المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رِثَاءُ المتنبي جدّته



ربيع بن المدني السملالي
02-06-2012, 01:47 PM
ألا لا أري الأحداث مدحا ولا ذما

قال ربيع السملالي :
تُعتبرُ هذه القصيدة من روائع المتنبي ، وقد فصّل القول فيها ، وقرأها قراءة جادّة ، العلاّمة محمود شاكر رحمة الله عليه ، في كتابه الضّخم الرّائع ( المتنبي رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ) أتمنى من إخواني وأخواتي سبر أغواره فهو نفيس جدّا ، وفيه الرّد على ترهات وأكاذيب أعمى البصر والبصيرة ، ( طه حُسين ) ...


ألا لا أُري الأحداثَ مَدحاً ولا ذَمّا ... فَما بَطشُها جَهلاً ولا كفُّها حِلمَا
إلى مثلِ ما كانَ الفتى مرْجعُ الفتى ... يَعُودُ كمَا أُبْدي ويُكرِي كما أرْمَى
لَكِ الله مِنْ مَفْجُوعَةٍ بحَبيبِها ... قَتيلَةِ شَوْقٍ غَيرِ مُلحِقِها وَصْمَا
أحِنّ إلى الكأسِ التي شرِبَتْ بها ... وأهوى لمَثواها التّرابَ وما ضَمّا
بَكَيْتُ عَلَيها خِيفَةً في حَياتِها ... وذاقَ كِلانا ثُكْلَ صاحِبِهِ قِدْمَا
ولوْ قَتَلَ الهَجْرُ المُحبّينَ كُلَّهُمْ ... مضَى بَلَدٌ باقٍ أجَدّتْ لَهُ صَرْمَا
عرَفْتُ اللّيالي قَبلَ ما صَنَعَتْ بنا... فلَمَا دَهَتْني لم تَزِدْني بها عِلْمَا
مَنافِعُها ما ضَرّ في نَفْعِ غَيرِها ... تغذّى وتَرْوَى أن تجوعَ وأن تَظْمَا
أتاها كِتابي بَعدَ يأسٍ وتَرْحَةٍ ... فَماتَتْ سُرُوراً بي فَمُتُّ بها غَمّا
حَرامٌ على قَلبي السّرُورُ فإنّني ... أعُدّ الذي ماتَتْ بهِ بَعْدَها سُمّا
تَعَجَّبُ مِنْ لَفْظي وخَطّي كأنّما ... ترَى بحُرُوفِ السّطرِ أغرِبةً عُصْمَا
وتَلْثِمُهُ حتى أصارَ مِدادُهُ .... مَحاجِرَ عَيْنَيْها وأنْيابَها سُحْمَا
رَقَا دَمْعُها الجاري وجَفّتْ جفونها ... وفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدمَا أدمَى
ولم يُسْلِها إلاّ المَنَايا وإنّمَا .... أشَدُّ منَ السُّقمِ الذي أذهَبَ السُّقْما
طَلَبْتُ لها حَظّاً فَفاتَتْ وفاتَني ... وقد رَضِيَتْ بي لو رَضيتُ بها قِسْمَا
فأصْبَحتُ أسْتَسقي الغَمامَ لقَبرِها ... وقد كنْتُ أستَسقي الوَغى والقنا الصُّمّا
وكنتُ قُبَيلَ الموْتِ أستَعظِمُ النّوَى ... فقد صارَتِ الصّغَرى التي كانتِ العظمى
هَبيني أخذتُ الثأرَ فيكِ منَ العِدَى ... فكيفَ بأخذِ الثّأرِ فيكِ من الحُمّى
وما انسَدّتِ الدّنْيا عليّ لضِيقِهَا .... ولكنَّ طَرْفاً لا أراكِ بهِ أعمَى
فَوَا أسَفا ألاّ أُكِبَّ مُقَبِّلاً ... لرَأسِكِ والصّدْرِ اللّذَيْ مُلِئا حزْمَا
وألاّ أُلاقي روحَكِ الطّيّبَ الذي ... كأنّ ذكيّ المِسكِ كانَ له جسمَا
ولَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ ... لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّا
لَئِنْ لَذّ يَوْمُ الشّامِتِينَ بيَوْمِهَا ... لَقَدْ وَلَدَتْ مني لأنْفِهِمِ رَغْمَا
تَغَرّبَ لا مُسْتَعْظِماً غَيرَ نَفْسِهِ ... ولا قابِلاً إلاّ لخالِقِهِ حُكْمَا
ولا سالِكاً إلاّ فُؤادَ عَجاجَةٍ ... ولا واجِداً إلاّ لمَكْرُمَةٍ طَعْمَا
يَقُولونَ لي ما أنتَ في كلّ بَلدَةٍ ... وما تَبتَغي؟ ما أبتَغي جَلّ أن يُسْمى
كأنّ بَنيهِمْ عالِمُونَ بِأنَّنِي جَلُوبٌ... إلَيهِمْ منْ مَعادِنه اليُتْمَا
وما الجَمْعُ بَينَ الماءِ والنّارِ في يدي ...بأصعَبَ من أنْ أجمَعَ الجَدّ والفَهمَا
ولكِنّني مُسْتَنْصِرٌ بذُبَابِهِ ... ومُرْتكِبٌ في كلّ حالٍ به الغَشمَا
وجاعِلُهُ يَوْمَ اللّقاءِ تَحِيّتي ... وإلاّ فلَسْتُ السيّدَ البَطَلَ القَرْمَا
إذا فَلّ عَزْمي عن مدًى خوْفُ بُعده ... فأبْعَدُ شيءٍ ممكنٌ لم يَجِدْ عزْمَا
وإنّي لَمِنْ قَوْمٍ كأنّ نُفُوسَهُمْ ... بها أنَفٌ أن تسكنَ اللّحمَ والعَظمَا
كذا أنَا يا دُنْيا إذا شِئْتِ فاذْهَبي ... ويا نَفسِ زيدي في كرائهِها قُدْمَا
فلا عَبَرَتْ بي ساعَةٌ لا تُعِزّني ... ولا صَحِبَتْني مُهجَةٌ تقبلُ الظُّلْمَا

سامية الحربي
06-06-2012, 01:41 AM
عرَفْتُ اللّيالي قَبلَ ما صَنَعَتْ بنا... فلَمَا دَهَتْني لم تَزِدْني بها عِلْمَا
مَنافِعُها ما ضَرّ في نَفْعِ غَيرِها ... تغذّى وتَرْوَى أن تجوعَ وأن تَظْمَا

رحم الله مُوتى المـسلمين. بورك هذا الأختيار أستاذنا ربيع السملالي. تحياتي وتقديري.

ربيع بن المدني السملالي
06-06-2012, 02:04 AM
عرَفْتُ اللّيالي قَبلَ ما صَنَعَتْ بنا... فلَمَا دَهَتْني لم تَزِدْني بها عِلْمَا
مَنافِعُها ما ضَرّ في نَفْعِ غَيرِها ... تغذّى وتَرْوَى أن تجوعَ وأن تَظْمَا

رحم الله مَوتى المـسلمين. بورك هذا الأختيار أستاذنا ربيع السملالي. تحياتي وتقديري.

آمين

شكرا لك أستاذة غصن الحربي سُررتُ وتشرّفت بحضورك الجميل هنا ، بارك الله في سعيك

دمتِ مُشرقةً كما عهدناك

تحاياي وخالص التّقدير

نداء غريب صبري
12-06-2012, 03:38 AM
مرثية رائعة من شاعر رائع
كنت قبل أن آتي الواحة وأقرأ شعر اميرها العمري أظنه اشعر شعراء الزمان

شكرا لك اخي لنقلها

بوركت

ربيع بن المدني السملالي
15-06-2012, 02:00 AM
مرثية رائعة من شاعر رائع
كنت قبل أن آتي الواحة وأقرأ شعر اميرها العمري أظنه اشعر شعراء الزمان

شكرا لك اخي لنقلها

بوركت

بارك الله فيك أختي الكريمة نداء

دمت بخير وعافية

تحياتي وخالص الود

عبد الرحيم بيوم
15-06-2012, 09:20 AM
وما انسَدّتِ الدّنْيا عليّ لضِيقِهَا .... ولكنَّ طَرْفاً لا أراكِ بهِ أعمَى
فَوَا أسَفا ألاّ أُكِبَّ مُقَبِّلاً ... لرَأسِكِ والصّدْرِ اللّذَيْ مُلِئا حزْمَا
وألاّ أُلاقي روحَكِ الطّيّبَ الذي ... كأنّ ذكيّ المِسكِ كانَ له جسمَا
ولَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ ... لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّا

كانت لها في قلبه مكانة عظيمة
ولم يتمكن من لقائها، فكانت هذه المرثية الصادقة والمؤثرة

اختيار جميل كعادتك أخي الفاضل ربيع
تحيتي لك والمودة

ربيع بن المدني السملالي
16-06-2012, 06:28 AM
وما انسَدّتِ الدّنْيا عليّ لضِيقِهَا .... ولكنَّ طَرْفاً لا أراكِ بهِ أعمَى
فَوَا أسَفا ألاّ أُكِبَّ مُقَبِّلاً ... لرَأسِكِ والصّدْرِ اللّذَيْ مُلِئا حزْمَا
وألاّ أُلاقي روحَكِ الطّيّبَ الذي ... كأنّ ذكيّ المِسكِ كانَ له جسمَا
ولَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ ... لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّا

كانت لها في قلبه مكانة عظيمة
ولم يتمكن من لقائها، فكانت هذه المرثية الصادقة والمؤثرة

اختيار جميل كعادتك أخي الفاضل ربيع
تحيتي لك والمودة
شكرا لحضورك الموفق اخي الحبيب عبد الرحيم

بارك الله فيك

دمتَ بخير وعافية

تحاياي

ربيحة الرفاعي
06-07-2012, 02:15 AM
قصيدة جميلة ماتعة الحرف حلوة العزف رائقة

جميل اختيار أيها الربيع
واختيار المرء كما نقلت لنا " قطعة من عقله" فأجمل بها قطعة رائعة

أهلا بك في واحتك

تحاياي

ربيع بن المدني السملالي
06-07-2012, 04:52 PM
قصيدة جميلة ماتعة الحرف حلوة العزف رائقة

جميل اختيار أيها الربيع
واختيار المرء كما نقلت لنا " قطعة من عقله" فأجمل بها قطعة رائعة

أهلا بك في واحتك

تحاياي
شكرا لإطلالتك الطيبة أختنا الموفقة ربيحة ، سررت وتشرّفت بك كالعادة

دمت بخير وعافية

تحياتي وخالص الودّ

زبيدة خضير الزبيدي
06-07-2012, 09:19 PM
كيف لا يرثاها يا أستاذ ربيع

فقد كانت ملاذه الآمن
ماتت من شدة فرحتها بلقاءه ..
دائما ما تتحفا بمواضيعك الشيقة أستاذي الفاضل
تحية وتقدير لحرفك المستنير

ربيع بن المدني السملالي
07-07-2012, 01:16 AM
كيف لا يرثاها يا أستاذ ربيع

فقد كانت ملاذه الآمن
ماتت من شدة فرحتها بلقاءه ..
دائما ما تتحفا بمواضيعك الشيقة أستاذي الفاضل
تحية وتقدير لحرفك المستنير
بارك الله فيك أديبتنا الرائعة زبيدة ، يسرّني ويشرفني أن أراك في موضوعاتي

دمت بخير وعافية أيتها الأصيلة

تحياتي لك وخالص الودّ