مشاهدة النسخة كاملة : بلا رزان
مصطفى حمزة
22-05-2012, 08:29 AM
بلا رَزان
تمّ الأمرُ بعدَ منتصف الليل ، وأوى الجميعُ إلى بيوتهم ، وأمسك بيد زوجته عائدَيْن إلى منزلهما لم ينبسا ببنتِ شفةٍ طوالَ الطريق ؛ لكن عيونهما الذاهلة المغرورقة بالدمع كانت تشكو بصمت : كيف يُمكن أن نعود بلا وحيدتِنا ؟! كيف ندخل البيت وقد خلا منها ؟! تُرى ، ما طعمُ الأيامِ القادمة بلا " رزان " ؟! ولمّا شدّ على كفّها انطلقت آهتها ودموعهـا معاً !
توجّه مِنْ فَوْره إلى غُرفتها ، لقد اعتاد أن يفعل ذلك منذ عشرين سنة ، وما أنْْ وَلَجَ الغرفة حتى عَبِقَ به رِيحُها من كل جانب ! أسندَ ظهرَهُ إلى الباب وراحَ يُنقّلُ نظره في أشيائها : هذا سريرُها ولِحافُها ومخدّتُها ، هذا شالُها مُعلّقاً على المشجب إلى جانبِ عباءتها .. منشَفتُها .. ثيابُ الصلاة والسجّادة .. وكُتيّب الأذكار ، مرآتُها ومشطُها وكوبُها الأخضرُ ذو العنق المُذهَّب الذي تشرب به الشاي ، معجم " أكسفورد " الحبيب إلى قلبِها فوقََ طاولتها ، مذياعُها الصغير وسمّاعاتُها .. تهاوى على سريرِها بيديْهِ وخدّهِ ، وأجهشَ ثمّ انخرطَ في بُكاءٍ أليم سُمع صوتُه خارجَ الغرفة ! هُرِعَتْ زوجته إليه ؛ لتراه مُمْسِكاً بمخدّةِ " رزان " يضمّها كالطفل إلى صَدْرِه ، ويسقيها من دموع عينيه !
تقدّمتْ منه ببطء ، ثم جلست إلى جانبه وضمّتْ رأسَه إلى صدرها بحنان ، وهمستْ بصوتٍ مُتهدّج خافِتٍ :
- كفى ياحبيبي ، لا تبكِ ... وادْعُ لها بالهَناءِ والسعادة ، في بيتِ زوجها ..
ثم انخرطا معاً في نَوْبةِ بكاءٍ غريب !!
آمال المصري
22-05-2012, 09:17 AM
جميلة جدا أستاذنا الفاضل
لكن أفصحت المقدمة عن زواج رزان فلو بدأت النص بـ " أمسك بيد زوجته عائدَيْن إلى منزلهما لم ينبسا ببنتِ شفةٍ طوالَ الطريق " لظن المتلقي أن عودتهما من جنازة حتى الخاتمة التي تغير مسار النص
ولكن قولك " تمّ الأمرُ بعدَ منتصف الليل ، وأوى الجميعُ إلى بيوتهم " كشف مستور القصة من أول الاستهلال
تقبل تواجدي ورأيي الذي لاألزمك به
دام ألقك
تحاياي
محمد النعمة بيروك
23-05-2012, 03:38 AM
إذن فرزان لم تمت كما أوهمنا النص!
فكرة جميلة مبلورة قصصيا بشكل جيد، تصوير مُعبِّر للمشاهد، واهتمام ذكي ببعض التفاصيل التي تدعم "خدعة الموت" رغم بعض البالغة في تصوير حزن الأبوين، ربما لتقوية القفلة التي كانت جيدة رغم ذلك..
لغة قوية سليمة خدمتْ المضمون بالشكل المطلوب..
أحييك صديقي القاص مصطفى.
مصطفى حمزة
23-05-2012, 08:42 AM
جميلة جدا أستاذنا الفاضل
لكن أفصحت المقدمة عن زواج رزان فلو بدأت النص بـ " أمسك بيد زوجته عائدَيْن إلى منزلهما لم ينبسا ببنتِ شفةٍ طوالَ الطريق " لظن المتلقي أن عودتهما من جنازة حتى الخاتمة التي تغير مسار النص
ولكن قولك " تمّ الأمرُ بعدَ منتصف الليل ، وأوى الجميعُ إلى بيوتهم " كشف مستور القصة من أول الاستهلال
تقبل تواجدي ورأيي الذي لاألزمك به
دام ألقك
تحاياي
-
---
أختي الفاضلة ، الأديبة آمال
أسعد الله أوقاتك
نظرة ثاقبة ، وملاحظة صائبة ، ورأيٌ سديد من أديبة ذوّاقة
لك جزيل الشكر
دمتِ بخير
تحياتي
عبد الله راتب نفاخ
23-05-2012, 06:44 PM
القصة كانت رائعة
و تبزغ منها قدرة القاص البصي المقتدر في اقتناص حدث حياتني قد يبدو معتاداً
و تحويله إلى محور قصة قصيرة ، ثم فتحه على التأويلات و الاحتمالات
أبدعت أستاذي مبنى و معنى
دمت بكل الخير
سامية الحربي
23-05-2012, 08:31 PM
شعور أبوة طاغية , أخذ بنا كل منحى . صورت شعور يتكرر في كل مرة يزف فيه فلذات الأكباد الى حياتهم الجديدة بأسلوب ماتع.
تحياتي وتقديري.
أحمد عيسى
23-05-2012, 09:33 PM
الأديب القدير : مصطفى حمزة
أقصوصة ذكية جداً ، اقتنصت حدثاً عادياً وهو زواج احدى البنات لتصور المشاعر المتراكبة في هذه اللحظة ، سعادة الآباء التي يشوبها الحزن لتزويج ابنتهم ثم ذلك الشعور بفقدها عندما يعودون الى المنزل دونها ، لا شك سيكون لكل شيء تركته خلفها طعمٌ آخر ، لكن هذا الشعور يتضاءل مع الزمن ، وقد صورته أنت في ذروته : لحظة العودة للبيت بعد انتهاء الفرح دون الفتاة
أحييك أستاذ مصطفى
ياسر ميمو
23-05-2012, 09:54 PM
السلام عليكم
نص جميل , و جد مميز
أهنئك أستاذ مصطفى على هذه التحفة
نعم فما قيمة الأشياء
إذا رحل عنا أصحابها تاركين في القلب غصة
وباقات من ........ الكاردينيا
عبد الرحيم صادقي
24-05-2012, 11:44 PM
ما أتعس الحياة إذاً بلا رزان! كان الله في عونهما. لكن ربما كان عليهما أن يذكرا هجران الخاطبين، ومقامها عشرين سنة أخرى عندهما حتى يخف حزنهما. :sm:
جميلة أخي مصطفى، أحسنت حبكا وسردا.
بارك الله فيك
وما أنْ وَلَجَ الغرفة/ ما إنْ...
ربيحة الرفاعي
24-05-2012, 11:46 PM
دعوني أتحدث هنا برأي مخالف نوعا باعتباري صاحبة تجربة، فالانفعال يكون باتجاه آخر، والأمر أبدا لا يكون بهذا الحزن، ولا بهذا الاحساس بالفقد خصوصا بعيد الاحتفال، وقد يبدأ ذلك لاحقا بافتقادها حين تجمعهم جلسات كان لها فيها حضور
غير أن القاص هنا نجح بتصوير المشهد مقنعا ومؤثرا حتى بما حمل من مشاعر فيها بعض مغالاة، فيما يشهد بقدرة بديعة على تطويع الممكن لخدمة النص
وبلغة متينة وسرد محكم جعلنا نعيش النص خطوة بخطوة بتشويف وبراعة
تحاياي
مصطفى حمزة
26-05-2012, 01:01 PM
إذن فرزان لم تمت كما أوهمنا النص!
فكرة جميلة مبلورة قصصيا بشكل جيد، تصوير مُعبِّر للمشاهد، واهتمام ذكي ببعض التفاصيل التي تدعم "خدعة الموت" رغم بعض البالغة في تصوير حزن الأبوين، ربما لتقوية القفلة التي كانت جيدة رغم ذلك..
لغة قوية سليمة خدمتْ المضمون بالشكل المطلوب..
أحييك صديقي القاص مصطفى.
-----------
أخي الأكرم الأستاذ محمد النعمة
أسعد الله أوقاتك
أثريتَ النصّ بقراءتك الذائقة ، ونقدك النافذ
دمت بخير
تحياتي ، وحياك الله
مصطفى حمزة
26-05-2012, 01:03 PM
القصة كانت رائعة
و تبزغ منها قدرة القاص البصي المقتدر في اقتناص حدث حياتني قد يبدو معتاداً
و تحويله إلى محور قصة قصيرة ، ثم فتحه على التأويلات و الاحتمالات
أبدعت أستاذي مبنى و معنى
دمت بكل الخير
----
وقراءتك أخي العزيز عبد الله قراءة متمرّس ومتذوّق
لك شكري الجزيل
حياك الله وحفظك
مصطفى حمزة
26-05-2012, 01:06 PM
شعور أبوة طاغية , أخذ بنا كل منحى . صورت شعور يتكرر في كل مرة يزف فيه فلذات الأكباد الى حياتهم الجديدة بأسلوب ماتع.
تحياتي وتقديري.
------------
أختي الكريمة الأديبة غصن
أسعد الله أوقاتك
يُسعَدُ الكاتب وأيّ سعادة حين يترك نصّه هذا الأثر الإنسانيّ لدى قارئه
أكرمتِني بمرورك وثنائك
دمتِ بخير
تحياتي
مصطفى حمزة
26-05-2012, 01:10 PM
الأديب القدير : مصطفى حمزة
أقصوصة ذكية جداً ، اقتنصت حدثاً عادياً وهو زواج احدى البنات لتصور المشاعر المتراكبة في هذه اللحظة ، سعادة الآباء التي يشوبها الحزن لتزويج ابنتهم ثم ذلك الشعور بفقدها عندما يعودون الى المنزل دونها ، لا شك سيكون لكل شيء تركته خلفها طعمٌ آخر ، لكن هذا الشعور يتضاءل مع الزمن ، وقد صورته أنت في ذروته : لحظة العودة للبيت بعد انتهاء الفرح دون الفتاة
أحييك أستاذ مصطفى
---------------
أخي الحبيب ، أديبنا الفذّ ، الأستاذ أحمد
أسعد الله أوقاتك برضاه وأمنه وأمانه
قراءة في نفس الشخصيّة تنمّ عن قارئ إنسان ، وناقد متمرّس في فنّ القصّة
حياك الله أخي أحمد
مصطفى حمزة
26-05-2012, 01:14 PM
السلام عليكم
نص جميل , و جد مميز
أهنئك أستاذ مصطفى على هذه التحفة
نعم فما قيمة الأشياء
إذا رحل عنا أصحابها تاركين في القلب غصة
وباقات من ........ الكاردينيا
----
وعليكم السلام والإكرام
أهلاً أخي الكريم الأستاذ ياسر
صدقتَ ، فالأشياء قطعة من نفس أصحابها ..لا تزال تنبض بالروح في غيابه ..
أشكرك على الغاريدنيا .. أشرق الله شمسه الصافية على بلد الغاردينيا والياسمين والنارنج الشامي ... آمين
دمتَ بألف خير
مصطفى حمزة
26-05-2012, 01:18 PM
ما أتعس الحياة إذاً بلا رزان! كان الله في عونهما. لكن ربما كان عليهما أن يذكرا هجران الخاطبين، ومقامها عشرين سنة أخرى عندهما حتى يخف حزنهما. :sm:
جميلة أخي مصطفى، أحسنت حبكا وسردا.
بارك الله فيك
وما أنْ وَلَجَ الغرفة/ ما إنْ...
------------
لكلّ حال تجربة شعوريّة تستثير القلم ... فراق البنات ، وعنوسة البنات .. وهكذا هي الحياة : ألف منوّعة من الغصص !!
وتعليقك أجمل وأفكه أخي العزيز الأستاذ عبد الرحيم
أشكرك على الملاحظة ، وقد سقط الخطأ سهواً
وفيك بارك الله
تحياتي
مصطفى حمزة
26-05-2012, 01:28 PM
دعوني أتحدث هنا برأي مخالف نوعا باعتباري صاحبة تجربة، فالانفعال يكون باتجاه آخر، والأمر أبدا لا يكون بهذا الحزن، ولا بهذا الاحساس بالفقد خصوصا بعيد الاحتفال، وقد يبدأ ذلك لاحقا بافتقادها حين تجمعهم جلسات كان لها فيها حضور
غير أن القاص هنا نجح بتصوير المشهد مقنعا ومؤثرا حتى بما حمل من مشاعر فيها بعض مغالاة، فيما يشهد بقدرة بديعة على تطويع الممكن لخدمة النص
وبلغة متينة وسرد محكم جعلنا نعيش النص خطوة بخطوة بتشويف وبراعة
تحاياي
-----
أختي الفاضلة ، وأديبتنا الفذّة ، الأستاذة ربيحة
أسعد الله أوقاتك بكل الخير
أهلاً ومرحباً برأيك المخالف .. على الرأس والعين .. والذي أنا أيضاً أخالفك فيه حيثُ تقولين : ( والأمر أبداً لايكون بهذا الحزن ) مع خط تحت أبداً . فالنفوس معادن ، والقلوب أنواع ، ولذلك فالتجارب الشعوريّة الإنسانية تختلف أمام الحدث الواحد ... وأهمس إليك بسرّ : رزان هي ابنتي الوحيدة ، وهذا اسمها الصريح ، وهذا النصّ نزفتُه بُعيدَ يوم فرحها فعلاً .. واليومَ وقد أصبحتْ أمّاً لا أزال أفتقدها ، وبشوق أليم ..
لقد كانت قراءتك النقديّة للنص ماتعة ونافذة ، أهدت إليه آفاقاً بهيّة
لكِ شكري الجزيل أستاذة ربيحة
وتحياتي وتقديري
نداء غريب صبري
26-05-2012, 05:07 PM
القصة رائعة جدا
ومع أني لست صاحبة تجربة كالأستاذة ربيحة الرفاعي
لكني أيدت ردها وتحمست له بحكم ما رأيت من زيجات حولي وكنت أرى ذوي العروسين
وعندما قرأت ردك فوجئت لكونك تتحدث عن تجربة حقيقية
نعم أخي
الناس معادن
شكرا لقصتك الجميلة
بوركت
محمد ذيب سليمان
26-05-2012, 06:39 PM
شكرا ايها الحبيب على نص احدث المفارقة التي
لم تكن مفاجئة تماما ولتها كانت مفاجئة
ولكنه نص راق جميل السبك والأداء واللغة
مودتي
وليد عارف الرشيد
26-05-2012, 11:29 PM
كفى ياحبيبي ، لا تبكِ ... وادْعُ لها بالهَناءِ والسعادة ، في بيتِ زوجها ..
أعتقد أنه كان يكفي أن تقول ادع لها وتنتهي بالبكاء
القصة رائعة بتصويرها وتفاصيلها التي ندل على براعة وإحساس عالي ولن يدرك ذلك الشعور مثل المجرب
محبتي أديبنا الراقي القدير وتقديري لنص رائق بديع
ربيحة الرفاعي
27-05-2012, 01:33 AM
-----
أهلاً ومرحباً برأيك المخالف .. على الرأس والعين .. والذي أنا أيضاً أخالفك فيه حيثُ تقولين : ( والأمر أبداً لايكون بهذا الحزن ) مع خط تحت أبداً . فالنفوس معادن ، والقلوب أنواع ، ولذلك فالتجارب الشعوريّة الإنسانية تختلف أمام الحدث الواحد ... وأهمس إليك بسرّ : رزان هي ابنتي الوحيدة ، وهذا اسمها الصريح ، وهذا النصّ نزفتُه بُعيدَ يوم فرحها فعلاً .. واليومَ وقد أصبحتْ أمّاً لا أزال أفتقدها ، وبشوق أليم ..
أصبت أديبنا الكريم
وأخطأت أنا
فالتجارب الشعورية الإنسانية تختلف فعلا أمام الحدث الواحد
وحيث أن تلك العروس أسعدها الله بزوجها ووليدها ابنتك فأنت أدرى بكيف كان شعورك
وإنما تسرّعت أنا فعممت شعوري ومشاهداتي في من حولي من الأمهات
أسأل الله أن يجعل وسكنها واسرتها في مكان منك قريب، فتفرح بتواصل معها يسعد قلبك
تحاياي
مصطفى حمزة
28-05-2012, 06:57 AM
أصبت أديبنا الكريم
وأخطأت أنا
فالتجارب الشعورية الإنسانية تختلف فعلا أمام الحدث الواحد
وحيث أن تلك العروس أسعدها الله بزوجها ووليدها ابنتك فأنت أدرى بكيف كان شعورك
وإنما تسرّعت أنا فعممت شعوري ومشاهداتي في من حولي من الأمهات
أسأل الله أن يجعل وسكنها واسرتها في مكان منك قريب، فتفرح بتواصل معها يسعد قلبك
تحاياي
----
أسعد الله صباحك أستاذة ربيحة
لا ، لم تُخطئي ، ولمْ أصبْ ..
إنما هما وجهتا نظر ، ورؤيتان في تفسير الأدب
وأنا أسأل الله لكِ ولأبنائك وأحفادك ، وكل احبابك الأمن والأمان والسعادة في الدارين
تحياتي
آمال المصري
28-05-2012, 09:05 AM
-----
رزان هي ابنتي الوحيدة ، وهذا اسمها الصريح ، وهذا النصّ نزفتُه بُعيدَ يوم فرحها فعلاً .. واليومَ وقد أصبحتْ أمّاً لا أزال أفتقدها ، وبشوق أليم ..
يا الله .. أسحب قراءتي الأولى وأسجل هنا دعاء لرزان بالسعادة والهناء ولك بمزيد من الاشتياق
دام ألقك أستاذي
تحاياي
مصطفى حمزة
28-05-2012, 04:39 PM
يا الله .. أسحب قراءتي الأولى وأسجل هنا دعاء لرزان بالسعادة والهناء ولك بمزيد من الاشتياق
دام ألقك أستاذي
تحاياي
----
أسعد الله مساءك أختي العزيزة ، الأديبة الرهيفة آمال
لا لا تسحبيها ههه فكلتا القراءتين باهية وتنم عن أدب رفيع وتذوق فاخر ، وقلبٍ طيب
دمتِ ومن تحبين رافلين بالأمن والأمان والفرح الدائم
تحياتي
د. سمير العمري
01-10-2012, 08:02 PM
طبعا لا نهضمك حقك في الجانب الأدبي للقص هنا ولكني أرجو أن يتسع صدرك هنا لرأيي من أن مجرد القص للقص لا يكون للحدث العادي المعلوم بالضرورة إلا في سياق روائي يخدم الدراما ، أو أن يكون قصا يراد به معنى آخر بإسقاطات وانزياحات لغوية وفكرية ، وأنا هنا لم أجد شيئا من كل هذا سوى تصوير حفل زفاف بجنازة والحقيقة أن هذا أمر مبالغ فيه جدا ويفسد بالضرورة الكثير من المعاني التي يستقيم عليها أمر الحياة.
دمت بخير وعافية!
تحياتي
مصطفى حمزة
02-10-2012, 08:47 PM
طبعا لا نهضمك حقك في الجانب الأدبي للقص هنا ولكني أرجو أن يتسع صدرك هنا لرأيي من أن مجرد القص للقص لا يكون للحدث العادي المعلوم بالضرورة إلا في سياق روائي يخدم الدراما ، أو أن يكون قصا يراد به معنى آخر بإسقاطات وانزياحات لغوية وفكرية ، وأنا هنا لم أجد شيئا من كل هذا سوى تصوير حفل زفاف بجنازة والحقيقة أن هذا أمر مبالغ فيه جدا ويفسد بالضرورة الكثير من المعاني التي يستقيم عليها أمر الحياة.
دمت بخير وعافية!
تحياتي
--------------
الأخ الحبيب ، والأكرم الموقر الدكتور سمير
أسعد الله أوقاتك
شرّفني جداً اهتمامك بالنص ورفعه ، وسرّني كثيراً رأيُك النقديّ العميق كالعادة
وفي الردّ أقول : أنا لا أدّعي في كتابة القصّة إلاّ أنني على أعتاب فنّها ، وعند أبواب كبار كتّابها أمثالكم أديبنا الأمير
ولكنني لم أقصد يوماً القصّ لأجل القصّ ، لأنني منذ نعومة أظفاري الأدبيّة كنتُ عاقّاً لفكرة الفنّ للفنّ ، وبارّاً بمذهب
الفن الملتزم الجميل .
ورأيُك بأن الحدث العاديّ ليكون مادّةً للقص ينبغي أن يكون في سياق دراميّ أو موظفاً لإسقاطات أو انزياحات لغويّة وفكريّة
رأيٌ صائب كبد الحقيقة وإلا كان يمكن أن يكتب هذا النص أي طالب مدرسة . غيرَ أني رأيتُ حكمك على النص بأنه خال من الدراما كمن
ينتزع من طفلٍ يتيم جائع قطعة البسكويت التي يتلذذ بطعمها ! فما كان يعتمل بقلب الأبوين وهما عائدان بلا وحيدتهما لأول مرة
ينزف الكثير !
( حفل زفاف بجنازة والحقيقة أن هذا أمر مبالغ فيه جدا ويفسد بالضرورة الكثير من المعاني التي يستقيم عليها أمر الحياة)
تصوير لطيف بقلمك الفارس ! لكن تلك اللحظة ربما لم تكن تختلف كثيراً عن الجنازة ، فكلاهما كان فراقاً في شعور الأبوين ..
لم يكن الأبوان - في ظني - رغم حزنهما على فراق وحيدتهما ممن يُفسد المعاني التي تستقيم عليها الحياة - والمقصود هنا الزواج
والفرحة بتزويج الأبناء - وإلا ما زوجاها ، ولا حضرا عرسها ...
إنها باختصار لحظة شعورية إنسانيّة مميّزة ..لعلّها لم تدم طويلاً
ولم يكن التعبير عنها مبالَغاً فيه ...لأنني عشتُها بثوانيها ..
أشكرك من كل قلبي لاهتمامك بخربشاتي ، ولتوجيهك السديد
دمتَ بألف خير
لانا عبد الستار
19-04-2013, 12:50 AM
إحساس أبوي حان بالفقد لغياب ابنته
لا أفهم لماذا جعلنا نتصوره فقدا حزينا وهو بداية حياة جديدة
لكنها مهارة الكاتب تلاعبت بنا
أشكرك
مصطفى حمزة
19-04-2013, 04:53 PM
إحساس أبوي حان بالفقد لغياب ابنته
لا أفهم لماذا جعلنا نتصوره فقدا حزينا وهو بداية حياة جديدة
لكنها مهارة الكاتب تلاعبت بنا
أشكرك
أختي العزيزة لانا
أسعد الله أوقاتك
أسأل الله لكِ طول العمر - مع حُسن العمل - فتزوّجي أولادكِ ، وتشعري بما حاول الكاتب أن ينقله هنا ... وعندها أرجو أن تذكري هذا النص
ولكن هيهات لأنك ستقرئين بعده نصوصاً ونصوصاً تجعله في عالم النسيان البعيد هههه
تحياتي
ناديه محمد الجابي
19-04-2013, 05:44 PM
لحظات تمر بكل والدين عندما تتركهما ابنتهما إلى بيت الزوجية
لحظات مشحونة بالأنفعالات المختلفة .. الفرح بها, والحزن لفراقها
والتمنيات لها بحياة سعيدة ـ عبرت عنها بمنتهى الصدق في أقصوصتك
هذه التي مزجت فيها بين الوصف الدقيق, والسرد المقتنص للحظة
وأقول لكل لمن تعجب للحزن هنا ـ إن انفعالات الناس تختلف باختلاف طباعهم
وتكوينهم ومدى ارتباطهم بأولادهم.
دام إبداعك متألقا.
الفرحان بوعزة
20-04-2013, 02:26 PM
كعادتك أخي مصطفى تقطف من الحياة مواضيع تمس النفس البشرية ، دقيقة وحساسة قلما ينتبه إليها عامة الناس ..
بقلمك الفياض وسردك الشيق تخضعها وتطوعها لتكون في متناول جميع القراء على اختلاف تجاربهم وثقافتهم وخبرتهم بالحياة ..
جميل ما قرأت لك أخي ..
محبتي الخالصة .. الفرحان بوعزة ..
خلود محمد جمعة
05-06-2014, 09:51 AM
تتشابه الاحداث وتكثر القصص لكن هناك حرف تخاله من ابجدية اخرى
القدرة على سرد حكاية من الواقع بحيث تشعرك انها عالم مختلف وقصة أخرى هي إحدى اسرار أبجدية كاتبنا
اذرف العبرات في معظم نصوصك اديبنا
دمت مائزاً
مودتي وكل التقدير
:001::hat::hat:
علاء سعد حسن
05-06-2014, 07:01 PM
وهذه سنة الحياة
سلمت يداك سيدي
مصطفى حمزة
25-06-2014, 06:13 AM
أختي العزيزة الفاضلة ، الأستاذة نادية
أسعد الله أوقاتك
أعتذر عن التأخر في الرد
وأشكر لك قراءتك ( الأموميّة ) للنصّ ، وشرفني ثناؤك
تحياتي
مصطفى حمزة
25-06-2014, 06:18 AM
أخي الأكرم ، أديبنا وناقدنا الأستاذ الفرحان
أسعد الله أوقاتك
اعذرني لتأخري في الرد ، فأنا والله لا أقصده ..بل في كل حال أسهو وأنسى .. ثم يأخذنا الوقت
نقدك لما أخربش ، ورأيك فيه أمرٌ يُسعدني ، ويجعلني ( فرحان ) بك مثلك وأكثر ... ويُكرمني أيضاً
دمتَ بألف خير
مصطفى حمزة
25-06-2014, 06:23 AM
تتشابه الاحداث وتكثر القصص لكن هناك حرف تخاله من ابجدية اخرى
القدرة على سرد حكاية من الواقع بحيث تشعرك انها عالم مختلف وقصة أخرى هي إحدى اسرار أبجدية كاتبنا
اذرف العبرات في معظم نصوصك اديبنا
دمت مائزاً
مودتي وكل التقدير
:001::hat::hat:
أختي العزيزة الفاضلة ، أديبتنا خلود
أسعد الله اوقاتك
بصراحة ، وبكل بساطة : طالما اعتقدت أن الناقد لا يحتاج ليكون ناقداً إلاّ إلى حسّ سليم ، وبعض تعليل ..
لا يلزمه دراسة المدارس الأدبية ، ومناهج النقد ، ولا مطارحة المصطلحات .. وإن كان الكثيرون يُخالفونني بهذا الطرح !
أنت كنتِ كذلك
تحياتي
مصطفى حمزة
25-06-2014, 06:24 AM
وهذه سنة الحياة
سلمت يداك سيدي
سلّمك الله أخي الأستاذ علاء
تحياتي
رويدة القحطاني
06-09-2014, 06:56 PM
الزواج طبيعة الحياة وأنا أفهم تأثر الأهل بهذا ولكن لا أتفهم أن يكون هذا أقرب لمأساة ومناحة يشارك فيها الأب والأم.
لست أدري فرغم جمال القصىة ورقي المشاعر الحانية إلا أنني وجدت أن هناك مبالغة واضحة في رد الفعل.
مصطفى حمزة
07-09-2014, 09:45 AM
الزواج طبيعة الحياة وأنا أفهم تأثر الأهل بهذا ولكن لا أتفهم أن يكون هذا أقرب لمأساة ومناحة يشارك فيها الأب والأم.
لست أدري فرغم جمال القصىة ورقي المشاعر الحانية إلا أنني وجدت أن هناك مبالغة واضحة في رد الفعل.
أختي الفاضلة ، الأديبة رويدة
أسعد الله أوقاتك
وجدان الإنسان جديلة كبيرة من الأحاسيس والعواطف المتنوعة ، وما أكثر ما يمرّ بالغريب العجيب منها .. ولو للحظات ، لكنها
تبقى تجارب إنسانية تستحق التسجيل . هذا ، ويختلف مفهوم ( المبالغة ) من شخص لآخر ، فبعض القلوب قُدّ من حجر ، وبعضُها
يبكي إذا تألم الحجر ...
أشكر مرورك الطيّب
تحياتي
سعاد محمود الامين
07-09-2014, 02:49 PM
الأستاذ مصطفي
تحية مباركة
فاتني كرنفال الزفاف هذا.
.لقد صورت الدواخل الحساسة لأبوين فى حالة فقد بهيج
مشاعر مختلطة من حزن لفراق وحيدة وفرح لزفافها..
فابدعت كما تعودنا منك وقلمك المائز
ملك ناصية اللغة.. ولست أدرى أين المبالغة
فى وصف هذه المشاعر الجياشة..
هل يفترض أن تكون مشاعر البشر فى قالب واحد؟!
تفرح كما يفرح الجميع وتحزن مثلهم..
لا لكل منا قالبه العاطفي الذى نهله من بيئته..
فعلامة هذه الضجة الكبري ؟
وانت ذكرت انه فرح ابنتك الاثيرة...
نص ماتع وشفاف وحرف أنيق
دمت والأفراح:0014:
مصطفى حمزة
12-09-2014, 09:55 AM
وأنا افتقدتُ حُضورك المُنتظر هنا أختي العزيزة سعاد ،فلطالما أحببتُ ندى قلمكِ الرائق الناطق بلسان الإنسان
أشكر لكِ هذه القراءة المُحيطة .. عبارات مستقلة حرّة ، تعبّر عن فكر ووجدان أديبة حرّة
تحياتي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir