تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وَرْقَاء دِمْشَقِيَّة



سامية الحربي
18-05-2012, 07:07 PM
وَرْقَاء دِمْشَقِيَّة
(بَعْدما قَرَرُوا تَسْلِيمهَا أَسْمَال مُمَزَّقَة كانت رَمْزِية الْأَوْطَان و الْأَرْوَاح الْمَسْلُوبَة)



كَان عَلْيهَا أَنّ تُعَجِّل فِيْ مَوْسِم الْهِجْرَة . لَفَحَاتٌ مِن زَمْهَريرِ وَجَدت طَرِيقَها إِلَى رِيشِها فَأدْرَكَتْ أَنّ الْمَوْسِم يُطْوى عَلَى عَجـلٍ هَذا الْعَام لم يُسْعِفُها الوقتُ كي تَزُورَ تِلكَ الأمَاكن التي مَا فتِئت تَطُوفُ عَليها قَبْلَ كُلِ رَحِيل , تُودِعُها , و تَعِدُها بِـِلقاءٍ قَرِيب.

ذَلِكَ الدِّير الْمَهْجُور الذِي عَشْعَشَتْ فِي بَعضِ جَنَباتِهِ نَباتات عَتِيقَة , و التَفْت حَولَ زَوَّايَاهُ . وتِلّكَ الْمَسَاجِد وَالْمَنَابِر التِي تَجْعلُهَا تَنْتَشِي كُلَّمَا رُفِعت مِنْهَا صَلَوَات و كُلَّما غَمَرَتهَا أَشِعَة الشَّمَس بِحَنَانِهَا وَدِفْئهَا .

كَانَت بَاحَات تِلّك الْجَامِعَات مَرْتَعًا لِنُزْهتِها . خُيّل إليها أَنّ هَذه الْأُبْنِيَّة السَّامِقَة شُيدَتْ من لَبَنَات غُمِست فِي نَهْرٍ خَالِدٍ , فَلا يُمْكِن لِلَبْنَة مِنْ تَلِكّ الصُّرُوح أَنّ تَتَزَحْزح قَيْد أَنْمُلَة ولا يُمْكِّن أن تَلُوُّذ قَاعَة مِنْ تِلّكَ الْقَاعَات بِالصَّمْت , و لا لِتِلّك الْمَقَاعِد أن يَعْلوهَا غُبَار فَكَل مَا يُقال فَرِيد مِنْ نَوْعه وَغَزِير الْمَعْرَِفة يَسْتَرعِي النَّفْس فَتَتَمنّى لَوّ أَنّ الزَّمَن يَتوقف لِلَحَظَات فِي ذَلكَ الْمَكَان الخلاب.

شَيَعت الْوَرْقَاء الْمَدِينَة بِنِظْرَةٍ طَبَعتْ بِهَا مَلَامِحهَا فِي جِفْنِها و أَعْقَبَتهَا بِزَفْرَةٍ ثُمّ بَسَطت جَنَاحيها و اسْتَنْفَرَت رِفْقَتَهَا وَكَان الرَّحِيل .

كانت تَشْعُر وَهِي تَشُقّ عَنَان الْغَمَام أَنّ هُناكَ زَحْفًا ضَبَابِيًّا يتجِه لِمّا خَلَفَته وَرَائهَا زَحْفًا تَعْلَوهُ غَبَرَة و كَأَنّ الْغِرْبَانِ قَائِدُهَ و كَأَنّ الْمَوْت هَدَايَاهُ.

تزْدادُ مَسَافَات الْبُعْد ويزْدَادُ الشَّوْق و أَسْكِنتُ الرُّوح فَيِما خُلِفَ وَرَائهَا . أَشْهُرٌ مَضَتْ لَمْ تَشْعُر فِيها الْوُرَقَاء بِأَن تِلّكَ الْأَيَام تَمُتّ لعالمِ الْحَيَاة بِشَيْءٍ رُغْم أَنّ مَا يُحِيطُها في نَظرِ النَّاظِرين و مِقْياسِ الْعَارِفين أَجْمَل قَسْمَات العَالم.
لَكِنَّ الرُّوَح خُلِفت هُنَاك ولا شَيْء يُعَادِل الرُّوَح. كمَا أَنّ تِلّك الْقِطْعَة المُزْدانةُ بِـِجَمالِ آذار و الْقَابِعَة على تِلالِ الْأُنْس وَدِفْء الْوُجُوه و أَصْوَاتِ الْعَابِرين تَسْكُن فِيْهَا.

كُلّ اغْتِرَاب مَتَاع فِي الْحَيَاة سِوَى ........ يَوْمًا يُفَارِق فِيْه الْمُهَّجَة الْجَسَد
بِقَدْر تَبَاطُأ زَمْن الْهِجْرَة بَعِيدًا عَنْ الْوَطْن و اتِّسَاع الْمَسَافَات بِقَدْر تَسَارُع زَمَن الْعَوْدَة وَتَقَلُّص الْمَسَافَات.

تَقْتَرِب الْوَرْقَاء مَعّ سِرْبهَا مُمَنِّيَة النَّفْس بإلتِقَاءِ الرُّوَح بِالْجَسْد. ما أَسْرَع صُرُوف الزَّمَان و تَبْدُل الْأَوْطَان وَتَشَتُّت الْأُخْوَان !! لَمْ تَرَى الْوَرْقَاء غيرَ مَدْيَنَة مَوْؤُودَة تَنْفُث الرَّمَاد .
حَطّتْ الْوَرْقَاء عَلَى بَقَايا مِئْذَنَة مُتَسَائِلة : “ لِمَ لمْ أَأْخُذ عَهْدًا و مَوْثِقًا مِنْ الدَّهْر بِأَن لا يَجُولَ بِيدِهِ على جَنَتِي و مَنْبَع شَراييني و مَسْرَح أَحْلَامِي ؟ لمَ أضْحَت خَاوِيَة عَلَى عُرُوشِهَا و كُلّ شَيْءٍ يُعَلِّوهُ الرُغام , أيُ يدٍ آثِمَةٍ اسْتَباحَت الْحُرَمَات و هَدَمت الدَّوْر والطُّرْقَات؟ لابدَ أَنّهَا لَمْ تَذُق مِن ثَمَرِها وَ لَمْ تَشْرَب مِنْ مَائِها و لا اخْتَلَطَ هَوَاءُ جَنَّتِي بِرِئتِيها".

قَرَر السَّرْب أَنّ يَرْحَل و يَتْرُك تَلِكّ الأطْلاُلَ , و قَرَرت الْوَرْقَاء أَنّ تَظَلّ لَعَلْها تَشْهَد يَوْمًا تَرَى فِيْهِ نُفُوسًا تَتَألقُ وَهَي تُعْمِر جَنَّتهَا و تُبْنِيهَا مِنْ جَدِيد . و مُنِذّ ذَلّك الْيَوْم لَمْ يتوقف هَدِيلُها لعَلّ عَابِر يُغْرِّيه الْبَقَاء فَيحْظى بِهَذَا الْمَجْد

عمر الحجار
18-05-2012, 07:34 PM
الاستاذ غصن الحربي


نص حافل بالصور الجميلة والممتعة ، وان كنت قد اغتلتها بالهجرة ، بانفصال الروح عن الجسد

هي هجرة اخرى فلاتكتب وصيتك الاخيرة والسلاما

دمت مبدعا

وليد عارف الرشيد
19-05-2012, 02:41 AM
نص بديع تفوقت فيه اللغة الجميلة والتصوير البديع على السرد
لست ناقدًا وأترك حكم المحاكمة القصصية لذوي الأمر لكن نصك الجميل أمتعني وأثر بي وأصاب مواجعي
مودتي وكثير تقديري

عبد الرحيم صادقي
21-05-2012, 05:40 PM
أعجبني النص بلغته الجميلة، واسترسال حَكيه.
فليتك تراجعه حتى يكون أجمل!

وراءها/ لَمْ تَر/ لعلّ عَابِرا/...
"بِقَدْر تَبَاطُئ زَمن الْهِجرَة... يتسَارُع زَمَن الْعَوْدَة". فلا داعي لتكرار كلمة"بقدر".
تحياتي ودام إبداعك

مازن لبابيدي
21-05-2012, 06:40 PM
لا يمكن لعنوان فيه كلمة دمشق أن لا يستقطب بؤرة اهتمامي ولو آنيا .

ودمشق حية إن شاء الله ما دامت السموات والأرض ، فهي أكثر من بناء وشارع وزاوية ، وأكبر من مدينة أو عاصمة ، وأقدم من تاريخ وأوسع من جغرافية ، إنها دمشق وحسب .

خاطرة قصصية أو "قصة خاطرية" رائعة حلقنا مع ورقائها في سماء دمشق الحبيبة ، بحرف بارع ولغة بديعة التصوير رغم بعض ما شابها من الهنات .

غصن الحربي ، أمتعتنا بعمل متميز

لك الشكر والتقدير

مصطفى حمزة
22-05-2012, 07:12 AM
وَرْقَاء دِمْشَقِيَّة
(بَعْدما قَرَرُوا تَسْلِيمهَا أَسْمَال مُمَزَّقَة كانت رَمْزِية الْأَوْطَان و الْأَرْوَاح الْمَسْلُوبَة)



كَان عَلْيهَا أَنّ تُعَجِّل فِيْ مَوْسِم الْهِجْرَة . لَفَحَاتٌ مِن زَمْهَريرِ وَجَدت طَرِيقَها إِلَى رِيشِها فَأدْرَكَتْ أَنّ الْمَوْسِم يُطْوى عَلَى عَجـلٍ هَذا الْعَام لم يُسْعِفُها الوقتُ كي تَزُورَ تِلكَ الأمَاكن التي مَا فتِئت تَطُوفُ عَليها قَبْلَ كُلِ رَحِيل , تُودِعُها , و تَعِدُها بِـِلقاءٍ قَرِيب.

ذَلِكَ الدِّير الْمَهْجُور الذِي عَشْعَشَتْ فِي بَعضِ جَنَباتِهِ نَباتات عَتِيقَة , و التَفْت حَولَ زَوَّايَاهُ . وتِلّكَ الْمَسَاجِد وَالْمَنَابِر التِي تَجْعلُهَا تَنْتَشِي كُلَّمَا رُفِعت مِنْهَا صَلَوَات و كُلَّما غَمَرَتهَا أَشِعَة الشَّمَس بِحَنَانِهَا وَدِفْئهَا .

كَانَت بَاحَات تِلّك الْجَامِعَات مَرْتَعًا لِنُزْهتِها . خُيّل إليها أَنّ هَذه الْأُبْنِيَّة السَّامِقَة شُيدَتْ من لَبَنَات غُمِست فِي نَهْرٍ خَالِدٍ , فَلا يُمْكِن لِلَبْنَة مِنْ تَلِكّ الصُّرُوح أَنّ تَتَزَحْزح قَيْد أَنْمُلَة ولا يُمْكِّن أن تَلُوُّذ قَاعَة مِنْ تِلّكَ الْقَاعَات بِالصَّمْت , و لا لِتِلّك الْمَقَاعِد أن يَعْلوهَا غُبَار فَكَل مَا يُقال فَرِيد مِنْ نَوْعه وَغَزِير الْمَعْرَِفة يَسْتَرعِي النَّفْس فَتَتَمنّى لَوّ أَنّ الزَّمَن يَتوقف لِلَحَظَات فِي ذَلكَ الْمَكَان الخلاب.

شَيَعت الْوَرْقَاء الْمَدِينَة بِنِظْرَةٍ طَبَعتْ بِهَا مَلَامِحهَا فِي جِفْنِها و أَعْقَبَتهَا بِزَفْرَةٍ ثُمّ بَسَطت جَنَاحيها و اسْتَنْفَرَت رِفْقَتَهَا وَكَان الرَّحِيل .

كانت تَشْعُر وَهِي تَشُقّ عَنَان الْغَمَام أَنّ هُناكَ زَحْفًا ضَبَابِيًّا يتجِه لِمّا خَلَفَته وَرَائهَا زَحْفًا تَعْلَوهُ غَبَرَة و كَأَنّ الْغِرْبَانِ قَائِدُهَ و كَأَنّ الْمَوْت هَدَايَاهُ.

تزْدادُ مَسَافَات الْبُعْد ويزْدَادُ الشَّوْق و أَسْكِنتُ الرُّوح فَيِما خُلِفَ وَرَائهَا . أَشْهُرٌ مَضَتْ لَمْ تَشْعُر فِيها الْوُرَقَاء بِأَن تِلّكَ الْأَيَام تَمُتّ لعالمِ الْحَيَاة بِشَيْءٍ رُغْم أَنّ مَا يُحِيطُها في نَظرِ النَّاظِرين و مِقْياسِ الْعَارِفين أَجْمَل قَسْمَات العَالم.
لَكِنَّ الرُّوَح خُلِفت هُنَاك ولا شَيْء يُعَادِل الرُّوَح. كمَا أَنّ تِلّك الْقِطْعَة المُزْدانةُ بِـِجَمالِ آذار و الْقَابِعَة على تِلالِ الْأُنْس وَدِفْء الْوُجُوه و أَصْوَاتِ الْعَابِرين تَسْكُن فِيْهَا.

كُلّ اغْتِرَاب مَتَاع فِي الْحَيَاة سِوَى ........ يَوْمًا يُفَارِق فِيْه الْمُهَّجَة الْجَسَد
بِقَدْر تَبَاطُأ زَمْن الْهِجْرَة بَعِيدًا عَنْ الْوَطْن و اتِّسَاع الْمَسَافَات بِقَدْر تَسَارُع زَمَن الْعَوْدَة وَتَقَلُّص الْمَسَافَات.

تَقْتَرِب الْوَرْقَاء مَعّ سِرْبهَا مُمَنِّيَة النَّفْس بإلتِقَاءِ الرُّوَح بِالْجَسْد. ما أَسْرَع صُرُوف الزَّمَان و تَبْدُل الْأَوْطَان وَتَشَتُّت الْأُخْوَان !! لَمْ تَرَى الْوَرْقَاء غيرَ مَدْيَنَة مَوْؤُودَة تَنْفُث الرَّمَاد .
حَطّتْ الْوَرْقَاء عَلَى بَقَايا مِئْذَنَة مُتَسَائِلة : “ لِمَ لمْ أَأْخُذ عَهْدًا و مَوْثِقًا مِنْ الدَّهْر بِأَن لا يَجُولَ بِيدِهِ على جَنَتِي و مَنْبَع شَراييني و مَسْرَح أَحْلَامِي ؟ لمَ أضْحَت خَاوِيَة عَلَى عُرُوشِهَا و كُلّ شَيْءٍ يُعَلِّوهُ الرُغام , أيُ يدٍ آثِمَةٍ اسْتَباحَت الْحُرَمَات و هَدَمت الدَّوْر والطُّرْقَات؟ لابدَ أَنّهَا لَمْ تَذُق مِن ثَمَرِها وَ لَمْ تَشْرَب مِنْ مَائِها و لا اخْتَلَطَ هَوَاءُ جَنَّتِي بِرِئتِيها".

قَرَر السَّرْب أَنّ يَرْحَل و يَتْرُك تَلِكّ الأطْلاُلَ , و قَرَرت الْوَرْقَاء أَنّ تَظَلّ لَعَلْها تَشْهَد يَوْمًا تَرَى فِيْهِ نُفُوسًا تَتَألقُ وَهَي تُعْمِر جَنَّتهَا و تُبْنِيهَا مِنْ جَدِيد . و مُنِذّ ذَلّك الْيَوْم لَمْ يتوقف هَدِيلُها لعَلّ عَابِر يُغْرِّيه الْبَقَاء فَيحْظى بِهَذَا الْمَجْد
-
----
أختي الكريمة الأديبة غصن
نكأتِ بنصّك الأليم جرحاً ، بل جراحاً
ما أمرّ أن تُعلّق الدانة في عنق بهيمة الأنعام !
وما أقسى أن تُطردَ أطيار الدوح الغَرِدة لتسكنَها غِربانُ الشؤم !
ولكن ْ إلى حين بإذن الله
بثٌ جميل ، مؤثّر ، ملؤه حب الوطن والحنين لأرضه ومعالمه وترابه وذكرياته
يفتقد النصّ إلى عناصر قصصيّة مهمّة : الحبكة القصصية ، كالحدث المحوريّ ، والأفعال التي تدفع به نحو النهاية .. والبعد عن التقريرية
حرصُك على تشكيل النصّ أوقعكِ ببعض الأخطاء في الضبط ، ولا لزوم للضبط الكامل أختي الكريمة .
خلّفته ورائها = خلفته وراءها
لعلّ عابر يغريه = لعلّ عابراً يغريه
حفظك الله ، ودمت بألف خير
تحياتي

آمال المصري
22-05-2012, 10:16 AM
أسلوب جميل وصور مبهرة وخيال خصب ولغة راقية رغم بعض هنات أوقعتك بها لوحة المفاتيح
كما ذكر الأفاضل يفتقر النص لبعض أدوات القصة وأراك قادرة على إثرائها
دام ألقك أخت غصن
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

سامية الحربي
23-05-2012, 08:07 PM
الاستاذ غصن الحربي


نص حافل بالصور الجميلة والممتعة ، وان كنت قد اغتلتها بالهجرة ، بانفصال الروح عن الجسد

هي هجرة اخرى فلاتكتب وصيتك الاخيرة والسلاما

دمت مبدعا

الأستاذ عمر الحجار . شكراً جزيلاً لك ولمرورك الكريم .تقبل فائق الإحترام.
همسة (استاذة غصن )

سامية الحربي
23-05-2012, 08:10 PM
نص بديع تفوقت فيه اللغة الجميلة والتصوير البديع على السرد
لست ناقدًا وأترك حكم المحاكمة القصصية لذوي الأمر لكن نصك الجميل أمتعني وأثر بي وأصاب مواجعي
مودتي وكثير تقديري

الأستاذ الكبير وليد عارف الرشيد شرفت بهذا المرور , قريباً إن شاء الله ستشفى الجراح حفظك الله ورعاك. تحياتي وتقديري.

سامية الحربي
23-05-2012, 08:12 PM
أعجبني النص بلغته الجميلة، واسترسال حَكيه.
فليتك تراجعه حتى يكون أجمل!

وراءها/ لَمْ تَر/ لعلّ عَابِرا/...
"بِقَدْر تَبَاطُئ زَمن الْهِجرَة... يتسَارُع زَمَن الْعَوْدَة". فلا داعي لتكرار كلمة"بقدر".
تحياتي ودام إبداعك

الأستاذ عبد الرحيم صادقي شكراً جزيلاً لك ولملاحظاتك . دمت بخير وعطاء.

سامية الحربي
23-05-2012, 08:16 PM
لا يمكن لعنوان فيه كلمة دمشق أن لا يستقطب بؤرة اهتمامي ولو آنيا .

ودمشق حية إن شاء الله ما دامت السموات والأرض ، فهي أكثر من بناء وشارع وزاوية ، وأكبر من مدينة أو عاصمة ، وأقدم من تاريخ وأوسع من جغرافية ، إنها دمشق وحسب .

خاطرة قصصية أو "قصة خاطرية" رائعة حلقنا مع ورقائها في سماء دمشق الحبيبة ، بحرف بارع ولغة بديعة التصوير رغم بعض ما شابها من الهنات .

غصن الحربي ، أمتعتنا بعمل متميز

لك الشكر والتقدير

سررت أنك ممن تستقطبه دمشق وحروفها . حتماً هي حية مهما أوغلت فيها يد الغدر ستنتفض وتعلن ميلادها الجديد ويأزر إليها المجد ثانية. تحياتي وتقديري .

سامية الحربي
23-05-2012, 08:19 PM
-
----
أختي الكريمة الأديبة غصن
نكأتِ بنصّك الأليم جرحاً ، بل جراحاً
ما أمرّ أن تُعلّق الدانة في عنق بهيمة الأنعام !
وما أقسى أن تُطردَ أطيار الدوح الغَرِدة لتسكنَها غِربانُ الشؤم !
ولكن ْ إلى حين بإذن الله
بثٌ جميل ، مؤثّر ، ملؤه حب الوطن والحنين لأرضه ومعالمه وترابه وذكرياته
يفتقد النصّ إلى عناصر قصصيّة مهمّة : الحبكة القصصية ، كالحدث المحوريّ ، والأفعال التي تدفع به نحو النهاية .. والبعد عن التقريرية
حرصُك على تشكيل النصّ أوقعكِ ببعض الأخطاء في الضبط ، ولا لزوم للضبط الكامل أختي الكريمة .
خلّفته ورائها = خلفته وراءها
لعلّ عابر يغريه = لعلّ عابراً يغريه
حفظك الله ، ودمت بألف خير
تحياتي
الأستاذ القدير مصطفى حمزة أشكرك جزيل الشكر على الكلمات المشجعة والملاحظات الهامة . ستكون موضع تقديري بالتأكيد . دام عطاءك حفظك الله ورعاك.

سامية الحربي
23-05-2012, 08:24 PM
أسلوب جميل وصور مبهرة وخيال خصب ولغة راقية رغم بعض هنات أوقعتك بها لوحة المفاتيح
كما ذكر الأفاضل يفتقر النص لبعض أدوات القصة وأراك قادرة على إثرائها
دام ألقك أخت غصن
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

القديرة آمال المصري ...
أشكر لك المرور الكريم و ملاحظاتك القيمة . مرحبا بك في متصفحي . تحياتي ومودتي.

ربيحة الرفاعي
24-05-2012, 11:22 PM
نص قصي جميل بفكرته ولغته يستمد حسّه من واقع يؤلمنا جميعا
افتقر نصك لبعض مقومات القصة فجاء تقريريا وربما أقرب للخاطرة

أهلا بك أيتها الكريمة في واحتك

تحاياي

لانا عبد الستار
03-03-2013, 12:09 PM
لغتك جميلة
وسردك مؤثر ومشوق
ولو اشتغلت على هذا النص قليلا لجعت منه قصة رائعة
اشكرك

نداء غريب صبري
05-04-2013, 04:07 PM
خاطرة جميلة حملت قليلا من صفات القصة
صورها ولغتها رائعتين
عطرها ياسمين الشام وزينتها دمشق فكانت أحلى من كل القصص

شكرا لك أختي الحرّة غصن

بوركت

كاملة بدارنه
30-04-2013, 06:27 PM
ورقاء دمشقيّة تركت صدى الهديل ليزيل الغموض عن قلق الأحوال وغرابتها
نصّ عجّ بالجمال اللّغوي
بوركت
تقديري وتحيّتي

محمد الشرادي
01-05-2013, 04:17 PM
وَرْقَاء دِمْشَقِيَّة
(بَعْدما قَرَرُوا تَسْلِيمهَا أَسْمَال مُمَزَّقَة كانت رَمْزِية الْأَوْطَان و الْأَرْوَاح الْمَسْلُوبَة)



كَان عَلْيهَا أَنّ تُعَجِّل فِيْ مَوْسِم الْهِجْرَة . لَفَحَاتٌ مِن زَمْهَريرِ وَجَدت طَرِيقَها إِلَى رِيشِها فَأدْرَكَتْ أَنّ الْمَوْسِم يُطْوى عَلَى عَجـلٍ هَذا الْعَام لم يُسْعِفُها الوقتُ كي تَزُورَ تِلكَ الأمَاكن التي مَا فتِئت تَطُوفُ عَليها قَبْلَ كُلِ رَحِيل , تُودِعُها , و تَعِدُها بِـِلقاءٍ قَرِيب.

ذَلِكَ الدِّير الْمَهْجُور الذِي عَشْعَشَتْ فِي بَعضِ جَنَباتِهِ نَباتات عَتِيقَة , و التَفْت حَولَ زَوَّايَاهُ . وتِلّكَ الْمَسَاجِد وَالْمَنَابِر التِي تَجْعلُهَا تَنْتَشِي كُلَّمَا رُفِعت مِنْهَا صَلَوَات و كُلَّما غَمَرَتهَا أَشِعَة الشَّمَس بِحَنَانِهَا وَدِفْئهَا .

كَانَت بَاحَات تِلّك الْجَامِعَات مَرْتَعًا لِنُزْهتِها . خُيّل إليها أَنّ هَذه الْأُبْنِيَّة السَّامِقَة شُيدَتْ من لَبَنَات غُمِست فِي نَهْرٍ خَالِدٍ , فَلا يُمْكِن لِلَبْنَة مِنْ تَلِكّ الصُّرُوح أَنّ تَتَزَحْزح قَيْد أَنْمُلَة ولا يُمْكِّن أن تَلُوُّذ قَاعَة مِنْ تِلّكَ الْقَاعَات بِالصَّمْت , و لا لِتِلّك الْمَقَاعِد أن يَعْلوهَا غُبَار فَكَل مَا يُقال فَرِيد مِنْ نَوْعه وَغَزِير الْمَعْرَِفة يَسْتَرعِي النَّفْس فَتَتَمنّى لَوّ أَنّ الزَّمَن يَتوقف لِلَحَظَات فِي ذَلكَ الْمَكَان الخلاب.

شَيَعت الْوَرْقَاء الْمَدِينَة بِنِظْرَةٍ طَبَعتْ بِهَا مَلَامِحهَا فِي جِفْنِها و أَعْقَبَتهَا بِزَفْرَةٍ ثُمّ بَسَطت جَنَاحيها و اسْتَنْفَرَت رِفْقَتَهَا وَكَان الرَّحِيل .

كانت تَشْعُر وَهِي تَشُقّ عَنَان الْغَمَام أَنّ هُناكَ زَحْفًا ضَبَابِيًّا يتجِه لِمّا خَلَفَته وَرَائهَا زَحْفًا تَعْلَوهُ غَبَرَة و كَأَنّ الْغِرْبَانِ قَائِدُهَ و كَأَنّ الْمَوْت هَدَايَاهُ.

تزْدادُ مَسَافَات الْبُعْد ويزْدَادُ الشَّوْق و أَسْكِنتُ الرُّوح فَيِما خُلِفَ وَرَائهَا . أَشْهُرٌ مَضَتْ لَمْ تَشْعُر فِيها الْوُرَقَاء بِأَن تِلّكَ الْأَيَام تَمُتّ لعالمِ الْحَيَاة بِشَيْءٍ رُغْم أَنّ مَا يُحِيطُها في نَظرِ النَّاظِرين و مِقْياسِ الْعَارِفين أَجْمَل قَسْمَات العَالم.
لَكِنَّ الرُّوَح خُلِفت هُنَاك ولا شَيْء يُعَادِل الرُّوَح. كمَا أَنّ تِلّك الْقِطْعَة المُزْدانةُ بِـِجَمالِ آذار و الْقَابِعَة على تِلالِ الْأُنْس وَدِفْء الْوُجُوه و أَصْوَاتِ الْعَابِرين تَسْكُن فِيْهَا.

كُلّ اغْتِرَاب مَتَاع فِي الْحَيَاة سِوَى ........ يَوْمًا يُفَارِق فِيْه الْمُهَّجَة الْجَسَد
بِقَدْر تَبَاطُأ زَمْن الْهِجْرَة بَعِيدًا عَنْ الْوَطْن و اتِّسَاع الْمَسَافَات بِقَدْر تَسَارُع زَمَن الْعَوْدَة وَتَقَلُّص الْمَسَافَات.

تَقْتَرِب الْوَرْقَاء مَعّ سِرْبهَا مُمَنِّيَة النَّفْس بإلتِقَاءِ الرُّوَح بِالْجَسْد. ما أَسْرَع صُرُوف الزَّمَان و تَبْدُل الْأَوْطَان وَتَشَتُّت الْأُخْوَان !! لَمْ تَرَى الْوَرْقَاء غيرَ مَدْيَنَة مَوْؤُودَة تَنْفُث الرَّمَاد .
حَطّتْ الْوَرْقَاء عَلَى بَقَايا مِئْذَنَة مُتَسَائِلة : “ لِمَ لمْ أَأْخُذ عَهْدًا و مَوْثِقًا مِنْ الدَّهْر بِأَن لا يَجُولَ بِيدِهِ على جَنَتِي و مَنْبَع شَراييني و مَسْرَح أَحْلَامِي ؟ لمَ أضْحَت خَاوِيَة عَلَى عُرُوشِهَا و كُلّ شَيْءٍ يُعَلِّوهُ الرُغام , أيُ يدٍ آثِمَةٍ اسْتَباحَت الْحُرَمَات و هَدَمت الدَّوْر والطُّرْقَات؟ لابدَ أَنّهَا لَمْ تَذُق مِن ثَمَرِها وَ لَمْ تَشْرَب مِنْ مَائِها و لا اخْتَلَطَ هَوَاءُ جَنَّتِي بِرِئتِيها".

قَرَر السَّرْب أَنّ يَرْحَل و يَتْرُك تَلِكّ الأطْلاُلَ , و قَرَرت الْوَرْقَاء أَنّ تَظَلّ لَعَلْها تَشْهَد يَوْمًا تَرَى فِيْهِ نُفُوسًا تَتَألقُ وَهَي تُعْمِر جَنَّتهَا و تُبْنِيهَا مِنْ جَدِيد . و مُنِذّ ذَلّك الْيَوْم لَمْ يتوقف هَدِيلُها لعَلّ عَابِر يُغْرِّيه الْبَقَاء فَيحْظى بِهَذَا الْمَجْد

أهلا اختي غصن

نص جميل عبر بصدق عن مأساة دمشق نتمنى لها و لكل البلاد العربية السلامة و الخروج من هذه المحنة بألف خير.
تحياتي

د. سمير العمري
21-08-2013, 04:36 PM
لك أسلوب أدبي باهر في التعبير ورسم المفردة وأراك ناثرة مميزة. وهنا كانت النثرية أعلى صوتا من القص ولكن النص معبر ويقدم مضمونا راقيا ومؤثرا.

دمت في ألق!

تقديري

سامية الحربي
22-08-2013, 06:20 AM
نص قصي جميل بفكرته ولغته يستمد حسّه من واقع يؤلمنا جميعا
افتقر نصك لبعض مقومات القصة فجاء تقريريا وربما أقرب للخاطرة

أهلا بك أيتها الكريمة في واحتك

تحاياي

صدقتِ الشاعرة القديرة ربيحة الرفاعي ربما أخطأت في وضعها في القسم المناسب هي للخاطرة النثرية أقرب منها للقصة.ممتنة لمرورك الكريم . تحيتي وتقديري.

سامية الحربي
22-08-2013, 06:22 AM
لغتك جميلة
وسردك مؤثر ومشوق
ولو اشتغلت على هذا النص قليلا لجعت منه قصة رائعة
اشكرك

الأديبة العزيزة لانا عبدالستار شاكرة مرورك و ملاحظتك القيمة كل الشكر والتقدير.

فاتن دراوشة
22-08-2013, 03:29 PM
ورقاء وفيّة ككلّ طيور الشّام مهما طال غيابهنّ عن الوطن يبقى رابط المحبّة يربطهنّ به

ويبقى الإخلاص له يزيّن قلوبهنّ الدّافئة

ما أروع ما باح به قلبك البهيّ غاليتي

محبّتي

عباس العكري
24-07-2016, 10:46 AM
https://4.bp.blogspot.com/-KtWdtMfYLjE/V5SANHSCAuI/AAAAAAAAD5U/MSsi1ARbVPk3uc1yFfQDv9pmvDKr7R8ewCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 1.PNG


https://4.bp.blogspot.com/-wS1Qrrc_YDs/V5SANPoFCKI/AAAAAAAAD5Y/xJA5fDZDaOcZjY0n7_CcZxqCE3ToHhY7QCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 2.PNG

ناديه محمد الجابي
31-07-2022, 05:43 PM
بلغة فارهة قدمت خاطرة قصصية مؤثرة بسرد جميل
وبرقة وصف ورونق حرف رسمت لوحة دقيقة الملامح مؤلمة
حملت فكرة استلهمت الواقع بعبثية صراعاته، وألم وضعه
ستعود سوريا أرض الياسمين موحدة ـ عاصمتها دمشق ـ حفظها الله وأهلها.
سلمت يداك.
:hat::014::hat: