مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر سعد مردف الجزائري
سعد مردف الجزائري
27-12-2009, 09:29 PM
يا بُلبُلَ الـدَّوحِ، شَاقَتنَـا الأغاريـدُ=متَى يُشَنفُ هَـذَا الغُصـنَ تَغرِيـدُ؟
مالِي أراكَ تجـوبُ الأفـقَ مبتعـدًا=وَمِلءُ جَفنَيكَ يَا ابنَ الروضِ تسهِيـدُ
ألستَ مَـن عَلَّـمَ الأطيـارَ شاديَـةً=أغَانِيَ الفَجرِ مَا لاَحَـت ْمواعِيـدُ؟
وَفِي جَناحَيكَ هامَ الطَّرفُ مَا خَفَقَـا=وبينَ ثوبَيْكَ حُلـمُ الدهـرِ موجُـودُ
يَا شَاعِرَ الأمَّةِ العَربَاءِ هل نضَبَـت= ْتلكَ القَوافِـي و خَانَتـكَ الأنَاشيـدُ
أم ْعضّكَ اليَأسُ ممـا هَـاجَ هاتِنَنَـا=مِن نَائباتٍ لهَا فِـي الصَّـدرِ تنهِيـدُ
أم هَل ذَوت ْنَغَمَـاتٌ منـكَ ناعِمَـةٌ=أم ْصوَّحَت ْفي الرُّبى تلكَ العناقِيـدُ
إنِّـي أُعِيـذُكَ يَـا حَـادِي قوافلِنَـا=مِن عِيِّ مَن سَكَتُوا مِن هَولِ ما كِيدُوا
وأنتَ أُغرودَةُ الدنيَـا إذَا وَجَمَـت = ْورفَّـةُ الطَّيـرِ إمَّـا مَـالَ أملُـودُ
وبَسمةٌ فـي شِفَـاهِ الأرضِ حالمِـةٌ=وفَرحَـةٌ سَاقَهَـا لـلأرضِ مولُـودُ
أمَا لحَرفِكَ بعـدَ اليَـومِ حَمحَمَـةٌ،=وللمعانِي اللَّواتِـي صُغـتَ تردِيـدُ
وهَل لعذبِكَ مِـن كَـأسٍ نُلـمُّ بِهَـا،=أَو نشوَةٍ فِـي حَنَايَانَـا لهـا عُـودُ؟
تطرِيبُكَ الأمـسَ أحيَانَـا وَأنعشَنَـا=وصَمتُكَ اليَومَ منهُ القلـبُ مجهُـودُ
فأنهَض بِلفظِكَ فوقَ الجُرحِ ممتَشِقًـا=سيفَ اليراعِ ففِـي هبَّاتِـهِ الجُـودُ
وَقُل بِشعرِكَ مَـا يَشفِـي جَوانحَنَـا=ففِي الحشَا كمَـدٌ كالبَحـرِ ممـدُودُ
وامسَح ْعلى الشَّرقِ آلامًـا تُسَهِّـدُهُ=يا شاعِـراً قلبُـه للشـرقِ مشـدودُ
أمَا استثارَتْـكَ عَيـنٌ منـهُ باكِيَـةٌ=أو دمعَةٌ جرَّهَا لـلأرضِ عربيـدُ؟
أو صَرخةٌ تتَلظَّـى فِـي مَرَاجِلـهِ=كأنهَا عاصِـفٌ ضاقَـت بِـه البِيـدُ
أمَـا استَحثـكَ أقصَانَـا ومقدِسُنَـا=باتَـت تُعَفِـرُه الصـمُّ الجلاَميـدُ؟
وفِـي مآذنِـهِ حُــزنٌ ومَلهَـبَـةٌ=مذْ شـابَ آفاقَهـا البيضـاءَ تلمـودُ
وعَن فَلسطِينَ أذكَى طُولَ غُربتِنَـا،=مِـنَ اليهـودِ غرابِيـبٌ منَـا كِيـدُ
فِـي كُـلِّ شبـرٍ لنَـا هَـمٌّ نكَتِّمُـهُ=وفيـهِ تجمعُنَـا نَــارٌ وأُخــدُودُ
حظّ البُغاةِ علينَا الشربُ مِـن دَمنَـا،=وحظّنَـا مِنهُـمُ شجـبٌ وتنـدِيـدُ
لا أرضُنا حُرّةٌ يُرجَى الأمَـانُ بهَـا=ولاَ حِمانَا مِـنَ العَاديـنَ مرصُـودُ
أمسَت ْمُنَى أُمَّتِي في كفِّ مَن غَدَرُوا=وفارسُ الفتحِ فِي الأهلِيـنَ مفقُـودُ
يا شاعِري غَالَتِ الأهـوَالُ شارِقَنَـا=فأيـنَ أنـتَ وهَاتِيـكَ الأغَـاريـدُ
قَد فَرقَت شَملَنَا الأهواءُ وانتَصرَت= ْفنحـنُ مِـن بَعدهَـا قَـومٌ أبَاديـدُ
والغَربُ مِن فَوقِنَا ضَـاءَت مَنارَتُـهُ=وَنحـنُ مِـن تَحتِـهِ أيَّامُنَـا سُـودُ
لاَ مَن يُنَشِّرُ رايَـاتٍ لنَـا نُكِسَـت =ْولا فتًى فِي يدَيـهِ النصـرُ معقـودُ
فأينَ حَسَّانُ يحدُو الركبَ منطَلِقًـا=وفـي لسانِـهِ للإسـلامِ توطِـيـدُ؟
ومِـن قَوَافِيـهِ للأعـدَاءِ دَمـدمَـةٌ=كالنَبلِ فِي غَلَسٍ سِيمَت بهَـا السِّيـدُ
وأينَ كَعب ٌ عَلاَ كعبُ الجِهادِ بِـهِ=وفِـي مطَالِعِـهِ للكـفـرِ تفنـيـدُ؟
قَرائحٌ أيقظَت ْ فَجرَ الزمَـانِ وفِـي=راحَاتِهَـا أبــدًا للـحـقِّ تأيـيـدُ
كم أنشَدَت فاسترَقت ْ أنجُمًا زُهُـرًا=وأذعَنَـت دُونَهـا تِلـكَ المقالِـيـدُ
فلم ْيَزَل ْشِعرُهَـا للمدلِجيـنَ هُـدًى=وفِـي مصَابيحِـه للنهـجِ تسـدِيـدُ
ومِن مَعَانِيـهِ شـادَ الأولـونَ لهُـم=صرحًا علَـى بابِـهِ شـمٌ صنادِيـدُ
يا ابنَ العروبَةِ والإسلامِ أنتَ عَلَـى=ثغـرِ العُروبَـةِ والإسـلاَمِ معـدُودُ
وفِي بيانِكَ سَيـفٌ مشـرَعٌ وعَلَـى=حَرفَـي لسَانِـكَ للبَاغِيـنَ تهـديـدُ
فغَنِّ مَا نَاحَتِ الغِربَانُ فِـي وطنِـي=فأغنياتـك فــي أيامـنـا عـيـدُ
واحمِل ْ لأمتِنَـا فِـي ليلِهَـا شعَـلاً=ففِي سَنَـاكَ لهـذَا الـدربِ تعبِيـدُ
وفي قصَائِـدِكَ الغَـرَّاءِ، جَامِحَـةً=للـرُّوحِ تزكِيـة ٌوالصـفِّ توحِيـدُ
يا بُلبلَ الدوحِ يَـا نَامُـوسَ نهضَتِنَـا=أَنشِد ْفإنّكَ فـي الأقطَـارِ منشُـودُ
سعد مردف الجزائري
29-12-2009, 11:22 AM
لغتِي سَلمـتِ وصَانَـكِ الرحمَـنُ=كالشمسِ أنـتِ ونـورُكِ القـرآنُ
يـا بنـتَ عدنَـانَ التِـي بجمالِهـا=نـالَ الكَرَامَـةَ وَالعـلاَ عـدنَـانُ
رمزُ العُرُوبَةِ أنتِ والديـنِ الـذِي=عَرفَ الطرِيـقَ بهَديِـهِ الإنسَـانُ
وعَلى حُروفِكِ أبصرَ الناسُ الهُدى=وتنَـورَت بسُطُـورِكِ الأكــوَانُ
ما أعذبَ الكلمَـاتِ فيـكِ رقيقَـةً=وألـذَهُـنَّ يَزِيـنُـهُـنّ بـيَــانُ
وأشدَّ وقعَ اللفظِ منـكِ وقَـد أتَـى=كالسحرِ يسبِي النفسَ وهوَ مُـزانُ
كـم ذَا حَوَيـتِ لآلئًـا وَجواهِـرًا=وضمَمـتِ درًّا فوقَـهُ مَـرجَـانُ
ونظَمـتِ نثـرًا كالسمَـاءِ مُبَـرأ ً=وقوافيًـا ثمِـلَـت بـهَـا الأوزَانُ
وكسَوتِ ديوانَ الأعَـاربِ بهجَـةً=حفِظَت لهـم مَـا ضمَّـهُ الديـوَانُ
مَن قَال أنكِ يا ابنةَ الضـادِ انتَهَـى=فيكِ العَطَـاءُ وقَـلَّ منـكِ الشـانُ
أو قَالَ أنكِ فِـي الحضَـارةِ غِـرَّةٌ=والعلمُ - لو أدنَـاكِ منـهُ – يُهَـانُ
خَرسَت ْ شفَـاهٌ أرجفَـت بمقَالَـةٍ=حمقـاءَ لاَ يرضَـى بهَـا الديَّـانُ
لغَتِي أُعيذُكِ مِـن لسَـانٍ مُغـرِضٍ=أو دعـوةٍ أوحَـى بهَـا الشيطَـانُ
هـل أنـتِ إلا نفـحـةٌ علـويَّـةٌ=سبَحَتْ عَلَـى أمواجِهـا الأزمَـانُ
لَو لم تَكُونِي شَامَـةً بَيـنَ اللغَـى=ما كانَ ضَـوَّعَ حرفَـكِ الفُرقَـانُ
أو مَا رَفعتِ مَنَـارَةً مِـن هَديهَـا=قبـسَ الهنـودُ وقلَّـدَ الـرومَـانُ
وَوسِعتِ أمجَادًا وحُـزتِ مفاخِـرًا=حفَلَـت بهِـنَّ العُجـمُ والعُربَـانُ
وكتبتِ للإسـلامِ أسمَـى نهضَـةٍ=وحَضَارَةٍ أوحَـى بهَـا الرحمَـنُ
في راحتَيـكِ لهَـا بيَـانٌ معجِـزٌ=وعلَـى متُونِـكِ صنتِهـا وتُصَـانُ
ولهَا عَلـى جنبَيـكِ وجـهٌ بَـارِقٌ=ونفائِـسٌ مَـا ضَمـهُـنَّ مـكَـانُ
فترفَّعِـي مَـا لاَحَ نجـمٌ شـارقٌ=و تشَامخِي مَا طابَ منـكِ لسَـانُ
وامضِي علَى دربِ الخُلودِ وأبشِرِي="إن المخَـاوِفَ كلـهُـنَّ أمَــانُ"
سعد مردف الجزائري
31-12-2009, 12:05 AM
لبنان الشامخ
ذَوي الفخْر ِدُمتـمْ أهـلَ عِـز وَمنْعـة ،=و أهـلَ شمـوخٍ مـا تطـاولَ مُعـتَـدِي
بكـم تُرفَـعُ الرايـاتُ فـي أُمـة وَهَـتْ=وهانَـتْ علـى الفجَّـارِ بـعـدَ التسـيُّـدِ
أمَا ، و الـذي قـدْ سَـدّدَ اليـومَ رميَكـم=و أولاكُـم ُ بالنصـرِ فـي كـلِّ مــوردِ
وأودعَكم صبـرَ الصنَادِيـدِ فـي الوغَـى=و أجلسَكُـم مـن صِدقِـهِ كــلَّ مقْـعـدِ
لقدْ طـال ذُلُّ الشعـبِ و الكفـرُ جاثِـمُ ُ=على صدرِه ، و البغيُ في الشعبِ ذو يـدِ
و جَاشَتْ جيـوشُ المارقيـنَ ،و أجْلبَـتْ=على الأرضِ في تيـهِ الجهـولِ المعَربـدِ
يهـودٌ أقامُـوا كُـلَّ دَعـوًى ، وكِـذبـةٍ=وصَاغوا مـن الإرجـافِ أوهَـى التفنُّـدِ
بدعـوَى أسيرَيـنِ استباحُـوا حياضَـنـا=وفي الأسْر أوطَاني ، و في الأسرِ مَسجِدِي
و فـي الأسْـر أعـراضٌ لنـا مُستباحَـةٌ=تنُـوءُ بأصفـادٍ إلــى غَـيـر مـوعِـدِ
إذا آهَـةٌ حـرَّى مـن القهـرِ أسمـعَـتْ=تُضَـامُ ، و لـو حُـر ّ بكاهـا سيُجـلَـدِ
فلاَ ثـمَّ مَـنْ يُنْجِـي مِـنَ القيـدِ عَانيًـا=و لا ثــمَّ مـأسُـورٌ يُفَـادِيـهِ مفـتَـدِي
فيَـا أيُهَـا الـغَـادُونَ مِـنـي تحـيَّـة ،=و مـن كـلِّ جُـرحٍ راعِـفٍ ، مُتَـجَـدّدِ
تحـيَّـةَ ذِي هَــمٍّ دعَـاكُـم ، وأنـتُـمُ=مفاتيـحُ غَــوْثٍ للحـزيـنِ المـشَـرَّدِ
فيا حـزبَ نصْـرِ الله هـلْ فيـكَ نجـدةٌ=لمعتصـمِ ، أمْ فيـكَ إنـجَـادُ مُنـجِـدِ ؟
وهلْ فـي حمـاكَ اليـومَ إنصَـافُ أمـةٍ=تعَاورَهـا الأنـذالُ مِـنْ كــلِّ معْـقِـدِ
للبْنـانَ ذَيَّــاكَ الشـمـوخُ ، و نُــورُهُ=ولِـلـه ِلُبـنـانُ الـفـدَى ، و التجَـلُّـدِ
أمِـنْ نفحَـاتٍ مـنـه تعـتَـامُ شرقَـنـا=أرَى الشَّرَفَ الأسنـىَ تبسَّـمَ عـن غَـدِي
و مِـن لحنِِـه عنـدَ الجـنُـوبِ نسـائـمُ= تدَفَّـقُ فـي رُوحـي ، فتبعـثُ مولِـدي
فيـا حَـادِيَ الركْبـانِ مِـنْ كـل وِجهـةٍ=و مُصْلِي فلُـولَ البغـيِ نيـرانَ مُوصِـدِ
ويـا ساقِـيَ الباغِيـنَ كأسًـا مَـريـرَة ،ً=و مُستَنفِـرًا للنـصْـرِ أبـطَـالَ أحـمـدِ
ويا قائمًـا والقَـوم فـي الـدار نُـوَّم ُ ُ،=علـى بُسُـطِ الإذلاَلِ مـنْ كــلِّ سـيِّـدِ
تداركْتَ أنفَ العُرب في التُـرْب راغمًـاَّ =و أعراضَهـا نهـبًـا لـغـرب مـهـودِ
فأشهرْتَ ، و الأقمارَ مـن حِـزبِ ربِّنَـا=شبَا الحـربِِ لـم تجُفِـلْ ، و لـم تتـردَّدِ
جُعلْـتُ فـدَى تلـكَ الوجـوهِ ، ِونورِهـا=إذَا حمحَمـتْ خيـلٌ بسـهـلٍ، و فَـدْفَـدِ
على تلك قد راهنـت فـي ردِّ عُصبـة ،=تداعـتْ علـى الإسـلاَمِ دِيـنِ محـمَّـدِ
فمَـن لبنـي صُهـيُـون إلاَّ بـلاؤكـم ،=و إلا جُـنـودُ الـحـيـدَرِ المـتـفَـردِ
فدُكُّـوا حـصُـونَ العابثـيـنَ بقدسِـنـا=و هـزُّوا عـروشَ الهازئيـنَ بمعْـبَـدِي
ولا ترحمَـوا يـوم اللِّقـا كـلَّ مـجْـرِم=طوَى العمْرَ في قتلٍ و فـي نهْـب مـورِدِ
له قَـدَمٌ فـي السَّلـبِ أرسَـخُ مَوطئـا ،=و كفٌّ له فـي الغصْـبِ أوسَـخُ مشهَـدِ
و في الحـرْبِ لا تسـألْ عليـهِ محَارِبًـا=على خلُـقُ الخنزيـرِ فـي قَلـبِ أحقـدِ
غَنيمَـتُـه طـفـلٌ تـمـزَّقَ غـيـلـةً ،=وآخـرُ موصُـولُ الأسَـى و التـشَـرُّدِ
ونَصـرُهُ فـي شَـيـخٍ تـهـدَّمَ بيـتُـهُ ،=و ثكْلـى أصِيبَـتْ فـي بُنيَّـاتِ أَكـبُـد ِ
هوَ الأخْـذُ بالشِّـدَّات فـي ثلَّـة ٍ بَغَـتْ=هو القتـلُ فيهِـمْ فاقعُـدُوا كـلَّ مرصَـدِ
فليـسَ وراءَ الحـقِّ إنْ شِيـمَ غصـبـهُ=سِـوَى قاذفَـاتِ النـارِ مـن كـل مَوقِـدِ
وإلا شهابُ الرعْدِ يَنهَالُ فـي الضُّحـى ،=و في كـلِّ ليـلٍ حالـكِ الثـوبِ أسـودِ
رمى الله ُ يا كفـارُ مـنْ بعـدِ رميِكـم ،=وكدتـمُ فـكـادَ الله ، ُوالظـلـم يبـتَـدِي
لئنْ نامَ أهـلُ الأرضِ عـنْ بغيكـم فمـا=تنـام عُيـونُ الله عـن بـغـي مُفـسِـدِ
متَى ظَـنَّ " ألُمَـرْتُ " الجنـوبَ مَطيـةً=لأطمَاعِـه قـدْ تَـاهَ عـنْ كـلِّ مقـصـدِ
و إمَّـا رأَى للشَّـرقِ تجـديـدَ روحِــهِ=فقدْ ضلَّ كلـبُ الغـرْب أيَّـانَ يهتَـدِي ؟
و لـو ظـنَّ أمريكَـا ستُنجِيـه إنْ عـتَـا=تجرَّعَ سُـمَّ الوهْـمِ مـن فهْمِـهِ الـرَّدِِي
هو الحـق يـا لبنـان ، يـا أُرْزَه الـذي=يَتيهُ علـى العـدوانِ فـي طيـبِ مُحتَـدِ
سمـوْتَ و حـقِّ اللهِ عـنْ كـلِّ خـاذلٍ ،=و سُـدْت وَ ربِّ البيـتِ يـا خيـرَ سيِّـد
وقُدْتَ لواءَ النصرِ فـي حالـكِ الدجَـى ،=و دُسْتَ يهـودَ الكفـرِ ، يـا رب فاشهـدِ 10/08/2006
سعد مردف الجزائري
11-01-2010, 01:17 PM
قم سائلِ الحقَّ : مـا بـالُ الضـلالاَتِ=أرْجَفْـنَ حولـهُ هَاتِيـكَ الإشاعَـاتِ ؟
و ماله لـم يـزلْ مثـلَ السنـاءِ لـه =ُرغم القُـلاةِ شمـوخٌ فـي السَّمـاواتِ
أبقَى على الزمَنِ المعتـلِّ فـي ألَـقٍ=و أبهَـرُ النـورِ مصبـاحُ المنـاراتِ
ما بالهُ ليـسَ يُعيِـي صدقَـه كـذبٌ=و ليسَ يمحُـوهُ أصحـابُ الفَريَّـاتِ ؟
و مالـه مُشرِقـاً تـبـدُو بشاشـتُـه=والباطلُ الفـجُّ آسٍ فـي المعَـرَّاتِ ؟
و قلْ لمنْ دلَّسُوا في الغَربِ أو مرقُـوا=شـرِّ البريَّـة ، مفـتـاحِ البلـيَّـاتِ
إلا الرَّسُـولُ ومـن ْ علَّـتْ برفْعتِـهِ=بلابـلُ الوحـيِ آيَــات ٍ، فـآيـاتِ
أين النبـيُّ ، و أيـن الشامتُـون بـهِ=أَين الطهَـارةُ مـن أهْـلِ النجاسـاتِ
ما أقبحَ الجهلَ كم يُـزرِي بصاحِبـهِ ،=ما أسوَأ الحُمقَ كم يجني علَى الـذاتِ!
ما أجحَـدَ النَّـاسَ إذْ تخلـو قلُوبهُـم=مـن اليقيـنِ فتهْـوي للبـلاهَـاتِ !
قـل للذِيـن تولَّـوا كِبْـرَ فاحـشـةٍ=تَبْلَى لها السبعُ مـن فـرطِ الإسـاءاتِ
مـا زال طيشكـمُ طيشًـا ، وجهلُكـمُ =كالجهل، حتى نزلتُم إلى درْكِ البهيماتِ
فلم تزالُـوا مـن الأوغـاد لا خلُـقٌ ،=و لا حيَـاءٌ ، و لا عقـلٌ بمِصـفَـاةِ
ولا احتـرَامَ لـذِي ديـنٍ وذي أدبٍ ،=و لاَ جَـلالَ لأحـيَـاء ، و أمــوَاتِ
النـاكِـرُونَ لــذاتِ الله لا عـجَـبٌ=أن ينكِـرُوا بعـدَهُ كـلَّ الـرسَـالاَتِ
حريةُ الـرأيِ دعـوى تطلبُـونَ بهـا=هتْكَ المحَارم مـن خَلـفِ الشعَـاراتِ
أحللْتـمُ بعدَهـا مـا كَـانَ محتَرمًـا=ودُستُـمُ بعدَهـا كــلَّ القـداسَـات
حريةُ الـرأيِ ليسَـتْ غيـرَ أغنيـةٍ ،=عَاطيْتُـمُ معَهـا كـأسَ الإبـاحَـاتِ
وقد رقَصْتـم علـى ترديدِهـا سَفَهًـا=وخضْتُمُ في المخَـازي ، والقَـذَارَاتِ
عِيبُوا الضِّياءَ إذا شِئتـم ، و بهجتَـهُ ،=عِيبُوا الصبَاحَ وضَوءَ الفجرِ إذ يَاتـيِ
عيبُوا النجُومَ ، وشمسَ الأفقِ بـارزةً ،=ونسمَةً في الضحَى ألقَـتْ صـلاَواتِ
عيبُوا الجبَالَ إذا مَـا لاحَ شامخُهـا ،=و البحرَ ، و النهرَ يلغُو بيـن جَنَّـاتِ
أو اهزؤُوا من نَمِيـرِ المـاءِ منطلقـاً=في صفْحةِ المرْجِ ، و انحُوا بالملامَات
عيبُوا الطفولةَ، إنْ شئتم ، و زهرتَها ،=و لوِّثوا الطهرَ فـي تلـك البـراءَاتِ
و أوسِعُـوا قمـرَ الأنـوارِ مَنقَصـةً،=و ناصِبـوا النـورَ ألـوانَ المذَمَّـاتِ
و طاردُوا الغيمةَ البيضاءَ ما عرَضَت ،=وشادِيَ الطيِـر مـا غنـىَّ بواحَـاتِ
عادُوا الجَمالَ كما شِئتم، وقـد عَميَـتْ=منكم عُيونٌ ، و ضاعَت في المتاهَـاتِ
وسرِّحُـوا ريشـةً عميـاءَ ترسـمُـهُ=رَسْمَ المجانينِ تاهَـتْ فـي الفـلاَواتِ
إلا الرسولُ ، و مـن كَانـتْ قداستُـه=فوقَ القداسَـاتِ يـا أهـلَ العَـداواتِ
فِدَاه كلُّ بنـي الدنيـا ، ومـا جمَعَـتْ=أرضٌ ، و ما قد حوَتْـهُ مـن ملـذَّاتِ
حاشَاكَ يا سيدِي مـن كُـل شَائنـةٍ ،=حاشَاك من مُشبِـهٍ تلـكَ الرسُومـاَتِ
حاشَـاكَ مـن مَوضِـع يومـاً لمتَّهَـم=وأنـتَ ، وحـدَك أهـلٌ للشفـاعَـاتِ
فِدَاكَ نفسِـي ، ومالـي مـن مُناجَـزَةٍ=فدَاك روحِي، و عِرضِي فـي المفَـادَاةِ
فِداكَ ما حمَلَت أنثَى ، و ما وضَعَـت ،=و مـا أظلَّـتْ سمَـاءٌ مِـنْ نفيسَـاتِ
لا نـامَ جَفـنٌ ، ولا قـرَّتْ جوانحُنـا=وفيـكَ هَـرَّتْ خنازِيـرٌ بريـشَـاتِ
و لا أمِنَّـا إذَا مَـا نسمـةٌ لمـسَـتْ=خدَّيكَ يا سيِّـدي ، يـا كـلَّ غايَاتـي
أنت الجمالُ ، و أنتَ الحسنُ مجتمِـعٌ ،=أنتَ الملاحَـة ُمِـن فَـوقِ الملاحَـاتِ
فيضُ المودَّةِ في لطفٍ ، و في حـدَبٍ ،=بحرُ المحبـة ِ، فـي ليـنٍ وإخبَـاتِ
بـابُ المسـرَّة للمَحـزون ِ، مدَّخَـرٌ=للمُعسِرين ، و نصـر ٌ فـي الملمَّـاتِ
سَوَّاك ربُّكَ مـن قبـلِ الخلائـقِ فـي=مُستَكمَلِ الخلـق يـا خيـرَ البريَّـاتِ
وقد أَجلَّك فـي قَـولٍ، و فـي عمَـل=يا سَيدَ الخلـقِ ، يـا تَـاجَ المقَامـاتِ
أنت المنَزَّه ُعن جُورٍ و عـن خَطَـلٍٍ ،=و نحنُ أهـلُ الخطايـا ، و الجنايَـاتِ
وأنتَ من أنتَ، في عِلـم وفـي رَشَـدٍ=ونحنُ، لا أنتَ ، نرعَى في الغِوايَـاتِ
ياسيـنُ فضلُـكَ عـمَّ العالميـن َفمـا=تنسـاهُ إلا الدَّنايـا فـي الخليـقَـاتِ
هـديـةُ الله للإنـسـانِ تـرشِــدُهُ=بعدَ الضـلاَل إلـى نُـورِ الهدَايَـاتِ
وهَدْيُـهُ ، أنقـذَ الإنسـانَ مـن سفَـهٍ=وطهَّر النفـسَ مـن كُفْـرٍ و إعنَـاتِ
للهِ جَوهـرُكَ المكنـونُ كـم ذَهَـلَـتْ=عنهُ الصدُور، فلجَّت في الخصُومَـاتِ
وأعلنَت حربها فـي الغـربِ جاهِلـةً=و لو دَرَتْ جُرمَهَـا ناحَـت بأصْـوَاتِ
يا مُصطَفَى،جلَّ مَـنْ أولاك عصمَتَـهُ=صـانَ روحَـكَ فـي تلـكَ العَليَّـاتِ
شفاعةً ، يا أميرَ الحوضِ ، أنـتَ لنَـا=غـوثُ النجَـاةِ لـدَى يـومِ المنَـاداةِ
لا تهجُـرَنَّـا بِـأقــوامٍ مـدنَّـسَـةٍ=حامَت كما البُومِ في شـرِّ الصحيفَـاتِ
و أرسلَت نعَقَاتٍ في المـدَى فضَحَـتْ=حِقدَ الغُرابِ علَى ضَـوء الصَّباحَـات
هِيْ أمَّتـي سَتُعِيـدُ الشمـسَ بَاسمَـةً=عَنْ ثغْرِ أحمدَ فـي أرضِ الرسَـالاَتِ
وتمـلأُ الكـونَ بالتسلِيـم متَّـصِـلا ً=و بالصـلاةِ علـى بـدْرِ الثنَّـيَّـاتِ
سعد مردف الجزائري
22-01-2010, 05:11 PM
طــهَ حـبـيـبُ اللهْ=طــهَ رســولُ اللهْ
طــه أنــا ، و اللهْ=روحـي الـفـدى واللهْ
ما مالَ فرعٌ ، أو دنَـا=فجـرٌ ، و لاحَ سنـاه ْ
ما غرَّدَ الطيـرُ و مـا=غنَّى ، و طـابَ غِنـاهْ
إلا صلَى قلبـي الـذي=مـن شوقِـه أضـنَـاهْ
طـه سبَانـي ذكــرُه=و سبحْتُ فـي ذكـرَاهْ
يا خيرَ نُعمى أيقظـتْ=في الكون سـرَّ هُـداهْ
لله هـبْـنــي زورَةً=يـــا مُـنـقِـذِي للهْ
و اسكبْ على قلبـي المُعَنْـ=نَىَ النورَ أنتَ شفَـاهْ
يا خيـرَ خلـقِ اللهِ يـا=طــهَ رســولَ الله
بحـرُ النـدَى محمـدٌ=فيـضُ العطَـا لـولاهْ
لم يعرفِ الكونُ الهدَى=أوْ تكتـحـلْ عيـنَـاهْ
طــهَ حـبـيـبُ اللهْ=طــهَ رســولُ اللهْ
طــه أنــا ، و اللهْ=روحـي الـفـدى واللهْ
طه يا موئـل الرضَـا=و يـا أنشـودة السمـا
و يا سـرور مهجتـي=إذا الـفـؤاد أظلـمـا
بحر السجايا العاطراتِ=فضل من رفـعَ السمـا
غيثُ العطاشِ لم تـزلْ=أصلَ الأمانِ ، و النمـا
نـاشـدتُــكَ اللهَ ألاَ=تـزورنـي فأنعَـمَـا
طـهَ شِـراعُ أمـتـي=و ريُّهَـا مـن الظَّمـا
الطاهرُ المعصُـوم أنْـ=قى من ندًى يهمي ، ومَا
طــه حـبـيـبُ اللهْ=طــهَ رســولُ اللهْ
طــه أنــا ، و اللهْ=روحـي الـفـدى واللهْ
وقِّيتَ أيها المحبوبُ من=وهـمٍ توهمَـهُ العـدَى
يا كاملَ النـورِ انتهَـى=إليـكَ حسـنٌ يُفتَـدَى
مَن ظنَّ نقصًا يعتَريـكَ=نقصُـهُ فـيـه بــدَا
فجُرمُ من عَابَ الحبيبَ=ويحَهُ فـاقَ المـدَى .
ذاك الجـلالُ و البهَـا=ذاكَ الجمالُ فـي جَـدَا
تلكَ المجالي النيـرات=جَلَّ مـن قـدْ أوجـدَا
أخلاقه تسـعُ الوجـودَ=و حِلمـهُ أسخَـى يَـدَا
وبعضُ لطفِ المصطفى=أحيا الفـؤادَ الجلمَـدَا
مـن ذاك إلا سـيـدِي=طهَ الشفيـعُ المقتـدَى
طــه حـبـيـبُ اللهْ=طــه رســولُ اللهْ
طــه أنــا ، و اللهْ=روحِـي الـفـدَى واللهْ
يا ربّ فاجمعْنـي بـهِ=بشَربـةٍ مـنْ حوضِـهِ
يا ربِّ، وَ امنحْهُ الـذِي=وعدْتَـه فـي روضـهِ
و بالوسيـلـة الـتـي=تجزي كريـمَ صنعـهِ
ثـم اتخذْنـي عـنـدَه=إلـى جِـوارِ ربِّــهِ
في حفظِه ، و عطفِـهِ=و خفضـه ، ولطـفـهِ
يـا ربِّ جنـةً علـى=ذُرَى النعـيـم لَـقَِّـهِ
و امنَحْ عُبيدًا صحبـةً=للمصطفَـى، و رَقِّــهِ
أنـتَ الـذِي كرمْتنـي=يـا سيِّـدِي ببعْـثـهِ
و جُدْتَ لي بفَـرطِ مـا=أوليتَنـي مـنْ حـبِّـهِ
طــهَ حـبـيـبُ اللهْ=طــهَ رســولُ اللهْ
طــه أنــا ، و الله ْ=روحِـي الـفـدَى واللهْ
سعد مردف الجزائري
08-02-2010, 02:45 PM
حاشاكِ يا بنتَ العلا حاشاكِ = من ذا على التعليم قد ألقاكِ
أنت الكريمةُ و العظيمةُ و التي= نطقَتْ بكل طهارةٍ شفتَاكِ
و لقد عرفتُكِ كالنسيم عذوبةً = و علمْتُ أن الفجرَ قد غنَّاكِ
و رأيتُ قلبَكِ كالفضاءِ رحابةً =نبضَتْ جوانبُه بكلِّ ملاكِ
في روضِكِ الفينَانِ عشْتِ هنيَّةً = و سكبْتِ لحنَ الدوحِ في مَحْيَاكِ
وسناك كان على الأحبة مورقاً=ملأ الأحبةَ بالحبُورِ سناكِ
بالأمسِ كانَ أريجُ عمركِ في المدَى= عبِقٌ و للأيامِ فوحُ شذاكِ
فعلامَ ترتعشينَ يا بنتَ العلا=بين المدارسِ تطلبينَ شقاكِ
و تظلُّ عينُكِ بالدروسِ حزينةً=و يروحُ وجهُك شاحبًا بضَناكِ
أين البنانُ الرخْصُ كيفَ ذوى وما = ذاكَ المحيَّا كيفَ صارَ كذاكِ
غارتْ بشاشتُه وضاع نميرُه = و التاثَ من طبشُورك الفتَّاكِ
و الطرفُ أين نعاسُهُ عصفتْ به=حُمَّى الدفاترِ صحِّحَتْ بعَناكِ
عيناكِ غائرتَان من فرطِ الضنا =ومنَ الدروسِ تقرَّحَتْ عينَاكِ
أمسى لغصن البانِ ميلاً فالتوى =مَنْ للعنادلِ في رياضِ هواكِ
يا أختَ هذا القلبِ جرحُك هزني= أورَى زنادِي حينما أورَاكِ
يا قاتلَ اللهُ المعاشَ و همَّه =أودَى بريمِ البانِ و الآراكِ
و غدَوتِ من لأوائه كحمَامةٍ=في لحظ صيادٍ ، و كفِّ شَراكِ
لكِ من تلاميذ المدارسِ شِقوةٌ =قد جرعتْكِ مرارةَ الأحسَاكِ
في كل يوم من مكائدهم أذًى=يودَِي بلبِّ الحازم المتَذاكِي
شرُّ البلاءِ على رؤوسِ كبارِهم=و الأصغرُونَ عقاربٌ بحمَاكِ
قاموا إليكِ بقضِّهم و قضيضِهم =و تألبوا في قسْمِهم لأذَاكِ
و تعاونوا فغدَوتِ بين جموعِهم=في حسرةٍ وتأفُّفٍ و تشَاكِي
لم يرحمُوكِ فغادَرُوكِ أسيفةً =تتقلبِينَ على شفِيـرِ أسَاكِ
و غدَوتِ و العبراتُ منكِ غزيرةٌ=و تصايحوا ضحِكًا لطولِ بكَاكِ
قلبي مع العصماء أُهْدِر دمعُها =في حفنةٍ من صِبيةٍ ، وعــراكِ
لله ما ذرفتْ غداةَ تأوهتْ =بين الصفوف و آذنت بهلاكِ
يا منْ لشمسٍ البيتِ كيفَ تعفرتْ=في نقع جيلٍ فاسد الإدراكِ
من للجمال تخطفته يد البلى =من للورود تتيهُ في الأشواكِ
سعد مردف الجزائري
09-06-2010, 10:35 AM
ما لليهودِ الغاصبيــنَ ، وما لِي= كم يطلبُـونَ ، و لا أحبُّ وصـالِي
كم يزعمُـون مودَّتي ، و أنا لهم = حرْبٌ ، فمـالي في المودة مالي ؟
أأحبُّهم ؟ لا كنتُ ، كيف أحبُّــهم= و همُ أفـاعٍ في الحمى ، و سعاليِ
من ذا يحبُّ الغولَ و هي مطيـةٌ = للخـوف و العتَمـاتِ و الأهوالِ ؟
و الموتِ و الغدر الأثيـمِ و موئلٌ= للشـرِّ ، و التقتيـلِ ، و الإذلالِ...
أأحبُّــهم ؟ لا كانَ يومٌ أرتضي = فيه اليهــودَ يواطئونَ رغَـالي
أو ينْشقُون عبيرَ أفقِي في الضحَى =و القلبُ منهم في حمِيــمِ صَالِ ..
مالي ؟ أأنسَى للنجيــعِ تصبُّبا ؟ =أفعَـنْ جراحي ، و المظالمِ سَالِ ؟
هل يذهَلُ الجفنُ المقرَّحُ عنْ يدٍ =وأدَت ْ شعَـاعَ الشمسِ ذاتَ هلالِ ؟
هل يسلوَنَّ أخُو الفجيعةِ و المنى=هُصِرَتْ و عاثَ البغيُ في الآمَالِ
من ذا سيُغضِي عن أنينِ مواجِعي=ومجازِرِِ العانينَ من أطفــالي
المثقليـنَ بألفِ ثـــأرٍ منهمُ .=و بألف آهٍ كبِّلَـت ْ بحبَـــالِ..
و السَّاغبين ، و في الحصارِ أكفُّهم =قَصُرتْ عن الأعمام و الأخوالِ ..
كذبَ المرَجِّمُ من يهـودَ و رفدِه =مالي أنا وعصابــةِ الأنذالِ ؟
هذا الترابُ الهاشميُّ أجلُّ من= وطء الألى مرَدُوا على الأوحَالِ
و عتوا عن التنـزيلِ ثم تقوَّلوا =عن رسْلِ ربِّــهِم بشرِّ مقالِ ..
طعنوا الفضيلةَ و استرقُّوا فجْرَها= و رمَوا بيوتَ الله بالأهوالِ ..
قالوا : أنا تاريخُهم ، و أنا لهم= وطنٌ ، وميعـادٌ و أرْضُ مآلِ
كذبُوا ، أنا عربيةٌ من قبلِ أنْ = يتخلَّقوا ، في الناسٍ و الأنسالِ
أنا في المدائن إذْ همُ لم يُولدُوا= من قبلِ إبراهيـمَ في الآزالِ
" قُدسِي " من التاريخِ فجرٌ ساطعٌ=أرضُ الإبَاءِ و مْنبِتُ الأبطالِ
و أنا فلسطينُ العروبةِ حرةٌ = أوْلانِيَ الإسلامُ بالأفضـــالِ
بالقدسِ بالأقصَى و بالإسرَاءِ و الـ = معراجِ قرآنُ ُ تلاهُ التالي
مالي أنَا و الآثمينَ على المدى= والمُرخصيــنَ اليومَ كلَّ غَوالي
والآسريـن الحقَّ في غيَبــاتِهم= و الخانقيــن النورَ خلفَ ضَلالِ
ما أبعدَ السفهاءَ عنْ أن يبلغــُوا = مرقَى رجالٍ لي و أيِّ رجـالِ ؟
سرُجُ الدجى ، همَّاتُهم في طاعةٍ= وهــواهمُ لله خيــرُ نــوالِ
من فتيةٍ في الأوليــنَ كثيرُهم =وقليلُــهم في " غزةَ " الأنفالِ
من منهج القرآنِ دربُ حياتِهم = و من النبــيِّ تدرَّعوا بخصَالِ
غرّ الجبـاهِ من السجودِ كأنَّهم = صحبُ النبــيِّ تهيـؤوا لبِلالِ
ويؤمُّهم عند الصلاةِ أخو التقَى=و هو الإمــامُ لصولةٍ ، و سجَالِ
شمّ الأنوفِ تخالُــهم في نُفرةٍ =أبطـالَ بدرٍٍ أسرعــوا لنـزالِ
لعدوِّهم إن يُذكَروا في روعِه = رعبُ النعامةِ ساعـةَ الإجفــالِ
دسَّتْ لدى الجيرانِ رأساً مفزَعاً= خلفَ " الجدارِ " الخائن المتعالي
يا " شِعْبَ مكةَ " لو رأيتَ صمودَهم =و الصبرَ و الإخباتَ دونَ مثالِ
ورأيتَ " غزةَ "و الشموخُ محاصَرٌ =ورأيتَ كيفَ الحقُّ في الأغلالِ ؟؟
أقسمتَ أنَّ الله ناصرُ عبدِهِ =و بأنَّّ للعـــادينَ شرَّ وبـــالِ
و لكلِّ جبـَّـار عتوٍّ يومُه = من كفِّ ذي صَولٍ بدينه حــالِ
هل للبغاةِ من الشريفِ مودةٌ ؟= أيُّ الوصالِ لمجرمٍ قتَّـــالِ ؟
هيهاتَ أرضُ العزِّ تبذلُ وجهَهاَ = للناعِقِـيـنَ على فمِ الأطــلالِ
لعصابةٍ وُ لدَتْ من الظلماتِ في= ظهرِ الخنا و الكفرِ و الإسفَالِ
ومضتْ تجرُّ على الرجالِ ذيولَها= فعلَ الأذلِّّ يسودُ بعدَ خَبالِ
زعمتْ يهودُ بأنني كنفٌ لها = ومحطُّ وجْد القلبِ ، و الأوصالِ
و بأنني كلَفُ الحبيبِ ومهبط= لفؤادِ مَن ضاقُوا من الترحَالِ
يا لائمي في الهجْر لو تدري بمنْ=كانَ المحبُّ بكيتَ في العُذَّالِ
أو لوْ عرفتَ الخاطبينَ و جرمَهم=في العالَمين طعنْتَ غيرَ مبالِ
فأخسُّ ما قدْ أبصرَتْ عينٌ وما =وقعتْ عليه لواحظُ العُقَّــالِ
في كلِّ شبرٍ من بلادي آهـةٌ = خطُّوا شجَــاها من دمٍ هطَّالِ
و عتَوا على المستضعفِين فلمْ تزلْ=من كيدِهم حِممٌ بكلِّ مجالِ
المفسدُون و في الفرنْج نصيرُهم =و لهم من الأعرابِ ألفُ مُوالي
إنْ يطربُوا فلأنةٍ من موجَعٍ= أو يفرحُــوا فلِهُلْك شيخٍ بــالِ
أو يغنموا فمِنَ العيَالِ تيتَّمتْ = ومنَ الثكــالَى فُجِّعتْ بعيـالِ
قومٌ همُ الإفسادُ مذْ خُلقوا وفِي=دمِهم جــرَى إفسادُ كلِّ جمالِ
ما للمساجدِ في قلوبــهمُ سوى = حرقٍ ، و تخريبٍ ودوس نعَالِ
في المسجد الأقصى شواهدُ حقدهم=ومن الخليل نواطِق الأفْعــالِ
ما جلَّ في نفسِ الوضيعِ أجلُّـها= فيصونَ في البنيـانِ ذاتَ جلالِ
كيفَ المودةُ فيــهمُ ؟ وهمُ همُ= أهلُ الخديعةِ ، و الهوَى الميَّــالِ
بالأمسِ قد زعمُوا محبةَ ربِّهمْ = و الله أبْــرَأُ مِنْ مُحبٍّ قـَـاليِ
ركبُوا الغرورَ فمن يداني شعبَهم؟ =وعلَــوا عُلوَّ الكفرِ حينَ يُغالي
خسئَتْ وجوهٌ لن تزالَ على المدَى= مسكونــةً ، مخبولـةً بمُحالِ
ريَّا أنا بالمجدِ فوقَ سُعــارهم = ملآى أنا بالنــورِِ خلفَ تلالِي
أفقٌ أنا ، بحــرٌ أنَا متجــذرٌ =أبقَى من العتَمــاتِ ِ،و الأغْوالِ
أبدًا " فلسطينُ " العروبـةِ درَّةٌ =و الخاطئونَ مصيــرُهم لزَوالِ
أبدًا فلسطيــنُ الهوى ومحجَّةٌ = للفجــرِِ مهما تدَّريــهِ ليـالِ
غدِيَ الصباحُ مبرعِمًا بضيائهِ = في باحةِ الأقصى ، ومنهُ دوالِي
وغدُ البغــاةِ التيـهُ ، ثم مذلةٌ = تشفِــي فؤادَ الحقِّ بعْد نكَالِِ ...
سعد مردف الجزائري
09-12-2010, 04:12 PM
يا إلَهِي لـكََ أمــرِي كلُــهُ = صَرِّفَنْ أمرِي كمَا صَرَّفتَهُ
لن تَرَانِي يا إلهِـي جازعًـا = أنا رَاضٍ بالذِي قسَّمتَــهُ
إن يكن خَيرًا فشُكرِي سَابِقٌ = أوْ فلاَ فالصبرُ قد قدمتُــهُ
ثمَ من هـَذَا أنـا يَـا ربَنَـا؟ = لأمَارِي فِي الذِي قد شِئتـَـهُ
أنا عبدٌ ليسَ لِي من حِيلَـةٍ = غيرُ تسليمٍ لما أجريتَــهُ
بشرٌ رُكِّبتُ من ضَعـفٍ ولَـو = ساءَنِي حكمُك ما غيرتُـهُ
وقُصَـارَايَ إذَا أصبحـتُ فِـي = ضنَكٍ أنتَ لمثلِي اخترتَـهُ
عـبرةٌ حـَرَّى أنَـا أذرفُهـَــا = وبكاءٌ في المصلَّى اعتدتُــهُ
ورجاءٌ منـكَ أن تغفِـرَ لِـي = كلَّ ذنبٍ أنَا قد أسلفتُــهُ
ورضًا عنكَ عسَى ترحَمَنِي = يا لطيفًا في الذِي قدرتَـهُ
سعد مردف الجزائري
17-12-2010, 08:34 PM
حمامة وقيــــــد
سعد مردف الجزائري
ما للحَمامَةِ تهجُــرُ البستانَـا = وتخَاصِمُ الأشجارَ و الوديـانَا ؟
وتودِّعُ الحقلَ البهيجَ و نَوْرَهُ ، = و السهلَ ، و الأزهار و الريحاناَ
أمنَ الحمـاقَةِ ، وهْيَ بعدُ حمامةُ ُ = تَخِذَتْ منَ الصخر الأصمِّ مكانَا
وأَوَتْ إلى الحُجُراتِ تحسِبُ بردَهَا = فيءَ الخمائِلِ ، أوْ ندًى ريـَّـانَا
جثَمَتْ بزاويةِ العمـارة مـرةً = ومَضَتْ تشمُّ السَّقفَ ،و الأركَانَا
فكأنها في السَّجنِ ، وهيَ طليقَةٌ ، = و كأنهَا عَميَاءُ ، و هيَ ترَانَـا
وكأنَّ هـذَا الكونَ أرْصَدَ خلفَها = جُنداً فهَامَتْ تستَـدِرُّ أمَـاناَ
ويلٌ لهَا إنَّ الحياةَ طلاقــةٌ ، = فعلامَ تُسْلِم نفسَها السجَّــانَا؟
وتَؤمُّ أقبِـيَةَ القُرى ، ووراءَهَا = صرحُ الطبيعة يسحـر الأعياناََ
يا ليتَ لي كجناحِها ، و رياشِها = فإذن علوْتُ مخلِّفاً دنيــانَا
وسكنْتُ في ذاكَ الفضاءِ مطوِّحًا = لا أعرفُ العمرانَ ، و الإنسَانَا
ولضِقْتُ بالإسمنْتِ يَقتُلُ مُهجَتِي، = و يُذيبُ مِنِّي العشْقَ ، والإيمانَا
ويَسُلُّ وحيَ الشعرِ من رُوحِي فَلاَ = تغدُو سِوى مسخٍ بدَا عُرْيـانَا
مالي أنَا و الطِّـين يجدَعُ أحرُفِي = و يسومُني الإذلالَ، و الخِزْيَـانَا
و أنا المتيَّـمُ بالعلاَ ، و مدائنٍ = للروحِ أبعدُ ما تكـونُ مكـانَا..
وُلدَتْ مواويلِي بكلِّ قصيَّة ، = و نمَتْ تطاولُ في السماء ِ عَنانَا
أنا عزْمةٌ تطـأُ المدَى ، و حكايةٌ = تَرِثُ المكانَ ، و تعْجِزُ الإمكَانَا
أنا قلبُ هذَا الرَّحْبِ، أين شموخُهُ؟ = متَوثِّبٌ ، أتجَـاوَزُ الأزْمانَــا
أنا كالعبيرِ أضُوعُ حيثُ مراكِبِي = غرقَى وحيثُ فقـَدْتُ ما قَدْ كانَا
بَحرٌ أنا عنْدَ المسـاءِ تجنْدَلتْ = مِن حولِـه نسمـاتُه فتـوَانَـى
أنا كالحمَامِ يضيقُ عنه فضَاؤُه = فيُرَى و قَدْ حسِبَ القبـورَ جِنَانَا !
سعد مردف الجزائري
21-12-2010, 01:05 PM
عَلى الكـرسيِّ أجثو يا رفَاقي = و جسْمي لوْ علمْتمْ فـي وثـاقِ
غَـدَوتُ و لي فـؤادٌ مدلَهِـمٌّ = من الأغلالِ أصبحَ في اختـنـاقِ
ومـنْ كلحَاتهِ ، و حضورِ همِّي = خَبا عـزْمي ، و آذنَ بـالفراقِ
وودَّعـني الرجَاءُ كأنَّ مـثلي = و طيفَ اليأسِ أصبحَ فـي عِناقِ
تمنيتُ الحياةَ ، و أنْ أراهَـا = ككلِّ الـناسِ دومًا في انطلاقِ
ككلِّ الناسِ يكبرُ بي طمُوحِي = و أركَبُ لـلذي أصبُو بُـراقِي
فـلا رِجلٌ تعوقُ ، و لا يمينٌ = و لا عِللٌّ تُشَلُّ بهــنَّ سَاقِـي
و لا أُسْقى من الإشفاقِ كاساً = أجرَّعُـها تكـونُ بـلا مذَاقِ
ودِدْتُ بأنْ أكونَ كَفِيَّ ذاتِـي = فلا يـشْقَى بحَملي أيُّ شَـاقِ
ولا أُعْـيِي من البَلوَى صَفِيـاًّ = أكلِّفه عـلَى مضَضٍ لَحاقِـي
لَـكَمْ فـي النفسِ منْ همٍّ كبيرٍ = و كمْ في النفسِ منْ عنَتٍ ألاقِـي
و كـمْ في الصدرِ من حُلُم تولَّى = تـركتُ هواهُ في عزِّ اشتياقي
أعـلِّـلُه بـفجرٍ للأمــاني = و دنـيَا مـن حبورٍ و ائـتلاقِ
ومـا ثَـمَّ الحقـيـقةَ غـيـرُ = بؤسٍ وكرسيٍّ ينوءُ بكـلِّ راقِ
ووجهٍ عـابـسٍ في كلِّ يـومٍ = ودمعٍ قـد تـحجَّرَ في المآقي
عـلمتُ اللهَ أرحمَ بـالـبرايـا = وأرعَى للضعيفِ ، و خيرَ واقِ
و لولا حـبُّه ، و جميلُ صـبري = عـلى بلـواهُ صرْتُ بلا خلاقِ
فـماذا العيـشُ بين الناس خِلْوًا = من الجسمِ المعـافَى يا رفاقي ؟؟
و مـاذا العيشُ و الإنسان يحسُو = قراحَ العجز من بدَنٍ مُـعـاقِ ؟؟
هـمومٌ كـلما أرخَى ظلامٌ = جدائلَـه جـثمْنَ على خِـناقِي
و ألقينَ الـوساوسَ فـي فؤادِي = و تـاهَ الجفـنُ في دمْعٍ مُراقِ..
إلهي يا كبـيرُ بـثثتُ هـمِّـي = فعفوَكَ ، ثمَّ عفوَكَ عن إبَاقـي
نظرْت ُ إليكَ من ضَعفِي قعِيداً = إلى علْياكَ أطمعُ فـي انعِـتاقِ
فعجِّلْ بالـمنَى ، أو فادَّخِرهَـا = إلى الأُخرَى ، و عجِّلْ باللحَاقِ!
سعد مردف الجزائري
11-03-2012, 08:05 AM
معلِّمتــي أتيتُـك فاقْبليــني = و رُمتُ رضاك صفوًا فامنحيــني
رعَــاكِ اللهُ من أمٍّ رَؤُومٍ = سمَوتِِ على المداركِ و الظنــونِ
فأنتِ الشمسُ تُشرقُ في حياتي = و أنتِ الزهرُ يُورِقُ في غصُـونِي
و أنتِ العطفُ يجْدلُ أمنيــاتِي = و أنتِ الحُبُّ يسكُـن في عيُـونِي
و أنتِ رفيفُ إيمـانٍ تنــاهَى = إلى الوجدان في رِفــقٍ ، و لينِ
معلِّمتِـي ، و هلْ للبِشْـرِ إلاَّ = سنًا من عَـارضَيكِ يفيضُ دُونِي
و هلْ إلا خيــالُك رقَّ حتَّى = سقَــاني الودَّ من أحلَى مَعِيـنِ
متى ما جئْتِ أينعَتِ الأمـَـاني = و إمَّا غِبْـتِ طيفُـكِ يحتـوينِي
فأغدُو نسمةً في الصبحِ لاقتْ = أريجَ الروضِ يعْزفُ باللحُــونِ
معلِّمتِي و أنتِ ضيـاءُ قلبِـي = لقد علَّمْتِـني أدَبــي ، و دينِي
و أجْرَيتِ المعارفَ لي بحُـوراً = و في أمْواجِها عبَـرَتْ سَفيـنِي
و بالصَّبرِ الجميلِ ملأْتِ نفسِـي = بحُبِّ الله ، و الذكْــر المُبيـنِ
و قد علَّمتِــني حبًّا لأهلـي = لأمِّي ، و الأبِ البَـرِّ الحَنــونِ
و للوطَن الجميلِ عطفْتِ روحِي = فذابتْ في المـودَّة ، و الفُتُـونِ
بذَا أهْــواكِ يا أمـاًّ تَوَلَّتْ = من الأبْنــاءِ جيلاً منْ بنيـــنِ
و أنفقَــتِ السنينَ لكي تربِّي = رجَــالاً ، أو نسـاءً للسِّنيــنِ
وهلْ في الناسِ مثلَك ذاتُ فضلٍ = على نشءِ المدارسِ خبِّــرينِي
تفيضُ العلمَ مبذُولاً جنـــاهُ = بلا بُخــلٍ ، و لا قلبٍ ضِنــينِ
و لوْ دُعِيَتْ إلى الراحَاتِ كانتْ = لِتؤثـرَ دونَها عرَقَ الجبيـــنِ
و حنَّـتْ للعلومِ تجـودُ منْها = كجُودِ المُعصِِـراتِِ على الحُزُونِ
معلِّمتِـي سَمَــوْتِ بكلِّ فخْرٍ = فأنتِ مَنــارةُ العـــزِّ المكينِ
لك الإجلال منِّي مستفيضــاً = و باقــات المحبـَّــةِ كلَّ حينِ
سعد مردف الجزائري
14-03-2012, 10:28 AM
صبــاحَ الخيرِ يا دُنيَا = صَباحَ الحبِّ و النُّورِ
و يومُكِ طَابَ يا دُنْيا = تجلَّى بَعدَ دَيجُورِ
وهذا الأفْقُ منفـــرِجٌ = تبسَّمَ عن أسَــاريــرِ
و أرسَلَ بالضيـــاءِ سَناً = تهَادَى بالتبـَــــــاشِيرِ
و هذِي في الرُّبَى حُللٌ = من الأزَهارِ كالحُورِ
رآهَا الصُّبحُ ، فارتعشَتْ = حياءً دُونَ تفكِيـــرِ
و حيَّتْـه بعطرِ شذًى = من الأكمَامِ منثـُورِ
تُمسِّحُ بالندَى لحْظًـــا = و تنْطقُ دونَ تعْبيرِ
تَمِيلُ مع النسيـــم ِ إذَا = تَروَّحَ بالأزاهــــــيرِ
و حَانَتْ للفَرَاشِ رؤًى = كأحْلامِ الأسَــاطيـرِ
فمرَّتْ بالريــاضِ عسَى = تفــوزُ بفَوْحِ كافُورِ
و تهصِـرُ جِيـدَ سَــوْسَنةٍ = و تلهُو في المقـاصِيرِ
و فوقَ الدَّوحِ مُشتَملاً =جمَالٌ جِدُّ مسْـــرورِ
تلفَّع تائهًــا ، و زَهــــــاَ = و غنَّى بالعصَــــافِــيرِ
تُسبِّحُ في مآذنِهَــــــــــا = بلحْنٍ منْ مزامِيـــرِ
و تُرسِلُ خفقَ أجنــحةٍ = و تَضْربُ بالمنــــاقِيرِ
كأنَّ الصُّبْحَ في ألـَـــــقٍ = وقدْ صافَى بتبْكيـــرِ
صدَى قلْبي و قدْ أمسَى = بأمْنٍ غيرِ محْــــذُورِ
و في عِطْفَيهِ من سَكَنٍ = جَمَالٌ غير مأسُـــــورِ
فلا حُزنٌ ، و لا ألـَـــم ٌ = و لا آهـــاتُ موتـُــورِ
و لا وَطَنٌ على شجَنٍ = يُسَامُ القيدَ في النِّيرِ
يُحَشـــْـرِجُ في ليـــَـالِيهِ = و يُصْبحُ غيرَ مَسْرورِ
جريحاً يمضغَ البؤسىَ = و يُنْشرُ بالمنـــــاشيرِ
أنَا و الحبُّ في وطَنٍ = بلا أرضٍ ، و لا دُورِ
بلا قدْسٍ ، و لا أقصَى = و لا فَجْــرٍ لتَحــــرِيرِ
تعانقْنــــــا على غصُنٍ = مِنَ الأيَّــــام مكسُورِ
وَ شِدْنا لحْنَنا الغـَـافي = برَغْمِ الكفْرِ ، و السُّورِ
و رَغْمَ مقَـــــــابِرٍ تعْلُو = على دمْعِ القَوارِيــرِ
وقَفْنَا نُسْمِعُ الدُّنيَا = و نُصْغي للشَّحَـــاريرِ
و نوقِظُ بسْمَةَ الأسْحَا = رِ في ليلِ المغَـــاويرِ
صَبـَاحَ الخيرِ يـا دُنيَا = صبَـــاحاً غيرَ مقـْــرُورِ
بدِفْءِ الحُبِّ من وَطَنٍ = عشقنـَــــــاهُ بتـــوقِيـــــرِ
و هِمنا في محَـــاسِنِه = برغْمِ الحَيفِ ، و الجُورِ
و متْنا كَيْ يعِيشَ بلاَ = مآسٍ ، أوْ معَــاسـِــيرِ
و تسجَعَ في دَوالِيهِ = عنادلُ في البـواكيرِ
ويُشْرقَ صُبحُه ُ غضاًّ = ندياًّ دُونَ تكْدِيــــــرِ
غداً تَلْتَــامُ يا دُنْيا = جِراحَـاتُ النَّـــواعِيرِ
وتسْقِي أرضَنا العطْشَى = صَباحَـاتُ المقـَـــادِيرِ
[/SIZE]
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir