مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر أبو سائد العدوي
أبو سائد العدوي
08-03-2011, 12:19 PM
وَمَوَاضٍ تُعَانِقُ الأَغْمَادَا // // حَدُّهَا الشَّعْبُ يَصْنَعُ الأمْجَادَا
قِيلَ مَجْنُونٌ ، قُلْتُ : لا ، بَل لَئِيمٌ // // قِيلَ : مَأْفُونٌ : قُلْتُ : نيرونُ عَادَا
وَيْكَ مِنْ ظَالِمٍ يَعِيثُ فَسَادًا // // يحْرقُ المَرْجَ ، زَرْعَهُ والعِبَادَا
مَارِقٌ فِي دُسْتُورِهِ جَبَرُوتٌ // // خَسِئَ المَرْءُ ، يَرْفضُ الإرْشَادَا
طَائِراتٌ تسْقِي التُّرَابَ دِمَاءً // // قَادَهَا سَيْفُ الكُفْرِ ، بِالقَهْرِ سَادَا
ابْنُ سَفَّاحٍ يَكْمُنُ الغَيْظُ فِيهِ // // وَرِثَ الحِقْدَ – وَيْلَهُ - وَالْعِنَادَا
كَبّلوا الحُرَّ بِالحَدِيدِ عُقُودًا // // كَسَرَ الحُرُّ صَمْتَهُ والصِّفَادَا
قَصَفُوا الأَبْرِيَاءَ ظُلْمًا وَغَدْرا // // أطْفَؤُوا الشَّمْعَ،يَعْشَقُونَ السَّوَادا
حَدَثٌ فِي سِفْر ِ الزَّمَانِ رَهِيبٌ // // فِعْلُ قَابِيلَ وَلَّدَ الأَحْقَادَا
قَلّدَتْه الغِرْبَانُ فِي كلِّ عَصْرٍ // // طَبْعُ كُلِّ امْرِئٍ عَلَى ما اعْتَادَا
وَلَعَمْرِي هَزَّ البِلادَ هُتَافٌ // // زَلْزَلَ الكَوْنَ ، أنْطَقَ الأَطْوَادَا
هَذِهِ الأَرْضُ ، هَلْ جَهِلْتَ ثَرَاهَا؟! // // إنْ سَألْتَ (الطّليانَ) نِلْت المُرَادَا
عُمَرٌ فِي أَذْهَانِهِم مُخْتَارٌ // // هَبَّ مِنْ لَحْدِهِ ، دَعَا الأحْفَادَا
اسْمُهُ في التَّارِيخِ خُطَّ بِطِيبٍ // // نَجْمَة ُالصُّبْحِ فِي المَدَى لَنْ تُبَادَا
سُنَّة ُ اللهِ خَلّدتْهُ عَظِيما // // مَنْ يُجَاهِدْ فِي الله حازَ الوِدَادَا
نَفَضُوا الضَّيْمَ عَنْهُمُو ، أَسْمَعُوهُ // // ثَوْرَةُ الشَّعْبِ أنْجَبَتْ آسَادَا
هَؤُلاءِ الغُرُّ المَيَامِينُ جندٌ // // حَرَّرُوا لِيبْيَا ، سَهْلَهَا وَالوِهَادَا
تَنْبِزُ الأبْطَالَ الأَشَاوِسَ جُورًا // // كَاذِبٌ أَنْتَ إِنْ مُنَادٍ نَادَى
فَاحْذَر ِالأُسْدَ ، إِنْ قَصَدْتَ عَرِينًا // // كُنْتَ للظُّفْر ِ مَطْلَبًا وَمُرَادَا
يَنْهَشُ اللَحْمَ ، ذَاكَ لَيْثٌ ضَحُوكٌ // // يَفْصُدُ العِرْقَ ، يَلْعَقُ الأَكْبَادَا
لَبُؤَاتٌ حَفّتْ بِهَا أَشْبَالٌ // // سَالَ مِنْ فِيهَا رِيقُهَا فَازْدَادَا
تَرْمُقُ الصَّيْدَ، فِي العُيُونِ جُحُوظٌ // // طَبْعُهَا القَنْصُ مَا خَلا الأولادَا
وَإِذَا مَا العِقْبَانُ أَضْحَتْ جِيَاعًا // // أَحْدَثَتْ فِي سِرْبِ الطُّيُور ِالحِدَادَا
أَنْتَ بَيْنَ الجِيَادِ بِتَّ هَزِيلاً // // إِنْ دَعَوْنَا الخُيُولَ لَسْتَ جَوَادَا
تَسْتَمِيلُ الأَوْغَادَ تَطْلُبُ نَصْرًا // // كَمَنَ الصّقْرُ يَرْصُدُ الأَوْغَادَا
لَوْ نَجَوْتَ ، الذّكْرَى لَهَا أَطْيَافٌ // // تُفْسِدُ العَقْلَ فِيكَ ، تُدْمِي الفُؤَادَا
فاشْرَبِ الكَأْسَ طَعْمُهَا المُرُّ ذُلّ ٌ // // حَرَمَتْكَ الخِلاّنَ وَالْعُوَّادَا
أَوَلَمْ تُهْلِك ابْنَ نُوح ٍ جِبَالٌ // // قَالَ : آوِي ، فَنَالَ مِنْهَا البِعَادَا
أبو سائد العدوي
21-03-2011, 04:46 PM
عَرَبِيٌّ فَمُ الزَّمَانِ يَقُولُ = فَارِسٌ فِي جَوْفِ الظَّلامِ يَصُولُ
يَنْزِعُ الّليْلَ صَمْتَهُ وَالْحِدَادا = قَمَرٌ فِي صَحْنِ السَّمَاءِ يَجُولُ
قَلَمٌ سَالَ فِي الكِتَابِ مِدَادا = بَطَلٌ فِي الوَغَى فِرِنْدٌ صَقِيلُ
ذِكْرُهُ فِي صَحَائِفِ المَجْدِ مِسْكٌ = عَنْبَرٌ فِي التَّارِيخِ ، كَيْفَ يَزُولُ
كُلَمَا أَضْمَرَ العَدُوُّ خِدَاعًا = قَطَعَتْ دَابِرَ الخِدَاعِ عُقُولُ
خَالِدٌ عِنْدَهُ المَنَايَا مَطَايَا = سَيْفُهُ في جَوْفِ الرَّدَى مَسْلُولُ
عُمَرُ ابْنُ الخَطَّابِ يَقْطُرُ عَدْلاً = مَفْرِقٌ فِي صَدْرِ الزَّمَانِ خَمِيلُ
وَرَسُولٌ فاقَ النُّجُومَ بَهَاءً = مَنْهَلُ الرُّوحِ مَاؤُهُ سَنْسَبِيلُ
سِدْرَة المُنْتَهَى دَنَا فَتَدَلَّى = قَابَ قَوْسَيْنِ كَانَ ، ثَمَّ الجَلِيلُ
كَوْكَبٌ كَبَّلَ الظَّلامَ قُمَيْرٌ = سَامِقٌ فِي كِبْدِ السَّمَاءِ رَسُولُ
وَعَلِيٌّ بَابُ المَدينَةِ عِلْمًا = لَوْ تُمَارِي ، فَفِي الحَدِيثِ دَلِيلُ
والرّشِيدُ التَّقِيُّ أضْحَى مِثَالا = سَحَقَت جُنْدًا لِلْفِرِنْجِ خُيُولُ
وَطَأَتْ أُسْْْْدُ طَارِقٍ فِرْدَوْسًا = سُفُنٌ أُحْرِقَتْ ، دَهَاءٌ جَمِيلُ
فِي العِراقِ ، الوَقَّاصُ جَدَّدَ عَهْدًا = مَزَّقَ الكُفْرَ ، وِرْدُهُ التَّهْلِيلُ
وَصَلاحٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ عَرَبِيًا = مُسْلِمٌ أَنْتَ بِالشَّذَا مَجْبُولُ
كَيْفَ نَنْسَى حِطّيِنَ حَقَقْتَ نَصْرًا = قَائِدٌ مُلْهَمٌ ، فَأَيْنَ المَثِيلُ
وَنِسَاءٌ نَقَشْنَ بِالتِّبْرِ حَرْفًا = خَالِدًا فِي سَمْكِ السَّمَاءِ يَطُولُ
خَوْلَةٌ لَفَّهَا العَجَاجُ حَيَاءً = الرَّدَى صَهْوَةٌ لَهَا وَخَلِيلُ
وَلَنَا فِي الزّبَّاءِ وِقْفَةُ عُجْبٍ = أَبَتِ الذّلَّ فَالسُّمُومُ رَحِيلُ
اسْقِنِي الذّكْرَى ، فالفُؤَادُ عَلِيلٌ = حَبَّذَا الذِّكْرَى كُلَّ حِينٍ تَؤُولُ
وَإِذَا مَا الإلَهُ فَضَّلَ قَوْمًا = نُفِخَتْ أَرْحَامٌ فَطَابَ الرَّعِيلُ
نَفَحَاتٌ تَهُبُّ ، تُوْحِي نَصْرًا = شَعْبَ لِيبْيَا وَمِصْر َ، فَاضَ النّيِلُ
تُنْذِرُ الوَغْدَ : مُتْ ، أَو ارْحَلْ مُهَانًا = امْضِ ، مَا ثَالِثٌ هُنَاكَ بَدِيلُ
وَكَأَيِّنْ مِمَّن طَغَى كَادَ يَنْسَى = قَصَمَتْ أَعْنَاقَ الطُّغَاةِ كُبُولُ
مَا تَراهُ إِلاّ وَيَنْفُثُ سُمًّا = غَدْرُهُ فِي أَكْبَادِهِ مَحْمُولُ
لا تَظُنَنَّ الأُفْعُوَانَ أَلِيفًا = طَبْعُهُ بَيْنَ الكَائِنَاتِ قَتُولُ
أَيُّهَا المَارِدُ الأبِيُّ تَرَجَّلْ = فَجِّرِ الأَرْضَ إِنْ سَبَاهَا الدَّخِيلُ
يَرْجُفُ المَشْرِقَانِ مِنْكَ ذُهُولاً = نِصْفُهُم مَوتَى ، مَا تَبَقَّى فُلُولُ
سَطَعَ الضَّادُ فِي العَوَالِمِ نَجْمًا = لَيْسَ مِنْ شِيمَةِ النُّجُومِ الأُفُولُ
فَكُؤُوسُ البَيَانِ تُتْئِمُ سِحْرًا = لَثَمَ السِّحْرَ عَاشِقٌ مَتْبُولُ
وَشَمُولُ الحُرُوفِ لِلشِّعْر كَأْسٌ = أَحْتَسِيهَا ، فَالْقَلْبُ مِنْهَا كَلِيلُ
أَيْنَ سَلْمَى ، وأَيْنَ لَيْلَى وَلُبْنَى = ذَبَلَ الحَرْفُ ، ضَمَّهُ التَّقْبِيلُ
ابْنُ زَيْدُونَ ، البَيْنُ أَشْعَلَ شَوْقًا = شَوْقُنَا فِي جَمْرِ الحَبِيبِ يَقِيلُ
هَكَذَا تَأْسِرُ الأُسُودَ فِخَاخٌ = إِنْ تَرَ الطُّعْمَ ، فَاللُعَابُ يَسِيلُ
أَيُّهَا الشَّادِي إِنْ شَدَوْتَ تَرَنَّمْ = طَرِبَ النَّايُ ، فِي القُلُوبِ ذُبُولُ
انْفُخِ البُوقَ فَالنَّفِيرُ نَذِيرٌ = يُرْعِبُ الأَوْغَادَ الصَّدَى والطُّبُولُ
لَيْتَ شِعْرِي هَلْ لِلتَّمَنِي مُثُولٌ = مَثُلَت هَامَاتٌ ، فَأَيْنَ الذُّيُولُ
أُمَّةٌ إِنْ تَجْهَلْ يُجِبْكَ الأَقْصَى = ابْنُ مَرْوَانَ اللَيْثُ ، فَيْءٌ ظَلِيلُ
صَخْرَةٌ شَرَّفَ المَكَانَ نَبِيٌّ = أَمَّ بِالأَنْبِيَاءِ ، شَمْسٌ أَصِيلُ
زَادَهَا اسْتِيقَاظُ الشُّعُوبِ بُكَاءً = دَمْعَةُ الوَجْدِ غَمْرَةٌ وَمَسِيلُ
تَلْبَسُ الثَّوبَ ، وَالسَّوَادُ عَزَاءٌ = هَلْ عَرُوسٌ حِدَادُهَا إِكْلِيلُ
وَيْلَ قَلْبِي ، أَفِي الحَيَاةِ نَزِيرٌ = فِي رِحَابِ الأَقْصَى لَعَلِّي نَزِيلُ
أبو سائد العدوي
03-04-2011, 11:47 AM
نَاعِسُ الجَفْنِ فِي الرُّمُوشِ هُجُوعٌ = وَادِعٌ فِي سَرِيرِهِ مَسْرُورُ
َنْبَّئُوني وَالصَّوْتُ فِيهِ فُتُورٌ = وَلَّدَ الشُّؤْمَ فِي الكَلامِ نَذِيرُ
قَابِعٌ فِي ثِيَابِ صَمْتِي حَزِينٌ = سَابِحٌ فِي الهُمُومِ ، دَمْعِي غَزِيرُ
عَابِسُ الوَجهِ فِي العُيُونِ ذُهُولٌ = سُدْفَةُ الليلِ نُورُهَا مَقْرُورُ
فَكأَنَّ الأَوْهَامَ – والوَهْمُ سَهْمٌ - = سُفُنٌ مِنْ أَحْمَلِهَا لا تَسِيرُ
أَتَعَزَّى بِالصَّبْرِ ، والصَّبْرُ قَفْرٌ = يُلْهِبُ الصَّدْرَ نَفْثةٌ وَزَفِيرُ
وَلَقَدْ ضَمّنِي وفِي النَّفْسِ شَكٌّ = قَفَصٌ للظُنُونِ فِيهِ أَسِيرُ
وَحَمَامٍ فِي طَرْفِهِنَّ اخْتِلاسٌ = كَوَمِيضِ البُرُوقِ لَيْلا يُنِيرُ
تَسْتَرِقُ الآذَانُ هَمْسَةَ رِمْشٍ = قَشَّةٌ للغَرِيقِ كَنْزٌ وَفِيرُ
لَمْ يُخِفْني إلاّ الرَّدَى وهْوَ حقٌّ = عِشْرَةُ العُمْرِ فِي الجَوَى إِكْسِيرُ
ظَبْيَةٌ تَرْنُو – وَالطَّلا في سُبَاتٍ - = طِفْلةً فَلْتَكُنْ ، نِعِمَّا البُدُورُ
عَبَرَاتٌ تَسْقِي الثُّغُورَ سَخِينًا = حُمْرَةٌ في الخُدُودِ ، نَارٌ سَعِيرُ
وَرْدَةٌ أََسْقِيهَا عُصَارَةَ عُمْرِي = جُرْعَةُ الصَّادِي فِي الجِنَانِ خُمُورُ
سَاكِنٌ فِي جَوَانِحِي ، العُودُ هِنْدٌ = مَنْهَلُ الحُبِّ فِي القُلُوبِ نَمِيرُ
وَجُمُوعٌ أَسْرَابُهَا أَنْفَاسِي = كَفَرَاشٍ فَوْقَ اللهيبِ تَطِيرُ
شَرَكٌ فِي ضَوْءِ الشُّمُوعِ رُمُوسٌ = لُؤْلُؤٌ فِي أَسْمَاطِهَا مَنْثُورُ
تَلْثُمُ الجَمْرَ ، عِشْقُهَا نِيرَانٌ = كُلُّ مَتْبُولٍ فِي الهَوَى مَعْذُورُ
عَجَبًا لَو نَجَتْ تَمُوتُ احْتِرَاقًا = حَتْفُهَا فِي أَعْمَاقِهَا مَحْفُورُ
حُلُمٌ فِي كَرَّاسِ فِكْرِي جَمِيلٌ = قَمَرٌ فِي صَحْنِ السَّمَاءِ نَضِيرُ
كَلَّمَتْنِي ، فَكَلَّ مَتْنِي اشْتِيَاقًا = شَوْقُنَا فِي ذِكْرِ الحَبِيبِ الصُّدُورُ
كَوْكَبٌ يَسْلُبُ العُقُولَ سَنَاهُ = بَاسِمٌ فِي جَوفِ الظَّلامِ خَفِيرُ
إِنْ بَكَى فِي بُكَائِهِ أَنْوَاءٌ = أَدْمُعِي فِي ذَاكَ البُكَاءِ نَصِيرُ
كَادَ مِنْ أَعْمَاقِ الزَّمَانِ يُنَاجِي = لَهْفَةُ الدَّاعِي، فِي الدُّعَاءِ العُثُورُ
إِنْ خَطَا فِي الخُطَى ارْتِعَاشُ طِلاءٍ = رِيشَةٌ فِي لُجِّ البِحَارِ تَمُورُ
صَوتُهَا فِي الطُّيُورِ صَوتُ هَزَارِ = مَا لَهَ فِي سِرْبِ الطيُورِ نَظِيرُ
نَسْمَةُ الرِّيحِ لَو دَنَتْ أُوْصِيهَا = بِالقَوَارِيرِ ، خِدْرُهَا بَلُّورُ
قِيلَ مَا قِيلَ كُلُّهُ بُهْتَانٌ = فِي قُدُومِ الأُنْثَى الضَّنَى والثُّبُورُ
فَإِذَا بَشَّرَ البَشِيرُ بِبِنْتٍ = ظَلَّ فِي ظِلِّ حُزْنِهِ مَقْهُورُ
يَتَوَارَى والغَيْْظُ فِيهِ دَفِينٌ = وَيْكَ هَلْ فِي إِنْجَابِهِنَّ قُصُورُ
ذَاكَ وَاللهِ الجَهْلُ ، والجَهلُ دَاءٌ = إنْ أًََصَابَ النُّفُوسَ، سَاءَ المَصِيرُ
دَعْكَ مِنْ هَذَا ، فَالحَيَاةُ بَقَاءٌ = نِصْفُهَا أُنْثَى ، مَا تَبَقَى ذُكُورُ
لَوْ نَزَعْتَ النِّساءَ مِنْ أَسْفَارٍ = لَرَثَتْ أَسْفَارَ الذُّكُورِ الدُّهُورُ
أبو سائد العدوي
14-04-2011, 06:11 PM
مَنْ قَالَ : إنَ الذِّئِبَ يَحْمِي ظَبْيَةً = سَخُفَتْ عُقُولٌ ، سَاءَ مَا تَتَوَهَمُ
القِرْشُ فِي قَعْرِ البِحَارِ مُعَرِّسٌ = عَشِقَ الغَرِيقَ وَبِالجِريحِ مُتَيَّمُ
وَالفَكُّ يَهْوَى فِي الفَرِيسَةِ ضَعْفَهَا = خَمْرُ الوحُوشِ ، الزِّقُّ يَمْلَؤُهُ الدَّمُ
ظُفْرُ المَنِيَّةِ فِي الخِدَاعِ مُمَوَّهٌ = خَلْفَ الغُصُونِ وَظِلِّهَا يَتَلَثَّمُ
فَتَرَى النُّيُوبَ وَقَد بَدَتْ وَضَّاءَةً = فِي حَدِّهَا الموتُ الزُّؤَامُ يُدَمْدِمُ
جُودُ الأَعَادِي فِي الشَّدَائِدِ طَعْنَةٌ = نَجْلاَءُ فِي لُبِّ الفُؤَادِ تُحَمْحِمُ
أَوْ لَدْغَةٌ عَمْيَاءُ لَمْ تَرَ مِثْلَهَا = فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ لَيْلٌ أَيْهَمُ
مُتَرَبِصٌ كَالْدَاءِ إِنْ يَظْفَرْ بِنَا = فالسَّيْفُ فَوْقَ رِقَابِنَا لاَ يَثْلَمُ
شَمْسُ الأَصِيلُ تَغُورُ فِي آجَامِهَا = مِنْ لُؤْمِهِ نَجْمُ الصَّبَاحِ يُجَذَّمُ
أَفْيَاؤُهُ عِنْدَ اللظى مَسْلُوبَةٌ = وَالْغَدْرُ يُفْرِخُ فِي اللقَاءِ وَيُتْئِمُ
احْذَرْ فَمَعْسُولُ الكَلاَمِ مُنَمَّقٌ = كَالشَّهْدِ إِنْ تَمْرَضْ فَمُرٌّ عَلْقَمُ
يَا رَاكِبًا ظَهْرَ الزَّمَانِ فَبَلِّغَنْ: = صَوْت الشُّعُوبِ غَدَا المَنَايَا تَقْصِمُ
دَبَتْ دَبِيبَ النَّمْلِ فِي أَوْصَالِهمْ = والعظْمُ فِي أَعْدَائِنَا يَتَهَشَّمُ
أَيْ كَاتِبَ التَّارِيخِ سَجِلْ قَوْلَنَا: = شَرْقًا ، وَفِي الغَرْبِ الطُّغَاةُ تُحَطَّمُ
حَيِّي الدِّيَارَ كَوحْيِ يَاءٍ ضَمَّهَا = مِيمٌ وَفِي القُرْآنِ نُونٌ تُعْجَمُ
يَمَنٌ إِذَا الدّاعِي دَعَا مُسْتَنْجِدًا = لَبَّى النِّدَاءَ قَوَاضِبٌ تَتَكَلَمُ
هَبَّتْ أُسُودٌ تَرْتَدِي ثَوْبَ الرَّدَى = فُرْسَانُ حَرْبٍ فِي اللقَاءِ عَرَمْرَمُ
يَنْقَادُ مِنْ جَبَرُوتِهِم وَحشُ الفَلاَ = أَسْيَافُهُمْ مَسْلُولَةٌ تَتَبَسَمُ
وَنِسَاءُ صَنْعَاءٍ وَتَعْزٍ خَلْفَهَا = لَبُؤَاتُ غَابٍ هَلْ تَرِقُّ وتَرْحَمُ؟!
فَطَمَتْ رَضِيعًا وَالفَطِيمُ يَقُودُهَا = وَسْطَ الخَمِيسِ إِذَا رَصَدْتَ فَهَيْثَمُ
سَالَ النَّجِيعُ كَوَابِلٍ مُتَهَزِّمٍ = يَسْقِي الرُّبُوعَ مُجَنْدَلٌ وَمُكَلَّمُ
وَسَرَتْ رِيَاحٌ كَالعَبِيرِ زَكِيَّةٌ = نَبْعٌ تَفَجَّرَ فِي الصُّدُورِ يُزَمْزِمُ
فَأَََضَاءَ مِنْهُ المَشْرِقَانِ مَشَاعِلاً = والبَرْقُ فِي الأحْشَاءِ جَمْرٌ يُضْرَمُ
صَاحُوا وَأَنْفَاسٌ تَسِيلُ جَدَاولاً = نَهَضَ الشَّهِيدُ وَبِالجِرَاحِ يُسَلِّمُ
إِنْ يَغْضَبُوا – ذِي غَضْبَةٌ يَمَنِيَّةٌ - = خَرَّتْ نُجُومٌ وَالجِبَالُ تُهَدَّمُ
هَذَا سُهَيْلٌ لَو جَهِلْتَ فَشَاهِدٌ = يَرْوِي أَحَادِيثَ الزَّمَانِ وَيَرْقُمُ
قَوْمٌ إِذَا فِي البِيدِ رَفَّتْ آهَةٌ = صَهَلَتْ خُيُولٌ وَالليُوثُ تُهَمْهِمُ
سَيْفُ بنُ ذِي يَزَنٍ يُزَمْجِرُ غَاضِبًا = شَقَّ البَرَازِخَ ، وَالأَمَانِي عَنْدَمُ
فَأَزَالَ مِنْ فَجْرِ الصَّبَاحِ غَشَاوَةً = بَدَأَتْ بِهِ الأَنْوَارُ ثُمَّتَ تُخْتَمُ
سَيْفٌ إِذَا الأَبْطَالُ تَذْكُرُهُ تَرَى = أَجْدَاثَ حُبْشَانٍ تَئِنُ وَتَنْدَمُ
لَوْ مَرَّ ، آذَانُ الجيَادِ تَشُمُّهُ = وَالعَيْنُ تَسْمَعُ لَو يُنَادِي وَالفَمُ
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir