تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لستُ أنسى الأحبابَ



نادية بوغرارة
20-05-2012, 08:23 PM
لستُ أنسى الأحبابَ ما دمتُ حيّا

أبو مدين التلمساني





لستُ أنسى الأحبابَ ما دمتُ حيّا
مذ نأوا للنوى مكانا قصيّا

وتلوا آيةَ الوداع فخرّوا
خيفةَ البين سجدا وبُكيّا

ولذكراهمُ تسيحُ دموعي
كلَّما اشتَقت بكرةً وعشيّا

وأناجي الإله من فرط وجدي
كمناجاةِ عبدهِ زكريّا

وهنَ العظمُ بالبعاد فهَب لي
ربّ باللطف من لدُنكَ وليّا

واستجب في الهوى دعائي فإنّي
لم أكن بالدعاء ربِّ شقيّا

قد فرى قلبي الفراق وحقّاً
كان يومُ الفِراقِ شيئاً فريّا

وأختفى نورُهُم فناديتُ ربّي
في ظلامِ الدجى نداء خفيّا

لم يك البعد باختياري ولكن
كان أمراً مقدّراً مقضيّا

يا خليليّ خلياني ووجدي
أنا أولى بنار وجدي صليّا

إنّ لي في الغرام دمعاً مطيعا
وفؤاداً صبا وصبراً عصيّا

أنا من عاذلي وصبري وقلبي
حائرٌ أيُّهُم اشدُّ عتيّا

أنا ميتُ الهوى ويومَ أراهُم
ذلكَ اليومُ يومَ أبعثُ حيّا

نادية بوغرارة
20-05-2012, 08:24 PM
أبو مدين التلمساني

شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني، أبو مدين.
صوفي، من مشاهيرهم، أصله من الأندلس،
أقام بفاس، وسكن بجاية، وكثر أتباعه حتى خافه السلطان يعقوب المنصور،
وتوفي بتلمسان، وقد قارب الثمانين أو تجاوزها.

نادية بوغرارة
20-05-2012, 08:28 PM
من أشعاره :


أهلُ المحبَّةِ بالمحبوبِ قد شغلوا
وفي محبَّتَهِ أرواحهُم بذَلوا

وخرّبوا كلَّ ما يغنى وقد عمروا
ما كان يبقى فيا حسن الذي عملوا

لم تُلههم زينةُ الدنيا وزُخرُفُها
ولا جناها ولا حليٌّ ولا حلَلُ

هاموا على الكون من وجدٍ ومن طربٍ
وما استقَلَّ بهم ربعٌ ولا طلَلُ

داعي التشوفِ ناداهم وأقلقهُم
فكيفَ يهنو ونارُ الشوقِ تشتعلُ

من أوَّل الليل قد سارَت عزائمهُم
وفي خيام حمى المحبوب قد نزلوا

وافت لهم خلعُ التشريف يحملُها
عرف النسيم الذي من نشره ثملوا

همُ الأحبَّةُ أدناهم لأنهمُ
عن خدمَةِ الصمد المحبوب ما غفلوا

سبحان من خصهُم بالقُربِ حين قضوا
في حبه وعلى مقصودهِم حصلوا