرة تدور حول محورها أمام الشمس ، ما أمكن لليل والنهار أن يتعاقبا بطريقة تدريجية ومضطردة ‏.‏
تعقيب:
إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل له تفسير علمي واضح ومحدد كما يلي:
إذا تتبعنا طول الليل والنهار على خط واحد من خطوط الطول على سطح الكرة الأرضية فسوف نجد الآتي:
في وقت الانقلاب الصيفي على المنطقة القطبية الشمالية سنجد أن طول اليوم 24 ساعة كلها نهار دائم ، ثم يبدأ الليل في الولوج في النهار باستحواذه على جزء من هذه الأربع والعشرين ساعة كلما اتجهنا ناحية الجنوب ، حتى إذا ما تخطينا خط الاستواء وجدنا أن الليل قد دخل في جزء كبير من الفترة التي كانت نهارا وأصبح الليل أطول من النهار .. ثم يزداد معدل طول الليل باطراد كلما مضينا في هذا الاتجاه جنوبا ، وهكذا... حتى إذا ما اقتربنا من القطب الجنوبي وجدنا أن النهار قد بدأ في التلاشي، حتى يتلاشى تماما فوق القطب الجنوبي بحيث يصبح اليوم (24 ساعة) كله ليلا.. وهذا معنى جلي وواضح لإيلاج النهار في الليل والليل في النهار في وقت واحد على خط واحد من سطح الكرة الأرضية.
أي أن اليوم 24 ساعة تنقسم بين الليل والنهار بالتدريج ، تبدأ من ليل = صفر ونهار = 24 ساعة ، ثم بالاتجاه جنوبا يطول الليل ويقصر النهار تدريجيا حتى يتساوي عند خط عرض معين علي حسب الوقت من السنة ، ثم بعد ذلك يطول الليل ويقصر النهار ليكون الليل أطول حتى يصل إلى 24 ساعة ويكون النهار = صفر .
هذا الوضع يمكنك رصده يوميا ولكن علي سطح الكرة كاملة من الشمال إلى الجنوب . أما علي النقطة الواحدة من سطح الكرة فانه يحدث في نصف عام وتحدث الظاهرة كاملة إذا كانت نقطة الرصد علي أحد القطبين . أما إذا كانت نقطة الرصد أقرب إلى خط الاستواء فإنها تحدث نسبيا أي بفارق طول الليل والنهار علي مدار الفصول علي القاهرة مثلا .

هذا بالإضافة إلى ما يحدث على خط العرض الواحد على مدار الشهر من تناقص الشهر القمري بمقدار يوم عن الشهر الشمسي ، وتتوزع مدة هذا اليوم الناقص من الشهر القمري على أيام الشهرالشمسى بمقدار فترة زمنية ( زيادة ) قدرها 47.14دقيقة يوميا، وعلى هذا فإننا نلاحظ في منتصف الشهر القمري طلوع القمر من ناحية المشرق واقعا بذلك في نصف الكرة التي يتغشاها النهار ، وتزيد هذه الظاهرة بمعدل يومي ثابت في صورة تأخر شروق القمر يوميا ، حتى تكون بداية شروقه إلى ما قبل الفجر مباشرة في نهاية الشهر. وبهذا يكون قد مر يوم من الشهر القمري بالنقصان عن الشهر الشمسي، وهذا يشير إلى أن إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل يتم بصورتين دائمتين إحداهما يومية على خطوط الطول، والأخرى شهرية على خطوط العرض.


خامسا‏:‏ سلخ النهار من الليل‏:‏
يقول ربنا تبارك وتعالي‏:‏
وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإذا هُمْ مُظْلِمُونَ (‏ يس‏:37)‏ , والسلخ لغة هو نزع جلد الحيوان عن لحمه‏,‏ ولما كان من غير المعقول أن يسلخ زمن النهار من زمن الليل‏,‏ كان المقصود بكل من الليل والنهار هنا ، هو مكان كل منهما على الأرض‏ ,‏ الذي يتبادل فيه النور والظلام‏,‏ وليس زمانه‏,‏ وعلى ذلك فمعنى قوله تعالي‏:‏ وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون . أن الله تعالى ينزع طبقة النهار من أماكن الأرض ، التي يتغشاها الليل ، كما ينزع جلد الحيوان عن لحمه‏,‏ ولا يكون ذلك إلا بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏ ,‏ وفي تشبيه إزالة نور النهار من غلاف الأرض بنزع جلد الحيوان عن لحمه ، تأكيد على أن نور النهار إنما ينشأ في طبقة رقيقة من الغلاف الغازي للأرض ، تحيط بكوكبنا ‏(‏ كما يحيط جلد الحيوان بجسده‏),‏ وأن هذا النور مكتسب أصلا من ضوء الشمس وليس ذاتيا‏ , ‏ وأنه ينعكس من سطح الأرض ، ويتشتت في الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي المحيط بها‏,‏ والذي يصبح ظلاما ببعده عن أشعة الشمس‏,‏ كما أن الظلام سائد في الفضاء الكوني بصفة عامة ، لعدم وجود جسيمات كافية فيه لإحداث التشتت لضوء الشمس ولضوء غيرها من النجوم ‏,‏ وهذا الضوء لا يظهر إلا بالانعكاس على أسطح الكواكب وأسطح غيرها من الأجرام المعتمة ، أو بالتشتت في أغلفتها الجوية، إن كانت بها جسيمات كافية للقيام بهذا التشتت‏.‏

سادسا‏:‏ اختلاف الليل والنهار‏:‏
وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالي‏:‏
‏(1)‏ إن فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرض لَآيات لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة‏:164).‏
(2)‏ إن فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيات لِأُولِي الْأَلْبَابِ
(‏ آل عمران‏:190).‏
‏(3)‏ إن ّفِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض لَآيات لِقَوْم يَتَّقُونَ (يونس‏:6).‏
‏(4)‏ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ  (المؤمنون‏:80).
‏(5)‏  وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيات لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ‏ (‏ الجاثية‏:5) .‏
‏(6)‏  وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أن يَذَّكَّرَ أو أَرَادَ شُكُورًا (‏ الفرقان‏:62).‏
وفي تلك الآيات يؤكد القرآن الكريم كروية الأرض‏,‏ ودورانها حول محورها أمام الشمس بالوصف الدقيق لتعاقب الليل والنهار‏,‏ كما سبق أن أكد ذلك في آيات سبح كل من الليل والنهار‏,,‏ ومرور الجبال مر السحاب‏,‏ والتكوير والإغشاء‏,‏ والولوج‏,‏ والسلخ‏,‏ وهي تصف حركة تولد الليل من النهار‏,‏ والنهار من الليل‏,‏ وصفا غاية في البلاغة والدقة العلمية‏.‏

سابعا‏:‏ تقليب الليل والنهار‏:‏
دوران الأرض حول محورها أمام الشمس كذلك يشير القرآن الكريم إلى ذلك أيضا بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
 يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إن فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ‏(‏ النور‏:44)


والرد على ذلك : .......





يتبع إن شاء الله تعالى ..
-----------------------
(1)المادة منقولة من كتاب ( دوران الأرض بين الحقيقة والخرافة - ط مكتبة النهضة المصرية - القاهرة - 2007 )

نادية بوغرارة
17-05-2012, 02:19 PM
موضوع الإعجاز العلمي من المواضيع المهمة والتي يتابع ما يجدّ فيها ،

الكثير من الناس سواء كانوا باحثين أم لا .

والملاحظ أن ربط الاكتشافات العلمية بالقرآن يأتي بعد الإعلان عنها في الأوساط العلمية ،

فهل يا ترى يأتي يوم يكون العكس فيه هو الشائع ؟،

حيث تنطلق الاكتشافات العلمية من الوحي كمرجعية للبحث ، و ليس فقط

كتأكيد للاكتشاف وسبق القرآن إلى ذكره .

مجرد خاطر على هامش موضوع أشكر على طرحه الأخ ياسر سالم ،

وأنتظر ما سيجود علينا به في صفحاته .

دمت والواحة .

ياسر سالم
17-05-2012, 02:33 PM
موضوع الإعجاز العلمي من المواضيع المهمة والتي يتابع ما يجدّ فيها ،

الكثير من الناس سواء كانوا باحثين أم لا .

والملاحظ أن ربط الاكتشافات العلمية بالقرآن يأتي بعد الإعلان عنها في الأوساط العلمية ،

فهل يا ترى يأتي يوم يكون العكس فيه هو الشائع ؟،

حيث تنطلق الاكتشافات العلمية من الوحي كمرجعية للبحث ، و ليس فقط

كتأكيد للاكتشاف وسبق القرآن إلى ذكره .

مجرد خاطر على هامش موضوع أشكر على طرحه الأخ ياسر سالم ،

وأنتظر ما سيجود علينا به في صفحاته .

دمت والواحة .


الأخت الكريمة استاذة نادية

مكثت سنتين أبحث( كمساعد ) في موضوع الفلك مع أحد الأصدقاء المهتمين بالأمر
كانت عزماته تفوق ضآلة جسمه .. وكان يجوب البلاد والعباد ليقرر ما وصل اليه وما أنا مقتنع بغالبه بشأن علم الفلك

وكانت هذه المدة كافية إلى حد ما لأعرف طرفا غير يسير عن فكرة الإعجاز
وكيف أن البلاهة قد داخلتها كثيرا حتى بت أنفر من اسمها ، ولا أتعقب اي طرح فيها بالقراءة إلا ما ندر

رحم الله صديقي د. عادل العشري وهيأ لأبحاثه من يتبناها ويكملها ...

شكرا على اهتمامك وسعيد بتواصلك الكريم


دعواتي وتقديري ...

نادية بوغرارة
17-05-2012, 02:52 PM
الأخت الكريمة استاذة نادية
مكثت سنتين أبحث( كمساعد ) في موضوع الفلك مع أحد الأصدقاء المهتمين بالأمر
كانت عزماته تفوق ضآلة جسمه .. وكان يجوب البلاد والعباد ليقرر ما وصل اليه وما أنا مقتنع بغالبه بشأن علم الفلك
وكانت هذه المدة كافية إلى حد ما لأعرف طرفا غير يسير عن فكرة الإعجاز
وكيف أن البلاهة قد داخلتها كثيرا حتى بت أنفر من اسمها ، ولا أتعقب اي طرح فيها بالقراءة إلا ما ندر
رحم الله صديقي د. عادل العشري وهيأ لأبحاثه من يتبناها ويكملها ...
شكرا على اهتمامك وسعيد بتواصلك الكريم
دعواتي وتقديري ...

=========

آمين .

رحمه الله تعالى ، و جعل علمه غير منقطع .

بوركت يا أخي الكريم ،

و نحن في انتظار أن تضيف إلينا ما نجهله وعلّمته لك التجربة والمراس ،

فقد اسفزّ تعقيبك فينا التوق لمعرفة المزيد و ربما الجديد .

عبد الرحيم بيوم
17-05-2012, 03:22 PM
شكرا اخي الكريم ياسر
وموضوع الاعجاز العلمي الوسطية فيه هي بين طرفي نقيض
فهناك من نفى نفيا تاما هذا المنحى ومنعه صيانة للوحي فاخذ بسد الدرائع
وهناك من اطلق لنفسه العنان حتى جهّل من فسروا القرآن ممن قبله ووقعوا في اخطاء شنيعة من ذلك
والوسط السير مع الدليل حيث سارت دلالته
ومن اكبر المزالق في التعامل مع النص هو ان تعتقد ثم تستدل

فتابع ايها الكريم ونحن في انتظار الباقي
تحياتي لك

بهجت عبدالغني
17-05-2012, 05:34 PM
الاخت الكريمة الاستاذة نادية

سأل المهندس عبدالدائم الكحيل نفس السؤال الذي سألتيه ، وأجاب عنه ..

سؤال: لماذا لا نكتشف هذه الحقائق قبل الغرب؟

هذا السؤال يتكرر كثيراً، فالقرآن مادام يحوي كل هذه الحقائق العلمية فلماذا لا نكتشفها نحن المسلمون ونسبق الغرب إليها، وأقول: إن السبب هو تقصيرنا وإهمالنا لكتاب الله وللبحث العلمي. والدليل على ذلك أن أجدادنا رحمهم الله عندما تدبروا القرآن وعملوا بما فيه واستجابوا للتعاليم الإلهية التي تأمرهم أن يسيروا في الأرض ويفتشوا عن أسرار الخلق، صنعوا أعظم حضارة علمية في التاريخ، وهذا باعتراف الغرب نفسه.

وإنني أرى بأن أفضل طريقة للنهوض بأمتنا أن نلجأ إلى كتاب الله وسنة نبيه، وأن نبني علومنا على أساس إيماني، والله تعالى يعطي من يشاء من فضله فهو القائل: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [آل عمران: 73-74].

http://www.kaheel7.com/modules.php?name=news&file=article&sid=316



الاخ الكريم ياسر سالم

موضوع مهم

سأعود أيضاً بإذن الله تعالى ..






تحياتي ..

نادية بوغرارة
17-05-2012, 05:56 PM
الاخت الكريمة الاستاذة نادية
سأل المهندس عبدالدائم الكحيل نفس السؤال الذي سألتيه ، وأجاب عنه ..
سؤال: لماذا لا نكتشف هذه الحقائق قبل الغرب؟
هذا السؤال يتكرر كثيراً، فالقرآن مادام يحوي كل هذه الحقائق العلمية فلماذا لا نكتشفها نحن المسلمون ونسبق الغرب إليها، وأقول: إن السبب هو تقصيرنا وإهمالنا لكتاب الله وللبحث العلمي. والدليل على ذلك أن أجدادنا رحمهم الله عندما تدبروا القرآن وعملوا بما فيه واستجابوا للتعاليم الإلهية التي تأمرهم أن يسيروا في الأرض ويفتشوا عن أسرار الخلق، صنعوا أعظم حضارة علمية في التاريخ، وهذا باعتراف الغرب نفسه.

وإنني أرى بأن أفضل طريقة للنهوض بأمتنا أن نلجأ إلى كتاب الله وسنة نبيه، وأن نبني علومنا على أساس إيماني، والله تعالى يعطي من يشاء من فضله فهو القائل: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [آل عمران: 73-74].



===========


لا أظن أن هناك جوابا يخرج عما قاله المهندس الكحيل ، و ما تفضلت به ،

( إن كان ما جاء آخر تعقيبك هو رأيك الشخصي .)

الأخ بهجت الرشيد ،

بارك الله فيك ، و أشكرك جزيلا لاهتمامك .

ياسر سالم
18-05-2012, 12:38 PM
شكرا اخي الكريم ياسر
وموضوع الاعجاز العلمي الوسطية فيه هي بين طرفي نقيض
فهناك من نفى نفيا تاما هذا المنحى ومنعه صيانة للوحي فاخذ بسد الدرائع
وهناك من اطلق لنفسه العنان حتى جهّل من فسروا القرآن ممن قبله ووقعوا في اخطاء شنيعة من ذلك
والوسط السير مع الدليل حيث سارت دلالته
ومن اكبر المزالق في التعامل مع النص هو ان تعتقد ثم تستدل

فتابع ايها الكريم ونحن في انتظار الباقي
تحياتي لك



نعم أخي الكريم / عبد الرحيم ..ربما يكون مقبولا بدرجة ما أن نمازج بين العلم الكوني والنص الشرعي على سبيل الاستئناس و في إشارات دالة دون محاولة لي أعناق للنصوص للإستجابة لمفردات النظرية بحذافيرها ... لقد عناني كثيرا ذلك العبث المزري بنصوص القرآن لكي ننتفش انتفاشة الهر أمام أباطرة العلم الكوني من العلمانين والملاحدة
أليس من سبيل للتقدم إلا مجاراة هؤلاء ؟!، وياليتنا نسبقهم ، أو نتوافق معهم .. بل نلهث خلفهم ملوحين بآي الكتاب ، كتلميذ بليد يكرر الإجابة خلف أستاذه حين يعجزه السؤال ..

تحيتي وتقديري

ياسر سالم
18-05-2012, 12:50 PM
الاخت الكريمة الاستاذة نادية

سأل المهندس عبدالدائم الكحيل نفس السؤال الذي سألتيه ، وأجاب عنه ..

سؤال: لماذا لا نكتشف هذه الحقائق قبل الغرب؟

هذا السؤال يتكرر كثيراً، فالقرآن مادام يحوي كل هذه الحقائق العلمية فلماذا لا نكتشفها نحن المسلمون ونسبق الغرب إليها، وأقول: إن السبب هو تقصيرنا وإهمالنا لكتاب الله وللبحث العلمي. والدليل على ذلك أن أجدادنا رحمهم الله عندما تدبروا القرآن وعملوا بما فيه واستجابوا للتعاليم الإلهية التي تأمرهم أن يسيروا في الأرض ويفتشوا عن أسرار الخلق، صنعوا أعظم حضارة علمية في التاريخ، وهذا باعتراف الغرب نفسه.

وإنني أرى بأن أفضل طريقة للنهوض بأمتنا أن نلجأ إلى كتاب الله وسنة نبيه، وأن نبني علومنا على أساس إيماني، والله تعالى يعطي من يشاء من فضله فهو القائل: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [آل عمران: 73-74].

http://www.kaheel7.com/modules.php?name=news&file=article&sid=316



الاخ الكريم ياسر سالم

موضوع مهم

سأعود أيضاً بإذن الله تعالى ..






تحياتي ..











بورك الوعي والحضور أستاذ بهجت
بالفعل الكثيرون من المتأملين سألوا نفس السؤال:
لماذا لا نكتشف هذه الحقائق قبل الغرب؟

وأتعجب كثيرا حين كانت الكرة في ملعبنا وكنا سادة الأمم علما وعملا ونهضة ...
لماذ لم يلهث وقتها خلفنا الغرب المسيحي ويلاحق اكتشافاتنا العلمية بآيات من انجيلهم ؟

إنه الانطراح على درج الكسل والخمول والاكتفاء من الساقية بنعيرها

تحياتي وتقديري..

ياسر سالم
18-05-2012, 01:11 PM
لعله يجدر بي هنا أولا ان أعيد كتابة المقدمة التي اخترناها سويا وكتبتها لتعبر عن غايتنا من وراء ما كتبنا في هذا الكتاب الكبير



دوران الارض بين الحقيقة والخرافة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد بن عبد الله وآله وصحبه أجمعين...... وبعد ..
إن الله تعالى أمر العبد المسلم أن يلازم الصواب في القول والعمل فقال) : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(( الأحزاب :70) ، فالقول السديد هو القول الموافق للصواب ، أو المقارب له عند تعذر اليقين ، ومن مجالات هذا القول البحث العلمي والتعليم والتعلم .
فالمسلم أولى الناس بالحرص على الحق وعلى كل سبيل يؤدي إليه ، وهو أيضا حريص على نقل هذا الحق للغير كما علمه ووصل إليه ، وهو مأمور شرعا بأن يتحرى الحق قولا وفعلا ومقصدا ، ففي تراث أمته أن الحق وإن كان المقصد والغاية فقد يدرك من المرة الأولى وقد لا يدرك ، فلابد من التمهل والتأني.
وأقول ذلك بداية اعترافا بأن الخوض في مجال علمي دقيق كمجال الفلك يحتاج إلى الحيطة والحذر والأخذ بالأسباب في ذلك من فحص واستيعاب لتاريخ هذا العلم والاطلاع على أبحاثه الحديثة ومشكلاته الحاضرة ومعضلاته الكبيرة ، وكما قيل(قبل الرماء تملأ الكنائن )، ولكن قُدر لي أن اقتحم هذا المجال بجرأة من أثقلته مشكلات هذا العلم ، وتناقضاته مع معتقده الديني ، فلم يجد مفرا - بعد طول عناء وقلق فكري طويل - من أن يجيب بنفسه على كل ما كان يحيره ، أو على الأقل هي محاولة جاءت للمعرفة ، فإن صادفت فشلا في بعض نواحيها فقد أخذَتُ بما لدي من أسباب ، وإن فتحتُ طريقا تنسجم فيه العقيدة مع معطيات علم الفلك فالحمد لله أولا وأخيرا ... ومما شجعني على ذلك أمران :
الأول : أني وجدت بعض الناس تحيرهم مثل هذه الأسئلة التي حيرتني ، ولكنهم بدءوا المحاولة ثم توقفوا ، أو شكّوا في أنفسهم فاستسلموا للأمر الواقع .
الثاني: تلك الأوامر الشرعية والتنبيهات الربانية بالنظر في ملكوت السماوات والأرض
، وتلك الآيات والأحاديث المتكاثرة في ذكر السماء الأرض والنجوم والشمس والقمر والليل والنهار والجبال والسحاب ... بل إن كثيرا من سور القرآن تحمل أسماء هذه الظواهر الكونية ، مثال ذلك:
سورة الرعد ، وسورة النجم ، وسورة القمر ؛ وسورة التكوير؛ وسورة الانفطار؛ وسورة الانشقاق ؛ والبروج ؛ والطارق ، والفجر ، والشمس ، والليل ، والضحى ، والفلق ..
وأيضا تكرر في القرآن الكريم، أسماء بعض مفردات هذا الكون العظيم من أمثلة:
الأرض، أرض 451مرة
وتكررت لفظة الأرض والضمائر العائدة عليها 461 مرة
السماء والسماوات. 310 مرة
الجبال 39 مرة
الشمس ، للشمس ، شمسا ، سراجا 35 مرة
القمر 27 مرة
النجوم 13 مرة
بالإضافة إلى الكواكب، السحاب، الريح ، الغيث ، شهاب .....
فبدأت رحلة هذا البحث ، ولأنني ما زلت في هذا المجال في بدايتي ما كنت أدري كيف أبدأ ؟ وإلى أين ؟ ومتى أنتهي ؟ .... شيء وحيد كنت أدركه ، وهو الغاية التي أريدها .
لكنني في نفس الوقت كنت لا أعلم شيئا عن هذا الطريق ، فما هي إلا خطوات في ذلك المجهول حتى بدأت نعم الله عليّ تترى .. شدهتني المفاجآت .. وأخذت بعقلي الحقائق – أحسبها كذلك – ، فجعلت تلاحقني وتسبق محاولاتي .
وما رأيت في كل ذلك إلا فضلا من الله ونعمة عليّ ، فله الحمد والمنة ...
وعلمت أن ما وصلت إليه وأنا أسبح ضد التيار المعتاد من الأفكار الفلكية قد يحول أجلي دون بلوغه(1).. إنه يحتاج إلى مجموعات عمل تتحري الحق ، وتنتهج الأمانة والصدق ؛ لكي تبدأ رحلتها في تصحيح تلك الأفكار الفلكية المغلوطة ، وهاأنذا بفضل الله أبدأ الطريق ؛ فأحمل عنهم كل ما يمكن أن يقال من عبارات اللوم والاستخفاف والاستهجان .. فالإنسان عدو ما يجهل ، وإلف ما تعود عليه ، ولكن وأنا طليعة القوم أهدف نحري دونهم ، وأحمل عنهم كل لوم ، وأرضى بأن أكون أول من يدفع الثمن ، وأخر من يفيد من المغنم ، وأرجو ألا يزيدهم ثمن ما أدفع إلا همة ، ولا ثقل ما أتحمل إلا شجاعة في استكمال هذا الطريق ، وهو (تصحيح المفاهيم الفلكية) والتي أبدأها بهذا الكتاب ( دوران الأرض بين الحقيقة والخرافة) أقول في نهايته إن الأرض بأدلة النقل وأدلة العقل

( ساكنة لا تدور ).



-
(1) وقد جاء أجله رحمه الله في غمرة أبحاثه وبعد الانتهاء من الخطوات الأول الصعبة والتي كانت بدايتها هذا السفر الكبير الذي بين أيدينا ..
فبكيته كما لو كان والدي لا أخي الأكبر وصديقي الأكرم .. وخرجت بلدتنا عن آخرها تشيعه بنحيبها ودموعها .. كأن لم يمت حي سواه ولم تفض .:. على أحد إلا عليه المدامع ... فاللهم ارحمنا إذا صرنا إلى حيث صار ...

ياسر سالم
21-05-2012, 04:35 PM
والرد كلام د. زغلول النجار :

أولا : عدم استيعاب قدرة العرب العقلية لهذا الامر وقتها :

.. يرى الدكتور النجار أن العقلية العربية لم تكن لتستوعب فكرة دوران الأرض حول الشمس عند نزول الوحي ، لأن لاعتقاد الراسخ بثبوتها آنذاك قد يدفع هؤلاء إلى رد القرآن ، وتكذيب الوحي ، والحرمان من الأنوار الربانية التي جاءت به الرسالة المحمدية ، ولذلك يرى الدكتور أن الحديث عن دوران الأرض جاء في الآيات القرآنية ، تلميحا لا تصريحا ، في شكل إشارات بليغة ودقيقة .. الخ ما يقول...

وهذا القول غير صحيح جملة من وجوه نجملها في الآتي:

• لم يلمح القرآن إلى شئ أولا ، إلا وصرح به أخيرا ، قبل انقضاء الوحي . ولنضرب لذلك مثلا بالخمر ، فقد جاء الحديث عنها أولا تلميحا إلى كونها تختلف عن الرزق الحسن (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إن فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ..) (النحل 67) إشارة إلى فسادها ، وبيان غلبة إثمها على منافعها (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ...) حتى كان النهى الجزئي – إن صح التعبير – في وقت لاحق (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ..) ، ثم نزلت ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) إلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُون َ) وهكذا انتهى الأمر إلى تحريمها واجتنابها في تصريح لا مواربة فيه ، لماذا ؟ . لأن المناط بالتبليغ والبيان ؛ هو رسول رب العالمين ، خيرته من خلقه , وأمينه على وحيه ، وليس لأحد كائنا من كان ، أن يأتي بعد ذلك ليستدرك على الله الذي أكمل لنا الدين ، أو يستدرك على رسوله الذي أتم البلاغ .
وقد مثلنا هاهنا بالخمر لأنه من المعلوم أن الخمر من العادات التي ترسخت في عقول العرب و نفوسهم ، كيف لا وقد تربى عليها الصغير ، وشاب عليها الكبير ، ونصبت لها المجالس ،ونظمت فيها القصائد .. الخ ، ومع كل هذا لم يلمح القرآن إلى حكمها مئات السنين حتى يأتي العلم الحديث فيكتشف الغربيون أنها تؤثر على الكبد وتضر بالجهاز العصبي و.. و.. ومن ثم يتأكد تحريمها. بل جاء تحريمها وبيان حكمها في كتاب ربنا ، وبلّغه نبينا - صلى الله عليه وسلم - والتزم المسلمون الذين كانوا قد مردوا على شربها بهذا الحكم ، وأصبح لزاما على كل من يدخل الإسلام بعد ذلك أن ينخلع منها بالكلية ، وليس له أن يتدرج في البعد عنها، حتى وإن شق ذلك على نفسه ، حتى وان خالف ما عاهده وألفه.
إن إخبار الناس بأمر لا يعلمونه ، أو يظنون خلافه كدوران الأرض ، أيسر كثيرا من نهيهم عن عادة تأصلت في نفوسهم ، وتغلغلت في حياتهم ، وتلبسوا بها في حلهم وترحالهم ، ولهم فيها أرب بل مآرب ، إذ من الصعوبة بمكان أن تحول بين الناس وبين ما يشتهون .
فإذا كان دوران الأرض خبر مزعج ، وشاذ بالنسبة لأفهام العرب ، و قد يحول بينهم وبين الإيمان والإسلام ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد صدع بين أظهرهم بما هو أشد من ذلك بكثير ، بحادثة كان الكون مسرحها إن صح التعبير، إنها حادثة الإسراء والمعراج بكل مفرداتها ، ابتداء من الدابة ( البراق ) الذي تسير بكيفية لا تستوعبها عقول من تعتبر الدواب أساس حياتهم ، ومرورا بالصلاة مع الأنبياء الذين قد توفاهم الله من زمن سحيق ، وانتهاء بالصعود إلى السماوات العلا في عصر الناقة والبعير ....حدّث النبي – صلى الله عليه وسلم - بكل ذلك ولم يخش -صلى الله عليه وسلم - أن "يكذب أهل الجزيرة العربية القرآن‏,‏ والرسول ‏,‏ والوحي " كما يظن الدكتور النجار.مع ملاحظة أننا حتى الآن لا نستطيع أن نستوعب السرعة التي انطلق بها البراق رغم كل علومنا الحديثة إلا أننا علي يقين من ثبوتها .
بل إن النبي – صلى الله عليه وسلم - قد أخبر المسلمون في نصوص الوحي بأمور غيبية عظيمة هي أشد وقعا وغرابة على نفوسهم من دوران الأرض ، كخبر المسيخ الدجال ، وخروج الدابة التي تكلم الناس ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج يأجوج ومأجوج .. وغير ذلك من الأخبار التي لم تكن عقول العرب الحفاة العراة تستوعبها بأي حال ، .. فهل هذه الأمور كلها كانت أقل وزنا من مجرد إخبارهم بدوران الأرض؟!

• وإذا كان سائغا في أفهام البعض , أن يستخدم القرآن التلميح والإشارة في أحاديثه التي تخبر عن الأمور التي تخالف المعهود عند العرب في مفتتح الدعوة إلى الإسلام رغبة في استئلاف الناس ، وخشية من تكذيبهم القرآن ، فإن الأمر إذن لابد أن يختلف بعد أن قويت شوكة الإسلام وأصبح للمسلمين دولة مهابة ومرعية الجانب. فهل حدث شيء من هذا؟
الحقيقة أن العرب منذ نزول القرآن كانوا بين نوعين :

• النوع الأول :
كانوا يؤمنون ويصدقون بكل ما يقوله النبي –صلى الله عليه وسلم - سمعوه منه أو نقل إليهم عنه نقلا صحيحا ..حالهم (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) ( النجم :3)


• النوع الثاني :
يكذبونه حتى وإن علموا صدقه ، حتى وان رأوا الآيات الدالة على نبوته ..
حالهم (وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرّ) ( القمر :2)
وليس ثمة نوع ثالث.

***


ثانيا استدلال الدكتور( وكل من صدق هذا الظن ) بآية النمل 88

(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ أنه خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ )
يقول الدكتور بأن هذه الآية " كناية واضحة على دوران الأرض حول محورها ‏,‏ وعلى جريها حول الشمس ومع الشمس ؛‏ لأن الغلاف الهوائي للأرض الذي يتحرك فيه السحاب مرتبط بالأرض بواسطة الجاذبية ، وحركته منضبطة مع حركة الأرض‏,‏ وكذلك حركة السحاب فيه‏,‏ فإذا مرت الجبال مر السحاب ، كان في ذلك إشارة ضمنية إلى حركات الأرض المختلفة التي تمر كما يمر السحاب‏."

والرد على هذا الاستدلال الخاطئ من وجوه :
بالنسبة لطبيعة حركة أو مرور السحاب... كيف تنشأ حركة السحاب ؟ : معلوم أن السحاب يسير- بعد إذن الله - بتأثير متغيرات مناخية ، من هبوب رياح وغيرها ، وتكون حركته متغيرة السرعات من وقت لآخر ، ومتغيرة الاتجاهات من شرق إلى غرب والعكس ومن شمال إلى جنوب والعكس . فكيف يستدل بهذه الحركة الوقتية والمرتبطة بالظروف المعينة والمتغيرة الاتجاهات ، على حركة دوران يفترض أنها مستمرة ومنضبطة السرعة والاتجاه ؟. وهل نضبت المترادفات في عروض القرآن حتى يستدل بهذا التشبيه الناقص .؟!
لم يفهم المفسرون والعلماء من السلف ومن انتهج نهجهم حتى يومنا هذا - وهم أهل الدراية وأرباب العلم - ، ذلك الفهم الغريب والشاذ الذي يقول به الدكتور النجار وبعض المفسرين المتأخرين . حيث إن هذه الآية مقتطعة من سياق آيات تتحدث عن الآخرة ، فنص الآيات هو ( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ أنه خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ )
فـ ( مر السحاب ) الوارد في الآية كائن في الآخرة ، وليس من أمور الدنيا كما أجمعت عليه أمهات التفاسير ، و القول بأن هذا من أمور الآخرة يدل عليه ..

أ )) كون هذا المعنى هو الغالب في القرآن .كما يقول الشنقيطي لأن جميع الآيات التي فيها حركه الجبال كلها في يوم القيامة ، كقوله تعالى : ( يَوْمَ تَمُورُ السماء موروا وَتَسِيرُ الجبال سَيْراً ) (الطور :91) وقوله تعالى : ( وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجبال وَتَرَى الأرض بَارِزَةً ) [ الكهف : 47 ] وقوله تعالى : ( وَسُيِّرَتِ الجبال فَكَانَتْ سَرَاباً ) [ النبأ : 20 ]
وقوله تعالى : (وَإِذَا الجبال سُيِّرَتْ) أليس فيه دلالة قاطعة على أنها غير ذلك (سُيِّرَت) الآن من المسير أو المرور أو غيره ، أي ثابتة ، ولذلك يقسم ربنا وهو غني عن القسم ، أنها سوف تَسير يوم القيامة ، وهو حال مغاير لما هو مألوف عنها الآن.

ب)) دلالة سياق الآيات التي تضمنت هذه الآية والتي تصف مشهدا من مشاهد الآخرة ، فإن من تأمل السياق وجده يتحدث عن يوم القيامة ، واعتبار أجزاء متفرقة في مواضع مختلفة من الآيات ، تتحدث عن الدنيا ومثلها يتحدث عن الآخرة ؛ أمر ينافى البلاغة والفصاحة ، ولا يتسق مع السياق القرآني المعجز.

ج )) الدلالة الأهم وهى قرينة العطف بالواو ، كما ذكر العلامة الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان ، فقوله تعالى ( وترى) معطوف على قوله ( ففزع) ، وذلك المعطوف عليه مرتب بالفاء على قوله تعالى : { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصور فَفَزِعَ مَن فِي السماوات} [ النمل :87 ] الآية . أي ويوم ينفخ في الصور ، فيفزع من في السماوات ، وترى الجبال ، فدلت هذه القرينة القرآنية الواضحة على أن مر الجبال مر السحاب كائن يوم ينفخ في الصور لا الآن فليُتأمل ذلك .

ثم إذا كانت الأرض بما عليها ومن عليها تدور بما في ذلك الغلاف الجوي، فما الحكمة إذن من تخصيص الجبال بهذا الدوران، وإذا كان قوله تعالى (صنع الله..) المقصود به هو دوران الأرض التي تمر مر السحاب ، فلماذا أشار إليها بهذا الجزء فقط الذي هو ضمن غلافها الجوي ، رغم دوران سائر الأجزاء بحركة واحدة منسجمة ، وإذا كانت سرعة الأرض المزعومة 1647 كم / ساعة (وهذه احدي الحركات التسع) فكم هي سرعة السحاب المستشهد به ؟! ... فالأولى أن نستشهد على حركة بعضه بحركة شئ خارجه، كحركة القمر مثلا فهو خارج معادلة الأرض بما فيها من غلاف جوي ، وجبال جامدة ، وسحاب يمر . ويكون السياق مثلا ، وترى الجبال تحسبها جامدة (هي والأرض ) وهي تمر (هي والأرض ) مر القمر الذي هو ظاهر لنا في حركته ولا ريب في ذلك وهو أيضا خارج المنظومة السابقة التي تدور بحركة ليست ظاهرة لنا .

فالمثال السابق كمن يقول وترى الطائرة تظنها واقفة وهى تمر كمرّ المضيف بداخلها . ولكن الأولى أن تقول وترى الطائرة تظنها واقفة وهى تمر كمر القذيفة التي نشاهدها تمر بجوارها .
فالغلاف الغازي يدور مع الأرض وتدور معهما الجبال ، فلماذا إذن نخص السحاب هنا بحركة مستقلة له نستشهد بها علي دورانهما ؟! أليس السحاب هو الأخر ضمن هذه المنظومة من الحركة ؟ وكيف تكون حركته مضادة أحيانا لاتجاه
حركة غلاف غازي يسير بسرعة 1670 كم/ساعة رغم انه غاز مشبع ببخار الماء ؟.


تعاقب الليل والنهار والإشارات (الرقيقة) :

يتحدث الدكتور عن إشارات كلها "رقيقة " تفيد - من وجهة نظره - دوران الأرض حول محورها وهى آيات إدخال ( إيلاج - تكوير- تقليب ) الليل في النهار ، كما قدمنا ، وهذه النصوص كلها لا علاقة لها بدوران الأرض حول الشمس ، وإنما هو يستنبط منها بفهمه ، على ضوء افتراضات ظنية افترضها أناس لا ينضبطون بوحي ولا يفيئون إلى دين .

ولا أدري لماذا يستحيل في فهم الدكتور ومن اقتفى أثره ، أن يكون حدوث الليل والنهار - كما ذكر القرآن - ناشئ عن ثبات الأرض وجريان الشمس ، فهي التي ( تطلع ) ( وتغرب ) ( وتجرى ) ( وتسبح ) كما ذكر ربنا في محكم آياته ، وكلها أفعال صريحة وواضحة ودالة على الحركة ، وليت شعري كيف غفل الدكتور عن الإشارات " الثخينة " ، بل النصوص الصريحة التي تنطق بجريان الشمس وسبحها في فلكها ؛ فينتج عن هذا الجريان الليل والنهار بإذن الله ؟!! ومال هو إلى الرأي الشاذ غير المألوف ؟ واستدل عليه بما لم يصرح به القرآن ، بل استنبط مستدلا بتصوره الشخصي ، معتمدا على الإشارات والتلميحات التي لا تقوم بها حجة ولا دليل ولا برهان .

فهل يختبرنا ربنا في فهم هذا الأمر الغامض الذي لا يمكن استيعابه ؟ أم أن القرآن نزل بلغة لا يفهمها إلا العلماء الأفذاذ و من يفهمون نسبية آينشتاين ؟ وما هو ذنب البسطاء من المسلمين من أمثالنا ؟ وهل هناك قضايا أخري تناولها القرآن واكتنفها الغموض والتعقيد مثل هذه المسالة ؟ أم أن العلماء المعاصرين من فرط غيرتهم وخوفهم على كتاب ربهم ، خافوا أن يسبق العلم ما أتي به الوحي فيدخل المسلمون في تناقضات لا تحسم لصالح القرآن؟ .. تعالي الله عن كل ذلك علوا كبيرا . فهو الذي أنـزل القرآن وهو أعلم به ، وهو خالق البشر وأعلم بمداركهم وقدراتهم الاستيعابية ، وهو قد أحاط بكل شئ علما ، وهو الحافظ لكتابه ، مثلما حفظه في السابق ، فهو الحافظ له إلى يوم الدين ، وإن كان هناك خوف فليس على القرآن ، ولا علي المؤمنين حقا وصدقا به ، وإنما الخوف على الذين يخافون على القرآن ، نسأل الله لنا ولهم العافية ......

يقول الله تعالى : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعليمِ ) (يس : 38) ، هل يمكن صرف هذا الفعل (تجري) عن ظاهره لأي سبب من الأسباب وهو ظاهر وواضح ومحدد ، وأبحث أنا عن إشارة خفية ، لتكون محلا للنظرية ، أو داعما لها ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
( لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) (يس 40)
( .. وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى...) (الرعد :2 )
( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) (لقمان : 29)
( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ) (فاطر:13)
( ...وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ألا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) ( الزمر : 5 )

أليست كل هذه الآيات كافية لحسم المسألة ، و هي نصوص صريحة في محل النزاع – إذا سلمنا جدلا بوجود هذا النـزاع – أم أنه الانهزام الفكري الذي أصاب قطاعا عريضا من المسلمين ، فسلموا وأذعنوا راغمين لكل ما يقوله علماء الطبيعة ، ومانحو الشهادات ، والدرجات العلمية في الفكر من الغربيين، على اختلاف مللهم ونحلهم ، أم أنه الضغط النفسي أو الهزيمة النفسية الناتجة عن استعلاء الغربيين ، وهيمنتهم واستغلالهم لتخبط المسلمين ، وتشتتهم وضعف حالهم ، وهوانهم على الناس.
الخلاصة أن الآيات كم رأينا تثبت أن الشمس :

تطلع وتغـرب ....... ( حركـة يومية )
وتسبح في فلك ....... ( حركـــة دائرية )
وتجــــرى ....... ( حركة انتقالية )

وفى المقابل ليس هناك آية واحدة تثبت – تصريحا أو تلميحا – أن الأرض تجرى لمستقر لها ، أو تسبح في فلك ، أو تطلع على الشمس ، أو تغرب عنها ، أو تتلو القمر أو يتلوها .... الخ ، بل خلاف ذلك هو الثابت في كتاب ربنــا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم - .
لقد ردد هؤلاء العلماء مرارا ولمئات السنين خلف أساتذتهم الغربيين بأن دوران الأرض حول الشمس حقيقة ثابتة قطعية!!!
وحتى أوائل القرن الماضي كانت الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور حولها فحُرف فهم القرآن والسنة لأجل هذه الحقيقة الثابتة القاطعة!!!! ، ثم لما جاءت حقيقة ثابتة قاطعة أخرى - بالطبع من عند الغربيين - تقول بأن الشمس تجري، جُعل ذلك من دلائل إعجاز القرآن الكريم الذي سبقهم منذ ألف وأربعمائة سنة فأثبت ذلك ؟ فأي عقول هذه !
ولكن حتى حركة الشمس هذه التي أثبتوها أو قالوا بها ، إنما هي حركة افتراضية أو وهمية وليس لها أي علاقة بظاهرة الليل والنهار ، وحركات الشمس (المخترعة أخيرا ) لا تنفي ثبات الشمس بالنسبة للأرض ، حيث إنها حركة مزعومة للمجموعة الشمسية كلها داخل المجرة ! وحركة للشمس حول نفسها .
ولو رجع هؤلاء إلى أنفسهم لتساءلوا : لماذا خص الله الشمس بالحركة والجريان ونفاها عن الأرض ، مع العلم بأن هذه الحركة عندهم ( حركة الشمس )تشمل الأرض والكواكب الأخرى على حد سواء وبنفس السرعة وفي نفس الاتجاه ؟؟! لابد أن تكون هناك حكمة من وراء هذا التخصيص ولم يأت عبثا – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..
أخشى أن تكون الإجابة أن الشمس قد خصت بذلك لأنها هي المركز والشعلة التي تضيء هذا المعبد (الكون) الكبير ... أليست الأرض في القرآن هي أعظم قيمة من الشمس ، وأنها لأجل هذه القيمة استخلف الله فيها الإنسان واستعمره فيها وسخر له فيها الشمس والقمر ، وأورد ذكرها مئات المرات في كتابه الخالد المعجز تأكيدا على أهميتها ورفعا لشأنها ؟! ياليت قومي يعلمون ...


لقد أسرف هؤلاء العلماء الأوفياء في ........



يتبع - ان شاء الله تعالى -

بهجت عبدالغني
21-05-2012, 05:10 PM
اخي الكريم ياسر سالم

بعيداً عن الاعجاز العلمي ، وآراء الدكتور زغلول النجار ..

اسأل :

هل تقول بأن الأرض ثابتة ، وأن الشمس هي التي تتحرك ، فيكون الليل والنهار ؟





تحياتي ..

ياسر سالم
23-05-2012, 07:05 PM
اخي الكريم ياسر سالم
بعيداً عن الاعجاز العلمي ، وآراء الدكتور زغلول النجار ..

اسأل :
هل تقول بأن الأرض ثابتة ، وأن الشمس هي التي تتحرك ، فيكون الليل والنهار ؟

تحياتي ..



نعم أخي الكريم أستاذ بهجت .... أوقن بذلك ..
وما تقرر هذا اليقين بداخلي إلا بعد قراءة مستفيضة ومقابلات مع علماء الفلك في جامعاتنا
ازددت يقينا بعدها بما كنت اظنه... ونفضت عني غبار النظرية الفلكية السائدة والتي لا يراها المنصفون إلا أحد طريقين لتفسير الظواهر
بالطبع الطريق الأول ( الصحيح ) هو سكون الأرض وجريان الشمس حولها في فلكها ، وهو ما كان يقول به العالم قاطبة حتى اربعمائة سنة مرت

وحتى يثبتوا دورانا للأرض ، سيحتاجون إلى ما يعرف عندهم بـ( اختلاف المنظر النجمي )
وحتى الآن لم يبثت اختلاف منظر نجمي واحد ينهض دليلا على الدوران المزعوم ...
مما يصحح الاعتقاد الصحيح الذي تتضافر الشواهد كلها على سلامته

ربما أعود لأبسط صحة كلامي علميا

عبد الرحيم بيوم
23-05-2012, 07:19 PM
وذاك ظاهر القرآن والحديث

بهجت عبدالغني
23-05-2012, 08:32 PM
ألم يثبت دوران الأرض برصدها من خارجها ؟


وتبسيط لـ ( اختلاف المنظر النجمي )






تحياتي ..

بهجت عبدالغني
23-05-2012, 08:33 PM
وذاك ظاهر القرآن والحديث

الاخ عبدالرحيم

المشكلة عندنا الان علمية .. ولست دينية ..




تحياتي ..

ياسر سالم
23-05-2012, 08:51 PM
ألم يثبت دوران الأرض برصدها من خارجها ؟

وتبسيط لـ ( اختلاف المنظر النجمي )

تحياتي ..





بالطبع لا يثبت من خارجها
ولا أفهم ماذا تقصد بخارجها.؟
كنت في قسم الفلك بكلية العلوم جامعة القاهرة وجلسنا مع بعض علماء الفلك فقال : لو قال أحدهم أنه رأى الأرض تدور من الخارج فإنه (حمار ) بهكذا لفظ .

سأحاول تبسيط مفهوم اختلاف المنظر النجمي إن شاء الله

ياسر سالم
23-05-2012, 09:30 PM
ا
اختلاف المنظـــــر النجمي

يقول : كوبرنيقوس وأتباعه ، أننا لو ركبنا سفينة وبعدنا عن الميناء ، ثم نظرنا خلفنا لوجدنا أن الميناء هي التي تتحرك والسفينة هي الساكنة ، فلماذا لا تكون الأرض مثل السفينة نراها ونحسها ساكنة ، رغم أنها هي التي تتحرك ، وكذلك الشمس مثل الميناء هي التي تتحرك ظاهريا رغم أنها هي الساكنة .
وكما ترى فإن هذا الإثبات لحركة الأرض وثبات الشمس مجرد فرضية نظرية أو رياضة ذهنية ، لم يقم عليها دليل علمي ، أو تجربة بالمعمل ، ولم تستند إلى أي حقيقة مثبتة ، ولذلك يحق لنا الرد عليها بنفس الطريقة :
أولا : هذه الفرضية متناقضة مع الظاهر المشاهد لكل ذي عينين ومن قال بغير الظاهر فعليه هو البرهان والدليل ، فكل البشر يرون الشمس متحركة ، والأرض ثابتة ، بالإضافة إلى أنه أقام هذا الفرض على الشمس ولم يقمه على القمر ، رغم أننا نرى الاثنين يدوران فلمَ إذن يقول بحركة أحدهما ويسقطها عن الآخر ؟!
ثانيا : إذا افترضنا ثبات السفينة ظاهريا ( الشمس ) ، وهي التي تتحرك فعليا ، فما هو وضع الأشياء الأخرى التي تتحرك بحركة موازية لنا في السفينة ، إذا كانت في نفس اتجاه حركة السفينة أو في عكس اتجاه حركتها ، وإذا كانت بنفس سرعة السفينة أو أقل أو أسرع من سرعة السفينة ؟.
ولإثبات هذه الفرضية يجب أن نرصد حركة مباشرة للأرض على خلفية ثابتة ، من على سطح الأرض ، بأي وسيلة ملموسة ومقنعة ، ولا تدع مجالا للشك ، أو من خارج الأرض (من الفضاء ، أو من على كوكب آخر) وهذا ما لم يتحقق إلى اليوم ، ولم يعلنه أحد ، رغم التقنيات الحديثة والوسائل التكنولوجية المتقدمة ولا تتعجب مما أقول ولا تنزعج فسوف أقف معك لاحقا على آخر ما أمكن التوصل إليه بهذه الوسائل وما هي حدودها
ولكي تتضح هذه النقطة أكثر نفترض أنك في قطار ساكن في المحطة وبجوارك قطار آخر ، فإذا تحرك أحد القطارين بحركة ناعمة غير مصحوبة باهتزاز ، ونظرت من نافذة القطار الذي تركبه ، فإنه سوف يصعب عليك تحديد أي القطارين يسير وأيهما ساكن ولكن إذا كانت هناك شجرة ثابتة ، أو عامود إنارة بجوار القطار الآخر ، ونظرت ناحيته من نافذة قطارك ، فسوف يسهل عليك تحديد أي القطارين لا يزال ساكنا ، وأيهما الذي يتحرك ، لأنك في هذه الحالة سوف تضيف خلفية معلومة - الشجرة الثابتة - تقيس عليها ، ولكن إذا كان الكل يتحرك فسوف يستحيل إثبات أيها يتحرك ظاهريا أو فعليا

ففي المثال السابق هناك حركة لا يمكن إنكارها وهي ظاهريا للشمس فاحتمالاتها:
- أن تكون للشمس في الحقيقة مثلما هي مشاهده في الظاهر.
- أن تكون للأرض بخلاف الظاهر، مما يستوجب ثبات الشمس ولو نسبيا بالنسبة للأرض في ظل هذه الحركة، ولإثبات هذه الفرضية الشاذة الثانية يستوجب الأمر إثبات:
أ ) حركة الأرض بحركة ملموسة بالمشاهدة أو البرهان أو الرصد أو الدليل العلمي وهذا ما لم يتحقق إلى اليوم.
ب ) إثبات حركتها نظريا بمثال القطارين المتحركين في المحطة ، حيث لا يمكن إثبات الحركة لأحدهما دون الآخر بالقياس على ثبات شيء ثالث خارجهما ، وهو ما لم يتحقق أيضا.
ج ) أو إثبات الحركة لكليهما على فرض أن الثابت الآخر الخارجي متحرك هو الآخر وهو في هذه الحالة الخلفية السماوية من النجوم والأجرام ، فلابد من إثبات حركتها هي الأخرى حتى لا يكون هناك ثابت نقيس عليه .

وشرح هذه الاحتمالات كما يلي :
1- إذا كان هناك ثابت تقيس عليه حركة الجسمين الآخرين فالأمر سهل ويسير مثلما نحس ونلمس ونشاهد من ثبات الأرض وحركة الشمس والقمر والأرض هنا هي الثابت الذي نقيس عليه حركة الآخرين مع النجوم الثوابت.
2- إذا افترضنا أن الثلاثة يتحركون ولا يمكن قياس حركة أيهما على الأخر فإن ذلك سوف يؤدي إلى احتمالين :
- احتمال صدق الافتراض ويكون الثلاثة متحركين .
- بطلان الافتراض ويكون هناك ثابت لم نُدرجه في المثال .
والاحتمال الأول يقتضي أن تكون النجوم التي في السماء والتي نراها ثابتة لابد وأن تكون متحركة ولو بحركة طفيفة ، ولابد من إثبات ذلك بأي طريقة حتى تستمر النظرية ويكون احتمال دوران الأرض واردا ، وهذا ما أخفق العلماء في إثباته إلى اليوم ، رغم كل الوسائل الترصدية المتقدمة والإمكانيات التقنية العالية والجهد والوقت المبذول لتحقيق هذا الغرض علي مر العقود الفائتة ، ولذلك افترض العلماء أنها أي هذه النجوم التي تبدوا لنا ثابتة ، على بعد ساحق بحيث لا يمكن إدراك ولا إثبات حركتها ، أو تكون مدة الرصد غير كافية حتى ولو كانت آلاف السنين ، وهذا يسمى هراء بمنطق العلم , حيث أنك تفترض المستحيل لتدلل على صدق فرضية تخيلية .
وهذا ما أفنى فيه علماء الفلك وقتا طويلا ، وجهدا كبيرا ، ليثبتوه بأي طريقة دون جدوى وفشلوا في ذلك فلكي يثبتوا يقينا حركة الأرض -أي حركة- ، وليست بالضرورة الحركة المركبة ، بل والمعقدة أو المترنحة (التي يفترضونها) يتطلب الأمر اختلاف موقع نجمي واحد أي نجم بأي وسيلة (وهو هنا يشابه موقف الشجرة الثابتة في المثال السابق ، ولكننا هنا نريد إثبات العكس ، وهو حركة الشجرة والقطار الذي نحن فيه ، حتى ندلل على ثبات القطار الآخر وهو الشمس في حالتنا) ويقول هذه الحقيقة بكل حيادية وصدق صاحب كتاب اختلاف المنظر النجمي ، بعد أن سرد معاناة علماء الفلك على مدار الثلاثة قرون الفائتة لتحقيق هذه الأمنية دون جدوى

ياسر سالم
24-05-2012, 08:09 AM
محاولات يائسة من العلماء لإثبات اختلاف منظر نجمي واحد

يعرف اختلاف المنظر (parallax) بأنه " انزياح ظاهري في موقع جسم عند النظر إليه بالتناوب من نقاط مختلفة "
يقول هرشفيلد " كان علم الفلك في القرن الخامس عشر يعنى علم الفلك البطلمي : أي العالم الأرضي المركز ، ومع أن المواقع الكوكبية التي كان يتنبأ بتا بعيدة عدة درجات عن الحقيقة إلا أنه في ظل الفنون الترصدية المتواضعة ، كانت حتى تلك الأخطاء غير الطفيفة مقبولة في ذلك الوقت . لكن سيطرة بطليموس على الكون لا يعقل أن يستمر إلى الأبد ، فلابد أن تتحرر الأرض في نهاية المطاف من موقعها المركزي الذي كان في أذهان الناس" .

كانت الإستراتيجية التي وضعها ( بسل ) للفوز في سباق اختلاف المنظر شيئا من هذا القبيل، شاهِدْ نجم (الدجاجة 61) ونجم مقارنة أبعد منه بكثير ، بحيث يقع هذان النجمان معا في حقل الرؤية . بَاعِدْ بين العدستين النصفيتين للهليومتر إلى أن تتراكب صورة نجم (الدجاجة 61) على صورة النجم الآخر . اقرأ الأبعاد على المقياس المدرّج النحاسي . كرّرْ هذا الإجراء عدة مرات في كل ليلة صافية مدة سنة على الأقل . عندئذ يبدو نجم المقارنة ثابتا ، في حين يمثل اختلاف المنظر السنوي لنجم ( الدجاجة 61) ذبذبة طفيفة في حركته عبر السماء . قسْ مدى هذه الذبذبة ، واحسِبْ المسافة إلى نجم (الدجاجة 61)، ثم توثق من أن الذبذبة تبلغ مداها الأقصى في يونيو / حزيران ، ومرة أخرى في ديسمبر / كانون الأول وهذا أمر يجب أن يحدث لنجم في اتجاه كوكبة الدجاجة
يجب أن تبلغ الذبذبة أقصى مداها في يونيو / حزيران ، وديسمبر / كانون الأول ، وإذا لم يحصل ذلك كان كل هذا مشكوكا فيه . (1)
" تبين أن زاوية اختلاف منظر نجم (الدجاجة 61) بالغة الصغر : فقياسها قريب من ثلث (0.314) ثانية قوسية ، وهذا يعادل الحجم الظاهري لسيارة أجرة في مانهاتن عند ما ترى من مدينة مكسيكو سيتي . أثبت (بسل) رياضيا أن نتيجته معرضة لارتياب تجريبي نسبته 5 في المائة .

وقد تبين أن المسافة المحسوبة إلى نجم الدجاجة تساوى زهاء 660.000 وحدة فلكية، أي أنه أبعد من الشمس بنحو 660.000 مرة ، وهذا يعادل قرابة 60 تريليون ميل . لم يكن البعد الشاسع لنجم (الدجاجة 61) غير متوقع ، فقد كان الفلكيون يدركون أنه لو كانت النجوم أقرب بكثير ، لجرى اكتشاف اختلاف منظرها منذ أمد بعيد .
ومع ذلك فإن هذا العدد الضخم – الذي كان حقيقيا هذه المرة وليس مخمنا – أثار خيال العلماء وغير العلماء على حد سواء ، وتعين على مداركهم استيعاب فكرة الاتساع الرهيب للكون .

كانت سرعة الحركة الظاهرية لنجم الدجاجة 61 في السماء، المندفع عبر الفضاء بسرعة تساوى 5.2 ثانية قوسية في العام ، وهذا يعنى أن سرعته الحقيقية عبر الفضاء تعادل تقريبا 170.000 ميل في الساعة .
عند ذلك شعر (بسل) بالارتياح . قام بفك الهليومتر وفحص عمل كل قطعة فيه ، ثم أعاد تركيبه وبدأ ثانيةً رصد نجم الدجاجة 61 ، وفى سنة واحدة فقط ، قام بتسجيل أكثر من 400 موقع إضافي للنجم ، وقد استنتج من تذبذب حركة النجم زاوية اختلاف منظر قدرها 0.384 ثانية قوسية ، وهى قريبة من الأصلية ، إذا أدخلنا في اعتبارنا الصعوبات المرتبطة بهذا النمط من القياس ، عند ذلك أصبح (بسل) راضيا عن عمله .

" وكما هو الحال في السابق ، كان الباحثون عن اختلاف المنظر يركزون جهودهم على صنفين من النجوم ، هي التي يحتمل أن يكون اختلافات منظرها قابلا للقياس أكبر ما يمكن : الصنف الأول هو أشد النجوم سطوعا في السماء ، والثاني هو الذي يكون لنجومه حركات ذاتية كبيرة ( النجوم الطائرة ، مثل نجم الدجاجة 61 ) . وقد تبين أن قلة من أشد النجوم سطوعا ، مثل الشعرى اليمانية ، والشعرى الشامية ، قريبة منا نسبيا . بيد أن أغلبيتها العظمى – ومن ضمنها سهيل ، ثاني أسطع النجوم في السماء ، ومنكب الجوزاء في كوكبة الجبار، وذنب الدجاجة الموجود مع نجم الدجاجة 61 في كوكبة واحدة – لم تبد أي اختلاف منظر البتة .
من الواضح أن هذه النجوم تقع على مسافة كبيرة جدا من الأرض، لا شيء سوى ضياؤها الشديد، يجعلها ظاهرة في السماء الليلية. أنها نجوم منتفخة ، إما عمالقة ، أو عمالقة فائقة الضخامة وصفها المؤرخ أكنس كلارك بقوله ( أن ضخامتها وجمالها يفوقان حدود التصور)

" في نهاية القرن التاسع عشر حدث إحباط أيضا : فاختلافات المنظر لأقل من 100 نجم ، التي استنتجت في مراصد مختلفة ، كانت متباعدة جدا للنجم نفسه ونتيجة لذلك حدثت نزاعات بين هذه المراصد التي حاول كل منها الادعاء بأن قياساته هي الصحيحة . من المعلوم أن كل قياس مقرابي يحوى في ثناياه درجة من الارتياب ، ولكن الارتياب في قياسات اختلافات المنظر كانت كبيرة جدا . ويبذل العلماء قصارى جهدهم للإقلال إلى الحد الأدنى من أثر ما يسمى بالأخطاء العشوائية في النتيجة النهائية ، فهم يكررون الأرصاد مرات عدة ، ثم يأخذون متوسط البيانات التي حصلوا عليها . فإذا كانت الأخطاء عشوائية حقا ؛ فإن قيم القياسات تكون أحيانا كبيرة جدا ، وأحيانا صغيرة جدا ، لكن متوسط هذه القياسات الكثيرة يجب أن يكون قريبا من القيم الحقيقية التي يجرى البحث عنها . وما أثّر في الجهود التي بذلت في القرن التاسع عشر لكشف اختلافات المنظر شيء مستتر هــو (الأخطاء المنهجية ) الناتجة عن انحراف مخفي في الآلة أو الراصد ، وهذا يجعل القياسات تبدو دائما إما كبيرة جدا وإما صغيرة جدا . وعلى سبيل المثال ، فإن ميزانا للحمام ، غير مُعايَر بدقة ، قد يشير إلى وزنك بدقة عُشْر باوند فقط ، ومع ذلك فالوزن المشار إليه غير صحيح ، الميزان دقيق ، ولكنه أيضا منحرف عن وضعه السليم . وبالمثل قد يحدد مرصد اختلاف منظر نجم بدقة كبيرة ، لكن النتيجة قد تكون خاطئة " (2)
" بحلول نهاية القرن التاسع عشر ، ساد جو البحث عن اختلاف المنظر غمّ شديد. فمنذ اللحظة التي أعلن فيها (بسل) اكتشافه لأول اختلاف منظر نجم سنة 1838، تصور الفلكيون القيام بمسيرة متواصلة إلى حد ما باتجاه هدف نهائي ، إلا وهو رسم التوزيع النجمي الكامل حول النظام الشمسي .

وبعد ستة عقود من الرصد الكثيف لابد أن يكون هذا الهدف بعيداً بُعْد النجوم التي كانوا يسعون لقياس اختلافات منظرها.
شعر بعض الباحثين بأن عصر قياس اختلاف المنظر انتهى عمليا ، وأن الفلكيين هزموا نتيجة الضخامة الهائلة للعالم الذي كانوا يحاولون رسمه . بيد أنه تبين أن هذا التشاؤم غير مبني على أساس . فقد كان عدد اختلافات المنظر النجمية على وشك التفجر ، إذ قفز هذا العدد من مجرد 100 إلى نحو 2.000 خلال خمسة وعشرين سنة فقط . ومثلما كان الحال مع أسلافهم في ذلك القرن ، ركب جيل جديد من صيادي اختلاف المنظر موجة التقاتة (التكنولوجيا) . فقد اختفى الهيلومتر وحلت محله الكاميرا (آلة التصوير الفوتوغرافي)

يقول هيرشفيلد بأن " أكبر عائق يقف في وجه قياسات اختلاف منظر من الأرض هو جوها . فالفوتونات التي تأتى من نجوم بعيدة ، والتي تجتاز محيطا من جزئيات الهواء التي تغلف كوكبنا ، تتبدد في الهواء ، وبحلول الوقت الذي تصل فيه الفوتونات إلى المقراب ، تكون قد انحرفت جدا عن مساراتها الأصلية ، وهذا يشوه صور النجوم التي تشكلها هذه الفوتونات في العين أو على الصفيحة الفوتوغرافية.
عندئذ يصبح تعيين الموقع الحقيقي للنجم ، ومن ثم اختلاف منظره ، أمرا صعبا. لذا فإن أفضل مكان في البحث عن اختلاف المنظر هو الفضاء الخارجي ، حيث يمكن تفادى التأثيرات المشوهة لجو الأرض

----------------------------------
(1) اختلاف المنظر النجمي ص 363 آلان و. هرشفيلد ط مكتبة العبيكان
(2) المرجع السابق ص 378

بهجت عبدالغني
24-05-2012, 09:03 PM
لم أستوعب الـ ( اختلاف المنظر النجمي )

سؤال : هل تمّ رصد دوران الكواكب الاخرى ..

أي كيف يقولون ان الزهرة مثلاً تدور حول نفسها كذا كيلومتر وحول الشمس كذا كيلومتر ؟

ربيحة الرفاعي
24-05-2012, 10:16 PM
وكانت هذه المدة كافية إلى حد ما لأعرف طرفا غير يسير عن فكرة الإعجاز
وكيف أن البلاهة قد داخلتها كثيرا حتى بت أنفر من اسمها ، ولا أتعقب اي طرح فيها بالقراءة إلا ما ندر


هو ذاك
داخلتها البلاهة والكذب والادعاء حتى بات امرها منفّرا بل وصار دقيق القول فيها مشوبا عندنا بالشك لما أقحموا فيها بحسن النيّة أحيانا وبسوئها في أحايين كثيرة

شكرا للموضوع القيم أديبنا الكريم

تحاياي

ياسر سالم
25-05-2012, 12:56 PM
لم أستوعب الـ ( اختلاف المنظر النجمي )

سؤال : هل تمّ رصد دوران الكواكب الاخرى ..

أي كيف يقولون ان الزهرة مثلاً تدور حول نفسها كذا كيلومتر وحول الشمس كذا كيلومتر ؟



اختلاف المنظر هو انزياح جسم على خلفية معينة برصده من نقطة واحدة
فمثلا لو نظرت لعقرب الدقائق ( في ساعة الحائط ) وهو يشير الى الرقم 6 مثلا ثم أعدت النظر إليه بعد ربع ساعة فستجده يشير الى الرقم 9
يعني أن انزياحا ما( حركة ) قد حصل له .. هنا نقول أن عقرب الدقائق غير ثابت في مكانه بل يدور بحركة ما يمكن حسابها بدقة اذا استوفيناها رصدا
واحتمال أن يكون الثابت هو العقرب وان المتحرك هو الساعة وارد بالطبع ... هنا نحتاج إلى علامة أخرى خارجهما نقيس عليها .. ولتكن أرضية الغرفة التي كان يشير اليها عقرب الدقائق عند الرقم ستة .. حينها نقطع بأيهما الثابت وأيهما المتحرك...
يا أخي هناك من الأجرام السماوية ما هو متحرك وما هو ثابت
كالزهرة مثلا تتحرك على خلفية الستارة السماوية الممتلئة بالنجوم الثوابت والتي لاتزال في مكانها منذ زمن سحيق ..ولذلك كانت هذه النجوم الثوابت علامات بها يهتدون قديما في ظلمات البر والبحر ومازالوا .. فلو كانت الأرض تدور حول نفسها كل يوم وفي مدارها الاهليجي كل عام لما ظلت هذه النجوم في مكانها أبدا إلا أن تكون هذه النجوم تدور هي الأخرى بسرعة تحاكي تماما سرعة الأرض المزعومة .. ويرد هذا الزعم ما بيناه من اختلاف المنظر النجمي للاجرام السماوية ...


دعك من هذا الآن ..

لو قلت لك قَرّب كف يدك من فوهة الفرن ولتكن المسافة بينهما مترا واحدا ..
ما هي المساحة من (كفك)التي ستشعر بالحرارة المتوهجة والمساحة التي لن تشعر؟ ؟

ياسر سالم
25-05-2012, 01:04 PM
هو ذاك
داخلتها البلاهة والكذب والادعاء حتى بات امرها منفّرا بل وصار دقيق القول فيها مشوبا عندنا بالشك لما أقحموا فيها بحسن النيّة أحيانا وبسوئها في أحايين كثيرة

شكرا للموضوع القيم أديبنا الكريم

تحاياي


أهلا بحضرتك أستاذة ربيحة
أشكر لك حضورك وأتمنى أن تتابعينا في هذا الحوار وتدلي فيه برأيك .


حياتي وتقديري ..

بهجت عبدالغني
25-05-2012, 03:49 PM
أفهم انك تقول الزهرة تتحرك ..

............................

والعلم يقول اننا في الحقيقة لا نرى النجوم ، بل الذي نراه هو صورة ماضية لها

لأن ضوء النجم الى ان يصل الارض يستغرق الاف السنين ، او اكثر ..

ويقول نحن نرى نجماً ربما هو الان مات وانتهى ..
..................




تحياتي ..

ياسر سالم
25-05-2012, 06:50 PM
أفهم انك تقول الزهرة تتحرك ..

............................

والعلم يقول اننا في الحقيقة لا نرى النجوم ، بل الذي نراه هو صورة ماضية لها

لأن ضوء النجم الى ان يصل الارض يستغرق الاف السنين ، او اكثر ..

ويقول نحن نرى نجماً ربما هو الان مات وانتهى ..
..................




تحياتي ..



يقولون ذلك اعتمادا على أن بعد هذه الأجرام من الأرض بعدا خرافيا على خلاف ما هو كائن
والخطأ عندهم يكمن في أدوان القياس .. كما أن نظرتهم لهذه النجوم هي أحد حلقات النظرية الفلكية السائدة التي نحن بصدد نقدها

هل لك أن تجيب على سؤالي مشكورا ؟

بهجت عبدالغني
25-05-2012, 08:22 PM
كفي كلها ستشعر بالحرارة ..
.........................................

لكن عندهم قياسات ، واليوم كنت اتابع الدكتور صبري الدمرداش وقد كان يقول ارقام عن بعد النجوم والمجرات ..

فالأمر على ما يبدو ليس تخمينات ..

ومن قال أن ادوات قياسهم خاطئة ؟
...................................

سؤال : هل كوكب الزهرة تتحرك ؟

هذا ما فهمته من كلامك ..




تحياتي ..

ياسر سالم
25-05-2012, 08:58 PM
كفي كلها ستشعر بالحرارة ..
.........................................

لكن عندهم قياسات ، واليوم كنت اتابع الدكتور صبري الدمرداش وقد كان يقول ارقام عن بعد النجوم والمجرات ..

فالأمر على ما يبدو ليس تخمينات ..

ومن قال أن ادوات قياسهم خاطئة ؟
...................................

سؤال : هل كوكب الزهرة تتحرك ؟

هذا ما فهمته من كلامك ..




تحياتي ..




أحسنت في الإجابة أستاذنا .. جزيت الخير وهذا ما كنت أريده

بالنسبة للإصرار على سؤالك . فقد ذكرتني بأحد علماء الفلك الذي تعمّد أن يجرنا إلى غير ناحيتنا ويوقعنا فيما يفهم منه أننا لو كنا قد عرفنا شيئا عن الفلك فقد غابت عنا أشياء كثيرة .. وكان قد حاول أن يبعدنا عن استفسارات لم يكن لديه اجابة مقنعة لها

دعني أجيبك بما يعزز اعتقادي ويؤكد ما أرتضيه ...
النظرية السائدة بدلت الشمس بالأرض وجعلت كل ما يسمى بالمجموعة الشمسية يدور حول الشمس
ببساطة ما أقول به هو أن كل ما ثبت رصدا أنه يدور حول الشمس هو نفسه يدور ولكن حول الأرض
أرى أن الأرض ليست فقط مركز ما يسمى بالمجموعة الشمسية بل هي مركز الكون .. هو الاعتقاد الصحيح الثابت
وأؤكد ما أكده الدكتور رحمه الله من اننا لا نختلف معهم في رصد الظواهر الفلكية التي نراها .. فقط نختلف في تفسيرها اختلافا كليا ...

وحين أقحمني عليّ د.عادل العشري رحمه العمل معه في كتابه الذي أسير على هديه هنا ، كنت في قلق من أمري خاصة وأن باعي في العلوم الرياضية لا يرقى أبدا لمناقشة ما عند القوم من حسابات تبدو لي معقدة وكان هو من تولى هذه المناقشات العلمية معهم وحضرت جزء كبيرا منها وأدهشني أداؤه معهم ..
كتبت ثلاثة أبواب بهذا الكتاب وهي كلها تأكيد لما أعتقده فلكيا من الناحية الشرعية لنظريته التي شرحها لي يوما بيوم ...


الكتاب هو ( دواران الأرض بين الحقيقة والخرافة - الأرض ثابتة لا تدور )...

رغم انني بدأت الطرح بسرد نصيبي من الكتاب الذي يتعلق بالناحية الشرعية ومستأنسا فقط بالافتراضات الواقعية المحدودة لتأكدي كلاكي ؛ فإنني سأحاول الا أستدل بالنصوص حتى لا يراني البعض مستديرا لوجهة العلم الحديث ومتعلقا بنصوص ( أدلة ) تحتمل التأويل

ليكن المنطق العاقل هو طريقنا في طرح هذه النظرية

واعترف أنني تعلمت أشياء لا علاقة لتوجهاتي الحياتية بها ، ولم تدر يوما بخلدي
سأحاول هنا أن أنسج على منوال صديقي الدكتور بالكيفية التي قد تقنع الكثيرين ...
وكم تمنيت أكن تكون خلفيتي الرياضة قوية إلى الدرجة التي تجعلني اتعامل مع أدواته بسهولة ويسر

سأعود لإكمال ما بدأت إن شاء الله ..

بهجت عبدالغني
25-05-2012, 09:08 PM
لكن الا ترى ان دوران الكواكب حول الشمس أقرب الى المعقول من دورانها حول الارض ..

لأن الارض مثل بقية الكواكب ، فما الذي يميزها ..

اما دورانها ـ اي الكواكب التي ثبت دورانها ـ حول الشمس فمعقولة ، لأن الشمس نجم لها كواكبها التي تدور حولها .. وهذا ثبت لنجوم اخرى ..
..........................

نعم اخي الكريم .. ارى الاشكالية الان متعلقة بالعلم وليس بالاعجاز العلمي ..


وبانتظار المزيد ..




تحياتي ..

ربيحة الرفاعي
26-05-2012, 02:45 AM
أهلا بحضرتك أستاذة ربيحة
أشكر لك حضورك وأتمنى أن تتابعينا في هذا الحوار وتدلي فيه برأيك .

سأفعل بلا شك
سأتابع الحوار بكل يقظة واهتمام
أسأل الله أن ينفعنا به، وأن يفتح للأمة أبواب خير تقربها إليه
وأن يجنبها الأدعياء والدخلاء وما يختلقون

تحاياي