مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر أحمد وليد زيادة
أحمد وليد زيادة
17-07-2007, 01:43 PM
سباني اللحظ وارتجفت جنابي=عشية قيل حيَّ إلى ذهابِ
فويحك إنني أخشى فراقاً=به أحيي بكائي وانتحابي
ولست أطيق أن أحيا وحيداً=وأحبابي بعيدٌ في غيابِ
غراب البين غنّى للرحيل=فأُفِّ للرحيل وللغرابِ
أعامانِ اللذانِ قضينَ فينا=أم استرقا الخطى مرَّ السحابِ
نمى الأحباب في قلبي صغاراً=كما الآرام تكبر في الهضابِ
سأبقى أذكر الأيامَ تترا=ولا أنسى اللُّقَيَّا والتصابي
وأعرِشُ في حشاء القلب نصباً=عليه حفرتُ رسمكَ للإيابِ
فيبقى إسمكم حياً بصدري=إلى أبدٍ ،، إلى يوم الحسابِ
فلا يقوى العذيلُ عتاب نفسي=وأعذلكم فأقوى في عتابي
أبعد دنُوِّكم وخلوِّ قلبي=لكم بنتم وضيقتم رحابي
فلا تذروا سليباً شاب نفساً=ويخرج طيفكم وإلى تبابِ
بربك هل بكيتَ بمثل دمعي=مواطئكم رواها بانتحابِ
صروف الدهر تقتلني بجهلٍ=عذابٌ في عذابٍ في عذابِ
مصاب الناس عُبِّئَ نازلاتٍ=ولكن لن يفيضَ كما مُصابي
أدنيا كالحُمَيْرِ على عُصَيْفٍ=يدور فلا تدوم على صوابِ
يطيبُ لها عراكُ أُولي المعالي=وتفرح للمتيم في صلابِ
خطت خطوي وخاطت فوق خطبي=فصار كما الجنيبُ على جنابي
أجيبي ، ما جنيتُ لتلفظيني=جهولٌ أم عصيٌّ أم مسابي
رأيتكِ قد طوى جمعاً ظباكِ=وبدَّدَهم فهم كرؤى السرابِ
أعاقبةُ الأحبة أن فراقٌ=يطيحُ بمن يحبُّ ومن يحابي
أعاقبة الأحبةِ أن ظلامٌ=سيخبي نورهم مثل الشِّهابِ
بلا سيدومُ وصلٌ منك فينا=ويجمعنا الوئامُ بلا حجابِ
أنا منكم أنا فيكم وحسبي=بذا شرفٌ وفي ذاك انتسابي
قرأتُ بنفسكم كلِماً وعلماً=تكابر أن أجده لدى كتابي
سأحفظ عهدكم ويظل قلبي=لكم حضناً ولي مأوى العذابِ
ولنْ أرضى بغيركمُ وهلاّ=تُبَادَلُ أنجُمٌ بحشا ترابِ
فكُلُّ الأرض بعدكمُ مضيقٌ=وأجملها خرابٌ في خرابِ
أتحسبُ بالقصيدِ مدحتُ صحبي؟؟=بلا مدَحَ القصيدَ غلا صحابي
وكان الشعرُ منساباً بثغري=ولكن فيك عزَّ عن انسيابِ
فأطرقت القوافي مخجَلاتٍ=غداةَ رأتكمُ أسمى الرِّقابِ
بهذي الدارِ أولُ ما التقينا=ولقيانا المُرجَّى في ارتقابِ
وسار الركب وارتجفت قلوبٌ=تراوَدُ بالأسنةِ والحرابِ
أقول لكم وداعاً بل سلاماً=وأرجو أن نعودَ من اغترابِ
فلو ضجرت بثينةُ من جميلٍ=ولو ملَّ ابن بردٍ من ربابِ
سأبقى أتبع النفس هواها=ومنك السُّمُّ أطيبُ من شرابِ
فليسوا وحدهم يجدون وَجداً=وجدَتُ وجُدْتُ بالصحبِ العِذابِ
من الناس المديحَ أراهُ ذمَّاً=ومنكَ الذّمُّ فيَّ بمستطابِ
سلامٌ سلَّ سرَّاً من سناهُ=يسامرُ من سباهُ من السبابِ
سلاماً يا أُهيْلَ الحيِّ إني=لِعَوْدٍ للأحبةِ في ارتقابِ
أحمد وليد زيادة
24-07-2007, 04:44 PM
عندما تنظرُ إلى مَن حولك, بتلك العين الرحيمة...و تغمرهم بِظِلِّك و فيض حنانك...
وتراهم إزاء ذلك زادوا جفاك, وردّوا هداك, وشقّوا عصاك!!!
وإِذا غفلتَ عنهم قليلاً هَرَعوا إليك, يشكون القلاء... وصَمْتَ الرجاء...و أَنَّ البعدَ داء...
يا إلهي,,,لستُ أسلَمُ لا بهذه ولابتلك.
فَسِرْ على ما أنت سائرٌ عليه.....ولا تحاول إرضاءَ مَن ليس يرضى –وَلَوْ بحبيبتيك-!!
و كُنْ كما تشاءُ لنفسكَ أن تكون.
هكذا كانوا...و هكذا كنتُ ,, فقلتُ:
خرَّ العمادُ وما له إسنادُ=فالمتنُ " كَلاّ " ما له إسنادُ
إنِّي أرى الدُّنيا بسُحتٍ أطبقتْ=فوقي، وظلماً عزَّ فيه رشادُ
رَيبُ الزَّمانِ أَتَى عَلَيَّ مُخَضِّباً=بخضابِ سُقمٍ ما عليهِ جلادُ
للقلبِ فَطْرٌ ، للضُّلوعِ ضلوعها=للظهرِ قصمٌ... للعيونِ سهادُ
فأَبِيتُ أبكي والعيون هواطِلٌ=تُرْدي المنامَ وغيرهنَّ رقادُ
كيفَ المنامُ وكلُّ همٍّ رميةٌ=غَرَضٌ فؤادي؟؟ ، نحوهُ الإعدادُ
وأتت تسامرُ ذي الهمومَ نوائبٌ=وتقولُ لا يحلو بكم إفرادُ
ما حسبُ دربي طولُه وعثارُهُ=بل يستوي فوق العثارِ قتادُ
فتسامرت فوقي الخطوبُ لواهياً=خطبُ السِّقامِ ، وقومُنا قد زادوا
إن جُدتُ في يومي لعلِّي أرتوي=علماً قراحاً بالجفا قد جادوا
" مُتَرَفِّعٌ, لا يرتضي سكْناً بنا=ويرى الخلائقَ دونه لو سادوا
ويخالفُ الرأيَ السديدَ برأيهِ=ويقول: رأيي للورى إرشادُ "
خلُّوا سبيلي يا أُهيلي إنَّهُ=يكفي الطريدَ عداءُ من قد عادوا
أرأيتَ إن كان اليمينُ مُقَطَّعاً=فعساهُ يُحمَلُ بالشِّمالِ الزادُ
أَمَّا و إن لَحِقَ الشِّمالُ يمينَهُ،=يسقطْ... وإن جاءَتْ ثمودُ وعادُ
لله درُّكَ، هل أتتكَ مصائبٌ=رَدْفاً عليكَ فما لها إبعادُ ؟؟
وإذا صدعتَ ضِعافَها بمَضارِبٍ=عادت إليكَ ضِعافُها الأعدادُ
اللهُ يحكمُ بيننا في رجعةٍ=بعد المماتِ ومَنْ لنا أندادُ
ولئن سُئِلْتُ عن الشهودِ فإنَّما=هَمِّي وغَمِّي في الدُّنا أشهادُ
عذراً، فَإنِّي لن أُغَيِّرَ منهجي=في هذه الدَّهْماءِ، أو أزدادُ
فَوَرَبِّكم، أبقى على عهدي ولو=خَبَت العزومُ فعزمنا وقادُ
ولئن عتت بالجسمِ ريحٌ صرصرٌ=فالنفسُ تهوى ما قلاهُ شدادُ
وأردتُ ما رادَ الكبارُ مُقَصِّرِي=نَ فنلتُ ما قد فاقَ ما قد رادوا
خوضُ العراكِ لَقَلَّما ساروا بِهِ=وأسيرُ فيه تَسَلِّياً- أعتادُ-
هذي الفِِعالُ، وللمقالِ مقامُه=صمصامُ شِعرٍ ما له إغمادُ
و لَكَم أتتني بالقريضِ مقانبٌ=أفني السَّليطَ وبعضَها أصطادُ
إنِّي أرى الدُّنيا مسالكَ جمَّةً=ولِكُلِّ شخصٍ مسلكٌ يرتادُ
وأرى الوجودَ لو استطاعوا رجعةً=بعد المماتِ إلى الحياةِ لعادوا
حرصٌ على الدنيا وبُخلٌ لو ترى!!=جبنٌ وطولُ جفاوةٍ وعنادُ
مالي وللعيشِ الدنيءِ لَدَيْهمُ=أَوَ ليسَ أرقى معزِلٌ ومِدادُ
يا ربِّ أذهِبْ ما بحالي من ضنى=واخلفهُ خيراً إن دنا ميعادُ
والطُفْ-إلهي- بالقلوب وجُدْ لها=ما ضَنَّ لطفٌ بِي... وغابَ جوادُ
أحمد وليد زيادة
12-08-2007, 02:49 PM
الشعرُ طبيعٌ في صدري=ينسابُ كشهدٍ من ثغري
وَلَكَمْ أقدمتُ على صمتٍ=فيُصِرُّ عَلَيَّ بأن يجري
ويقولُ"القلبُ يضيقُ بنا=فنسيحَ بوسعٍ في السِّفْرِ
لا يحوينا قلبٌ خاوٍ=خالٍ من همٍّ أو سرِّ
أفَيحوينا القلبُ مليئاً=بالهمِّ وعشقٍ أو قهرِ
فلعلِّ بِسِفْرٍ منفَسَنا=نترنَّحُ فيه على السَّطْرِ
نتربَّصُ شخصاً يبصِرُنا=فيحاولُ فكَّاً للسِّحْرِ"
ما ظنِّي فيه بمُقْتَدِرٍ=صيدَ المشويِّ من البحرِ
لا يعني قولي إعجاماً=بالنَّظْمِ فلستَ به تدري
بل تدركُ مَرْمى أقوالٍ=وتكون بأخرى في قَصْرِ
قَلِّبْهُ يَفُحْ كالمسكِ شذاً=إن حُرِّكَ يعبِقْ بالعِطْرِ
فَلَعَمْري خصبٌ ليس كما=قالوا "لا ينبتُ ذو قفر"
فلكلِّ لُفَيْظٍ مقْصِدُهُ=والقصدُ يُحَجَّبُ في ستْرِ
فاكشفْ أستاري-في كَبَدٍ-=تُبْصِرْ ما تبغي من شِعْري
أحَسِبتَ اللؤلؤَ أصدُفَهُ=وظننتَ سَيُلقى في الشَّفْرِ
يتناجى الناسُ قصائدَهم=خوفاً من عيبٍ أو كسْرِ
وأراني أصرُخُ في وجه الدْ=دنيا أقرضُهُ بالجَهْرِ
فتصَفِّقُ شكراً ليراعي=وتُقَبِّلُ قرطاساً يُغْرِي
***
آهٍ للشِّعْرِ وما يجني=نتَقَلَّبُ فيهِ على الجمْرِ
الماءُ يُرَوِّي ظمآهُ=والأكلُ لجائِعِهِ يُقْري
وشَروبُ الشِّعرِ تزيدُ بِهِ=حِوَجٌ للشِّعْرِ-أما تدري؟!-
قالوا من أينَ أتيتَ بِهِ=أخَطَفْتَ أميراً من قصْرِ
أسَرَقتَ وروداً لستَ لها=وبكتْ بيديكَ من الذُّعْرِ
صبْراً يا قلبي في كَمَدٍ=لا يسلمُ شهدٌ من مُرِّ
لا أبغي الرَّحْلَ لإعناتٍ=لا أرغِمُ حرفي بالجَوْرِ
بل يأتي طَوعاً مختاراً=يزهو بالنَّشرِ ومِنْ نَشْري
يملأ دنياهُ بِهِ فخراً=ويُعَرْبِدُ تيهاً في قدري
***
الشِّعرُ حبيبي يُمْطِرُهُ=وأنا أنميهِ إلى كُبْرِ
وتَدومُ تعاتبني فإذا=غَنَّيتُ انساقت بالخَفْرِ
وتَلَذُّ بأذنٍ-لم أرَها-=لسماعي وتميسُ بِخَصْرِ
ويَمَلُّ الراحَ نداماها=ويعيشُ نديمي في سُكْرِ
هم ناموا عند دياجيرٍ=ويَظَلُّ بِوَصْلٍ للفجرِ
الشِّعْرُ أثيرٌ وعبيرٌ=وسعيرٌ إن جاء بِقَسْرِ
خيرُ الخيراتِ لِذي خيرٍ=وخبال الشَّرِّ لِذي شَرِّ
فَلَهُ حَدَّانِ،، فخُذْ خيراً،،=تنجو من كفرٍ أو كفرِ
أو دَعْهُ لِغَيْرِكَ مجتنباً=تَبَعَ الغاوين وذا الحرِّ
***
يا طيراً يمرَحُ في أفُقٍ=طِرْ كيف هَوَيْتَ أيا طيري
إن شئتَ غُدُوَّاً ورواحاً=وعُلُوَّاً أو عُدْ للخَورِ
لا تتبعْ أثَراً لِعُقابٍ=لا تأتِ لِنَسْرٍ أو صَقْرِ
رَفْرِفْ بجناحِكَ مؤتَلِقاً=بسَجِيَّة عصفورٍ يجري
واحذر صيَّاداً لا ينوي=بالحَبِّ سِوى طُعْمٍ يُزري
نَثَرَ الحبّاتِ على شَرَكٍ=والماءُ تلألأ كالدُّرِّ
لا تصْغِ لقِمرِيٍّ يشدو=ويقول "ستخسَرُ في القَمْرِ
أهَجَرْتَ لذائذَ حَبّاتٍ=من فَضْلِ كريمٍ يا طيري
ووردْتَ خِوان مُعَتَّقَةٍ=باتت لا تسمنُ من ضُرِّ"
صَمْتاً قِمْرِيَّ براقِشِهِ=أنا قلبٌ يُبْصِرُ،،ذو حِجْرِ
ضنُّوا بالخيرِ ونالونا=بِدَواهٍ عَشْراً في عَشْرِ
***
قم حيِّ نهارك يا طيري=فقْ قَبْلَ الصُّبحِ بل الفجْرِ
واسرِ بأنوارِكَ في ليلٍ=ما فيهِ ضيا إن لم تَسْرِ
عَلِّمْهُم معنى أنفسِنا=معنى الأنهارِ من الصَّخْرِ
عَلِّمْهُمْ تاريخاً..أدَباً..=فَلَكاً وحساباً بالجبرِ
عَلِّمْهُمْ معنى أقلامٍ=سَفَكَتْ إهراقاً من حِبْرِ
ما أعظمَ طيري يا شاكٍ=يغدو ويروحُ على اليُسْرِ
صَيَّرَهُ الله بأجْنُحِهِ=فَيَطيرُ،وتَبْ ى في القَعْرِ
فالطَّيرُ لَدَيْهِ كما تمشي=ويَجوبُ سنينَكَ في شَهْرِ
فابعَثْ خيراتِكَ يا رَبِّي=لي شَطرٌ والطَّيْرُ لشَطْرِ
وسَماءً يَطْوِي فاحفظها=يأتيها بالظُّهْرِ وعَصْرِ
وأراضٍ فيها مثواهُ،=والرِّزقُ،وأهْلٌ بالوَكْرِ
أحمد وليد زيادة
30-11-2007, 03:38 PM
أمسيت قلبي بالحبيبةِ مدنَفا=تبكي عليها أم عَلَيَّ مُكَفْكِفا؟
تبكي الدِّيارَ؟وما الدِّيارُ وقد حوَت=غيرَ الأحِبَّة؟ِ والحسودُ قد اشتفى
تبكي مَطارِحَ حُبِّنا فوق الرُّبا=تَهفو لَها مُتَنَهِّدَاً مُتَأسِّفا
غَدَرَتْ بِكَ الدُّنيا ووارتْ أُنْسَها=يا أُنسَ رُوحي كيفَ تَرضى بالجفا؟
تاقَ الفؤادُ إلى اللِّقا ورُضابُهُ=بالثَّغْرِ باتَ لِلَثْمِها مُتَلَهِّفا
قد صارَ في حُبِّ المَلِيحَةِ عالِماً=في وَصْلِها..في بُعْدِها..ومُصَنِّفا
يا لِلَّيالي المورِقاتِ تَشُوقُني=فَيَصُبُّ قلبي للحَبيبَةِ أحرُفا
من لِلأنامِلِ حِينَ تَبْعَثُ وُدَّها=بين الضَّفائِرِ ثُمَّ يَحْجُبُها الخفا
من لِلعُيونِ إذا قَلَتْها أعيُنٌ=للبدرِ،، مَدَّ البعدُ ليلاً فانطفى
ما ضَرَّ لو بَقِيَ الوِصالُ يَؤمُّنا=وبَقِيتِ قُرْبي بالمَوَدَّةِ والصَّفا
لكنَّها الأيامُ تَعبَثُ بالأحِبْ=بَةِ مِثْلَ طِفْلٍ داسَ ورداً مورِفا
لَهْفِي عليها والحنينُ لها نَما=والآهُ أُطلِقُها وأبكي مُسْرِفا
لهفي عليها والعذابُ لَوَاعِجٌ=يَعْتَدُّ ثوباً من جَحِيمٍ كُسِّفا
***
وإذا ذَكَرْتُكِ تَعتَرِيني نَشْوَةٌ=رُوحِيَّةٌ تسمو على أن تُوصَفا
مالِي سِوَاكِ وقد هَجَرْتُ بناتِ حَوْ=وَاءٍ كما أهوى وليس تكلُّفا
ولقد علِمْتِ فما لِغَيْرِكِ حاجَةٌ=بِي مِثْلُ ما لَكِ ،لَسْتُ ألقى مَصْرِفا
يا مُهْجَةَ القَلْبِ المَرِيضِ بِحُبِّها=قَد بِتِّ شمساً والفؤادُ لَها هَفا
فَكَأنَّهُ قَمَرٌ لها بِمَدارِها=يَبْقى يَدورُ-وكُلٌّ شمسٍ تُقْتَفى-
مُدِّي لَهُ كَفّيكِ واسقي عيْنَهُ=بِلَواحِظٍ فِيها لأوجاعي شِفا
مُدِّي لَهُ كَفّيكِ تَسْمو رُوحُه..ُ=وَعْداً بِحُبٍّ باحَ ثَغْرُكِ،،فالوفا
يا من بقلبي قد تجلَّى حُبُّها=الحُبُّ وَعْدٌ شَرُّهُ أن يُخْلَفا
أحمد وليد زيادة
21-01-2008, 10:02 AM
(أصابتني علّة قبل شهر ودخلت مستشفى (رفيديا) بنابلس وأجريت لي عملية جراحية)
أقول:
يا أيها القلب إن لم ترضَ تنفطرِ=فاسلم لما قد قضاه الله واصطبرِ
واقنع بما نلت من دنياك ميمنةً=قناعة المرء تغنيهِ عن البشرِ
ولا تظنَّ دوامَ العيشِ في جِدَةٍ=ولا تُرَجِّ هناءً صينَ من كدَرِ
إنَّ الحياةَ سويعاتٌ قد انقسمت=للعسْرِ واليسْرِ للإعناتِ والغَرَرِ
وقسمتي اليومَ أسقامٌ مُجَلِّلَةٌ=قد أورثتني لزامَ الجَنْبِ للسُّرُرِ
أبيتُ في غُرْفَةٍ صارَت مباهِجُها=دَرْساً،،رَفيدِ َّةِ الهندامِ والسُُّتُرِ
تَخالُني ملَكَاً فيها لِوَحشَتِها=يُخشَى المنامُ بها في آخِرِ السَّحَرِ
وفي فمي الآهُ تشكو من مرارَتِها=وتَعزِفُ اللحنَ بالتَّسْهادِ والسَّهَرِ
ورُبَّ نائِحَةٍ شَقَّت مآزِرَها=بجنبِ مُعتَرِكٍ بالبؤسِ منكَسِرِ
وغيْرُها صابراتٌ قد كظَمْنَ دَماً=من الدُّموعِ على المَسقومِ بالسُّوَرِ
يا غُرفَةً فوقَ كَفِّ الرِّيحِ لاهِيَةً=تُلقينَ من شِئتِ فوقَ اللوحِ ذِي الدُّسُرِ
تاللهِ قد سَئِمَتْ أنفاسُنا بِهَوىً=نحسوهُ من جوِّكِ المَسئومِ مُعتَكِرِ
***********
لمَّا مُمَرِّضَةٌ جاءت لِتوقِظَني="قُمْ يا... فمالَكَ مِنَّا اليومَ من وَزَرِ"
شمطاءُ سَجْراءُ والعينانِ مُغْتَضَبٌ=شَزْراءُ تَرمي عَلَيَّ اللحظَ من شَرَرِ
يا بنتَ أهلِكِ لا تستعجِلي،،عَجَباً=أينَ الأناةُ وأين الصَّبْرُ؟؟؟؟فانتَظِري
تَقولُ إن جاءَ ميعادُ الطَّبيبِ فما=بنا لِتأجيلِ ميعادٍ بِمُقْتَدِرِ
فَصِرْتُ بينَ يَدَيها في (مُعَجَّلَةٍ)=تَهذي فَتَصْدمُني بالبابِ والجُدُرِ
حتَّى انتَهَتْ بي لِقَوْمٍ لُمَّ شَمْلُهُمُ=لِكُلِّ مُمْتَحَنٍ بالدَّاءِ مُخْتَبَرِ
ولَوْ تَراني وحولِي (الرُّوبُ) يَسْتُرُني=وتَحتِيَ النَّطْعُ قد بُنِّجْتُ بالأُبَرِ
فَظَلْتُ في نومَتي لم أدرِ ما حِوَلي=بِمِثْلِها العُضْوُ مَفْصولٌ عَنِ الوَتَرِ
حَتَّى استَفَقْتُ على جُرْحٍ يُفَطِّرُني=يا ليتَهُ حُلُماٌ،فالجُرْحُ لم يُضِرِ
جُرْحٌ عميقٌ بعَظْمِ الظَّهْرِ مُتَّصِلٌ=يثيرُهُ كَلَظىً ممشوقَةِ السُّعُرِ
يَقولُ خالي وقد أشْفَقْتُهُ بِدَمِي="ويلي عليكَ من العِلاَّتِ والضَّرَرِ"
تَرُوعُهُ النَّفسُ يخشى غيرَ مَهْلُكَتي=إهدأ،،فما بَقِيَتْ للرَّوْعِ من أُخَرِ
يا أيها الناسُ إن السُّقْمَ مُبْتَعَثٌ=للموت قد جاء بالآياتِ والنُّذُرِ
يُذَكِّرُ القلبَ بالرحمن يُرْجِعُهُ=بتوبةٍ فيظَلُّ القلبُ في حَذَرِ
فيا دموعِيَ فوقَ الخَدِّ مَسْلَكُها=كُفِّي وتَحْتَ جفونِ العين فاستَتِرِ
واجمد أيا قلبُ في وجه الخطوبِ كما=عتى على السَّيلِ جلْمودٌ من الحَجَرِ
أحمد وليد زيادة
04-03-2008, 05:59 PM
لم يشفِ هنداً إذ رحلـتَ عنـاقُ=وهل اشتفى حين الرحيلِ رفاقُ؟؟!
وحبيبتي لم تلـقَ منِّـي نظـرةً=لمَّـا رحلـتُ، فشفَّهـا إحـراقُ
ويلي عليكِ أنـا بِحُبِّـكِ مُوهَـنٌ=لكننـي أخشـى الخنـا فَأُحـاقُ
قد كنتُ ألمحُ حينَ تغفـلُ عينكـم=عينيكِ حيـث تلفُّنـي الاحـداقُ
فأسيرُ في لُجَجِ الخيـالِ مسافـراً=لا الوصلُ حلَّ ولا البُعادُ يُطـاقُ
عيناكِ فجرٌ خضتُـه حُـرَّاً أرى=خلفِـي المسـاءَ تغلُّـه أطـواقُ
(عيناكِ بحرٌ والجُفُـون شواطـئٌ=والهدْبُ خلـقٌ حولهـا عُشَّـاقُ)
أمليكة الحسنِ البهـيِّ وعرشِهـا=إنِّـي لبابِـكِ طـارقٌ سَـبَّـاقُ
تسرين في كفـي فينثـرُ أحرفـاً=ويزخرف العنوان"كم أشتـاقُ!!!"
أتركـتُ قلبَـكِ والحنيـنُ يُذِيبُـه=ففعلتِ فِعلِي -والجزاء وِفاقُ-؟؟؟
###############
أنا إن عَشِقتُ من النِّساءِ حبيبتـي=فلروحِها....ما قدُّها والسَّـاقُ؟؟؟
الحب ضـاع إذا ابتغـوه مدامـةً=يقضون شهواتٍ بها قـد ضاقـوا
الحب ضاع إذا المصون تغفَّلـت=عن عِفَّـةٍ واستؤصلـتْ أخـلاقُ
الحبُّ ضاع إذا المحبـة تبتغـي=أن تكشـف السيقـان والأعنـاقُ
الحبُّ ضاع إذا المحبـة تشتـرى=فبناتهـا وبمـا نضـت أسـواقُ
الحبُّ مدرسة القلـوب تصيغهـا=هو بالشجـون وبالجـوى أرواقُ
الحـبُّ تحـتَ فراقـه أوصالُـهُ=الحـبُّ تحـت عنـادِهِ إشفـاقُ
الحبُّ عندي ألفُ ألـفِ قصيـدةٍ=قد أشرقت من بوحها الأوراقُ...
أحمد وليد زيادة
08-06-2008, 06:27 PM
بِوادي الهوى قلبي يحنُّ ويفزعُ=للقياكَ يا مَن مِن هوايَ تُرَوَّعُ
تراني بحُبِّي مُسْتَبَدَّاً وموجَعَاً=فراعكَ ما بي يستَبِدُّ ويُوجِعُ
يطيرُ بمرآكم فيغدو مُعَلَّلاً=وعند سُرَاكم بالبليَّةِ يَرْجِعُ
ألا فارحموني واللواحِظُ رحمتي=ولا تحرموني ما أرومُ وأطمَعُ
مَلأتم فؤادي وامتلكتم شغافَه=فما مِن سواكم من يقولُ فأسمَعُ
*=*
أُحِبُّكِ بِاسمٍ حِينَ يُجْمَعُ حَرْفُهُ=أميلُ بعَيْنٍ تشتكيكِ فَتَدْمَعُ
أُحِبُّكِ بَوْحَاُ للحياةِ بِسِرِّها=وخلفَ سُوَارِ السِّرِّ ليلٌ ومَهْجَعُ
أُحِبُّكِ ذِكرَى كم أحِنُّ لِطَيْفها=ولَكِنَّه غِبٌّ ولو مَرَّ يُسْرِعُ
وكم كُلَّما جاءتْ إلَيَّ بِنوْمَةٍ=تَمَنَّيْتُ وَصْلَ النَّوْمِ فيها فَيُقْطَعُ
حنانَيْكِ قد فاضتْ دموعي صَبابَةً=فعيني بِلا نومٍ وقلبي مُلَوَّعُ
لَعَمْري وفي عَمْري يمينٌ مُبَرَّمٌ=وحقٌّ -ولا شَكٌّ وحَدسٌ مُرَقَّعُ-
لَقَلبي بِلا عينيكِ يحكي جَهَنَّماً=ويغلي كما يغلي جواها المُشَعْشِعُ
وأُلقي بِهِ ما قد يُسَكِّنُ وَجْدَهُ=ويَدْرَأُ هَمَّ العاشِقينَ ويمنَعُ
فَيَلْقَفُ ما ألقيهِ ثُمَّ يَقُولُ لي="وهل من مَزيدٍ؟؟؟"..ويحَهُ....ليسَ يَشْبَعُ
*=*
سقى اللهُ لَيْلاتٍ تَهاوَتْ وغُيِّبَتْ=كَنَجْماتِهِنْ كانت تبينُ وتَسْطَعُ
وبِتْنا بِوَصْلٍ لم يَضُمْنا لِساعَةٍ=إلى أن يُجَلِّي لَيْلَهُنَّ مُقَشِّعُ
فَأُودِعُها لِلدَّرْبِ تَمْشي لأهْلِها=وأمْضِي إلى أهلي سريعاُ وأهْرَعُ
مُدَلَّلَةٌ لا شيْءَ يُوغِرُ خَوْفَها=وإنِّي بِلا ذنبٍ أخافُ وأجْزَعُ
فنَبْقى بِشَوْقٍ بَعْدَها وكأنَّنا= خَضَعْنا لِحَدِّ البَيْنِ دَهْراً... ونَخْضَعُ
إلى أن يَعودَ الليْلُ يُرخِي سُدُولَهُ=على مُنْحَنى الوادي البَهِيِّ،فَنَرْجِعُ
فَيا حَبَّذا فَوْقَ البِساطِ حَديثَنا=ومن فوقِنا ترنو السَّماءُ وتَسْمَعُ
وقُرْبي تَهادى للحَبِيبِ خَمائِلٌ=وبانت ثناياها ولألأَ مَكْرَعُ
ومِنْ ثَغْرِها سال الكلامُ مُعَتَّقاً=يَدُقُّ على الأسماعِ جَرْسَاً يُمَتِّعُ
وحاكتْ بِنا الأقدارُ هالَةَ بانَةٍ=مِنَ الشَّوْقِ أوراقٌ وبالحُبِّ أفْرُعُ
ومِن فوقِها صَبَّ الوِدادُ فُرَاتَهُ=فَتَرْبو!!وما كانتْ تُحَاكُ فَتُزْرَعُ
وتُمْسي على وَجهِ الخَرِيفِ بِوَصلِنا=يثورُ على الأوراقِ سِرَّاً فَيُوقِعُ
*=*
ألا يا خريفَ الوَصْلِ إنِّي مُتَيَّمٌ=بِفُرْقَةِ أحبابٍ أقومُ وأُصْرَعُ
فَبَلِّغ بِنَسْماتٍ تَهُبُّ حَبيبَنا=سلاماً، ولا تَغلُظْ فَإِنَّكَ مُفْزِعُ
وقُلْ ذا سلامٌ إن عَقَدْتَ وِصالَنا=وإمَّا عَزَمْتَ الحَلَّ فَهْوَ تَوَدُّعُ
ألا يا نَدِيمي إنَّما العُمْرُ ساعَةٌ=يُدَبِّرُ فيها اللهُ ما هُوَ موقِعُ
فَإنْ يَكُ من ظُلْمِ الليالي وجَوْرِها=علَيْكَ،فمن في العَالَمينَ مُمَنَّعُ؟!
هُوَ الدَّهْرُ يأتي فَوْقَ كُلِّ سَلِيمَةٍ=فَتَبلى ويبقى يستَبيحُ ويَفْجَعُ
ولو شاءَ رَبِّي ما انتضتك رزيئَةٌ=ولكنَّهُ يَبلوكَ هلْ تَتَضَعْضَعُ
إلهي وقد جاوَزْتُ حَدِّيَ ظالِماً=لِنَفْسي وظلمُ النَّفْسِ للنَّفْسِ أبْشَعُ
فهل لي إلهي أن أقومَ مناجِياً=وأدعوكَ يا رحمن والذَّنبُ يَلسَعُ؟!!
فوا آهِ من ذَنْبٍ يُفَطِّرُ مَهجَعي=أبيتُ بِهِ سِنَّ النَّدامَةِ أقْرَعُ
لجأتُ إلى المُختارِ أبغي شفاعَةً=وكُلُّ يَقيني أنَّه سوفَ يَشفَعُ..
أحمد وليد زيادة
02-09-2008, 05:55 PM
الطَّرفُ مَرَّ على الجراحِ فأرَّقَهْ = حالُ الفؤادِ،،وجرحُهُ قد أحرَقَهْ
يذوي عليه لكي يوارِيَ نَزْفَهُ = عن طرْفِهِ فيرى النَّزيفَ ومِفْرَقَهْ
ويَرُوعُهُ شوكٌ نما بِشِغافِهِ = فالقلبُ يخشى النَّبْضَ مِن أنْ يُقْلِقَهْ
فَيَدٌ تَجُسُّ الشَّوكَ في خَفَقانِهِ = ويدٌ على الجُرحِ المُعَفَّرِ شَرْنَقَهْ
واستوقَفَ الطَّرْفَ احتضارُ مفاتِنٍ = عمَّا أصابَ القلبَ ماتت مُشْفِقَهْ
فأتى عليه الدَّهرُ حيناً شارداً = قبل السُّؤالِ شُرودَ ما قد أرْهَقَهْ
نَهَشَتْهُ فيه مخالِبٌ،وحبائلٌ = ووساوِسٌ دقَّت عليهِ كَمِطْرَقَهْ
ثمَّ انحنى نحْوَ الفؤاد مسائلاً = وبدمعِهِ أجفانُهُ مُغْرَوْرِقَهْ:
"حتَّامَ أنت لدى العذابِ رهينةٌ = وأراكَ مَنْبِتَ شوكِهِ ومُمَزَّقَهْ
قد صِرْتَ في سِفْرِ الكآبةِ أسطُراً... = أوَ لَمْ تكن يوماً كَشَمْسٍ مُشْرِقَهْ؟
أَوَلَمْ تكنْ رَحِمَ السَّعادَةِ والهَوَى = تنمو مُخَلَّقَةً وغيرَ مُخَلَّقَهْ؟!!"
والقلبُ ساهٍ في غياهِبِ وَحْدَةٍ = قد رَوَّ ضَتْهُ...فما يُحَرِّكُ مَنْطِقَهْ
حتى استفاق وقال ما قد صُيِّرَت = كلُّ النُّفوسِ له كَنَفْسٍ مُطْرِقَهْ
"يا طرْفُ...مالكَ والسُّؤال فإنه = لمَّا أتى الحُزْنَ المُقَطَّبَ فَتَّقَهْ
دعْ عنكَ ذاكَ فأنتَ وجهٌ عابِرٌ = وأنا استهامَتْنِي الجراحُ مُحَدِّقَهْ
قد أعْمَلَتْ فِيَّ العذابَ رؤوسُها = عن مَنْكِبِ الدَّهرِ المُصَرَّفِ مُطْلَقَهْ
أودَعْتُها قاعَ العِنادِ فَخُمِّرَتْ = ورَوَيتُها للسالكينَ مُعَتَّقَهْ
ثَمِلوا وأُهْرِقَ دمعُهم ألماً لها = -وأنا المُصابُ-ولستُ دمعِيَ مُهْرِقَهْ!!"
###
وأتى العذولُ يجُرُّ ذيلَ دناءةٍ = تطفو عليه السَّيِّئاتُ المُغْرَقَهْ
ويقولُ"حسبُكَ...قد رأيتُكَ حائراً = والنَّفْسُ ممَّا قد عَراها مُزْهَقَهْ
والدَّمعُ شَقَّ على خدودِكَ سيلُهُ = ثوبَ التَّصَبُّرِ،،فادِّعاؤكَ هِرْطِقَهْ
لا تدَّعِ اليومَ اعتلاءَ سحابةٍ = للمَجدِ فوقَ المُعْصِراتِ مُعَرَّقَهْ
لا تأْمَنَنَّ على هباءِكَ دهرَنا = لا ترْكَنَنَّ بأنَّهُ لن يُزْلِقَهْ..."
###
يا عاذلاً..ويلَ الوشاةِ بإفكِهم = أوهِنْ بثوبِ عناكِبٍ ما أخْرِقَهْ
تبقى بِزَعمِكَ في الحياةِ مُشَتَّتاً = وكذا حروفُكَ قد قَضَتْ مُتَفَرِّقَهْ
أُنظُرْ إلى سَعَةِ السَّماءِ ورُحبِها = صارت بِسَعْيِكَ واحتيالِكَ ضَيِّقَهْ
والأرضُ..تعْتَزِمُ ابتلاعَكَ نِقمَةً = طَأْطِئْ عيونَكَ تلقَها مُتَشَقِّقَهْ
سَئِمَتْ خُطاكَ على ثراها سارِقاً = منها دموعَ نَدىً تُزَيِّنُ زنبَقَهْ
وزَرَعْتَ نفسَكَ في حدائِقِ وردِها = ونَثَرْتَ فوقَكَ ما حَمِقْتَ لِتَسْرِقَهْ
فلقد رعتكَ وجامَلَتكَ بِجَهلها = والآنَ تَكْرَهُ أن تُرى مُتَمَلِّقَهْ
فارحلْ إلى أرْضٍ تُبيحُ سوادَكُمْ = وتكونُ فيه حَفِيَّةً مُتَرَفِّقَهْ
وتعافُ وَجْهَ الخيرِ-وهو محَبَّبٌ- = فَتُثِيرُ كَفَّ النَّازِلاتِ لِتصفِقَهْ
###
يا مَن سمعتَ مقالتي لك عِبْرَةٌ = ودياجِرُ الأيَّامِ حولَكَ مُطْبِقَهْ
الخيرُ لو لم يُرْوَ يبقى في غِنىً = والشَّرُّ أنحَلَهُ الثَّناءُ ودَقَّقَهْ
ما بالُ أبوابِ الدَّناءةِ شُرَّعٌ = لكنَّ أبوابَ العلاءِ مُغْلَّقَهْ!!
فالمجدُ فوقَكَ يستَحِثُّكَ حالِفاً = ،أن ليسَ يُبْلَغُ بالهوى،لِتُصَدِّقَهْ
والحُبُّ قال مُناصِحاً لَكَ"يا أخي.. = بِسِوايَ لن تَلِجَنَّهُ..أو تَطْرُقَهْ"
فارفَعْ لِنَفْسِكَ مَعْرَجاً وذَرِ احتما = لَ الشَّرِّ والأهواءِ كي تَتَسَلَّقَه
واعلَمْ بأنَّ السَّعْيَ منكَ مُوَجَّبٌ = ثُمَّ النَّتائجُ بالقضاءِ مُعَلَّقَهْ
أحمد وليد زيادة
05-11-2008, 05:12 PM
أَنَاْ نكبةٌ..ويَمُرُّ عامي مَرَّةً أو مرَّتينِ بِكلَّ يومْ..
والقلبُ منفيُّ الهوى
وأنايَ في منفى وجرحي ههنا..وتَشَتُّتُ الذَّراتِ في رئةٍ على جنب الزمان وحقبَةٌ طويت ليبدأَ غيرُها..
والخوفُ أوقَفَ نبضَهُ لِتَمُرَّ أسرابُ النِّعالِ بلا ضجيج...
ويلي على القلبِ الذي عشقته أنصالُ الجِراحِ وكفُّهُ مازال يهديها السلام
أناْ نكبةٌ ويدورُ عامي كلَّ يومٍ ألفَ عام
***
لو كانت الأيامُ تبصِرُ غرسَ مومِسَةٍ أظافِرَها بصدري حينَ ألفِظُ صدرَها العاري..
وأمضي هارباً من حيث جئت إلى هنا..
لو كانت الأيامُ تبصرُ دزنَةَ الإبَرِ المُغَطِّي رأسَها بَتَلاتُ زهرة..
سِرَّاً..
وتعلنُ أنَّها في القلبِ تحبِكُ حُلَّةً أخرى بأثوابِ الخلايا النازفة
الخائفة..
الراجِفة..
وأنا أرَدِّدُ :رَبِّ إن لم تَرْعَني من كيدِهِنْ يَصْبُ الفؤادُ لِما ترى..
يا ربِّ...
يا ربَّ القُرى
إنِّي أراني مَيِّتاً بينَ احتقاناتِ العيونِ وبينَ ذِلاَّتِ الزَّمان..
أنا نكبَةٌ ويدورُ عامي كلَّما سَمِعَ الأذان
***
يا زاعِماً سعيَ القلوبِ إلى انتشاءِ اللحْمِ أو غرفِ الكحولِيَّاتِ من بطنِ الجراح..
وحدي المصابُ بهذه الحُمَّى..ولذعُ جمودِها يَسْرِي..
وما غيري..
أمُرُّ عليهِ في رِئَةٍ على جنب الزَّمان بِحِقْبَةٍ طُوِيَتْ لِيُبْدَأَ غيرُها..
ويقومُ يحفِرُ حولَها ظفرُ النهايةِ خندَقَهْ..
لكنَّني.......
ويدورُ عامي كلَّما عزفت جراحي حِكْمَةً بِسَنا العيونِ مُمَوْسَقَه
أحمد وليد زيادة
20-11-2008, 08:30 AM
يا فؤاداً تناوبته الرَّزايا=أيُّ نفسٍ تذوبُ بؤساً سوايا
أيُّ روحٍ تطيرُ بالحبِّ والخي=رِ تغنِّي للخلْقِ لحن السَّجايا
فَيُغَشِّيها الليلُ أسْوَدَ فيما=قد غشاها فاستنكَرَتْها الحنايا
بجراحي يا قلبُ أمضي وحيداً=هي زادي، ومؤنسي، والمطايا
كم دَعَتْني إلى السَّلامة نفسي=بَيْدَ أنِّي لِضارِياتِ المَنايا
ويُدانيني الشَّكُّ في كُلِّ حينٍ=هل أنا سِرُّ عالَمٍ مِنْ خَفايا
أم أنا نجمَةٌ أُسابِقُ لَيْلِي=ويناديني الصُّبْحُ: يا شمسَنا..يا..
ليسَ يدْري بأنَّ مَنْ شَعَّ جُرْحٌ=بِسَناهُ الكونُ اهتدى، وسَنَايا
صدَّقَتْهُ السُّهى بها والثُّرَيَّا=وبها كذَّبَتْ عيونُ البرايا
إنَّ هذي العيونَ وجهُ جُحودٍ=واحتراقٌ تغيبُ فيهِ رُؤايا
رُبَّ سوءٍ في وجهِ آخَرَ يبدي=فِيَّ سوءاً لم تعتَرِضْهُ المرايا
وجَهولٍ قدْ غُرَّ بي إذ رآني=لِنُشوزِ الدَّهْرِ أبدي رِضايا
إنْ مَشَيْتُ القِفارَ أبغي ارتواءً=رَكِبَ البَحْرَ باحِثاً عن رَكايا
أعبُرُ الهمَّ بينَ جرْحٍ وجرْحٍ=ومُرَادِي مُعانٍدٌ يَتَعايا
واصطباري عليهِ عذبٌ جميلٌ=فيهِ سعْدِي ،وجنَّتي ،وجنايا
فَسَبِيلَ الرَّجاءِ أغدو كَأُمٍّ=في مخاضِ الوليدِ ترضى البلايا
يا لِثَغْري-والهَمُّ ملؤُ عيوني-=كيف يشدو مَعَ العُيونِ الخلايا؟!
كيفَ لا يهوي ِمثْلَ غَضَّةِ فرْعٍ=لَزِمَتْ بالدُّموعِ إحدى الزَّوايا
فَعَليكَ السَّلامُ يا خيرَ قلبٍ=سُرَّ يوماً..فادَّارَكَتْهُ العَطايا
وسلامٌ للرُّوحِ ينبِضُ فيها=يَجْتَبِيها بطيِّباتِ التَّحايا...
وحبيبٍ نفاهُ كَفُّ ارتحالٍ=غابَ عَنِّي فَبِتُّ أبكي هَوايا
كلَّ يومٍ يزورُني منكِ طَيْفٌ=يتهادى بخافقي وحشايا
وبدمعي تخُطُّ عيني قصيداً=خالِداً فيكِ فوقَ خدَّيَّ آيا
خَجِلَ البوحُ مِنْ كتابي وسَمْعي=فاحتواهُ الفؤادُ عُوداً ونايا
فَسَرى بالأضلاع رَجْعُ صَداهُ=واستفاضت بِوَقْعِهِ مُقْلَتايا
أَتَمَنَّى لو يُثبِتُ الدَّمْعُ حُبَّاً=لَكَفاني-لو كانَ-كُلَّ مُنايا
إيهِ يا أنتِ فيكِ بَحْرُ شرودي=ونزوغي ضَلالَةً..وهُدَايا
فارعوي يرعاكِ،المدى،قلبُ إلْفٍ=لَيْتَ لُقْياهُ عِنْدَكُم بالنَّوايا
ها وقد بانتْ دمْعَةٌ فاعْذُرِيهِ=هُوَ قلبٌ...وللقلوبِ رَعايا
وأنادي: يارَبِّ فاهدِ خطاها=نحوَ خَطْوِي يا رَبِّ واهْدِ خُطايا
أحمد وليد زيادة
15-12-2008, 04:16 PM
في كلِّ نبضاتِ الفؤادِ
أُحِسُّ فيك
وعداً تُقَبِّلُ مهجتي
قمراً تُخَضِّبُ رايتي
أملاً تُكَفْكِفُ دمعتي..
وأحسُّ فيك
وأنا يراعتُكَ الحنونة...
تشدو هواكَ مع الملائكةِ الصِّغارِ الطَّيِّبينْ..
وتراكَ حضناً دافئاً تنمو عليهِ وتكبرُ..
وتُلَمْلِمُ الأحلامَ في عينيكْ
وتعانقُ الدُّفلى على شفتيكْ
يا أيُّها الوعدُ الختاميُّ انتظرني ههنا حتى أعودَ إليكَ..
من عمري
إليكْ...
يا أيها القمَرُ المُطِلُّ على دياجيري
أتيتْ
يا أيُّها الأمَلُ المُشَعُّ على تباريحِ الجراحِ مُكَفْكِفاً
إني أتيتْ
فاخلع عليكَ قلائدَ التَّرْحيبِ بالوَجَعِ الخُرافيِّ-السُّكونِ..
وهيِّئ الجنحان كي تتوحَّدا بفضاء هذا العالَمِ المُرْقَى من الطَّيَرانِ..
***
انظُرْ إليهِ..
هوىً غريراً
يستَعِيدُ الذِّكرياتِ على رباك..
ينأى عن الأشجارِ والحَجَرِ الكبيرِ إلى قديمٍ واضِحٍ:
قد كان يلهو فوق ذاكَ التَّلِّ..يغطُسُ في مُرُوجِ العُشبِ والرَّمْلِ..
ويعودُ بالكُرَةِ الصَّغيرَةِ ،مثلَ تلكَ الشَّمْسِ حينَ تعودُ حُبلى
في المساءِ ،لِمَا وراءَ الرَّمْلِ والتَّلِّ...
فاقبل خطاهُ على يُبوسِكَ
واحمِ شامَتَهُ مِنَ النَّهْبِ..
واقبلهُ ماءً مِنكَ فيكْ
واسمَحْ لهُ ،إن جفَّ ،بالشُّرْبِ..
***
يرنو إليك
يرى هواهُ غزالَةً
ويراكَ حضناً دافئاً
فَتَفِرُّ من خوفٍ ومن بَرْدٍ إليكْ..
فارفُقْ بها
لِتُلَمْلِمَ الأحلامَ في عينيكْ..
وتُقَبِّلَ الدُّفلى على شَفَتَيكْ....
أحمد وليد زيادة
25-12-2008, 10:45 AM
لا شيءَ يعرفني هناكَ
الكلُّ ينكِرُني..
عيونُ الحاضرينَ..
وربطةُ الجرسونِ..
والجدرانُ ،في لغةِ السماءِ،،،
ولحنُ جيتارِ المُغَنِّي كان ينكِرُني
وملعقتي
ومنديلي
فأرسمُ في مُخَيِّلَتي
ممالكَ ليلَةٍ بيضاءَ تغسِلُ وجهها تحتَ القمَرْ..
فأكونُ فيها المالِكَ الأبَدِيَّ..
والسلطانَ...
خازِنَ مائها والملحِ
دونَ قصائدٍ تتلى عَلَيَّ لحفظها عن ظهرِ قلبْ..
ثمَّ آتي كي أصُبَّ نبيذها العَسَلِيَّ في تلكَ الكؤوسِ السَّافِرَةْ
قد كنتُ في لغةِ السَّلاسَةِ بينهم نَكِرَةْ..
حَجَراً..
يُحَرِّكُني صديقي الطَّيِّبُ المحبوبُ بين الحاضرينَ..
يريدُني أن أتقِنَ اللغَةَ الحديثَةَ ههنا أكثَرْ
لأكونَ ،في هذا المساءِ ،مُجامِلاً غيري..
أحَدِّثُهُم عن الأسماءِ والأشياءِ في مُدُني
وعن تَرْويدَةِ العُشَّاقِ إن عَشِقوا..وعن تعويذَةِ الشُّعَراءِ إن حَنِقوا..
وعن هذا المساءِ..
يريدُني لأكونَ ،في هذا المساءِ، قصيدَةً عَفَوِيَّةً
تلقى العيونَ فَتَبْسُمُ
وتوَزِّعُ القلبَ الحنونَ على الأحبَّةِ
تَغْزِلُ الصُّوَرَ السَعيدَةَ والبَعيدَةَ من عيونِ الحاضرينَ..
وترسُمُ
لكنَّني يا صاحبي نَكِرَةْ
لو كانَ يعرِفُ ،من أتى ،أنِّي أرَتِّبُ غُرْفَةَ العزفِ الصَّغيرةِ مرتينِ...
لربمااحتفلوا بدمعَةِ خافِقي
وقصيدةٍ
وبَقيَّةٍ نَخِرَةْ...
لكنني يا صاحبي نَكِرَةْ
في حضرةِ الليلِ الذي يرثي الهوى..نَكِرَةْ..
وتقولُ سيِّدةٌ ،ورائي ،لي:تَنَحَّ فإنَّ وجهي لم يَبِنْ في صورَتينِ..
أمرُكِ..
أمرُ مولاتي
وأرجِعُ خطوتين..
وأصيحُ في نفسي:
وقفتِ أمامَ مولاتي؟؟؟...لحاكِ اللهُ يا نفسي
ومُروِّضُ الجيتارِ داسَ حذائيَ الحافي
ويشزُرُني!!
وحينَ رفعْتُ عيني نحوه كانت تُؤَمِّلُ منهُ معذِرَةً
ولكن..
كان يشزُرُني!!
فيا بؤسي
وَقَفْتِ بوَجْهِ خُطْوَتِهِ؟؟؟.....لحاكِ اللهُ يا نفسي
لا شيء يعرفني هناك
الكلُّ ينكِرُني
وإنِّي الآنَ أُنكرُ ذاتِيَ المَضغوطَ في مُدُني
فَعُدْ ،يا صاحبي المحبوبَ،بِي لِهَوايَ في مُدُني
فوحدَكَ أنتَ..
وحدَكَ يا صديقي
أنتَ..
تَعْرِفُني
11:24pm
13/12/2008
أحمد وليد زيادة
12-01-2009, 04:54 PM
تنام مع البحر غزة...
تهب مع الريح غزة...
تطير مع النسر غزة...
وغزةُ..
تحفظ كلَّ أغاني الطفولة..
وتحفظ دربَ الرعاةِ لكلِّ المزارع..
وتحفظ درسَ الرجولة..
وصدرٍ...
محالٌ يضيقَ بهذي المواجع..
وغزة بسمة...
تغيظ المدافع..
وغزة صخرة...
تدكُّ المدافع
وغزة صوتُ السماءِ عليهم..
وغزةُ مئذنةٌ تحت شمسٍ...
تنادي إليها الطيور.."استعدي..ليوم جديد
سماءٍ جديدةْ..
ستشبهنَ ماضِيَكُنَّ بشيءٍ وحيد:
تُحَلِّقْنَ تحتَ السماءِ معا..
تماماً كما قبلُ..
لكن ستعلونَ أكثرَ مما عهدتم..وأطولْ..."
وتنصهرُ الشمسُ فوقَ المآذن..
ويغرقُ في دمعها حائطٌ من مناكب!!!
ويعلو الركامَ جناحٌ تلوحُ به رايةٌ للحياةْ.......
تنام مع البحر غزة...
تهب مع الريح غزة...
تطير مع النسر غزة...
أحمد وليد زيادة
25-01-2009, 08:56 AM
قد أتى بالفَجْرِ ليلٌ مُسْتَبِدُّ=وهوى عن سيفِنا،يا ناسُ،غِمْدُ
وتراءى النَّصْرُ لي،ينسابُ تيهاً=بينَ عَينَيْ غزَّةِ القسَّامِ،يشْدو
يتغنَّى ،إذ أتى منظومَ عقدٍ،=برقابٍ سوفَ تجلوهُ فيبْدو
يا أسوداً لِرَحى الأهوالِ ذُخْرٌ=أوفرُ الأذخارِ للأهوالِ أسْدُ
عَلِّموا الأعداءَ أنّا لا نُداجي=أننا للمجدِ صاروخٌ وزَنْدُ
عَلِّموهم،قبل خوض البَرِّ،كيفَ ال=عَدُّ جمعاً للضحايا..كي يَعُدُّوا
قد أَتَوْكُم في عتادٍ مُسْتَفِيضٍ=واستزادوا..-واقتلاعُ الصَّرْحِ قَصْدُ-
خَسِئوا،واللهُ يُؤوي مَنْ دعاهُ=ودُعاءُ الأهلِ للقسَّامِ وِرْدُ
رَبِّ ثَبِّتْهُمْ وَسَدِّدْ رميَهمْ إذ=جاسَ بالشَّرِّ خلالَ الأرضِ وَغْدُ
حَمَلَ الأحقادَ مِنْ عهدِ نضيرٍ=وهو،منذُ المَسْخِ،خنزيرٌ وقِرْدُ
وأتى يُخْفي النَّوايا جوفَ حُبٍّ=وسلامٍ وهما للجوفِ ضِدُّ
***
يا ملوكَ العُرْبِ هل هانت دمانا=أم نهاكم عن يهود الغدرِ عهدُ
واتِّفاقيَّاتُ صُلْحٍ لم تُخَوِّلْـ=كُمْ سوى الشَّجْبِ فهل في ذاكَ رُشْدُ؟؟
لَمْ تُحَرِّكْ صيحَةُ الأطفالِ فيكم=نَخْوَةً كلاَّ ولا قصفٌ وهَدُّ
أمَّلَتْ فيكُمْ ثكالانا فنادتْ=وغُثاءُ السَّيْلِ للمَكروبِ وَجْدُ
ما نرى فيكم مُجيراً أم غدا في="مجلسِ الأمنِ" لنا برقٌ ورَعْدُ
سوفَ تَبْقَونَ لنا وصمَةَ عارٍ=شُلَّتِ الأقدارُ فيكم..ليسَ تغدو
***
إيهِ جيشَ اللهَ تحمي غَزَّةَ العِزْ=زَةِ دامَ العِزُّ فيها دامَ مَجْدُ
حَطِّموا كيدَ الأعادي بثباتٍ=لاحقوا البغيَ وصدُّوهُ ورُدُّوا
أتبعوهم من سمانا نَبْلَ شُهْبٍ=يَتَّقِهْ في ملجأٍ فأرٌ وخُلْدُ
وانفثوا من تحتهم ناراً جحيماً=وليَنَلْهُم بعدها قَنْصٌ ورَصْدُ
واقلبوا الأرضَ عليهم فوقَ أنفا=قِ الخفايا يحتويهم فيه خَدُّ
يا يهودَ الغَدْرِ إنَّا قد أتينا=إنَّنا للنَّصرِ،رغمَ القَرْحِ،نِدُّ
لَمْلِموا أشلاءَ قتلاكم وفِرُّوا=إن بقيتم ليس ينجو فيهِ فَرْدُ
جُنْدُنا قاموا لِمَوْتٍ فَتَجَلَّتْ=لَهُمُ الدُّنيا -من الرحمن وعدُ-
ورَعاعُ الكُفْرِ يبغونَ حياةٍ=فَجَفَتْهُمْ..حيثُ جاءَ الموتُ يعدو
وبيومِ الفصلِ والفرقانِ تلقا=هُمْ لَهُمْ بالنارِ والزَّقومِ خُلْدُ
وَتَرى في جَنَّةِ الخُلْدِ نجوماً=شهداءً،حَشْرُهُم للهِ وَفْدُ
أحمد وليد زيادة
02-02-2009, 10:22 AM
ملّ قلبي مِنْ لوعةِ الشَّوقِ دَهْرا=فاسْتَخَفَّ الخُطَى بصدري..وفَرَّا
وَمَضى للحبيبِ يشكُو بعاداً=يستحيلُ الهوى بِحُمَّاهُ جَمْرا
قال:"تدرينَ،ما لِهجرِكِ عُذْرٌ=في كتابي،وليس جَهْلُكِ عُذْرا
قد مَلَكْتِ الفؤادَ فارثيهِ قبلَ الْ=مَوْتِ أو زُفِّي لي وِصَالَكِ بُشْرَى
لِمَ هذا النَّوى وما كنتُ يوماً=خائنَ العَهْدِ،لَمْ أُذِعْ عَنْكِ سِرَّا
لَمْ أُزِغْ عَيْنَيِ الهَوى عنكِ لَمَّا=زاغَ غَيْرِيْ عَيْنَيْكِ عَنِّيَ مَكْرا
بِتُّ والسُّهْدُ بين جَفني ونومي=كَشَبَاةِ الفِرِنْدِ تَفْصِلُ أَمْرا
وَبِجَفْنَيْكِ النَّوْمُ سَلاَّكِ عَنِّي=واسْتَطَبْتِ الفِراقَ حَلاًّ وسِتْرا"
واستزادَ الفؤادُ شكواهُ عَتْباً=لِحَبِيبي فَفَاضَتِ العَيْنُ دُرَّا
قال:"إِنِّي بالحُبِّ قُيِّدْتُ أَسْرَاً=ما جزاءُ المُحِبِّ قَيْداً وأَسْرا
يتلاقى الأحبابُ في كلِّ أرْضٍ=وأُلاقي الجَوَى فَأَهْرُبُ ذُعْرا
أَعِدُ النَّفْسَ في اصطِبَارِي وِصَالاً=وَكَأَنِّي لِلْوَصْلِ أَمْلِكُ أَمْرا"
فأجابت والدمع في مقلتيها=وبِخَدَّيْهَا سَافِرَاً يَتَعَرَّى
"قد أذاعوا بُهْتَانَهُم عَنْكَ زَعْمَاً=أنَّ غَيْرِيْ مِنْ قَبلُ تَعْشَقُ سِرَّا"
"كَذَبُوا..هَلْ يَذَّكَّرُ الحُبُّ أَنِّي=قَبْلَ هذا تُيِّمتُ في حُبِّ أُخْرَى
وَبَقِيتُ الَّذِي يُحبُّكِ طُولَ الْ=عُمْرِ حَتَّى لَوْ لَمْ تَرُدِّيهِ قَدْرا
إذْ رآكِ الحبيبُ فازدانَ بِشراً=وَرَأَيْتِ الحبيبَ فاستأْتِ نُكْرا
قد تَعَلَّمْتُ في عذابِ التَّنَائِي=كيفَ نارُ الهَوى تُذَوِّبُ صَخْرا
وَتَحَمَّلْتُ أمرَه كَيْ أَرانا=ذاتَ يومٍ حُبَّاً..وصِدْقاً..وطُهْرا
وأطالَ الدَّهْرُ انْتِظَارِيَ حَتَّى=خِلْتُ ذاكَ اليَومَ المُقَدَّرَ مَرَّا
فَرَعَيْتُ النَّفْسَ السَّهُودَةَ عَيْناً=سَحَراً،إذ نامت،وها جِئتُ فَجْرا"
قالَتِ"الآنَ حَصْحَصَ الحُبُّ فينا=بِيَ مِمَّا تَشْكُوهُ هَمَّاً وقَهْرا
عَبِثَ الواشونَ اعتِبَاطاً وليسوا=بِهَوى الإلْفِ مِنْكَ أَوْلَى وأَحْرَى
وَيْلَ قلبي بالقَسْرِ كَتَّمَ عنكم=ما يعاني،،والحبُّ يُكتَمُ قَسْرا
سامني البعدُ عنكَ شَرَّ عذابٍ=ليسَ منه الهوانُ والموتُ شَرَّا"
واستظلاَّ تَحْتَ العِناقِ ودَمْعٍ=وشُجونُ الفِراقِ تَنْزِفُ حَرَّى
قالت:"الغيبُ جاوزَ العُسْرَ حدَّاً=ووصالٌ قد صَيَّرَ العُسْرَ يُسْرا"
قالَ:" ما أجمَلَ الغَرامَ وذِكْرى=من يُحِبُّ الفؤادُ،،لو غابَ دهرا
وأرى العمرَ قد يخونُ فأقضي=قَبْلَ رُؤيَاكِ يائِسَاً مِنْكِ خُسْرا
لكن الآنَ في عيونِكِ دَمْعٌ=قد حَباني،من شَدَّةِ الدَّمْعِ، عُمْرا
هو دمعُ اللقاءِ عذبٌ وقد كا=نَ ببعدِ الهوى أُجاجاً ومُرَّا
ووسادي مثواهُ في كُلِّ ليلٍ=يحتويهِ إنْ سالَ حُضْنَاً وقَبْرا
ولساني بالشِّعْرِ يرثي زماناً=ما أمَرَّ الرِّثاءَ إن كانَ شِعْرا!"
ودعوتُ الإلهَ رباهُ فاجمع=شملَ كُلِّ الأحبابِ في الأرضِ طُرَّا
لا تدع للواشين فيهم مقاماً=إنَّهم كالعقاربِ الشُّقْرِ غدرا
هل سنقضي بالوصلِ ما قد تَبَقَّى=ويعودُ الفؤادُ من حيثُ فرَّا؟؟؟
أحمد وليد زيادة
11-02-2009, 10:53 AM
أمشي..
وملؤ الرُّوحِ غصنُ الحالمينَ
وملؤ عَيْنَيَّ السَّحابُ
ودمعتانِ على قديمٍ قد تَغَبَّرَ بالأسى أو دَمْعَةٍ
تَتَنَبَّؤُ المجهولَ مجهولَ الشَّقاءِ بما يُخَبِّؤُهُ القَدَرْ
أَمْضِي..أغيبُ...
ودونَ أن أحظى بدمعةِ زَهْرَةٍ
تبكي إذا غابَ الحبيبُ عن الحديقةِ
ثُمَّ يَغْلُبُها النُّعاسُ فَتَرْتَدي النَّومَ الخفيفَ..
تقولُ
"عُدْ للزَّهْرَةِ الوَسْنى"...
وتَحْلُمُ بِي...
ولَكِنِّي هنا عَدَمٌ
ولا أحَدٌ يراني إذ أموتُ على حدودِ حكايةٍ أخرى
أُلَمْلِمُ ما تناثَرَ مِنْ دَمِي فوقَ الشِّفاهِ وفي البطونِ
وسوفَ يَتَّهِمونني أنِّي البَغِيّ...
وتأكُلُ الأسواطُ مِنْ كَتِفَيّ..
"ويلَكَ إنْ أسَأْتَ لِمَنْ أسَأْتَ بما مضى"
يَتَوَعَّدُ(المَلَكُ التَّقِيّ)..
يُسَمِّنُ الأسواطَ
يَكْتُبُ في الهواءِ الطَّلْقِ أشعاري
ويحلِفُ أنَّها سُرِقَتْ مِنَ التَّيجانِ في الماضي
سبائِكَ فوقَ رأْسِ السَّيِّدِ المعبودِ من غيرِ الإله...
"أنا لِغَيْري...
لستُ لي"
أهذي..
وأرسُمُ ذكرياتي للغَدِ المَجْهولِ
مجهولِ الشَّقاءِ بما يجيءُ به القدَرْ
أحمد وليد زيادة
10-03-2009, 12:59 PM
لِآخرِ مُدْيَةٍ في القلب
مازالت تُمَزِّقُهُ وتَفْطُرُه..
تُدَلِّكُهُ إذا انهارا..
لكي يبقى يكابدها..
ويحضنها
يُدَفِّؤُها..وتلعنهُ..!
وتقسو في ارتعاشتها عليه إذا رأت لونَ العيونِ
الواقفاتِ على مدى عينيهِ
تنفيهِ من الذِّكرى..
إلى مأساتِهِ الأخرى
تَغِيظُ المُدْيَةَ الشَّمْسُ الوَقُورَةُ في تجاعيدِ الجبينِ
وتحتفي بدمي يَنِزُّ من القصيدةِ والعيونِ على تباريح الجوى
يغلي
فتثمَلُ بينَ شِقَّيْهِ
وتَسْفَهُ بينَ شِقَّيْهِ
وتجرحُ نفسَها في تيهِ سكْرَتِها..
فيمسَحُ جُرْحَها قلبي..
ويَغْسِلُ جُرْحَها قلبي..
يُضَمِّدُ جُرْحَها قلبي..
فَتَصْحو بعدَ سكرَتِها..وتلعَنُهُ..!
أُحِبُّكَ أنتَ يا قلبي
***
لِمَنْ يهديهِ خيطُ دمي إلى قلبي
خذوا قلبي
فقلبي الآنَ مُضْطَرِباً
وليسَ يضيرُهُ إن كانَ مضْطَرِباً هنا ..أو بينَكم..
نُتَفاً
يُقَسِّمُه كبيرُ القومِ ..
لا ظلمٌ..ولا بخسٌ..
فذا مُسْتَبْعَدٌ لخنافِسَ اقتسموا من الأحزانِ نَرْجِسَةً
يفي بالأمرِ بعضُ عبيرِها
لو قسَّموهُ بأيِّ شكْلٍ
كانَ حاظيهم بِـ"لا شيءٍ" سعيداً
\
/
\
/
فهذا الثلثُ للأوَّل
-كبيرُ القومْ-
وهذا الثلث للثاني
ويقتَسِمُ الأخيرَ صديقُنا وعَدُوُّ هذا الشاعِرِ المنفيِّ
في شجنِ القصيدةِ
للمَدى الأبَدِيِّ سيزيفاً يُحَمَّلُ صخرَةَ الآلامِ
يَحمِلُها إلى الشَّمْسِ..
وتحفِرُ ظهرَه الصّخْرَةْ
وكانت حينما اقتَرَبوا من الشَّمْسِ
تعوذُ بِحَرِّها من حَرِّ ظهرِ العبدِ "سيزيفِ"..!
***
لِمَنْ يهديهِ خيطُ دمي إلى قلبي..
خذوا قلبي أو انصرِفوا
فقلبي الآنَ مرتاحٌ..
ويزدادُ ارتياحاً حينَ يعلَمُ أنَّني أبكي لِأجلِهْ..
كم أُحِبُّكَ أنتَ يا قلبي
جِراحُكَ فِيَّ تبعثني
وأمزِجُ من دماها والدموعِ قصيدتي
فاللحنُ يشجيني
بإذنِ اللهِ تبرَأُ يا أخي،،الجرحُ لن يبقى..
وقامَ يُرَبِّتُ الكفُّ النحيلُ على الفؤادِ
ويغزِلُ الرُّقيا..
-الجرحُ مُرْتَحِلٌ..
-سيبقى..أيُّ قلبٍ نازِفٍ ما بينَهُ والموتِ إلاَّ نبضَةٌ..
أتراهُ يُرْقَى؟؟!
ويلَهُ.. والقلبُ يبكي نازِفاً ما بينَهُ والموتِ إلاَّ نبضَةٌ..
والموتُ يشزُرُهُ...!
-نعم..وأراهُ يشحَذُ ما لديهِ من المُدَى..
ولعابُهُ يجري يسابقُهُ إلَيَّ..وينتشي بِأُفولِ وجهي..
آهِ..تلكَ الرَّعشَةُ الحَرَّى
تَمُرُّ سَحابَةُ استفهامها
يوماً على يومٍ أُرَتِّبُها وأوعِزُها إلى أمسي
لِأُثبِتَ للغدِ الآتي بأني الآنَ مرتاحٌ
وأزدادُ ارتياحاً حينَ أشعُرُ أنَّ قلبي الآنَ يبكيني..
لأجلي..
لن أغيبَ عن المَدى..
سأقومُ مُعتَزِلاً بقاياكم
وأحتَضِنُ السَّحابَ هناكَ
أُشعِرُها بدفء القلبِ والحُبِّ
أُقَبِّلُها على مهلٍ
فلا أدري أتأتي قبلَ ميلادي الأخيرِ سَحابَةٌ أخرى
فأشْرَعُ في مراسيمِ المَسيرَةِ نحوها
لن تسمعوني الآنَ أحكي قصَّةً بينَ الكبارِ عنِ الصِّغارِ
وقهقهاتٍ تُعلِنُ البَدْءَ المُكَثَّفَ في تفاصيلٍ لشيءٍ مُحرِجٍ
حيناً....
ونهدأُ بُرهةً قبلَ ابتداءِ القِصَّةِ الأخرى!
فقلبي صارَ أُغنيَةً
لها لحنٌ أثيرِيٌّ
وتُحْسِنُ الاستماعَ لأيِّ أغنيةٍ
بها إيقاعُ ما تشكو
وتَبْعُدُ عن كناياتٍ سيفهمها الكبارُ عن الصِّغار
وقلبي ليسَ مُضْطَرِباً
وقلبي ليسَ يدري كيفَ يُنْتَخَبُ النبيذَ
لِذا ..أراهُ اليومَ مُغتَرِباً خلالَ الموتِ والبُعْدِ..
وهذا الدَّرْبُ أقصَرُ من مسافتنا..
-فكيف تصل؟
-يُجَمِّعُنا غَدٌ آتٍ..
ويُسْكِنُنا المدى صدرَك..
أُحِبُّكَ أنتَ يا قلبي
ويُعْظِمُ جُرْحُنا حُبَّكْ
وإن كانت برازِخُنا لهُ وعداً..
أَمُتْ وحدي...ومُتْ وَحْدَكْ....
أحمد وليد زيادة
12-03-2009, 12:21 PM
وأنتِ كما أنتِ
ما زلتِ فِيَّ سماءً وأرضاً
وكلُّ النجومِ تسافرُ فيكِ طويلاً
وتنبتُ من بين عينيكِ كلُّ السَّنابِلِ
ليتَ بياضُ الأنوثةِ فيكِ يراني فأبصِرُ قوسَ قُزَحْ
أنا صِرْتُ قوسَ قُزَحْ
شعاعٌ بعينيكِ يسري إلَيَّ فأُبصرُ نفسي
بهذا الشتاء
يبللني الماءُ
***
هل تشعرينَ ببؤسِ الغريبِ على راحتيكِ
وطعمِ الرتابةِ في قطرةِ الماءِ فوقَ ذراعيكْ...
رأيتُ بعينيَّ دمعاً بهذا المساءِ
ولم أدْرِ
كيفَ أتى؟...
منذُ ما..؟
أينَ...؟
حتَّامَ..؟
لكن رأيتكِ في كلِّ دَمْعَهْ
أقولُ
"لِيَعْلُ النَّحيبُ لأُبْصِرَ عيني ملاكٍ بقمقمِ بؤسي..."
فترحلُ تلكَ العيونُ
وألعنُ هذا المساء....
يبللني الماءُ
***
حُبُّكِ مِثْلِيَ يعشقُ صمتَ الخطى بينَ قلبي وقلبي..
وأعشقُ لونَ السَّماءِ بعينيكِ أكثرَ
كوني كما شئتِ
إني أحبُّكِ
إني أحِبُّ ملوحَةَ دمعي لأجلِكِ
إني أحبُّ انكساراتِ قلبي لأجلكِ
نامي بعيني
دعيني أٌقََلِّبُ هذا المساءَ وأبحثُ عني كتاباً كتاباً
وأغتالُ ليلي بهذا العرامِ
ولكن سأسقطُ فيكِ..ويُغْشى عَلَيَّ
وتضحكُ منِّي نجومُكِ...
هل تشعرينَ ببؤسِ الغريبِ على راحتيكِ؟؟؟؟
فكوني كما شئتِ
إنِّي أحبُّكِ
يبعثني منكِ وهجُ سناكِ
ويرجعني فيكِ هذا الشِّتاءُ...
يبللني الماءُ
أحمد وليد زيادة
17-03-2009, 01:36 PM
معَ الفجرِ تصحو
بلا أغنيةْ
و طيرُ الحديقة يزعمُ أنَّ الفتاةَ تُغَنِّي طوالَ النَّهار
ويزعمُ أنَّ الطيورَ تحُطُّ على سورِنا
تصفِّقُ إذ خُفِّتَ الصَّوْتُ شيئاً فشيئاً
قُبيْلَ انتهاء حروف الرَّوِيَّةْ
لتبدَأَ لحناً جديداً و جرْساً -يقولونَ-يشبه ما قبلَهُ...وَيْحَكُمْ....
أَلَمْ تدركوا أنَّ هذا عويلْ
بكاءٌ...نواحٌ...وآهٌ شجيَّةْ؟
ومن حرقة الجرح كان البكاءُ أغانِيَ حُبْ...
وشَدْوَ غريبٍ وطعنَةَ قلْبْ...
فهل مثلُهُ يا دموعِيَ قلبْ؟؟؟
وهل مثْلُها يا عيوني صَبِيَّة؟!!!
**********
وما زالَ قلبُ الحبيبة يبكي
وتطربُ كلُّ الطيورِ هناكْ...
وكُلٌّ...لَوَ انَّ البكاءَ لديهِ لهَبَّ سعيداً يُغنِّي
سِوَاكْ...
لأنَّكَ تعرفُ لحنَ الغناءْ...
لأنَّكَ تعرفُ بَوحَ البكاءْ...
لأنكَ وحدَك تعرفها جيِّداً
لأنَّكَ-أنتَ-تلملمُ أشلاءَ أنثى شريدةْ....
تُضَمِّدُ قلبَ الفتاةِ وتُرْجِعُهُ خلفَ أضلاعِها بعدَ أنْ تُلقِيَهْ......
فتأسَفُ من فِعْلِها كالحياهْ
وتسألُ ثغراً بأن يبتسمْ
وهل يبتسمْ؟
وفي القلبِ تجثو جراحاتُها المُزْرِيَةْ؟!!!
وتبقى الفتاةُ تحِبُّ فتاها...ويملأُها الحُبُّ لكنَّها...
معَ الفجرِ تصحو
بلا أغنية
15-6-2008
أحمد وليد زيادة
30-03-2009, 10:22 AM
نحيب
هامَ الفؤادُ بِمَا يَلذُّ هواهُ=وبدتْ لَهُ..وتَزَيَّنَتْ دُنياهُ
وأغَرَّهُ منها نعيمٌ كاذِبٌ=إذ لاح في روحِ الخواءِ سناهُ
يردى به لُبُّ العقولِ إلى الثَّرى=فيرى تمامَ رُقِيِّهِ بِثَراهُ
ويَضِلُّ أيَّ ضلالةٍ في زهوهِ=فتراهُ يحمدُها..فتلكَ هُداهُ
دنيا تنادتْ للغِوايَةِ خُضْرُها=ويَزيدُها الشَّيطانُ..ما أغواهُ!
وفؤادي الملهوفُ يركُضُ خَلْفَها=يُلْقي على قِشْرِ الغرورِ مُناهُ
إِنْ تَأتِ في سَعَةٍ يُسَرَّ بِوُسْعِها=ومتى تَضِقْ ضاقتْ عَلَيهِ رُؤاهُ
اللهُ قالَ لَهُ حياتُكَ فِتْنَةٌ=ظِلٌّ قصيرُ المَدِّ فوقَ قِراهُ
والعاقلُ المَرْضِيُّ مَنْ يُبْقِي لَهُ=سَهْماً يَسُرُّ، يراهُ في أُخْرَاهُ
و رَبَتْ لِقَلْبي بالشَّقاوَةِ أسْهُمٌ=ألقى بِمَا تَجْنيهِ ما أخشاهُ
ربَّاهُ قلبي نادِمٌ لصنيعِهِ=يبكي..وبعدَ الآهِ تَصْدُرُ آهُ
رَبَّاهُ لولا حبلُكُم مُلقى الثَّنا=وجميلُ صفحِكَ فُتِّحَتْ كَفَّاهُ
لَتَبَوَّأَ القلبُ العَيِيُّ من اللظى=ومن الجحيمِ وويلِها مَثْواهُ
عَلِمَ الذَّنُوبُ بأنَّ بابَكَ للَّذي=تَبِعَ الهوى أَنْ لو أفاءَ كَفَاهُ
فهوى به يبكي ويشكو ضَعْفَهُ=-وشُجُونُ هذا الشِّعْرِ مِنْ شكواهُ-
ويقولُ"يا اللهُ ..عبدٌ آبِقٌ=بعدَ الشَّقاءِ أتاكَ..هل ترضاهُ؟
اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا= اللهُ يا اللهُ يا اللهُ....
إلهي..
عندما تملأ الدنيا قلوبنا..
وتتلطخ وجوهنا بسخامها..
ويعجز ضعفي عن كبح شهوتي لها
لا أملك سوى أن أبكي..وأنتحب..
فهل يحط البكاءُ من ذنوبي...؟
وأنتحب..
ولكن لا يخبو بقلبي أملٌ برحمتك
رحماك..
عبدُك
أحمد وليد زيادة
13-04-2009, 10:46 AM
بعينيك دمع
لعينيكِ في القلبِ طيرُ السنونو
وهذا الربيعُ
ولحنٌ يعيد إليَّ مساءً بعيداً...
لأَهْلَكَ قبل احتقان العيون بدمع الرحيلْ
"أحبكَ"...قالت..وخلفَ الطريقِ البعيدةِ عن بيتنا
قد نفاها الرحيلْ
بعينيك دمعٌ يغار الحمامُ من الشمس فيه
وأنتِ
تناثرَ غيمُ السماءِ على وجهكِ الحلوِ ماءً وظِلاَّ
"أحبكِ"...قلتُ وجاشت دموعي
وكنتِ تضيئين ليلي هنا
فما عدتُ نفسي
ثمِلْتُ...
وهِمْتُ...
ضللتُ دروبي بدون عيونك
ويحي
وعادَ شتاءُ الغريب
يزيد ضبابَ الفراقِ..
تمهل قليلاً..
ودعني أسيرُ لنفسي بتلك العيون البعيدة عن بيتنا
"أحبكِ"..قلتُ
وكنتِ تضيئينَ ليلي هنا.....
أحمد وليد زيادة
23-04-2009, 10:50 AM
في ردهةِ الشَّطَرَنْجِ
يأسُرُني تَذَكُّرُها
فأهربُ من وجوهِ العابرينَ
إلى قصائدَ حاكَها الحبُّ المُقَدَّرُ مُنْذُ صَيْفٍ غابِرٍ
ها أنتَ تَجْلِسُ لاِحْتِضانِ الشَّمْسِ في هَذْيِ الحُروفِ
وتلتقي بعيونِها في كُلِّ قافِيَةٍ
ويَسْتَبْكِيكَ مقطَعُها الأخيرُ..
يقولُ:
"تسألُني..
-وهَلْ إنْ فَرَّقَتْنا البُومُ في يومٍ سَتَذْكُرُني؟
وتَذْكُرُ أنَّنِي في ذاتِ يومٍ كُنْتُ قَلْبَكَ؟
أنْتَ تُفْلِحُ في اجتثاثِ البؤْسِ مِنْ دَمِكَ المُعَطَّرِ حَيْثُ شِئتَ
وَلَيْسَ لِي إلاّ التَّنَكُّرُ خَلْفَ بُعْدِكَ...
فاذْكُرِ القَلبَ الكَسِيرَ هناكَ
وارأَفْ ،حين تَنْهَرُهُ ،بِمَنْ يَحْوِيهِ
-أنْتَ-
وبايِعِ اللَّيْلَ الجَديدَ على الهوى مِنْ بَعدِ بَسْماتي وبَعْدِكَ...
كُنْ بِحُبٍّ..إنْ تَعَدَّدَ نَبْضُكَ الدَّافي
وأيْقِنْ
أنَّنِي ملأَى بِحُبِّكَ
أُسْعِدُ الغُرَفَ الحزينَةَ باحتضاري حولَ وَردِكَ..."
***
أعْبُرُ الذِّكْرى
و أنْهَرُني
وتَخْلو ردهَةِ الشَّطَرَنْجِ مِنْ بَعضِ الرُّكامِ الآدَمِيِّ
وأعْبُرُ الذِّكرى
وأنْهَرُني
وأُقْسِمُ أنَّنِي ما زِلْتُ أشْهَدُ كُلَّ صُبْحٍ وَجْهَكِ الذَّهَبِيِّ
يَعْبُرُ مِنْ نوافِذِ غُرْفَتي
وأنا أراهُ الآنَ يَعْبُرُ ردهَةَ الشَّطَرَنْجِ نَحْوي باسِماً...
"لا ..لَسْتِ أنْتِ"
أقولُ إذْ بَسَمَ الرُّكامُ الأُنثَوِيُّ المُسْتَفِيضُ على جِدارٍ آخَرٍ نحوِي
وأهْرُبُ مِن عيونِ العابِرين...
أحمد وليد زيادة
29-05-2009, 09:23 PM
كالشَّمعِ أَنتظرُ الزِّيارةَ
لسْتُ أدري كم تَبَقَّى للمَسافَةِ
تَحْرِقُ الأبعادُ إبهامي
فأصرُخُ
"مَنْ يَرُدُّ الماءَ في قيظ العيونِ ؟..
وَيَحْرِمُ القلبَ الضَّعيفَ مِنَ التَّبَتُّلِ في مَحاريبِ المَجازِ الحُرِّ"
أفْنَى..
أُصبِحُ الطَّرَفَ البَعيدَ مِنَ الدَّقائقَ
والفؤادُ يَصيرُ أضْعَفَ
"رَتِّبِ الكَلِماتِ مِنْ صَيْفٍ إلى صَيْفٍ"
أقولُ لِلَيْلِ تَمُّوزٍ
"بغيرِكَ تَحْتَفِي عَشْتارُ
فيكَ سَيَنْضُجُ العِنَّابُ في شَفَتِي
وَيَرْسُمُ للفَرَاشَةِ زَهْرَةً أُخْرى بِقَلْبٍ أخْضَرٍ
كوني ظِلالاً للجَمِيلَةِ
أرْضِعِيها مِنْ رَحِيقِكِ
كَيْ تُقَيِّدَها الحَلاوَةُ-حُرَّةً طَوعاً"
***
خُذِيني الآنَ للآفاقِ أُغْنِيَةً
وضُمِّيني بِقَدْرِ الحُزْنِ في عَيْنَيَّ ضُمِّيني
نَحِيبٌ لَيْلَكِيٌّ يَذْرِفُ الذِّكْرى
يُحاصِرُها بِلا سَأَمٍ
ويَعْصُرُها
لِيُولَدَ مِنْ مَخاضَتِها المَكانُ
فلا مكانَ سِوَى عُيونِكِ
لا زمانَ سِوَى الغُرُوبِ على شواطِئِكِ البَعيدَةِ
كلَّ يومٍ يقتُلُ التّذكارُ قلباً..
ثُمَّ يُنْبِتُ آخَرَيْنِ
ويَنْحَني للشَّوْقِ في دَمْعٍ
يُهاجِرُ بينَنا –مِنِّي إلَيكِ-
"مَنِ المُسافِرُ؟..
أنْتِ...
لَكِنِّي المُصابُ مِنَ الدُّخانِ..
ومِنْ دُوارِ البَحْرِ
هَل كُنْتُ المُسافِرَ؟..
لَستُ أدري...
لَستُ أدري كَمْ تَبَقَّى للمَسافَةِ؟
بَيْدَ أنِّي مُسْرِعٌ
كالشَّمْعِ أنتظِرُ الزِّيارَةَ"
ثُمَّ أصْرُخُ:
"هل أنا صِرْتُ المُسافِرَ....؟
...فالأَكُنْ..."
8:45مساء
29-5-2009
أحمد وليد زيادة
18-06-2009, 07:55 AM
قَتَرَة...
ضِياءٌ توارى في ظلامٍ تمالَكَه=وزُلْزِلَتِ الغبراءُ سوداءَ حالِكَه
وغابَ شُعاعُ الشَّمْسِ خلفَ غِشاوَةٍ=تُعَمِّي على عَيْنِ البَصيرِ مَسالِكَه
بِعَيْنَيَّ ماتَ النُّورُ وارْبَدَّ خافِقي=مِنَ الظُّلْمِ إذْ أفنى بِصَدْري نيازِكَه
وحِيكَتْ، وإنِّي لَسْتُ مِنها براهِبٍ=فقد يَقتُلُ الظُّلْمُ ، الَّذي حِيكَ، حائِكَه
تَدَبَّرَ واشٍ أمْرَهُ وأتى بِهِ=كَأَتْيِ شَياطِينٍ طَهيرَ الملائكَه
يُراوِغُ مِنِّي القولَ وهو مُعارِكٌ=ومِنْ حِلْمِ قلبي أنَّني لن أُعارِكَه
يَظُنُّ بِهِ ضعفٌ إذا ارتدَّ عن خنا=وليسَ سِوى العَزْمِ الذي ردَّ هالِكَه
وما العزمُ في المرءِ الَّذي قادَهُ الهوى=وما الرُّشْدُ في عَقلٍ هوى لِيُبارِكَه
يُحَفِّرُ يربوعٌ لِنَهْدٍ سبيلَهُ=فماتَ وما أكبى عليها سنابِكَه
وإنِّي أسيفٌ مِن صِغارٍ تَكَبَّروا=أُغِرُّوا بِمَجْدٍ يجهلونَ مَدارِكَه
وإنَّ وضيعَ القومِ لوقيلَ شاعِرٌ=لَماحَكَ فيها مَن علاهُ مُمَاحَكَه
يُهَدِّمُ فيما قالَ ما شادَ قَبْلَهُ=كما هدَّمَ المَلْكُ الغَريرُ ممالِكَه
ويجهَلُ-دونَ الجهلِ غفلانَ-قولَه=ويضرِبُ-دونَ الخَصْمِ جذلانَ-باتِكَه
ويَزْعُمُ أنَّ الشِّعرَ قد صار مِلْكَهُ=عليهِ عذابُ اللهِ...ما كانَ مالِكَه..
10-6-2009
أحمد وليد زيادة
06-08-2009, 01:19 PM
قد كُنْتَ يوماً ما تُريد..
مهداة للراحل محمود درويش
أحمد وليد زيادة
(1)
يَمُرُّ التُّرابُ فَيَجْذِبُهُ لاشتهاءِ الخديعةِ
كانت أغانيهِ واضِحَةً سَهْلَةً
ليسَ فيها مكانٌ لِغَيْرِ المُرَادِ مِنَ الشَّيءِ
والآنَ يَكْتُبُها في الكنايَةِ
صارَ التُّرابُ يُكَدِّسُ فتنَتَهُ في عُروقِ القَصِيدَةِ
إذ صارَ يُدْرِكُ فيها المَعانِيَ أكْثَرَ
كُلُّ العُروقِ تُرَى مِنْ خِلالِ الزُّجاجِ الرَّقيقِ على سوءةِ الحَرْفِ
يسألُهُ الماءُ:
"ما الماءُ؟
ما الشَّيءُ؟
ما النُّورُ داخِلَ قَبْوٍ مِنَ الوقت؟
مَنْ أنت؟"
قالَ:"احتِضارٌ يُغِيرُ العُرُوقَ لِمَا خَلْفَها مِنْ كِنايَةْ.....!"
***
لِدرويشَ في فَجْوَةِ الحَرْفِ بِنْتٌ يَتِيمَةْ
فقد ماتَ قَبْلَ ولادَةِ آخِرِ حَرفٍ هناكَ
وكانَ مخاضُ القصيدَةِ مُرٌّ
يُطِيلُ الوُقوفَ أمامَ المرايا...
لِتُعْلِنْ رِضَاها عَنِ الزِّينَةِ-الآنَ-تِلكَ المَرايا
لِيولَدَ حَرْفٌ مِنَ المُسْتَحيلْ..
ولكن..مَخاضُ القصيدَةِ مُرٌّ طَوِيلْ
/
تنادي عليهِ سنابِلُها للسَّماءِ:
"تعالَ إلَيَّا..وقُلْ لِي تعالي إلَيَّا..
ودَعنِي أُخَبِّؤُ وجْهَكَ في مُقْلَتَيَّا
أُناجِزُ شهوَتَكَ الآنَ حَدَّ نُخاعِكَ حيثُ تَجِفُّ جداوِلُ جِسْمِكْ...
فإن كانَ حُبٌّ وتِلْكَ القصيدَةْ
ستأمَنُ حرفاً جديداً
وفَصْلُ الحَصادِ بعيدٌ
ويومٌ مِنَ الحُبِّ شيءٌ قليلْ...
ولكن مخاض القصيدَةِ مُرٌّ طويلْ...
(2)
لِرُوحٍ مِنَ الأشجانِ عشرونَ سوسنَهْ= وقلبٌ رأى بالدَّمْعِ شِعْراً..فَلَحَّنَهْ
لِدَرويشَ أفْقٌ مِنْ سَماءٍ وجَنَّةٍ= وبينَهما جُرْحُ المَسيحِ ومِئْذَنَه
وقيثارةٌ تغفو على وهْجِ عَينِهِ= وتصْحُو على وَقْعِ الحروفِ مُدَنْدِنَهْ
أَسَرَّتْ لَهُ الأيامُ سِرَّاً بِما رأتْ= وتسألُهُ كَتْماً، فقامَ لِيُعْلِنَهْ
(3)
(سأكونُ يوماً ما أُريد)
درويشُ عَزْمٌ مِنْ شُعاعِ الشَّمْسِ يَصْهَرُ دورَةَ العَثَراتِ والآلامِ و الآهاتِ فوقَ جِراحِهِ ويداهُ مِثْلُ حَمَامَتَيْن..
(سأكونُ يوماً ما أُريد)
عَيْنٌ تَرى الدَّربَ القَصيرَ إلى السَّماءِ مِنَ المَمَرِّ اللولَبِيِّ
فَتَحْتَسي آلامَها كأسَيْ نبيذٍ مُتْرَعَينْ..
(سأكونُ يوماً ما أُريد)
حُلمٌ هِيَ الدُّنيا وحُلْمُكَ واقِعٌ تَحياهُ مُذْ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ
أنتَ تَنسِجُهُ وتَحيا كَيفَ شِئتَ..
يَلُومُكَ الماضي المُغَبَّرُ:
"لو رَجَعْتَ..
لو اختَبَرْتَ مَهارتي وتَرَكتَني أهدي لك الأيامَ باسِمَةً
ولم تُزعِجْ أبا تمَّامِ والهُذَلِيَّ والقَيْسِيَّ والشُّعراءَ فيما كانَ"
والأُمُّ البعيدَةُ خَلْفَ مذْبَحَتَيْنِ تبكي:
"عُدْ إلَيَّ ولا تَذَرْني يا بُنَيَّ بِبَابِ مأساتي وصورَتِكَ القديمَةِ في الجدارِ
فَعُدْ إلَيَّ"
وأنتَ تَبْحَثُ عَن وُجودِكَ في السماءِ وفي التُّرابِ ..
وفي فنادِقَ قد أعَدَّتْ ليلَها لِدَمِ المسافِرِ كَيْ يَحُكَّ دَمَ الغَريبَةِ...
أنتَ مَنْ مَلَكَ الكواكِبَ ألفَ عامٍ ثُمَّ غازَلَهُ الرَّحيلُ فهاجَهُ
ومضى إلَيْهِ يَشوقُهُ الأبَدِيُّ في كَوْنٍ مَدِيد..
قد كُنْتَ يوماً ما تُريد
ما زالَ فيكَ الحَرْفُ مؤتَلِقاً يَزُفُّ الرُّوحَ للآمالِ
أنتَ الأرضُ..
أنتَ البَحْرُ..عُدْ...(لا تَعْتَذِرْ إلا لأُمِّك)
أحمد وليد زيادة
17-09-2009, 10:43 AM
ضياع
لا شيءَ أشبِهُهُ سوى صِفْرٍ على وَرَقي
ويفصلنا الهواءُ موازياً جُرْحَيْنِ
أينَ أنا ؟
تَعِبْتُ مِنَ الحقيقةِ إذ تَخَفَّتْ في سوادٍ سرمَدِيٍّ..
مُسْتَلِذٍّ بالكناية..كي تُراوِغَ وجهِيَ المفتونَ بينَ رذاذِهِ
وتُعيدَ للرؤيا كثافَتَها..
"ستنزِفُ مِنْ هنا..
وتموتُ منتَحِباً
ومَنْسِيَّاً"يقولُ الجرحُ للمفتونِ
"خَلْفَ وجودك الأشياءُ ما زالتْ على الدُّنيا
بملءِ ضبابها تحيا
محاصَرَةً بكلِّ فراغها"
**
الجرحُ ممتَلئٌ بما يكفي لصنعِ الموتِ
مِثْلَ الموتِ
كُنتُ أجيدُ صَمْتَ البِئْرِ دونَ تكَلُّفٍ
وأخافُ مِنْ صوتي على ورقي
فأنقُرُ فوقها صِفراً يشابِهُني
/
تَمَخَّضَ كُلُّ حُزْنِ الأرضِ ..
ثمَّ حييتُ
مُخْتَلِفاً عن الأشياءِ بينَ يديَّ
-لكن لستُ أُفْلِتُها-
وتدلُفُ مِنْ سماءٍ جنَّةٌ يوماً..
لِتَسكُبَ بعدها عامينِ مِنْ سَقَرٍ عَلَيَّ
كُنِ الحقيقةَ
هل ستَنْفُذُ مِن خلالِ الجُرْحِ إن وارَيْتَهُ
بالعُشْبِ والضِّدِّ المكابِرِ؟
هل سَتَعْلَقُ في وجوه الهاربينَ إذا احْتَدَمْتَ الموتَ؟
كُنْ للأرضِ جائزَةً مِنَ الآلامِ
إنَّ الموتَ يفسُدُ بعدَ أوَّلِهِ..
فلا تركن له..
10-9-2009
أحمد وليد زيادة
19-11-2009, 07:23 AM
هل هكذا الحُبُّ؟
أحمد وليد زيادة
هل هكذا الحُبُّ؟
ارتَمَيْتِ على الطَّريقِ وشِئتِ أن ألقى السَّرابَ؟..
لَقِيتُهُ..
وَتَكَسَّرَ الضَّوءُ النَّحيلُ على غيابِكِ
وانكَسَرْتُ على اختِزالي حينَما التَأمَ الحُضُورُ وقد تَشَبَّعَ بالغُبارِ عَلَيْكِ
هل يقوى الغبارُ بأنْ يُحَرِّكَ فيكِ كُلَّ العاطِفَه...؟!
/
هذا أنا أمشي عَلَيَّ وقد بدا فِيَّ احتِقانُ العاصِفَه...
/
في العَتْمَةِ البيضاءِ أملِكُ بُحَّةَ اللحنِ المُغَيَّبِ في دمي
في العَتْمَةِ البيضاءِ تَملِكُ نَجْمَةٌ وقعَ النَّشيدِ
فَإِصبَعانِ وخُصلَتانِ مِنَ الغِيابِ،
يَحُتُّها وَجَعُ المسافَةِ عَنْكِ،
تَكفي كَيْ أُهَدْهِدَ ريشَةً ذَبُلَتْ وأصغَتْ للخَريفِ
بكى صَبِيٌّ في زِقاقٍ غَيْمَةً
وتَبَلَّلَ الخَدُّ الرَّقيقُ
وصاحَ في ضَجَرٍ
"عيوني تحتوي عينيكِ..
والمنفى احتَوَتْهُ
وكُلَّ أشيائي
ومِلحَ الذَّنبِ"
مِلحُ الذَّنْبِ يَمْطُرُ لاذِعاً
ما أخونَ العينينِ..!
يَحتَمِلانِ ما بعدَ الطَّريقِ مِنَ الخصوبَةِ كي أسيرَ
ويَنفُضانِ الليلَ
والبؤسَ المُناسبَ لاكتمال المُنحنى الدَّورِيَّ حتى لا أسيرَ
كذا السَّماءُ
مُحاطَةٌ بالشَّوكِ
والحبُّ المُدَلَّى لم يكُن حبلاً لأصْعَدَ نَحوَ قُبَّتِها
فأسقُطُ كُلَّما عَلِقَ الفراشُ بحَبَّةِ العنَّابِ
/
تَعرِفُني
وتعرفُ كيفَ تُغوي جَنَّتي لِعُبورِ كَعبَيْها
وتَعرِفُ كم سَيَجْرَحُني الحريرُ ونخلُها حولَ البُحَيْرَةِ
ثُمَّ تَنْثُرُني أرُزَّاً لليمامَةِ بيننا..
هل هكذا الحُبُّ..؟!
/
اعتَذَرْتُ لِمِرفَقَيْكِ على مسافةِ صوتِنا بين الشَّبابيكِ المُحَدِّقِ عُشبُها بِكِ
وانصَهَرتُ قصيدَةً عُذْرِيَّةً
تبكي عَلَيَّ
تشُدُّني للمُشمِسِ الأبَدِيِّ
تكسوني ظِلالاً مِن بِكارَتِها
تقولُ "يَمُرُّ مُستَمِعاً إلى بِضْعٍ وسَبعينَ التَقَينَ على الجداوِلِ للنَّشيدِ..
وكنتُ واحِدةً هناكَ
أدورُ حولَ العينِ
أمحو ما تساقَطَ مِنْ خَطَايانا
ومالَمْ نُعطِهِ ما يَستَحِقُّ مِنَ الرَّزانَةِ والخُلُقْ...."
لن أُعلِنَ الآنَ انتِمائي للقصيدَةِ وانكساري خَلْفَ نافِذَتَيْنِ عَنْكِ
وهكذا أمشي عَلَيَّ إلى الأفُقْ....
أحمد وليد زيادة
10-12-2009, 09:03 AM
خَليلَيَّ قُوما بِي فَما كنتُ قائِمَا=ولا تفعلا فِعْلِي، وإن قُمتُما عِمَا
بَكَيتُ مِنَ الجافينَ حتَّى كأنَّما=خُلِقْتُ لأُجْفَى ثُمَّ أبكِيَ حالِمَا
وهل كُنْتُ إلاَّ عاشِقاً هاجَ وَجْدُهُ=بِعَيْنَينِ تلقى في سواهُ التَّواؤُمَا
لَها نبضُ قلبي والحنينُ أُكِنُّهُ=وأُظهِرُهُ-إن كانَ للودِّ لازِمَا-
ومِنْ جَنْبِها صَدٌّ كأنَّ لها بِهِ=تَلَذُّذَ قَلبٍ أنْ تَذَرْنِيَ هائِمَا
يُغَيِّبُنِي سَهْمَانِ مِنْ قوسِ لَحظِها=ويَسْقُطُ قَلْبٌ شَقَّهُ السَّهْمُ خارِمَا
فَيَفعَلُ بي ما كانَ بالظَّبْيِ فاعلاً=وتَمْضِي..فما تَبغِي مِنَ الصَّيْدِ طاعِمَا
ورَاوَغْتُهَا، لَكِنْ أتَتْنِي بِرَوغَةٍ=تُصيبُ شِغَافَ القَلْبِ بالفَتْكِ-دائِمَا-
فَمِنْ عَجَبٍ، ظَبْيٌ صَرِيعٌ لِظَبْيَةٍ=إذا التَقَيَا خارَتْ قُواهُ مُسَالِمَا
فقد كنتُ ذا حَزْمٍ بِقَلْبٍ مُكابِرٍ=وها قد ثوى قلبي فما عُدْتُ حازِمَا
فَهاجَرْتُ والذِّكرى كَجُرْحٍ ألُفُّها=تُثِيرُ فَضَاءً حولَ عَيْنَيَّ غائِمَا
أقولُ لِعَيْني لو كَتَمْتِ صَبابَةً..=فتبكي وتَهْذِي لِي "وأكْتُمُها لِمَا..
لِمَ الكَتْمُ والإفصاحُ بالشَّوْقِ راحَةٌ=تُسَرِّي عَنِ المَهْمُومِ هَمِّاً مُلازِمَا
وأُسْمِعُ مِنْكَ الليلَ ما كانَ جاهِلاً=فَيُزْجِي نَسِيمَاً يَحْمِلُ الخُبْرَ عازِمَا
لِمَنْ فيكَ ذِكْراهُ يُمِيتُكَ جاثياً=وبَعْدُ انبِعاثٌ مِنْ مَمَاتِكَ قائِمَا
فَتُلْقي لَهُ كفُّ النَّسِيمِ بِجَذْوَةٍ=مِنَ القَلْبِ حَرَّى تُنْسِيَنَّ المُزاحِمَا
تَقُولُ لَهُ "هَذِي مِنَ القَلْبِ جَمْرَةٌ=وإنِّي تَرَكْتُ القَلْبَ بالجَمْرِ عارِمَا..
تَمَنَّى بِمَا يَشْكُوهُ مَوْتَاً، فَمَوتُهُ=لأَهْوَنُ،،لَو وافاهُ -في الحالِ- راحِمَا!!
رَجاءٌ بِهِ لو أنتَ تَعْلَمُ حالَهُ=وخوفٌ يداجِيهِ بأنْ لَسْتَ عالِمَا
وما عادَ يرجو مِنْكَ وَصْلاً وإنَّمَا=لَيَكْفِيهِ لو تبكي إذا ماتَ راغِمَا
يقولُ:عزائي أن أكونَ بِدَمْعَةٍ=على سَفحِ خدٍّ أذرَعُ الخَدَّ ساجِمَا.."
فلا تَبْلُهُ يا رَبُّ في جُرْحِ خافِقٍ=ولا تَجْزِهِ بالظُّلْمِ-أن كانَ ظالِمَا-
لَكَ العَفْوُ عَمَّنْ سامَني الدَّاءَ مُهْلِكَاً=وعَفْوٌ عَنِ القَلْبِ الَّذِي ماتَ آثِمَا
سَلامٌ على إلفٍ يوافِيهِ عُمْرَهُ=ولا كُنْتُ، إنْ لَمْ يَسْلَمِ الإلفُ، سَالِمَا
أحمد وليد زيادة
01-02-2010, 08:30 AM
هكذا تردى السَّنابِلُ
وُلِدَ ابنُ (طُهْرٍ) في تمامِ السَّاعةِ الدُّنيا مِنَ الإسفلتِ
أثقَلَهُ سريرٌ باردٌ..
إسكندنافيٌّ..
وحُنِّكَ عجمَةً صفراءَ
لم تعرف لها قِطميرَ عافيةٍ..
حياءٍ..
ثُمَّ يكبُرُ حولَ مِعْصَمِها
ويقطِفُ توتَها الأرضِيَّ مُحْتَرِفاً غوايَتَها
ويهجُرُها إذا جفَّ الحليبُ على وسادتها
(فتجلس فوقَ أرصفة الكفافِ
وترتجي سربَ الحمامِ-على سجيتها-ليأخُذَها إلى أعلى)
***
ويسهُلُ أن يمارسَ ذلك الغربيُّ مهنتَهُ ويترُكَها لأمرٍ طارئٍ..
مَثَلاً ليخرجَ مع فحيح الخارجين إلى بلاد الله قِسِّيسَاً
يُلَقِّنُ ما أتت فيه الإلهاتُ الصَّغيرةُ والضعيفةُ
للبطون الهارباتِ من احتضار النُّوبة السَّوداءِ
-دونَ كتابِهم-
***
ما بينَ حاويتينِ آخِرَ شارِعٍ في (بالَ) حرَّفَ كافِرٌ ما جاءَ في توراتنا للمرة العشرين
حيثُ الكَفُّ يُبْطِلُ ما يقولُ بهِ المُقَدَّسُ
-ليسَ مِثلَ الفِطرَةِ الأولى"كتابُ الله يرسمُ للكفوف ظلالَها"-
"هل هذه توراتُنا؟" سألَ الصًّحابَةُ
واستَعَدَّ مُحَمَّدٌ كي يتلوَ الوحيَ المباركَ من سماء اللهِ في جَرَسٍ-يقول:لهُ صليلٌ ثاقِبٌ-
...
قالَ النَّبِيُّ "توقَّفوا قبلَ النِّهايةِ
واستَلَذُّوا المَسْرَبَ الليلِيَّ
وابتَدَعوا حديثاً فوضوياً
ثمَّ عادوا للمَسافَةِ كُلِّها كي يخضعوها للخُرافَةِ
مِثلَما ...
-أو غيرَ ما اتَّفَقوا-
.
وقد عبدُوا الخُوارَ وهم بقربِ اللهِ
واستَمَعُوا لِشِرْكِ القومِ فوقَ الشَّاطئ الشَّرقِيِّ للموتِ المُحَدِّقِ في هوى فرعونَ
نحنُ نهايَةُ الدَّربِ المُعَلَّقِ في السَّماءِ
وهم بدايَتُهُ
استَمَعنا للبدايَةِ جَيِّداً ثُمَّ انطَلَقنا
تحتَ ظلِّ الأنبياءِ
كما أرادَ اللهُ..
واعترضوا البدايةَ..
واستَحَبُّوا السَّيرَ في المَطَرِ المُدَبَّبِ"
...
هكذا تردى السَّنابِلُ في شرائعهم
ويلقَونَ اتِّساعاً كافياً يحوي "القبالا"
أحمد وليد زيادة
10-02-2010, 08:34 AM
هَرَفْتَ ظَنِيناً خلفَ قلبِيَ في شِعْرِي=لِيَعْذُرْكَ قلبي -إن أسأتَ ولا تدري-
وكُنْتَ رَضِيَّاً عن عَمُودٍ أُقيمُهُ=فَمَالَكَ لا ترضى عن الأسهَلِ-الحُرَّ-
هفا بِكَ جَهْلٌ لازدرائي تَكَبُّراً=ألا خابَ مَنْ يهفو بِهِ الجَهْلُ للكِبْرِ
تَتَبَّعْ خُطَىً خَلْفِي لِتُبْصِرَ خَلْفَها=نُجُومَ شَمالٍ تَسْتَحِثُّكَ للسَّيرِ
فَإِنْ فوقَ رَمْلٍ أو تُرابٍ عَمِيتَها=فَكَيْفَ تَراها فوقَ عارِيَةِ الصَّخْرِ؟!
وإنْ كُنْتَ في حَجْرٍ عنِ العَيْنِ والرُّؤى=فلا تُزْجِ لي الرُّؤيا وعَيْنَيَّ للحَجْرِ
ولا تقصُرِ المَعْنى بِمَا قَدْ عَلِمْتَهُ=لِتَزعُمَ أن معناهُ عبءٌ على الفِكْرِ
فدع عنكَ شِعْراً لستَ بالِغَ مُدَّهُ=فأنْتَ خَلِيَّ الطَّرْفِ والرَّأسِ والصَّدْرِ
سأهرُبُ مِن ظِلِّيَ الآنَ للشَّمسِ
-يسبِقُكَ الظِّلُّ.
هل أتَعَلَّقُ في رَقْصَةِ القَمْحِ..؟
عَلَّ الفَضِيلَة تشفَعُ لي ..
-لن يُفيدُكَ هذا التَّخَفِّي
فوجهُكَ لن يشربَ الحِنطَةَ اليومَ
أو في غَدٍ
أو بُعَيْدَ غَدٍ
سوفَ تبقى على شكلِ فجوةِ صوتٍ نَشَازٍ
وأَسْوَدَ
ما سوفَ يكفي لِمَوتٍ بطيءٍ بِظِلِّكَ
*****
أنتَ كَوَجْهِكَ في نبضَةِ الماءِ بينَ السُّطورِ الأخيرَةِ
هل كُنْتَ تَعْجَبُ مِنْ رَعْشَتِي في الكِنايَةِ
هل صارَعَتْكَ الرُّموزُ لِتَهْرُبَ؟
كانت تَوَدُّ عِناقاً أخيراً لأجلِكَ أنتَ
لِتَفْهَمَ أكثَرَ ممَّا جَهِلْتَ
ولكنَّ ظِلَّكَ يكرَهُ أن تقرأَ النَّصَّ أكثَرَ مِنْ مَرَّةٍ
سوفَ تَرْحَلُ نحوَ البساطَةِ
حَيْثُ النِّهايَةُ تُقْرَأُ مُنْذُ البِدايةِ
*****
يبكي جَريحٌ على الحَرْفِ
ليسَ لَدَيْهِ دَلِيلٌ على أيِّ شيءٍ
-لِيَكرَهَ شيئاً مِنَ الحِبر-
غيرَ التَّعَصُّبِ للأرضِ
أو للسُّلالَةِ في أوَّلِ الموقِعِ الأَدَبِيِّ
ستؤخَذُ مِن تَحتِكَ الأرضُ مِثْلَ بساطٍ رقيقٍ
-هل الآنَ تُبصِرُ خطوي على الرَّملِ؟-
أو..
سوفَ يسقُطُ قلبُكَ ثُمَّ الأنابيبُ
لا شيءَ قد يذكُرُ الجُرحَ ذاكَ المساءَ
-فهل تسمَعُ الآنَ لحنَ الصُّراخِ على الذاهبينَ؟-
أقولُ "ستَسْمَعُ حينَ يعودُ الجَمِيعُ وتُجبِرُكَ الوحدَةُ الضَّيِّقَة"
أحمد وليد زيادة
25-03-2010, 10:00 AM
كما تَتَلَوَّى الضَّحِيَّةُ
-في حَسْرَةٍ-
حينَ تعدِمُ أيَّ احتِمالٍ سوى الموتِ
يَصَّاعَدُ النَّبْضُ مِنكَ بُخاراً
وينشَفُ في وجهِكَ السَّروُ
أيبَسَ مِمَّا لدى الموتِ
أيبَسَ..أيبَسَ..
حينَ يُريكَ احتدامَ الممالِكِ فوقَكَ
يكبُرُ في عينِكَ الشَّوكُ
والفقرُ حدَّ العَراءِ
ولونُ الدُّخانِ
وقد تستسيغُ اجتزاءَ الرَّبيعِ مِنَ النَّصِّ
/
تسألُ نفسَكَ "كم قد لَبِثْتُ على صَهوَةِ الجُرحِ
أَحسُبُ ماذا لَدَيَّ مِنَ الحُبِّ
و الجُرْحُ يحسُبُ كم فيهِ مَوْتاً وأكسيدَ كَرْبُونَ؟"
هل تَتَجَدَّدُ مِثلَ الكِتابَةِ في جذعِ زيتونَةٍ؟
تستعيدُكَ روحُكَ بعدَ نَفاذِكَ شيئاً فشيئاً
وتصْرُخُ في وجهِ قابيلَ –غيباً-
"يصادِفُكَ الرَّمْلُ في لوحَةِ الماءِ
تُهْمِلُ شَعْرَكَ في وجنَتَيْكَ ينادي على فِطْرَةٍ تَحْتَ جِلْدِكَ
[هل قد تَسَرَّبَت الفِطْرَةُ المُستَقيمَةُ مِنْ سُرَّتَيكَ
لِتُنْزِلَ عَينَيَّ عن آخِرِ السُّورِ؟!]
كُنْ ما أرَدْتَ
ودعني أكونُ أحتضاري النِّهائِيَ
هذي هي الأُمْنِياتُ بِظِلِّكَ
كُنْ ما أرَدْتَ
ودعني أُنَقِّبُ لي عن سحابٍ يُلائِمُ هذي العصافيرَ
فالأرضُ أصْغَرُ مِمَّا زَعَمْنَا
وكلَّ مساءٍ تمُدُّ الخُرافَةُ كفَّيْنِ
يستلقِيانِ على ما تَبَقَّى لنا مِنْ تُرابٍ عليها"
أحمد وليد زيادة
07-04-2010, 09:45 AM
[كي تُكملَ الفوضى كتابةَ مُستَجِدٍّ آخَرٍ
يجتاحُكَ الوجعُ المُخَمَّرُ في مفاصِلِكَ العتيقةِ]
هكذا قالت لنا إحدى الحماماتِ المريضَةِ
وانحَنَتْ نحو العُطاسِ
وعندما قرأَ الهواةُ مِزاجَكَ القَسرِيَّ
لم يتيقَّنوا من وطأة الأحمالِ
فانصهروا على كَتِفَيْكَ:
"كن كالظَّبْيَةِ
التَحِفِ السَّماءَ
ولا تُجادِلْ سُورَكَ الطِّينِيَّ كي يرقى لأعلى
كُن أخَفَّ"
أنا سأنتَظِرُ انفصالَ الشَّيءِ عن ماهيَّةِ الشَّيءِ
الزُّجاجَةُ سوفَ تلقي لي مَصابيحَ السَّماءِ
هل الشُّعاعُ يريكَ جانبَ هذه الحُمَّى
ولا يُلقي الظِّلالَ على المُقابِلِ؟
فاستَعِدَّ لِكي تكونَ حكايَةَ (اللا لونِ)
في الجنْبِ المُقابِلِ
بَعدَ كَفٍّ ...
أو أصابِعِهِ الثَّلاثَةِ ...
قد يراوِغُكَ انفصالٌ آخَرٌ
فيُريكَ كيفَ يمُرُّ وجهي
مُستَقِلاً عن معانيه الثقيلةِ
كيف أرضٌ تطلبُ الوردَ المُناسبَ
لاحتفالٍ واقِفٍ بالبابِ
ثُمَّ –كطَيرِ دورِيٍّ- أُسَجِّلُ ما تُريدُ الأرضُ
فدَّانَيْنِ
فَدّانَيْنِ
فوقَ سحابَةٍ
وأقولُ مختَصِراً مَزاريبَ التَّفاوُضِ
"سوفَ تُمْطِرُ"
...
...
...
هل تَرى؟
أحمد وليد زيادة
26-04-2010, 08:54 AM
سَلْوى
أحمد زيادة
وَثِقْتِ بالخوفِ
بين الماءِ والغَسَقِ
فاستنبِطي الأمْنَ
مِنْ نَزْفي
ومِنْ مِزَقي
واستبطِئي النَّزْفَ
إنَّ النَّزْفَ أغنِيَةٌ
واستنْهِضي الجَمْرَ
مِنْ تلقاءِ مُحتَرِقِ
ما كانَ للدَّرْبِ أن يلقاكِ
خارِجَهُ، فكيفَ يأذَنُ للذِّكرى
على أرَقي
وللرَّصيفِ شذوذُ الليلِ
فانتَبِهي، ولا تتيهي
كما لو أنتِ في وَرَقي
***
وَثِقْتِ بالخوفِ
إذ لا شيءَ يُثْبِتُني
وجئتُ أحبو على جُرحي
ولم تَثِقي
تستعبدينَ سُعالي
تحتَ مُنتَصَفي، لتستَحِثِّي سقوطي
كالِحَ الخِرَقِ
إنِّي سقطتُ.....!
ولا زَهْرٌ يُقيلُ فَمِي
هل راقَكِ النَّفَسُ المسروقُ في غَرَقي؟
أم قد فَرِحْتِ
وقد ناجَزتِني فِتَني، وصارَ
لحناً على أوتارِهِ بُزُقي؟
الرُّوحُ يَنْقُصُها
_ملءَ السَّديمِ_
ندىً، فَلَسْتِ قاتِلَتي
بل مِتُّ مُذْ عَلَقي..
أحمد وليد زيادة
09-05-2010, 09:23 AM
لأجلِكِ يا أرضُ
أقنَعُ بالليلِ
أشبَعُ حَدَّ اختناقي بهذي الرُّطوبةِ
أحسُبُ ثوب السماءِ القَريبِ
-ولا نجمَةٌ أستعينُ بها-
فأُعيدُ الحسابَ
ولكنني أتحيَّزُ للجِهَتَينِ
لكي لا يَشُدَّ عَلَيَّ الزِحامُ
...
وأنسِلُ زنزانتي حائطاً حائطاً
وأقولُ لها
"لو مددتِ يديكِ لهذا الغريب..
فقد نصبحُ الآنَ مُتَّحِدَيْنِ"
فتفلتني وتزيدُ اتِّساعاً
ولكنَّ قلبَكِ يا أُمُّ ما زالَ أرحبَ منها وأوسَعَ
يا أُمُّ
فانتظريني لآخرِ هذا الضَّجَرْ
أحمد وليد زيادة
10-05-2010, 11:45 AM
[اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شقيقي الذي يكبرني بعام واحد
وهو الآن يقضي محكوميته في سجن مجدو قسم6 غرفة10]
01:00 am
أحمد زيادة
عَرِفوا الطَّريقَ لِبَيْتِنا
وبغيرِ مُعْجِزَةٍ
فقط يكفي غُرابٌ واحِدٌ
بينَ الظَّلامِ وبينَهم
وخريطةٌ حَوَتِ التَّفاصيلَ المُهِمَّةَ
والتي تبدو بغيرِ ضَرورَةٍ –في رأيِ جَدَّتِيَ العجوز-
فقد تصيرُ مُهِمَّةً
لو طارَ عن حبْلِ الغسيلِ
خمارُ أُمِّي فجأةً..
،
هل يعرِفونَ طريقةً أُخرى أقَلَّ حماقَةً
كي يُعلِمونا أنَّهُمْ آتونَ
أيَّ طريقَةٍ
غيرَ النَّقيقِ على جدارِ الماءِ
أو قتلِ الدَّوالي بالحِجَارَةِ؟
نحنُ ينقُصُنا التَّخَلُّصُ مِنْ عناءِ الأمسِ
والتأشيرُ لليومِ الجديدِ بأنْ يَمُرَّ مُسَلِّماً
-في مِثلِ هذا الوقتِ-
والعِبْرِيُّ خلفَ البابِ ينقُصُهُ تَعَلُّمُ كُلِّ شيءٍ
كُلِّ شيءٍ..
غيرَ إتقانِ السِّلاحِ
وحقنِ إخوتِيَ الصِّغارِ بِفُوَّهاتٍ للتَقَيُّؤِ والبُكاءِ
،
وفي فِراشِ أخي، البساطيرُ الغريبَةُ
تشتَفِي مِنْ سبْيِ بابِلَ
أو مِنَ المَوتِ المُفاجئِ في الفنادِقِ
ثُمَّ أعلَنَ ضابِطٌ
"كي نُكْمِلَ التفتيشَ ظلُّوا هادئينَ..
وخارِجَ البابِ الرَّئيسِيِّ المُحاصَرِ
نحنُ نبحَثُ عن مَخابِئَ قد تُفاجِئُنا قليلاً:
سكتةً يَدَوِيَّةً ..
أو حالَتَيْنِ مِنَ التَّناقُضِ"
،
كيفَ أُسْقِطُ عن عيونِكَ يا أخي هذا القِماشَ..؟
وليسَ لي إذنٌ سماوِيٌّ يكونُ نبوءَتَيْنِ..
وليسَ يملؤني نبوخَذُ بالمجانيقِ
-احتساباً للحِصارِ-
فَثِق بأنَّ فضاءَنا ما زالَ أبيضَ
والوساطَةُ في الدُّعاءِ تَهُبُّ مع أُمِّي
وقالَ أبيَ
"تَنَصَّل مِن يَدَيْ (حاغايَ)*
أغنيتينِ... أغنيتينِ...
واحذرْ ما تُقَرِّبُهُ العصافيرُ الخبيثَةُ منكَ"
ثُمَّ يطيرُ يحمِلُ قلْبَ أُمِّي والدُّعاء..
____________
*المسؤول الأمني الإسرائيلي للمنطقة التي أسكُنُ فيها.
أحمد وليد زيادة
18-07-2010, 04:08 PM
ستصفحُ عني البرودةُ
حين أغادِرُها
لستُ أبكي من الليلِ
أو من غناء ابنِ إبليسَ خارجَ قمقمِهِ
لستُ أبكي من الرأس في إصبَعٍ معتِمٍ لا يشعُّ
ولا يعكسُ الشوكَ
لكنني أتهالَكُ موتاً
-يعيدونَ تأهيلَ ذاكرتي-
ليس في وسعِيَ الآنَ مقتٌ
لأضرب وجهي وأخرجَ منه اضطراراً
-فماذا سيغويكَ إن عشتُ خلفَكَ في هامشٍ؟
موتكَ؟
الصوتُ؟
رائحة الفحمِ؟
ماذا سيغويكَ إلا ازدهارُ فراستك المنهجيةِ
تسبِرُ من مَرَّ فيك تماماً
ومن لم يمرَّ
ومن قد توقَّفَ قبل نفاذك
يتلو اختصارَ الحرائقِ
كي تُطْفِئا زَخَمَ الذِّكرياتِ
فتيلاً
فتيلاً
...
بماذا تَحُدُّ السماءُ من الليلِ
والظِّلُّ مُتَّسِعٌ لي؟
أنا لا أكابِدُ للدمعِ إلا الخدودَ المُعَدَّةَ جداً
وذاكِرَةً قد تزيدُ انفلاتَ النُّواحِ انفلاتاً
فكيفَ ستذرِفُني يا عمودَ النهارِ؟
تخلَّيتُ عني
فلستُ سوى ولدٍ فائضٍ
جاء ملحَقَ والِدِهِ في شتاء على دفعتينِ
وقد أنذرَ النخلُ سيِّدَهُ:
"إنَّ نصفي اليمينَ يعامِلُ أيسَرَهُ في جفاءٍ..وقسوةِ مُنْفَصِِلٍ...
لا لشيءٍ..
ولكنَّهُ الآنَ مُتَّجهٌ..
ثمَّ عمَّا حصارٍ
يُشَيِّدُ تحتكَ ماءً نحيلاً
ولكنَّهُ ضدُّ أيِّ محاولَةٍ للعبورِ..."
...
قليلاً قليلاً...تَنَفَّسَكَ اللوزُ
-واللوزُ آخِرَ خضرَتِهِ ليسَ حكراً على أحَدٍ-
...
هل ترانِيَ محظوظاً الآنَ
واللهُ يُشْعِلُ نجمَ السَّماءِ
ويرفَعُها دون أعمِدَةٍ
ويعادِلُ كلَّ قوى القَصِّ مُنهَكَةً؟
لم أُفَكِّرْ بنفسي...
وهذي السماءُ تفوقُ جهازَ التَّنَفُّسِ والدَّوَرانِ لَدَيَّ كثيراً
فكيفَ غفَلْتُ عن الأفْقِ؟
إني نَظَرْتُ فلم أرَ شيئاً سواكَ
تَقَدَّسْ....تَقَدَّسْ....
تُكَفَّرُ عني البرودَةُ
دونَ مُغادَرَةٍ
ثمَّ أبكي
وأضربُ وجهي اضطراراً شديدا...
تَقَدَّس
.
.
تَقَدَّس
أحمد وليد زيادة
22-09-2010, 08:46 AM
يستسمح المطر المصلوب: "معذرةً=إذا هطلتُ ولم أُسفِرْ عن العُشُبِ
ما عدتُ ماءً .. فهل مرّ الشتاء به=أم هل سيطلع من تعويذة الحُجُبِ
وينحني للندى .... لكنه تَعَبٌ=وليس ينبتُ في حوضٍ من التَعَبِ
فمن تكبّد ذبحي غيرَ مُرتَدِعٍ=بمن أَتَوْها على عِلْمٍ بِمُنْقَلَبِ
إذ حاق بالخشبِ المُحتالِ مسغبةٌ=وبُرِّئَ الغيمُ مما حاقَ بالخَشَبِ
الأرضُ مرّت تَعُدُّ الأرضَ من جِهَتِي=وتُخطِئُ العَدَّ مِنْ لَغْوٍ ومِنْ صَخَبِ
ولستُ أَمْلِكُ مِمَّن يَصْرُخُونَ بِهَا=أمراً.. وجرحي على لَحْدَيَّ يصرخُ بِي :
يا أنتَ.. مِتَّ.. فهلاَّ نِمتَ مُرْتَضِياً=أو فِرَّ مِنْ نُسُكٍ مَشؤومَةِ الغَضَبِ
لم يَبقَ فيّ سوى جرحٍ وخاصرةٍ= وما لم تَطُلْهُ –قليلٌ- وِجهةُ العَطَبِ
هل من سيبعثُنِي غيماً بلا وَجَعٍ=ويدرأُ الخَشَبَ المُحتالَ عن قَصَبي؟"
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir