المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قُـلْ كَـلامـاً يَـشْفيـني .. !!



ابتسام محمد الحسن
29-05-2012, 10:31 PM
قـُلْ كَلاماً يَشْفِينِي ...



إِهْدَاءٌ خَاصْ، لـِ رَجُلٍ عِشْقُه مَوْءُودٌ فِي صَدْرِي





(1) يَا لَيْلَ الغُرَبَاءِ لاَ تَطُلْ !

عِنْدَمَا نَنْوي الغِيابَ فَـ لا شَيءَ يُقَوّي إيمَانَنَا، لاَ شَيْء يُضْعِفُه ... نُخَبّئُ تَحْتَ رُموشِنَا لآلِئَ الشّوْقِ، نَكْفُرُ بِالوَصْلِ ... ثُمَّ نَكْرَهُ اللّقَاءْ، و مِنْ شُرُفَاتِ الأَمَلِ نُلْقِي بِأَجْسَادِنا الزُّجَاجِيّةِ لِـ يَتَلَقَّـفَنا رَصِيفُ الهَجْرِ بِـ حُبٍّ مَكْرُوه ... لِـ نَحْتَضِنَهُ بِـ شَوْقِ الغُرَبَاءْ.




(2) تَعَالَ و اسْجُدْ و اقْتَرِب !



(أَتَسَاءَلُ، ماَ بَالهُ يَدُقُّ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ !؟ وَ أَنَا الّتِي عَلَى طَاعَتِي فَطَرْتُـهُ يَعْصِينِي ؟؟؟! )



لاَ تَكْذِبْ ... !
وَ اسْجُدْ أَيُّهَا القَلْبُ فِي حَضْرَتِي، أَنْصِتْ لِـ حَدِيثِ الظّنِّ ... ثُم انْطِقْ بِحِكْمَةٍ تَتّسِعُ لَهَا مُرُوجُ الصّبْر، أو اخْرَسْ حَتّى أَسْتَغْفِرَ لَكْ ... و َأُعْلِنَ مِنْ بَعْدِ رِدّتِكَ هَذِهِ أَنّكَ أَصْبَحْتَ مَجْنُونَا !!


(3) وَ رُوح قُطوفُها دَانِية ...


رُوحِي المُثقَلة بكَ تَتَدلّى عَلى جِدَارِ الشّوْق، تُثمِرُ عَنَاقِيدَ عِشْقٍ شَهِيّة ... لَكِنّ مَوْسِمَ القِطافِ لا يأْتِي ! مَوسِمُ العِناقِ تَتَربّصُ بِه العُيونْ ... و قَلْبِيَ المَتْـبولُ مُعَلّقٌ بِـ قَشّةٍ سَـ تَقْصِمُ ظَهْرَ الكَوْن، عَقْلِيَ المَفْتُونُ يُصِرُّ عَلَى أَن يُزْهِقَ رُوحَكْ ! فـ احْسِبْ خَطَوَاتِكَ نَحْوي، و تَعوّذْ بِبَرْدِ التّأنّي مِنْ نَارِ الجُنُـونْ.


(4) نُبُوءَة


فِي أَقْصَى الشّرْقِ سَـ يُولَدُ طِفْلٌ اسْمِي عَلَى جَبِينِهِ مَوْشُومْ، هَكَذَا قَالَتِ النُّبوءَة ... وَ هَكَذا اليَوْمَ جِئْتَ تَقُولْ !

غَرِيبَةٌ هي الحَيَاةُ الّتِي تُنْجِبُ مِنْ رَحِم المُسْتَحِيلِ صُدْفَةً... وَ تُجْهِضُ اللّْقَاءَ فِي عُيُونِ المُحِبّين !
و الأغْرَبُ ... هُو ذَاكَ المَوْتُ الّذي يَسْرِقُ البَهْجَةَ مِنْ عُيُونِ الشّمْسِ ... لـ يُضِيءَ بِهَا قُلُوبَ العُشّاقِ المَوءُودةَ في الصُّدورْ !!!



(5) قُـلْ كَلاماً يـَشْفِينِي ...


بَيْنَ جُرُوحِ الذّكرَى تَنْبُتُ شَجَرَةٌ مِن زَقّومْ، فَـ طَهّرْ جِرَاحَاتِي بـ لِقَاءٍ عَذْبٍ، ضَمّدْهُ بـِ كَسْرِ الصّدْرِ ... و قُلْ كَلاَماً يَشْفِيني و ابْعَثْنِي مِن بَيْنِ الأَحْيَاءِ و ادفِنْني حَيْثُ اللّقاءُ يَكُونْ.

أحلام المغربي
29-05-2012, 11:06 PM
حين نفكك لغة الصمت
حين يخترق صداها عمق السماء
ليتسلل عبر الشرفات طوعا لا كرها إلى القلوب
حينها .. تكون نشوة اللقاء .. و ها أنا ذي أنساق مع ريح حروفك لأعيش لحظة نشوة وانتشاء
فتقبلي مروري و إعجابي ببوحك
مع تحياتي وسلامي
أحلام المغربي

ابتسام محمد الحسن
29-05-2012, 11:36 PM
الراقية / أحلام

سعدت بقراءتك الجميلة، و بعباراتك الأنيقة، و حضورك المتألق

لا عدمت هكذا مرور يا ابنة بلدي الحبيب

محبتي و الورد

ربيع بن المدني السملالي
30-05-2012, 12:07 AM
عِنْدَمَا نَنْوي الغِيابَ فَـ لا شَيءَ يُقَوّي إيمَانَنَا، لاَ شَيْء يُضْعِفُه ... نُخَبّئُ تَحْتَ رُموشِنَا لآلِئَ الشّوْقِ، نَكْفُرُ بِالوَصْلِ ... ثُمَّ نَكْرَهُ اللّقَاءْ، و مِنْ شُرُفَاتِ الأَمَلِ نُلْقِي بِأَجْسَادِنا الزُّجَاجِيّةِ لِـ يَتَلَقَّـفَنا رَصِيفُ الهَجْرِ بِـ حُبٍّ مَكْرُوه ... لِـ نَحْتَضِنَهُ بِـ شَوْقِ الغُرَبَاءْ.

جميل وراقٍ ما قرأتُ هنا ..
لغة رائعة ، وأسلوب متميّز ، وبوح رقيق
شكراً لكِ أديبتنا الكريمة ابتسام على هذه اللوحة الفنية التي رُسمت بريشتك المحترفة ...
ومرحباً بك معنا في واحتك ..
سأنتظر جديدك بشغف
دمتِ ودام الهطولُ المنتظرُ
تحاياي والمودة

ربيحة الرفاعي
30-05-2012, 05:20 PM
نثرية جميلة تفيض شاعرية وعذوبة

لي تساؤل في الإهداء
إِهْدَاءٌ خَاصْ، لـِ رَجُلٍ عِشْقُه مَوْءُودٌ فِي صَدْرِي
فالمؤود ليس مخبأ فقط بل قتيل

أهلا بك في واحتك

تحاياي

فاطمه عبد القادر
31-05-2012, 03:14 AM
بَيْنَ جُرُوحِ الذّكرَى تَنْبُتُ شَجَرَةٌ مِن زَقّومْ، فَـ طَهّرْ جِرَاحَاتِي بـ لِقَاءٍ عَذْبٍ، ضَمّدْهُ بـِ كَسْرِ الصّدْرِ ... و قُلْ كَلاَماً يَشْفِيني و ابْعَثْنِي مِن بَيْنِ الأَحْيَاءِ و ادفِنْني حَيْثُ اللّقاءُ يَكُونْ.





ابتسام محمد الحسن ///السلام عليكم يا صديقتي العزيزة
النص في غاية الروعة ,يتدفق هادرا مروعا أحيانا
شكرا لجمال قلمك يا عزيزتي
ماسة

وليد عارف الرشيد
31-05-2012, 03:36 PM
جميلة عذبة متقنة هذه النثرية واستخدمت بها اللغة القرآنية وإن كنت لم تتقبل نفسي وضع الآية ثم البناء عليها خصوصًا فيما يتعلق بالسجود ... فالتناص في النص الأدبي هو استخدام اللفظة الموحية وليس محاكاتها فيما أحسب
راقني هذا النص بلغته وانزياحاته وتصويره وخياله السامق
مرحبًا بك ميدعتنا في واحتك واحة الخير والألق ... واعتدنا أن يقدم لنا المغرب الحبيب هذه الجواهر الأدبية البراقة
مودتي وكثير تقديري