المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة في موقد الذات



حيدرالأديب
21-05-2012, 05:03 PM
رسالة في موقد الذات ( مني إلى حيدر الأديب )
قرأت لك
في كراسة هزائمك
أن الفلاسفة أطفال يلعبون بعيدان الحياة , لهم القدرة الناضجة على التلاعب بمكياج الحروب , وكانوا ينتجون التهمة والفاكهة القاتلة , لذا لم تتضح العصافير والأوطان كثيرا في ملامحهم , كان يفزعهم كيف أن الأصابع تختلف في أشكالها وتتفق في بطشها
وقرأت لك
أن النحاة يعكرون مزاج اللغات ويحرفون في نواياها ويجلدون مقاصدها
وقرأت لك
أن الشعراء مقلون من الحياة , يمشطون قصائدهم على ضفاف الاغتراب
لم تعد تغويهم الأودية فمنهم من قضى اسمه ومنهم من قشّر هجرته
وأرتضى عزلة تطربه
ومنهم من دخل قصيدة النثر ورد الشيخوخة عن لهجة قلبه
وقرأت لك
إن القصائد والحدائق والطفولة ملاجئ خائنة
وإن الحروب وللحكام الحمد هي حساسية في دمانا
كم نصحت لك في اتضاح الشجر
لا تلمس طينة القلق ولا جمرة السؤال ولا فتنة اللغة
وأذن
أدخلك من غيابك عني حيدر الأديب
أدخلك من معناك المسروق في وضح التواريخ
أدخل ضريحك المسكوك بحلم الأنبياء
وأتلو طرائق التوبة عنك
بودي والود ذكر مبارك أن استخرج صواع الجرح الملك من رحل الحكاية
أدخلك الآن من لوحة مفاتيح أجهلها مثلما أجهل الوطن الذي يصر على رسم قاتليه
يكفيني أني أمتلك تصريح محادثتك
يكفيني أني أجس نومك المزمن
أحدثك عن وطن وأنثى وأرجئ بقية الشجر لخريف مبتكر
أشمك في باقة الأنبياء مصلوبا على وطن مغشوش
لم تحسن الحروب تربيته
وطن يستدرج الشمس بالشهداء
دائما ثورته مكشوفة العورة
وطن كان يصدر التمور والحسين والشعراء
والآن يزني الصغار بنخلته
ترى من يصحح الأوطان في الشهداء
من يصحح العطر في الورد
الأرض يرثها الصالحون ...
والصالحون قصيدة نثر تقاتل الأوثان بالورد
الصالحون يشنون أسماءهم على الضباب كما يشن الأطفال الصباحات على البراءة
تحية كوجهك .. كقلبها..... كحضنها الدافئ وما تكن الأنوثة من عسل الشوق
حاولت مرارا أن التقيك في أشهى أحزانك .. في باقة ألوانك وفي جمال قلقك
وفي ثراء وجعك .. وقلت لعلي التقطك في فوضاك فهي اشد أنوثة من قصائدك
الأنوثة رغوة شبابك وحكمة شيبك البازغ على خلاف هم الرجال
لكنما كان يفصلني عنك سر ابتسامة
يدخل العشاق تفاصيل الوردة من عطرها ... ويدخلون الوقت الشهي من نقطة غامضة .. وحاولت اقتفاء نهج قلوبهم تجاه قلبك فأدخلك من أنثاك .. او أباغت وضوحك لحظة انسكابك في معجم آهاتها وبين الوردة ونقطة الغموض كان الحبل السري يشرنق انكساراتي ويتوارى لدى ابسط الأسئلة
من أنت .. ومن أنا .. ولم تترك ميراثك في حدائق جراحك وفي شفتيها وترسم القمر بمفردك حتى اكتمال بدر أنثاك وتترك الليالي تفوح في قلبي
كان العمر سجالا بيني وبينك .. أشن عليك الغياب وتشن عليّ القصائد والجمال
وكنت اهجوك في محضر المقتولين باسمك .. والعن قلمك ... ثم أتولى إلى ظلك في معانيك اشكوا ارتباكي وأستغفرك قلبي
أخذتك من الشجر وكنت نقيا من الخريف وشرحتك العصافير لأعشاشها
لم تلمسك مقترحات النساء ولم تغير مذاق نهرك حقب الغرقى
لم اكن أعرفك أيها المسرف بمقاصد كفه ... عبرت اليك وحملت أصرك الجميل
وتفاجأت أني دون شرعية ذلك ولم يؤذن لوجهي تجاه ساحات الشمم والاشتهاء
تلك التي يرتادها كبار العاشقين الكافرين لعطرهم
كان جزءك الأصعب يتجلى حين يأتيك رزق نهديها وكان جزءك الأصعب الأصعب يتوارى حين تدخل تواريخك في غسق عريها وأنت رجل هامد فوق معانيها
لست من الخارجين عليك ولكني أحيل الشكر للتي أمسكت بحمامة روحك
وأطعمتني الهديل حتى شاعت بصمتي في نسل أسرابك
كنت أخافك جدا .. احبك جدا وكنت انتظرك كلما رجعت منهك المرايا من قصيدة ما
كنت أتسلل إلى طفولتك احتطب الزقزقة واشم اسمك ذو المسك والشجن
لم أنَسَ شفاهك المبتلة بحليب الشعر والعشق المؤجل
وكنت أجوس القصائد خلفك ... أصالح بين معانيك وبين مطالب التوجع
الدمعة التي لا تشرح رجلا هي وردة خاسرة وهناك ما يربو على ظل ذاكرة
يوافي لونك المتدرج حتى أخر حزن أنثاك
تكمن روعة أنثاك إنها معك ضدي ... فهي لم تبح لي بكل أسرارك لكنها سمحت لي بكاميرا اكثر دقة في الاقتراب منك ... اعني الاقتراب مني
ستبقى حيدر الأديب الرحلة الأخطر في جملتي ...
انا معجب بك ..... لأنك تحبها ...
دع النجوم ..ودع انعكاس الماء ..واستغفر لوجهك

وخذ من حناء تعبك لأسمك ..
وعلى جرح وحدتك توكل
فيا أيها الذي تحبها ... شكرا على فسحة وقتك المزدحم بها
تلك الأنثى تجيد انقسامنا
كي أشرحك
سمتك الوردة وسمتني عطرها
وافترشت قلبها كفا
أنها قدرك الحكيم ومقامك المحمود
مرة أخرى
شكرا لك
شكرا لأنثاك
وتحية كوجهك .. كقلبها..... كحضنها الدافئ وما تكن الأنوثة من عسل الشوق
ولي في بستانك نخلة أخرى وظل وبساط وعشر علامات استفهام تزهر في كفك الفصيح

حيدر الأديب

كاملة بدارنه
21-05-2012, 05:23 PM
رسالة رائعة من العنوان إلى المضمون ...

لغة بمستوى عالٍ خاطبت الذّات برقيّ الأفكار، وصثبّت الماء الزّلال من ينابيع المعرفة

دمت بهذا البهاء

تقديري وتحيّتي

للتّثبيت

ربيع بن المدني السملالي
21-05-2012, 07:01 PM
شكرا لك أيها المبدع حيدر على ما سطّره اليراع ، سُررت بمصافحتي لهذه الأفكار الطّافحة بالحكمة والقول الجميل ، لله درّك من كاتب سننتظر منه الكثير ..
دمتَ ودام هُطُولُكَ المنتظر
تحيتي ومودّتي

أماني عواد
21-05-2012, 07:36 PM
الاستاذ حيدر الاديب


وكنت اهجوك في محضر المقتولين باسمك .. والعن قلمك ... ثم أتولى إلى ظلك في معانيك اشكوا ارتباكي وأستغفرك قلبي


بعض الحب يأسرنا حد التمرد عليه ذات وجع , لكننا لا نلبث ان نعود اليه نمنحه قيدنا. فذاك قيد انتمائنا


فيا أيها الذي تحبها ... شكرا على فسحة وقتك المزدحم بها
تلك الأنثى تجيد انقسامنا
من غيرها يجيد!!!
اترانا احببناها حد انقسامنا ؟؟
ام احبتنا حد موتنا؟؟؟


كان العمر سجالا بيني وبينك .. أشن عليك الغياب وتشن عليّ القصائد والجمال

الاغترب كائن نبادله الاقتراب فيبادلنا الجلد . ومع سياطه نتفجر شوقا وحنينا


كنت أخافك جدا .. احبك جدا وكنت انتظرك كلما رجعت منهك المرايا من قصيدة ما


الحب والخوف كيمياء القلوب, قنابل موقوتة تفجر فينا قوة خارقة تقودنا لحتف جميل


نص رائع \عميق\ مؤثر
سلمت وسلم مدادك

حيدرالأديب
21-05-2012, 07:44 PM
رسالة رائعة من العنوان إلى المضمون ...

لغة بمستوى عالٍ خاطبت الذّات برقيّ الأفكار، وصثبّت الماء الزّلال من ينابيع المعرفة

دمت بهذا البهاء

تقديري وتحيّتي

للتّثبيت


ماذا أقول في حضرة بهائك ومن أقصاي الى اقصاي مسافة خجل وهيبة
هو الحبور والأشراق المؤرخ باسمك

كل التقدير والأعتزاز
حيدر الأديب

وليد عارف الرشيد
21-05-2012, 08:38 PM
نص باذخ يروق للذائقة أن تعتنق المكوث بين جنبات سحره وبديع لغته وانزياحات لفظته وعميق مضمونه وماتع تصويره
كنت هنا ولم أندم ولا أحسبها ستكون الزيارة الأخيرة لهذا الألق
وعلى الرغم من أنك أوحيت بتشويه النحات للغة بتعكيرهم مزاجها فإني وجدت غير شائبةٍ من سقوط للهمزات وزيادة الألف في أشكو وحسب علمي فإن :جزؤك هكذا تكتب لأنها مرفوعة على أنها اسم كان
مرحبًا بك مبدعًا متميزًا في واحتك واحة العطاء والخير
ومودتي وكثير تقديري أيها المبدع الجميل

خليل حلاوجي
21-05-2012, 10:55 PM
عندما نخترق الجلد ... ونغوص في أعماق نبضنا الأخرس : ثمة حكاية

ووجع

وأمنيات


عندما يشتعل الثوب ... نستدبله
وعندما يشتعل الجلد ... نستبدل التاريخ
وعندما تشتعل ذواتنا .... نستبدل الحبر والقرطاس والألم .... فقط .... لنكتب مثل هذا الإبداع


/


أشكر قلبك

عمر الحجار
22-05-2012, 09:42 AM
ابد عت ايها الاديب الرائع


يقول ادونيس
مات البصريون ومات الكوفيون وفي انفسهم شيء من حتى، لقد صححت كل المغالطات التي نقترفها ظننا منا انها الحقيقة ،


اشكر حكمتك الكبيرة

حيدرالأديب
22-05-2012, 01:29 PM
الأديب الرائع ربيع
وكيف لا تبتهج الذات ومثل فكرك وأدبك يجتاح مسافاتها

محبتي وتقديري
حيدر الأديب

سامية الحربي
23-05-2012, 07:53 PM
نص يطرق المشاعر في كل إتجاه . مفردات متألقة وعميقة ورسالة قوية . بورك هذا المداد .
تحياتي .

زهراء المقدسية
23-05-2012, 09:37 PM
فيا أيها الذي تحبها ... شكرا على فسحة وقتك المزدحم بها

ونحن بدورنا المتطفلين على رسالة ذات الأديب
نشكر له هذه الوقفات مع أنثى تختلف عن كل النساء

نص مداده الحب وعطره الوفاء وعمق الإنتماء

سلمت وسلم هذا الفيض
تقديري الكبير

فاطمه عبد القادر
24-05-2012, 09:43 AM
أدخلك الآن من لوحة مفاتيح أجهلها مثلما أجهل الوطن الذي يصر على رسم قاتليه
يكفيني أني أمتلك تصريح محادثتك
يكفيني أني أجس نومك المزمن


السلام عليكم
حقا هي من موقد الذات
رسالة من الذات للذات متوقدة محترقة
لوحات رائعة ,لغة جميلة ,مشاعر كالجمر توهجا
شكرا لك أخي حيدر الأديب
نص رائع حقا
ماسة

حيدرالأديب
24-05-2012, 06:20 PM
الأديبة أماني عواد
حوارية رائعة وتعليقات تتلو المرامي الملونة للنص وتؤرخ جمال اللحظات بدهشة

تحية حد قلبك وجمال قلمك وشرف نال ذاتي ونصي بظلال اسمك
حيدر الأديب

أحلام المغربي
24-05-2012, 07:32 PM
ما أجمل أن نغوص في أعماق الذات و الأجمل أن نستل منها هذا السيل المتدفق من الكلمات
أسعدني المرور بين أروقة حروفك و الاغتراب في فضاء مدادك
بوح أدبي و تأملات فلسفية تحلق بنا صوب آفاق الإبداع
تحياتي وتقديري
أحلام المغربي

عبد الرحيم صادقي
24-05-2012, 10:38 PM
أولا مرحبا بك يا حيدر الأديب في واحة الخير
مقاما طيبا، وصحبة خير إن شاء الله
ثم دعني ثانيا أشيد بهذه اللغة الأنيقة، والحرف البهي. فلله درّك.
واسمح لي أخيرا أن أعكّر مزاج اللغات وإن لم أكن نحويا:
يحرفون في نواياها/ يحرّفون نواياها. كما قال تعالى: "يحرفون الكلم عن مواضعه".
كان جزءك الأصعب/ جزؤك.
اشم اسمك ذو المسك والشجن/ أشم... ذا...
ثم الهمزة الهمزة أخي!
وكانت الرسالة بجمالها مزهرة في كفك الفصيح، وإن كنت أفضل أن أقرأها فقرات متتابعة.
تحياتي وكثير مودتي
تقبل هذا المرور، أدام الله لك السرور

ربيحة الرفاعي
25-05-2012, 12:21 AM
نثرت الحكمة معتقة في خطاب للذات رائق بلغة متمكنة وأداء قوي
ونجحت بتجنيد انزياحات المفردة لتخدم الفكرة بمهارة

أهلا بك أديبنا في واحتك

تحاياي

نداء غريب صبري
29-03-2013, 11:43 PM
الرسالة جميلة أخي
والنثر رائع
وأنت ............................مبدع

شكرا لك

لانا عبد الستار
20-04-2013, 01:34 AM
خاطرة في رسالة وحديث مفعم بالحكمة والمنطق
وتجن على النحاة
أشكرك

د. سمير العمري
27-10-2014, 11:43 AM
لا يخفى ألق حرفك خصوصا في رسم الصورة الأدبية الباهرة والتوظيف المدهش للاقتباسات الدينية والتاريخية ، وأسلوبك الجميل في الربط والتعليل.

ولكني وجدت من حيث المعنى ما لا أحبذه شخصيا من الإفراط في أسلوب الطرح الحداثي ، ومن حيث المبنى عدم تحريك الكتابة بأسلوب الفقرة وعلامات الترقيم ، وكذا الأخطاء اللغوية التي تعددت وأشار الأحبة إلى الكثير منها.

أنت أديب مبدع لا ريب وبقليل من الجهد سيكون لحرفك موقع متقدم في مقام النثر الأدبي العربي!

دمت بخير وعافية!

تقديري

خلود محمد جمعة
29-10-2014, 07:08 AM
غوص في الذات و ومحاكاة للروح
تحليق على جناح الحرف في سماء الابداع بيراع رسم مدارات النفس وتضاريس القلب على صفحة الروح بقوة وهدوء وعمق وشفافية
اسجل اعجابي
كل التقدير

رويدة القحطاني
21-11-2014, 11:59 PM
أسلوبك جميل ولغتك رائعة
هكذا يكون النثر

آمال المصري
18-04-2015, 04:42 PM
شكرا لك
شكرا لأنثاك
وتحية كوجهك .. كقلبها..... كحضنها الدافئ وما تكن الأنوثة من عسل الشوق
ولي في بستانك نخلة أخرى وظل وبساط وعشر علامات استفهام تزهر في كفك الفصيح

وشكرا لرسالتك للأديب حيدر والذي انهمر فيها حديث الذات وما احتوى من حكمة وجمال وسمو فكر
دام ألقك وسلمت اليراع
تحاياي

ناديه محمد الجابي
19-07-2019, 10:34 AM
حرف تألق فكره وزهى في رسالة عظيمة إلى الذات في حديث
مفعم بالحكمة وبلغة متمكنة وأسلوب واضح
إبهار بروعة اللغة، وهذا الحس الإنساني العالي في نص باذخ فاخر
شدني بجماله، وسحرني ببهاءه وعميق مضمونه
تقبل إنبهاري وشديد إعجابي.
:hat::nj::0014: